أبو هاجر القحطاني
2014-12-04, 15:00
تجفيف منابع الدين "التدين منهج غربي بيد علمانية"
حار الغرب في كيفية التصرف في المد الإسلامي الذي يصل إلى قلوب أبنائه وعقولهم، وحار في كيفية مواجهته، فاستخدم كل أسلحته المادية والمعنوية في سبيل إيقافه، ولكن يفاجأ بعد كل استخدامه لأسلحته أن المد الإسلامي يتوغل فيهم، فكان لابد من محاولة إيجاد طريقة أخرى غير المواجهة المسلحة للإبادة، والمواجهة الفكرية بالتشويه.
فوقع الاختيار على تبديل المعنى وتغيير الأفكار لدى المسلمين أنفسهم تجاه إسلامهم، وتفريغه من مضمونه لكي يكون المسلمون بلا إسلام حقيقي، وليحتفظوا بالمظهر دون الجوهر، لكي يكون الإسلام حقيقة غير موجودة فلا يكترثون بازدياد معتنقيه ولا بقلتهم.
وظهرت لمصطلحات الدالة على ذلك مثل "الإسلام المعتدل" الإسلام الوسطي "الإسلام المستنير" على الساحة لتحصر الإسلام الحقيقي في دائرة الإرهاب ولتجعل من النموذج المشوه المغلوط والمجتزئ للإسلام هو النموذج المراد تسويقه ونشره والحث عليه ومحاربة مخالفه.
واهتمت مراكز الأبحاث الغربية وخصوصا الأمريكية بهذه الفكرة وعملت عليها من زمن طويل مثل مؤسسات "كارنيجي" و "مركز نيكسون" وغيرها حيث كان لها دور بارز في تناول قضايا حساسة في عالمنا الإسلامي، وعمدوا إلى الحث على تغيير مناهج التعليم بحذف وإضافة للمواضيع المقررة فيها تحت دعوى أن هذه المناهج تشكل منبعاً من منابع الكراهية وتأصيل العداوة، فبالتالي يلزم النظر فيها وإعادة صياغتها لتلائم –كما يزورون- العصر والانفتاح الحضاري بين دول العالم.
ووافقتهم على ذلك – رغبا أو رهبا – الكثير من الحكومات في عالمنا الإسلامي، حيث هرعوا لتلبية تلك الأوامر التي بدت في صورة نصائح، فعملوا على تغيير في المناهج المدرسية والجامعية طال آيات من القرآن الكريم حذفاً أو اختصاراً، كما طال أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأعيدت صياغة بعض المواد المنهجية لتلائم ذاك الأمر الصادر إليهم سواء في القضايا التاريخية أو الجغرافية وبالطبع القضايا السياسية.
وغير خاف على المهتمين والمتابعين ما نشرته مجلة Commentary الأمريكية في عدد فبراير 2008 تحت عنوان "In Search of Moderate Islam" في سبيل البحث عن إسلام معتدل- والتي طرحت فيه فكرة محاولة إيجاد تيار إسلامي معتدل بحسب وصفهم له، وقامت مؤسسة راند الأمريكية بعده في مارس 2007 بدراسة وضعت تحت عنوان: "بناء شبكات إسلامية معتدلة" "Building Moderate Muslim Networks" لتحديد الأسس الفكرية للمواجهة مع العالم الإسلامي عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وصدور الدراسة من هذا المركز الذي يعد من الأعمدة الرئيسية التي يعتمد عليها صانع القرار الغربي الأمريكي في تعامله مع الدول الإسلامية.
ووفقا للدراسة التي أصبحت مرجعا للحكم على المنتمين للإسلام من الأفراد والجماعات بأنهم معتدلون أم غير ذلك، وضعوا عدة معايير منها مدى قبول فكرة الديمقراطية أم لا، وعن نبذ العنف وإدانة الإرهاب والدفاع عن الأقليات والدفاع عن حقوق المرأة ومدى قبولهم بما يسمى بالتعددية التفسيرية داخل الإسلام، وكل هذه المصطلحات لا يملك حق تفسيرها وفرض معانيها سوى الغرب وحده وفق وجهة نظره، فمن يوافقهم في ذلك يسمى مسلما معتدلا، ومن يخالفهم فيه يصبح إرهابيا بعيدا عن الوسطية.
