tayeb37
2013-09-02, 17:30
9- إن البلاد العربية كلها تشكو من الضعف في العربية ، ولعلّ من أسباب هذا الضعف طريقة تدريس النحو ، ولعلّ أسوأ ما في هذه الطريقة التعريفات . لماذا هذه التعريفات من أصلها ؟ إن العرب الأولين الذين أخذنا قراعد العربية عنهم ما كانوا يَعْرفونها .... وأنا لا أذهب مذهب مَن يدعو إلى تسهيل النحو ليُفسد بذلك اللغة ، لست كهذا العدوّ الذي يأتي بثياب صديق ، ولا أدعو إلى إهمال القواعد ولا إلى ترك الإعراب وتسكين أواخر الكلمات ... في النحو أمور ينبغي أن نصلحها؛ لا أبدّل لسان العرب ولا آتي ببدع جديدة منكَرة تقطع ما بيننا وما بين كتاب الله ، ولكن أقترح أموراً لا تجاوز المظهر ولا تصل إلى الجوهر ... أنا لا أدعو إلى نبذ النحو ولا إلى تبديله ، ولكن أدعو إلى اعتباره وسيلة لا غاية ؛ فالنحو إنما وُضع - من يوم وُضع - لإقامة اللسان وتجنُّب اللحن ، وأقصرُ طريق يوصل إلى هذه الغاية يكون هو الطريق الصحيح .
[ إلى معلم التربية الإسلامية "الدين" ] :
10 - يأخذ [ الطالب ] كتاب الدين المقرَّر فيجد كلاماً بعيداً عمّا يألف وعمّا يعرف . ذلك أننا ننقل من كتب مؤلَّفة قبل مئات من السنين فنُثبِت ما فيها في كتب المدارس . وأنا أعلم أن حقائق الدين لا تتبدّل وأن تبديلها مفر بها وخروج عليها ، فلا يفهم أحدٌ أنني أدعو إلى تغيير أحكام الدين وحقائقه . إنّ الذي أدعو إليه هو تجديد الأسلوب وأن تكون كتب الدين مكتوبة بلغة العصر ، فإنّ لكل عصر لغة يفهم بها آبناؤه : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ } .
ومن مقتضى ما أطلبه من تبديل الأسلوب أن نبدّل المقاييس مثلاً ، فلا نقيس بالقلّتين لأنه لم يعُد يعرف أحدٌ ما هي " القُلة " ، حتى ولا أهل هَجَر التي يقولون إنهم يعتمدون فيها على قِلال هجر . بل لم يعُد يعرف أكثر الناس أين هجر : أهي القطيف أم البحرين ؟ والناس يقيسون المسافات بالأكيال لا بألف رسخ ولا بالبُرد ، فلماذا نعلّم الطلاب مسافة السفر الذي تقصر في الصلاة ويفطر فيه الصائم إن شاء بهذه المقاييس القديمة ؟
وبهذا تكون انتهت النقولات ، وأسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلنا مفاتيح للخير ، مغاليق للشر.
إنه القادر على ذلك ، والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه تسليما كثيرا.
[ إلى معلم التربية الإسلامية "الدين" ] :
10 - يأخذ [ الطالب ] كتاب الدين المقرَّر فيجد كلاماً بعيداً عمّا يألف وعمّا يعرف . ذلك أننا ننقل من كتب مؤلَّفة قبل مئات من السنين فنُثبِت ما فيها في كتب المدارس . وأنا أعلم أن حقائق الدين لا تتبدّل وأن تبديلها مفر بها وخروج عليها ، فلا يفهم أحدٌ أنني أدعو إلى تغيير أحكام الدين وحقائقه . إنّ الذي أدعو إليه هو تجديد الأسلوب وأن تكون كتب الدين مكتوبة بلغة العصر ، فإنّ لكل عصر لغة يفهم بها آبناؤه : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ } .
ومن مقتضى ما أطلبه من تبديل الأسلوب أن نبدّل المقاييس مثلاً ، فلا نقيس بالقلّتين لأنه لم يعُد يعرف أحدٌ ما هي " القُلة " ، حتى ولا أهل هَجَر التي يقولون إنهم يعتمدون فيها على قِلال هجر . بل لم يعُد يعرف أكثر الناس أين هجر : أهي القطيف أم البحرين ؟ والناس يقيسون المسافات بالأكيال لا بألف رسخ ولا بالبُرد ، فلماذا نعلّم الطلاب مسافة السفر الذي تقصر في الصلاة ويفطر فيه الصائم إن شاء بهذه المقاييس القديمة ؟
وبهذا تكون انتهت النقولات ، وأسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلنا مفاتيح للخير ، مغاليق للشر.
إنه القادر على ذلك ، والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه تسليما كثيرا.