محمد أبو عثمان
2007-08-31, 20:54
منقول للفائدة والتذكير
جزى الله محمد الفلسطيني خير الجزاء على هذه المواضيع
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.. من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:-
فإن التاريخ لأي أمة من الأمم هو الصورة الواضحة لحياتها وتقاليدها ودياناتها وعلومها وثقافتها. وصفحاته هي المعبرة عن آمالها وأهدافها وتصوراتها...
وإن التاريخ الإسلامي أعظم مثال للتعبير عما ذكرنا فهو لم يسبق له نظير في تاريخ أمة من الأمم لا في كمه ولا في كيفه. فهو من جهة الكم أوسع تاريخ عرفته البشرية حتى اليوم. وذلك لما حواه من أخبار الخلفاء والولاة والعلماء والقضاة والقادة. وكل ذلك بوضوح تام ودقة متناهية. ولما سطره حول الفتوحات العظيمة التي قام بها المسلمون شرقاً وغرباً والتي تتجدد وتتقدم من حين لآخر.
بالإضافة إلى ما حواه من العلوم والمعارف والسيرة الحميدة والأعمال الصالحة لصالحي هذه الأمة. وأما من جهة الكيف فإنه يعتمد على الرواية والنقل عن العدول والثقات والموثوق بروايتهم ولا مجال فيه للاختراع والخرص وهذا لم يحصل لتاريخ أمة من الأمم.
هذا وقد حظي التاريخ الإسلامي بالرواية والتسجيل والحفظ فأقبل العلماء والرواة على روايته وتدينه وتنافسوا في ذلك مما جعل المكتبة الإسلامية تغص بكتب التاريخ لكل عصر وحيل عبر تاريخ هذه الأمة.
هذا وقد ذهل أعداء الإسلام من قوة هذا الدين ونفوذ سلطانه وتقدم انتشاره فوقفوا قلقين حيارى.
ولما لم يكن لهم أي قوة لمقاومته بالسيف علناً لجأوا إلى شتى الطرق والوسائل للكيد له والنيل منه.
وبدعة التشيع هي أول بدعة أسست لها الغرض وأول مكيدة دبرت تحت هذا الستار هي الفتنة الكبرى التي دبرت ضد عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو ثالث الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم أجمعين.
فإن هذه الفتنة بدأت بإشاعة وتلفيق الأخبار المكذوبة أو المروية على غير وجهها الصحيح وذلك لتأليب الجهال وغوغاء الناس عليه ومما أدى إلى قتله بعد ذلك رضي الله عنه كما هو مبسوط في كتب الحديث والتاريخ.
والذي خطط ونفذ هذه الفتنة هو عبد الله بن سبأ اليهودي كما ستأتي الإشارة إليه فيما بعد.
ثم بعد مقتل عثمان وجد الرفض فرصته المناسبة في الفتن التي جرت بعد ذلك وذلك لإشاعة والاختلاق الروايات المكذوبة في مثالب الصحابة وفيما جرى بينهم من الاختلاف وتصويره على غير وجهه الصحيح وسنذكر أمثلة لذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى. ولا أريد أن اعترض هنا لما شحنته الشيعة في كتبهم من البهتان والزور على تاريخ الإسلام وذلك نتيجة لما تكنه صدورهم من الحقد والبغض لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولقادة المسلمين وولاتهم فإن كتبهم مشحونة بالسب والشتم لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ولخير القرون بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ومثل هذا واضح البطلان ولا يستغرب من شرذمة أظهرت الرفض وأبطنت الكفر. ولا تحل قراءة هذه الكتب إلا على سبيل الإطلاع على الباطل للرد عليه والتحذير منه.
