nabil_1
2009-02-06, 17:08
...::: تضحيات غزة .. والمؤامرات :::...
الصادرة عن مؤسسة السحاب للإنتاج الإعلامي
9 صفر 1430 هـ
بسم الله, والحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
أيها الإخوة المسلمون في كل مكان .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد..
بدأت القوات الإسرائيلية المجرمة انسحابها من غزة بعد أن خلّفت وراءها أكثر من 1300 شهيد وأكثر من 5000 جريح, وخراباً ودماراً وهولاً وآلاماً لن تُمحى من تاريخ أمة الإسلام.
ملحمةٌ جديدة من ملاحم الحملة الصليبية الصهيونية على الإسلام و المسلمين, صمد المجاهدون في تلك الملحمة الجديدة بجبروت الآلة العسكرية الصليبية الصهيونية ولم يستسلموا لها أو يركعوا أمامها, بل حملوا عليها, يطلبون الموت الكريم, ويأنفون من الحياة الذليلة, فهنيئاً للمجاهدين في غزة على هذه البسالة والشجاعة والتضحية, وأسأل الله أن يتقبلها منهم, ويجزيهم عنها خير الجزاء, وهنيئاً لكل أهلنا وإخواننا في غزة على شهدائهم الذين اصطفاهم الله سبحانه وتعالى, وهنيئاً لهم على القدوة التي ضربوها للأمة المسلمة, وهنيئاً لهم على رضاهم بقضاء الله وصبرهم على ما أصابهم, وثقتهم بنصر ربهم, يقول الحق سبحانه : ( وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً ).
ونؤكد لإخواننا وأهلنا وأحبابنا وأشقائنا في غزة أننا معهم وأننا نأخذ بثأرهم في أفغانستان والعراق والصومال والجزائر, في مواجهة الحملة الصليبية المعاصرة التي تمتد من الشيشان إلى الصومال, ومن أفغانستان للمغرب الإسلامي, وأبشرهم بأنه في الوقت الذي كانت إسرائيل تقصف فيه غزة الصامدة اضطرت الحكومة الباكستانية الخائنة لإيقاف خط إمدادات الناتو من كراتشي لجلال أباد تحت ضغط ضربات إخوانكم المجاهدين في باكستان.
أمتي المسلمة, لقد تكشفت هذه الهجمة الصليبية الصهيونية عن حقائق كثيرة اتضحت لأمتنا المسلمة بلا خفاء ولا غبش. كشفت الهجمة الصليبية الصهيونية عن أننا إذا لم ندافع ونجاهد فإن الطائرات والمدافع والدبابات التي قصفت غزة وأفغانستان والعراق والصومال ستقصف غداً الرياض والقاهرة والجزائر وإسلام أباد.
وكشفت الهجمة الصليبية الصهيونية عن أن النظام العربي الرسمي لا يُدافع عن الأمة المسلمة, بل يبيعها لأعدائها دفاعاً عن كراسي الحكم, لقد انكشفت عمالة النظام العربي الرسمي وخيانته كما لم تنكشف من قبل, فهذه الأنظمة الفاسدة المفسدة الخائنة, تركت غزة تنزف وتتلوى من الألم والمآسي وهي تراقبها في بلادة ولا مبالاة, ليس هذا فقط, بل لقد حاصرت غزة وخنقتها, ومنعت هجرة أهلها منها هرباً من آلة الموت والدمار المجرمة التي تطاردهم, وتبجح النظام المصري الخائن بأنه سمح ببعض الدواء للجرحى, أما الأحياء فحبسهم في غزة حتى تسحقهم الطائرات والدبابات والمدافع والبوارج الإسرائيلية.
وكشفت هذه الهجمة الصليبية الصهيونية عن أن الأمة المسلمة تقف وحدها اليوم في الميدان, فإن الحكومات قد خانت, والهيئات قد استسلمت للحكومات وتنتظر إذنها بالجهاد, أي أننا يجب أن ننتظر إذن أمريكا الصليبية لكي نجاهد أمريكا الصليبية.
إذن, لا بد للأمة أن تتحرك, ولا بد لها ألا تنتظر الهيئات التي تضعف عن المواجهة, والتي تنتظر إذن العملاء حتى تجاهد, إن الأمل كل الأمل في جماهير الأمة وأفرادها, أن يتحركوا ويهبوا ويسعوا ويخططوا وينظموا وينتظموا لدرء الحملة الصليبية الصهيونية وخلع عملائها.
