المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أسباب سقوط العثمانيين: الصوفية المنحرفة


مريم العدراء
2014-01-09, 19:54
إن أعظم انحراف وقع في تاريخ الأمة الإسلامية ظهور الصوفية المنحرفة كقوة منظمة في المجتمع الإسلامي، تحمل عقائدا وأفكارًا وعبادات بعيدة عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد قَوِي عود الصوفية المنحرفة واشتدت شوكتها في أواخر العصر العثماني، بسبب عوامل متعددة منها:

1- الأحوال السيئة التي كانت تعيشها الأمة الإسلامية، والواقع المرير الذي كان يعيشه المسلمون في تلك الفترة، من انتشار التخلف والظلم والطغيان والفقر والمرض والجهل. كل ذلك جعل الناس يرتمون في أحضان الصوفية المنحرفة، التي لا تقوم بأكثر من التربيت عليهم، والتحذير لهم، وجعلهم يعيشون في غير واقعهم الذي فرُّوا منه.

2- كان اضطراب الأمن وانعدامه سمة من سمات العصور المتأخرة، حيث كانت تزهق الأرواح لأسباب تافهة، بل دون سبب في بعض الأحيان. وفي هذه الأجواء الحالكة، والظروف العصيبة، كان أرباب التصوف يحيون حياة هادئة، يرفرف عليها الأمن والاطمئنان، بعيدة عن المصائب والفتن التي فتكت بالناس.

"قد كان الفقراء أروح بالاً وأكثر طمأنينة من الفلاحين في حقولهم، والتجار في متاجرهم، والصناع في مصانعهم، فقد كانوا في أمنٍ من تطبيق القوانين، وكانوا في أغلب فترات الظلم الفادح في نجاة من هذه الشرور كلها، لأن الجنود كانوا يخافون بأسهم، ويخشون سلطانهم الروحي، ويؤمنون باتصالهم بالله، فيتزلفون إليهم ويطلبون الرضا منهم، قأقبل بعض الناس على دخول الطريق مدفوعًا بما سيصيبه في رحاب الزوايا من اطمئنان البال واستقرار الحال"[1].

3- الترف في معيشة أرباب الفرق: "كان الفقراء فوق النجاة من ضغط الحياة يومذاك، لا يجهدون أنفسهم في احتراف عمل يكسبون قوتهم من ورائه، بل كانوا يعيشون في الزوايا، طاعمين كاسين، على نفقة المحسنين والأثرياء بدعوى التفرغ للذكر والانقطاع للتهجد والتجرد لعبادة الله. ومن أطرف مفارقة هذا العصر أن يكون هؤلاء الزهاد الذين يدَّعُون التقشف والقناعة بالتافه من شؤون العيش، أرغد عيشًا وأترف حياة من الفلاحين والتجار وأرباب الحرف"[2].

4- حب الأتراك العثمانيين للدروشة والتصوف: "كان الأتراك يحبون التصوف، ويميلون إلى تقديس أهل الإيمان بصدق ولايتهم"[3].

"لقد كانت الصوفية قد أخذت تنتشر في المجتمع العباسي، ولكنها كانت ركنًا منعزلاً عن المجتمع، أما في ظل الدولة العثمانية، وفي تركيا بالذات، فقد صارت هي المجتمع وصارت هي الدين، وانتشرت -في القرنين الأخيرين بصفة خاصة- تلك القولة العجيبة: من لا شيخ له فشيخه الشيطان! وأصبحت -بالنسبة للعامة بصورة عامة- هي مدخلهم إلى الدين، وهي مجال ممارستهم للدين"[4].

وقد كان كثير من سلاطين آل عثمان يقومون برعاية الصوفية، ويفيضون عليها من عطفهم وحدبهم، حتى جاء السلطان عبد الحميد إلى السلطنة في ظروف عصيبة، والمؤامرات تُحاك للأمة، والكوارث والمحن تحيط بها من كل مكان، ودعاة القومية يبثون دعوتهم في سائر البلاد، فدعا إلى الجامعة الإسلامية والرابطة الدينية، وكانت الصوفية بجميع أصنافها وطرقها تشكل ثقلاً في الدعوة إلى الجامعة الإسلامية.

لقد كان ذلك العصر، عصر الصوفية التي أطبقت على العالم الإسلامي من أدناه إلى أقصاه، ولم تبق مدينة ولا قرية إلا دخلتها، إلا إذا استثنينا نجد وملحقاتها[5]. لقد سيطرت الصوفية المنحرفة على العالم الإسلامي في تلك الفترة، ووقع جمهور من المسلمين في أسرها، وعظم سلطان المتصوفة في ذينك القرنين، وبلغ مبلغًا عظيمًا، لو لم يكن من قوته ونفوذه إلا هيمنته على الجماهير الغفيرة في طول البلاد وعرضها لكفى، فكيف إذا تبنته الدولة وناصره الحكام[6]!

وكانت نظرة المتصوفة المنحرفة تحترم البطالة وتبيح التسول، وتصطنع الضيق، وتسعى إلى مواطن الذل، وتغتبط بالهوان، وكانت نظرتهم إلى الأخذ بالأسباب منحرفة جدًّا، "فما أخيب التاجر الذي يصرف وقته في تجارته، والزارع الذي ينفق جهده في زراعته، والصانع الذي يبذل نشاطه في صناعته! وما أفشل من سافر منهم طلبًا لكسب أو رغبة في مال! فإن الرزق في طلب صاحبه دائر، والمرزوق في طلب رزقه حائر، وبسكون أحدهما يتحرك الآخر".

وفسدت لدى كثير من المتصوفة عقيدة القضاء والقدر، وأصبحت عندهم عقيدة سلبية مخذلة، لقد كتب أحد المستشرقين الألمان وهو يؤرِّخ لحال المسلمين في عصورهم الأخيرة يقول: "طبيعة المسلم التسليم لإرادة الله والرضا بقضائه وقدره والخضوع بكل ما يملك للواحد القهار. وكان لهذه الطاعة أثران مختلفان: ففي العصر الإسلامي الأول لعبت دورًا كبيرًا في الحروب؛ إذ حققت نصرًا متواصلاً لأنها دفعت في الجندي روح الفداء. وفي العصور الأخيرة كانت سببًا في الجمود الذي خيَّم على العالم الإسلامي، فقذف به إلى الانحدار وعزله، وطواه عن تيارات الأحداث العالمية"[7].

إن هذا الرجل وهو كافر أدرك هذه الحقيقة: حقيقة الفرق بين الإيمان بالقدر كما فهمه السلف، وبين الإيمان الذي ابتدعه الخلف متأثرين بالمتصوفة. فالذنب ليس ذنب العقيدة، بل ذنب المعتقدين بها، وقد صاغ ذلك شاعر الإسلام محمد إقبال شعرًا فقال:


من القرآن قد تركوا المساعي *** وبالقرآن قد ملكوا الثـريا
إلى التقدير ردوا كل سعـي *** وكان زماعهم قدرًا خفيـا
تبدلـت الضمائر في إسـار *** فما كرهوه صار لهم رضيا[8]


وقد استغل نابليون بونابرت تلك الفكرة المنحرفة عن القضاء والقدر لما احتلت جيوشه الصليبية أرض مصر، فكان يصدر منشوراته بتذكير المسلمين بأن ما وقع لهم من الاحتلال والأسر كان بقدرٍ من الله، فمن حاول الاعتراض على ما وقع، فكأنما يعترض على القضاء والقدر[9].

لقد كانت مفاهيم التصوف المنحرف تنخر في كيان الدولة العثمانية، وكان العالم الصليبي ينطلق في مجالات العلم وميادين المعرفة آخذًا بأسباب القوة والتقدم والرقي، ويدير المؤامرات والدسائس لتفتيت الدولة العثمانية، ومن ثَمَّ الهيمنة على العالم الإسلامي. وكان المتصوفة المنحرفون مقبلين على استماع الملاهي والمعازف ويتعلمون الموسيقى، وكانت مجالسهم مليئة بالطبول والنايات والأعلام والرايات، وكانت كثير من الطرق المنحرفة لا تخلو حلقات الذكر من الدف، حتى قال أبو الهدى الصيادي -وهو من خواص السلطان عبد الحميد الثاني، ومن أنصار الجامعة الإسلامية-:




اضرب الدف وجانب جاهلاً *** حكمة الشرع لمعنى ما درى
كل مـا حـرك قلبا ساكنًا *** ودعا العقل منـه معتبـرًا
وأجال الروح في برزخهـا *** تذكر اللـه وتبغـي مظهرًا

فهو بـر والـذي يفعلـه *** فعـل البـر واللـه يـرى
إن في الـدف وفي رنتـه *** نغمـة يعرفهـا مـن ذكرا
صـوته ذكـر وفي بحتـه *** أنّة تذكر أوقـات السـرى
نضرب الدف ومنـه عندنا *** ذاكرًا نسمعـه لن يفتـرا[10]


وقد كان للسماع عند جمهور المتصوفة منزلة عظيمة، يقول أبو الهدى الصيادي: "من لم يحركه السماع فهو ناقص مائل عن لطف الاعتدال، بعيد عن نور الروحانية، زائد في غلظة الطبع وكثافته، بل هو أبلد من الجمال والطيور وسائر البهائم، فإن جميعها تتأثر بالنغمات الموزونة. وبالجملة فالسماع يثمر حالة في القلب وتُسمَّى وجدًا، ويثمر الوجد تحريك الأطراف، إما بحركة غير موزونة فتسمى الاضطراب، وإما بحركة موزونة فتسمى التصفيق والرقص"[11].

ويا ليت أولئك المتصوفة اقتصروا على الولوع بالطرب والسماع والغناء، ولكنهم جعلوه إلى الله قربة، وعدُّوه طاعة تلين بها القلوب، وتشفّ بها الأرواح. وما أحسن ما قاله العلامة الحافظ ابن القيم الجوزية عن هؤلاء المتصوفة، حيث يقول: "فلو رأيتهم عند ذاك السماع، وقد خشعت منهم الأصوات، وهدأت منهم الحركات، وعكفت قلوبهم بكليتها عليه، وانصبت انصبابة واحدة إليه، فتمايلوا كتمايل النشوان، وتكسروا في حركاتهم ورقصهم، أرأيت تكسر المخانيث والنسوان؟!

ويحق لهم ذلك، وقد خالط خمرة النفوس، ففعل فيها أعظم ما تفعله حميا الكؤوس، فلغير الله -بل للشيطان- قلوب هناك تمزق، وأثواب تشقق، وأموال في غير طاعة الله تنفق، حتى إذا عمل السُّكر فيهم عمله، وبلغ الشيطان منهم أمنيته وأمله، واستفزهم بصوته وحيله، وأجلب عليهم برجله وخيله، وخز في صدورهم وخزًا، وأزّهم إلى ضرب الأرض بالأقدام أزًّا، فطورًا تجعلهم كالحمير حول المدار، وتارة كالذباب ترقص وسط الديار، فيا رحمة للسقوف والأرض من دكّ تلك الأقدام! ويا سوءتا من أشباه الحمير والأنعام! ويا شماتة أعداء الإسلام بالذين يزعمون أنهم خواص الإسلام!

قضوا حياتهم لذة وطربًا، واتخذوا دينهم لهوًا ولعبًا، مزامير الشيطان أحب إليهم من سماع سور القرآن، لو سمع أحدهم القرآن من أوَّله إلى آخره لما حرّك له ساكنًا، ولا أزعج له قاطنًا، ولا أثار فيه وجدًا، ولا قدح فيه من لواعج الأشواق إلى الله زندًا، حتى إذا تُلِي عليه قرآن الشيطان، وولج مزموره سمعه، تفجرت ينابيع الوجد من قلبه على عينيه فجرت، وعلى أقدامه فرقصت، وعلى يديه فصفقت، وعلى سائر أعضائه فاهتزت وطربت، وعلى أنفاسه فتصاعدت، وعلى زفراته فتزايدت، وعلى نيران أشواقه فاشتعلت. ولقد أحسن القائل:



تلي الكتاب فأطرقوا لا خيفـة *** لكنه إطـراق ساه لاهـي
وأتى الغناء فكالحمير تناهقـوا *** والله ما رقصوا لأجـل الله
دف ومزمـار ونغمـة شادن *** فمتى رأيت عبـادة بملاهـي
ثقل الكتـاب عليهـم لما رأوا *** تقييـده بأوامـر ونواهـي

سمعوا له رعدًا وبرقًا إذ حـوى *** زجرًا وتخويفًا بفعل مناهـي
ورأوه أعظم قاطع للنفـس عن *** شهواتها يا ذبحهـا المتناهـي
وأتى السماع موافقًا أغراضهـا *** فلأجل ذاك غدا عظيم الجاه[12]


وهكذا أصبحت حياة المتصوفة المنحرفين في اللهو والسخافة، وأضاعوا أوقاتهم وأعمارهم في مجالس الذكر والسماع والملاهي، وأصبحت حياتهم من أولها إلى آخرها تدور حول الذكر في صورته المنحرفة، وضاعت عبادة السعي في مناكب الأرض وطلب الرزق والجهاد وطلب العلم ونشره، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكلها أمور تشغل عن الذكر وتصدّ عنه، ومن ثَمَّ ينبغي للمسلم أن لا يشتغل بها، وأن يعيش حياته على الذكر بالسماع والغناء والرقص.

