lakhdarali66
2014-03-20, 19:00
أنماط النصوص و مؤشراتها
أنماط النصوص و مؤشراتها
(http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518)
http://arabe.s146.com/look/images/smiles/upload/3.gif
(http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518)
تمهيد:
إن الحديث عن الأنماط النصية يجرنا بالضرورة إلى الحديث عن المقاربة النصية باعتبارها مقاربة تعليمية جديدة – قديمة في تناول الأنشطة التعليمية. إذ يعتبر النص فيها بؤرة كل التعلمات.
فالنصوص الأدبية تحتوي على الكثير من المبادئ الأدبية ذات الطابع الإبداعي التي تغذي خيال المتعلم وتصقل ذوقه وتثير مشاعره وتنمي قدرته النقدية والتحليلية وتبعث قراءتها المتعة والسرور في نفس القارئ.
كما أن النصوص الأدبية المختارة تدرس من عدة جوانب، حيث يسعى الأستاذ مع المتعلمين إلى الكشف عن معاني النص وأبعاده من جهة، ومبناه وهيكلته من جهة أخرى فضلا عن دراسة ظاهرة نحوية أو صرفية، واستخراج العبارات الفنية وتحليل الصور.
إن استغلال النص بهذه الطريقة إنما يجسد لدى المتعلم النظرة الشاملة للغة ويسهل عليه توظيف محتويات نشاطها أو فروعها.
وعلى صعيد آخر ينبغي على الأستاذ أن يدرس النصوص الأدبية بالتركيز على النمط الذي تنتمي إليه (السردي، الوصفي، الإخباري، التفسيري، الحجاجي).
ومنه نخلص إلى أن من شروط المقاربة النصية ارتكازها على قواعد التماسك والتدرج في النص حيث يتم فعل التعلم للنصوص والقواعد والبلاغة وغيرها من الأنشطة الأخرى في حركة حلزونية لا تراكمية حيث تبدو تلك الصلة الفعلية المتواصلة بين الأنشطة المتكاملة في خدمة تنمية كفاءة المتعلم، واكتسابه جملة من القدرات والخبرات في شكل مهارات وكفاءات يمارسها في تواصله الشفوي والمكتوب في حياته المدرسية أو خارجها. ولن يكون ذلك ممكنا إلا إذا كان المتعلم قادرا على فهم النصوص وتأويلها، وتلك إحدى المشكلات التي ينبغي أن ينهض بها الأستاذ مع متعلميه بأن يدفعهم إلى المطالعة لأنه لا غنى عنها في اكتساب ما يسمى بالكفاءة النصية، وما ذلك بعزيز على الأستاذ الذي يؤمن بأنّ التعليم رسالة قبل أن يكون وظيفة.
إنّ هذا العرض المتواضع يقدم محاولة توضيح بعض القضايا والمفاهيم التي تدخل في نطاق المقاربة النصية. وهي أمور لم يوفيها المنهاج حقها.
مفهوم النص
تعريف النمط:
لغة: نمط (جمع أنماط) أسلوب، طريقة، طراز، نوع، صنف، - تختلف أنماط المعيشة من بلد إلى آخر.
اصطلاحا: هو الطريقة التقنية المستخدمة في إعداد النص وإخراجه بغية تحقيق غاية المرسل منه.
ولكل فن أدبي نمط يتناسب مع موضوعه ولكل نمط بنية وترسيمة تتلاءم مع الموضوع المطروح.
غاية النمط: إن الأنماط تساعد على إيصال الفكرة عندما يحسن الكاتب توظيفها، ولا شك أنّ توظيف الأنماط وإتقان الربط بينهما يتطلب مهارة في الصياغة الفنية وطرائق الكتابة.
تداخل الأنماط: يستخدم المرسل عادة عدة أنواع من الأنماط حيث يندر وجود نص أحادي النمط. أما إطلاق النمط على نص ما فيكون للنمط المهيمن أو الرئيسي فيه. فالنمط السردي مثلا قد يتضمن النمط الوصفي أو الحواري أو كليهما، وهذان النمطان (النمط الوصفي والحواري) يساعدان على إبراز القصة المبنية على النمط السردي.
وكذلك النمط التفسيري يحتوي النمط الإبلاغي ويتخطاه، ويساعد على توضيح الأفكار وشرحها في النمط الذي يغلب عليه النمط البرهاني.
4 - أنماط النصوص ومؤشراتها
أنماط النصوص ومؤشراتها: نميز عموما الأنماط النصية الآتية:
النمط الإخباري -النمط السردي- النمط الحواري - النمط الوصفي-النمط التفسيري - النمط البرهاني - النمط الإيعازي.
1- النمط الإخباري: الإخبار هو نقل بأمانة وبدقة وتفصيل الأخبار، والوقائع إلى الغير.
* مؤشرات النمط الإخباري: غلبة ضمير الغائب ـ الجمل خبرية مثبة أو منفية أفعالها ماضية- حروف العطف الدالة على التعاقب والترتيب.
