المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حلاله حلالا....وحرامه حرام-----الغناء


ك.مصطفى
2009-02-09, 15:09
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اختلفت أقوال العلماء الكرام في مسألة الموسيقا والغناء بين محلل ومحرم, فاختار الإمام ابن حزم جواز الغناء والموسيقا بإطلاق, ورأى آخرون تحريمه بإطلاق, فيما ذهب معظم الفقهاء إلى وضع شروط كثيرة على الغناء لرفع الحرج فيه. ولا شك أن الذين ذهبوا إلى تحريم الموسيقا كانوا ينظرون إلى المفاسد المقترنة بها من التهتك والتبرج وكلام الفحش والخمرة الذي كان صفة لازمة للغناء . وليس الغناء في حد داته .‏
والذي نختاره في هذا الباب هو ما قرره الإمام الجليل ابن حزم الأندلسي من القول بإباحة الغناء والموسيقا استدلالاً بما روي عن النبي ] من أحاديث مستفيضة بجواز ذلك ومنها اثنتا عشرة رواية في صحيح البخاري في كتاب العيدين وكتاب النكاح, وفيها عن عائشة أن أبا بكر دخل عليها, والنبي ] عندها, يوم فطر أو أضحى, وعندها قينتان (مغنيتان) تغنيان بما تقاذفت الأنصار يوم بعاث, فقال أبو بكر: مزمار الشيطان? مرتين, فقال النبي ]: دعهما يا أبا بكر, إن لكل قوم عيدا, وإن عيدنا اليوم.‏
ولا شك أن النبي الكريم ] أذن بما كان معروفاً في زمانه من الآلات الموسيقية وهي الدف والمزهر, ولا يوجد وجه للقطع بتحريم ما لم يكن في عهده, إذ الأصل في الأشياء الإباحة إلا ما ورد فيه نص صريح بالتحريم.‏
ولم يرد في الصحاح في شأن المعازف إلا حديث واحد وهو الحديث المشهور: ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والمعزف والخمور, وفي سنده هشام بن عمار وقد ذكر ابن حزم في هشام بن عمار أنه غير ثقة, كما أنه على افتراض صحته محمول على اقتران المعازف بالخمور, فهو من باب المحرم لغيره, وإذا انفك عنه لم تقم فيه حرمة.‏
ومن ذلك أن النبي ] استمع إلى غناء فتيات بني النجار عند دخوله المدينة المنورة وهن يغنين:‏
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع‏
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع‏
والغناء والموسيقا صوت, وحكمه حكم ما يدل عليه, فحلاله حلال وحرامه حرام. بل إننا نفتي بوجوب أن يبادر أهل الاستقامة والوعي إلى خدمة الفن الإسلامي الملتزم, والإبداع فيه, وتقديمه في صورة محببة للناشئة حتى نقطع الطريق على السيل الكبير من الغناء المستورد الصاخب الذي يفسد الأذواق ويخمد الأشواق ويخرب الأخلاق.