ودخل في عالم التصوف المنحرف تقديس الأشخاص الأموات منهم والأحياء، ونسبوا إليهم خوارق العادات والكرامات، وعاشوا في الأوهام وعالم الخيال، وأصيب الناس بالوهن والعجز والانحطاط، واتسعت هوة التخلف والسقوط، وكانت أوربا الصليبية تواصل صعودها في سُلَّم الحضارة المادية، وتُعِدُّ جيوشها للزحف على العالم الإسلامي، الغارق أهله في دنيا الخرافات والأوهام، والاتّكال على الخوارق والكرامات.

وفي الوقت الذي كانت فيه الأمة تعاني أشد المعاناة من الضعف والانحطاط، وتدور عليها المؤمرات من الأعداء وتحاك لها الدسائس، كان كثير من علمائها طوع مشيئة شيوخهم من المتصوفة المنحرفين، الذين أشاعوا روح الذل والخنوع في الأمة والذلة والهوان وغير ذلك من الأمراض المنحرفة، وتركت كثير من الطرق الصوفية المنحرفة الجهاد لمقارعة الاعداء، وأصبح الأولياء في عُرف الناس هم المجاذيب والمجانين والمعتوهين.

ولا شك أن هناك بينهم نسبة كبيرة من الدجالين والمحترفين، استغلوا ما للمجاذيب من مكانة مقدسة في نفوس الناس، فاندسوا في صفوفهم، ليصبحوا ضمن رابطة الأولياء، من الذين لا لوم عليهم ولا عتاب، مهما ارتكبوا من الموبقات، وجاهروا بالفواحش والآثام، وكان الكثير منهم يتعامل مع الجن، فكان طبيعيًّا أن تنفذ سهام الأعداء، وتنجح مخططاتهم، وتحتل جيوشهم أرضنا، وتستباح بيضتنا.

ولقد حفلت الصوفية ببحر زاخر من العقائد المنحرفة والضالة، ولعل آخر العقائد التي آمن بها كثير من المتصوفة المنحرفين: عقيدة وحدة الوجود والحلول. لقد احتضن المتصوفة المنحرفين هذه العقائد، وعملوا على نشرها، وألّفوا مؤلفات من أجلها، واعتبروها الحقيقة التي كُشف لهم سرها، وستر عن الآخرين.

وكان تدريس كتابي "فصوص الحكم" و"الفتوحات المكية" لـ(ابن عربي) وغيرها من كتب المتصوفة التي تطفح بعقيدتي وحدة الوجود والحلول هو شعار كبار العلماء من المتصوفة وغيرهم، وهو المنزلة العلمية التي لا يتبوؤها إلا الخاصة منهم، والمستوى العلمي الذي لا يرقى إليه إلا فحول العلماء[13].

لقد لقيت هذه العقائد المنحرفة رواجًا واسعًا بين المتصوفة المنحرفين في تلك الفترة الحرجة التي كانت تمر بها الأمة الاسلامية، فكان كثير منهم يؤمن بعقيدة وحدة الوجود، التي لا يمكن للحياة في ظلها أن تفسد، ويحيق الدمار بالعالم، وتبطل الأديان بالكلية، فلا يبقى معها دين ولا جهاد، ولا عداء بين مسلم وكافر؛ فالكل واحد، والوجود واحد، وإن تعددت المظاهر، نسأل الله السلامة في الدين.

وكان هناك استخفاف كثير منهم بالشرائع، وإلغاؤهم التكاليف أو إسقاطهم لها، واستهانتهم بأوامر الدين ونواهيه، تحت مسمى الولاية والحزب والجذب والشهود. ولقد كان واقع الصوفية حُجَّة قوية استندت إليها حركات التغريب التي نخرت الدولة العثمانية.


المصدر: كتاب (الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط).

رحمة 20
2014-01-09, 20:25
شكرااااااااا

البيرين1
2014-01-09, 22:57
السلام عليكم.يقول الامام البوصري في بردته البيت رقم 114
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد0000وينكر الفم طعم الماء من سقم
فاذا حكمنا على الاسلام بما قام به من يدعون اتباعه مثلا في الجزائر اثناء العشريه الداميه لما استقام القول فمن يفسدون موجودون في كل الفرق الاسلاميه
فما ثبت عن الرسول صلى الله عليه و سلمفي الصحيح انه قال ((سوف تفتح القسطنطينيه فنعم الجيش فاتحها و نعم الامير اميرها))او كما قال الصادق المصدوق.وكما نعلم ان فاتح القسطنطينيه هو محمد الفاتح و هو صوفي و الرسول صلوات الله عليه لا يمتدح مبتدع
اما لما نطعن في عقيدة الصوفيه فقد طعنا في جميع العلوم الدينيه و العياذ بالله من جهل الجاهلين لان جل هذه العلوم وصلتنا عن طريق هؤلاء بل طعنا في جهادهم كذلك كما سوف اذكر لكم
-اسماءالعلماء الصوفيه الاشاعره
ا-في التفسير و علوم القران-الجصاص-ابو عمر الداني-القرطبي-الكيا الهراسي-ابن العربي-الرازي-ابن عطيه-المحلي-البيضاوي-الثعالبي-ابو حيان-ابن الجزري-السمرقندي-الواحدي-الزركشي-السيوطي-الالوسي-الزرقاني-النسفي-القاسمي-ابنعاشور وغيرهم كثير فاتقي الله لطعنك في هؤلاء العلماء الاجلاء و سوف تسئل امام الله غدا
ب-اهل الحديث و علومه-الدارقطني-الحاكم-البيهقي-الخطيب البغدادي-ابن عساكر-ابو نعيم الاصبهاني-السمعاني-ابن القطان-القاضي عياض-ابن الصلاح-المنذري-ابن بطال-ابن جماعه- العيني-النووي-الهيثمي-المزي-ابن حجر-ابن المنير-العلائي-ابن الملقن-ابن دقيق-ابن الزملكاني-الزيلعي-السيوطي-ابن علان-السخاوي-المناوي-علي القاري-الجلال الدواني-البيقوني-اللكنوي-الزبيدي و غيرهم كثير فاتقي الله لطعنك في هؤلاء العلماء الاجلاء و سوف تسئل امام الله غدا
ج-اهل الفقه و اصوله-ابن نجيم-الكاساني-السرخسي-الزيلعي-الحصكفي-المرغناني-الكمال ابن همام-الشرنبالي-ابن امير الحاج-البزدوي-الخادمي-عبد العزيز البخاري-ابن عابدين-الطحطاوي –ابن رشد-القرافي-الشاطبي-ابن الحاجب-خليل-الدردير-الدسوقي-زروق-الزرقاني-النفراوي-ابن جزي-العدوي-الجويني و ابنه-الرازي-الغزالي-الامدي-الشيرازي-الاسفرائيني-الباقلاني-المتولي-السمعاني-الرافعي-العز ابن عبد السلام-ابن دقيق-السبكي و ابنه-زكريا الانصاري ((الذي يرجع اليه في جميع قراءات القران))-ابن حجر الهيتمي-الشناقطه و علماء المغرب العربي و غيرهم كثير فاتقي الله لطعنك في هؤلاء العلماء الاجلاء و سوف تسئل امام الله غدا
د-اهل التواريخ و السيرو التراجم-القاضي عياض-المحب الطبري-ابن عساكر-الخطيب البغدادي-الاصبهاني-ابن حجر-المزي-السهيلي-ابن اثير-ابن خلدون-التلمساني-القسطلاني-الصفدي-ابن خلكان و غيرهم كثير فاتقي الله لطعنك في هؤلاء العلماء الاجلاء سوف تسئل امام الله غدا
ه- من اهل اللغه-الجرجاني-القزويني-ابو البركات الانباري-السيوطي-ابن مالك-ابن عقيل-ابن هشام-ابن منضور-الفيروز ابادي-الزبيدي-ابن الحاجب-خالد الازهري-ابن الاثير-الحموي-ابن فارس-الكفوي-ابن اجروم-الحطاب-الاهدل و غيرهم كثير فاتقي الله لطعنك في هؤلاء العلماء الاجلاء و سوف تسئل امام الله غدا
و-من قادة الجهاد في سبيل الله-نور الدين زنكي الشهيد-صلاح الدين الايوبي-المظفر قطز-الظاهر بيبرس-سلاطين الايوبيين و المماليك-محمد الفاتح فاتح القسطنطينيه-سلاطين العثمانيين-نظام الملك و غيرهم كثير من قادة الحركه الاسلاميه المعاصره كالامير عبد القادر و من جاء بعده في الجزائر و عمر المختار في ليبيا ..........................

fouad82
2014-01-10, 12:08
شكرا على المجهود

alnazer
2014-01-10, 15:44
جزاك الله خيرا

رَكان
2014-01-10, 15:50
السلام عليكم ..
المقالة ..تفتقد الى موضوعية الطرح العلمي ..وتستغل جزءا بسيطا من الحقيقة لتجعله كلا كامنا وراء انهيار الدولة الخلافة الإسلامية...ويتضح من هلال ذلك أن الكاتب لاهم له الا الحرب على الصوفية ..وواضح ذلك طبعا من اغفاله الأسباب الحقيقية التي ادت لذلك الإنهيار ..فبدأ الحديث بالإشارة الى عدة اسباب لكن ومع المتابعة فنجد حديثه لايخرج عن الصوفية ..
الفاضلة صاحبة الموضوع دعيني أفيدك ..بما أنقله لاحقا والذي يوضح بإسهاب وتوسع وتعميم بل حصرا للأسباب الحقيقية التي أدت لسقوط الخلافة أتمنى لك وللإفاضل متابعة طيبة ...






بسم الله الرحمن الرحيم

أسباب سقوط الدولة العثمانية


لماذا اختيار هذا الموضوع ؟ أهمية البحث في مثل هذه المواضيع ؟
لقد دعا القرآن الكريم إلى دراسة شؤون الأمم الغابرة وبين كيف أنها سقطت وتلاشت حينما ظلمت { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون }
{ و إذا أردناأن نهلك قريةأمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا } فالشرط في تصاعد الخط البياني هو عدم الانحراف عن منهج الله وقد أشار ابن خلدون على الرغم من آرائه الأخرى حول موضوع الدولة إلى ضرورة حمل الكافة - أي كافة الناس - على شريعة الله إذا ما أردنا تجنب مساوئ الملك الطبيعي والسياسي . وكان الانحراف عن منهج الله يزداد والخط البياني ينزل هابطاً ولكن كانت هناك طفرات في التاريخ الإسلامي يرتفع بها ذلك الخط قليلاً فهناك المجددون .
وهى كما ذكر ابن خلدون عندما جعل للدولة أعمارًا طبيعة كالأشخاص، فهو لم ينس أن يربط عمر الدولة هذه بطبيعة الملك ،إذ يقول : إذا استحكمت طبيعة الملك من الانفراد بالمجد وحصول الترف والدعة أقبلت الدولة على الهرم…
وفي عهود العثمانيين الأوائل ارتفع الخط ولكنه عاد للهبوط بعد انقضاء عهد السلاطين العشرة الذين أرسوا كيان الدولة وعزروا قوتها ومدوا فتوحاتها وكان دائماً الالتزام بمنهج الله هو الأساس ـ وسيمر معنا مواقف خالدة لبعض هؤلاء السلاطين تبين بوضوح هذه النقطة
و بدأ الانحراف عن منهج الله صغيراً ثم ازداد الانفراج واتسع تدريجيا ثم تحول إلى ملك عضوض بالقوة أو بالإكراه حتى أصبحت الهرقلية أمراً متعارفاً عليه