2-النمط السردي: السرد هو نقل أحداث واقعية أو خيالية متصلة بمصير شخصية أو أكثر في إطار زمني ومكاني معين؛ أو هو نقل توالي، وتسلسل الأحداث.
* مؤشرات النص السردي: راوٍ ينقل الأحداث بصيغة ضمير المتكلم في السيرة الذاتية أو بصيغة ضمير الغائب في السيرة الغيرية ـ الأفعال الغالبة هي أفعال ماضية دالة على حركة تسهم في تطوير الحادثة نحو نهايتها- كثرة أدوات الربط المتعلقة بالزمان من ظروف وحروف دالة على المفاجأة (ذات صباح، حينئذ،عندما، لما، ما إن...بعد، قبل...) والأدوات المتعلقة بالمكان من ظروف وحروف ـ سيطرة الأسلوب الخبري إثباتا ونفياـ للسرد بناء خاص يتخذ شكل ترسيمة من خمس مراحل: الوضع الأولي، الحدث المبدل، تفاعل الأحداث، الحل الذي يسفر عنه التأزم، الوضع النهائي.
3- النمط الوصفي: الوصف تصوير يرسم للعين صورة نفسية داخلية، أو مادية خارجية لشخصية حقيقية أو خيالية أو لوحة لمشهد طبيعي حقيقي أو لمشهد مُتخيل، وهو نوعان وصف مادي وصف نفسي.
*مؤشرات النمط الوصفي: للواصف وجهة نظره يرسم من خلالها صورة الشخصية والمشهد بصيغة الغائب عموما وأحيانا بصيغة المتكلم ـ الأفعال الغالبة هي الأفعال الماضية، والمضارعة الدالة على الحال ـ كثرة الجمل الاسمية كثرة النعوت ـ كثرة التفاصيل- أدوات الربط البارزة في الوصف تتصل بالمكان، فتكثر ظروف المكان وأسماء الجهات والحروف التي تجر اسمًا دالا على المكان (فوق، تحت، شمال، يمين، في القريب، قرب...) وترد أدوات متصلة بالزمان – كثرة المشتقات: اسم الفاعل، اسم المفعول، الصفة المشبهة – الصور البيانية: التشبيهات، الاستعارات، والكنايات- الاستفهام، التعجب، النهي، الأمر، الترجي...
"إذا كانت وظيفة السرد تنمية الأحداث وتطويرها باتجاه العقدة والحل وتوفير عنصر الحركة والتشويق، فوظيفة الوصف تنمية وعي القارئ للخلفيات في الشخصيات وفي المكان وذلك ما يسهم في استعاب دوافع الحركة عند الشخصيات، ويوحي بواقعية ما يحدث، ويتيح إمكانية تخيل ما يجري تسهيلا للإحساس بالتفاعل والمشاركة".
4- النمط الحواري: الحوار هو الحديث الذي يجري بين شخصين أو أكثر، وهو أساسي في الفنون القصصية، خاصة المسرحيات. وهو نوعان: حوار داخلي، وحوار خارجي.
* مؤشرات النمط الحواري: غلبة ضمير المتكلم ـ نسبة الحديث إلى قائله، بدء الحديث بمطه- العودة باستمرار إلي بداية السطر...
5-النمط التفسيري: يهدف النمط التفسيري إلى تقديم معرفة معززة بالشروح والشواهد ومدعمة بالأدلة.
* مؤشرات النمط التفسيري: ـ غلبة الضمير الغائب والمتكلم الذي يوحي بالموضوعية والحيادية ـ غلبة الفعل المضارع الذي يقدم المعلومات وكأنها حقائق عامة وشاملة لا تخضع لزمن محدد- أدوات الربط المنطقية المتصلة بالأسباب والنتائج والتعارض وتفصيل الأفكار وتقصي جوانبها (لأن، لذلك، لأسباب عديدة، بسببها، أولا، ثانيا، ما، أما، أو، أم، إذن، بالنتيجة، لكن إلا أن غير أن...في حين من ناحية ومن ناحية أخرى...) غلبة الأسلوب الخبري نفيا وإثبات أو أسلوب الشرط ـ كثرة الجمل الاسمية - استخدام الأمثال والتشابيه - بروز الجمل الاعتراضية والتفسيرية- التسلسل المنطقي للمعلومات حيث لا يكون هناك تناقض علمي.
6 - النمط الإيعازي "الطلبي": يهدف النمط الإيعازي إلى توجيه تعليمات إلي فئة من الناس.
* مؤشرات النمط الإيعازي: أسلوب الجملة في النمط الإيعازي إنشائي طلبي (أمر، نهي، تحذير) أو خبري يكون الفعل فيه في صيغة المجهول ـ غلبة الجمل الاسمية المختصرة المبتدئة بمصادر (احترام، الالتزام، الدعوة، وعي).
- كثرة الأفعال العملية الدالة على حدث.
