جمع بيان اقول اهلم العلم الثقات في نازلة غزة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

جمع بيان اقول اهلم العلم الثقات في نازلة غزة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-01-18, 09:46   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو اكرام
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










B9 جمع بيان اقول اهلم العلم الثقات في نازلة غزة

السلام عليكم احببت ان اجمع لكم اقول اهل العلم في النازلة التي حلت بأهل غزة ارجو التثبيت
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه ؛ ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . وبعد : فإن " اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء " في المملكة العربية السعودية ؛ تابعت بكل أسى وحزن وألم ما جرى ويجري على إخواننا المسلمين في فلسطين وفي قطاع غزة على الخصوص ؛ من عدوان وقتل للأطفال والنساء والشيوخ ، وانتهاك للحرمات وتدمير للمنازل والمنشآت وترويع للآمنين ، ولا شك أن ذلك إجرام وظلم في حق الشعب الفلسطيني .

وهذا الحدث الأليم يوجب على المسلمين الوقوف مع إخوانهم الفلسطينيين ، والتعاون معهم ونصرتهم ومساعدتهم ، والاجتهاد في رفع الظلم عنهم بما يمكن من الأسباب والوسائل تحقيقًا لإخوة الإسلام ورابطة الإيمان ، قال الله تعالى : ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ . [ الحجرات : 10 ] . وقال - عز وجل - : ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ﴾ . [ التوبة : 71 ] . وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا ، وشبك بين أصابعه ) . [ متفق عليه ] . وقال أيضًا - عليه الصلاة والسلام - : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) . [ متفق عليه ] . وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه ولا يحقره ) . [ رواه مسلم ] .

والنصرة شاملة لأمور عديدة حسب الاستطاعة ومراعاة الأحوال سواء كانت مادية أو معنوية ، وسواء كانت من عموم المسلمين بالمال ، والغذاء ، والدواء ، والكساء ، وغيرها ، أو من جهة الدول العربية والإسلامية بتسهيل وصول المساعدات لهم ، وصدق المواقف تجاههم ، ونصرة قضاياهم في المحافل ، والجمعيات ، والمؤتمرات الدولية والشعبية ، وكل ذلك من التعاون على البر والتقوى المأمور به في قوله - سبحانه وتعالى - : ﴿ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى ﴾ . [ المائدة : 2 ] .

ومن ذلك - أيضًا - بذل النصيحة لهم ، ودلالتهم على ما فيه خيرهم وصلاحهم ، ومن أعظم ذلك - أيضًا - الدعاء لهم في جميع الأوقات برفع محنتهم ، وكشف شدتهم ، وصلاح أحوالهم ، وسداد أعمالهم وأقوالهم .

هذا وإننا نوصي إخواننا المسلمين في فلسطين بتقوى الله - تعالى - والرجوع إليه - سبحانه - ، كما نوصيهم بالوحدة على الحق ، وترك الفرقة والتنازع ، وتفويت الفرصة على العدو التي استغلها وسيستغلها بمزيد من الاعتداء والتوهين .

ونحث إخواننا على فعل الأسباب لرفع العدوان على أرضهم مع الإخلاص في الأعمال لله - تعالى - ، وابتغاء مرضاته ، والاستعانة بالصبر والصلاة ، ومشاورة أهل العلم والعقل والحكمة في جميع أمورهم ، فإن ذلك أمارة على التوفيق والتسديد .

كما أننا ندعو عقلاء العالم والمجتمع الدولي بعامة للنظر في هذه الكارثة بعين العقل والإنصاف لإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه ، ورفع الظلم عنه حتى يعيش حياة كريمة ، وفي الوقت نفسه نشكر كل من أسهم في نصرتهم ومساعدتهم من الدول والأفراد .

نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا : أن يكشف الغمة عن هذه الأمة ، وأن يعز دينه ، ويعلي كلمته وأن ينصر أولياءه ، وأن يخذل أعداءه ، وأن يجعل كيدهم في نحورهم ، وأن يكفي المسلمين شرهم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

وصلى الله وسلم على نبيا محمد ، وعلى آله وصحبه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .



سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
وأعضاء " اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
"









 


قديم 2009-01-18, 09:47   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ابو اكرام
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

