المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القائد خالد


سعدالله محمد
2009-02-13, 15:34
أتذكرون نبأ شهداء المعركة الثلاث..؟؟
لقد كانوا زيد بن حارثة ،وجعفر بن أبي طالب ، وعبدالله بن رواحة ...
لقد كانوا أبطال غزوة (مؤتة) بأرض الشام ..تلك الغزوة التي حشد لها الروم مائتي ألف مقاتل ، والتي أبلى المسلمون فيها بلاء منقطع النظير..
وتذكرون العبارة الجليلة الآسية التي نعى بها الرسول صلى الله عليه وسلم قادة المعركة الثلاثة حين قال
( أخذ الراية "زيد بن حارثة فقاتل حتى قتل شهيدا ..
ثم أخذها "جعفر" فقاتل بها حتى قتل شهيدا ..
ثم أخذها "عبدالله بن رواحة" فقاتل حتى قتل شهيدا ..)
كان لحديث رسول الله هذا بقية ، ادخرناها لمكانها على هذه الصفحات ..
هذه البقية ..هي ـ
( ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله ، ففتح الله على يديه ) .
فمن كان هذا البطل ..؟؟
لقد كان "خالد بن الوليد " ... الذي سارع اٍلى غزوة "مؤتة" جنديا عاديا تحت قيادة القادة الثلاثة الذين جعلهم رسول الله على الجيش ..زيد ..جعفر .. وابن رواحة ، والذين استشهدوا بنفس الترتيب على أرض المعركة الضارية ..
وبعد سقوط آخر القادة شهيدا ، سارع اٍلى اللواء "ثابت بن أقرم" فحمله بيمينه ورفعه عاليا وسط الجيش المسلم حتى لاتبعثر الفوضى صفوفه ..
ولم يكد ثابت يحمل الراية حتى توجه بها مسرعا اٍلى خالد بن الوليد ، قائلا له
(خذ اللواء يا أبا سليمان) ..
ولم يجد خالد من حقه وهو حديث عهد بالاسلام أن يقود قوما فيهم الأنصار والمهاجرون الذين سبقوه بالاسلام .
وفي أدب ، وتواضع ، وعرفان ..أجاب بن أقرم
( لا .. لا آخذ اللواء أنت أحق به ..لك سن وقد شهدت بدرا ) .
وأجابه بن أقرم ( خذه ..فأنت أدرى بالقتال مني ، ووالله ما أخذته اٍلا لك ) .
ثم نادى في المسلمين ( أترضون اٍمرة خالد ..؟ ) .
قالوا ..نعم ..
فحمل خالد بن الوليد الراية ، وقاتل قتالا شديدا حتى انكسرت في يده تسعة سيوف ، ولمّا أقبل الليل ، فكر القائد الجديد في جيش الروم الكاسح ..وفي العدد الكبير للشهداء .. فأدرك أن الاستمرار في القتال سيؤدي لفناء صفوف المسلمين المقاتلة ، فقرر أن ينسحب ..لكن دون أن يشعر الجيش الرومي بهذا القرار ..
فأعاد تنظيم الجيش بحيث يوحي لأعدائه بأن وجوها جديدة قد انظمت حديثا اليهم ، وأن اٍمدادات جديدة من القوة العسكرية قد وصلت ، فجعل مقدمة الجيش تنسحب الى المؤخرة ..وتتقدم مؤخرته لتحل مكان المقدمة ، وجعل ميمنة الجيش تصبح ميسرته ، وميسرته تصبح ميمنته ، وأمر مؤخرة الجيش باحداث غبار هائل ..حتى يموّه الأعداء عن معرفة حدود نهاية الجيش ، ويعتقدون أنهم كثر ، ثم أصدر أوامره للجيش بأن لا يلتحم في قتاله مباشرة مع جيش العدو وانما يناوشه فقط ، لان الهدف هو تبيين وجوه جديدة للعدو حتى يعتقد بأنه جاءهم المدد ، وفي الوقت نفسه يحفظ ما تبقى من المقاتلين سالمين ، وطلب منهم خاصة أثناء التناوش أن يحرصوا على التراجع الى الخلف ببطئ وانتظام ، حتى يبتعدوا عن وسط ساحة المعركة ويسهل عليهم الانسحاب بسلام .
وفي الصباح لمّا انجلت الظلماء على الساحة ، كان المسلمون قد أخذوا مواقعهم الجديدة وفاجؤوا الروم بالوجوه الغريبة فضنوا بالفعل بأن جيشا اٍضافيا آخر قد جاءهم من المدينة ليعزز صفوف المسلمين ، ولما ترامت أنظارهم اٍلى الخلف رءوا غبارا كثيفا يتصاعد اٍلى السماء وكأنها بفعل حوافر خيل كثير فأصابهم الخوف من يوم آخر شاق وطويل ، وعندما بدأت المعركة فوجئوا بأن المسلمون لا يرتمون وسط جموعهم كما عوّدوهم ، وانما يناوشوهم بسيوفهم ويلفون ويتراجعون الى الخلف خطوات ، فاشتمو رائحة مؤامرة ، فجالت بخواطرهم الشكوك والضنون حول سرّ تراجعهم كل تلك الأميال وأدركوا بعد وقت وجيز أن ساحة القتال قد بدأت تتحول الى حيث جهة طريق المدينة ، وبينما هم حائرون حتى صاح فيهم صائح أن تراجعوا الى الخلف فالمسلمون يجذبونكم الى فخ أعدوه في خلفهم ، فنالت تلك الصيحة من جموعهم فتولى جيش الروم فارا وبقي منهم قلة معاندة تناوش المسلمين وتتقهقر معهم الى الوراء فتم بذلك القضاء عليهم بعدما ترجع عنهم رفاقهم .
ورجع جيش الروم الى المدينة سالمين ..بعدما أرغموا الروم على العدول عن استفزاز دولة الاسلام الحديثة ، وسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد بسيف الله المسلول ..
وكتب الله تعالى للوليد بفتح الدول العميلة للروم واخظاعها للخلافة الاسلامية ..

امير الجود
2009-04-30, 17:48
شكرا لك على الافادة بالتوفيق ان شاء الله

taha178
2009-05-07, 14:13
بارك الله فيك أخي الفاضل وجزاك خير الجزاء على الموضوع المميّز

babhara77
2009-05-07, 18:08
بارك الله فيك

نعم هؤلاء هم الرجال حقا

رضي الله عنهم وارضاهم

متفائل
2009-05-08, 20:41
ورجع جيش المسلمين الى المدينة سالمين

هذا هو ابو سليمان رضي الله عنه وارضاه
ولقد تعلمنا منه درسا عظيما ان الانسان لا يموت الا اذا انتهى اجله
ان الجهاد في سبيل الله فيه الحياه
وبعد كل هذه الحروب التي خاضها مات رضي الله عنه شهيدا على فراشه
فيا ايها المسلمون ان الحياة والعزة في الجهاد في سبيل الله