ـ التوجه بصيغة الغائب (الإنسان، المواطن، المرء).
- العنونة والترقيم التبويب وترتيب المعلومات وتنسيقها.
7 - النمط البرهاني "الحجاجي": الحجاج هو تدعيم الرأي بحجج لإقناع الغير. يهدف النمط البرهاني إلي طرح فكرة، وتأييدها بالحجج والبراهين والأمثال والوقائع.
* مؤشرات النمط الحجاجي: غلبة الاستدلال المنطقي.
ـ ذكر السبب ونتيجته الاستشهاد.
ـ أدوات الربط المنطقية المتصلة بالأسباب والهادفة إلي الإقناع (إذن، كي، لأن، بما أن، نظرا، إلا أن، غير أن، هكذا، كذلك،بل، إسوة، على غرار.).
ـ البناء الفكري القائم علي عرض الفكرة وحشد الحجج لتبيان صحتها، وسوق الأمثلة الواقعية، الانتقال إلي الطرح المعاكس وتنفيذه بعد عرضه، ودحضه، مع استعمال المنطق، أو استعمال البينة الفكرية المعاكسة التي تبدأ بالطرح الذي ننوي دحضه فننقده وندحضه وننتقل إلى طرحنا لإثباته، سيطرة الجمل الخبرية – الموضوعية. (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518)للنص تعريفات عديدة حسب نظرة كل دارس والمدرسة التي ينتمي إليها، وحسب الخصوصيات الثقافية والنفسية والحضارية التي تميز دارسا عن آخر.
ومن هذه التعاريف:
- ما جاء في لسان العرب "النص" رفعك للشيءِ - نص الحديث ينصه نصا
رفعه، وكل ما أظهر فقد نص، ووضع على المنصة، ونص الشيء وانتصب إذا استوى واستقام.
- أما ما جاء في كتاب تدريس الأدب إستراتيجية القراءة والإقراء للكاتب محمد حمود، حيث ذكر ما ورد في المعجم الفرنسي "لاروس" العالمي. إن كلمة نص textus تنحدر من فعل نص.
texere نسخ والنص تبعا لذلك يعني الثوب ويعني بعد ذلك تسلسل الأفكار وتوالي الكلمات.
هذا من الناحية المعجمية، أما من الناحية الاصطلاحية، وقبل أن نحدد أهم التعاريف كان لا بد أن نشير إلى أهم التحولات الكبيرة في مجال الدراسات اللسانية. فبعدما شكلت "الجملة" محور اهتمام اللسانيين لمدة طويلة، تحولت الأنظار إلى مجال أكبر وأوسع هو "النص"، حيث اتفق معظم الباحثين على أن البحث يجب أن لا يتوقف عند الجملة فقط، لأن هذه الأخيرة ليست الوحدة اللغوية التي يجب أن يرتكز عليها البحث كما كان في الماضي، بل تعدى مجال بحثهم إلى دراسة الكلام المتصل سواء كان شفويا أو مكتوبا، وانصب الاهتمام على تحليل الكلام المتصل وخاصة المكتوب منه، وهنا يمكن تحليله إلى مستوى الجملة أو أجزائها.
فالنص إذن لا يمكن أن يكون منطوقا أو مكتوبا شعرا أو نثرا، حوار أو منولوجا، مسرحية أو إشهارا وإعلانا واستغاثة، إلى غير ذلك من أنواع النصوص. إنما يكون كما
عرفه "آدم جان ميشال" على أنّه منتوج مترابط ومتسق ومنسجم وليس عبارة عن تجمع اعتباطي للكلمات، بينما ذهب "هاليداي" إلى اعتبار النص وحدة معنوية تختلف عن الجملة، ليس من حيث الحجم لأنّه لا يشكل مقياسا لتحديد النص، ولكن من حيث الجنس، فالنص لا يتكون من جمل بل يتحقق بها. وغير بعيد عن هذا المفهوم نجد تحديدا آخر أساسه المقارنة بين الجملة والنص من حيث الكم إذ يقول شارول: "مثلما أن كما من الكلمات لا يعطي جملة كذلك فإنّ كما من الجمل لا يعطي نصا، فعلى مستوى النص توجد مقاييس فعالة للبناء".
وبنفس المعنى عرفه "روجي فولي" في كتابه "اللسانيات والرواية": "إنّ النص يعني البنية النصية الأكثر إدراكا ومعاينة، وهذه البنية هي متوالية من الجمل المترابطة فيما بينها تشكل استمرارا وانسجاما على صعيد تلك المتوالية".
أما النص من وجهة نظر البيداغوجيا فيعتبر وحدة تعليمية تمثل: محور تلتقي فيه المعارف اللغوية المتعلقة بالنحو والصرف والبلاغة والعروض وعلوم أخرى كعلم النفس وعلم التاريخ وعلم الاجتماع.