أيها الإخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أمابعد :
فهذه كلمة قيمة ألقاها فضيلة شيخنا الشيخ محمد بن عمر بازمول حفظه الله حول سؤال حول الواجب علينا تجاه ما يحصل لإخواننا في غزة ، وكان ذلك يوم الاثنين 9/1/1430 في درس شرح (فضل الإسلام) ، وقد فرغت هذا الجواب وعرضته على الشيخ وأذن لي بنشره فنسأل الله أن يجزي شيخنا خير الجزاء في الدنيا الآخرة وأن ينفع بهذه الكلمة كل من رآها إنه ولي ذلك والقادر عليه وإليكم هذه الكلمة
تفريغ كلمة الشيخ محمد بازمول حول أحداث غزة
9/1/1430هـ
سئل الشيخ في درسه شرح فضل الإسلام، السؤال التالي: ما واجبنا تجاه ما يحصل لإخواننا في غزة؟
فأجاب الشيخ حفظه الله :
واجبنا فيما يتعلق بما يلاقيه إخواننا من المسلمين في غزة في فلسطين نلخصه في النقاط التالية :
النقطة الأولى :
استشعار عظم حرمة دم المسلم، فقد جاء في الحديث: الذي رواه ابن ماجه عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَيَقُولُ: "مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ مَالِهِ وَدَمِهِ". ولفظ الترمذي: "عن ابن عمر قال : صعد رسول الله صلى الله عليه و سلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقال: يا معشر من قد أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحلة قال: ونظر ابن عمر يوما إلى البيت أو إلى الكعبة فقال: ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك". والحديث قال الترمذي: "حسن غريب"، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي.
فإذا رأى المسلم دماء مسلمة تغتال وتراق وأنفساً تقتل وقلوباً تروع من قلوب المسلمين لا شك أنه يستعظم هذا الأمر لحرمة دماء المسلمين، وعظيم حقهم!
أرأيتم لو أن مسلماً رأى من يهدم الكعبة ويريد خرابها والعبث بها، كيف سيستعظم ذلك؟! الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ مَالِهِ وَدَمِهِ".
فأول قضية تنبغي علينا هي : استشعار عظم حرمة الدماء المؤمنة الزكية الطيبة المتابعة لسنة رسول الله صلى لله عليه وسلم التي تسير على الإسلام، نقول : هذه الدماء لها حرمة عظيمة في قلوبنا، ونحن لا نرضى – والله – بأن تراق قطرة دم مؤمنة بغير حق. فما بالكم بمثل هذه الوحشية وبمثل هذه الصورة التي حصلت من هؤلاء الطغاة المعتدين المحتلين لهذه البلاد المقدسة والأرض المقدسة وما حولها؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون!
فلا ينبغي لأحد الاستهتار بهذه الدماء وبحقها وبحرمتها وبحرمة تلك البلاد وبحرمة كل مسلم في هذه الدنيا أن تعتدي عليه يد كافر آثمة باغية معتدية ظالمة بمثل هذه الصورة أو حتى بأقل منها.
النقطة الثانية :
أن ننصر إخواننا، ونصرتنا لإخواننا بالوجه الشرعي ويتلخص الوجه الشرعي في الأمور التالية :
ننصرهم بالدعاء لهم ، ندعو لهم في الأسحار، ندعو لهم في السجود ، ندعو لهم في القنوت في الصلاة إذا أذن ولي الأمر وسمح بذلك . ولا تعجبوا أني أقول : بالقنوت في الصلاة إذا أذن ولي الأمر، لأن أمة الإسلام مرت في زمن الصحابة بأمور عصيبة ولم ينقل أن الصحابة قنتوا في المساجد طالما أن الإمام لم يأمر بذلك، ولذلك أقول : ننصر إخواننا بالدعاء في السحر ننصر إخواننا بالدعاء في السجود ننصر إخواننا بالدعاء في أحوال ذِكرنا لله وتوجهنا إلى الله أن ينصر أهل الإسلام المستضعفين؛ فقد
(أحل الكفر بالإسلام ضيما # يطول عليه للدين النحيب)
نسأل الله أن يرفع عنهم هذه اليد الظالمة وأن يثبتهم بالقول الحق وينصرهم على عدونا وعدوهم وعدو الله وعدو المؤمنين .
النقطة الثالثة والرابعة التي ألخص فيا موقفنا من أحداث غزة:
أن ننتبه للذين يصطادون في الماء العكر ويدعون بدعوات حماسية وعاطفية قد توقعنا في المزيد من المشاكل .
تعلمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان في مكة في العهد المكي وكان الكفار يسومون المسلمين سوء العذاب حتى كان أهل الإسلام يطلبون من الرسول  أن يأذن لهم في القتال، فقد أذن لمن أذن منهم في الهجرة وبقي بقية يطلبون أن يأذن لهم بالقتال والجهاد، وجاء في الحديث : عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَ: "شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ قُلْنَا لَهُ: أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ". أخرجه البخاري.
استمر الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا الحال في العهد المكي جميعه ( 13 ) سنة، ولما عاد إلى المدينة مكث سنتين ونزل ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ (الحج:39) ، فكان الإذن بالقتال، ثم جاء بعدها: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ (البقرة:190) ، ثم بعدها : ﴿فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ﴾ (التوبة: من الآية12) ، وقوله: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ (التوبة: من الآية29) ، الآيات ، يعني نستطيع أن نقول : إن الأمر المباشر بالجهاد جاء بعد ( 16 ) سنة ، أو ( 17 ) سنة من بداية البعثة، فإذا كان زمن دعوة الرسول ، (23) سنة، فإن منها (17) سنة أمر بالصبر؛ فما بالنا نستعجل!
فإن قيل: يا أخي حاصرونا! يا أخي آذونا في غزة!
فالجواب : اصبروا لا تستعجلوا وتثيروا المشكلة، لا تنقلوا القضية من الصبر والتحمل إلى قضية مواجهة تراق فيها الدماء!
يا إخوان إلى ساعة خروجي إليكم للدرس بلغ عدد القتلى ( 537) قتيلا، وعدد الجرحى (2500) جريحا!
ما هذا؟!
كيف تهون عليكم هذه الأمور ؟ أين أنتم من الصبر ؟ أين أنتم من التحمل ؟ الصبر عبادة كما أن الجهاد عبادة، بل الصبر قال الله فيه : ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ (الزمر: من الآية10)، الصبر عبادة، الله تعبدنا بالصبر!
لم نقلتم الناس من حال الصبر على الحصار إلى حال المواجهة وإراقة الدماء ؟!
لم جعلتم الآمنين الذين ليس لهم دراية بالحرب ولا بأمورها ولا بأصولها، جعلتموهم محلاً لهذه النقمات ومحلاً لهذه الهجمات ومحلاً لهذه الضربات وأنتم خرجتم إلى بيروت ولبنان؟! نكبتم الناس وخرجتم!
لذلك أنا أقول: ينبغي أن لا يستجرنا أحد بعاطفة أو بحماس إلى قلب الحقائق .
نحن نقول: الواجب علينا الصبر والتحمل وعدم الاندفاع، والصبر عبادة ، الرسول صلى الله عليه وسلم صبر صبراً طويلاً على أذى قريش وعلى أذى الكفار ، والمسلمون معه صبروا ، إذا كانت دعوة الرسول ( 23) سنة ، منها حوالي ( 17) سنة والرسول يصبر ، لماذا نغفل جانب الصبر ؟ سنتين ثلاث حصار! نصبر و لا نجر على الناس هذا البأس وهذا القتل وهذه المشقة والعسر! لا نستعجل فننقل القضية إلى مواجهة عسكرية!
يا أخي اتق الله ، إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم اشفق على أمته في الصلاة وهي الركن الثاني من أركان الإسلام ، فقال لمعاذ : "أفتان أنت يا معاذ"، من أجل أنه أطال في الصلاة، فما بالك في الذي يتسبب بالعاطفة والحماس إلى جر المسلمين إلى إراقة الدماء وإلى مواجهات لا يملكون فيها حتى عُشر ما يؤهلهم للمواجهة، أفلا يصح أن يقال: أتفتنون الناس بهذه المواجهة ولمّا يقدروا بعد عليها!
ولما تكالب الكفار من قريش واليهود على الرسول صلى الله عليه وسلم في موقعة الأحزاب بعد شهر من الحصار ماذا صنع الرسول ؟ أرسل إلى غطفان يقول لهم : أنا أعطيكم شطر تمر المدينة من أجل ألا يساعدوا الكفار علينا، وأرسل إلى زعماء الأنصار فجاءوا فأخبرهم الرسول  أنه فعل كذا وكذا وقال: ترون ما بلغ به حال الناس من الشدة والمشقة، ما هان عليه تعب الناس و لا مشقتهم. الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرض أن يقودهم إلى مواجهة عسكرية ليس لهم بها طاقة ولا قدرة ، وأخذ من سلمان الفارسي فكرة الخندق، و هذا وهو الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه الصحابة، أنحن أكثر إيماناً من الرسول ؟! أنحن أكثر ديناً من الرسول ؟! أنحن أكثر حباً لله ولدينه من الصحابة والرسول ؟!
لا يا أخي . الرسول ما آثر المواجهة، وما هان عليه أن تبلغ المشقة بالناس هذا المبلغ أرسل إلى غطفان يريد أن يفاوض بشطر تمر المدينة ، فثبت الله زعيمي الأنصار وقالا: يا رسول الله ، والله ما أكلوها منا في الجاهلية أيأكلونها منا في الإسلام، لا، نحن نصبر ، لم يقولوا: نقاتل ، بل قالوا: نصبر ، ولما صبروا وتابعوا الرسول ، ورضوا جاءهم النصر من جهة لا يعلمونها جاءهم النصر من عند الله جاء المطر والريح إلى آخره ، اقرؤوا الأمر في كتب السيرة، في غزوة الأحزاب .
إذاً الأمر الذي أنبه عليه أقول: لا يستجرينكم أحد بعاطفة أو بحماس فيقلب عليكم الحقائق ، أنا سمعت بعض الناس يقول: حل المسألة في الجهاد، والدعوة إلى الجهاد!
لا أنكر الجهاد، ولكن الجهاد الشرعي!
والجهاد الشرعي له ضوابط، ضوابطه ليست متوفرة فينا اليوم، ما عندنا ضوابط الجهاد الشرعي اليوم، الآن لا قدرة لنا على المواجهة، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها .
إذا كان سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام سيحكم في آخر الزمان بشريعة الرسول محمد . وعيسى نبي ومعه المؤمنون، يوحي الله إلى عيسى أن اصعد بعبادي إلى جبل الطور فإني أخرجت أقواماً لا يدان – يعني: لا طاقة لكم بهم، من هم؟ يأجوج ومأجوج.
اكتساح يأجوج ومأجوج لمنطقة الشام وما حولها – وهم من بني آدم –هو مثل اكتساح أهل الكفر وأهل الباطل لمنطقة من المناطق الإسلامية، فجهادهم من باب جهاد الدفع، ومع ذلك ، الله عز وجل يوحي إلى عيسى – وهو يحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم – أن اصعد بعبادي إلى جبل الطور فإني أخرجت عباداً لي لا يدان لكم بهم.
ما قال له الله: اذهب لمواجهتهم! ما قال له : كيف تجعلهم يستولون على البلاد والعباد، لا ، قال : اصعد إلى جبل الطور إني أخرجت أقواماً لا يدان لكم بهم، هذا حكم الله.
إذاً حتى في جهاد الدفع لا بد أن تنظر إلى القدرة، وإلا لو كانت القضية مواجهة على أي صورة وعلى أي حال ما معنى أن يشرع الإسلام الصلح والهدنة والعهد بيننا وبين الكفار؟! قال تعالى: ﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا﴾ (الأنفال: من الآية61)، ما معنى ذلك؟!
ولذلك أفتى سماحة الشيخ ابن باز – الله يرحمه – بجواز الصلح مع اليهود ، وإن كانوا مستولين على هذه الجهات من فلسطين، حقناً لدماء الناس وحفظاً لأملاكهم ولأرواحهم مع أخذ الاستعدادت اللازمة لإعداد العدة للجهاد ، وإعداد العدة للجهاد أمر يبدأ أول شيء بالإعداد المعنوي الإيماني ثم بالأمر الحسي المادي .
إذاً نحن نقول: واجبنا من هذا الأمر العظيم الذي ألمَّ بالمسلمين وفي غيرها من البلاد أننا ننصرهم بالدعاء على الصفة التي ذكرتها.
أننا نعظِّم حرمة الدم المسلم ولا نستهين به ونعلم أن هذا أمر عظيم لا يرضاه الله ولا رسوله ولا المؤمنين.
أننا ننتبه لأنفسا ألا تستجرينا العواطف والحماس إلى أمور تخالف شرع الله سبحانه وتعالى.
وأن نتعبد لله سبحانه وتعالى بتذكير أنفسنا ، وبتذكير إخواننا بالصبر، الله تعالى يقول: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ﴾ (الأحقاف: من الآية35)، فإن الصبر هو السياسة الحكيمة الحميدة في مثل هذه الأحوال والأمور، و الصبر علاج، والصبر والتؤدة وعدم الاستعجال تحل بها – إن شاء الله – المشكلة. ونسأل الله الفرج ونسأل الله التوفيق ، أما أن نقود الناس إلى أمور وإلى أشياء خطيرة هذا أمر يخالف شرع الله ويخالف دين الله .
الأمر الخامس : تقديم الدعم المادي عن طريق القنوات الرسمية التي هي من جهات ولاة الأمر، مادام ولي الأمر فتح الباب للدعم المادي وتقديم المساعدات فلولي الأمر السمع والطاعة، وكل من يقدر أن يساعد فليساعد، وكل من تطيب نفسه بالمساعدة فليساعد، ولكن لا يضع الأموال وهذه المساعدات إلا بالطريق الرسمي حتى يضمن – إن شاء الله – وصولها إلى جهاتها ولا يغتر بأي اسم كبير إذا لم تكن الجهة الرسمية المسئولة ، ولا تقدم مساعداتك وتبرعاتك إلا للجهات الرسمية .
هذا ما نلخص به ما يجب علينا أمام هذه النازلة التي ألمَّت بإخواننا في غزة ، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصرهم وأن يثبت أقدامهم وأن ينصرهم على عدونا وعدوهم وأن يرفع عنهم ، وأن يرينا عجائب قدرته في هؤلاء المحتلين المعتدين الغاصبين الظالمين الغاشمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين
.