الدولة العثمانية : 699 ـ 1343 هـ ( لمحة موجزة)
العثمانيون من شعب الغز التركي ، وأصلهم من بلاد التركستان ، نزحوا أمام اكتساح جنكيز خان لدولة خوارزم الإسلامية ، بزعامة سليمان الذي غرق أثناء عبوره نهر الفرات سنة 628 هـ فتزعم القبيلة ابنه أرطغرل الذي ساعد علاء الدين السلجوقي في حرب البيزنطيين فأقطعه وقبيلته بقعة من الأرض في محاذاة بلاد الروم غربي دولة سلاجقة الروم. وهذه الحادثة حادثة جليلة تدل على ما في أخلاقهم من الشهامة والبطولة.
ويعتبر عثمان بن أرطغرل هو المؤسس الأول للدولة العثمانية،وبه سميت ،عندما استقل بإمارته سنة 699 هـ وأخذت هذه الإمارة على عاتقها حماية العالم الإسلامي،وتولت قيادة الجهاد،وأصبحت المتنفس الوحيد للجهاد ،فجاءها كل راغب فيه…
وفي عام 923 هـ انتقلت الخلافة الشرعية لسليم الأول بعد تنازل المتوكل على الله أخر خليفة عباسي في القاهرة…
وبهذه العاطفة الإسلامية المتأججة في نفوسهم ممتزجة بالروح العسكرية المتأصلة في كيانهم ، حملوا راية الإسلام ، وأقاموا أكبر دولة إسلامية عرفها التاريخ في قرونه المتأخرة… وبقيت الحارس الأمين للعالم الإسلامي أربعة قرون،وأطلقت على دولتهم اسم (بلاد الإسلام) وعلى حاكمها اسم (سلطان) وكان أعز ألقابه إليه (الغازي) أي:المجاهد..واللفظان العثماني والتركي فهما من المصطلحات الحديثة…وحكمت بالعدل بالعمل بالشرع الإسلامي في القرون الثلاثة الأولى لتكوين هذه الدولة…
نعم : إن العثمانيين الذين تبوأوا منصباً في عهد سلاطينهم الفاتحين ووسعوا رقعة بلاد الإسلام شرقاً وغرباً واندحرت الأطماع الصليبية أمامهم وحقق الله على أيديهم هزيمة قادة الكفر والتآمر على بلاد المسلمين وارتجفت أوروبا خوفاً وفزعاً من بعض قادتهم أولئك كانت الروح الإسلامية عندهم عالية . . وكانت روح الانضباط التي يتحلى بها الجندي عاملاً من عوامل انتصاراتهم وهي التي شجعت محمد الثاني على القيام بفتوحاته .
وكانت غيرتهم على الإسلام شديدة وكثر حماسهم له لقد بدأوا حياتهم الإسلامية بروح طيبة وساعدتهم الحيوية التي لا تنضب إذ أنهم شعب شاب جديد لم تفتنه مباهج الحياة المادية والثراء ولم ينغمس في مفاسد الحضارات المضمحلة التي كانت سائدة في البلاد التي فتحوها ولكنهم استفادوا منها فأخذوا ما أفادهم وكانت عندهم القدرة على التحكم والفتح والانتصار وقد أتقنوا نظام الحكم وخاصة في عصر الفاتح ، إذ كان هناك نظام وضع لاختيار المرشحين لتولى أمور الدولة بالانتقاء والاختيار والتدريب والثقافة كما كانوا يشدد ون في اختيار من تؤهله صفاته العقلية والحسية ومواهبه الأخرى المناسبة لشغل الوظائف وكان السلطان رأس الحكم ومركزه وقوته الدافعة وأداة توحيده وتسييره وهو الذي يصدر الأوامر المهمة والتي لها صبغة دينية وكان يحرص على كسب رضاء الله وعلى احترام الشرع الإسلامي المطهر فكان العثمانيون يحبون سلاطينهم مخلصين لهم متعلقين بهم فلم يفكروا لمدة سبعة قرون في تحويل السلطة من آل عثمان إلى غيرهم .ولكن الأمور لم تستمر على المنهج نفسه والأسلوب الذي اتبعوه منذ بزوغ نجمهم في صفحات التاريخ المضيء فقد بدأ الوهن والضعف يزحف إلى كيانهم .
وبعد ذكر أسباب السقوط والانحطاط …لا بد أن نذكر شيئاً عن إيجابيات الدولة العثمانية
لا شك أن الدولة العثمانية لم تسلم من أخطاء بل أخطاء فادحة،كانت سببًا في زوال الدولة: وإن من يدرس ، بإنعام نظر ، كل سبب من هذه الأسباب التي سوف تذكر.. لا يعجب من انهيار هذه الدولة العظيمة تحت سياط هذه الضربات بل يعجب كيف استطاعت أن تعيش ستمائة سنة وهي تتحمل هذه الضربات القاسية ….
وترجع هذه الأسباب في نظري إلى :
1/ مخالفة منهج الله .فالدولة العثمانية منذ أن قامت كانت العاطفة الإسلامية جياشة قوية ، فلما تبعها التربية الإسلامية والتدريب السليم للنظام العسكري الجديد كانت القوة وكان الفتح وكان التوسع ، فلما ضعفت التربية الإسلامية زادات أعمال السلب والنهب والفسق والفجور واستمر الانحراف وظهرت حركات العصيان وفقدت الدولة هيبتها بسبب انصراف السلاطين إلى ملاذاتهم
2/ تشجيع الصوفية:
3/ عدم اتخاذ الإسلام مصدرًا أساسيًا للتشريعات والقوانين والأنظمة التي تسير عليها الدولة،فكثرت إصدار التشريعات والقوانين الوضعية فيما سمي بالتجديدات وذلك بسبب الضغوط الأوروبية…
4/الحروب الصليبية التي شنت على الدولة والتي لم تنقطع منذ ظهورها إلى يوم انهيارها والكلام هنا يطول ويكفي التلميح إلى الحملة الفرنسية على مصر والحملة الفرنسية على الجزائر والتوسع الروسي في بلاد قفقاسيا وتهجير سكانها من داغستان وشاشان وشراكس عام 1282 هـ . والحملة الإنكليزية على مصر وعدن واستيلاء الطليان على طرابلس الغرب .
أما المناوشات والغزوات العسكرية والحركات الانفصالية التي أشعلتها الصليبية العالمية في ممتلكات العثمانيين في أوروبا فهي من الأهمية بمكان إذ لم يخل عهد سلطان منها
5/ توسع رقعة الدولة :
شغلت الدولة في أوج قوتها وتوسعها مساحة من الأرض تزيد عن أربعة عشر مليونا من الكيلومترات والأمر يختلف عما هو علية في وقتنا الحاضر إذ أن سياسة دفة الحكم في عهد كانت مواصلاته وسائلها الدواب والعربات وبريدها يستغرق الشهور الطويلة والسنين ، وقد تحصنت بالحواجز الطبيعية من أنهار وبحار وجبال وغيرها . والظن أن إعلان الحركات المتمردة والعصابات المتكررة فيها ربما يكون في غاية السهولة كما أن إخمادها أيضاً في غاية الصعوبة . ولم تحتفظ الدولة بتماسكها على الرغم مما أصابها من زلازل ونكبات طيلة ستة قرون إلا بفضل عامل الدين ورابطة العقيدة على الرغم من ظهور من استهان بها ورفع رأسة هنا وهنالك ولكن لم يتجرأ على إعلان بترها أو إلغائها إذ أن رابطة العقيدة أهم عامل حاسم في كيان الأمم وقد استطاعت تلك الرابطة أن تجمع بين الترك والعرب والكرد والشركس والشاشان والداغستان وغيرهم لقرون طويلة حتى قام أعداء هذا الدين وفرقوا شتات الأمة الواحدة بإثارة العصبية الإقليمية التي وصفها الرسول e بأنها منتنة .
يقول العلامة ( عبد الرحمن بن خلدون ) والمتوفى في عام 808 هـ . في مقدمته العظيمة التي أسماها ( كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر ) : أن الدول القديمة المستقرة يفنيها شيئان : أولهما أن تنشأ مطالبة من الأطراف ، وهذه الولايات التي تطالب بالاستقلال لا تبدأ بمطالبها إلا إذا تقلص ظل الدولة عنهم وانحسر تيارها ، واما السبب الثاني لانقضاء الدولة المستقرة فيأتي من دعاة وخوارج في داخل هذه الدولة المستقرة ، فيبدوان بالمطالبة ( أولا ) بمطالب صغيرة وليست ذات بال ، ويكون لهؤلاء الدعاة السلاح النفسي الوهمي والمطاولة في طلب الحقوق التي تبدأ صغيرة ثم تنتهي إلى مقصد هيبة الدولة ونظامها ، ولعل أكثر ما يساعد هؤلاء الخارجين على نظام الدولة هو ما يحصل من فتور في همم اتباع هذه الدولة المستقرة ، وفي لحظة من اللحظات وعندما تتضح هرم الدولة المستقرة وتضمحل عقائد التسليم لها من قبل قومها مع انبعاث همم المطالبين بأشياء وأشياء في داخلها ، عندئذ تكتب سنة الله في العباد سطرها الأخير في كتاب العلم الإلهي ، وهذا السطر يفيد بزوال الدولة المستقرة وفناء عمرها ، لأن خللا وافر أقد غزا جميع جهاتها ، ويتضح ذلك للمطالبين من الأطراف ، أو في داخل هذا الخلل الذي اسمه الدولة ، عندها ينكشف ما خفي من هرمها واقتراب تلاشيها ، وفي تلك الاوقات من حياة الأمة المعنية ، يبدأ المرحلة الأخيرة من المناحرة والتي نتيجتها تكون مؤكدة : نشوء دول جديدة مستحدثة وأنظمة على أنقاض الدولة الفانية التي ( كانت ) مستقرة . وكلام العلامة ( أبن خلدون ) هذا ينطبق اكثر ما ينطبق على الدولة العثمانية ، ففي اتساعها وضم أقاليم عديدة تحت لوائها وحكمها ، كان المقتل وكان الخلل من حيث كان يعتقد أن في هذا منتهى القوة والمنعة ،خاصة أن نحن علمنا أن هذه الأقاليم والأمصار تضم قوميات عديدة
6/التخلف العلمي :
وهو الذي لا يزال قائماً حتى اليوم وعلى الرغم من مرور أكثر من نصف قرن على الحركة العلمانية الكمالية التي عزته إلى التمسك بالدين . عن العثمانيين قد جاءوا إلى بلاد الأناضول بدواً ولم يتحضروا بل شغلتهم الحروب ولم ينصرفوا إلى العلم بسبب الانشغال بالفتوحات والحروب المستمرة في كل الجبهات ، ولم يسمح لهم الأوروبيون بالاتفات إلى العلم ولا إلى التخطيط لذا استمروا في طبيعة البداوة فأبدوا انتصارات وقدموا خدمات ، والفرق بينهم وبين الاستعمار أن الاستعمار يحرص على تقدم بلاده على حين يبذل جهده في بقاء سكان المناطق التي يحتلها على حالة من الجهل والتخلف أما هم فكانوا وغيرهم من هذه الناحية على حد سواء . وحينما انهزمت الدولة عام 1188 هـ . الموافق 1774 م انتبهت قليلاً وبدأ سليم الثالث بالإصلاح وإنشاء المدارس الجديدة وكان هو نفسه يعلّم في مدرسة الهندسة وألف جيشاً حديثاً حتى ثار عليه الجيش القديم وأغتاله . وقد مكن ذلك التخلف الغرب من التفوق المادي فاخترع الأسلحة الحديثة ووسائل الصناعة وبدأ عصر الآلة والبخار والكهرباء وانطبق قول الله عز وجل : ] كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلاًّ ولا ذمة [ . فظهروا على المسلمين بعد أن كانت لهم الغلبة ولم يتورعوا في استخدام ما توصلوا إليه من أسلحه الدمار والخراب ضدهم وحاولوا التشكيك في عقيدتهم وتاريخهم ، ولو أن صلابة الروح بقيت كما كانت سابقاً لما تمكن أعداء هذا الدين من أهله كما يتمكنون منهم اليوم فقد كانت حروبهم الصليبية تباعاً ولم تتوقف أبدا ولكنهم تصطدم بصخرته المنيعة الصلبة فتتحطم حملاتهم وتتبعثر جيوشهم وتذهب مكائدهم أدراج الرياح . وقد عبأ الإسلام هذه الأمة مادياً ومعنوياً فقال تعالى : ] وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل .. [ . وقد حذّرنا القرآن منهم فقال جلّ وعلا : ] ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردّوكم عن دينكم إن استطاعوا [ . ولكن الصليبيين تمكنوا من بث أفكارهم بدل العلوم والصناعة …
7 / كان العثمانيون يكتفون من البلاد المفتوحة بالخراج ، ويتركون السكان على وضعهم القائم من العقيدة واللغة والعبادات ، إذ يهملون الدعوة والعمل على نشر الإسلام وإظهار مزايا الإسلام من المساواة والعدل والأمن وانسجامه مع الفطرة البشرية
8/ ضعف الدولة العثمانية في أواخر عهدها جعل الدول الأوروبية تتآمر عليها فأثاروا ضدها الحركات الانفصالية السياسية والدينية ، كما استغل دعاة القومية والصهيونية هذا الضعف مما جعلهم يقومون بحركات لتقويض هذه الدولة .
9/ الحركات الانفصالية والتمردات المحلية :
نتيجة للتفوق الصليبي قام أوروبا بحبك المؤامرات ضد المسلمين ودفعوا الدمى المصطنعة من طلاب الزعامة وغذوا أوكار الحاقدين والجهلة وشجعوا على العصيان .
أصبح سفراء الدول الغربية يتدخلون في الشؤون الداخلية والسياسية الخارجية للدولة…حتى وصل الأمر بهم أن هددوا الدولة العثمانية بقطع العلاقات لدولهم إذا قامت الدولة بأي إجراء انتقامي ..خاصة لدول البلقان..
أما في جهات الشرق فكان خصوم العثمانيين التقليديين يشعلون الثورات بين الحين والآخر ، ولعل أهم الحركات الانفصالية التي أضعفت الدولة كانت حركة محمد علي باشا في مصر .
وأخيراً تأتي دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب ـ أو كما يطلق عليها أغلب كتاب التاريخ الحديث الحركة الوهابية ـ التي قامت في الجزيرة العربية ! ويضعها بعض الكتاب ضمن أسباب ضعف الدول العثمانية…وهي كذلك ولكن ليس من الوجه التي يقصدونها..وإنما بسبب قضائهم على الدولة السعودية الأولى التي قامت على التوحيد..وكانوا سببًا في القضاء عليها..فقد يكون عقابًا من الله تعالى وانتقامًا لها بسقوط هذه الدولة العثمانية
10/ الامتيازات التي كانت تمنح للأجانب اعتباطاً بسخاء وكرم لا مبرر لهما بل كانت تمثل التفريط بحق الوطن في اقبح صورة ، فقد منحت الدولة العثمانية ، وهي في أوج عظمتها وسلطانها ، امتيازات لدول أجنبية جعلتها شبة شريكة معها في حكم البلاد . ولا أرى سبباً لهذا الاستهتار ألا الجهل وعدم تقدير الأمور قدرها الحقيقي وتقدير قوة ودهاء الدول التي منحت هذه الامتيازات والعاقل لا يستهين بعدوه مهما كان صغيراً وضعيفاً .
وهي من التساهلات التي يمكن أن تعد أخطاء نظراً لنتائجها التي ظهرت بعد حين وقد منحت تلك الحقوق للأجانب أولاً ثم لبعض السكان المحليين فيما بعد وقد أراد السلطان سليمان القانوني أن يعيد الطريق التجاري إلى البحر المتوسط بعد أن تحولت إلى رأس الرجاء الصالح وذلك بإعطاء امتيازات وعقد معاهدات مع الإيطاليين ثم الفرنسيين والإنكليز ليشجعهم على الإبحار عن هذه الطريق ولكن أولئك النصارى جميعاً كانوا يبدون للسلطان رغبتهم في التحول ويعملون على الكيد له في الخفاء . هذه الاتفاقيات ظنها السلطان سليمان لا قيمة لها ما دامت القوة بيده حيث يلغيها متى شاء ويمنحها متى أراد والواقع أن الضعف الذي أصاب الدولة قد جعل من هذه الاتفاقيات قوة لهؤلاء الأجانب أولاً ولرعاياهم النصارى من سكان ومواطني الدولة العثمانية ثانياً . وكانت الامتيازات في البدء بسيطة ولكن نجم عنها تعقيدات كثيرة فيما بعد .
( منظمة التجارة العالمية الآن بقوانييها التي سوف تحكم العالم تجعل من حق الشركات أن تقيم مصانعها في أية بقعة من العالم،وأن تأتي بالعمالة الرخيصة من أيه بقعة من العالم،وأن تخرج عوائدها إلى البلد الذي تريد ومن البلد الذي تريد…
وقد حولت الامتيازات إلى اتفاقات ثنائية فأصبح بإمكان السفن الفرنسية دخول الموانئ العثمانية تحت حماية العلم الفرنسي ومنح الزوار حرية زيارة الأماكن المقدسة والإشراف عليها وحرية ممارسة الطقوس الدينية هناك . ثم أصبح مع مرور الزمن وكأنها حقوق مكتسبة ثم توسعت وشملت بعض السكان المحليين كالإعفاء من الضرائب والاستثناء من سلطة المحاكم الشرعية العثمانية والتقاضي في محاكم خاصة سموها المحاكم المختلطة وقد لعبت دورا كبيرا فيما بعد . وأصبح لروسيا مثلاً بموجب معاهدة كينارجي حق بناء كنيسة باستانبول وحق حماية النصارى التابعين لمذهبها الأرثوذكسي من رعايا الدولة ، وفي عهد السلطان عبد المجيد تقرر منح أهالي لبنان حكومة مستقلة تحت سيادة الدولة العثمانية يكون حاكمها نصراني ويكون للباب العالي حماية مؤلفة من 300 جندي فقط ترابط على الطريق الموصل بين دمشق وبيروت ، وبذلك تشجعت أقليات أخرى ، وطالب النصارى في البوسنة بتحريض أجنبي الحصول على امتيازات فقاومتهم الدولة ولكنهم لم يركنوا للهدوء وازدادوا من عصيانهم بدعم أوروبا لهم . لقد ساعدت الامتيازات على إشعال بؤر الفتن وأربكت الدولة وشغلتها عهوداً طويلة واتخذت ذريعة لتدخل الدول بحجة حماية الرعايا وبالتالي الاحتلال والعدوان .
11/ الغرور الذي أصاب سلاطين بني عثمان الذين فتحت لهم الأرض أبوابها على مصراعيها يلجونها كما يشاءون . وإن من يقرأ كتاب الملك سليمان القانوني إلى ملك فرنساء لايجد فيه ما يشبه كتاب ملك إلى ملك أو إمبراطور عظيم إلى ملك صغير او حتى إلى أمير ، بل يجده وكأنة كتاب سيد الى مسود ومن يطالع صيغ المعاهدات ، في أوج عظمة الدولة ، وما كان يضفى فيها على سلاطين بني عثمان من ألقاب يكادون يشاركون بها الله تعالى في صفاته بينما تكون ألقاب الأباطرة والملوك عادية ، أقول إن من يطالع صيغ هذه المعاهدات يدرك إلى أي حد بلغ بهؤلاء السلاطين الجهل والغرور
12/الجيش الإنكشاري :
هو الجيش الذي أنشأه السلطان أو رخان باختيار أفراد ه من أبناء البلاد الأوروبية المفتوحة وتلقينهم مبادئ الدين الإسلامي ووضعهم في ثكنات عسكرية خاصة وتدريبهم على فنون الحرب والقتال . ولقد أبلى ذلك الجيش بلاء حسنا في كافة المعارك التي خاضها العثمانيون إبان قوتهم فكانوا يندفعون كالأسود في ساحات القتال وكان لهم الفضل في ترجيح كفة النصر في المعركة الحاسمة يوم فتح القسطنطينية وغيرها من المعارك الشهيرة . ثم مع مرور الزمن بدأ الوهن يتسرب إلى صفوفهم عندما عاشوا بين المدنيين وكثرت تعدياتهم بصفتهم العسكر المختص بهم السلطان.
فما اختلط الجند بأهل المدن إلا وقد فسدت طبيعتهم وتغيرت أخلاقهم وتبدلت مهمتهم وأصبح البلاء في وجه الحكم منهم والعداء للسكان من أعمالهم وصاروا يتدخلون في شؤون الدولة وتعلقت أفئدتهم بشهوة السلطة وانغمسوا في الملذات والمحرمات وشق عليهم أن ينفروا في أوقات البرد الشديد ونظروا إلى العطايا السلطانية ومالوا إلى النهب والسلب حين غزو البلاد . فأثاروا الاضطرابات يريدون الحروب ولو كان جحيمها يصب فوق رؤوسهم ليواصلوا نهب البلاد المفتوحة، وأصبحوا ينقضون العهود ويخرقون الهدنة للذين تمت معهم عن طريق السلطان..
وبذلك نسوا الغاية التي وجدوا من أجلها . لقد كانت فاتحة أعمال السلطان مراد الثالث عام 982هـ . هي إصدار أمر بمنع شرب الخمور فهاجوا وماجوا حتى اضطروه لإباحته ضمن شروط لخوفه من نقمتهم .
وهكذا فإن الجيوش لا تهزم إلا حينما تترك عقيدتها ولا تلتزم بمبادئها .
إن وثوب الانكشارية إلى مركز القيادة في الدولة العثمانية جعلها في حالة خطيرة من الفوضى فصاروا هم الأمرون والناهون والسلطان ألعوبة بأيديهم فظهر الفساد وضاعت البلاد . ثاروا في استانبول والقاهرة وبودا ،يطالبون بإشعال الحروب حينما اقتضت المصلحة ألا تكون هناك حروباً . وقد أشار سنان باشا عام 997 هـ . إلى إشعالها بمحاربة المجرمين تحت إلحاح شديد من قبلهم وكانت النتيجة انهزام والي بودا العثماني ومقتل حسن باشا والي الهرسك وسقوط عدة قلاع عثمانية بأيدي النمسا . وفي عام 1027 هـ . حاول السلطان عثمان إبادتهم بإعداد العدة لحشد جيوش جديدة في ولايات آسيا الصغرى وتدريبها وتنظيمها ولما حاول ذلك خلعوه وقتلوه وأعادوا مصطفى الأول الذي خلعوه عام 1032 هـ .
أيضاً وهذه هي نهاية كثير من المصلحين حينما يتاح للجيوش الفاسدة أن تكتب أقدار الأمم .
واستمر الانكشارية في عهد السلطان مراد الرابع سنوات عشر سائرين في طريق الضلال سادرين في غيهم وطغيانهم فهم الذين نصبوه فالأمر والنهى يجب أن يكون لهم ما دام رأس الدولة بأيديهم . وهم الذين قاموا بقتل السلطان إبراهيم الأول خنقاً حينما حاول التخلص منهم ، وهم الذين اربكوا الدولة إذ وضعوها في حالة من الفوضى بقتلهم السلاطين وتولية أولادهم الصغار السن من بعدهم كالسلطان محمد الرابع ، فقام الإفرنج باحتلال أجزاء من البلاد فاضطر الصدر الأعظم والعلماء إلى عزله . ثم ثار الانكشارية في عهد السلطان سليمان الثاني ودخلت جيوش الأعداء بعضاً من أراضي الدولة واحتلتها . وخلع الانكشارية السلاطين مصطفى الثاني ، أحمد الثالث ، مصطفى الرابع ، إلى أن قيض الله للسلطان محمود الثاني عام 1241 هـ . التخلص منهم فقد هيأ لذلك وسلط عليهم المدفعية فدمرتهم وانتهى أمرهم .
13/ كما ان السلاطين العثمانيين تعوّد أغلبهم بعد عهود المجد والقوة أن لا يقودوا الجيوش بأنفسهم وتركوا الأمر لقواد قد يكون بعضهم غير كفء فانهزموا في مواقع كثيرة وتضاءل الحماس والحمية الدينية لغياب السلطان عن مركز قيادة الجيش كما كان يحدث سابقاً .
14/ احتجاب السلاطين وعدم ممارستهم السلطة بأنفسهم والاتكال على وزراء جهال . فقد كان سلاطين آل عثمان حتى السلطان سليم الأول يتولون قيادة الجيش بأنفسهم ، فيبعثون الحماسة والحمية في صدور الجنود ، ثم صار السلاطين يعهدون بالقيادة إلى ضباط فصار الجنود يتقاعسون ويتهاونون تبعاً للمثل القائل ’’ الناس على دين ملوكهم ‘‘
15/ وتسليم أمور الدولة إلى غير الأكفاء من الناس إذ كان طباخ القصر وبستانية وحاطبة والخصي والخادم يصلون إلى رتبة رئاسة الوزارة أو القيادة العامة للجيش . فماذا ينتظر من جاهل أن يفعل ؟
16/ زواج السلاطين بالأجنبيات وتسلط هؤلاء الأجنبيات على عواطف أزواجهن وتصريفهم في سياسة بلادهن الأصلية وتحكمهن بمقدرات الدولة . فكم من الملوك قتلوا أولادهم أو إخوانهم بدسائس زوجاتهم وارتكبوا أعمالاً تضر بمصلحتهم إرضاءً لزوجاتهم .هذا علاوة على زواج بعض السلاطين من الأوروبيات فيه إساءة للأمة.
17/ تعدد الزوجات والمحظيات اللواتي كان الأجانب والحكام يقدمونهن هدية للسلطان كأنهن السلع أو التحف واللواتي كان السلاطين إذا رأوا كثرتهن في قصورهم يهدونهن أحيانا إلى قادتهم أو خواصهم على سبيل التكريم . وكان من البديهي أن يحصل بين أولاد الأمهات وأمهات الأولاد ، سواءً أكانت الأمهات زوجات أو محظيات ، تحاسد وتباغض يؤديان إلى قتل السلاطين أولادهم وإخوانهم والى أمور غير معقولة ومقبولة عقلاً وشرعاً .(وسوف نوضح ذلك أكثر في النقطة التالية)
18/ تفكك روابط الأسرة السلطانية بسبب كثرة النساء حتى أصبحت عادة قتل السلطان إخوانه أو أولاده ، يوم يتولى العرش ، أمراً معروفاً ومألوفاً . وكأنه يضحي بخراف احتفاء بهذا اليوم من غير أن يشعر بوخز ضمير أو لسعة ألم .
قانون (قتل الأخوة)
أما العادة السيئة الأليمة وهي عادة قتل السلاطين لابنائهم وإخوانهم وهي المنافية للإنسانية وإن وجدت لها مبررات واهنة فقد أودت بأرواح الأطفال والأبرياء بلا ذنب ، سوى خوف المنازعة في الملك فيما بعد وحرمت الأمة من رجال قد يكون منهم أفذاذا وعباقرة ، فحل محلهم رجال احتلوا مناصب رفيعة في الدولة وفي قيادة الجيوش من بلاد أوروبا العثمانية تظاهر بعضهم الإسلام و أبطن الكفر وعاد بالدمار والهزيمة إلى البلاد
تمثل هذا الإجراء العرفي الذي اختطفه بايزيد الأول،وتحول على يد محمد الفاتح إلى قانون ثابت،ومفاد هذا القانون الإجازة للسلطان المتولي للعرش أن يقدم على تصفية الأمراء المنافسين وذلك بالاتفاق مع هيئة العلماء… وهذه سياسة قوامها تغليب المصلحة السياسية العليا للدولة المتمثلة بحفظ وحدة كيانها السياسي في مواجهة ما يترتب على اعتماد مبدأ وراثة الملك من إختلالات تكوينية توفر المناخ المناسب لا تجاه تفكيك كيان الدولة عند انتقال السلطة من الأب إلى الأبناء.
وبعد قرن من الزمان جرى استبداله بقانون آخر قضى بالتخلي عن سياسة التصفية الجسدية والاكتفاء بسياسة سجن جميع الأمراء ـ عداء أبناء السلطان الحاكم ـ في مقاصير خاصة ومنعهم من كل اتصال بالعالم الخارجي.
ثن تعرض هذا القانون لتعديل..حيث أوجب قانون جديد:إلزامية انتقال العرش حين خلوه إلى أكبر الأحياء من الذكور من الأسرة العثمانية. لقد ترتب على تنفيذ هذا القانون وخلال قرن ونيف إلى اعتلاء الأخوة والأعمام وأولاد العم منصب السلطان وهم غالبتهم من سجناء الأقفاص،وبالتالي فقد تبوأ مركز السلطان أفراد يفتقدون أبسسط شروط هذا المركز…
ولذا فقد كان أفراد الأسرة السلطانية يعيشون في خوف مستمر ويتربص بعضهم بالبعض الآخر الدوائر ولا يبالون بأن يشقوا عصا الطاعة في وجه السلطان سواءً أكان أخاً أم أباً أم ابناً وذلك ليس حباً بالسيطرة فقط بل لإنقاذ أعناقهم أحياناً من الغدر .
السلطان سليمان أثرت فيه زوجته (روكسلانا)
= تدخل نساء القصر بالسياسة وشفاعتهن لدى أزواجهن السلاطين برفع الخدم إلى منصب الوزراء أو إيصال المتزلفين إلى مراتب الحل والعقد ، كرئاسة الوزارة وقيادة الجيش . وفي كثير من الأحيان لا يكون لهؤلاء الرجال من ميزة يمتازون ألا تجسسهم لحسابهن .
يمكن أن نعد ما مر معنا أهم العوامل التي آلت بالدولة العثمانية إلى الزوجات الأجنبية التي تزوج بها بعض السلاطين كالسلطان سليمان وغيره إذ قامت تلك بحبك المؤامرات في الخفاء بغية تنفيذ أغراضها . والانغماس في الترف والشهوات . وفي عهد السلطان أحمد الثالث عام 1115 هـ. عندما حاصرت الجيوش العثمانية قيصر روسيا بطرس الأكبر وخليلته كاترينا من قبل بلطه جي محمد باشا حدث ان قامت كاترينا بإغراء القائد العثماني بالجواهر واستمالته إليها فرفع الحصار عنهما فأضاع فرصة ثمينة للقضاء على رأس الدولة التي كادت للعثمانيين ولعبت دورا كبيراً جداً في إضعاف وزوال دولتهم .
19/ بقاء أولياء العهد مسجونين في دور الحريم فلا يرون من الدنيا شيئاً ولا يعلمون شيئاً ، وكثيراً ما كانوا لا يتعلمون شيئاً أيضا لأنهم لم يكونوا يدرون إلى ما سيصيرون فإما أنهم سيذهبون ضحية مؤامرة قبل أن يصلوا إلى العرش وإما أنهم يصلون لى العرش لكي يجدوا فئة من الناس تسيطر عليهم وتتحكم بهم أو يسحبون عن العرش ويقتلون أو تسيرهم نساء القصر أو يسيرهم جهلهم .
= الاختلاط بالجواري والغلمان لم تكن تربية عسكرية .
= سياسة القفص لا شك أنها مدمرة …
20/ خيانة الوزراء ، إذ أن كثيرًا من الأجانب المسيحيين كانوا يتظاهرون بالإسلام ويدخلون في خدمة السلطان ويرتقون بالدسائس والتجسس حتى يصلون إلى أعلى المراتب ، وقد أبدى السلطان عبد الحميد استغرابه من وفرة الأجانب الذين تقدموا إلى القصر يطلبون عملاً فيه حتى ولو بصفة خصيان وقال : لقد وصلني في أسبوع واحد ثلاث رسائل بلغة رقيقة يطلب أصحابها عملاً في القصر حتى ولو حراساً للحريم ، وكانت الأولى من موسيقى فرنسي والثانية من كيميائي ألماني والثالثة من تاجر سكسوني . وعلق السلطان على ذلك بقولة : من العجب أن يتخلى هؤلاء عن دينهم وعن رجولتهم في سبيل خدمة الحريم . فهؤلاء وأمثالهم كانوا يصلون إلى رئاسة الوزراة ، ولذا فقد قال خالد بك مبعوث أنقرة في المجلس العثماني بهذا الصدد : لو رجعنا إلى البحث عن أصول الذين تولوا الحكم في الدولة العثمانية وارتكبوا السيئات والمظالم بأسم الشعب التركي لوجدنا تسعين في المائة منهم ليسوا اتراكاً .
21/ وكذلك وصل هذا الحال إلى المؤسسات الدينية: فبعد انخراط شيخ الإسلام داخل منطق السلطة غدا باستطاعته أن يستثمر ما تتيحه السلطة من إمكانيات ووسائل فعالة بغية حيازة الثروات،وتوريث المناصب…لقد أدّت هذه الوضعية إلى ضمور شرعية هذا المركز سواء في نظر مراكز القوى الأخرى أو في نظر قوى المجتمع المختلفة.ففي مطلع القرن الثامن عشر 1703 م حصلت انتفاضة شعبية في استانبول ضد شيخ الإسلام لاحتكاره الوظائئف العليا لعائلته وقد أدّت الانتفاضة إلى عزل شيخ الإسلام ومن ثم إعدامه…
فتسرب الفساد إلى طبقة العلماء،حيث كانوا يأتون في الرتبة الثانية في الدولة بعد السلطان. …وكان القضاء لا يسير إلا بالرشوة.
ما حصل من تفكك وتفسخ للهئيات الإسلامية أصبح موضوعًا ينبغي إصلاحه والتصدي لسلبياته المختلفة،فقد جاء في الرسالة الإصلاحية لقوجي بيك الموجهة إلى السلطان مراد الرابع عام 1630 م جملة من التنبيهات الكاشفة لوضعية هذه المؤسسة وما يخترقها من نقاط اختلال متعددة الأوجه. فقد جاء في هذه الرسالة:
… حسب القوانين القديمة في زمن السلاطين الأسلاف،كان الشخص الذي يحتل منصب المفتي أولاً ومنصب قاضي عسكر الرومللي أو الأناضول يتم اختياره من بين الأشخاص الأكثر علمًا والأشد إيمانًا بالله. وطالما كان المفتي يقوم بواجباته لم يكن ليخلع من منصبه أبدًا ؛ لأن هذه الدرجة هي الأعلى في العلوم،والاحترام الواجب تجاهها مختلف عن سواه.وقديمًا كان المفتون ،عداء عن كونهم مصدر العلم،لا يخفون الحقيقة أبدًا عن السلاطين…ولكن العلم انطفأ حاليًا.والقوانين قلبت… ومؤخرًا فإن منصب المفتي قد أعطي لأناس ليست لهم الكفاءة بالتضاد مع القوانين والأعراف التي كانت متبعة سسابقًا،وكذلك الأمر بالنسبة لقضاة العسكر.وبيع المناصب انتقلت عدواة إلى الملازمين الذين ليسوا إلا كتاب بسطاء وإلى غيرهم من الأشخاص الذين يصيرون بواسطة المال مدرسين وقضاة …
22/ تبذير الملوك حتى بلغت نفقات القصور الملكية في بعض الأحيان ثلث واردات الدولة
( ويرى بعض الكتاب أن قصور العثمانين رغم فخامتها إلا أنها كانت أقل من قصور أمراء أوروبا…)
23/ مشكلة الديون :التي أقرضتها الدول الأوروبية للدولة العثمانية بسبب كثرة الانفاقات على الإصلاحيات.وفائدتها التي أصبحت أضخم من قيمة القروض.
وفخ الديون منهج أنتهجه الأوروبيون لنصبه ضد الدول الإسلامية منذ القرن التاسع عشرم .
وفخ الاقتراض من الدول الأوروبية (اقتراض ربوي طبعًا) وما يسببه الربا من دمار لهذه الدول الإسلامية.
هذه الأسباب هي التي قضت على الدولة العثمانية أنزلتها من شامخ عزها إلى حضيض المذلة والهوان . وإن من يدرس ، بإنعام نظر ، كل سبب من هذه الأسباب المذكورة آنفاً ويرى مدى تأثيره الواسع في المحيط الدولي لا يعجب من انهيار هذه الدولة العظيمة تحت سياط هذه الضربات بل يعجب كيف استطاعت أن تعيش ستمائة سنة وهي تتحمل هذه الضربات القاسية …. ، ولكنها عاشت بفضل اختلاف أعدائها على تقسيمها فيما بينهم وبفضل إيمان أهلها وتمسكهم …………

