أبو هاجر القحطاني
2014-04-27, 23:41
فضائح إيران الداخلية
على الرغم من تظاهر إيران خارجيا بأنها دولة قوية ومتقدمة تكنولوجيا وعسكريا , إلا أنها داخليا تعاني من فضائح وأزمات اجتماعية و إنسانية كثيرة , شأنها في ذلك شأن كثير من الدول الغربية التي تبدو مجتمعاتها في قمة الحيوية والرفاهية والمدنية , بينما هي في الحقيقة - بما فيها من علل وأمراض اجتماعية وإنسانية مزمنة - في الدرك الأسفل من الشيخوخة الحضارية .
ومن المعلوم أن عمر الأمم والحضارات الإنسانية لا يقاس بما تمتلكه الدولة من قوة عسكرية أو مقومات مادية متطورة فحسب , وإنما بما لديها من قيم سامية ومبادئ ثابتة وأخلاق راقية , تجعل ذكرها لا ينتهي على مر الأيام والسنين , ولعل خير نموذج لهذه الحضارة هي : الحضارة الإسلامية .
ولعل من أكثر الأمراض الاجتماعية والأخلاقية فتكا بالأمم , وأشدها تأثيرا على زوال أي حضارة أو مدنية كانت مزدهرة , هو تفكك الأسرة وشيوع الرذيلة والفاحشة في المجتمع , حيث كان هذا المرض العضال سببا مباشرا لزوال امبراطوريات قديمة كروما وفارس وبيزنطة وغيرها .
وإذا كانت الدول الغربية تضفي على هذا المرض وهذه الرذيلة مصطلحات وهمية لتغطي على بشاعة وفظاعة ما يجري في مجتمعاتها , فإن إيران لا تخرج عن هذا النطاق ولكن بصورة أخرى ومصطلح آخر , ألا وهو مصطلح زواج المتعة الذي يعتبر من مبادئ وأساسيات العقيدة الشيعية الاثني عشرية .
ولعل هذا الأمر كان من أهم أسباب زيادة معدلات حالات الطلاق في إيران , حيث أظهرت بيانات رسمية نشرتها وسائل الإعلام منذ أيام ، أن ما يزيد على خمس الزيجات في إيران انتهت بالطلاق خلال العام الماضي رغم السياسة الحكومية المشجعة للزواج والولادات في محاولة للتصدي لشيخوخة السكان .
وباتت نسبة الطلاق في إيران تبلغ 21% بالمقارنة مع 12% قبل سبع سنوات , وهي ظاهرة تتخذ أبعاداً أكبر في المدن الكبرى خصوصاً في العاصمة طهران , والتي بلغت نسبة الطلاق فيها حوالي الثلث .
وقال أحمد تويسركاني، رئيس المكتب الوطني للإحصاء السكاني، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) إنه "خلال السنة الماضية "من مارس 2013 إلى مارس 2014" ، انخفض معدل الزواج بنسبة 4.4% , بينما ارتفع معدل الطلاق إلى 4.6% في البلاد , كما تراجعت نسبة النمو السكاني إلى 1.2% العام الماضي، في أدنى نسبة في المنطقة .
ولعل هذه النسب المخيفة دقت ناقوس الخطر في إيران , فحذر بعض المسؤولين هناك من خطر شيخوخة السكان , كما نبّه رئيس دائرة الأحوال المدنية محمد ناظمي أردكاني مؤخراً من أن النمو الديموغرافي في إيران قد يصبح معدوماً "بحلول 30 عاماً" إذا ما استمر الوضع على الوتيرة الحالية.
وعلى الرغم من طلب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي شخصياً من الحكومة ومجلس الشورى اتخاذ تدابير لزيادة عدد الولادات , بهدف مضاعفة عدد سكان إيران المقدر حالياً من جانب الحكومة بـ77 مليون نسمة، ليصل إلى 150 مليوناً خلال الأعوام الـ50 المقبلة , إلا أن ذلك قد يبدو مستحيلا مع تبني إيران لزواج المتعة الذي يعتبر السبب الأهم في عزوف الشباب عن الزواج الشرعي الصحيح .
ولا أدل على ذلك من مصادقة مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان الايراني) على تعديل يتعلق بقانون الزواج الموقت "زواج المتعة" , فيمدّد نطاقه بحيث يتسنى للرجل معاشرة أي عدد يرغب فيه من النساء ، وفقا لما أوردته صحيفة «غارديان» البريطانية عام 2012م .