ومن أهم وسائلهم الأخرى تجفيف المنابع للتدين والحيلولة بين الأجيال الجديدة أو المسلمين الجدد وبين معرفة جوهر الإسلام الحقيقي، فكان هدفهم منها إبعاد المسلمين عن أصل دينهم ومحو حضارتهم من أذهانهم وجعل المنهجية الفكرية عند المسلمين تُبنى على أساس من الثقافة الغربية والقناعات والمفاهيم الغربية بل واستبعاد نصوص الشرع القطعية منها قبل الظنية من أن تكون مرجعاً بين الناس، وفي هذا هدم كامل للدين في نفوس أبنائه، فما الإسلام إذا استبعدنا منه النصوص القطعية والظنية. وماذا يبقى من الدين؟.
وكان لهم مساعدون من أبناء المسلمين ممن يخدعون الناس بالمصطلحات البراقة مثل العلمانية والليبرالية والحداثة وغيرها ممن يعينونهم على التخلص من القرآن الكريم كمنهج ومرجعية للمسلمين مع بقائه شكلا والتخلص من السنة النبوية المطهرة كمفسرة للقران لتفصيل مجمله وتوضيح مشكله وتخصيص عامه، فبدأت الحرب على الثوابت كلها في آن واحد من هؤلاء الذين ينعتون أنفسهم بالمسلمين المستنيرين، والذين يصفون غيرهم بالظلاميين والرجعيين والمتخلفين.
إن هذه السياسة تعمل منذ زمن طويل، ويعاني المنهج الإسلامي من هؤلاء أشد المعاناة، فهم يملكون الأبواق الإعلامية القوية ويملكون الأموال السخية والمناصب الكبيرة, ويساندهم ويدعمهم الغرب ويدافع عنهم ويصرخ ويستعدي قواه لو تعرضوا لأذى في أي من الدول العربية والإسلامية، هم العدو فاحذرهم، قاتلهم الله أنى يؤفكون.
المصدر :
http://taseel.com/display/pub/default.aspx?id=8880&mot=1 (http://taseel.com/display/pub/default.aspx?id=8880&mot=1)
حار الغرب في كيفية التصرف في المد الإسلامي الذي يصل إلى قلوب أبنائه وعقولهم، وحار في كيفية مواجهته، فاستخدم كل أسلحته المادية والمعنوية في سبيل إيقافه، ولكن يفاجأ بعد كل استخدامه لأسلحته أن المد الإسلامي يتوغل فيهم، فكان لابد من محاولة إيجاد طريقة أخرى غير المواجهة المسلحة للإبادة، والمواجهة الفكرية بالتشويه.
فوقع الاختيار على تبديل المعنى وتغيير الأفكار لدى المسلمين أنفسهم تجاه إسلامهم، وتفريغه من مضمونه لكي يكون المسلمون بلا إسلام حقيقي، وليحتفظوا بالمظهر دون الجوهر، لكي يكون الإسلام حقيقة غير موجودة فلا يكترثون بازدياد معتنقيه ولا بقلتهم.
وظهرت لمصطلحات الدالة على ذلك مثل "الإسلام المعتدل" الإسلام الوسطي "الإسلام المستنير" على الساحة لتحصر الإسلام الحقيقي في دائرة الإرهاب ولتجعل من النموذج المشوه المغلوط والمجتزئ للإسلام هو النموذج المراد تسويقه ونشره والحث عليه ومحاربة مخالفه.
واهتمت مراكز الأبحاث الغربية وخصوصا الأمريكية بهذه الفكرة وعملت عليها من زمن طويل مثل مؤسسات "كارنيجي" و "مركز نيكسون" وغيرها حيث كان لها دور بارز في تناول قضايا حساسة في عالمنا الإسلامي، وعمدوا إلى الحث على تغيير مناهج التعليم بحذف وإضافة للمواضيع المقررة فيها تحت دعوى أن هذه المناهج تشكل منبعاً من منابع الكراهية وتأصيل العداوة، فبالتالي يلزم النظر فيها وإعادة صياغتها لتلائم –كما يزورون- العصر والانفتاح الحضاري بين دول العالم.
