عكس التيار
2012-10-03, 17:55
ليس المقصود لدينا في "المثقف الجديد" من هذا العرض تبرئة سلمان رشدي من جريمته الكبرى، ولا تحويله إلى شهيد للإبداع كما صوره في ذلك كتاب غربيون مثل ميلان كونديرا في كتابه "الوصايا المغدورة"، أو كما صوره كتاب عرب بأنه يصيب كثيرين بـ"الأرتيكاريا" مثل إبراهيم عيسى في كتابه "أفكار مهددة بالقتل، من هدى شعراوي إلى سلمان رشدي"، ولا المبتغى من ذلك نفي إساءات سلمان رشدي إلى العقيدة الإسلامية وإلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في روايته "آيات شيطانية". لكن المراد هو البحث في الأسباب الكامنة وراء إصدار الخميني فتوى بهدر دم سلمان رشدي عام 1989، وتأكيد ذلك على رأس كل عشر سنوات، كما حصل عام 2009.http://www.al-muthaqaf.net/index/*******s/filemanager/images/khom2-1.pngثمة كتاب واجهوا إشكاليات من قبيل: كيف خدع سلمان رشدي الغرب؟ وهو كتاب للداعية أحمد ديدات رحمه الله، لكن لم تنتشر كتابات تحاول التعرض لحقيقة موقف الخميني وأتباعه من سلمان رشدي إلا كتابات يسيرة ألمت بذلك إلماماً، ومن بينها مقال الناقد علي الكاش في مقال له بعنوان: "كشف المستور بين الخميني وسلمان رشدي" المنشور على موقع صحيفة المتوسط 8/4/2012.
وفي مقال علي الكاش تناول الفكرة التي ترى أنه إذا كان سلمان رشدي أهان الذات الإلهية والشخصية النبوية وإلى زوجة النبي عائشة – رضي الله عنها - فإن الخميني فعل ذلك وأشد منه، وتطرق بعد ذلك إلى أن سلمان رشدي لم يكن يسيء في روايته إلى الرموز الإسلامية فقط، بل إنه سخر من رؤساء غربيين ومن الفاتيكان ومن شخصيات أخرى، وعرض علي الكاش صورة الخميني في رواية "آيات شيطانية"، كما ختم بمقطع يذكر فيه أن أسلوب سلمان رشدي إنما هو أسلوب استفزازي ليس مختصاً بعداء الإسلام، وإنما هو لجلب الانتباه إلى نفسه من طريق مهاجمة كل من يستطيع أن يبادله الهجوم، وهو يهدف من ذلك إلى الشهرة، ويضرب لذلك مثالا من رواية سلمان رشدي "أطفال منتصف الطريق" التي تطاول فيها على تراث الهند وعلى رئيسة وزرائها أنديرا غاندي.ويتوصل الكاش إلى النتيجة التي لم يستطع أن يتوصل إليها كثير من مثقفي العرب وقرائهم ونقادهم حين قال في مقطعه الخاص أن السبب الكامن وراء إهدار الخميني لدم سلمان رشدي، هو ما يأتي:
"هذه الصورة الهزيلة للإمام وعلاقته بجبرائيل(ع) وحربه مع الإمبراطورة ومناهضته للعلم وأفكاره البالية واستبداده بالرأي واحتكاره الدين لنفسه وتسببه بقتل مئات الألوف من الإيرانيين جعل الإمام يصدر فتوى سفك دماء رشدي. ومن المؤسف أن الكثير من الكتاب تغافلوا عن ذكر هذه الحقيقة وأظهروا الإمام وكأنه حامي حمى الإسلام والمدافع عنه، دون الإشارة لموقف رشدي من الخميني والثورة الإيرانية جهلا أو عمدا. كذلك لم يوازنوا بين محاسن الفتوى ومساوئها. وهذا هو مسوغي من المبحث. فقد جانبت الفتوى طريق الحقيقة وانزوت في ركن ثانوي، مما يستلزم العودة إلى الطريق الرئيسي. ونود الإشارة بأنه لو جرى نفس الأمر من قبل شيخ الأزهر أو علماء السعودية وغيرهم من علماء السنة، لكنا تناولنا الموضوع من نفس الزاوية. لقد صدرت فعلا فتاوى تكفير من علماء الأزهر والسعودية لكن رشدي لم يهاجمهم في كتابه، لذلك لم تكن تلك الفتاوى ردود فعل مابشرة على تهجم شخصي. كما في حالة الخميني". أهـ.