سقوط الخلافة وبداية العلمانيين
يعد عام 1908 م / 1326 هـ عامًا حزينًا في ضمير كل مسلم غيور ؛لأنه عام تهدمت فيه حقيقة الخلافة الإسلامية المتمثلة بالخلافة العثمانية،نحن لا ننكر أن ثمة جهلاً وبدعًا وأخطاء وغباء في أواخر عهد هذه الخلافة ـ كما مرّ معنا في النقاط السابقة ـ التي أصبحوا يسمونها بالرجل المريض،ولكن هذا شيء وتغيير النظام الإسلامي وجلب النظام الغربي الوضعي شيء آخر،وقد كانت الصهيونية وراء هذا الهدم وذلك لأن السلطان (عبدالحميد)رفض أن يحقق أطماعها في فلسطين وقد وصل يهود الدونمة إلى مناصب عالية في دولة الخلافة،وكان هؤلاء يظهرون الإسلام ويبطنون اليهودية ومنهم (مدحت باشا)الصدر الأعظم وهو ابن حاخام مجري !! كما كان منهم جمهرة الصحفيين الذين كانوا يغطون تطور الأحداث بقلم مزيف الوقائع،ويظهر للناس أن عبدالحميد مستبد ظالم زيرنساء،وقد تابعهم للأسف كثير من المؤرخين المسلمين.

