المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المؤمن بين مقام الشكر ومقام الصبر


abedalkader
2013-08-04, 18:11
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عجبا لأمر المؤمن !




قال من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم :
عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له . رواه مسلم .

وعند الإمام أحمد عن صهيب رضي الله عنه قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد مع أصحابه إذ ضحك ، فقال : ألا تسألوني مم أضحك ؟ قالوا : يا رسول الله ومم تضحك ؟ قال : عجبت لأمر المؤمن إن أمره كله خير ؛ إن أصابه ما يحب حمد الله ، وكان له خير ، وإن أصابه ما يكره فَصَبَر كان له خير ، وليس كل أحد أمره كله له خير إلا المؤمن .

تأمّــل :

أحد السلف كان أقرع الرأس ، أبرص البدن ، أعمى العينين ، مشلول القدمين واليدين ، وكان يقول : "الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً ممن خلق وفضلني تفضيلاً " فَمَرّ بِهِ رجل فقال له : مِمَّ عافاك ؟ أعمى وأبرص وأقرع ومشلول . فَمِمَّ عافاك ؟

فقال : ويحك يا رجل ! جَعَلَ لي لساناً ذاكراً ، وقلباً شاكراً ، وبَدَناً على البلاء صابراً !

سبحان الله أما إنه أُعطي أوسع عطاء

قال عليه الصلاة والسلام : من يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يتصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر . رواه البخاري ومسلم .

وعنوان السعادة في ثلاث :
• مَن إذا أُعطي شكر
• وإذا ابتُلي صبر
• وإذا أذنب استغفر

وحق التقوى في ثلاث :
• أن يُطاع فلا يُعصى
• وأن يُذكر فلا يُنسى
• وأن يُشكر فلا يُكفر ..

كما قال ابن مسعود رضي الله عنه .

فالمؤمن يتقلّب بين مقام الشكر على النعماء ، وبين مقام الصبر على البلاء .

فيعلم علم يقين أنه لا اختيار له مع اختيار مولاه وسيّده ومالكه سبحانه وتعالى .

فيتقلّب في البلاء كما يتقلّب في النعماء
وهو مع ذلك يعلم أنه ما مِن شدّة إلا وسوف تزول ، وما من حزن إلا ويعقبه فرح ، وأن مع العسر يسرا ، وأنه لن يغلب عسر يُسرين .

فلا حزن يدوم ولا سرور = ولا بؤس يدوم ولا شقاء


فالمؤمن يرى المنح في طيّـات المحن
ويرى تباشير الفجر من خلال حُلكة الليل !
ويرى في الصفحة السوداء نُقطة بيضاء
وفي سُمّ الحية ترياق !
وفي لدغة العقرب طرداً للسموم !


ولسان حاله :

مسلمٌ يا صعاب لن تقهريني = صارمي قاطع وعزمي حديد !


ينظر في الأفق فلا يرى إلا تباشير النصر رغم تكالب الأعداء
وينظر في جثث القتلى فيرى الدمّ نوراً
ويشمّ رائحة الجنة دون مقتله
ويرى القتل فــوزاً


قال حرام بن ملحان رضي الله عنه لما طُعن : فُـزت وربّ الكعبة ! كما في الصحيحين

عندها تساءل الكافر الذي قتله غدرا : وأي فوز يفوزه وأنا أقتله ؟!

هو رأى ما لم تـرَ
ونظر إلى ما لم تنظر
وأمّـل ما لم تؤمِّـل


المؤمن إن جاءه ما يسرّه سُـرّ فحمد الله
وإن توالت عليه أسباب الفرح فرِح من غير بطـر
يخشى من ترادف النِّعم أن يكون استدراجا
ومن تتابع الْمِنَن أن تكون طيباته عُجِّلت له


أُتِـيَ الرحمن بن عوف رضي الله عنه بطعام وكان صائما ، فقال : قُتل مصعب بن عمير وهو خير مني كُفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه ، وإن غطي رجلاه بدا رأسه ،
وقتل حمزة وهو خير مني ، ثم بُسط لنا من الدنيا ما بسط - أو قال - أعطينا من الدنيا ما أعطينا ،
وقد خشينا أن تكون حسناتنا عُجِّلت لنا ، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام . رواه البخاري .


إن أُنعِم عليه بنعمة علِم أنها محض مِـنّـة
يعلم أنه ما رُزق بسبب خبرته ، ولا لقوة حيلته

فمن ظن أن الرزق يأتي بقوّة = ما أكل العصفور شيئا مع النّسر !