- أنواع النصوص: ينقسم النص إلى قسمين:
(http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518)1 (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518)- النص التواصلي: وهو النص التقني الذي تكون لغته لغة الصفر أي لغة عامة المجتمع وغرضه التواصل مع المجتمع. (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518)
2- النص الإبداعي: وهو النص الأدبي الراقي. (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518)
ويمكن للقارئ أن يلقى أثناء قراءته أنواعا شتى من النصوص:
• نصوص سردية (واقعية وخيالية وروايات وقصص وسير)
• نصوص مختصة (مقالات في مجالات علمية).
• نصوص تعليمية كتب ومطبوعات.
• نصوص تحليلية (دراسات ومحاضرات).
(http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518)• نصوص (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518) مهنية (تقارير ونصوص إعلامية). (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518)
3 - هناك أنماط أخرى وهي النصوص الأدبية والإعلامية والبرهانية الحجاجية والوظيفية الإدارية. (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518)
ملاحظة:
-لا يمكن أن يكون لنص واحد نمط واحد وإنما يغلب نمط ما على غيره بحسب طبيعة الموضوع.
- يستعان بالكتب المدرسية المقررة للإطلاع على الأمثلة وعلى تفاصيل أكثر.
7 - حدد أنماط النصوص التالية ومؤشراتها (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518)
زرياب مبتكر الموسيقى الأندلسية
كان إبراهيم الموصلي مغنّي البلاد العباسية نجما فريدا من نوعه، ذاع صيته في الآفاق، وأحدث ثورة في الموسيقى والغناء العربي وامتدّ تأثيره إلى أوروبا وآسيا، ولكن ابنه إسحاق الموصلي سرعان ما فاق كل الحدود في براعة موسيقاه وأنغامه وأدائه، وتربع في وقت قصير على عرش الغناء في الإمبراطورية العباسية، وأصبح جليس الخليفة ومغنيه الخاص، وأصبح إسحاق آنذاك ملكا مملكته الكلمة الرقيقة، والقافية العذبة والنغمة الجميلة والصوت الدافئ، وفي تلك الأثناء ظهر شاب يسمى زريابا، واجترأ بعفوية على اختراق مملكة إسحاق الموصلي بفضل إمكاناته الفنية الخارقة، وأصبح حديث الناس، يجري اسمه على كل لسان، إلى حدّ نجاحه في الوصول إلى قصر الخليفة، وفتتنه بموهبته الاستثنائية، فأثار قلق إسحاق وحسده، حيث شعر إسحاق بمخاطر وجود زرياب في القصر على مكانته لدى الذي أظهر إعجابا كبيرا به.
وتعرض زرياب لضغط كبير، فلم يبق أمامه- وهو الرجل الضعيف البسيط الذي لا يملك ثروة ولا جاها سوى موهبته وفنه- إلاّ أنّ يغادر متوجها إلى أقصى الدنيا في ذلك الوقت؛ إلى الأندلس؛ حيث نسج مسار الفن الأندلسي، ووضع أسسه ليبقى خالدا إلى اليوم دون تغييرات مهمة تذكر، رغم مرور القرون على ذلك باستثناء ضياع ثمانية إيقاعات من أصل الإيقاعات الأربعة والعشرين التي تتكون منها الموسيقى الأندلسية، وهو ما يتناسب مع عدد ساعات اليوم. زرياب الذي ابتسم له الحظ في الأندلس أصبح كذلك مصمما وعارضا لأزياء الموضة ومبتكرا لقائمة طويلة من الحلويات التي توصف اليوم بالشرقية وعلى رأسها الزلابية التي سميت في الأصل الزريابية. زرياب الفنان المبدع أضاف وترا لآلة العود ليعطيه صورته النهائية المكتملة التي وصلت كما ليعبر الأجيال، وأعطى العرب والمسلمين، بل الإنسانية جمعاء الذخائر الفنية والجمالية التي يتميز بها الغناء الأندلسي.
أبو بكرزمال (بتصرف) (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518)
10 - الخـاتـمة:
إنّ الإحاطة بهذه الأنماط والتمكن منها والقدرة على توظيفها في النص الأدبي من شأنه أن يوجد المتعلم الذي يجيد النظم والتأليف والوصف كما يجيد التفكير المنهجي والخلق المبدع بعد أن يكتسب مهارات الوصف والسرد والحجاج والتفسير.
كما تمنحه التحكم في إنتاج النصوص بمختلف أنواعها عن طريق امتلاك المهارات اللغوية التعبيرية، وكل أشكال البناء الخاصة.
وتعد الاستعادة بالاتجاهات النقدية الحديثة والمعاصرة من النظريات البنيوية والأسلوبية، ونظرية القراءة والإطلاع على المنهجيات التعليمية الحديثة أمرا حتما بالنسبة للأستاذ لأنّ ذلك كفيل بتذليل الصعاب التي تواجه قبل المتعلم في العملية التعليمية التعلمية الجديدة.