مقدمات إلغاء الخلافة: فصل الدين عن الدولة:
= / الجمعيات والأحزاب السّرية : (وتعد من أسباب سقوط الدولة العثمانية)
ونذكر منها على سبيل المثال جماعة يهود الدونمة الذين التجئوا للبلاد العثمانية بعد الاضطهاد في الأندلس ونظموا أنفسهم محتفظين بعقائدهم متكيفين مع الوضع الجديد بإعلانهم الإسلام ظاهرياً ، فكانوا عوناً للصليبية على المسلمين وأداة تدمير في الأخلاق والدين وكانوا وراء حركات التمرد والثورات المسلحة ضد الدولة حتى انتهى بهم المطاف إلى قلب نظام الحكم في عهد السلطان عبد الحميد الثاني وفرض أحكام الكفر والابتعاد بالدولة شيئاً عن جادة الإسلام الصحيح .
قامت بعض الجمعيات بحركات ضد السلطان عبدالحميد،تحت أسماء مختلفة أهمها حركة تركيا الفتاة،وحركت حزب الاتحاد والترقي… فقد تكونت جمعية سرية في كلية الطب العسكري في استابول،وعرفت باسم جمعية الاتحاد والترقي…واكتسبت هذه الجمعية السرية كثيرًا من الأنصار،وانضم إليها أعضاء جمعية تركيا الفتاة،واتخذوا من جنيف مركزًا لقيادة الجمعية،وأنشأوا في باريس جريدة تمثل أراء الجمعية أسموها الميزان.
وهذا الحزب : حزب الاتحاد والترقي الذي شمل بعض اليهود في عضويته فقد ورط البلاد في حروب ونزاعات وأرغم قادته المسيطرون عليه الدولة على الانخراط في الحرب العالمية الأولى بعد أن قضوا على حكم عبد الحميد الذي أراد تقويم الانحراف ، وتبنوا الأفكار التي فرقت بين أبناء الدولة المسلمين وكانت الماسونية بالطبع من وراء تلك الجمعيات السّرية تحيك الدسائس والمؤامرات وتقيل عثراتها وتدعم قادتها .
.كما لا يخفى أخيراً الأزمة الاقتصادية الأوروبية ودورها في القرنين العاشر والحادي عشر والتي نجمت عن تزايد السكان الكبير الحاصل آنذاك .
ومع بداية القرن العشرين انتشرت جمعيات سرية كثيرة،وخاصة في سالونيك،باسم الوطن والحرية، تتعاون مع جمعية الاتحاد والترقي، لمعارضة الحكومة العثمانية، وتمكنت هذه الجمعيات أخيرًا من الثورة سنة 1326 هـ وإسقاط السلطان عبدالحميد 1327 هـ
( وكانت البداية لهذا الاقتراح من مصطفى كمال، فقد بدأ بتهديد ووعيد…
وبهدم الخلافة انفصلت الدولة وتنظيماتها وأشكالها ومسارها عن الدين لأول مرة في تاريخ الإسلام… فوقف أتاتورك يقول وهو يفتتح جلسة البرلمان التركي عام 1923 م:نحن الآن في القرن العشرين لا نستطيع أن نسير وراء كتاب تشريع يبحث عن التين والزيتون)
ـ وما أشبه الليلة بالبارحة، وما أكثر ذيول أتاتورك في بني جلدتنا.وسرت في العالم الإسلامي الكبير فكرة مشوشة باهتة عن صلة الإسلام بالحياة وأصبحنا نلتقي ونسمع يوميًا بكثير من المثقفين المسلمين يُقرِّون هذا الفعل أو يشككون في بعض معطيات الإسلام،أو يعتقدون أن بعضها لا يناسب مدينة القرن العشرين ـ
كما كان للماسونية دور كبير في الترتيب لهدم الخلافة،تقول دائرة المعارف الماسونية(إن الانقلاب التركي الذي قام به الأخ العظيم مصطفى كمال أتاتورك أفاد الأمة فقد أبطل السلطنة وألغى الخلافة وأبطل المحاكم الشرعية وألغى دين الدولة الإسلام.أليس هذا الإصلاح هو ما تبتغيه الماسونية في كل أمة ناهضة فمن يماثل أتاتورك من رجالات الماسون سابقا ولا حقا؟
بداية العلمانيين ونهاية الخلافة
فقد قام الاتحاديون بتوجيه الدولة وجهة قومية لادينية ، ولما احتل الإنجليز استانبول ( الآستانة ) وأصبح المندوب السامي البريطاني والجنرال هارنجتون ( القائد العام لقوات الحلفاء في استانبول ) هما أصحاب السيادة الفعلية ظهر مصطفى كمال باشا بمظهر المنقذ لشرف الدولة . ولد عام 1299هـ كان والدة كما يقول ( مصطفى كمال ) : رجلا ضائع الفكر يقاوم علماء الدين ويؤيد الأفكار التي تتسرب من الغرب وتشبث بها . فنشأ انبه على ذلك وتأثر بأفكار نامق كمال ذو الآراء الملتزمة ، وطالع العديد من الكتب عن الثورة الفرنسية وازداد إعجابه بنابليون قام بتأليف جمعية سرية . الوطن في دمشق . ففشلت .فانضم إلى جماعة الاتحاد والترقي في سالونيك . اكتسب الكثير من طبائع الغرب وبهرت أنظاره وافتتن بحضارة ومعاييرها الفنية والاجتماعية . واهتم بحرية الجنس والعلاقات بين الرجل والمرأة . وفي عام 1377هـ /عين قائداً لأحد الجيوش في فلسطين حيث قام بإنهاء القتال مع الإنجليز فوراً وبصورة تامة وسمح للعدو بالتقدم شمالاً دون مقاومة وسحب قواته شمالاً بعد حلب حسب مخطط متفق عليه .
لقد قام مصطفى كمال باستثارة روح الجهاد في الأتراك ، ورفع القرآن ، ورد اليونانيين على أعقابهم ، في موقعة سقاريا عام 1921م ، وتراجعت أمامه قوات الحلفاء بدون أن يستعمل أسلحته ، وأخلت أمامه المواقع ولعلها كانت بداية الطعم لإظهار شخصية مصطفى كمال ، وجعلها تطفو على السطح تدريجياً فقد ابتهج العالم الإسلامي وأطلق عليه لقب الغازي الذي كان ينفرد به سلاطين آل عثمان الأول ، ومدحه الشعراء وأشاد به الخطباء . فأحمد شوقي قرنه بخالد بن الوليد في أول بيت من قصيدة مشهورة :
الله أكبر كم في الفتح من عجب يا خالد الترك جدد خالد العرب
فكان الناس إذا قارنوا كفاح مصطفى كمال المظفر ، باستسلام الخليفة القابع في الآستانة ، مستكينا لما يجري عليه من ذل ، كبر في نظرهم الأول ، بمقدار ما يهون الثاني . وزاد سخطهم على الخليفة ما تناقلته الصحف بإهدار ه دم مصطفى كمال واعتباره عاصياً متمرداً . ولم يكن مصطفى كمال في نظرهم إلا بطلا مكافحا يغامر بنفسه لا ستعادة مجد الخلافة ، الذي خيل إليهم أن الخليفة يمرغه في التراب تحت أقدام الجيوش المحتلة. ولكنه لم يلبث غير قليل حتى ظهر على حقيقته ، صنيعه لأعداء الإسلام من اليهود والنصارى وخاصة إنجلترا ، التي رأت أن إلغاء الخلافة ليس بالأمر الهين ، وإن ذلك لايمكن أن يتم دون اصطناع بطل .
وفي عام 1341هـ / 1923م أعلنت الجمعية الوطنية التركية قيام الجمهورية في تركيا ، وانتخبت مصطفى كمال أول رئيس لها وفصل بذلك بين السلطة والخلافة ، وتظاهر بالاحتفاظ مؤقتا بالخلافة . فاختير عبد المجيد بن السلطان عبد العزيز خليفة ، بدلا من محمد السادس الذي غادر البلاد على بارجة بريطانية إلى مالطة ، ولم يمارس السلطان عبد المجيد أي سلطات للحكم . وفي عام 1342هـ / 1924م قدم مصطفى كمال أعظم هدية للغرب ، وهي إلغاء الخلافة ، التي كانت في اعتبار المسلمين جميعا عقدة الصلة والرابطة الوثيقة ، بحسبانها قوة خاصة لهم في مواجهة الغزو الغربي ، والصهيوني ثم الشيوعي . وأخراج السلطان عبد المجيد من البلاد ، وأعلن دستور ا جديدا لتركيا ، وبدأ حكم كمال أتاتورك كرئيس للجمهورية التركية رسميا . فأثار بذلك موجة من الاستياء الشديد عمت العالم الإسلامي . فشوقي الذي مدحه سابقا بكى الخلافة ، وهاجم مصطفى كمال في عنف ، لا يعدله إلا تحمسه له بالأمس ، فيقول :
بكت الصلاة وتلك فتنة عابث بالشرع عربيد القضاء وقاح
أفتى خز عبلة وقال ضلالة وأتى بكفر في البلاد بواح
وبسقوط الخلافة بدأت تركيا تنقل بقوة على يد أتاتورك إلى الأنسلاخ من العالم الاسلامي بإعلان علمانية الدولة ،وتغير كل الرموز الاسلامية ،مثل إلغاء الشريعة الاسلامية وإحلال القنون السويسري محلها ،وإعلان سفور المرأة بدلاًعن الحجاب ،وإلغاءالأوقاف الاسلامية،وكتابة اللغة التركية بالحروف اللاتنية بدلاًمن الحروف العربية ،وبالتالي فقد تم مسخ الروح الإسلامية في تركيا ،ويسعى أتاتورك إلي الحاق بذيل الحضارة الغربية.
ولقد أثر سقوط الخلاقة الإسلامية في مارس1924م،ومنقبلة فصل الخلافة عن السلطة العام 1922م جدلاًواسعاً في الأوساط الفكرية،مابين مؤدي لسقوط الخلافة ،ومعارض لها،فالتوجه العلماني يرى ان سبيل التقدم يتحقق في سقوط الخلافة ،في حين ان التيارالأصلاحي يرى النهضة الامة الأسلامية لايمكن أن يتحقق في سقوط الخلافة