قديم 2009-01-18, 09:49   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ابو اكرام
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

قال الشيخ عبد المالك رمضاني في كتابه تمييز ذوي الفطن بين شرف الجهاد وسرف الفتن ص 7:
"...وأما مجاهدة الكفار فتقع باليد والمال واللسان والقلب،
يدل على الثلاثة الأولى حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم ". رواه أبو داود (2504) والنسائي (3096) وصححه الألباني في تعليقه عليهما.
وأمّا الرابعة التي هي جهادهم بالقلب، فمن تعذر عليه المشاركة في القتال – كأن يكون مريضا أو غير واجد ما يجاهد به أو كان الجهاد غير مشروع لضعف المسلمين مثلا – فعليه أن يصحح نيته في ذلك بحيث لو زال عذره لم يقصر في الاستجابة لمنادي الجهاد، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات ولم يغزُ ولم يحدّث به نفسه مات على شعبة من النفاق " رواه مسلم (1910)، انظرمجموعة فتاوى ابن تيمية (8/16 و 556) و سبل السلام للصنعاني (1/199)، ومن صحح نيته كان أجره كأجر المجاهد؛ فقد روى البخاري في صحيحه(4423) عن أنس رضي الله عنه:" أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزوة تبوك فدنا من المدينة، فقال:" إنّ بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم، قالوا: يا رسول الله! وهم بالمدينة؟ قال: وهم بالمدينة؛حبسهم العذر"، ورواه مسلم في صحيحه (1911) عن جابر رضي الله عنه، وفي بعض طرقه زيادة:"إلا شركوكم في الأجر".
ويكون جهادهم بالقلب أيضا ببغضهم في الله واتخاذهم أعداءً والبراءة منهم ومما يعبدون من دون الله؛ لقول الله تعالى:"{ قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده }.(الممتحنة:4).

وقال في ص12:

"ويجب على كلِّ مسلم أن يُحدِّث نفسه بالجهاد، سواء تيسر له الآن أو أنظره الله إلى ميسرة؛ لأنّ عزّ المسلمين مرهون به، مع أنّ جنس الجهاد متيسر في كل وقت، فإذا عجز المسلمون عن جهاد اليد فلن يعجزوا عن جهاد اللسان كالدعوة إلى الله أو جهاد القلب، قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (8/16):"والجهاد ـ وإن كان فرضاً على الكفاية ـ فجميع المؤمنين يخاطبون به ابتداء،فعليهم كلهم اعتقاد وجوبه، والعزم على فعله إذا تعين؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:"‏من مات ولم يَغْز ولم يُحَدِّث نفسه بغزو، مات على شُعْبَة نفاق‏"‏ رواه مسلم‏.‏ فأخبر أنه من لم يَهِمّ به، كان على شعبة نفاق‏.‏وأيضاً، فالجهاد جنس، تحته أنواع متعددة، ولابد أن يجب على المؤمن نوع من أنواعه‏." اه.

فيا عبد الله، حدَث نفسك بجهاد شرعي....
براية سلفية وجيش سني........
في الطليعة العلامة الفوزان والعلامة ربيع السنة ومن هناك الشيخ العباد والشيخ الغديان وأما طلبة العلم فلا حصر لهم ،
حدَث نفسك بهذا ......
أكنت ستقعد في بيتك ومع أهلك ......،
كلا وربَ الكعبة،
فالسلفيون لا تنقصهم الشجاعة ولن يقصروا حتما في الاستجابة لمنادي الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام.

اللهمَ يا رب الأرباب يا رب العالمين يا من بيده ملكوت كل شيء فرج على إخواننا في غزة وفك حصارهم ، وحد صفوفهم على الحق وسدد رميهم واقبل من مات منهم شهيدا عندك.
اللهم يا جبار يا مهيمن يا قوي يا عزيز عليك بأحفاد القردة والخنازير ،عليك بهم فإنّهم لا يعجزونك أرنا فيهم عجائب قدرتك ، اللهم آمين يا رب العالمين...
.










قديم 2009-01-18, 09:50   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ابو اكرام
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