أما ما أقصده بهذا البحث فهو ما تسرب من ذلك إلى كتب التاريخ الإسلامي. إما عن طريق راو يظهر عليه التقى والعدالة ويبطن الرفض أو عن طريق خفيف التشيع يجيز الرواية عن مثله جمهور أهل العلم بالحديث إذا لم يكن متعصباً وداعية لبدعة. وقد يروى مثل ابن جرير عن بعض المشهورين بالتشيع ولكنه يذكر سنده في الرواية ليحيل العهدة على الرواة كما سيأتي أمثلة لذلك فيما بعد.
وليس في هذا عيب على ابن جرير ما دام نقلها بأسانيدها وترك للقارىء الحاذق نقدها وتمحيصها فقد قال رحمه الله في مقدمة تاريخه [1]:" وليعلم الناظر في كتابنا هذا إن اعتقادي في كل ما أحضرت ذكره فيه مما شرطت إني أرسمه فيه إنما هو على ما رويت من الأخبار التي أنا ذاكرها فيه.
والآثار التي أنا مسندها إلى روايتها فيه.. إلى أن قال رحمه الله: فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه ويستبشعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجهاً في الصحة ولا معنى في الحقيقة فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا. وإنما أتى من بعض ناقليه إلينا.
ونحن إنما أدينا ذلك على نحو ما أدى إلينا.." ولكن جاء من بعد ابن جرير من حذف هذه الأسانيد وضم الروايات بعضها إلى بعض طلباً للاختصار ثم جاء من بعدهم خصوصاً في هذا العصر من ينقل هذا الروايات وينسبها إلى كتب التاريخ من غير تفريق بين ما يرويه الثقات وبين ما يرويه أهل التشيع والرفض ولا بين ما ظاهره الصحة مما تظاهرت فيه أخبار الثقات العدول من جهات متعددة. وبين ما ظاهره البطلان مما يروى في مثالب الصحابة وما جرى بينهم من الفتن مما يجمع على بطلانه عامة أهل العلم بالحديث من أهل السنة.
وزاد الطين بلة في العصور المتأخرة أنه ظهر سابئة جديدة بثوب جديد وهؤلاء ما يسمون بالمستشرقين من اليهود والنصارى وهؤلاء وجدوا في روايات الرافضة المدسوسة في التاريخ مرتعاً خصباً لتشويه التاريخ الإسلامي المجيد.
وهؤلاء يموهون على الناس أنهم من أهل التحقيق العلمي الدقيق وفي الحقيقة أنهم من أهل التزوير والتلفيق فغاية ما عندهم من التحقيق أن يعمد أحدهم إلى بعض روايات الرافضة يصوغها بصورة بشعة ويزيد فيها وينقص حسب ما يخدم غرضه الخبيث ثم في الأخير يقول لك مثلاً: انظر ابن جرير الطبري أو ابن الأثير. هذا وقد اغتر بتمويههم وتزويرهم كثير من الكتاب وأساتذة التاريخ في هذا العصر. وفي الحقيقة إنه لمن الخيانة لهذا الدين أن يؤخذ تاريخه من أعدائه من اليهود والصليبيين وهم ما يسمون بالمستشرقين.
ولا يفوتني في هذا المقام أن أنوه بتلك الجهود التي قام بها كثير من علماء الإسلام الأعلام من تصد لتلك المرويات في هذا الباب سواء كان بكتابة التاريخ كتابة تعتمد على الروايات الموثوق بها مع الاحترام والتقدير والاعتراف بالفضل لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. أو على سبيل مؤلف خاص بتلك الروايات.
أولفته نظر عابرة في طيات مؤلف في موضوع ما..ومثل هذا كثير جداً منها ما هو مطبوع ومنها ما هو مخطوط وهو الكثير الغالب ومثال النوع الأول من التأليف مما هو مطبوع كتاب البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله ذلكم الرجل الذي تصدى للرفض بتحقيقه العلمي الدقيق ونقد العالم المطلع البصير. بالإضافة إلى إبرازه من مناقب وفضائل الصحابة رغم أنوف أهل الرفض ومثال النوع الثاني كتاب العواصم من القواصم لأبي بكر بن العربي ومثال النوع الثالث ما هو متناثر في كتب ابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن حجر وغيرهم من العلماء تلك الجهود على اختلاف أنواعها مهمة جبارة متكاملة. قام بها علماء الإسلام سلفاً وخلفاً وخير قيام.