وبعد أن ذُكرت أسباب السقوط والسلبيات ،فلا بد من ذكر الايجابيات
إيجابيات الدولة العثمانية وصور مشرقة
1. توسيع رقعة الأرض الإسلامية ، إذ فتح العثمانيون القسطنطينية وتقدموا في أوروبا مما عجز المسلمون من قبلهم منذ أيام معاوية t وساروا فيها شوطاً بعيداً حتى وقفوا على أبواب فيينا وحاصروها أكثر من مرة دون جدوى .
2. الوقوف في وجه الصليبيين على مختلف الجبهات فقد تقدموا في شرقي أوروبا ليخففوا الضغط عن المسلمين في الأندلس كما انطلقوا إلى شمال البحر الأسود ودعموا التتار ضد الصليبيين من الروس هذا فضلاً عن التصدي للإسبان في البحر المتوسط والبرتقاليين في شرق إفريقيا والخليج ، ولم يوفقوا في حملاتهم وذلك يرجع لعدم تكاتف المسلمين والتفافهم حولهم .
3. عمل العثمانيون على نشر الإسلام ، وشجعوا على الدخول به ، وقدموا الكثير في سبيل ذلك وعملوا على نشر في أوروبا وعملوا على التأثير في المجتمعات التي يعيشون بينها .
4. إن دخول العثمانيين إلى بعض الأقطار الإسلامية قد حماها من بلاء الاستعمار الذي ابتلت به غيرها في حين أن المناطق التي لم يدخلوها قد وقعت فريسة للاستعمار باستثناء دولة المغرب .
5. كانت الدولة العثمانية تمثل الأقطار الإسلامية ، فهي مركز الخلافة ، لذا كان المسلمون في كل مكان ينظرون إلى الخلافة وإلى الخليفة نظرة احترام وتقدير ، ويعدون أنفسهم من أتباعه ورعاياه ، وبالتالي كانت نظرتهم إلى مركز الخلافة ومقرها المحبة والعطف وكلما وجد المسلمون أنفسهم في ضائقة طلبوا الدعم من مركز الخلافة كما كان الخلفاء .
6. وكانت الخلافة العثمانية تضم أكثر من أجزاء البلاد الإسلامية فهي تشمل البلاد العربية كلها باستثناء المغرب إضافة إلى شرقي إفريقيا وتشاد وتركيا وبلاد القفقاس وبلاد التتار وقبرص وأوروبا بحيث وصلت مساحتها حوالي 20 مليون كيلومتر مربع .
7. كانت أوروبا تقابل العثمانيين على أنهم مسلمون لا بصفتهم أتراكاً ، وتقف في وجههم بحقد صليبي وترى فيهم أنهم قد أحيوا الروح الإسلامية القتالية من جديد ، أو أنهم أثاروا الجهاد بعد أن خمد في النفوس مدة من الزمن ، وترى فيهم مداً إسلامياً جديداً بعد أن ضعف المسلمون ضعفاً جدياً وتنتظر أوروبا قليلاً لتدمرهم ، والأتراك العثمانيون حالوا بينهم وبين المد الصليبي في الشرق والغرب الإسلامي ، الأمر الذي جعل أوروبا تحقد على العثمانيين وتكرههم .
8. كانت للعثمانيين بعض الأعمال الجيدة تدل على صدق عاطفتهم وإخلاصهم
مثل عدم قبول النصارى مع الجيش وإعفاء طلبه العلم الشرعي من الجندية الإلزامية ، وكذلك إصدار المجلة الشرعية التي تضم فتاوى العلماء في القضايا كافة وكذلك احترام العلماء وانقياد الخلفاء للشرع الشريف والجهاد به وإكرام أهل القرآن وخدمة الحرمين الشريفين والمسجد الأقصى .
9. وكان للعثمانيين دورهم في أوروبا إذ قضوا على نظام الإقطاع ، وأنهوا مرحلة العبودية التي كانت تعيشها في أوروبا حيث يولد الفلاح عبداً وينشأ كذلك ويقضي حياته في عبودية لسيده مالك الأرض وأهتم السلاطين بتقديم الصدقات والعطايا للموطنين .
10. أن العثمانيين هم الذين أزالوا من خريطة العالم أعتى أمبراطورية صليبية . هى الأمبراطورية البيزنطية،وفتحوا عاصمتها سنة 857 هـ.
11. موقف رائعة مشرقة:
أ / أول صلاة في جامع (بايزيد)
عندما أكتمل بناء جامع بايزيد وتم فرشه،جاء يوم افتتاحه بالصلاة فيه، ولكن من سبقوم بإمامة المصلين في هذه الصلاة؟أيؤم الناس الإمام المعين لهذا الجامع؟أم شيخ الإسلام؟أم أحد العلماء المعروفين؟لم يكن أحد يعلم ذلك،وكان الجميع في انتظار من يتقدم إلى الإمامة. فوقف إمام الجامع وتوجه إلى المصلين قائلاً لهم:ليتقدم للإمامة من لم يضطر طوال حياته لقضاء صلاة فرض.(أي: من صلّى صلوات الفرض في أوقاتها طوال حياته.وبعد انتظار بسيط شاهد المصلون السلطان (بايزيد الثاني) وهو يتقدم للإمامة بكل هدوء،ثم يكبر لصلاة الجماعة… أجل: كان السلطان هو الشخص الوحيد من بين الحاضرين الذي لم تفته صلاة من صلوات الفرض…
ب/ أمر السلطان محمد الفاتح ببناء أحد الجوامع وكلف أحد المعمارين الرومين ، وكان بارعًا،وكان من بين أوامر السلطان :أن تكون أعمدة هذا الجامع من المرمر وأن تكون مرتفعة…وحدد هذا الارتفاع..ولكن هذا المعماري لسبب من الأسباب أمر بقص هذه الأعمدة وتققصير طولها دون أن يخبر السلطان،وعندما سمع السلطان بذلك استشاط غضبًا،فأمر بقطع يد هذا المعماري…
لم يسكت هذا المعماري عن الظلم الذي لحقه برغم ندم السلطان ! فراجع قاضي اسطنبول ـ الذي كان صيت عدالته انتشر وذاع…وشكى إليه ما لحقه من ظلم…لم يتردد القاضي في قبول هذه الشكوى،فاسستدعى السلطان..وأوقفه أمام خصمه في المحكمة،الذي شرح مظلمته للقاضي،وأيد السلطان ما قاله. فقال القاضي حكمه وهو: حسب الأوامر الشرعية،يجب قطع يدك أيها السلطان قصاصًا لك!!
ذُهل (الرومي) مما سمع ولم يكن يدر بخلده ولا بخياله..فكان أقصى ما يتوقع التعويض المالي..وبعبارات متعثرة قال الرومي للقاضي:أن ما يرجوه منه هو الحكم له بتعويض مالي فقط؛لأن قطع يد السلطان لن يفيده شيئًا،فحكم له القاضي بعشر قطع نقدية لكل يوم طوال حياته،تعويضًا له عن الضرر البالغ الذي لحق به. وقرر السلطان أن يعطيه عشرين قطعة نقدية ..تعبيرًا عن ندمه كذلك.
ج/ السلطان عبدالحميد من المطامع الصهيونية في فلسطين ، حيث رفض رفضًا قاطعًا السماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين.