وبعد هذا الاقتباس من علي الكاش (إذ يحق له أن ينقل عنه ما دام سبق إلى الكلام في الفكرة) نعود بقارئ "المثقف الجديد" إلى تلك المقاطع التي هاجم فيها سلمان رشدي شخصية الخميني، وكانت هي السبب الحقيقي لإهدار دم الكاتب سيئ الذكر
وفي مقال علي الكاش تناول الفكرة التي ترى أنه إذا كان سلمان رشدي أهان الذات الإلهية والشخصية النبوية وإلى زوجة النبي عائشة – رضي الله عنها - فإن الخميني فعل ذلك وأشد منه، وتطرق بعد ذلك إلى أن سلمان رشدي لم يكن يسيء في روايته إلى الرموز الإسلامية فقط، بل إنه سخر من رؤساء غربيين ومن الفاتيكان ومن شخصيات أخرى، وعرض علي الكاش صورة الخميني في رواية "آيات شيطانية"، كما ختم بمقطع يذكر فيه أن أسلوب سلمان رشدي إنما هو أسلوب استفزازي ليس مختصاً بعداء الإسلام، وإنما هو لجلب الانتباه إلى نفسه من طريق مهاجمة كل من يستطيع أن يبادله الهجوم، وهو يهدف من ذلك إلى الشهرة، ويضرب لذلك مثالا من رواية سلمان رشدي "أطفال منتصف الطريق" التي تطاول فيها على تراث الهند وعلى رئيسة وزرائها أنديرا غاندي.ويتوصل الكاش إلى النتيجة التي لم يستطع أن يتوصل إليها كثير من مثقفي العرب وقرائهم ونقادهم حين قال في مقطعه الخاص أن السبب الكامن وراء إهدار الخميني لدم سلمان رشدي، هو ما يأتي:
"هذه الصورة الهزيلة للإمام وعلاقته بجبرائيل(ع) وحربه مع الإمبراطورة ومناهضته للعلم وأفكاره البالية واستبداده بالرأي واحتكاره الدين لنفسه وتسببه بقتل مئات الألوف من الإيرانيين جعل الإمام يصدر فتوى سفك دماء رشدي. ومن المؤسف أن الكثير من الكتاب تغافلوا عن ذكر هذه الحقيقة وأظهروا الإمام وكأنه حامي حمى الإسلام والمدافع عنه، دون الإشارة لموقف رشدي من الخميني والثورة الإيرانية جهلا أو عمدا. كذلك لم يوازنوا بين محاسن الفتوى ومساوئها. وهذا هو مسوغي من المبحث. فقد جانبت الفتوى طريق الحقيقة وانزوت في ركن ثانوي، مما يستلزم العودة إلى الطريق الرئيسي. ونود الإشارة بأنه لو جرى نفس الأمر من قبل شيخ الأزهر أو علماء السعودية وغيرهم من علماء السنة، لكنا تناولنا الموضوع من نفس الزاوية. لقد صدرت فعلا فتاوى تكفير من علماء الأزهر والسعودية لكن رشدي لم يهاجمهم في كتابه، لذلك لم تكن تلك الفتاوى ردود فعل مابشرة على تهجم شخصي. كما في حالة الخميني". أهـ.وبعد هذا الاقتباس من علي الكاش (إذ يحق له أن ينقل عنه ما دام سبق إلى الكلام في الفكرة) نعود بقارئ "المثقف الجديد" إلى تلك المقاطع التي هاجم فيها سلمان رشدي شخصية الخميني، وكانت هي السبب الحقيقي لإهدار دم الكاتب سيئ الذكر