بل إن السياسات الإيرانية توسعت في هذا الأمر حتى وصل الأمر إلى جعل زواج المتعة مبدأ وعقيدة رافضية ثابتة , فمن لا يؤمن بإباحة زواج المتعة فهو غير مؤمن عند الرافضة , بل رتبوا الثواب والفضل العظيم لمن مارسه وأكثر منه , فقد زعم المجلسي في بحار الأنوار أن الله يغفر للمتمتع بعد فراغه من جريمته بقدر الماء الذي مر على رأسه عند اغتساله من جنابته .
ومن هنا يمكن فهم ما قاله الكاتب الأمريكي "آفشين شاهي" في مقاله المنشور بمجلة "فورن بوليسي" الأمريكية على موقعها الاكتروني في 29 مايو من العام الماضي عن جمهورية إيران , واصفا إياها "جمهورية الإغراء الجنسي" , ومما جاء في هذا المقال :
"هذه الأيام طهران تجعل من لندن مدينة محافظة على التقاليد والعادات فيما يتعلق بالعادات والممارسات الجنسية , وإن ايران تنهج منهج بريطانيا والولايات المتحدة فى هذا الموضوع" .
كما أشار الكاتب إلى انخفاض معدل المواليد هناك , إضافة لتدهور الدور التقليدي للأسرة , حيث انخفض معدل السكان في إيران إلى 3.9 % عام 2012م مقارنة بمعدل 1.2 % عام 1986 م , كما ارتفع متوسط سن الزواج لدى الرجال من 20 سنة إلى 28 خلال العقود الثلاثة الماضية .
لا يقتصر الأمر في إيران على الفضائح الأخلاقية داخليا , بل يشمل فضائح إنسانية لا تقل بشاعة عن الفضائح الأخلاقية , فقد اضطرات إيران للإعلان عن نقلها رئيس مصلحة السجون بالبلاد "غلام حسين إسماعيلي" إلى وظيفة أخرى في الهيئة القضائية , وسط حالة من السخط بشأن تعرض سجناء سياسيين للضرب، الأسبوع الماضي ، في سجن "إيفين" سيئ السمعة بطهران .
المصدر :
http://www.almoslim.net/node/208203 (http://www.almoslim.net/node/208203)
على الرغم من تظاهر إيران خارجيا بأنها دولة قوية ومتقدمة تكنولوجيا وعسكريا , إلا أنها داخليا تعاني من فضائح وأزمات اجتماعية و إنسانية كثيرة , شأنها في ذلك شأن كثير من الدول الغربية التي تبدو مجتمعاتها في قمة الحيوية والرفاهية والمدنية , بينما هي في الحقيقة - بما فيها من علل وأمراض اجتماعية وإنسانية مزمنة - في الدرك الأسفل من الشيخوخة الحضارية .
ومن المعلوم أن عمر الأمم والحضارات الإنسانية لا يقاس بما تمتلكه الدولة من قوة عسكرية أو مقومات مادية متطورة فحسب , وإنما بما لديها من قيم سامية ومبادئ ثابتة وأخلاق راقية , تجعل ذكرها لا ينتهي على مر الأيام والسنين , ولعل خير نموذج لهذه الحضارة هي : الحضارة الإسلامية .
ولعل من أكثر الأمراض الاجتماعية والأخلاقية فتكا بالأمم , وأشدها تأثيرا على زوال أي حضارة أو مدنية كانت مزدهرة , هو تفكك الأسرة وشيوع الرذيلة والفاحشة في المجتمع , حيث كان هذا المرض العضال سببا مباشرا لزوال امبراطوريات قديمة كروما وفارس وبيزنطة وغيرها .
وإذا كانت الدول الغربية تضفي على هذا المرض وهذه الرذيلة مصطلحات وهمية لتغطي على بشاعة وفظاعة ما يجري في مجتمعاتها , فإن إيران لا تخرج عن هذا النطاق ولكن بصورة أخرى ومصطلح آخر , ألا وهو مصطلح زواج المتعة الذي يعتبر من مبادئ وأساسيات العقيدة الشيعية الاثني عشرية .
ولعل هذا الأمر كان من أهم أسباب زيادة معدلات حالات الطلاق في إيران , حيث أظهرت بيانات رسمية نشرتها وسائل الإعلام منذ أيام ، أن ما يزيد على خمس الزيجات في إيران انتهت بالطلاق خلال العام الماضي رغم السياسة الحكومية المشجعة للزواج والولادات في محاولة للتصدي لشيخوخة السكان .