منقوووووول ..
الصياد
شبكة الفجر

minotcha
2014-01-10, 19:50
اشار سلمان بن فهد العودة الى اسهام ال سعود والحركة الوهابية في اسقاط رمز الخلافة الاسلامية الدولة العثمانية فكان جزاءه السجن والفاهم يفهم

البيرين1
2014-01-11, 16:49
السلام عليكم. الفاهم راه فاهمها من ذاك العام يا خويا minotcha ولكننا ابتلينا بهذا القوم الذين يرون انفسهم انهم هم فقط الفرقه الناجيه فالادهى و الامر انهم لا يطعنون في الصوفيه فقط بل حتي الاخوه المسلمين مبتدعه بل كل الفرق حتى ان احدهم قال لنا في هذا المنتدى دون حياء(ان لم تستحي فافعل ما شئت) او صيل او مفصل نعم قال لنا يجب ان تستتابوا كالكفار .الا ترى ما يفعل اسيادهم خائن الحرمين الشريفين كيف يسلح و يمون الشعب ضد السلطه في سوريا ويسلح و يمون السلطه في مصر ضد الشعب وما التسريبات الاخيره لعلاقة هاؤلاء مع الكيان الصهيوني لخير دليل .اما فضائح شيوخهم بالطعن و السب بينهم ليستحي منه من عنده ذرة اخلاق ناهيك عن المسلم(المسلم من سلم الناس من يده و لسانه)اما هؤلاء فديدنهم و مهجتهم الطعن و تفسيق و تبديع المسلمين بل و تكفيرهم كما جرى عندنا و من اراد التاكد فما عليه الا العوهد الى ما كتبوه فسيجد ان ما كتبوه في الطعن في المسلمين اكثر بكثير مما كتبوه في الرد على الملاحده و المشركين

روقيائيل الذهبي
2014-01-11, 20:33
من كتب هلذا الموضوع فلا علاقة له بالاسلام من قريب ولا بعيد بغيته فقط الفتنة بين المسلمين وشحن البغضاء بينهم

ilyes70
2014-01-11, 21:11
شكرا على المجهودات و بارك الله فيك

مريم العدراء
2014-01-12, 17:57
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
" ......ولأجل ما وقع في كثير منهم من الاجتهاد والتنزع فيه تنازع الناس في طريقهم؛ فطائفة ذمت " الصوفية والتصوف " . وقالوا : إنهم مبتدعون، خارجون عن الكتاب والسنة، ونقل عن طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معروف، وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام .
وطائفة غلت فيهم، وادعوا أنهم أفضل الخلق، وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفي هذه الأمور ذميم .
و " الصواب " أنهم مجتهدون في طاعة اللّه، كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة اللّه، ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده، وفيهم المقتصد ومنهم الظالم لنفسه العاصي لربه

مريم العدراء
2014-01-12, 18:07
من كتب هلذا الموضوع فلا علاقة له بالاسلام من قريب ولا بعيد بغيته فقط الفتنة بين المسلمين وشحن البغضاء بينهم


من يبغي افساد المسلمين هو من يدعوهم الى غير ما دعى به رسول الله صلى الله عليه وسلم اما انا فاعتز بكوني مسلمة سنية فقط لا صوفية ولا وهابية

مريم العدراء
2014-01-12, 18:13
السلام عليكم. الفاهم راه فاهمها من ذاك العام يا خويا minotcha ولكننا ابتلينا بهذا القوم الذين يرون انفسهم انهم هم فقط الفرقه الناجيه فالادهى و الامر انهم لا يطعنون في الصوفيه فقط بل حتي الاخوه المسلمين مبتدعه بل كل الفرق حتى ان احدهم قال لنا في هذا المنتدى دون حياء(ان لم تستحي فافعل ما شئت) او صيل او مفصل نعم قال لنا يجب ان تستتابوا كالكفار .الا ترى ما يفعل اسيادهم خائن الحرمين الشريفين كيف يسلح و يمون الشعب ضد السلطه في سوريا ويسلح و يمون السلطه في مصر ضد الشعب وما التسريبات الاخيره لعلاقة هاؤلاء مع الكيان الصهيوني لخير دليل .اما فضائح شيوخهم بالطعن و السب بينهم ليستحي منه من عنده ذرة اخلاق ناهيك عن المسلم(المسلم من سلم الناس من يده و لسانه)اما هؤلاء فديدنهم و مهجتهم الطعن و تفسيق و تبديع المسلمين بل و تكفيرهم كما جرى عندنا و من اراد التاكد فما عليه الا العوهد الى ما كتبوه فسيجد ان ما كتبوه في الطعن في المسلمين اكثر بكثير مما كتبوه في الرد على الملاحده و المشركين

وانت لا ترى نفسك انك الفرقة الناجية
ثم انك تؤمن بثورة سوريا ومصر فلماذا لا تؤمن بثورة الجزائر في التسعينات ام انك تؤمن فقط بثورة خارج بلادك ضمانا للسلامة فإما نؤمن بجميعها او نرفضها كلها
ام انها حلال عليكم حرام علينا:confused:

البيرين1
2014-01-13, 13:30
السلام عليكم.ومن قال لك انني لا اومن بها فان مسلم و كل المسلمين اخواني((المسلم من سلم المسلمون من يده و لسانه).فيجب ان لا تتناقضي مع نفسك فهنا تجعلين الصوفيه اهل بدعه و ظلاله و في موضوعك الاخر تجعلين من صلاح الدين الصوفي بطل و مؤمن و و و و الا تعلمين انه صوفي؟فاذا كنت لا تعلمين فتلك مصيبة اما اذا كنت تعلمين فالمصيبة اعظم .و سوف تجدين الرد في موضوعك صلاح الدين انشاء الله

مريم العدراء
2014-01-13, 13:40
السلام عليكم.ومن قال لك انني لا اومن بها فان مسلم و كل المسلمين اخواني((المسلم من سلم المسلمون من يده و لسانه).فيجب ان لا تتناقضي مع نفسك فهنا تجعلين الصوفيه اهل بدعه و ظلاله و في موضوعك الاخر تجعلين من صلاح الدين الصوفي بطل و مؤمن و و و و الا تعلمين انه صوفي؟فاذا كنت لا تعلمين فتلك مصيبة اما اذا كنت تعلمين فالمصيبة اعظم .و سوف تجدين الرد في موضوعك صلاح الدين انشاء الله

هبلتي الموضوع يتحدث عن الصوفية المنحرفة ومشي قاع الصوفية كيف كيف منهم المعتدلة ومن فئة اخرى ضالة ومبتدعة يضربون الطبل والمزامير في المولد النبوي ويذكرون الله جماعة وبصوت مرتفع والعديد من الخزعبلات

البيرين1
2014-01-14, 14:56
السلام عليكم .الله لا يبليك بالهبال و نشالله تزيدي تعقالي .انا كذلك قلت لك ان هذا النوع من المفسدين موجودين في كل فرقه و في كل زمان .الم يقل حبيبنا و سيدنا صلى الله عليه و سلم انه من هاجر لله ورسوله فهجرته لله و رسوله ومن هاجر لامراه ينكحها او تجارة يصيبها فهجرته لما هاجر اليه.اي ان حتى الهجره النبويه هناك من استغلها لاغراض اخرى .وعذرا ان كان كلامي جافا نوعا ما لكن الظرف يتطلب فعفوا

مريم العدراء
2014-01-14, 16:25
السلام عليكم .الله لا يبليك بالهبال و نشالله تزيدي تعقالي .انا كذلك قلت لك ان هذا النوع من المفسدين موجودين في كل فرقه و في كل زمان .الم يقل حبيبنا و سيدنا صلى الله عليه و سلم انه من هاجر لله ورسوله فهجرته لله و رسوله ومن هاجر لامراه ينكحها او تجارة يصيبها فهجرته لما هاجر اليه.اي ان حتى الهجره النبويه هناك من استغلها لاغراض اخرى .وعذرا ان كان كلامي جافا نوعا ما لكن الظرف يتطلب فعفوا

لا عليك اخي لكني قرأت على الصوفية مواضيع ارهبتني والمصيبة ان كاتبها متصوف ويدعو الى الصوفية وسأنقل لك القليل مما قرأت وأنت أحكم وانا اعرف ان ليس كل الصوفية هكذا لكن هذه مشكلة اعتقاد هل يمكن للمرء ان يغامر بما يعتقد سانقل لك واعتبرك كأخي وانت انصحني بأمانة وبما تستطيع ان تواجه به الله يوم القيامة
انظر ما كتب هذا الصوفي وهو بصدد الدفاع عن الصوفية
عقيدة الصوفية في الأولياء

الولي عندهم هو: عبد لله، اختصه الله بعنايته وتوفيقه واصطفاه من بين عبيده، وهو عبد لا يضر ولا ينفع بذاته كباقي البشر، هو دون الأنبياء في المرتبة والمنزلة، إذ لا أحد يصل إلى رتبة الأنبياء مهما ارتقى في مراتب الولاية، لذلك فالولي ليس بمعصوم عن الخطأ، إلا من عصمه الله. ويستشهدون بالآية القرآنية: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين ءامنوا وكانوا يتقون) فالمتقون هم أولياء الله. وقد ورد تحذير في أحاديث النبي محمد، وذلك كما في الحديث القدسي: من عادى لي ولياً فقد ءاذنته بالحرب[53].
مراتب الأولياء
جعل الصوفيةُ الأولياءَ على مراتب، وذلك بحسب اجتهادهم في دقائق التقوى -وبحسب ما يعتبرونه توفيقًا من الله لهم-، وبذلك تفاوتت مراتبهم في مقامات الولاية، فليس كل المتقين على درجة واحدة. أما من حيث الدرجات، فيجعلون المراتب من الأفضل إلى الأدنى كالتالي[54]:
القطب الغوث، الذي به يغاث عباد الله وبواسطته تنزل الرحمة، اشتهر منهم أربعة: الإمام عبد القادر الجيلاني، والإمام أحمد الرفاعي والإمام أحمد البدوي والإمام إبراهيم الدسوقي[55].
ثم الإمامان، وهما كالوزيرين له.
ثم الأربعة الأوتاد الحافظون لجهات الأرض.
ثم السبعة النجباء والحافظون للأقاليم السبعة.-
ثم الأربعون الأبدال الساعون في قضاء حوائج المسلمين، وهم في الشام. وقد ورد فيهم أحاديث مختلف في صحتها منها قول النبي محمد: «الأبدال بالشام وهم أربعون رجلاً كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً، يُسقَى بهم الغيث، ويُنتصر بهم على الأعداء، ويُصرف عن أهل الشام بهم العذاب» [56]
ثم التسعة والتسعون الذين هو مظاهر أسماء الله.
ثم الثلاثمائة والتسعون الأولياء الصالحون من المؤمنين.
وأهل المراتب لا بد من وجودهم في زمان إلى نزول عيسى بن مريم.
كرامات الأولياء
الكرامة هي أمر خارق للعادة غير مقرونة بدعوى النبوة، يظهرها الله على أوليائه الصالحين من أتباع الرسل كرامة لهم. وقد أجمع أهل التصوف على إثبات كرامات الأولياء،وكلام البهائم، وطي الأرض, وظهور الشيء في غير موضعه ووقته[57].
ويستدلون على صحتها ووجودها بآيات من القرآن، منها:
قصة الذي عنده علم من الكتاب في الآية القرآنية: (أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك).
قصة مريم بنت عمران حين قال لها النبي زكريا: (أنى لك هذا؟ قالت: هو من عند الله).
ومن أحاديث النبي محمد: "أن رجلين خرجا من عند النبي في ليلة مظلمة، وإذا نور بين أيديهما حتى تفرقا، فتفرق النور معهما".[53]
ومن قصص وقعت للصحابة: قصة الصحابي عمر بن الخطاب: عن ابن عمر قال: وجه عمر جيشا وولى عليهم رجلا يدعى سارية، فبينما عمر في المدينة يخطب على المنبر جعل ينادي: يا سارية الجبل!! ثلاثا. ثم قدم رسول الجيش فسأله عمر، فقال: يا أمير المؤمنين هزمنا فبينما نحن كذلك إذ سمعنا صوتا ينادي يا سارية الجبل ثلاثا، فأسندنا ظهورنا إلى الجبل فهزمهم الله. قال: فقيل لعمر إنك كنت تصيح هكذا وهكذا.[58].
الصوفية يعتبرون أن أعظم الكرامات هي الاستقامة على شرع الله. قال أبو القاسم القشيري : واعلم أن من أجلِّ الكرامات التي تكون للأولياء دوام التوفيق للطاعات، والحفظ من المعاصي والمخالفات[59].
والصوفية يمنعون إِظهار الكرامة إِلا لغرض صحيح ؛ كنصرة شريعة الله أمام الكافرين والمعاندين، أما إِظهارها بدون سبب مشروع فهو مذموم، لما فيه من حظ النفس والمفاخرة والعجب. قال الشيخ محي الدين بن عربي : ولا يخفى أن الكرامة عند أكابر الرجال معدودة من جملة رعونات النفس، إِلا إِنْ كانت لنصر دين أو جلب مصلحة، لأن الله هو الفاعل عندهم، لا هُمْ، هذا مشهدهم، وليس وجه الخصوصية إِلا وقوع ذلك الفعل الخارق على يدهم دون غيرهم ؛ فإِذا أحيا كبشاً مثلاً أو دجاجة فإِنما ذلك بقدرة الله لا بقدرتهم، وإِذا رجع الأمر إِلى القدرة فلا تعجب[60].
كما أن الصوفية لا يعتبرون ظهور الكرامات على يد الولي الصالح دليلاً على أفضليته على غيره. قال الإِمام اليافعي : لا يلزم أن يكون كلُّ مَنْ له كرامة من الأولياء أفضلَ من كل من ليس له كرامة منهم، بل قد يكون بعض مَنْ ليس له كرامة منهم أفضل من بعض مَنْ له كرامة، لأن الكرامة قد تكون لتقوية يقين صاحبها، ودليلاً على صدقه وعلى فضله لا على أفضليته، وإِنما الأفضلية تكون بقوة اليقين، وكمال المعرفة بالله[61].
ويعتبر الصوفية أن عدم ظهور الكرامة على يد الولي الصالح ليس دليلاً على عدم ولايته. قال الإِمام القشيري : لو لم يكن للولي كرامة ظاهرة عليه في الدنيا، لم يقدح عدمها في كونه ولياً[62].
هل يجوز للولي أن يعرف أنه ولي
اختلف الصوفية في الولي: هل يجوز أن يعرف أنه ولي أم لا؟ على قولين[57]. :
فقال بعضهم: لا يجوز ذلك؛ لأن معرفة ذلك تزيل عنه خوف العاقبة، وزوال خوف العاقبة يوجب الأمن، وفي وجوب الأمن زوال العبودية؛ لأن العبد بين الخوف والرجاء.
وقال الأجلة منهم والكبار: يجوز أن يعرف الولي ولايته؛ لأنها كرامة من الله للعبد، والكرامات والنعم يجوز أن يعلم ذلك فيقتضي زيادة الشكر. ويستدل هؤلاء بأن النبي محمد قد أخبر أصحابه بأنهم من أهل الجنة، وشهد للعشرة بالجنة، وشهادة النبي توجب سكونا إليها، وطمأنينة بها، وتصديقا لها. ومع ذلك فقد أخبرهم النبي بذلك.
الشريعة والطريقة والحقيقة

