mouqawama
2013-03-19, 17:07
هيتو أو قرضاي السوري
باريس ـ نضال حمادة
بأربعة وثلاثين صوتاً من أصل 49 عدد الذين شاركوا في اجتماع اسطنبول تم الإعلان عن غسان هيتو الحامل للجنسية الأمريكية والموظف في مجلس الديمقراطية الأمريكي رئيس وزراء للائتلاف السوري المعارض!
لم تنفع معارضة معاذ الخطيب ولا تحفظ رياض سيف والمقربين منه من رجال أعمال، ولا رفض معارضة الداخل السياسية ولا رفض جماعاتٍ عسكرية معارضة في الداخل السوري في مواجهة المال القطري والضغط السياسي الأمريكي التركي، الراغب في إعلان انتخاب رئيس وزراء للائتلاف المعارض قبل 26 الشهر الحالي، موعد القمة العربية القادمة في الدوحة.
انتخب ائتلاف اسطنبول رئيس وزراء له، مهمته الأساس حضور القمة العربية التي تعقد في الدوحة في السادس والعشرين من الجاري واحتلال المقعد السوري في القمة.
استعجلت قطر والسعودية هذا الانتخاب أو التعيين كون التسريبات قبل الاجتماع كانت تتحدث عن مفاجأة وعن شخص غير معروف، وحصلت جماعة الإخوان المسلمين عبر الأغلبية التي تمتلكها في الائتلاف السوري المعارض(43 مقعداً من اصل 60 ) وعبر الأغلبية العددية في المجلس السوري المعارض (24 من أصل 27) حصلت الجماعة والقيادة السلفية فيها المؤلفة من الثلاثي (محمد رياض الشقفة المراقب العام، فاروق طيفور نائب المراقب والقائد العسكري الفعلي لجبهة النصرة وزهير سالم الناطق الرسمي ووكيل الخارجية البريطانية في الجماعة) حصل كل هؤلاء على ما طالبوا به منذ سنتين، وهو تمثيل سوريا في الجامعة العربية، ومن ثم في منظمة المؤتمر الإسلامي، ومن بعد العمل لاحتلال التمثيل في المنظمات الدولية.
وهذه المطالب الإخوانية تكثفت منذ عدة أشهر بعد تأكد الجماعة من عدم قدرتهم على الحسم العسكري مع الدولة لسورية ابتدأ من مدينة حلب التي أرادوها عاصمة انتقالية لنظامهم، وهم اعتقدوا أن قربها من تركيا وخلو المنطقة الفاصلة بين المدينة وتركيا من الدولة السورية، وفتح باب الدعم التركي العسكري والبشري والمالي على مصراعيه سوف يمكنهم من حسم معركة حلب بسرعة، لكن الوضع الميداني أثبت العكس، فيما كان التدخل العسكري الغربي على الطريقة الليبية يدفن في الواقع الى غير رجعة.
في عملية تعيين غسان هيتو رئيساً لوزراء الائتلاف، ضغطت مشيخة قطر الممولة للجميع بالمال، ونظراً لضغط الوقت المتبقي للقمة العربية، أعطت الدوحة تخريجة ملائمة لتجنب الخلافات وعدم الاتفاق على شخص يجلس في مقعد سوريا في القمة العربية، فكانت التخريجة انتخاب هيتو رئيسا للوزراء على أن يعمل خلال ثلاثة أسابيع على تشكيل وزارته. اما الإعلان بحد ذاته فاتخذ طابع الدعاية (ماركيتينغ) على الطريقة القطرية التي تتعامل مع الوقائع السورية والعربية منذ وكلتها أمريكا تنفيذ سياستها في العالم العربي بعد الحراك التونسي إعلاميا ودعائيا وماليا!
في تعيين غسان هيتو تم اتباع التعليمات الأمريكية حرفيا، فالرجل موظف لدى المجلس الديمقراطي الأمريكي براتب شهري يبلغ 80 ألف دولار أمريكي، وهذا المبلغ كان يتقاضاه حميد قرضاي قبل أن تعينه الولايات المتحدة رئيساً على أفغانستان بعد احتلالها كابول.
المجلس الديمقراطي الأمريكي ليس سوى مؤسسة تابعة بالكامل لمنظمة "ايباك"، مركز الثقل والنفوذ المالي والسياسي للصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي يصبح هذا الموظف لدى "الايباك" رئيسا لوزراء الائتلاف السوري المعارض! وهذا وحده كافٍ لتبرير مواقف النظام السوري وداعميه الدوليين والإقليميين بأن ما يحدث في سوريا مؤامرة وليس ثورة، وبالتالي فإن مواجهة هذه المؤامرة أصبحت امراً واقعاً لا مفر منه سياسياً وعسكرياً.
يبقى أن نراقب في الأسابيع المقبلة عملية تشكيل هيتو لوزارته خصوصا في ظل رفض الجماعات المسلحة في الداخل أي وصاية للائتلاف في الخارج، وفي ظل وجود مئات المجموعات المسلحة التي لا تلتزم بأوامر أحد من معارض الخارج، كما أن وجود مناطق تحت سيطرة الأكراد خصوصا منابع النفط في الرميلان يجعل هؤلاء يرفضون أي تعاون مع الائتلاف قبل اتضاح مصير الاتفاق بين تركيا وعبد الله أوجالان. كل هذه الصعوبات والعقبات تظهر ان تسمية غسان هيتو ليست سوى عملية خداع قطريةـ امريكية هدفها الأساس تسليم مقعد سوريا في الجامعة العربية للمعارضة السورية التابعة للغرب، أما مسألة الحكومة الانتقالية فليست بالأمر المهم في كل هذه المسرحية.
http://www.alahednews.com.lb/essaydetails.php?eid=73050&cid=76
باريس ـ نضال حمادة
بأربعة وثلاثين صوتاً من أصل 49 عدد الذين شاركوا في اجتماع اسطنبول تم الإعلان عن غسان هيتو الحامل للجنسية الأمريكية والموظف في مجلس الديمقراطية الأمريكي رئيس وزراء للائتلاف السوري المعارض!