وباتت نسبة الطلاق في إيران تبلغ 21% بالمقارنة مع 12% قبل سبع سنوات , وهي ظاهرة تتخذ أبعاداً أكبر في المدن الكبرى خصوصاً في العاصمة طهران , والتي بلغت نسبة الطلاق فيها حوالي الثلث .
وقال أحمد تويسركاني، رئيس المكتب الوطني للإحصاء السكاني، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) إنه "خلال السنة الماضية "من مارس 2013 إلى مارس 2014" ، انخفض معدل الزواج بنسبة 4.4% , بينما ارتفع معدل الطلاق إلى 4.6% في البلاد , كما تراجعت نسبة النمو السكاني إلى 1.2% العام الماضي، في أدنى نسبة في المنطقة .
ولعل هذه النسب المخيفة دقت ناقوس الخطر في إيران , فحذر بعض المسؤولين هناك من خطر شيخوخة السكان , كما نبّه رئيس دائرة الأحوال المدنية محمد ناظمي أردكاني مؤخراً من أن النمو الديموغرافي في إيران قد يصبح معدوماً "بحلول 30 عاماً" إذا ما استمر الوضع على الوتيرة الحالية.
وعلى الرغم من طلب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي شخصياً من الحكومة ومجلس الشورى اتخاذ تدابير لزيادة عدد الولادات , بهدف مضاعفة عدد سكان إيران المقدر حالياً من جانب الحكومة بـ77 مليون نسمة، ليصل إلى 150 مليوناً خلال الأعوام الـ50 المقبلة , إلا أن ذلك قد يبدو مستحيلا مع تبني إيران لزواج المتعة الذي يعتبر السبب الأهم في عزوف الشباب عن الزواج الشرعي الصحيح .
ولا أدل على ذلك من مصادقة مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان الايراني) على تعديل يتعلق بقانون الزواج الموقت "زواج المتعة" , فيمدّد نطاقه بحيث يتسنى للرجل معاشرة أي عدد يرغب فيه من النساء ، وفقا لما أوردته صحيفة «غارديان» البريطانية عام 2012م .
بل إن السياسات الإيرانية توسعت في هذا الأمر حتى وصل الأمر إلى جعل زواج المتعة مبدأ وعقيدة رافضية ثابتة , فمن لا يؤمن بإباحة زواج المتعة فهو غير مؤمن عند الرافضة , بل رتبوا الثواب والفضل العظيم لمن مارسه وأكثر منه , فقد زعم المجلسي في بحار الأنوار أن الله يغفر للمتمتع بعد فراغه من جريمته بقدر الماء الذي مر على رأسه عند اغتساله من جنابته .
ومن هنا يمكن فهم ما قاله الكاتب الأمريكي "آفشين شاهي" في مقاله المنشور بمجلة "فورن بوليسي" الأمريكية على موقعها الاكتروني في 29 مايو من العام الماضي عن جمهورية إيران , واصفا إياها "جمهورية الإغراء الجنسي" , ومما جاء في هذا المقال :
"هذه الأيام طهران تجعل من لندن مدينة محافظة على التقاليد والعادات فيما يتعلق بالعادات والممارسات الجنسية , وإن ايران تنهج منهج بريطانيا والولايات المتحدة فى هذا الموضوع" .
كما أشار الكاتب إلى انخفاض معدل المواليد هناك , إضافة لتدهور الدور التقليدي للأسرة , حيث انخفض معدل السكان في إيران إلى 3.9 % عام 2012م مقارنة بمعدل 1.2 % عام 1986 م , كما ارتفع متوسط سن الزواج لدى الرجال من 20 سنة إلى 28 خلال العقود الثلاثة الماضية .
لا يقتصر الأمر في إيران على الفضائح الأخلاقية داخليا , بل يشمل فضائح إنسانية لا تقل بشاعة عن الفضائح الأخلاقية , فقد اضطرات إيران للإعلان عن نقلها رئيس مصلحة السجون بالبلاد "غلام حسين إسماعيلي" إلى وظيفة أخرى في الهيئة القضائية , وسط حالة من السخط بشأن تعرض سجناء سياسيين للضرب، الأسبوع الماضي ، في سجن "إيفين" سيئ السمعة بطهران .
المصدر :
http://www.almoslim.net/node/208203 (http://www.almoslim.net/node/208203)