كـلـمـة فـي أحـداث غـزة الـمـؤلـمـة
لـلـشـيـخ عـز الـديـن رمـضـانـي

لقد تكاثرت نكباتُ الأمَّة، وتوالت عليها الأحداث والعبر، وتفتَّقت فيها الجروح، وسالت منها القُروح؛ ففي كلِّ يومٍ نسمع عَمَّا يلحق بأبناء أمَّتنا من مظاهر الهوان والإذلال في كثيرٍ من أجزاءها ومواقعها؛ من أذيَّة في دينهم واستعمارٍ لأرضهم واستغلالٍ لخيراتهم وهتكٍ لأعراضهم وتدنيسٍ لمقدَّساتهم، حتَّى صار هذا الأمر مألوفًا على الأسماع والأبصار، فلا تكاد فتنةٌ تَخْبُو نارُها حتَّى تهبَّ فتنةٌ أخرى، وتتعرَّض أمَّةُ الإسلام لبليَّةٍ عُظمى تُنسي ما تقدَّمها من مِحَنٍ وَرَزَايَا، وتمحو ما سبقها من فتنٍ وبلايَا.
ولم يسجِّل التَّاريخ قضيَّةً تجمَّعت فيها الأحقادُ العالميَّة، وبرزت فيها المتناقضاتُ الدّوليَّة، وتجلَّى فيها التَّلاعب، وتمادى بها التَّماطل؛ مثلمَا سجّل في قضيَّة فلسطين المسلمَة وقُدسها المقدَّسة.
وليس يخفى على أحدٍ مِنَ العالم في هذه الأيَّام ما يَحْدُث لأهالي غزَّة العُزَّل؛ مِنْ دمارٍ شاملٍ، وحصارٍ خانقٍ، وتقتيلٍ جماعيٍّ، وإبادةٍ ساحقةٍ، لا تفرِّق بين صغيرٍ وكبيرٍ، أو بين محاربٍ ومسالم، دُبِّر لها على مَسْمَعٍ مِنَ العالم، وتحت أنظاره، من طرف يهودِ صُهْيُون؛ إخوانِ القردة والخنازير، بسبب ما أسْمَوْهُ بملاحقةِ الجماعات الإرهابيَّة لإبادتهم واستئصالهم، ولا مَنْ يُحرِّك ساكنًا لإنقاذهم وتخليصهم من آلات الدَّمار الحاصد للأرواح، المخرِّب للعمران؛ لأنَّه في منطقِ ملَّة الكفَّار وأشياعهم، كما قِيلَ:
قَتْلُ رجلٍ في غابة جريمةٌ لا تُغْتَفَر * وإبادةُ شعبٍ بأكمله مسألةٌ فيها نَظَر
وقد يتساءل كلُّ مسلم غيورٍ عمَّا يجب أن يقوم به اتِّجاه إخوانه المضطرِّين؟! وما هو السَّبيل الأمثل لنصرهم وردِّ عدوان المعتدين عليهم؟!
وهذا هو المحكُّ الَّذي تُخْلَطُ فيه الأوراق، وتتباين فيه الحلول، وتكثر فيه الشِّعارات والمبادرات، وتُثَمَّنُ فيه المواقف أو تُبْتَذَل.
وقبل الحديث عن واجبِ المسلم حيال هذه المحنة؛ لابدَّ أن نبيِّن أنَّ قضيَّةَ فلسطين محنةٌ امتحنَ اللهُ بها جميعَ مُسْلِمِي هذا الزَّمان ضمائرَ وَهِمَمًا، وأموالاً ومواقفَ، فليستْ فلسطينُ لعربِ فلسطين وحدهم، وإنَّما هي للعرب كلِّهم، بل لجميع المسلمين.
ولستُ أدْرِي سِوَى الإسلام لي وَطَنًا * الشَّام فيه ووادي النّيل سيَّان
وحيثما ذُكِرَ اسمُ الله في بلدٍ * عَدَدْتُ أرجاءه من لبِّ أوطاني
وحتَّى لا نغالط التَّاريخ يجب أن نذكر أنَّ فلسطين حقٌّ مُضَاع، فرَّط أهلُه في الحفاظِ عليه.
ابْكِ مثل النِّساء ملكًا مُضَاعًا * لم تحافظ عليه مثل الرِّجال
ثمَّ إنَّ هذا الحقَّ المضاع من أرض فلسطين وقدسِه الجريح؛ لا يُنال هِبَةً أو عربونَ صداقةٍ مِنْ أعداء المسلمين، وبلا تضحيةٍ أو ثَمَنٍ، ولا يُنال بالهويْنَا والضّعف والتَّخاذل، ولا يُنال بالشِّعريَّات والخطابات، وتنظيم المظاهرات والمسيرات، والاجتماعات الطَّارئة والتَّنديدات، و.. و..!!! وإنَّما يُنال بالحَزْم والعزم والاتِّحاد والقوَّة وتغيير ما بالنُّفوس والعقول والقلوب.
فلا سبيل لوقف زحفِ الغادرين، ولا سلاحَ يردُّ كيد المعتدين إلاَّ بمعالجة الأسباب الَّتي أوصلتنا إلى الضَّعف والانتكاس، والعمل على إزالتها ومحوها من قاموس مسيرة الأمَّة، وتعويضها بالأسباب الجالبة للنَّصر والغلبة والعزِّ والتَّمكين، فإنَّ القضايا العادلة والحقوق المشروعة لا تُنال بالأقلام والأفلام، ولا بالأعلام والإعلام، ولا بالأماني والأحلام، وإنَّما تُنال بتغيير ما بالنَّفس من اعوجاج وانحرافٍ، وإصلاح العقول قبل خوض المعارك والخُطُوبِ، إنَّ القول لدى الله لا يبدَّل: ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.
ولا يخالفُ عاقلٌ إذا قُلْنَا: إنَّ ما حدث ويحدث من تسلُّط الأعداء على آحاد المسلمين وجماعاتهم، واعتداءٍ على كرامتهم ومقدَّساتهم؛ إنَّما هو بسبب الذُّنوب والمعاصي: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾.
ومن أسباب هذا التَّسلُّط ـ وهو من أعظم الأسباب ـ: فشوُّ الجهل بأحكام الدِّين وتعاليمه، وبخاصَّة فيما يتعلَّق بأمور المعتقد، فكثيرٌ من مجتمعات المسلمين قد ترسَّبت فيها كثيرٌ من البدع العقديَّة، فضلاً عن البدع في الفروع، فكم يُرى ويُسمع ويُقرأ عمَّا يحصل في كثير من بلاد المسلمين؛ منَ الذَّبح لغير الله والطَّواف حول الأضرحة وتعظيم القبور، حتَّى أصبح التَّوحيد الخالص غريبًا بين أهله بسبب تكاثر البدع وترسُّب جذورها.
ومن أسباب التَّسلُّط: الإعجاب والتَّبعيَّة لأعداء الإسلام، دون النَّظر في المعايير الشَّرعيَّة في المحاكاة والمشابهة، وهذا مصداق قول النَّبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَتَبِعْتُمُوهُمْ؛ قيل: يا رسول الله! اليَهُود والنَّصَارَى؟! قَال: فَمَنْ؟!".
ومن أسباب التَّسلُّط: كثرةُ العصبيَّات لجِنْسٍ أو لَوْنٍ أو لِسانٍ، والانضمام تحت لواء تلك العصبيَّة، والدَّعوة إليها، وتمجيدها، والمنافحة عليها، فاختلَّ عند أكثر المسلمين ميزانُ الولاء والبراء، وغابت معالمه؛ فزادوا الأمَّة فرقةً وتناحرًا، وأَوْقَدُوا بذلك نار العداوة والبغضاء، فلا هم للإسلام نصروا ولا لأعدائه كسروا، بل أعانوا أعداءه على تمزيق شَمْلِه وتفريق كلمته.
ومن أسباب التَّسلُّط: تمكُّن روح الانهزاميَّة والشُّعور باليأس والقنوط في نفوس طوائف المسلمين؛ مع أنَّ الله يقول: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾!
ومن الأسباب: تعطيل شعيرة الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، حِسًّا ومعنًى، حتَّى أصبح المعروفُ منكرًا، والمنكرُ معروفًا، وهذا من أسباب حلول اللَّعنة والعقاب، كما قال جلَّ ذكرُه: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾، فأذلَّ الله أمَّةً بسبب تضييعها لهذه الشَّعيرة والتَّقصير في القيام بها على الوجه المطلوب.
وفي المقابل رفع الله أمَّةً بسبب حفظها لهذه الشَّعيرة والقيام بها؛ فقال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾.
ومن أسباب التَّسلُّط: الغفلةُ عن مخطَّطات الأعداء ومكائدهم في قهر الإسلام وأهله؛ كإلهائهم وإشغالهم بأنواع اللَّهو واللَّعب؛ لصدِّهم عن ذكر الله واهتمامِهم بالأمور المصلِحَة لشأنهم دينًا ودنيَا، مع أنَّ الله يقول: ﴿وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾.
إنَّ مشكلة المسلمين اليوم؛ ليست في عَدَدِهم، فَهُمْ كما قال النَّبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (بَلْ أَنْتُمْ كَثِيرٌ)، وقد شبَّه هذه الكثرة بغثاء السَّيل، وهو ما يَبُسَ مِنْ نَبَاتٍ؛ فيجرفه السَّيل ليلقيه في الجوانب؛ إشارةً إلى حقارته ودناءَته، وشبَّههم به لقلَّة شجاعتهم وضعفهم وخذلانهم، وتفريطهم في الأخذ بأسباب النَّصر الحقيقيَّة، والتي منها أنَّ النَّصر والتَّمكين لهذه الأمَّة إنَّما هو ثمرة لإيمانها بالله وإقامة شرعه، فإذا مكَّنوا لدين الله في حياتهم؛ مكَّن اللهُ لهم في الأرض وأظهرهم على أعدائهم؛ كما قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ﴾ الآية.
ومنها: الإعداد لتقوية شوكة المسلمين مادِّيًّا واقتصاديًّا؛ ليتمكَّنوا من مواجهة أعدائهم، وردِّ العدوان عن أنفسهم؛ كما قال تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الخَيْلِ﴾ الآية.
وهذا القتال لا يُمكن أن يكون؛ إلاَّ إذا اجتمعت كلمةُ المسلمين، كما اجتمعت كلمةُ الكفَّار على حرب المسلمين، قال تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا المُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَه مَعَ المتَّقِينَ﴾.
قال ابن كثير: «أي كما يجتمعون إذا حاربوكم؛ فاجتمعوا أنتم ـ أيضًا ـ إذا حاربتموهم، وقاتلوهم بنظير ما يفعلون».
والسُّؤال الَّذي يطرح نفسَه في كلِّ مرة:
هل اجتمعت كلمةُ المسلمين اليوم على الحقِّ الأبلج المبين، من الاعتقاد الصَّحيح والمنهج السَّليم والرُّؤية الصَّائبة في معالجة المستجدَّات وقضايا الوضع الرَّاهن، منطلقين من أصول الشَّرع المطهَّر؛ كتابًا وسُنَّةً وإجماعًا؟!
والجواب: إنَّ الكلمة لم تجتمعْ بَعْدُ، ولن تجتمع ما دام في صفِّهم مَنْ يدين اللهَ بسبِّ الصَّحابة والقول بعصمة الأئمَّة والتَّحزُّب للطَّوائف والجماعات!!! وما إلى ذلك من المعتقدات الفاسدة والأفكار والتَّوجُّهات الدَّخيلة على أمَّة الإسلام ودينها.
ولابدَّ أن يَعِيَ المسلمون أنَّ الكفَّار لا يهدأُ لهم بالٌ، ولا يستقرُّ بهم حالٌ، ولا يضعون أسلحتهم ولا يكفُّون ألسنتهم بالسُّوء حتَّى يتخلَّى المسلمون عن دينهم، ويهجروا إلى الأبد شخصيَّتهم، وتذوب هويَّتُهم بين سائر الملل الضَّالَّة.
وما دام حالُ المسلمين اليوم ـ للأسف الشَّديد ـ على هذا النَّحو المذكور؛ فإنَّنا لا نملك لإخواننا في فلسطين ـ وأهالي غزَّة خاصَّة ـ إلاَّ التَّوجُّه إلى الله ـ العليم بحالهم ـ بالدُّعاء لهم في جميع الأحوال، عسى أن يَكُفَّ اللهُ عنهم بأسَ الَّذين كفروا، والله أشدُّ بأسًا وأشدُّ تنكيلاً.
اللَّهمَّ انصر إخواننا في فلسطين وفي كلِّ مكان، انصرهم نصرًا عزيزًا، وافتح عليهم فتحًا مبينًا.
اللَّهمَّ كُنْ لهم عونًا ونصيرًا، ومؤيِّدًا وحافظًا؛ فإنك قلت: ﴿وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا﴾.
اللَّهمَّ وحِّد كلمتهم، واجمع شملهم، واجبر ضعفهم، وفكَّ أسرهم.
وعليك اللَّهمَّ باليهود الغاصبين، والكفرة المعتدين، اللَّهم احصهم عددًا وفرِّقهم بَدَدًا واجعلهم عبرةً للمعتبرين.
اللَّهم اشْدُد على قلوبهم، واطمس على أموالهم، وأَلْحِقْ بهم عذابك ورجزك؛ إنَّ عذابك بالكافرين ملحق.
اللَّهمَّ طهِّر المسجد الأقصى من حثالة القردة والخنازير، ورُدَّه إلى حوزة المسلمين مُعزَّزَ الأركان، وأَبْهَى ممَّا كان؛ إنَّك نِعْمَ المولى وعليك التُّكلان، وأنت وحدك المستعان، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بك، يا كريمُ يا منَّان.

منقول
من موقع راية الإصلاح
( لسان حال الدعاة إلى الله في الجزائر
)










قديم 2009-01-18, 09:52   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ابو اكرام
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

منقول من مشاركة الأخ حاتم الفرائضي


أفتى سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية، فضيلة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ –حفظه الله تعالى-

بالقنوت لنازلة المسلمين في فلسطين، وما يلقاه إخواننا المحاصرون في قطاع غزة،

عسى الله أن يشكف عنهم الكرب والغمة.