لا بد من التحرك الجاد الفعال, لأن المظاهرات وإن كانت تعبر عن الغضب الشعبي فإنها لا تغني شيئاً في مواجهة الطائرات والدبابات, بل قد تستخدمها الحكومات العميلة الفاسدة لتنفيس بركان الغضب الشعبي.
لن تنكسر الحملة الصليبية الصهيونية ولن ترتدع إلا إذا خسرت الأرواح والدماء والعتاد, لن تنهزم الحملة الصليبية الصهيونية على الإسلام والمسلمين بدون القتال , ( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) , ( فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً ) .
وكشفت هذه الحملة الصليبية الصهيونية أيضاً عن التواطؤ والتحالف الصليبي الغربي ضد غزة, فكل الدول الغربية أيدت إسرائيل, وساوت بين الضحية والقاتل.
أما أوباما فقد صرّح بأنه " قلقٌ من قتل المدنيين في غزة " .. قلِق !
نحن ممتنون جداً من قلقكم يا مستر أوباما, لقد وصلنا قلقكم مصحوباً بآلاف القذائف وأطنان الفوسفور الأبيض وممزوجاً بدماء وأشلاء ودموع المسلمين في غزة, ولكن يبدو أن قلق أوباما لم يدم طويلاً, ففي خطاب تنصيبه لم يذكر كلمة واحدة عما حدث في غزة وكأن شيئاً لم يكن.
الغرب الصليبي يتواطأ اليوم مع خونة العرب للضغط على المجاهدين, ولكي يحققوا لإسرائيل بالمؤامرات ما عجزت عن تحقيقه بالقتل والتدمير والأسلحة الفتاكة.
يسعى أولئك المتواطئون اليوم لإعادة محمود عباس لغزة على أسنة الحراب الإسرائيلية, وخرجت علينا كونداليزا رايس لتعلن أن محمود عباس هو زعيم كل الفلسطينيين.
الهدف الآن هو صرف المجاهدين من تحرير فلسطين إلى تحرير غزة, ومن تحرير غزة إلى المحافظة على سلامتها, وضمان عدم تكرار العدوان عليها, ومن ضمان عدم تكرار العدوان عليها إلى التسليم بوقف إدخال السلاح إليها وفتح المعابر.
وفي مواجهة ذلك التواطؤ الغربي الصليبي مع خونة العرب على المسلمين والمجاهدين أن يتكاتفوا جميعاً حتى لا يتوقف الجهاد لتحرير فلسطين وسائر ديار الإسلام, وحتى لا تضيع تضحيات المسلمين في غزة في التسويات السياسية والاتفاقات الدولية, و لكني أحسب أن المجاهدين في غزة بفضل الله ونعمته على وعي تام بهذه المؤامرات, وأحسب أن الهجمة الصليبية الصهيونية لم تزدهم إلا تصميماً وعزماً وحرصاً على تحرير سائر فلسطين من نهرها لبحرها, واستعادة الأقصى السليب, فالمجاهدون في غزة وفي فلسطين وفي سائر ديار الإسلام يدركون أن فلسطين وكل أرض مسلمة محتلة لن تتحرر إلا بالجهاد, ولكي يستمر الجهاد فلا بد من التصدي لكل المؤامرات التي تسعى حثيثاً لحصار غزة ومنع وصول السلاح لها.
إنّ كسر الحصار الذي يُضرَب حول غزة لمنع وصول السلاح والعتاد لمجاهديها هو أحد أهم فروض الوقت.
كما أود أن أذكر إخواني المجاهدين في غزة أن عدونا في غزة ليس إسرائيل فقط, ولكنه التحالف الصليبي الصهيوني وعلى رأسه زعيمة الشر وهُبَل العصر أمريكا, والأهداف الإسرائيلية والأمريكية منتشرة في كل مكان, وإذا ضاقت الظروف في مكان فإنها تتسع في الكثير غيره, وإذا حصّن العدو بعض أهدافه فإن الكثير منها مكشوف ومهدد, وكل من يحاصر غزة ويساهم في حرمان المجاهدين فيها من السلاح هو عدو للإسلام والمسلمين يجب ردعه والنكاية فيه.