والله نسأل أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزدنا علما لنحسن العمل بما علمنا. (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518)
أنماط النصوص و مؤشراتها
(http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518)
http://arabe.s146.com/look/images/smiles/upload/3.gif
(http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518)
تمهيد:
إن الحديث عن الأنماط النصية يجرنا بالضرورة إلى الحديث عن المقاربة النصية باعتبارها مقاربة تعليمية جديدة – قديمة في تناول الأنشطة التعليمية. إذ يعتبر النص فيها بؤرة كل التعلمات.
فالنصوص الأدبية تحتوي على الكثير من المبادئ الأدبية ذات الطابع الإبداعي التي تغذي خيال المتعلم وتصقل ذوقه وتثير مشاعره وتنمي قدرته النقدية والتحليلية وتبعث قراءتها المتعة والسرور في نفس القارئ.
كما أن النصوص الأدبية المختارة تدرس من عدة جوانب، حيث يسعى الأستاذ مع المتعلمين إلى الكشف عن معاني النص وأبعاده من جهة، ومبناه وهيكلته من جهة أخرى فضلا عن دراسة ظاهرة نحوية أو صرفية، واستخراج العبارات الفنية وتحليل الصور.
إن استغلال النص بهذه الطريقة إنما يجسد لدى المتعلم النظرة الشاملة للغة ويسهل عليه توظيف محتويات نشاطها أو فروعها.
وعلى صعيد آخر ينبغي على الأستاذ أن يدرس النصوص الأدبية بالتركيز على النمط الذي تنتمي إليه (السردي، الوصفي، الإخباري، التفسيري، الحجاجي).
ومنه نخلص إلى أن من شروط المقاربة النصية ارتكازها على قواعد التماسك والتدرج في النص حيث يتم فعل التعلم للنصوص والقواعد والبلاغة وغيرها من الأنشطة الأخرى في حركة حلزونية لا تراكمية حيث تبدو تلك الصلة الفعلية المتواصلة بين الأنشطة المتكاملة في خدمة تنمية كفاءة المتعلم، واكتسابه جملة من القدرات والخبرات في شكل مهارات وكفاءات يمارسها في تواصله الشفوي والمكتوب في حياته المدرسية أو خارجها. ولن يكون ذلك ممكنا إلا إذا كان المتعلم قادرا على فهم النصوص وتأويلها، وتلك إحدى المشكلات التي ينبغي أن ينهض بها الأستاذ مع متعلميه بأن يدفعهم إلى المطالعة لأنه لا غنى عنها في اكتساب ما يسمى بالكفاءة النصية، وما ذلك بعزيز على الأستاذ الذي يؤمن بأنّ التعليم رسالة قبل أن يكون وظيفة.
إنّ هذا العرض المتواضع يقدم محاولة توضيح بعض القضايا والمفاهيم التي تدخل في نطاق المقاربة النصية. وهي أمور لم يوفيها المنهاج حقها.
مفهوم النص
تعريف النمط:
لغة: نمط (جمع أنماط) أسلوب، طريقة، طراز، نوع، صنف، - تختلف أنماط المعيشة من بلد إلى آخر.
اصطلاحا: هو الطريقة التقنية المستخدمة في إعداد النص وإخراجه بغية تحقيق غاية المرسل منه.
ولكل فن أدبي نمط يتناسب مع موضوعه ولكل نمط بنية وترسيمة تتلاءم مع الموضوع المطروح.
غاية النمط: إن الأنماط تساعد على إيصال الفكرة عندما يحسن الكاتب توظيفها، ولا شك أنّ توظيف الأنماط وإتقان الربط بينهما يتطلب مهارة في الصياغة الفنية وطرائق الكتابة.
تداخل الأنماط: يستخدم المرسل عادة عدة أنواع من الأنماط حيث يندر وجود نص أحادي النمط. أما إطلاق النمط على نص ما فيكون للنمط المهيمن أو الرئيسي فيه. فالنمط السردي مثلا قد يتضمن النمط الوصفي أو الحواري أو كليهما، وهذان النمطان (النمط الوصفي والحواري) يساعدان على إبراز القصة المبنية على النمط السردي.
وكذلك النمط التفسيري يحتوي النمط الإبلاغي ويتخطاه، ويساعد على توضيح الأفكار وشرحها في النمط الذي يغلب عليه النمط البرهاني.
4 - أنماط النصوص ومؤشراتها
أنماط النصوص ومؤشراتها: نميز عموما الأنماط النصية الآتية:
النمط الإخباري -النمط السردي- النمط الحواري - النمط الوصفي-النمط التفسيري - النمط البرهاني - النمط الإيعازي.
1- النمط الإخباري: الإخبار هو نقل بأمانة وبدقة وتفصيل الأخبار، والوقائع إلى الغير.
* مؤشرات النمط الإخباري: غلبة ضمير الغائب ـ الجمل خبرية مثبة أو منفية أفعالها ماضية- حروف العطف الدالة على التعاقب والترتيب.