يقنت فضيلته بدءاً من صلاة العشاء هذه الليلة؛ ليلة الثلاثاء الموافق الثالث عشر من شهر الله المحرم من عام 1429هـ.

وقد رأى فضيلته أن يقتصر في الدعاء على النازلة الموجبة له

دون تطويل بما لا يقتضيه المقام أو يضعف تعلقه بالنازلة.

فالله نسأل أن يرحم إخواننا المستضعفين في قطاع غزة، وأن يكون لهم ناصراً ومؤيداً وظهيراً،

وأن يجلي الغمة عنهم، ويذهب كربهم، ويصلح أحوالهم، ويكبت أعداءهم، إنه نعم المولى ونعم النصير

الاثنين 13/1/1429هـ عصراً في إذاعة القرآن الكريم ببرنامج سؤال على الهاتف










قديم 2009-01-18, 09:53   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ابو اكرام
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ؛ و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين ؛ و على آله و صحبه و إخوانه ؛ أما بعد :


فهذه خطبة جمعة 5 المحرم 1430 هـ للشيخ الفاضل عز الدين رمضاني -حفظه الله-

و كانت الخطبة الأولى تحت عنوان

" فضائل شهر المحرم ، و التحذير مما أُحدث فيه من البدع و الضلالات "


و أما الثانية

" وقفة مع أهل غزة"


أسأل الله أن ينفع بها ، إنه هو السميع العليم


للتحميل
https://www.rayatalislah.com/Sounds/k...ani/mp3/39.mp3










قديم 2009-01-18, 09:55   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ابو اكرام
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

البيان الأخوي الحميم

على حدث «غَزَّةَ» الأليم



الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرْسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:

فإنّ المآسي المحزنةَ والأحداثَ الداميةَ المؤْلمةَ التي يُعايِشهَا قِطاع «غَزَّةَ» والأراضِي الفلسطينية -حاليًا- ما هي إلاّ حلقَةٌ متواصلةٌ من سلسلةِ المؤامراتِ الصهيونيةِ ومخططاتها المدمِّرةِ لإشاعةِ الفوضَى، وإثارةِ الفتنِ، والوقيعةِ بين الشعبِ الفلسطيني ودولتِه وشعوبِ المنطقةِ، بل مع عامةِ المسلمينَ مصحوبًا بالإرهابِ الفكريِّ والعسكريِّ بتأييدِ الدولِ القويةِ، وتعزيزهَا في تنفيذِ مخططاتها الهادِفَةِ إلى إضعافِ شوكةِ المسلمينَ، وتشتِيتِ صفِّ الفلسطينيينَ، وكسرِ إرادةِ شعبهمْ وتمييعِ قضيتهِمْ.

هَذَا، وإِنَّ إدارةَ موقعِ الشيخِ محمدِ علي فركوس -حفظه الله- تتتبع -بكلِّ ألمٍ وأسَى- ما حصلَ ويحصلُ لإخواننَا المسلمينَ في الأراضِي الفلسطينيةِ وفي قطاعِ «غَزَّةَ» منْ غمَّةٍ ونكبةٍ، وتقتيلٍ وتشريدٍ، وتفجيرٍ وتدميرٍ، وغيرِ ذلكَ من تنفيذٍ للتدبيراتِ العدوانيةِ والمخططاتِ الإرهابيةِ اليهوديةِ، وما يمدهَا به إخوانها في الغيِّ من طاقةٍ ماديةٍ وبشريةٍ ومعنويةٍ، فإنها تعكسُ الحقدَ الدفينَ الذي يُكنّهُ عمومُ الكفَّارِ للمسلمينَ.

وانطلاقًا منْ واجبِ الأخوَّةِ الإيمانيةِ، فإنَّ الموقفَ الشرعيَّ يُوجبُ على المسلمينَ الوقُوفَ معَ إخوانهمْ الفِلسطينيينَ في البأساءِ والضراءِ، وحينَ البأسِ، عملاً بقولهِ تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات: 10] وأنْ يُحبَّ لهم ما يُحبُّ لنفسهِ، ويَكرهَ لهم ما يَكرهُ لنفسهِ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» (١- أخرجه البخاري كتاب الإيمان، باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه: (13)، ومسلم كتاب الإيمان: (170)، من حديث أنس رضي الله عنه) ولقولهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَىٰ مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» (٢- أخرجه البخاري كتاب الأدب، باب رحمة الناس والبهائم: (5665)، ومسلم كتاب البر والصلة: (6586)، من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه) وقولهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «المؤمنُ للمؤمنِ كالبُنيانِ يشُدُّ بعضُهُ بعضاً» (٣- أخرجه البخاري كتاب المظالم، باب نصر المظلوم: (2314)، ومسلم كتاب البر والصلة: (6585)، من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه)

كما يدعُو الموقفُ الشرعيُّ التعاونَ على نصرتهمْ -بصدقٍ وإخلاصٍ- لإزالةِ العدوانِ ورفعِ الظلمِ والأذَى والطغيانِ، كُلٌّ بحسبِ قدْرتهِ، وحجْمِ استطاعتِهِ، سواء بالتعاونِ المادِّي لقوامِ أبدانهمْ بالتغذيةِ والتداوِي، وتقويةِ شوكتهمْ، أوْ بالتعاونِ المعنويِّ، والتآزرِ معهمْ بنصرةِ قضيتهِمْ على نِطاقٍ خاصٍّ أو عامٍّ، سواء في المؤتمراتِ والمحافلِ الدوليةِ، أو القاريةِ، أو الإقليميةِ، أو الشعبيةِ، ومنَ الدّعم المعنويِّ: التوجهُ إلى الله تعالى بالدعاءِ لهمْ بكشفِ غمّةِ آلامهمْ، ومحنتهمْ، ومأساتهمْ، ورفعِ بليتهمْ وشدتهمْ، وإصلاحِ أحوالهمْ وتحقيقِ آمالهمْ، ولمّ شملهمْ، وترشيدِ أقوالهم، وتسديدِ أعمالهمْ لما يحبُّه الله ويرضى، فإنّ الرجوعَ إلى الله تعالى بإخلاصٍ وصدقٍ وتقوى، والاستعانةَ بالصبرِ والصلاةِ، مع إعدادِ العُدَّةِ الماديةِ، ومشاورةِ أهلِ العلمِ والرشادِ، لهو منْ أعظمِ أسبابِ النصرِ، ونزولِ الرحمةِ، وكشفِ الغُمّةِ، والتوفيقِ والسدادِ.

هَذَا، وأخيرًا نُوصِي إخوانَنَا المسلمينَ في فِلسطينَ أنْ يجمعُوا كلمتهمْ على الحقِ، ويلمُّوا شملهمْ وشعثهمْ، وأنْ يوحِّدُوا جهودهمْ، ويفرزُوا صفوفهمْ، ليميزُوا بين الصديقِ والعدوِ، والخبيثِ والطيّبِ، ليكونُوا صفًّا منيعًا ضدَّ تحدِّي عدوهمْ الذي يتربصُّ بهم الدوائرَ، ليفوِّتُوا عليهِ مخططَهُ الإجرامِيَّ، ومشاريعَهُ العدوانيةَ.

نسألُ الله تعَالى العَليَّ القديرَ أنْ يُصلحَ أحوالَ المسلمينَ في فلسطينَ والعراقِ، وسائرَ بلادِ المسلمينَ، وأنْ يجمعَ كلمتهُمْ على التوحيدِ والتقوَى والدِّينِ، وأنْ يَكشفَ محنتهُمْ ويُسدِّدَ خُطاهمْ، وينصرهُم على أعداءِ الإسلامِ والمسلمينَ، اللّهمَّ اجعَل كيدَ أعدائِكَ في نحورهِمْ، ونعوذُ بكَ اللَّهمَّ منْ شرورِهِمْ.

وآخر دعوانَا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمينَ، وصلَّى الله عَلَى محمَّدٍ وعلَى آلهِ وصحبهِ وإخوانِهِ إلى يومِ الدِّينِ.



الجزائر في: 06 المحرم 1430ﻫ

الموافق ﻟ: 03 جانفي 2009م


١- أخرجه البخاري كتاب الإيمان، باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه: (13)، ومسلم كتاب الإيمان: (170)، من حديث أنس رضي الله عنه.

٢- أخرجه البخاري كتاب الأدب، باب رحمة الناس والبهائم: (5665)، ومسلم كتاب البر والصلة: (6586)، من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه.

٣- أخرجه البخاري كتاب المظالم، باب نصر المظلوم: (2314)، ومسلم كتاب البر والصلة: (6585)، من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.

https://www.ferkous.com/rep/Bayan.php










قديم 2009-01-18, 09:57   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ابو اكرام
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

خطبة حول مأساة غزة ( مفرغة ) :
الشيخ علي بن يحيى الحدادي (*)


الخطبة الأولى :

أمابعد:
فاتقوا الله عباد الله، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوها قبل أن توزنوا، واستعدوا للعرض الأكبر على من لا تخفى عليه أعمالكم، فالسعيد من تهيأ للرحيل فتخفف من الذنوب والزلات بالتوبة الصادقة، والاستكثار من شعب الأيمان والأعمال الصالحة.