وجبهات القتال المفتوحة ضد الصليبيين وأعوانهم في العراق وأفغانستان والصومال مفتوحة لكل مجاهد يريد أن يتدرب أو يتجهز أو يخطط لتحرير ديار الإسلام, والمجاهدون في كل مكان على استعداد لتقديم كل ما يمكن أن يقدموه من دعم ومساندة وتأييد وإمداد للمجاهدين في فلسطين وفي كل مكان.
لا بد أن نكسر الحصار حول غزة, ولا بد من إيصال السلاح للمجاهدين في غزة, ولا بد من معاقبة كل من يريد أن يفرض الأمر الواقع الذي يُرضي الصليبيين واليهود في غزة.
إن ما يجري في غزة هو جزء من الحملة الصليبية الصهيونية التي تستهدف أمتنا المسلمة في الشيشان وأفغانستان والعراق وفلسطين والصومال والجزائر وفي دارفور, بل وفي كل الدول العربية والكثير من الدول الإسلامية التي تزعم أنها مستقلة وهي في الحقيقة محتلة فعلياً بجيوش الصليبيين أو واقعة تحت سيطرتهم ونفوذهم.
إن ما تعرضت له غزة هو بعض ما تعرضت له غروزني وكابل وبغداد ومقديشو, فنحن نخوض جهاداً واحداً ضد عدو واحد على جبهات متعددة, ولن ننتصر إلا بطاعة ربنا سبحانه وتعالى الذي أمرنا في كتابه الكريم بموالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين ونصرة المستضعفين, يقول الحق تبارك وتعالى : ( وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً ) , ويقول الحق سبحانه وتعالى : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ).
فإذا كانت الحملة الصليبية الصهيونية تواجهنا في كل مكان, وتضرب الإسلام والمسلمين في سائر بقاع الدنيا في ما أسموه "التحالف ضد الإرهاب" وهو في الحقيقة " التحالف ضد الإسلام", فلماذا لا نضربها في كل مكان ؟ لماذا ننتظر من العدو أن يحدد لنا الميدان والزمان والمكان والطريقة التي يجب أن نقاتله بها ؟
أمتي المسلمة, لعلك الآن لا تحتاجين لمزيد بيان لتدركي تحالف حكام العرب والمسلمين مع الحملة الصليبية اليهودية على الإسلام والمسلمين.
ولكن السؤال الهام الآن هو: ما العمل ؟
الجواب : هو أننا جميعاً نستطيع أن نشارك بقوة وفعالية وجدية في صد الحملة الصليبية الصهيونية على غزة وفلسطين وسائر ديار الإسلام إذا أخلصنا نيتنا وبذلنا غاية وسعنا.
فلا بد أن ينفر كل من يستطيع النفير لساحات الجهاد المفتوحة في الشيشان وأفغانستان والعراق وفلسطين والصومال والجزائر, وعلى كل مُخلص يبتغي وجه الله ألا ينتظر إذن أحد, فإن الجهاد اليوم فرضٌ عيني لا يُستأذن فيه والد ولا زوج ولا دائن, فما بالك أيها المسلم بمن يطلب منك أن تستأذن الحاكم الخائن قبل أن تجاهد.
ولا بد على أصحاب الأموال أن يدعموا المجاهدين بأموالهم حتى لا تنجح خطة الصليبيين في حصارهم, يقول الحق تبارك وتعالى : ( فلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ{35} إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ{36} إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ{37} هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ).
ولا بد للأمة المسلمة بكل طاقاتها وكفاءاتها أن تتحرك لخلع هؤلاء الحكام الفاسدين المفسدين الخونة, وأن تنظم جهودها وتحشد إمكاناتها وتصبرعلى ما يصيبها, فلن تتقدم الأمة ولن تتحرر ولن تستقل ولن تستعيد عزتها وكرامتها طالما ظل أولئك الفاسدون المفسدون جاثمين على صدورنا حتى يمضي المخطط الصليبي الصهيوني إلى غايته في القضاء على الإسلام والمسلمين.