والذي بقي الآن وهو مهمة أهل العلم والغيورين على هذا الدين في هذا العصر إن الذي عليهم الآن هو مواصلة المسيرة نحو الجبهة الحامية الوطيس وقد بين لنا علماء الإسلام زيف وكذب روايات الرافضة فلم يبق بعد ذلك إلا طردهم نهائياً من صفحات التاريخ. إنه إن لذ وطاب لمستشرق يهودي أو نصراني أو لفرخ واحد منهما أن يبقى تداول تلك الروايات المظلمة تسود صفحات التاريخ البيضاء فلا يجوز لمسلم أبداً أن يرضى بهذا الدنس لتاريخ أمته ودينه. وإنه لمن الواجب على المؤسسات المعنية في العالم الإسلامي أن تقيم محاجر علمية دقيقة لعزل الروايات التي أصيبت بالوباء ولتقديم تاريخنا الإسلامي بصورته المشرقة بعد تطهيره وتعقيمه من جراثيم الشيعة القذرة.
كما يجب عليها الحجر الشرعي على سفه كل من يرسل لسانه في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. وذلك انتصاراً لله ولرسوله ولدينه. وقياماً بالواجب نحو خير هذه الأمة وأفضلها في الدنيا والآخرة.
ما أدخلته الشيعة في التاريخ الإسلامي
يدور فلك الغارة الشعواء التي شنتها الشيعة على التاريخ الإسلامي في الغالب حول أمرين هما:-
الأمر الأول: سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوير الروايات وتلفيق الحكايات في مثالبهم رضي الله عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمعين. ويقصد من وراء ذلك الوصول إلى الإسلام نفسه لأن الصحابة هم رواته وهم خير هذه الأمة بعد نبينا صلى الله عليه وسلم.. بل هم أفضل من مشت قدماه على الأرض من بني آدم بعد الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
قال ابن تيمية رحمه الله بعد أن ذكر فضل الصحابة وأن القدح فيهم قدح في الإسلام نفسه قال ما نصه:" وهذا هو أصل مذهب الرافضة فإن الذي ابتدع الرفض (يقصد عبد الله بن سبأ) كان يهودياً أظهر الإسلام نفاقاً.. ودس إلى الجهال دسائس يقدح بها في أصل الإيمان ولهذا كان الرفض أعظم أبواب النفاق والزندقة ".
إلى أن قال رحمه الله:" فإن القدح في خير القرون الذين صحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم قدح في الرسول عليه الصلاة والسلام كما قال مالك وغيره من أئمة العلم.." انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.
وتركز أساطير الرافضة على خيرهم وأفضلهم أبي بكر وعمر وعثمان ثم تنطلق بوقاحة إلى أجلاء الصحابة وأعيانهم من السابقين الأولين إلى الإسلام وممن حضر بدراً وأحداً وبيعة الرضوان وآزر رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصره في السراء والضراء. وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض كطلحة والزبير وغيرهما من بقية العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم أجمعين.
ولا يقفون عند هذا الحد بل يتناولون بألسنتهم القبيحة أمهات المؤمنين وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم ويخصون الصديقة بنت الصديق عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.. وفي نهاية المطاف يتناولون كافة بني أمية بالسب والشتم والكلام القبيح.
الأمر الثاني: الغلو في أهل البيت ويخصون منهم علياً وفاطمة وذريتهما رضي الله عنهم أجمعين فيفترون ويلفقون الروايات الكاذبة في مدح أهل البيت وإطرائهم حتى يصلى بهم الحد إلى وصفهم بما لا يليق بهم من الأوصاف ويسندون إليهم مواقف وأعمال لا تتفق مع فضلهم وعلو قدرهم.