قال الإمام الشافعي رحمه الله :

لو كان بالحِيَل الغنى لوجدتني = بأجلِّ أسباب اليسار تعلّقي

لكن مَن رُزق الحِجا حُرم الغنى = ضدّان مفترقان أي تفرّق


والمؤمن إذا أصابه خيرٌ شكره ، ونسب النّعمة إلى مُسديها ،
ولم يقل كما قال الجاحد : ( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي )

أو كما يقول المغرور : ( إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ) !

فالمؤمن في كل أحواله يتدرّج في مراتب العبودية
بين صبر على البلاء وشكر للنعماء


قال شيخ الإسلام ابن تيمية : العبد دائما بين نعمة من الله يحتاج فيها الى شكر ،
وذنب منه يحتاج فيه الى الاستغفار ،
وكل من هذين من الأمور اللازمة للعبد دائما ،
فإنه لايزال يتقلب فى نعم الله وآلائه ، ولا يزال محتاجا الى التوبة والاستغفار . اهـ .


فالعبد يعلم أنه عبدٌ على الحقيقة ، ويعلم بأنه عبدٌ لله ، والعبد لا يعترض على سيّده ومولاه .


واعلم بأنك عبدٌ لا فِكاك له = والعبد ليس على مولاه يعترضُ
..
..
منقووووووووووووووووووووووول
وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام

abedalkader
2013-08-26, 14:05
وعنوان السعادة في ثلاث :
• مَن إذا أُعطي شكر
• وإذا ابتُلي صبر
• وإذا أذنب استغفر

مسلم سني
2013-08-26, 14:42
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي عبد القادر
ويبقى الشكر دائما وفي كل الأحوال معين على الصبر
فالحمد لله لك ربي على كل شيء
مشكور
احترماتي

سفير الأيام
2013-08-26, 15:28
بارك الله فيك اخي عبد القادر على الموضوع المميز والقيم

تحياتي

عبدو الصغير
2013-08-26, 15:39
بورك فيكم...

رجوت عفوك
2013-08-26, 16:26
﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾
[إبراهيم: 7]

بارك الله فيك أخي ...

هدى الجيجلية
2013-08-26, 18:02
السلام عليكم
اخي
عبد القادر
بارك الله فيك
على هذه المبادرة الطيبة
سدد الله خطاك بكل ما تحبه وترضاه

أنفاس الإيمان
2013-08-26, 18:32
وليس افضل من سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم لتعلمنا اسمى معاني الصبر
أحسن الله اليك اخانا

abedalkader
2013-08-26, 20:00
السلام عليكم

بارك الله فيك أخي عبد القادر
ويبقى الشكر دائما وفي كل الأحوال معين على الصبر
فالحمد لله لك ربي على كل شيء
مشكور

احترماتي

وعليكم السلام
كيف حالك اخي مسلم
نعم الحمد لله والشكر له
جعلني الله واياكم من الذاكرين الشاكرين

وبارك لي ولك وفيك وفي
نحتاج دعاءكم بظهر الغيب اخي
وبزيارتك هذه تاكد ان فرحت بها اي فرح
لان ذكر الله يجمعنا
واخوة الايمان وكفى بها من اخوة ونعمة

abedalkader
2013-08-26, 20:03
بارك الله فيك اخي عبد القادر على الموضوع المميز والقيم



تحياتي

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الله يجعله في ميزان صاحبه ويجعل لنا ولكم منه نصيب
ويقوي اخوة الايمان بيننا
بمشاركتكم صار اكثر تميزا وتقيما
احترامي يا طيب

abedalkader
2013-08-26, 20:05
بورك فيكم...


السلام عليكم
اهلا بك اخي عبدوا ومرحبا
وشكرا لك على تنوير هذه الصفحة

abedalkader
2013-08-26, 20:08
﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾

[إبراهيم: 7]


بارك الله فيك أخي ...