لم تنفع معارضة معاذ الخطيب ولا تحفظ رياض سيف والمقربين منه من رجال أعمال، ولا رفض معارضة الداخل السياسية ولا رفض جماعاتٍ عسكرية معارضة في الداخل السوري في مواجهة المال القطري والضغط السياسي الأمريكي التركي، الراغب في إعلان انتخاب رئيس وزراء للائتلاف المعارض قبل 26 الشهر الحالي، موعد القمة العربية القادمة في الدوحة.
انتخب ائتلاف اسطنبول رئيس وزراء له، مهمته الأساس حضور القمة العربية التي تعقد في الدوحة في السادس والعشرين من الجاري واحتلال المقعد السوري في القمة.
استعجلت قطر والسعودية هذا الانتخاب أو التعيين كون التسريبات قبل الاجتماع كانت تتحدث عن مفاجأة وعن شخص غير معروف، وحصلت جماعة الإخوان المسلمين عبر الأغلبية التي تمتلكها في الائتلاف السوري المعارض(43 مقعداً من اصل 60 ) وعبر الأغلبية العددية في المجلس السوري المعارض (24 من أصل 27) حصلت الجماعة والقيادة السلفية فيها المؤلفة من الثلاثي (محمد رياض الشقفة المراقب العام، فاروق طيفور نائب المراقب والقائد العسكري الفعلي لجبهة النصرة وزهير سالم الناطق الرسمي ووكيل الخارجية البريطانية في الجماعة) حصل كل هؤلاء على ما طالبوا به منذ سنتين، وهو تمثيل سوريا في الجامعة العربية، ومن ثم في منظمة المؤتمر الإسلامي، ومن بعد العمل لاحتلال التمثيل في المنظمات الدولية.
وهذه المطالب الإخوانية تكثفت منذ عدة أشهر بعد تأكد الجماعة من عدم قدرتهم على الحسم العسكري مع الدولة لسورية ابتدأ من مدينة حلب التي أرادوها عاصمة انتقالية لنظامهم، وهم اعتقدوا أن قربها من تركيا وخلو المنطقة الفاصلة بين المدينة وتركيا من الدولة السورية، وفتح باب الدعم التركي العسكري والبشري والمالي على مصراعيه سوف يمكنهم من حسم معركة حلب بسرعة، لكن الوضع الميداني أثبت العكس، فيما كان التدخل العسكري الغربي على الطريقة الليبية يدفن في الواقع الى غير رجعة.
في عملية تعيين غسان هيتو رئيساً لوزراء الائتلاف، ضغطت مشيخة قطر الممولة للجميع بالمال، ونظراً لضغط الوقت المتبقي للقمة العربية، أعطت الدوحة تخريجة ملائمة لتجنب الخلافات وعدم الاتفاق على شخص يجلس في مقعد سوريا في القمة العربية، فكانت التخريجة انتخاب هيتو رئيسا للوزراء على أن يعمل خلال ثلاثة أسابيع على تشكيل وزارته. اما الإعلان بحد ذاته فاتخذ طابع الدعاية (ماركيتينغ) على الطريقة القطرية التي تتعامل مع الوقائع السورية والعربية منذ وكلتها أمريكا تنفيذ سياستها في العالم العربي بعد الحراك التونسي إعلاميا ودعائيا وماليا!
في تعيين غسان هيتو تم اتباع التعليمات الأمريكية حرفيا، فالرجل موظف لدى المجلس الديمقراطي الأمريكي براتب شهري يبلغ 80 ألف دولار أمريكي، وهذا المبلغ كان يتقاضاه حميد قرضاي قبل أن تعينه الولايات المتحدة رئيساً على أفغانستان بعد احتلالها كابول.
المجلس الديمقراطي الأمريكي ليس سوى مؤسسة تابعة بالكامل لمنظمة "ايباك"، مركز الثقل والنفوذ المالي والسياسي للصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي يصبح هذا الموظف لدى "الايباك" رئيسا لوزراء الائتلاف السوري المعارض! وهذا وحده كافٍ لتبرير مواقف النظام السوري وداعميه الدوليين والإقليميين بأن ما يحدث في سوريا مؤامرة وليس ثورة، وبالتالي فإن مواجهة هذه المؤامرة أصبحت امراً واقعاً لا مفر منه سياسياً وعسكرياً.
يبقى أن نراقب في الأسابيع المقبلة عملية تشكيل هيتو لوزارته خصوصا في ظل رفض الجماعات المسلحة في الداخل أي وصاية للائتلاف في الخارج، وفي ظل وجود مئات المجموعات المسلحة التي لا تلتزم بأوامر أحد من معارض الخارج، كما أن وجود مناطق تحت سيطرة الأكراد خصوصا منابع النفط في الرميلان يجعل هؤلاء يرفضون أي تعاون مع الائتلاف قبل اتضاح مصير الاتفاق بين تركيا وعبد الله أوجالان. كل هذه الصعوبات والعقبات تظهر ان تسمية غسان هيتو ليست سوى عملية خداع قطريةـ امريكية هدفها الأساس تسليم مقعد سوريا في الجامعة العربية للمعارضة السورية التابعة للغرب، أما مسألة الحكومة الانتقالية فليست بالأمر المهم في كل هذه المسرحية.
http://www.alahednews.com.lb/essaydetails.php?eid=73050&cid=76