يتبع ...........
جزى الله محمد الفلسطيني خير الجزاء على هذه المواضيع
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.. من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:-
فإن التاريخ لأي أمة من الأمم هو الصورة الواضحة لحياتها وتقاليدها ودياناتها وعلومها وثقافتها. وصفحاته هي المعبرة عن آمالها وأهدافها وتصوراتها...
وإن التاريخ الإسلامي أعظم مثال للتعبير عما ذكرنا فهو لم يسبق له نظير في تاريخ أمة من الأمم لا في كمه ولا في كيفه. فهو من جهة الكم أوسع تاريخ عرفته البشرية حتى اليوم. وذلك لما حواه من أخبار الخلفاء والولاة والعلماء والقضاة والقادة. وكل ذلك بوضوح تام ودقة متناهية. ولما سطره حول الفتوحات العظيمة التي قام بها المسلمون شرقاً وغرباً والتي تتجدد وتتقدم من حين لآخر.
بالإضافة إلى ما حواه من العلوم والمعارف والسيرة الحميدة والأعمال الصالحة لصالحي هذه الأمة. وأما من جهة الكيف فإنه يعتمد على الرواية والنقل عن العدول والثقات والموثوق بروايتهم ولا مجال فيه للاختراع والخرص وهذا لم يحصل لتاريخ أمة من الأمم.
هذا وقد حظي التاريخ الإسلامي بالرواية والتسجيل والحفظ فأقبل العلماء والرواة على روايته وتدينه وتنافسوا في ذلك مما جعل المكتبة الإسلامية تغص بكتب التاريخ لكل عصر وحيل عبر تاريخ هذه الأمة.
هذا وقد ذهل أعداء الإسلام من قوة هذا الدين ونفوذ سلطانه وتقدم انتشاره فوقفوا قلقين حيارى.
ولما لم يكن لهم أي قوة لمقاومته بالسيف علناً لجأوا إلى شتى الطرق والوسائل للكيد له والنيل منه.
وبدعة التشيع هي أول بدعة أسست لها الغرض وأول مكيدة دبرت تحت هذا الستار هي الفتنة الكبرى التي دبرت ضد عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو ثالث الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم أجمعين.
فإن هذه الفتنة بدأت بإشاعة وتلفيق الأخبار المكذوبة أو المروية على غير وجهها الصحيح وذلك لتأليب الجهال وغوغاء الناس عليه ومما أدى إلى قتله بعد ذلك رضي الله عنه كما هو مبسوط في كتب الحديث والتاريخ.
والذي خطط ونفذ هذه الفتنة هو عبد الله بن سبأ اليهودي كما ستأتي الإشارة إليه فيما بعد.
ثم بعد مقتل عثمان وجد الرفض فرصته المناسبة في الفتن التي جرت بعد ذلك وذلك لإشاعة والاختلاق الروايات المكذوبة في مثالب الصحابة وفيما جرى بينهم من الاختلاف وتصويره على غير وجهه الصحيح وسنذكر أمثلة لذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى. ولا أريد أن اعترض هنا لما شحنته الشيعة في كتبهم من البهتان والزور على تاريخ الإسلام وذلك نتيجة لما تكنه صدورهم من الحقد والبغض لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولقادة المسلمين وولاتهم فإن كتبهم مشحونة بالسب والشتم لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ولخير القرون بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ومثل هذا واضح البطلان ولا يستغرب من شرذمة أظهرت الرفض وأبطنت الكفر. ولا تحل قراءة هذه الكتب إلا على سبيل الإطلاع على الباطل للرد عليه والتحذير منه.
أما ما أقصده بهذا البحث فهو ما تسرب من ذلك إلى كتب التاريخ الإسلامي. إما عن طريق راو يظهر عليه التقى والعدالة ويبطن الرفض أو عن طريق خفيف التشيع يجيز الرواية عن مثله جمهور أهل العلم بالحديث إذا لم يكن متعصباً وداعية لبدعة. وقد يروى مثل ابن جرير عن بعض المشهورين بالتشيع ولكنه يذكر سنده في الرواية ليحيل العهدة على الرواة كما سيأتي أمثلة لذلك فيما بعد.