2-النمط السردي: السرد هو نقل أحداث واقعية أو خيالية متصلة بمصير شخصية أو أكثر في إطار زمني ومكاني معين؛ أو هو نقل توالي، وتسلسل الأحداث.
* مؤشرات النص السردي: راوٍ ينقل الأحداث بصيغة ضمير المتكلم في السيرة الذاتية أو بصيغة ضمير الغائب في السيرة الغيرية ـ الأفعال الغالبة هي أفعال ماضية دالة على حركة تسهم في تطوير الحادثة نحو نهايتها- كثرة أدوات الربط المتعلقة بالزمان من ظروف وحروف دالة على المفاجأة (ذات صباح، حينئذ،عندما، لما، ما إن...بعد، قبل...) والأدوات المتعلقة بالمكان من ظروف وحروف ـ سيطرة الأسلوب الخبري إثباتا ونفياـ للسرد بناء خاص يتخذ شكل ترسيمة من خمس مراحل: الوضع الأولي، الحدث المبدل، تفاعل الأحداث، الحل الذي يسفر عنه التأزم، الوضع النهائي.
3- النمط الوصفي: الوصف تصوير يرسم للعين صورة نفسية داخلية، أو مادية خارجية لشخصية حقيقية أو خيالية أو لوحة لمشهد طبيعي حقيقي أو لمشهد مُتخيل، وهو نوعان وصف مادي وصف نفسي.
*مؤشرات النمط الوصفي: للواصف وجهة نظره يرسم من خلالها صورة الشخصية والمشهد بصيغة الغائب عموما وأحيانا بصيغة المتكلم ـ الأفعال الغالبة هي الأفعال الماضية، والمضارعة الدالة على الحال ـ كثرة الجمل الاسمية كثرة النعوت ـ كثرة التفاصيل- أدوات الربط البارزة في الوصف تتصل بالمكان، فتكثر ظروف المكان وأسماء الجهات والحروف التي تجر اسمًا دالا على المكان (فوق، تحت، شمال، يمين، في القريب، قرب...) وترد أدوات متصلة بالزمان – كثرة المشتقات: اسم الفاعل، اسم المفعول، الصفة المشبهة – الصور البيانية: التشبيهات، الاستعارات، والكنايات- الاستفهام، التعجب، النهي، الأمر، الترجي...
"إذا كانت وظيفة السرد تنمية الأحداث وتطويرها باتجاه العقدة والحل وتوفير عنصر الحركة والتشويق، فوظيفة الوصف تنمية وعي القارئ للخلفيات في الشخصيات وفي المكان وذلك ما يسهم في استعاب دوافع الحركة عند الشخصيات، ويوحي بواقعية ما يحدث، ويتيح إمكانية تخيل ما يجري تسهيلا للإحساس بالتفاعل والمشاركة".
4- النمط الحواري: الحوار هو الحديث الذي يجري بين شخصين أو أكثر، وهو أساسي في الفنون القصصية، خاصة المسرحيات. وهو نوعان: حوار داخلي، وحوار خارجي.
* مؤشرات النمط الحواري: غلبة ضمير المتكلم ـ نسبة الحديث إلى قائله، بدء الحديث بمطه- العودة باستمرار إلي بداية السطر...
5-النمط التفسيري: يهدف النمط التفسيري إلى تقديم معرفة معززة بالشروح والشواهد ومدعمة بالأدلة.
* مؤشرات النمط التفسيري: ـ غلبة الضمير الغائب والمتكلم الذي يوحي بالموضوعية والحيادية ـ غلبة الفعل المضارع الذي يقدم المعلومات وكأنها حقائق عامة وشاملة لا تخضع لزمن محدد- أدوات الربط المنطقية المتصلة بالأسباب والنتائج والتعارض وتفصيل الأفكار وتقصي جوانبها (لأن، لذلك، لأسباب عديدة، بسببها، أولا، ثانيا، ما، أما، أو، أم، إذن، بالنتيجة، لكن إلا أن غير أن...في حين من ناحية ومن ناحية أخرى...) غلبة الأسلوب الخبري نفيا وإثبات أو أسلوب الشرط ـ كثرة الجمل الاسمية - استخدام الأمثال والتشابيه - بروز الجمل الاعتراضية والتفسيرية- التسلسل المنطقي للمعلومات حيث لا يكون هناك تناقض علمي.
6 - النمط الإيعازي "الطلبي": يهدف النمط الإيعازي إلى توجيه تعليمات إلي فئة من الناس.
* مؤشرات النمط الإيعازي: أسلوب الجملة في النمط الإيعازي إنشائي طلبي (أمر، نهي، تحذير) أو خبري يكون الفعل فيه في صيغة المجهول ـ غلبة الجمل الاسمية المختصرة المبتدئة بمصادر (احترام، الالتزام، الدعوة، وعي).
- كثرة الأفعال العملية الدالة على حدث.