ولا بد لكل من لم يستطع أن يلحق بالمجاهدين أن يسعى في دعمهم بالسلاح والمال والمعلومات والخبرة وكل ما يحتاجه الجهاد والمجاهدون, ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
منقول من منتديات الفلوجة الاسلامية
الصادرة عن مؤسسة السحاب للإنتاج الإعلامي
9 صفر 1430 هـ
بسم الله, والحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
أيها الإخوة المسلمون في كل مكان .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد..
بدأت القوات الإسرائيلية المجرمة انسحابها من غزة بعد أن خلّفت وراءها أكثر من 1300 شهيد وأكثر من 5000 جريح, وخراباً ودماراً وهولاً وآلاماً لن تُمحى من تاريخ أمة الإسلام.
ملحمةٌ جديدة من ملاحم الحملة الصليبية الصهيونية على الإسلام و المسلمين, صمد المجاهدون في تلك الملحمة الجديدة بجبروت الآلة العسكرية الصليبية الصهيونية ولم يستسلموا لها أو يركعوا أمامها, بل حملوا عليها, يطلبون الموت الكريم, ويأنفون من الحياة الذليلة, فهنيئاً للمجاهدين في غزة على هذه البسالة والشجاعة والتضحية, وأسأل الله أن يتقبلها منهم, ويجزيهم عنها خير الجزاء, وهنيئاً لكل أهلنا وإخواننا في غزة على شهدائهم الذين اصطفاهم الله سبحانه وتعالى, وهنيئاً لهم على القدوة التي ضربوها للأمة المسلمة, وهنيئاً لهم على رضاهم بقضاء الله وصبرهم على ما أصابهم, وثقتهم بنصر ربهم, يقول الحق سبحانه : ( وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً ).
ونؤكد لإخواننا وأهلنا وأحبابنا وأشقائنا في غزة أننا معهم وأننا نأخذ بثأرهم في أفغانستان والعراق والصومال والجزائر, في مواجهة الحملة الصليبية المعاصرة التي تمتد من الشيشان إلى الصومال, ومن أفغانستان للمغرب الإسلامي, وأبشرهم بأنه في الوقت الذي كانت إسرائيل تقصف فيه غزة الصامدة اضطرت الحكومة الباكستانية الخائنة لإيقاف خط إمدادات الناتو من كراتشي لجلال أباد تحت ضغط ضربات إخوانكم المجاهدين في باكستان.
أمتي المسلمة, لقد تكشفت هذه الهجمة الصليبية الصهيونية عن حقائق كثيرة اتضحت لأمتنا المسلمة بلا خفاء ولا غبش. كشفت الهجمة الصليبية الصهيونية عن أننا إذا لم ندافع ونجاهد فإن الطائرات والمدافع والدبابات التي قصفت غزة وأفغانستان والعراق والصومال ستقصف غداً الرياض والقاهرة والجزائر وإسلام أباد.
وكشفت الهجمة الصليبية الصهيونية عن أن النظام العربي الرسمي لا يُدافع عن الأمة المسلمة, بل يبيعها لأعدائها دفاعاً عن كراسي الحكم, لقد انكشفت عمالة النظام العربي الرسمي وخيانته كما لم تنكشف من قبل, فهذه الأنظمة الفاسدة المفسدة الخائنة, تركت غزة تنزف وتتلوى من الألم والمآسي وهي تراقبها في بلادة ولا مبالاة, ليس هذا فقط, بل لقد حاصرت غزة وخنقتها, ومنعت هجرة أهلها منها هرباً من آلة الموت والدمار المجرمة التي تطاردهم, وتبجح النظام المصري الخائن بأنه سمح ببعض الدواء للجرحى, أما الأحياء فحبسهم في غزة حتى تسحقهم الطائرات والدبابات والمدافع والبوارج الإسرائيلية.
وكشفت هذه الهجمة الصليبية الصهيونية عن أن الأمة المسلمة تقف وحدها اليوم في الميدان, فإن الحكومات قد خانت, والهيئات قد استسلمت للحكومات وتنتظر إذنها بالجهاد, أي أننا يجب أن ننتظر إذن أمريكا الصليبية لكي نجاهد أمريكا الصليبية.
إذن, لا بد للأمة أن تتحرك, ولا بد لها ألا تنتظر الهيئات التي تضعف عن المواجهة, والتي تنتظر إذن العملاء حتى تجاهد, إن الأمل كل الأمل في جماهير الأمة وأفرادها, أن يتحركوا ويهبوا ويسعوا ويخططوا وينظموا وينتظموا لدرء الحملة الصليبية الصهيونية وخلع عملائها.