وليس في هذا عيب على ابن جرير ما دام نقلها بأسانيدها وترك للقارىء الحاذق نقدها وتمحيصها فقد قال رحمه الله في مقدمة تاريخه [1]:" وليعلم الناظر في كتابنا هذا إن اعتقادي في كل ما أحضرت ذكره فيه مما شرطت إني أرسمه فيه إنما هو على ما رويت من الأخبار التي أنا ذاكرها فيه.
والآثار التي أنا مسندها إلى روايتها فيه.. إلى أن قال رحمه الله: فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه ويستبشعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجهاً في الصحة ولا معنى في الحقيقة فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا. وإنما أتى من بعض ناقليه إلينا.
ونحن إنما أدينا ذلك على نحو ما أدى إلينا.." ولكن جاء من بعد ابن جرير من حذف هذه الأسانيد وضم الروايات بعضها إلى بعض طلباً للاختصار ثم جاء من بعدهم خصوصاً في هذا العصر من ينقل هذا الروايات وينسبها إلى كتب التاريخ من غير تفريق بين ما يرويه الثقات وبين ما يرويه أهل التشيع والرفض ولا بين ما ظاهره الصحة مما تظاهرت فيه أخبار الثقات العدول من جهات متعددة. وبين ما ظاهره البطلان مما يروى في مثالب الصحابة وما جرى بينهم من الفتن مما يجمع على بطلانه عامة أهل العلم بالحديث من أهل السنة.
وزاد الطين بلة في العصور المتأخرة أنه ظهر سابئة جديدة بثوب جديد وهؤلاء ما يسمون بالمستشرقين من اليهود والنصارى وهؤلاء وجدوا في روايات الرافضة المدسوسة في التاريخ مرتعاً خصباً لتشويه التاريخ الإسلامي المجيد.
وهؤلاء يموهون على الناس أنهم من أهل التحقيق العلمي الدقيق وفي الحقيقة أنهم من أهل التزوير والتلفيق فغاية ما عندهم من التحقيق أن يعمد أحدهم إلى بعض روايات الرافضة يصوغها بصورة بشعة ويزيد فيها وينقص حسب ما يخدم غرضه الخبيث ثم في الأخير يقول لك مثلاً: انظر ابن جرير الطبري أو ابن الأثير. هذا وقد اغتر بتمويههم وتزويرهم كثير من الكتاب وأساتذة التاريخ في هذا العصر. وفي الحقيقة إنه لمن الخيانة لهذا الدين أن يؤخذ تاريخه من أعدائه من اليهود والصليبيين وهم ما يسمون بالمستشرقين.
ولا يفوتني في هذا المقام أن أنوه بتلك الجهود التي قام بها كثير من علماء الإسلام الأعلام من تصد لتلك المرويات في هذا الباب سواء كان بكتابة التاريخ كتابة تعتمد على الروايات الموثوق بها مع الاحترام والتقدير والاعتراف بالفضل لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. أو على سبيل مؤلف خاص بتلك الروايات.
أولفته نظر عابرة في طيات مؤلف في موضوع ما..ومثل هذا كثير جداً منها ما هو مطبوع ومنها ما هو مخطوط وهو الكثير الغالب ومثال النوع الأول من التأليف مما هو مطبوع كتاب البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله ذلكم الرجل الذي تصدى للرفض بتحقيقه العلمي الدقيق ونقد العالم المطلع البصير. بالإضافة إلى إبرازه من مناقب وفضائل الصحابة رغم أنوف أهل الرفض ومثال النوع الثاني كتاب العواصم من القواصم لأبي بكر بن العربي ومثال النوع الثالث ما هو متناثر في كتب ابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن حجر وغيرهم من العلماء تلك الجهود على اختلاف أنواعها مهمة جبارة متكاملة. قام بها علماء الإسلام سلفاً وخلفاً وخير قيام.