ـ التوجه بصيغة الغائب (الإنسان، المواطن، المرء).
- العنونة والترقيم التبويب وترتيب المعلومات وتنسيقها.
7 - النمط البرهاني "الحجاجي": الحجاج هو تدعيم الرأي بحجج لإقناع الغير. يهدف النمط البرهاني إلي طرح فكرة، وتأييدها بالحجج والبراهين والأمثال والوقائع.
* مؤشرات النمط الحجاجي: غلبة الاستدلال المنطقي.
ـ ذكر السبب ونتيجته الاستشهاد.
ـ أدوات الربط المنطقية المتصلة بالأسباب والهادفة إلي الإقناع (إذن، كي، لأن، بما أن، نظرا، إلا أن، غير أن، هكذا، كذلك،بل، إسوة، على غرار.).
ـ البناء الفكري القائم علي عرض الفكرة وحشد الحجج لتبيان صحتها، وسوق الأمثلة الواقعية، الانتقال إلي الطرح المعاكس وتنفيذه بعد عرضه، ودحضه، مع استعمال المنطق، أو استعمال البينة الفكرية المعاكسة التي تبدأ بالطرح الذي ننوي دحضه فننقده وندحضه وننتقل إلى طرحنا لإثباته، سيطرة الجمل الخبرية – الموضوعية. (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518)للنص تعريفات عديدة حسب نظرة كل دارس والمدرسة التي ينتمي إليها، وحسب الخصوصيات الثقافية والنفسية والحضارية التي تميز دارسا عن آخر.
ومن هذه التعاريف:
- ما جاء في لسان العرب "النص" رفعك للشيءِ - نص الحديث ينصه نصا
رفعه، وكل ما أظهر فقد نص، ووضع على المنصة، ونص الشيء وانتصب إذا استوى واستقام.
- أما ما جاء في كتاب تدريس الأدب إستراتيجية القراءة والإقراء للكاتب محمد حمود، حيث ذكر ما ورد في المعجم الفرنسي "لاروس" العالمي. إن كلمة نص textus تنحدر من فعل نص.
texere نسخ والنص تبعا لذلك يعني الثوب ويعني بعد ذلك تسلسل الأفكار وتوالي الكلمات.
هذا من الناحية المعجمية، أما من الناحية الاصطلاحية، وقبل أن نحدد أهم التعاريف كان لا بد أن نشير إلى أهم التحولات الكبيرة في مجال الدراسات اللسانية. فبعدما شكلت "الجملة" محور اهتمام اللسانيين لمدة طويلة، تحولت الأنظار إلى مجال أكبر وأوسع هو "النص"، حيث اتفق معظم الباحثين على أن البحث يجب أن لا يتوقف عند الجملة فقط، لأن هذه الأخيرة ليست الوحدة اللغوية التي يجب أن يرتكز عليها البحث كما كان في الماضي، بل تعدى مجال بحثهم إلى دراسة الكلام المتصل سواء كان شفويا أو مكتوبا، وانصب الاهتمام على تحليل الكلام المتصل وخاصة المكتوب منه، وهنا يمكن تحليله إلى مستوى الجملة أو أجزائها.
فالنص إذن لا يمكن أن يكون منطوقا أو مكتوبا شعرا أو نثرا، حوار أو منولوجا، مسرحية أو إشهارا وإعلانا واستغاثة، إلى غير ذلك من أنواع النصوص. إنما يكون كما
عرفه "آدم جان ميشال" على أنّه منتوج مترابط ومتسق ومنسجم وليس عبارة عن تجمع اعتباطي للكلمات، بينما ذهب "هاليداي" إلى اعتبار النص وحدة معنوية تختلف عن الجملة، ليس من حيث الحجم لأنّه لا يشكل مقياسا لتحديد النص، ولكن من حيث الجنس، فالنص لا يتكون من جمل بل يتحقق بها. وغير بعيد عن هذا المفهوم نجد تحديدا آخر أساسه المقارنة بين الجملة والنص من حيث الكم إذ يقول شارول: "مثلما أن كما من الكلمات لا يعطي جملة كذلك فإنّ كما من الجمل لا يعطي نصا، فعلى مستوى النص توجد مقاييس فعالة للبناء".
وبنفس المعنى عرفه "روجي فولي" في كتابه "اللسانيات والرواية": "إنّ النص يعني البنية النصية الأكثر إدراكا ومعاينة، وهذه البنية هي متوالية من الجمل المترابطة فيما بينها تشكل استمرارا وانسجاما على صعيد تلك المتوالية".
أما النص من وجهة نظر البيداغوجيا فيعتبر وحدة تعليمية تمثل: محور تلتقي فيه المعارف اللغوية المتعلقة بالنحو والصرف والبلاغة والعروض وعلوم أخرى كعلم النفس وعلم التاريخ وعلم الاجتماع.