محنة غزة :

أيها الإخوة في الله: يمر إخوتنا في فلسطين في هذه الأيام بمحنة من أصعب المحن وأقساها، وأشدها إيلاماً وأنكاها، إذ يواجهون عدواً غاشماًظالماً لا يرقب في مؤمن إلا وذمة، سفك دماءهم ومزق أجسادهم ، واستباح ديارهم، لايفرق بين ذكر وأنثى وصغير وكبير. في مشاهد تتفطر لها الأكباد، وتذرف لها الدموع والله المستعان.

إننا ونحن نتابع مثل هذه الأحداث المؤلمة لنبحث عن الشيء الذي يمكننا به مدُ يد العون لهم، وإبراءُ الذمة أمام الله الذي جعل المؤمنين إخوة في الدين، وشرع أن يكونوا فيما بينهم متراحمين متعاطفين، لا يخذل بعضهم بعضاً ولا يسلم بعضهم بعضاً، إننا نجد أنفسنا نحن _معشر المواطنين_ لا نملك لهم إلا الدعاء الصادق لهم، بأن يرفع الله محنتهم ويكشف غمتهم، ويحقن دماءهم ويتقبل قتلاهم، ويشفي مصابهم ومرضاهم، ويربط على قلوبهم، وأن يبدلهم من بعد خوفهم أمنا، وأن يولي عليهم خيارهم الذين يبحثون عن مصلحة شعبهم بمراعاة أحكام الشريعة وحِكَمها.


هذا الدعاء ومثله هو الذي نملكه ونستطيعه في كل ساعة من ليل أو نهار في سجودنا في أدبار صلواتنا بعدالتشهد في الثلث الأخير من الليل بين الأذان والإقامة وفي غيرها من الأوقات والأحوال.
إن الدعاء سلاح عظيم لا يستهين به إلا جاهل غفل أو تغافل عن قوله تعالى (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم).

ونملك لهم بذل المساعدات المادية من مال وطعام ولباس وخيام عن طريق القنوات الرسمية التي تضمن وصولها بإذن الله إلى المستحقين، وتفوّت الفرصة على أصحاب القلوب المريضة بتغيير مسارها إلى جهات أخرى.


بيان اللجنة الدائمة بشأن أحداث غزة

ويملك أصحاب العلم والقلم واللسان من العلماء العقلاء الناصحين أن يوجهوا النصائح الصادقة النافعة لأصحاب القرار في فلسطين والتي تعينهم على تجاوز محنتهم وتخفيف آلامهم وقد أحسنت اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة سماحة المفتي حفظه الله حيث أصدرت بياناً عظيماً في هذا الشأن نسال الله أن ينفع به.

اشتمل البيان على إظهار مشاعر والأسى والحزن والألم على ما حل بأهل فلسطين عامة وأهل غزة خصوصاً


ثم بينت أن هذا الحدث الأليم يوجب على المسلمين الوقوف مع إخوانهم الفلسطينيين، والتعاون معهم ونصرتهم ومساعدتهم ، والاجتهاد في رفع الظلم عنهم بما يمكن من الأسباب والوسائل تحقيقًا لإخوة الإسلام ورابطة الإيمان ، قال الله تعالى : ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ وقال ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ﴾ وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا ، وشبك بين أصابعه ) متفق عليه وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) متفق عليه . وقال عليه الصلاة والسلام(المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه ولا يحقره) رواه مسلم

ثم بينت اللجنة أن النصرة شاملة لأمور عديدة حسب الاستطاعة ومراعاة الأحوال سواء كانت مادية أو معنوية ، وسواء كانت من عموم المسلمين بالمال ، والغذاء ، والدواء ،والكساء ، وغيرها ، أو من جهة الدول العربية والإسلامية بتسهيل وصول المساعدات لهم، وصدق المواقف تجاههم ، ونصرة قضاياهم في المحافل ، والجمعيات ، والمؤتمرات الدولية والشعبية

ومن ذلك - أيضًا - بذل النصيحة لهم ، ودلالتهم على ما فيه خيرهم وصلاحهم ، ومن أعظم ذلك - أيضًا - الدعاء لهم في جميع الأوقات برفع محنتهم ،وكشف شدتهم ، وصلاح أحوالهم ، وسداد أعمالهم وأقواله


ثم أوصى البيانُ المسلمين في فلسطين بتقوى الله تعالى والرجوع إليه سبحانه و بالوحدة على الحق ، وترك الفرقة والتنازع ، وتفويت الفرصة على العدو التي استغلها وسيستغلها بمزيد من الاعتداء والتوهين
ونصحتهم اللجنة بمشاورة أهل العلم والعقل والحكمة في جميع أمورهم ، فإن ذلك أمارة على التوفيق والتسديد .

ثم دعا البيان عقلاء العالم والمجتمع الدولي بعامة للنظر في هذه الكارثة بعين العقل والإنصاف لإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه ، ورفع الظلم عنه حتى يعيش حياة كريمة ، ثم شكر البيان كل من أسهم في نصرتهم ومساعدتهم من الدول والأفراد .

ثم دعا الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا : أن يكشف الغمة عن هذه الأمة ، وأن يعز دينه ، ويعلي كلمته وأن ينصرأولياءه ، وأن يخذل أعداءه ، وأن يجعل كيدهم في نحورهم ، وأن يكفي المسلمين شرهم ،إنه ولي ذلك والقادر عليه.

ونحن في هذا المقام نسأله سبحانه أن يتقبل هذاالدعاء وان ينفع بهذا البيان وأن يرفع الغمة ويكشف الكربة إنه سميع قريب مجيب الدعاء

أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب فاستغفره إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

أما بعد:

كنا تحدثنا عما يستطيع أن يقوم به أفراد المسلمين من العامة وأهل العلم تجاه إخوانهم في فلسطين في محنتهم هذه ومر في البيان الإشارة إلى ما تستطيعه الدول الإسلامية حيث جاء فيه أن مماتستطيعه (تسهيل وصول المساعدات لهم ، وصدق المواقف تجاههم ، ونصرة قضاياهم في المحافل ، والجمعيات ، والمؤتمرات الدولية والشعبية)


حكام العالم الإسلامي عليهم أيضاً مسؤولية
النصرة والوقوف بجانب إخوانهم

فحكام العالم الإسلامي عليهم أيضاً مسؤولية النصرة والوقوف بجانب إخوانهم في محنتهم لكن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، سواء بالنظر إلى الأفراد أو الحكومات فلا يطالبون بما لا يقدرون عليه. من تدخل عسكري أو نحوه

وقد أحسنت دولتنا أيدها الله بقيادة خادم الحرمين وولي عهده الأمين فأمرت بتسيير قوافل الإغاثة كما دعا خادم الحرمين إلى حملة شعبية لجمع التبرعات وهذا كله مما يساهم إن شاء الله في تخفيف المعاناة وتجاوز المحنة. نسأل الله أن يكتب أجرهم وأن يوفق حكام المسلمين لما فيه صلاح للإسلام وأهله.


إحذروا سلوك مسلك الخوارج
والتهييج الذي يفتح باب الفتن

أيها الإخوة:
إن من الناس من يتخذ مثل هذه المصائب فرصة لسلوك مسلك الخوارج الذين حذر النبي صلى الله عليه وسلم منهم أقول من الناس من يسلك مسلكهم ويمشي في إثر خطواتهم من حيث يشعر أو لا يشعر فتراه لا يفتأ يسب ولاة أمور المسلمين ويلعنهم، بل من هم من يحرض عليهم ويثير الأحقاد والضغائن في قلوب جلسائه عليهم.

وهذا كله لا يجوز بل هو من الغيبة المحرمة ومن التهييج الذي يفتح باب الفتن العظيمة، بل وينذر بكوارث مستقبلية و فتن عظيمة في مواقعَ من العالم الإسلامي وعلاج المشكلة لا يكون بفتح مشكلات أخرى.


لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة

أيها الإخوة:
لنكن صرحاء مع أنفسنا ولنعرف حدود إمكاناتنا وقدراتنا ولنتعامل مع عدونا على بصيرة وبيّنة بما عنده وماعندنا .


لقد كان الصحابة يستأذنون الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة أن يقاتلواعدوهم فيأبى عليهم ويمر عليهم وهم يعذبون ويؤذون ويمتحنون في دينهم إلى درجة القتل فلا يملك لهم إلا المواساة (صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة).

وحين تكالب العدوفي الأحزاب استشار النبي أصحابه من أهل المدينة في أن يتنازل عن نصف ثمار مزارع المدينة يسلمها لأحد قادة الكفر ممن جاء لغزو المدينة حتى يرجع عنها.


وفي صلح الحديبية وافق النبي صلى الله عليه وسلم على شروط ظاهرها الغضاضة والذلة والهوان على المسلمين في سبيل مصلحة حقن الدماء ومن ذلك أن يرجع بلا عمرة في تلك السنة، وأن مَن قدم المدينة مسلماً من أهل مكة فاراً بدينه يرده إليهم، ومن ارتد من أهل المدينة ولحق بقريش فلا يملك عليه الصلاة والسلام المطالبة به.. ومع ذلك وافق النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك كله .. فنحن نذكر أنفسنا وإخواننا بمثل هذه السياسة الشرعية من النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الظروف لأنها هي الأنسب لواقع المسلمين اليوم.