لا بد من التحرك الجاد الفعال, لأن المظاهرات وإن كانت تعبر عن الغضب الشعبي فإنها لا تغني شيئاً في مواجهة الطائرات والدبابات, بل قد تستخدمها الحكومات العميلة الفاسدة لتنفيس بركان الغضب الشعبي.
لن تنكسر الحملة الصليبية الصهيونية ولن ترتدع إلا إذا خسرت الأرواح والدماء والعتاد, لن تنهزم الحملة الصليبية الصهيونية على الإسلام والمسلمين بدون القتال , ( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) , ( فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً ) .
وكشفت هذه الحملة الصليبية الصهيونية أيضاً عن التواطؤ والتحالف الصليبي الغربي ضد غزة, فكل الدول الغربية أيدت إسرائيل, وساوت بين الضحية والقاتل.
أما أوباما فقد صرّح بأنه " قلقٌ من قتل المدنيين في غزة " .. قلِق !
نحن ممتنون جداً من قلقكم يا مستر أوباما, لقد وصلنا قلقكم مصحوباً بآلاف القذائف وأطنان الفوسفور الأبيض وممزوجاً بدماء وأشلاء ودموع المسلمين في غزة, ولكن يبدو أن قلق أوباما لم يدم طويلاً, ففي خطاب تنصيبه لم يذكر كلمة واحدة عما حدث في غزة وكأن شيئاً لم يكن.
الغرب الصليبي يتواطأ اليوم مع خونة العرب للضغط على المجاهدين, ولكي يحققوا لإسرائيل بالمؤامرات ما عجزت عن تحقيقه بالقتل والتدمير والأسلحة الفتاكة.
يسعى أولئك المتواطئون اليوم لإعادة محمود عباس لغزة على أسنة الحراب الإسرائيلية, وخرجت علينا كونداليزا رايس لتعلن أن محمود عباس هو زعيم كل الفلسطينيين.
الهدف الآن هو صرف المجاهدين من تحرير فلسطين إلى تحرير غزة, ومن تحرير غزة إلى المحافظة على سلامتها, وضمان عدم تكرار العدوان عليها, ومن ضمان عدم تكرار العدوان عليها إلى التسليم بوقف إدخال السلاح إليها وفتح المعابر.
وفي مواجهة ذلك التواطؤ الغربي الصليبي مع خونة العرب على المسلمين والمجاهدين أن يتكاتفوا جميعاً حتى لا يتوقف الجهاد لتحرير فلسطين وسائر ديار الإسلام, وحتى لا تضيع تضحيات المسلمين في غزة في التسويات السياسية والاتفاقات الدولية, و لكني أحسب أن المجاهدين في غزة بفضل الله ونعمته على وعي تام بهذه المؤامرات, وأحسب أن الهجمة الصليبية الصهيونية لم تزدهم إلا تصميماً وعزماً وحرصاً على تحرير سائر فلسطين من نهرها لبحرها, واستعادة الأقصى السليب, فالمجاهدون في غزة وفي فلسطين وفي سائر ديار الإسلام يدركون أن فلسطين وكل أرض مسلمة محتلة لن تتحرر إلا بالجهاد, ولكي يستمر الجهاد فلا بد من التصدي لكل المؤامرات التي تسعى حثيثاً لحصار غزة ومنع وصول السلاح لها.
إنّ كسر الحصار الذي يُضرَب حول غزة لمنع وصول السلاح والعتاد لمجاهديها هو أحد أهم فروض الوقت.
كما أود أن أذكر إخواني المجاهدين في غزة أن عدونا في غزة ليس إسرائيل فقط, ولكنه التحالف الصليبي الصهيوني وعلى رأسه زعيمة الشر وهُبَل العصر أمريكا, والأهداف الإسرائيلية والأمريكية منتشرة في كل مكان, وإذا ضاقت الظروف في مكان فإنها تتسع في الكثير غيره, وإذا حصّن العدو بعض أهدافه فإن الكثير منها مكشوف ومهدد, وكل من يحاصر غزة ويساهم في حرمان المجاهدين فيها من السلاح هو عدو للإسلام والمسلمين يجب ردعه والنكاية فيه.