والذي بقي الآن وهو مهمة أهل العلم والغيورين على هذا الدين في هذا العصر إن الذي عليهم الآن هو مواصلة المسيرة نحو الجبهة الحامية الوطيس وقد بين لنا علماء الإسلام زيف وكذب روايات الرافضة فلم يبق بعد ذلك إلا طردهم نهائياً من صفحات التاريخ. إنه إن لذ وطاب لمستشرق يهودي أو نصراني أو لفرخ واحد منهما أن يبقى تداول تلك الروايات المظلمة تسود صفحات التاريخ البيضاء فلا يجوز لمسلم أبداً أن يرضى بهذا الدنس لتاريخ أمته ودينه. وإنه لمن الواجب على المؤسسات المعنية في العالم الإسلامي أن تقيم محاجر علمية دقيقة لعزل الروايات التي أصيبت بالوباء ولتقديم تاريخنا الإسلامي بصورته المشرقة بعد تطهيره وتعقيمه من جراثيم الشيعة القذرة.
كما يجب عليها الحجر الشرعي على سفه كل من يرسل لسانه في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. وذلك انتصاراً لله ولرسوله ولدينه. وقياماً بالواجب نحو خير هذه الأمة وأفضلها في الدنيا والآخرة.
ما أدخلته الشيعة في التاريخ الإسلامي
يدور فلك الغارة الشعواء التي شنتها الشيعة على التاريخ الإسلامي في الغالب حول أمرين هما:-
الأمر الأول: سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوير الروايات وتلفيق الحكايات في مثالبهم رضي الله عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمعين. ويقصد من وراء ذلك الوصول إلى الإسلام نفسه لأن الصحابة هم رواته وهم خير هذه الأمة بعد نبينا صلى الله عليه وسلم.. بل هم أفضل من مشت قدماه على الأرض من بني آدم بعد الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
قال ابن تيمية رحمه الله بعد أن ذكر فضل الصحابة وأن القدح فيهم قدح في الإسلام نفسه قال ما نصه:" وهذا هو أصل مذهب الرافضة فإن الذي ابتدع الرفض (يقصد عبد الله بن سبأ) كان يهودياً أظهر الإسلام نفاقاً.. ودس إلى الجهال دسائس يقدح بها في أصل الإيمان ولهذا كان الرفض أعظم أبواب النفاق والزندقة ".
إلى أن قال رحمه الله:" فإن القدح في خير القرون الذين صحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم قدح في الرسول عليه الصلاة والسلام كما قال مالك وغيره من أئمة العلم.." انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.
وتركز أساطير الرافضة على خيرهم وأفضلهم أبي بكر وعمر وعثمان ثم تنطلق بوقاحة إلى أجلاء الصحابة وأعيانهم من السابقين الأولين إلى الإسلام وممن حضر بدراً وأحداً وبيعة الرضوان وآزر رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصره في السراء والضراء. وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض كطلحة والزبير وغيرهما من بقية العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم أجمعين.
ولا يقفون عند هذا الحد بل يتناولون بألسنتهم القبيحة أمهات المؤمنين وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم ويخصون الصديقة بنت الصديق عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.. وفي نهاية المطاف يتناولون كافة بني أمية بالسب والشتم والكلام القبيح.
الأمر الثاني: الغلو في أهل البيت ويخصون منهم علياً وفاطمة وذريتهما رضي الله عنهم أجمعين فيفترون ويلفقون الروايات الكاذبة في مدح أهل البيت وإطرائهم حتى يصلى بهم الحد إلى وصفهم بما لا يليق بهم من الأوصاف ويسندون إليهم مواقف وأعمال لا تتفق مع فضلهم وعلو قدرهم.
يتبع ...........