- أنواع النصوص: ينقسم النص إلى قسمين:
(http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518)1 (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518)- النص التواصلي: وهو النص التقني الذي تكون لغته لغة الصفر أي لغة عامة المجتمع وغرضه التواصل مع المجتمع. (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518)
2- النص الإبداعي: وهو النص الأدبي الراقي. (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518)
ويمكن للقارئ أن يلقى أثناء قراءته أنواعا شتى من النصوص:
• نصوص سردية (واقعية وخيالية وروايات وقصص وسير)
• نصوص مختصة (مقالات في مجالات علمية).
• نصوص تعليمية كتب ومطبوعات.
• نصوص تحليلية (دراسات ومحاضرات).
(http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518)• نصوص (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518) مهنية (تقارير ونصوص إعلامية). (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518)
3 - هناك أنماط أخرى وهي النصوص الأدبية والإعلامية والبرهانية الحجاجية والوظيفية الإدارية. (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518)
ملاحظة:
-لا يمكن أن يكون لنص واحد نمط واحد وإنما يغلب نمط ما على غيره بحسب طبيعة الموضوع.
- يستعان بالكتب المدرسية المقررة للإطلاع على الأمثلة وعلى تفاصيل أكثر.
7 - حدد أنماط النصوص التالية ومؤشراتها (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518)
زرياب مبتكر الموسيقى الأندلسية
كان إبراهيم الموصلي مغنّي البلاد العباسية نجما فريدا من نوعه، ذاع صيته في الآفاق، وأحدث ثورة في الموسيقى والغناء العربي وامتدّ تأثيره إلى أوروبا وآسيا، ولكن ابنه إسحاق الموصلي سرعان ما فاق كل الحدود في براعة موسيقاه وأنغامه وأدائه، وتربع في وقت قصير على عرش الغناء في الإمبراطورية العباسية، وأصبح جليس الخليفة ومغنيه الخاص، وأصبح إسحاق آنذاك ملكا مملكته الكلمة الرقيقة، والقافية العذبة والنغمة الجميلة والصوت الدافئ، وفي تلك الأثناء ظهر شاب يسمى زريابا، واجترأ بعفوية على اختراق مملكة إسحاق الموصلي بفضل إمكاناته الفنية الخارقة، وأصبح حديث الناس، يجري اسمه على كل لسان، إلى حدّ نجاحه في الوصول إلى قصر الخليفة، وفتتنه بموهبته الاستثنائية، فأثار قلق إسحاق وحسده، حيث شعر إسحاق بمخاطر وجود زرياب في القصر على مكانته لدى الذي أظهر إعجابا كبيرا به.
وتعرض زرياب لضغط كبير، فلم يبق أمامه- وهو الرجل الضعيف البسيط الذي لا يملك ثروة ولا جاها سوى موهبته وفنه- إلاّ أنّ يغادر متوجها إلى أقصى الدنيا في ذلك الوقت؛ إلى الأندلس؛ حيث نسج مسار الفن الأندلسي، ووضع أسسه ليبقى خالدا إلى اليوم دون تغييرات مهمة تذكر، رغم مرور القرون على ذلك باستثناء ضياع ثمانية إيقاعات من أصل الإيقاعات الأربعة والعشرين التي تتكون منها الموسيقى الأندلسية، وهو ما يتناسب مع عدد ساعات اليوم. زرياب الذي ابتسم له الحظ في الأندلس أصبح كذلك مصمما وعارضا لأزياء الموضة ومبتكرا لقائمة طويلة من الحلويات التي توصف اليوم بالشرقية وعلى رأسها الزلابية التي سميت في الأصل الزريابية. زرياب الفنان المبدع أضاف وترا لآلة العود ليعطيه صورته النهائية المكتملة التي وصلت كما ليعبر الأجيال، وأعطى العرب والمسلمين، بل الإنسانية جمعاء الذخائر الفنية والجمالية التي يتميز بها الغناء الأندلسي.
أبو بكرزمال (بتصرف) (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518)
10 - الخـاتـمة:
إنّ الإحاطة بهذه الأنماط والتمكن منها والقدرة على توظيفها في النص الأدبي من شأنه أن يوجد المتعلم الذي يجيد النظم والتأليف والوصف كما يجيد التفكير المنهجي والخلق المبدع بعد أن يكتسب مهارات الوصف والسرد والحجاج والتفسير.
كما تمنحه التحكم في إنتاج النصوص بمختلف أنواعها عن طريق امتلاك المهارات اللغوية التعبيرية، وكل أشكال البناء الخاصة.
وتعد الاستعادة بالاتجاهات النقدية الحديثة والمعاصرة من النظريات البنيوية والأسلوبية، ونظرية القراءة والإطلاع على المنهجيات التعليمية الحديثة أمرا حتما بالنسبة للأستاذ لأنّ ذلك كفيل بتذليل الصعاب التي تواجه قبل المتعلم في العملية التعليمية التعلمية الجديدة.
والله نسأل أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزدنا علما لنحسن العمل بما علمنا. (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1055950518#post1055950518)