وجبهات القتال المفتوحة ضد الصليبيين وأعوانهم في العراق وأفغانستان والصومال مفتوحة لكل مجاهد يريد أن يتدرب أو يتجهز أو يخطط لتحرير ديار الإسلام, والمجاهدون في كل مكان على استعداد لتقديم كل ما يمكن أن يقدموه من دعم ومساندة وتأييد وإمداد للمجاهدين في فلسطين وفي كل مكان.
لا بد أن نكسر الحصار حول غزة, ولا بد من إيصال السلاح للمجاهدين في غزة, ولا بد من معاقبة كل من يريد أن يفرض الأمر الواقع الذي يُرضي الصليبيين واليهود في غزة.
إن ما يجري في غزة هو جزء من الحملة الصليبية الصهيونية التي تستهدف أمتنا المسلمة في الشيشان وأفغانستان والعراق وفلسطين والصومال والجزائر وفي دارفور, بل وفي كل الدول العربية والكثير من الدول الإسلامية التي تزعم أنها مستقلة وهي في الحقيقة محتلة فعلياً بجيوش الصليبيين أو واقعة تحت سيطرتهم ونفوذهم.
إن ما تعرضت له غزة هو بعض ما تعرضت له غروزني وكابل وبغداد ومقديشو, فنحن نخوض جهاداً واحداً ضد عدو واحد على جبهات متعددة, ولن ننتصر إلا بطاعة ربنا سبحانه وتعالى الذي أمرنا في كتابه الكريم بموالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين ونصرة المستضعفين, يقول الحق تبارك وتعالى : ( وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً ) , ويقول الحق سبحانه وتعالى : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ).
فإذا كانت الحملة الصليبية الصهيونية تواجهنا في كل مكان, وتضرب الإسلام والمسلمين في سائر بقاع الدنيا في ما أسموه "التحالف ضد الإرهاب" وهو في الحقيقة " التحالف ضد الإسلام", فلماذا لا نضربها في كل مكان ؟ لماذا ننتظر من العدو أن يحدد لنا الميدان والزمان والمكان والطريقة التي يجب أن نقاتله بها ؟
أمتي المسلمة, لعلك الآن لا تحتاجين لمزيد بيان لتدركي تحالف حكام العرب والمسلمين مع الحملة الصليبية اليهودية على الإسلام والمسلمين.
ولكن السؤال الهام الآن هو: ما العمل ؟
الجواب : هو أننا جميعاً نستطيع أن نشارك بقوة وفعالية وجدية في صد الحملة الصليبية الصهيونية على غزة وفلسطين وسائر ديار الإسلام إذا أخلصنا نيتنا وبذلنا غاية وسعنا.
فلا بد أن ينفر كل من يستطيع النفير لساحات الجهاد المفتوحة في الشيشان وأفغانستان والعراق وفلسطين والصومال والجزائر, وعلى كل مُخلص يبتغي وجه الله ألا ينتظر إذن أحد, فإن الجهاد اليوم فرضٌ عيني لا يُستأذن فيه والد ولا زوج ولا دائن, فما بالك أيها المسلم بمن يطلب منك أن تستأذن الحاكم الخائن قبل أن تجاهد.
ولا بد على أصحاب الأموال أن يدعموا المجاهدين بأموالهم حتى لا تنجح خطة الصليبيين في حصارهم, يقول الحق تبارك وتعالى : ( فلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ{35} إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ{36} إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ{37} هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ).
ولا بد للأمة المسلمة بكل طاقاتها وكفاءاتها أن تتحرك لخلع هؤلاء الحكام الفاسدين المفسدين الخونة, وأن تنظم جهودها وتحشد إمكاناتها وتصبرعلى ما يصيبها, فلن تتقدم الأمة ولن تتحرر ولن تستقل ولن تستعيد عزتها وكرامتها طالما ظل أولئك الفاسدون المفسدون جاثمين على صدورنا حتى يمضي المخطط الصليبي الصهيوني إلى غايته في القضاء على الإسلام والمسلمين.
ولا بد لكل من لم يستطع أن يلحق بالمجاهدين أن يسعى في دعمهم بالسلاح والمال والمعلومات والخبرة وكل ما يحتاجه الجهاد والمجاهدون, ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
منقول من منتديات الفلوجة الاسلامية