المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيعود للغة العربية إشراقها في الجزائر بإختفاء الجيل الذي تخرّج من مدارس غير جزائرية .


اكوزيوم
2012-09-14, 17:59
سيعود للغة العربية إشراقها في الجزائر
بإختفاء الجيل الذي تخرّج
من مدارس غير جزائرية

طُرح على أ / د أبو القاسم سعد الله السؤال التالي :
" أنتم أحد الفاعلين في مجمع اللغة العربية الكائن مقره في القاهرة ...كيف تصفون واقع هذه اللغة في المجتمعات العربية ؟ ما هي سبل و آفاق تطويرها على جميع المستويات ( التدريس ، البنية ، النص ، الحرف ، ...إلخ ؟ ).
فكان جوابه :

اللغة العربية بخير ، و نحن لا نبذل من أجلها أي جهد لنجعلها في مصاف اللغات العالمية . اللغة العربية ليست مصرية ، و لا يمنية ، و لا سورية ، لأنها لغة القرآن الكريم ، لغة الجزائري ، و التركي ، و الأندونيسي ، إلخ . و مجمع اللغة العربية بالقاهرة من أقدم المجامع الحديثة ، و يرجع الفضل لمصر في صدارة الدفاع عن اللغة العربية لأنها تملك موروثا عظيما للثقافة العربية و عددا كبيرا من الباحثين و العلماء و المؤسسات ، و قد مرّ المجمع بمراحل و له لجان و معاجم و مجلة ، و له أعضاء مصريون و عرب و رجال عالميون خدموا اللغة العربية من الصين الى فرنسا . و أنا أتشرف بالإنتماء إليه عضوا مراسلا منذ حوالي ثلاثين سنة ، و من الأسف أن مجمعنا الجزائري (( لم يلد و لم يولد ))و ليس له من الوجود الا الاسم ، فكأن الدولة عندنا تريد فقط من بعض المؤسسات ديكورا تزيّن به بلاطها بالعاصمة و تحسن به صورتها في الخارج .
و إلى العام الماضي كانت توصيات مجمع اللغة العربية بالقاهرة غير ملزمة للمصالح الإعلامية و الثقافية و غيرها في الدولة ، و إبتداءا من هذا العام صدر قرار جمهوري و عزّزه تشريع من البرلمان يلزم المصالح المذكورة بتنفيذ توصيات المجمع و من بينها مثلا ظهور اللغة العربية في الإعلانات التجارية و نحوها بطريقة مشرّفة لها كلغة وطنية و قومية ، و هناك عقوبات تطال المخالفين نصّ عليها التشريع المذكور . ( و عندنا نحن تشريع كهذا ، و لكنه للأسف ظل حبرا على ورق ).
و قد جرى هذا رغم أن المصريين لا يعانون من عقدة (( غنيمة الحرب )) و لا من مشكلة التحدث و التعامل باللغة العربية ، فصحى و دارجة ، في مختلف الميادين ، كما هو حالنا للأسف.و قد كنا في الماضي نلوم الإستعمار و اليوم من نلوم ؟
طُرح على أستاذنا د/ أبوالقاسم سعدالله ...السؤال التالي :
هل تعتبرون الجزائر حالة خاصة في هذا المجال ، بالنظر الى طول المدة الزمنية التي رزحت البلاد خلالها تحت وطأة مستعمر فرنسي، حارب اللغة و الدين و الثقافة ، أكثر من شيئ آخر ؟
كان رده كالآتي :
هي حالة خاصة ، للأسباب التي ذكرتها و غيرها ، فلم تعش مستعمرة مدة طويلة و هي محرومة من ثقافتها و لغتها كالجزائر مع الفرنسيين ، و قد عاشت الهند كذلك ، و لها ثقافتها العريقة ، و لكن للهند أكثر من لغة وطنية لأن البلاد عبارة عن قارة في حد ذاتها ، و لأن الإنجليز كانوا لا يتدخلون في القضايا الثقاقية لمستعمرهم . و إرادة الجزائريين في المقاومة و إصرارهم على حماية لغاتهم هي التي حطمت آمال الفرنسيين ، كما أن بقاء اللغة العربية في الموروث الشعبي و في الكتاتيب و خطب الجمعة و تعليم الزوايا قد حفظ اللغة العربية من الإختفاء .
و يخيّل إليّ أنه عندما يختفي هذا الجيل الذي تخرج من مدارس غير جزائرية سيعود للغة العربية إشراقها في الجزائر ، لأنها لغة متجذرة في النفوس ، و في العقول و في الوجدان ، في الشعر و الأمثال و الحكم و الأدعية ، في إستعمال أمهاتنا في الأرياف و حتى في الافراح ببلاد الغربة .
طُرح على الأستاذ الدكتور - أبو القاسم سعدالله - السؤال التالي والآخير :
ما رأيكم في الفكرة التي تدعو الى تطوير اللهجات المحلية الخاصة بكل بلد عربي ، و لو على حساب اللغة العربية الأصيلة ؟ و هل صحيح أن هذه اللهجات هي المحصلة النهائية لتطوير اللغة العربية الفصحى ؟
عندما نتكلم عن اللغة العربية المعاصرة فإننا نتكلم عن اللغة العدنانية - القريشية التي نزل بها القرآن الكريم ( و ليس عن لغة إمرئ القيس و سيبويه ) . و لغة قريش هي التي يسميها الناس قديما و حديثا اللغة الفصحى ، اللغة الجارية في الدم و الراسخة في الروح و المتداولة على اللسان منذ قرون ، و هي وعاء التاريخ و التراث و الحضارة العربية الإسلامية .
و اللهجات العربية ليست جديدة ، فقد كانت موجودة دائما - في الجاهلية كما في الإسلام -و هي اليوم منتشرة بين العرب بادية و حاضرة ، تستعمل في الحياة اليومية لسهولتها و عدم تقيدها بالشروط الفنية و القواعد العلمية التي تتطلب ذوقا و جهدا في التعلم و المران ، و هي بهذا المفهوم تكمل الفصحى و لا تضر بها ، و كلما أرتقت عامية من العاميات ( اللهجات ) أصبحت الفصحى أو قريبة منها . و المجامع اللغوية تعمل على صيانة الفصحى لكي تحافظ على تقدمها و عدم نزولها الى مستويات اللهجات من جهة ، و على حمايتها من الدخيل الأجنبي الذي يجعلها لو ظلت بدون ضوابط كالثوب المرقّع إلى أن يبلى .
و لذلك فاللهجات مصدر مهم لتطوير الفصحى لأن فيها أصولا لغوية لم تعد مستعملة ، و قد تكون اليوم مفيدة جدا للفصحى و تجديدها .

********** :
حديث صريح
مع أ - د أبو القاسم سعد الله
في الفكر و الثقافة و اللغة و التاريخ .
للكاتب / مراد وزناجي

لوز رشيد
2012-09-17, 05:58
إن المتتبع لمسيرة الإصلاحات التربوية الأخيرة يكتشف
أن الهدف الأول منها هو سلخ الأجيال عن هويتهم العربية
الإسلامية و لكن قاطرتها و الحمد لله تعطلت في بعض
محطاتها و منها تدريس المواد العلمية بالفرنسية

اكوزيوم
2012-09-19, 09:33
شكرا جزيلا للأخ الكريم
أسعدني كثيرا مروكم الكريم و إضافتكم المميزة .