ووافقتهم على ذلك – رغبا أو رهبا – الكثير من الحكومات في عالمنا الإسلامي، حيث هرعوا لتلبية تلك الأوامر التي بدت في صورة نصائح، فعملوا على تغيير في المناهج المدرسية والجامعية طال آيات من القرآن الكريم حذفاً أو اختصاراً، كما طال أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأعيدت صياغة بعض المواد المنهجية لتلائم ذاك الأمر الصادر إليهم سواء في القضايا التاريخية أو الجغرافية وبالطبع القضايا السياسية.
وغير خاف على المهتمين والمتابعين ما نشرته مجلة Commentary الأمريكية في عدد فبراير 2008 تحت عنوان "In Search of Moderate Islam" في سبيل البحث عن إسلام معتدل- والتي طرحت فيه فكرة محاولة إيجاد تيار إسلامي معتدل بحسب وصفهم له، وقامت مؤسسة راند الأمريكية بعده في مارس 2007 بدراسة وضعت تحت عنوان: "بناء شبكات إسلامية معتدلة" "Building Moderate Muslim Networks" لتحديد الأسس الفكرية للمواجهة مع العالم الإسلامي عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وصدور الدراسة من هذا المركز الذي يعد من الأعمدة الرئيسية التي يعتمد عليها صانع القرار الغربي الأمريكي في تعامله مع الدول الإسلامية.
ووفقا للدراسة التي أصبحت مرجعا للحكم على المنتمين للإسلام من الأفراد والجماعات بأنهم معتدلون أم غير ذلك، وضعوا عدة معايير منها مدى قبول فكرة الديمقراطية أم لا، وعن نبذ العنف وإدانة الإرهاب والدفاع عن الأقليات والدفاع عن حقوق المرأة ومدى قبولهم بما يسمى بالتعددية التفسيرية داخل الإسلام، وكل هذه المصطلحات لا يملك حق تفسيرها وفرض معانيها سوى الغرب وحده وفق وجهة نظره، فمن يوافقهم في ذلك يسمى مسلما معتدلا، ومن يخالفهم فيه يصبح إرهابيا بعيدا عن الوسطية.
ومن أهم وسائلهم الأخرى تجفيف المنابع للتدين والحيلولة بين الأجيال الجديدة أو المسلمين الجدد وبين معرفة جوهر الإسلام الحقيقي، فكان هدفهم منها إبعاد المسلمين عن أصل دينهم ومحو حضارتهم من أذهانهم وجعل المنهجية الفكرية عند المسلمين تُبنى على أساس من الثقافة الغربية والقناعات والمفاهيم الغربية بل واستبعاد نصوص الشرع القطعية منها قبل الظنية من أن تكون مرجعاً بين الناس، وفي هذا هدم كامل للدين في نفوس أبنائه، فما الإسلام إذا استبعدنا منه النصوص القطعية والظنية. وماذا يبقى من الدين؟.
وكان لهم مساعدون من أبناء المسلمين ممن يخدعون الناس بالمصطلحات البراقة مثل العلمانية والليبرالية والحداثة وغيرها ممن يعينونهم على التخلص من القرآن الكريم كمنهج ومرجعية للمسلمين مع بقائه شكلا والتخلص من السنة النبوية المطهرة كمفسرة للقران لتفصيل مجمله وتوضيح مشكله وتخصيص عامه، فبدأت الحرب على الثوابت كلها في آن واحد من هؤلاء الذين ينعتون أنفسهم بالمسلمين المستنيرين، والذين يصفون غيرهم بالظلاميين والرجعيين والمتخلفين.
إن هذه السياسة تعمل منذ زمن طويل، ويعاني المنهج الإسلامي من هؤلاء أشد المعاناة، فهم يملكون الأبواق الإعلامية القوية ويملكون الأموال السخية والمناصب الكبيرة, ويساندهم ويدعمهم الغرب ويدافع عنهم ويصرخ ويستعدي قواه لو تعرضوا لأذى في أي من الدول العربية والإسلامية، هم العدو فاحذرهم، قاتلهم الله أنى يؤفكون.
المصدر :
http://taseel.com/display/pub/default.aspx?id=8880&mot=1 (http://taseel.com/display/pub/default.aspx?id=8880&mot=1)