الباشـــــــــــق
2012-07-22, 15:59
تنظيم مرحلة ما بعد الأسد
لم يعد من شك في ان النظام في سوريا سقط. صحيح ان بشار ومن بقي حوله من البطانة والمستشارين الروس والايرانيين يديرون معركة بلا هوادة ضد الشعب السوري، ولكن كل الجهود التي يبذلها فلاديمير بوتين لمنع سقوط النظام ليست بكافية لإنعاش جثة شبه جامدة. أما الايرانيون الذين تقول معلومات شبه مؤكدة انهم هم من يدير المعركة على الأرض بكل ما أوتوا من قوة وإمكانات، فليس في وسعهم ان يغلّبوا بشار على أكثر من عشرين مليون سوري ثاروا عليه وعلى جمهورية حافظ الأسد.
لقد فات الأوان، وما عاد موضوع مجلس الأمن والمناورات الروسية والصينية بالأمر الأهم في المعركة، باعتبار ان الساحة هي التي تحسم الصراع في كل مكان. وعلى الرغم من تمتع النظام بقوة عسكرية واضحة، فإن كل يوم، بل كل ساعة تمر يتآكل فيها النظام ومعه قواه العسكرية. الانشقاقات تتوالى بوتيرة أكبر، وقدرة بشار على الحسم أصبحت مجرد أوهام، ومثلها قدرته على فرض سيطرته في مطلق أي منطقة ثائرة. وكما قلنا منذ اليوم الأول فإن هوامش النظام كانت ضيقة في الأساس في حين ان هوامش الثورة كبيرة وتتسع مع الوقت على مستوى الاستقطاب الشعبي، أو على مستوى تنظيم الرد على المجازر والقتل المتعمد.
ان من يراقب الحراك الديبلوماسي يلاحظ ان موسكو تخسر يوما بعد يوم الورقة التي أرادت ان تطرحها في بازار عربي - دولي، واليوم نرى ان الورقة (مصير النظام) تخسر من قيمتها بشكل متسارع ودراماتيكي. وما بقي صالحا للبازار هو اختصار عمر النظام على الأرض، بمعنى ترحيل بشار لخفض الفاتورة البشرية وإسقاط نظام ساقط بأسرع ما يتصوره أحد.
ماذا عن الإيرانيين؟ إنهم يعيشون زمن انهيار جسر عبورهم الى قلب المشرق العربي. إنهم يخسرون عمقاً استراتيجياً لذراعهم العسكرية والأمنية في لبنان (" حزب الله")، تنقطع طرق تواصلهم المفتوحة منذ ثلاثة عقود مع غزة، دون ان ننسى ان نفوذهم في العراق آيل الى اهتزازات كبيرة بفعل سقوط الجسر السوري الاستراتيجي والحيوي.
سوف يقاتل بشار ومن تبقّى من البطانة، ولكنه خسر المعركة قبل ان يوقف القتل والقتال. الموجة التي لطالما تحدثنا عنها منذ الأسابيع الأولى للثورة أكبر من بشار، وقوتها انه ان مشى معها ابتعلته، وان وقف بوجهها جرفته. إنه واقع ميؤوس منه، شرط ان يواصل الثوار ضغطهم في كل اتجاه للتعجيل في النهاية.
ان المهمة العاجلة عربيا ودوليا اليوم ينبغي ان تكون للبحث في تنظيم مرحلة ما بعد النظام. لم يعد ثمة مبرر للتأخير في المسألة لأن بشار الذي لا يزال يقصف برا وجوا، ويقتل مزيدا من السوريين، يمكن ان يفاجئنا بانهيار سريع جدا.
لم يعد من شك في ان النظام في سوريا سقط. صحيح ان بشار ومن بقي حوله من البطانة والمستشارين الروس والايرانيين يديرون معركة بلا هوادة ضد الشعب السوري، ولكن كل الجهود التي يبذلها فلاديمير بوتين لمنع سقوط النظام ليست بكافية لإنعاش جثة شبه جامدة. أما الايرانيون الذين تقول معلومات شبه مؤكدة انهم هم من يدير المعركة على الأرض بكل ما أوتوا من قوة وإمكانات، فليس في وسعهم ان يغلّبوا بشار على أكثر من عشرين مليون سوري ثاروا عليه وعلى جمهورية حافظ الأسد.
لقد فات الأوان، وما عاد موضوع مجلس الأمن والمناورات الروسية والصينية بالأمر الأهم في المعركة، باعتبار ان الساحة هي التي تحسم الصراع في كل مكان. وعلى الرغم من تمتع النظام بقوة عسكرية واضحة، فإن كل يوم، بل كل ساعة تمر يتآكل فيها النظام ومعه قواه العسكرية. الانشقاقات تتوالى بوتيرة أكبر، وقدرة بشار على الحسم أصبحت مجرد أوهام، ومثلها قدرته على فرض سيطرته في مطلق أي منطقة ثائرة. وكما قلنا منذ اليوم الأول فإن هوامش النظام كانت ضيقة في الأساس في حين ان هوامش الثورة كبيرة وتتسع مع الوقت على مستوى الاستقطاب الشعبي، أو على مستوى تنظيم الرد على المجازر والقتل المتعمد.
ان من يراقب الحراك الديبلوماسي يلاحظ ان موسكو تخسر يوما بعد يوم الورقة التي أرادت ان تطرحها في بازار عربي - دولي، واليوم نرى ان الورقة (مصير النظام) تخسر من قيمتها بشكل متسارع ودراماتيكي. وما بقي صالحا للبازار هو اختصار عمر النظام على الأرض، بمعنى ترحيل بشار لخفض الفاتورة البشرية وإسقاط نظام ساقط بأسرع ما يتصوره أحد.
ماذا عن الإيرانيين؟ إنهم يعيشون زمن انهيار جسر عبورهم الى قلب المشرق العربي. إنهم يخسرون عمقاً استراتيجياً لذراعهم العسكرية والأمنية في لبنان (" حزب الله")، تنقطع طرق تواصلهم المفتوحة منذ ثلاثة عقود مع غزة، دون ان ننسى ان نفوذهم في العراق آيل الى اهتزازات كبيرة بفعل سقوط الجسر السوري الاستراتيجي والحيوي.
سوف يقاتل بشار ومن تبقّى من البطانة، ولكنه خسر المعركة قبل ان يوقف القتل والقتال. الموجة التي لطالما تحدثنا عنها منذ الأسابيع الأولى للثورة أكبر من بشار، وقوتها انه ان مشى معها ابتعلته، وان وقف بوجهها جرفته. إنه واقع ميؤوس منه، شرط ان يواصل الثوار ضغطهم في كل اتجاه للتعجيل في النهاية.
ان المهمة العاجلة عربيا ودوليا اليوم ينبغي ان تكون للبحث في تنظيم مرحلة ما بعد النظام. لم يعد ثمة مبرر للتأخير في المسألة لأن بشار الذي لا يزال يقصف برا وجوا، ويقتل مزيدا من السوريين، يمكن ان يفاجئنا بانهيار سريع جدا.