يقسّم الصوفية الدين إلى ثلاثة أركان رئيسية: هي الشريعة، والطريقة، والحقيقة - حيث يعتبره السلفيون أنه تقسيم بدعة في دين الإسلام، ولم يرد في صحته أي أدلة -. ويستدل الصوفية على صحة هذا التقسيم ما ورد بحديث نبي الإسلام محمد الذي اشتهر باسم حديث جبريل وهو مروي عن الصحابي عمر بن الخطاب، يقول:
بينما نحن جلوس عند رسول الله إذ طلع علينا رجل شديد بياض °الى آخر الحديث
والآن ما رأيك

Mellah hacene
2014-01-14, 22:40
بارك الله فيكم

البيرين1
2014-01-15, 17:39
السلام عليكم.اختي لقد حملتيني امانه عظيمه اطلب من الله ان اكون في المستوى.نعم لقد كتب الكثير من هذا النوع بل هناك كلام اخطر لكنه يبقى الاستثناء لا العموم لانني ذكرت لك من علماء الاسلام الصوفيه الكثير فاذا طعنا فيهم نكون قد طعنا في التفسير القراني لان جله وقع من طرفهم ونكون قد طعنا في نقل الاحاديث و تفسيره لان جله اتى من طرفهم كذلك و جل الامصار في افريقيا و اسيا الصوفيه من ادخل لها الاسلام اما الملايين من حفاظ القران و الاحاديث الذين تخرجوا من الزوايا فلا يخفى على احد.اذا لماذا نترك كل هذا الكم ونحكم بما كتبه بعض المنتمين لهذا التيار وازيدك اخرى ان التصوف ليس بمذهب بل منهج تربوي المنتمين اليه كل واحد يتبع احد المذاهب السنيه اي انه اما مالكي او حنبلي او شافعي او حنفي.وان اردتي سوف احكي لك ما رواه احد السلفيه على شيخه من علمه بما سيصير في المستقبل و غيرها لكن هذا لا يقدح في المنهج

البيرين1
2014-01-15, 19:51
_مريد يحكي كرامات بعض الاولياء-اخبر الشيخ اصحابه بدخول الكفار الشام و في اي تاريخ سيكون هذا الدخول و ان جيوش المسلمين تكسر و ان دمشق سوف لا يكون بها قتل و هذا قبل ان يقوم جيش الكفار بالحركه.ثم اخبر هذا الشيخ مريديه و الناس لما تحرك الكفار و قصدوا الشام و اخبرهم ان الدائره و الهزيمه سوف تكزن على الكفار و سوف ينتصر المسلمين ثم اقسم الشيخ على ذلك اكثر من سبعين يمينا.فكان ما اخبر به الشيخ مريديه
و يحكي مريدي الشيخ انه لما طلب الى الديار المصريه و اريد قتله و اجتمع اصحابه لوداعه و قالوا له بان من طلبوك يريدون قتلك.فقال(و الله لا يصلوا الى ذلك ابدا).قالوا افتحسب قال (نعم ويطول حبسي ثم اخرج واتكلم بالسنه على رؤوس الناس)
و يشهد هذا المريد انه اخبره اكثر من مره بامور باطنه تخصه مما عزم عليه و لم ينطق بها لسانه.و اخبره ببعض الحوادث الكبار التي سوف تجري في المستقبل
وهذا مريد اخر يتحدث عن كرامات شيخه فيقول(جرى بيني و بين احد الفضلاء منازعه في عدة مسائل فرجعنا الى الشيخ و ما يرجحه من قول فيها.فلما حضرنا هممنا بسؤاله فسبقنا هو و شرع يذكر لنا مساله مساله كما كنا فيه فبقيت انا و صاحبي ومن حظر معنا اولا مبهوتين مما كاشفنا به و اظهره الله عليه مما كان في خواطرنا
و حدثني الشيخ العالم المقرئ تقي الدين عبد اللهابن الشيخ الصالح المقرئ احمد بن سعيد قال(سافرت الى مصر لما كان الشيخ مقيما بها فاتفق اني قدمتها ليلا و انا مريض,فانزلت في بعض الامكنه فلم البث ان سمعت من ينادي باسمي و كنيتي فاجبته و انا ضعيف,فدخل اليا جماعه من اصحاب الشيخ ممن كنت قد اجتمعت ببعظهم في دمشق. فقلت.كيف عرفتم بقدومي و انا قدمت هذه الساعه؟ فذكروا ان الشيخ اخبرنا بانك قدمت و انت مريض و امرنا ان نسرع بنقلك وما راينا احدا جاء و لا اخبرنا بشيء فعلمت ان ذلك من كرامات الشيخ
و يقول حدثني من لا اتهمه ان الشيخ حين نزل الكفار بالشام لاحتلال دمشق و غيرها فرجف اهلها و خافوا خوفا شديدا فجاء جماعه منهم الى الشيخ و سالوه الدعاء للمسلمين فتوجه الى الله ثم قال(ابشروا فان الله ياتيكم بالنصر بعد ثالثه,حتى ترون الرؤوس معبئه بعضها فوق بعض).قال الذي حدثني فو الذي نفسي بيده ما مضي الا ثلاث مثل قوله حتى راينا رؤوسهم كما قال الشيخ معباه بعضها فوق بعض.
و حدثني من اثق به ان الشيخ اخبر عن بعض القضاة انه قد مضى متوجها الى مصر وانه سمعه يقول (حال ما اصل الى البلد قاضيا احكم بقتل فلان رجلا من فضلاء اهل العلم و الدين)فابلغ الشيخ رضي الله عنه هذا الخبر فقال(ان الله لا يمكنه مما قصد و لا يصل الى مصر حيا).فبقى بين القاضي و بين مصر قدر يسير و ادركه الموت فمات قبل وصولها كما اجرى الله على لسان الشيخ
_مريد يحكي كرامات بعض الاولياء-اخبر الشيخ اصحابه بدخول الكفار الشام و في اي تاريخ سيكون هذا الدخول و ان جيوش المسلمين تكسر و ان دمشق سوف لا يكون بها قتل و هذا قبل ان يقوم جيش الكفار بالحركه.ثم اخبر هذا الشيخ مريديه و الناس لما تحرك الكفار و قصدوا الشام و اخبرهم ان الدائره و الهزيمه سوف تكزن على الكفار و سوف ينتصر المسلمين ثم اقسم الشيخ على ذلك اكثر من سبعين يمينا.فكان ما اخبر به الشيخ مريديه
و يحكي مريدي الشيخ انه لما طلب الى الديار المصريه و اريد قتله و اجتمع اصحابه لوداعه و قالوا له بان من طلبوك يريدون قتلك.فقال(و الله لا يصلوا الى ذلك ابدا).قالوا افتحسب قال (نعم ويطول حبسي ثم اخرج واتكلم بالسنه على رؤوس الناس)
و يشهد هذا المريد انه اخبره اكثر من مره بامور باطنه تخصه مما عزم عليه و لم ينطق بها لسانه.و اخبره ببعض الحوادث الكبار التي سوف تجري في المستقبل
وهذا مريد اخر يتحدث عن كرامات شيخه فيقول(جرى بيني و بين احد الفضلاء منازعه في عدة مسائل فرجعنا الى الشيخ و ما يرجحه من قول فيها.فلما حضرنا هممنا بسؤاله فسبقنا هو و شرع يذكر لنا مساله مساله كما كنا فيه فبقيت انا و صاحبي ومن حظر معنا اولا مبهوتين مما كاشفنا به و اظهره الله عليه مما كان في خواطرنا
و حدثني الشيخ العالم المقرئ تقي الدين عبد اللهابن الشيخ الصالح المقرئ احمد بن سعيد قال(سافرت الى مصر لما كان الشيخ مقيما بها فاتفق اني قدمتها ليلا و انا مريض,فانزلت في بعض الامكنه فلم البث ان سمعت من ينادي باسمي و كنيتي فاجبته و انا ضعيف,فدخل اليا جماعه من اصحاب الشيخ ممن كنت قد اجتمعت ببعظهم في دمشق. فقلت.كيف عرفتم بقدومي و انا قدمت هذه الساعه؟ فذكروا ان الشيخ اخبرنا بانك قدمت و انت مريض و امرنا ان نسرع بنقلك وما راينا احدا جاء و لا اخبرنا بشيء فعلمت ان ذلك من كرامات الشيخ
و يقول حدثني من لا اتهمه ان الشيخ حين نزل الكفار بالشام لاحتلال دمشق و غيرها فرجف اهلها و خافوا خوفا شديدا فجاء جماعه منهم الى الشيخ و سالوه الدعاء للمسلمين فتوجه الى الله ثم قال(ابشروا فان الله ياتيكم بالنصر بعد ثالثه,حتى ترون الرؤوس معبئه بعضها فوق بعض).قال الذي حدثني فو الذي نفسي بيده ما مضي الا ثلاث مثل قوله حتى راينا رؤوسهم كما قال الشيخ معباه بعضها فوق بعض.
و حدثني من اثق به ان الشيخ اخبر عن بعض القضاة انه قد مضى متوجها الى مصر وانه سمعه يقول (حال ما اصل الى البلد قاضيا احكم بقتل فلان رجلا من فضلاء اهل العلم و الدين)فابلغ الشيخ رضي الله عنه هذا الخبر فقال(ان الله لا يمكنه مما قصد و لا يصل الى مصر حيا).فبقى بين القاضي و بين مصر قدر يسير و ادركه الموت فمات قبل وصولها كما اجرى الله على لسان الشيخ

مريم العدراء
2014-01-15, 21:08
السلام عليكم.اختي لقد حملتيني امانه عظيمه اطلب من الله ان اكون في المستوى.نعم لقد كتب الكثير من هذا النوع بل هناك كلام اخطر لكنه يبقى الاستثناء لا العموم لانني ذكرت لك من علماء الاسلام الصوفيه الكثير فاذا طعنا فيهم نكون قد طعنا في التفسير القراني لان جله وقع من طرفهم ونكون قد طعنا في نقل الاحاديث و تفسيره لان جله اتى من طرفهم كذلك و جل الامصار في افريقيا و اسيا الصوفيه من ادخل لها الاسلام اما الملايين من حفاظ القران و الاحاديث الذين تخرجوا من الزوايا فلا يخفى على احد.اذا لماذا نترك كل هذا الكم ونحكم بما كتبه بعض المنتمين لهذا التيار وازيدك اخرى ان التصوف ليس بمذهب بل منهج تربوي المنتمين اليه كل واحد يتبع احد المذاهب السنيه اي انه اما مالكي او حنبلي او شافعي او حنفي.وان اردتي سوف احكي لك ما رواه احد السلفيه على شيخه من علمه بما سيصير في المستقبل و غيرها لكن هذا لا يقدح في المنهج

بارك الله فيك لقد فهمت قصدك ولكني لا احكم ابدا على المذهب او المنهج من المنتمين اليه وانما انظر الى عقيدته وفكره فأنا ابدا لا انتقد الاشخاص كأشخاص حتى ولو كانوا علمانيين وإنما انتقد فكرهم هذا ما عنيته الفكر والعقيدة الصوفية وجزاك الله الف خير وبارك الله فيك

البيرين1
2014-01-16, 18:30
السلام عليكم. الحمد لله الذي وفقني فاستطعت ان ابلغك الفكره .بالمناسبه احكي لك قصه واقعيه جرت لي انا شخصيا.فانا اعمل مع احدى المسيحيات وليس اي مسيحيه بل هي من الاخوات المسيحيات((اسم اخوات هذا مسيحي و اصبح بدعه عندنا في الاسلام فاصبح البعض يسعد بوصفه اخ او اخت فتغاضو عن هذه البدعه القبيحه وخاضوا في غيرها لان المسلمين والمسلمات كلهم اخوه و ليس فئه معينه فحتى من لا يحمل لحيه او يلبس قميصا اخا لنا))اي الذين لا يتزوجون في احد الايام وجدت احد الزملاء فتح لها خزانتها و يفتش في اغراضها فانبته على فعلته ثم قالت لي ان الغريب في هذا عند وقت الظهر وجدته واضعا زربية الصلاة و يصلي الظهر
و الله لو انشقت لي الارض لدخلت فما كان مني الا ان افهمتها انه حتى عندهم يوجد هذا النوع و الحمد لله انهم لا يمثلون الا انفسهم.و لله في خلقه شؤون