الرجوع إلى الدين هوسبيل العز والتمكين

وفي الوقت نفسه على المسلمين أن يأخذوا بأسباب القوةوالعزة وعلى رأس ذلك الرجوع الحقيقي إلى الدين بإفراد الله بالعبادة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاولة الاستغناء عن عدوهم اقتصاديا وعسكرياً في خطط مستقبلية جادة.


وفي ختام هذه الخطبة أنصح نفسي وإخواني بكف الألسن عن القيل والقال وبالاشتغال بما ينفع ورد الأمور إلى أهلها.

إن كثيراً من مجالسنا تضيع في القيل والقال والخوض في قضايا لا نعرف بواطنها واقعاً ولا حكمها شرعاً في جدل عقيم وخصومات منكرة تورث ضياع العمر سدى وتغيرالقلوب ثم نقوم عنها بخسارة دون ربح حيث لم يسلم لنا ديننا ولم تصلح قلوبنا ولم ننفع إخواننا بشيء. وهذا مما يريده الشيطان ويسعى إليه.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين .

اللهم إنا نسألك في هذا المقام الكريم أن ترحم إخواننا في فلسطين، اللهم ارحم ضعفهم واجبر كسرهم، وارفع محنتهم، اللهم تقبل قتلاهم واشف مرضاهم، وآمن روعاتهم واستر عوراتهم، واجمع كلمتهم يا أرحم الراحمين.

اللهم عليك باليهود المعتدين فإنهم لا يعجزونك اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحداً اللهم شتت شملهم وخالف بين كلمتهم واجعلهم بأسهم بينهم وسلط بعضهم على بعض واجعلهم تدميرهم في تدبيرهم يا قوي عزيز.

اللهم أعز دينك وأعل كلمتك وانصر أولياءك واخذل أعداءك، اللهم اصرف عنا وعن المسلمين كيد الأشرار ومكر الفجار اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم.

اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم ارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يارب العالمين.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

المصدر:
https://www.haddady.com/ra_page_views...page=16&main=5

----------------------------------
(*) العناوين الفرعية من إضافتي










قديم 2009-01-18, 09:59   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ابو اكرام
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الأجوبة النجمية على الأسئلة الفلسطينية
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و صلى الله وسلم على سيدنا محمد و على آله وصحبه أجمعين ، أما بعد : في هذه الليلة الطيبة من ليالي هذا شهر المبارك ، سوف يحصل لقاء مع فضيلة الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى

السؤال الأول : ما هي السبل الكفيلة لنشر الدعوة السلفية في فلسطين ؟ و بأي شيء نبدأ في تعليم الناس العقيدة الصحيحة ؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، و الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على اشرف الانبياء و المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
الحقيقة أن نشر العقيدة الصحيحة - السبل الكفيلة بنشرها - هي لا بد أن تكون مؤيدة من السلطة الموجودة ، و الآلات التي توصل الكلام ، توصله إلى الغير ، تكون موجودة أيضاً ؛ فإذا توفر هذان الأمران فإنه في هذه الحالة يكون التعليم تكون له ثمرته و فائدته ، و نسأل الله عز وجل أن يهيأ لكم الأمرين جميعاً .
و إن أهم ما يجب أن يعلمه أهل الجهل هو معرفة أساس الدين و أصله و قاعدته ، أولاً : التوحيد الذي كلفت به الرسل ؛ و كل رسول لا يبدأ بشيء غير التوحيد ، فإذا اسقرأنا كتاب الله عز وجل و ما جاء في إخبار الله عز وجل عن رسله و كيف كان خطابهم كل رسول لأمته نجد أن كل منهم يقول : { يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } و قد أخبرنا الله عز وجل بأن جميع الرسل أيضاً كلهم كلفوا بهذا كما قال سبحانه و تعالى { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } [ النحل : 36 ] و كما قال سبحانه و تعالى: { و َمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ } [ الأنبياء : 25 ] .
إذن فالأساس للدين ؛ هو الذي ينبغي أن يُبدأ به و ينبغي أن يتعلمه الناس ، و عليكم بكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، وكذلك ما كتب من رسائل ، تلك الرسائل بينت أساس التوحيد فعليكم بتعليمها للناس حتى يعرفوا عقيدتهم .

السؤال الثاني : فضيلة الشيخ كيف تقرؤون واقع فلسطين الحالي ؟ و هل الجهاد في فلسطين هو جهاد صحيح ؟ و ماذا يصنع الفلسطينيون حيال اعتداءات اليهود المتكرره على مقدراتهم ؟
الشيخ : على كل حال وضع الفلسطينيين معروف بأنهم ظلموا بأن أحتلت أرضهم و سفكت دمائهم و انتهكت أعراضهم و جرّفت مزارعهم و أخذت أموالهم و منعوا من أن يؤدوا عبادة ربهم في الوضع الذي ينبغي أن يكون ، و هذا كله حاصل عليهم ، فعليهم أن يتوكلوا على الله و أن يجاهدوا ، و لكن ينبغي لهم في هذا الوضع أن يتقوا الله في أنفسهم و أن يعودوا إلى كتاب الله و إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم و يجمعوا كلمتهم على الحق ، و إذا اجتمعت كلمتهم على الحق فهم جديرون بعد ذلك أن يكون لهم نصرة إن يسر الله سبحانه وتعالى لهم الجهاد على ذلك ، و الإختلاف الحاصل بسبب الحزبيات التي هي موجودة على الساحة ، هذا مما يعرقل ، فينبغي رفض تلك الحزبيات جميعاً و الإجتماع على كتاب الله ، على ما قرره كتاب الله و ما قررته سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالله سبحانه و تعالى يقول في كتابه : { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } [ الأنبياء : 92 ] { وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ } [ المؤمنون : 52 ] فينبغي للفلسطينيين أن يرفضوا جميع الحزبيات ، التي كل حزب منها يريد أن تكون السيطرة له و أن يكون هو المتصدر في هذا الأمر و يجتمعوا كلهم على كلمة لا إله إلا الله محمداً رسول الله و يحكموا شرع الله في وضعهم ، نعم

السؤال الثالث : يقول ؛ هل السلام المزعوم ؛ هل هو من الشرع ؟ وهل عدم قبوله هو من الخروج على ولي الأمر ، و مدعاة للفتنة ؟
الشيخ : السلام إن حصل بأمر جدي من الفلسطينيين ؛ بشرط أن لا يكون فيه هضم لحقوق المسلمين ، بل تكون حقوقهم مضمونه ، و يتمتعون في جهتهم بحقوقهم ، و دولتهم تكون مستقلة فهذا ربما يقال كما قيل : حنانيك بعض الشر أهون من بعض ، إذا لم يمكن إخراجهم من فلسطين فإنه يكون هذا أقل ما يمكن أن يحصل للفلسطينيين أما بدون هذا فلا حول ولا قوة إلا بالله ، نعم

السؤال الرابع : يقول السؤال ؛ هل يجوز محاباة إحدى الحزبيات لإستظهار الدعوة ؟
الشيخ : الدعوة لابد أن يكون فيها رفض للحزبيات جميعاً ، و يعودون إلى كتاب الله و إلى سنة رسول الله يعودون إلى التوحيد ، إلى أساس التوحيد ، يحكمون القرآن و يحكمون السنة و ينهجون المنهج السلفي الصحيح ، إذا اجتمعوا على هذه الكلمة و إلا فلا .
سائل آخر : شيخ [ ... ] جماعات منتشرة و كأن زمام الأمور لا [ ... ] هؤلاء الجماعات ، فهل يجوز مهادنتهم و الدخول معهم مع نشر المذهب و التحبب بالمذهب السلفي ؟
الشيخ : و الله إذا كان مثلاً لا يجدون لهم سبيلاً إلا ذلك ؛ فلعله يقال كما قيل : حنانيك بعض الشر أهون من بعض ، و إلا فالحقيقة أن الواجب على هؤلاء كلهم أن يرفضوا حزبياتهم و يعودوا إلى الحق إلى التوحيد إلى السنة ، يحكموا شرع الله في أنفسهم و في ما هو بينهم .

السؤال الخامس : يقول ؛ هل تعتبر حماس ولاة أمر بالنسبة لنا ، كونهم هم الحكومة و هل يجب طاعتهم و عدم التكلم ببدعهم و ضلالاتهم من باب عدم استغابة الحكام ؟
الشيخ : حسبنا الله ونعم الوكيل ، حسبنا الله ونعم الوكيل .

السؤال السادس : يقول ؛ هل الخروج على الحكومة الفلسطينية التي تقودها حماس ، طالما أن الموظفين لم يستلموا رواتبهم منذ شهر ؟
الشيخ : على كل حال هم يطالبون برواتبهم ، و يطلبون منهم أن يفسحوا لهم المجال على الأقل في الدعوة السلفية ، و أن لا يعارضوهم في الدعوة السلفية ، بل يتركون لهم حرية الدعوة إلى الله عز وجل ، ولا يمنعوهم من ذلك ، ولا شك أن أصحاب الحزبيات هؤلاء معروف عنهم أنهم إذا صارت لهم السلطة فهم لا يريدون أحد أن يتكلم في سلطتهم الحزبية ، نعم .

السؤال السابع : يقول ؛ ما هو حكم الشرع بالإضراب القائم في فلسطين و خاصة في ما يتعلق بالمدارس و المستشفيات ؟
الشيخ : الإضراب ليس من الشرع الإسلامي ، الإضراب ليس من الشرع الإسلامي و إنما هو من الأوضاع التي أخذت عن الكفار .

