المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعاملة الطيبة


tatohaoua
2009-06-15, 19:14
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الأعراف: [خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ و َإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ] {الأعراف:200}
في هذه الآيات الكريمة يرسم الحق سبحانه وتعالى لرسوله الكريم ولكل إنسان معني بدعوة الناس إلى طريق الحق والعدل والخير طريق المعاملة الطيبة التي تؤلف القلوب وتكسب النفوس وتهدي العقول الحائرة.
ومعنى قوله سبحانه وتعالى: خُذِ العَفْوَ .أي ارض من الناس بما تيسر من أعمالهم وتسهل من غير كلفة ولا تطلب منهم ما يشق عليهم ويرهقهم حتى لا ينفروا وكن ليناً رفيقاً في معاملة أتباعك، فإنك “لو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك.

والمراد بقوله عز وجلوَأْمُرْ بِالعُرْفِ أي: مر غيرك بالمعروف المستحسن من الأفعال، وهو كل ما عرف حسنه في الشرع، فإن ذلك أجدر بالقبول من غير نكير، فإن النفوس حين تتعود الخير الواضح الذي لا يحتاج إلى مناقشة وجدال تسهل قيادتها وتوجيهها.


مناقشة عقيمة


ومعنى قوله سبحانه: وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَأي أعرض عن هؤلاء الذين لا يدركون قيم الأشياء والأشخاص والكلمات فيما يبدر منهم من أنواع السفاهة والإيذاء لأن مناقشة هؤلاء لا تؤدي إلى خير، ولا تنتهي إلى نتيجة، والسكوت عنهم احترام للنفس وقد يؤدي الإعراض عنهم الى تذليل نفوسهم وترويضها
وهذه الآيات على قصرها تشتمل كما قال العلماء على مكارم الأخلاق فيما يتعلق بمعاملة الإنسان لأخيه الإنسان وهي طريق قويم لكل ما تطلبه الإنسانية الفاضلة لأبنائها الأبرار، وقد جاءت في أعقاب حديث طويل عن أدلة وحدانية الله تعالى وإبطال الشرك والشركاء لكي تبين للناس في كل زمان ومكان أن التحلي بمكارم الأخلاق إنما هو نتيجة لإخلاص العبادة لله الواحد الأحد، الفرد الصمد.


وسوسة الشيطان


ومعنى قوله تعالى:[وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ] {الأعراف:200.. أي إن تعرض لك الشيطان بوسوسة تثير غضبك وتحملك على خلاف ما أمرت به من أخذ العفو والأمر بالمعروف والإعراض عن الجاهلين، فالتجئ إلى الله واستعذ بحماه، فإنه سبحانه سميع لدعائك، عليم بكل أحوالك، وهو وحده الكفيل بصرف وسوسة الشياطين عنك، وصيانتك من همزاتهم ونزغاتهم.
ثم بيّن سبحانه حال المتقين فقال:[إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ] {الأعراف:201}أي: إن الذين اتقوا ربهم وصانوا أنفسهم عن كل ما يغضبه إذا مسهم شيء من وسوسة الشيطان ونزغاته التي تلهيهم عن طاعة الله ومراقبته “تذكروا” أن المس إنما هو من عدوهم الشيطان فعادوا سريعا إلى طاعة الله، وإلى خوف مقامه.
وفي قولهإِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ إشعار بعلو منزلتهم، وقوة إيمانهم، وسلامة يقينهم لأنهم بمجرد أن تطوف بهم وساوس الشيطان أو بمجرد أن يمسهم شيء منها فإنهم يتذكرون عداوته فيرجعون سريعا إلى حمى ربهم يستجيرون به ويتوبون إليه
وقوله: فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ أي فإذا هم مبصرون مواقع الخطأ وخطوات الشيطان فينتهون عنها. وفي هذه الآيات كما يؤكد المفسرون كل ما يهدي العقول ويطيب النفوس، إذ هي تبين لنا أن مس الشيطان قد يغلق بصيرة الإنسان عن كل خير، ولكن التقوى هي التي تفتح هذه البصيرة، وهي التي تجعل الإنسان دائما يقظاً متذكراً ما أمره الله به أو نهاه عنه، فينتصر بذلك على وساوس الشيطان وهمزاته وتبقى له بصيرته على أحسن ما تكون صفاء ونقاء وكشفاً.
أما الذين لم يتقواالله، ولم يلجأوا إلى حماه، ولم يخالفواالشيطانفقد عبر عنهم القرآن بقوله[وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ] {الأعراف:202}أيوإخوان الشياطينمن المشركين والغافلين والمنحرفين تزيدهمالشياطين من الضلال عن طريق الوسوسة والإغواء بارتكاب المعاصي والموبقاتثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ أي:ثم لا يكف هؤلاء الشياطين عن إمداد أوليائهم من الإنس بألوان الشرور والآثام حتى يهلكوهم.

zahoo123
2015-08-22, 11:36
الله قدرنا علي كضم غيضنا لأن هلاك النفوس بالغضب وعدم الصبر

piratack007
2015-10-14, 14:45
الله يعطيك الصحة

miradl
2015-10-22, 00:04
جزيت خيرا وشكرا

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2015-11-09, 09:16
جزاك الله خيرا و بارك فيك

ahmad00
2016-03-03, 14:05
الكلمة الطيبة صدقة

MA MALIKA
2016-06-08, 12:19
جزاك الله ألف الخير