السلام عليكم
وفيكم بار الرحمان ورزقتم الجنان من المنان
نسال الله العلي القدير ان يجعلنا واياكم من الذاكرين الشاكرين
ويعفو عنا وعنكم
فانه هو العفو الكريم
لعلي اول مرة اقرا هذا الاسم فمرحبا بك
مع كل احترامي وتقديري

abedalkader
2013-08-26, 20:11
السلام عليكم
اخي
عبد القادر
بارك الله فيك
على هذه المبادرة الطيبة
سدد الله خطاك بكل ما تحبه وترضاه

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
ما عساي اقول
اللهم آمين
نعم يجب ان نبادر بشكر نعمه
وان نسعد بانه جعلنا مؤمنين
وقد خص عباده المؤمنين
بهذا الفضل
وجعلنا واياكم ممن اذا رزق شكر واذا ابتلي صبر
دعاؤ كم دعاؤكم
والله في امس الحاجة اليه

حفيدة شهيد
2013-08-26, 20:12
فقط ديننا يامرنا بالصبر والشكر عند المصائب
جزاك الله خيرا

ويناروز
2013-08-26, 20:14
السلام عليكم اخي عبد القادر
بارك الله فيك على الموضوع القيم
فالمؤمن يتقلّب بين مقام الشكر على النعماء ، وبين مقام الصبر على البلاء .

abedalkader
2013-08-26, 20:21
وليس افضل من سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم لتعلمنا اسمى معاني الصبر
أحسن الله اليك اخانا

كان صلى الله عليه وسلم أكرم العالمين خُلقًا: رؤوفًا، رحيمًا، متواضعًا، كريمًا...

كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ وَيَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ..

هكذا هي اخلا ق الحبيب صلى الله عليه وسلم
تعلمنا منه انه ليس كل أحد أمره كله له خير إلا المؤمن .
رزقنا الله واياكم
ايمنا وقر في القلب وصدقه العمل
احترامي اختي

مسلم سني
2013-08-27, 23:15
وعليكم السلام
كيف حالك اخي مسلم
نعم الحمد لله والشكر له
جعلني الله واياكم من الذاكرين الشاكرين

وبارك لي ولك وفيك وفي
نحتاج دعاءكم بظهر الغيب اخي
وبزيارتك هذه تاكد ان فرحت بها اي فرح
لان ذكر الله يجمعنا
واخوة الايمان وكفى بها من اخوة ونعمة
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي عبد القادر
الحمد لله على كل حال وفي كل الأحوال
وشكرا لردك الطيب أخي الكريم
إن شاء الله لن ننساك من الدعاء
حفظك الله أخي عبد القادر
وشكرا لسؤالك
احترماتي لشخصك

abedalkader
2013-08-28, 17:54
السلام عليكم

بارك الله فيك أخي عبد القادر
الحمد لله على كل حال وفي كل الأحوال
وشكرا لردك الطيب أخي الكريم
إن شاء الله لن ننساك من الدعاء
حفظك الله أخي عبد القادر
وشكرا لسؤالك

احترماتي لشخصك


وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله فيك
وكثر من امثالك

عادل عبد الله
2013-08-28, 18:00
بـــــــــــــــــــــــارك الله فيك اخي الكريم .

abedalkader
2013-08-28, 20:32
بـــــــــــــــــــــــارك الله فيك اخي الكريم .



كم اسعدني مرورك اخي

abedalkader
2014-02-12, 21:26
قال من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم :
عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له . رواه مسلم .

روسلين
2014-02-12, 22:03
السلام عليكم

اللهم ارزقنا الشهادة والصبر عند الشدائد

جزاك الله خيرا

abedalkader
2014-02-12, 22:16
السلام عليكم

اللهم ارزقنا الشهادة والصبر عند الشدائد

جزاك الله خيرا

وعليكم السلام
http://files2.fatakat.com/2013/2/13612993951457.gif

lala74
2014-02-13, 12:55
مشكور غلى الموضوع

abedalkader
2014-02-13, 17:59
مشكور غلى الموضوع
و
http://www.girls-ly.com/vb/storeimg/img_girls-ly1361656281_480.gif

abedalkader
2016-09-10, 21:26
لا بد من الصدق، فبماذا تقابل الله يوم القيامة إذا سألك عن أولادك، وعن أهل بيتك ؟ فاتقوا الله عباد الله، هذا من أعظم شكر النعم التي أنعم الله بها علينا، ولا تسأل عن بقية أمور الدين والتساهل فيها، لا تسأل عن التضييع، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله جل وعلا يسبغ علينا النعم، ويسديها علينا ظاهرة وباطنة، ولا نتفطن لها ولا نشكرها، فإذا لم تُشكر فإما أن تُسلب وتُستبدل بالفقر والمرض والخوف، وإما أن تستمر من باب الاستدراج، (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ* فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام:44-45]، هو المحمود سبحانه على كل حال، لأنه حكيمٌ عليم، لا يفعل إلا ما فيه الحكمة، ولا يضع العقوبات إلا في مواضعها، فهو محمودٌ على كل حال، (لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [القصص:70]، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

من احدى خطب الشيخ صالح بن فوزان