السؤال الثامن : يقول ؛ من أخطر على الإعتقاد الصحيح هل هي حماس الإخوانية ، أم فتح العلمانية ، من أخطر من هاتين الجماعتين ؟
الشيخ : كلاهما خطير ، كلاهما خطير .

السؤال التاسع : يقول ؛ هناك من ينادون بتغير الفتاوى بتغير الزمان ، فما ردكم على هؤلاء ؟
الشيخ : الفتاوى التي في شرع الله عز وجل و على موجب كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا يجوز أن تتغير بتغير الزمان مهما يكن الأمر .

السؤال العاشر : يقول ما هي أوصاف الداعية ؟
الشيخ : أوصاف الداعية أن يكون عالماً بما يدعوا إليه ، عالماً بالكتاب عالماً بالسنة عالماً بالتوحيد عالماً بالعقيدة عالماً بكيفية الدعوة و بأي شيء يَبدأ ، هذا هو الذي ينبغي .

السؤال الحادي عشر : يقول ؛ يقول حزب التحرير أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص ما هو تعقيبكم على ذلك ؟
الشيخ : هذا قول المرجئة ، هذا قول المرجئة ، الذين يقولون الإيمان لا يزيد ولا ينقص ، هذا قول المرجئة ، و هو قول بِدعي سيء و العياذ بالله ، مذهب المرجئة مذهب بِدعي سيء .
السؤال الثاني عشر : يقول ؛ على من تجب الزكاة ؟
الشيخ : تجب على من ملك النصاب الذي أوجبه الله فيها نعم سواء كانت من الحبوب أو من الماشية أو من النقديين أو من الحلي أو من عروض التجارة .

السؤال الثالث عشر : يقول ؛ من هو الموحد ، و هل من يسقط الصلاة عمداً هو موحد أم لا ؟
الشيخ : السؤال ؟
السائل : من يسقط الصلاة عمداً هو موحد أم لا ؟
الشيخ : هذا كافر ، الذي يسقط الصلاة عمداً كافر .
السائل : من هو الموحد ؟
الشيخ : الموحد هو الذي يعتقد وحدانية الله عز وجل ، و تفرده بالألوهية ، و أن العبادة لا يجوز أن تصرف إلا له ، و أن التشريع لا يجوز أن يكون إلا منه ، فأي دولة تتخذ لها مشرعين من البشر فإنها يظهر أن هذه الدولة غير مقتنعة بشرع الله عز وجل و هذا هو الكفر بعينه .

السؤال الرابع عشر : يقول ؛ هل كبراء الرافضة و سادتهم كفار أم لا ، وما هو تعليقكم على من يقول عنهم أنهم موحدين ؟
الشيخ : الرافضة أولاً أنهم مشركون شركاً أكبر لأنهم يؤلهون أهل البيت ، و يعبدون أبنائهم لهم .
و ثانياً أنهم برميهم لعائشة – و العياذ بالله – بالزنا بعد أن برأها الله منه ، و لعنهم لأبي بكر وعمر و عثمان و سائر الصحابة ، هذا كله موجب لكفرهم ، لأنهم لم يؤمنوا بالآيات التي أنزلها الله عز وجل في حق هؤلاء المؤمنين ، لم يؤمنوا بهذه الآيات ، و هذ كفر و العياذ بالله ، نعم

السؤال الخامس عشر : هل التصوير الفوتغرافي حرام ؟ و ما حكم التصوير للأغراض الطبية ؟
الشيخ : التصوير كله لا يجوز ، و إن كان للأغراض الطبية ، فهذا ربما يقول بعض أهل العلم بجوازه ، و لكن الظاهر أن القول الصحيح لا يجوز التصوير بالكلية .

السؤال السادس عشر : ما حكم موالاة البعض من السنة للرافضة ، مثل موالاة حماس لحزب الله في لبنان ؟
الشيخ : حماس ليست من أهل السنة حتى يقال : البعض من أهل السنة يوالون للرافضة ، ما يعدون من السنة . نعم

السؤال السابع عشر : طيب يا شيخ هل لكم تعليق بالنسبة للعمليات التي يقومون بها هناك و ما هي مدى صحتها من حيث [ ... ] لأن هناك من يضلل البعض منهم و يقول على أن هذه العماليات استشهادية وأنها لا بأس بها حتى هو نفس الشخص يقول كنت سأقتل نفسي أو كذا ... ؟
الشيخ : العمليات التي يقومون بها ؛ وهو أن يتخذ الشخص حزاماً ناسفاً يقتل به نفسه و من حوله ، أو يسير في سيارة ملغومة إلى مكان ما و يفجرها في نفسه و في من حوله ، هذا إنتحار ، هذا إنتحار وليس باستشهاد ، ومن يقول لهم أن هذا إستشهاد فقد خدع نفسه و خدعهم و العياذ بالله ، نعم .

السائل : طيب بعضهم يا شيخ يقول ما نملك إلا مثل هذه الأشياء .
الشيخ : ما يجوز مايجوز ما يجوز ، مثل هذه الأشياء ما تجوز ، و لا كلفكم الله بما لا تملكون ، أنتم حاولوا من الطريق الذي تملكون فيه .
السائل : الذي يستطيعون
الشيخ : نعم .

السؤال الثامن عشر : يقول ؛ هل يا شيخ الإنتخابات حرام في المجالس الطلابية ؟
الشيخ : الإنتخابات بأي وجه تكون ...
هذا ؛ معرفة من يصلح مثلاً في هذا العمل ، هذا يعود إلى أهل العلم و أصحاب الدين ، الذين يعرفون من يصلح للأعمال التي يمكن أن توكل إليهم .

السؤال التاسع عشر : يقول ؛ ما حكم الذي يدافع عن نفسه لو أعتدي عليه من قبل قوات الحكومة و ليس السلطة ؟
الشيخ : إذا أعتدي عليه من قبل قوات الحكومة ، و بدى أنه يذعن و يذهب معهم حتى يدافع عن نفسه بطريقة شرعية فهو أحسن ، بدل من أن يدافع بالسلاح وهم يدافعون بالسلاح ؛ فيصير القتل بينهم إما فيه وإلا فيهم ، فهذا ما ينبغي ، ينبغي مثلاً إذا كان هؤلاء من الحكومة إذهب معهم و انظر ما هو الذي يصير و دافع عن نفسك بالكلام .

السائل : أحياناً يحصل منه [ ... ] منه نفسه هذا إما كمظاهرات يعملوها في الشوارع أو كذا ..
الشيخ : المظاهرات هذه كلها من وضع الكفار [ ... ] المسلون إليها ، المظاهرات و الإغتيالات و هذه الأشياء كلها من أوضاع الكفار ، ليست من الإسلام في شيء .

السائل : طيب يا شيخ كوضعهم مثلاً إن كان لهم أشياء يريدون إصلاحها بحكم انه ما في دولة تحكمهم ماذا يصنعون ؟
الشيخ : يحاولون بقدر المستطاع إقناع الآخرين ، و يعملون ما يستطيعون ، ما استطاعوا ، ما كلفهم الله بشيء لا يستطيعونه ما كلفهم .

السؤال العشرون : يقول ؛ كلمة لأهل الدعوة في فلسطين ؟
الشيخ : الكلمة التي تقدمت في كيفية الدعوة ، و أن الدعوة لا بد أن تكون مبدوءة بالتوحيد و أن تكون على السنة و على الطريقة الشرعية التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم ؛ هذا هو الذي ينبغي ، نعم ، ما هناك شيء غير هذا .

السائل : جزاكم الله خير نكتفي بهذا بارك الله فيكم شكر الله سعيكم و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


فرغه :
أبو عبد الرحمن السلفي
محمد بن جميل حمامي غفر الله له










قديم 2009-01-18, 10:00   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
أبو مسلم
مشرف سابق
 
إحصائية العضو










افتراضي

حفظ الله علمائنا ونفعنا بهم ونسأل الله العضيم العلي القدير أن يفرج كرب إ خوننا في غزة وفي جميع البلاد الإ سلامية ونسأله العزة والوحدة والأ جتماع على كلمة واحدة والثبات عليها

جزاك الله خير الجزاء أ خي أبو إ كرام ونفع بك البلا والعباد.










قديم 2009-01-18, 22:31   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ابو اكرام
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
بارك الله فيك اخي ابو مسلم على مرورك وشكرا على هذه الكلمات المشجعة بوركت










قديم 2009-01-18, 22:48   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
مهاجر إلى الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مهاجر إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أخي الكريم......وحفظ الله مشائخ الدعوة السلفية المباركين......










قديم 2009-01-18, 23:08   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
أم عدنان
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أم عدنان
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخي أبو اكرام على هذا النقل ، وسلمت يمناك ، ونسأل الله أن يثبت وينصر اخواننا في فلسطين










قديم 2009-01-20, 12:31   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
ابو اكرام
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
اشكركم على المرور وبارك الله فيكم










قديم 2014-08-02, 21:22   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
السلفية المهاجرة
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

يرفع للأهمية

جزى الله علماءنا الأفاضل خير الجزاء
ونسأل الله أن يرفع البلاء على أهل غزة و يفرج كربتهم و جميع بلاد المسلمين إنه سميع الدعاء .










 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:18

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc