تحذير : حكم استخدام البرمجة اللغوية العصبية في حفظ القرآن الكريم - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة > أرشيف قسم الكتاب و السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تحذير : حكم استخدام البرمجة اللغوية العصبية في حفظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-01-03, 14:38   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
amatlmalik
عضو جديد
 
الصورة الرمزية amatlmalik
 

 

 
إحصائية العضو










B8 تحذير : حكم استخدام البرمجة اللغوية العصبية في حفظ القرآن الكريم

ما حكم استخدام البرمجة اللغوية العصبية


في دراسة باقي العلوم و خاصة العلم الشرعي؟؟؟





سؤال جعلتني احدى الاخوات الفاضلات الغيورات على دينها بالموقع جعلتني اتنبه الى مدى اهمية و خطورة البحث في مدى شرعية تعلم هذا العلم..فقدكثر في الفترة الأخيرة ما يصلنا من علم البرمجة اللغوية العصبية من مهارات وتقنياتنراها بشكلها العام أنها رائعة وذات أثر هام ونحتاجه جميعاً لتطوير أنفسنا وأدائنافي المجتمع، وقد أصبحنا نرى أن هناك اهتماماً وتوجهاً من العديد من علماء الدينوالمشايخ لتعلم هذا العلم وممارسته والاستفادة مما يقدمه، حتى أننا رأينا دوراتومواضيع في ذلك لا تبتعد عن خدمة الاسلام أبداً وأذكر على سبيل المثال لا الحصرالمهارات الإبداعية في حفظ القرآن العظيم، طبعاً بالإضافة لدورات ومواضيع كثيرةنراها تتعلق في كيفية رفع أداء الشخص وإنتاجيته، وكيف تكون الإدارة الناجحة وغيرذلك...


في المقابل فقد وجدنا أن هناك عدد من كبار علمائنا الأفاضل قد أفتوابحرمانية هذا العلم لما فيه من خطر،





ولكن إن كان مفهوم البرمجة العام يرتكز على تلك الفكرة الخطيرة، ولكن بالمقابل هناكمن أفاضل العالمين بالدين الذين درسوه دراسة متعمقة ولم يكتفوا بمجرد الاطلاع عليه،ورأوا أنه ليس فيه هذه الخطورة وأن المسلم يستطيع أن يأخذ المفيد من هذا العلمليطور به نفسه وبالعقل سيكشف ما يمكن دسه فيه.. وأن على المسلمين المستقيمين أنيبذلوا جهدهم في هذا العلم ليخلصوه مما يمكن أن يشكل خطراً على فكر المسلم، ويعرضوهكبديل علينا جميعاً، وخاصة أننا أصبحنا في وقت مفتوحين فيه عن طريق الانترنت على كلالعالم، فإن لم نجد مصادر اسلامية تنقي وتراقب هذا العلم فقد ننجرف للأخذ منالمصادر الغربية بكل سهولة ويسر وبكل ما فيها من أفكار مسمومة...


وهذه بعضالأسماء لمن شجع ووافق بعد ان اطلع على ما في هذا العلم ومن بين هذه الأسماء منتعلمه ومارسه أيضاً وهم: الشيخ محمد عوامة والشيخ سارية الرفاعي والشيخ الدكتور ابوالفتح والدكتور فهد الرومي والشيخ عوض القرني والدكتور عبد الرحمن الفيفي والاستاذحسن فلالي والاستاذ خالد عاشور والشيخ عبد الرحمن علوش والدكتور محمد راتب النابلسيوالدكتور أيمن سويد وطبعاً الدكتور يحيى الغوثاني والدكتور طارق سويدان والدكتورمسلم تسابحجي وغيرهم أيضاً.......



وتبقى في الأخير الحيرة في نفوسنا ، علىأي أساس نرتكز؟؟؟؟ ومن أي علمائنا نأخذ؟؟؟؟ هل نحذر من العلم جملة وتفصيلاً ما دامورد فتوى واحدة على الأقل تحرمه؟ أم أننا نستند على رأي من أجازوه وأباحوه بلوشجعوا عليه لتحصيل ما فيه من خير يمكن استغلاله لخدمة العقيدة الاسلامية لا أنيكون خطراً عليها؟؟؟



آمل أن نجد فتوى واضحة حول هذا الموضوع، إذأن الفتاوى التي حرمته كانت فتاوى واضحة وصريحة، أما الأراء التي أيدته وشجعتهوبرأته من الحرمانية فلم تكن بصيغة فتوى واضحة وصريحة، ونحن بحاجة ماسة إلى الرأيالمقنع الوافي الذي يدلنا على أي الطريقين نسلك؟؟....





و بعد البحث وجدت آراءا متضاربة لبعض العلماء الذين درسوا مبادىء و افكار و أهداف هذا العلم و توغلوا فيه..


و لقد جمعت لكم بعض ما افتى به هذا الجمع من العلماء في مدى شرعية اكتساب هذا العلم و استخدامه في الامور الدينية و الدنيوية:






الإقتباس الاول:




السؤال:



ظهر في السنين الأخيرة علم يعرف بـ(الهندسة النفسية) ويطلق عليه أيضاً البرمجةاللغوية العصبية فما الحكم الشرعي لتعلم هذا العلم؟ أفيدونا أثابكم الله ..

الإجابة:


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فعلمالبرمجة اللغوية العصبية nlp هو علم يطور مهارات الإنسان وأداءه في مختلف مجالاتالحياة، ويساعده على فهم الآخرين بصورة أفضل، وعلى كيفية التعامل معهم والتأثيرفيهم.
ويمكن الإفادة منه في مجال: التربية والتعليم، الصحة النفسية، الإدارةوالأعمال، التدريب واكتساب المهارات، الدعوة والإرشاد، علاج الخوف والوهم، حلالمشكلات، العلاقات العامة والخاصة...إلخ.
وقد قرأتُ عن هذه البرمجة نبذةًمختصرة، تشكلت في ذهني صورة واضحة عنها، وسألت بعض من تعلمها فلم أجد فيها ما يعارضالشريعة في حكم من أحكامها...
بل وجدت هذا العلم مما يحتاجه بعض الدعاةوالمعلمين والتربويين في مجال عملهم.
إن جهلنا لعلم من العلوم لا يسوغ لنا أننذمه ونحذر منه ونحقِّر من شأنه، وكل ما في الامر أن نسأل عن حكمه متى ما أحسسنابشُبهة تحتف به.
إن كون الشيء جديداً علينا لا يعني أنه سيئ، ولا كون الشيءقديماً معتاداً يعني أنه الأفضل والأسلم.
فأقدمْ على تعلم هذا العلم، وأفد منه،ووظِّفْه في الدعوة إلى الله .
وفقك الله لكل خير، وصلى الله على نبينا محمدوعلى آله وصحبه وسلم





سامي بن عبد العزيز الماجد

عضو هيئة التدريسبجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
من موقع إسلام اليوم











الاقتباس الثاني:




ارسلت فتوي للشيخ ياسر برهامي حول الحفظ السريع للقران بإستخدام البرمجة اللغوية العصبية مدي موافقة ذلك للدين

و ارسلت في سؤالي موضوع فيه تجربة لسيدة حفظت القران في مدة قصيرة

عنوان الرسالة: حفظ القران



السؤال /



انتشر مؤخرا ما يُسمى بالحفظ السريع للقرآن أي في مدة زمنية قصيرة كشهر أو 45 يوم أو ثلاثة أشهر باستخدام بعض علوم النفس الغربية مثل البرمجة اللغوية العصبية والعلاج بخط الزمن والإيحاء وهكذا من هذه العلوم وهذه المدارس لها أشخاص جربوا هذا ونجحوا فيه. ما هو حكم الدين في الحفظ بهذه الطرق علماً بأن أساليب البرمجة اللغوية العصبية قد أفتي الكثير من العلماء بتحريمها لأنها تعتمد علي فلسفات غريبة منها فلسفة وحدة الوجود وهذا مثال لسيدة حفظته في 45 يوم.





((\"\"وهذا تلخيص سريع لقصة نجاح أم الهدى الربيعي في حفظ كتاب الله في 45 يوماً، وقد كان الهدف من هذا التلخيص هو شحذ همتي وهمم إخوتي للبدء فعلياً

على خطى من وفقهم المولى لحفظ كتابه ونسأل الله العلي القدير أن يكتب لنا التوفيق لحفظ كتابه وتجويده والعمل به وأن يكون حجة لنا لا علينا يوم نلقاه. وأنوه أن هذا التلخيص جهد بشري غير منزه عن الخطأ أو النقصان. فإن أحسنت فمن الله وإن اسأت فمن نفسي والشيطان .
في البداية كان مما أشعل حماسها لحفظ كتاب الله عدة عوامل كان من أهمها رغبتها الأكيدة في حفظ كتاب الله ، ومنها سماعها للقصص التي تستنهض الهمم في شريط الدكتور يحيى الغوثاني وخصوصاً قصة الشاب الذي حفظ القرآن في 55 يوماً ، ومنها قراءاتها في علوم التنمية البشرية ومعرفتها لحجم الطاقات العظيمة التي وهبها الله عز وجل للإنسان، وانطلاقاً من ذلك آمنت بأنه ما دام ذلك الشاب استطاع حفظ كتاب الله في 55 يوماً فإنها تستطيع عمل ذلك أيضاً. وقد تم تحقيق هدفها من خلال مخطط أُلخصه في النقاط التالية حسب ما فهمته من خلال قرائتي لردودها :
أ) قامت بوضع هدف واضح ومحدد وهو ((حفظ القرآن الكريم كاملاً في مدة زمنية أقل من 55 يوماً. ((
ب) قامت بوضع خطة شاملة لتحقيق هدفها وتتمثل فيما يلي :
- تحديد الكمية التي ستحفظها من كتاب الله بحيث تتنناسب مع المدة الزمنية التي حددتها في هدفها وكانت النتيجة هي وجوب حفظها لعدد ثمانية صفحات من كتاب الله كل يوم .
- تحديد الأوقات المناسبة للحفظ وكانت النتيجة هي إختيار قبل الفجر وبعده .
- تحديد المدة التي ستقضيها في الحفظ يومياً وكانت النتيجة :
ثلاث ساعات للحفظ يومياً مقسمه إلى جزأين :
* ساعة ونصف قبل الفجر يتم حفظ أربع صفحات مع المراجعة خلالها .
* ساعة ونصف بعد الفجر يتم حفظ اربع صفحات مع المراجعة خلالها .
- تحديد وقت العصر للتفسير .
- تحديد وقت المغرب للمراجعة الشاملة للحفظ السابق .
- اعتمدت خطة معينة لتهيئة جو الحفظ وذلك بإعتمادها على خطة التاءات الخمس وهي :
أولا : التهيئة النفسية : 1- التخلص من كل ما يشغل التفكير أو يكدره، وهذا يحتاج إلى قوة الإرادة 2– تهيئة الطبعة المحببة إليك . 3– تهيئة المكان المناسب الذي لا ضجة فيه ولا ملهيات .
ثانيا: التسخين : قبل الحفظ اقرئي لعدة دقائق في نفس الكتاب الذي يراد حفظه أو من المحفوظ وذلك يساعد على أن تكونين نشيطة ومستعدة أكثر.
ثالثا: التركيز : يجب أن تنسي كل ما حولك وتركزي على حفظك تركيزاً كاملاً وهذه النقطة من أهم النقاط وتختصر كثيراً من الوقت فقراءة مرة بتركيز لا يعدلها ولا حتى 20 مرة بغير تركيز .
رابعا: التكرار : وهذه لها أهمية كبيرة بعد التركيز. والتكرار من أهم العوامل التي تقوي الذاكرة فإذا حفظت وتيقنت من اتقانك للمحفوظ فعليك بالتكرار ثم التكرار ليحفظ لك ما حفظت لفترة أطول لا سيما وإن كان حفظك مبنيا على دورة مكثفة .
خامسا: الترابط : محاولة ربط الأفكار والكلمات بعضها ببعض وأفضل معين على ذلك الإستعانة بالمعاني والتفسير وهذه النقطة ستختصر من وقت الحفظ وتساعد كثيرا على استذكار المحفوظ في أي وقت ومن أي موضع كما أن لها دور أساسي في إتقان الحفظ .
ولا ننسى أولا وأخيراً الإستغفار والدعاء قبل البدء فإن ذلك مما يصفي الروح ويذهب كمت وسواد الذنوب من القلب فيتفتح الذهن ويذهب الهم والغم .
- حددت الشخص الذي سيتم التسميع عليه وكان زوجها .
- حددت الطريقة المناسبة للحفظ وكانت الطريقة الجزئية لأنها تتميز بـ :
1- سرعة الحفظ . 2- اختصار الوقت . 3- الشعور بالثقة . 4- الشعور بالراحة والسهولة . 5- زيادة الحفظ .
أما طريقة المراجعة فكانت الطريقة الشاملة .
- وأخيراً قامت بتحديد تاريخ بدء الحفظ .
ج ) برمجة العقل الباطن نحو تحقيق الهدف : إعتمدت على حقيقة كون العقل الباطن لا يفرق بين الواقع والخيال في برمجة عقلها الباطن نحو تحقيق هدفها بأن بدأت في تخيّل نفسها وهي تطبق الخطة بنجاح وعاشت بخيالها تفاصيل تنفيذ الخطة بنجاح. ثم تخيلت نفسها وقد حفظت القرآن الكريم كاملاً وعاشت ذلك الموقف بكل تفاصيله الوقت والمكان والمشاعر والأصوات وعندما وصلت إلى قمة تلك المشاعر الرائعة عملت لها رابط أو مرساة ( من الممكن عمل المرساة بالضغط باصبع السبابة مع الإبهام على شكل حلقة لمدة 10 ثواني ثم تتركهما وتستطيع استجلاب هذه المشاعر لاحقاً عن طريق الضغط باصبع الإبهام مع السبابه بنفس الكيفية السابقة ) . ثم بدأت تتصرف في كل يوم كأنها نجحت في حفظ كتاب الله كاملاً لتعمق هذه المشاعر وتزيد ثقتها بنفسها وتسمو بعزمها وهمتها. كما اعتمدت على الرسائل الإيجابية لجذب الهدف الذي تود تحقيقه وذلك عن طريق ترديد عبارة ((أنا الآن حافظة للقرآن الكريم كاملاً )) ووضعها على شكل ملصقات في أي مكان قريب من نظرها لتحقيق نفس الهدف. وترديد هذه العبارة ورؤيتها مهم نفسياً لأن علماء النفس يقولون أن الإنسان حتى يتبرمج على مسألة معينة أو سلوك مختار ينبغي عليه ترديده أو تكراره من 6 الى 21 مرة .
د ) البدء في التنفيذ : ثم بدأت في تنفيذ المخطط الذي رسمته حتى حققت بفضل الله هدفها. هذا ونسأل الله العلي القدير لأختنا الحافظة التوفيق والسداد وأن يجعل القرآن الكريم حجة لها لا عليها يوم تلقاه .





وبما أنها استطاعت تحقيق ذلك فبمشيئة الله سوف أحقق ذلك وأنتم أيضاً تستطيعون.

فبرغم أنها زوجة أي عندها مسؤليات البيت والزوج والأولاد إلا إنها استطاعت حفظ كتاب الله بتنظيم وقتها والتصميم على تحقيق هدفها - فلنحاول أن نفعل مثلها .
ولحبي الشديد لأخواني وأخواتي في الله أدعوكم لمشاركتي في تحقيق هذا الخير إن شاء الله. كي نعين ونشجع بعضنا البعض. أسأل الله لي ولكم التوفيق . \"\"))ارجو الافادة و جزاكم الله خيرا






الاجابة :


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
أما أن البرمجة العصبية محرمة مطلقاً لأنها تنبني على وحدة الوجود فكلام عار من الدليل وفيه تعميم منكر
وأما ما ذكرت من المخطط ف(أ) و(ب) بتفاصيلها أمور تجريبية حسنة لا بأس بها، أما (ج) فهي التي فيها المخالفات من ادعاء عدم التفرقة في العقل الباطن بين الحقيقة والخيال فهذا ادعاء باطل وكاذب وأحلام اليقظة بالتحليل تضر أكثر مما تنفع ثم عمل المرساة أو الرابط بهذه الطريقة جهالة وبدعة وترديد عبارة أنا الآن حافظة لكتاب الله قبل الحفظ كذب وبهتان وما يذكرونه عن علماء النفس من التكرار من6:21 ليس أمراً تجريبياً بل آراء محضة ليست علماً بل خرص وتخمين وليس هذا كلام علماء بل أقرب إلى أحوال الشعوذة والجهالة.










الاقتباس الثالث:




السؤال:


السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته
سؤالي عن التنميـة البشريـة، ولجوء الكثير من الشباب إليها.. هلفيها محاذير؟
أقرأ أحياناً أن فيها تعزيز لثقـة الإنسـان بنفسـه، وهذا مافي النفس منه شيء. ولكن يُقال أن البعض يربطها بالكتاب والسنـة!

الجواب:

"دورات التنمية البشرية" عنوانجذاب وجيد ومجمل يشمل ما هو نافع مفيد مع ما هو باطني خطير المنهج فاسدالطريقة، فكلمة (التنمية البشرية ) تدلعلى تطوير المهارات وتنمية جوانب الشخصية ونحو ذلك مما هو مطلب حضاري ملح كالدوراتالمتعلقة بالجوانب الإدارية ومنها: التخطيط للحياة ورسم الأهداف وإدارة الوقت ونحوذلك. والدورات المتعلقة بالجوانب الاجتماعية ومنها: دورات تربية الأبناء وفنونالعلاقات الأسرية.
والدورات المتعلقة بالمهارات كدورات فنون الحوار والاتصالوالإلقاء. ومنها ما هو متعلق بالجوانب النفسية كتنمية الإيجابية والشجاعة الأدبيةونحو ذلك.
إلا أن غالب دورات التنمية البشرية في الآونةالأخيرة تلك الدورات التي تجمع شيئًا من المطلوب المذكور مع كثير من الفلسفةوالمغالطات العلمية والفرضيات والنظريات العلمية الخاطئة مع الطرق الباطنية وربماالطقوس الوثنية كدورات البرمجة اللغوية العصبية بمختلف أسمائها وتلوناتها ( هندسةنفسية، استراتيجيات العقل )، وغيرها وكذلك دورات الطاقة البشرية وتشمل الريكي والشيكونغ والقراءة التصويرية وطاقة الألوان وغيرها كثير.
وجميع هذه الدورات تلبس رداء التنمية البشرية زيفًا وهي المقصودةبالتحذير في هذا الموقع فقد أفسدت في واقع شباب الأمة وكثير ممن ظاهرهم الخير فيهاوأخذتهم بعيدًا عن منهج الحياة الصحيح.
وربما كان أصل تسميتها ( التنمية البشرية) دال على أصلها الذي انبثقت عنه من( حركةالقدرات البشرية الكامنة) التي خرجت في الغرب من أجلتعظيم الإنسان وتدريبه للاستغناء عن الإله وعن الحاجة لاستمداد العون منه .
فينبغي الحذر منها وتحذير الشباب لكون بريقهاومستوياتها الأولى مبهرجة غير ظاهرة المخاطر للأغرار ومن ثم تشكل طعماً خطيراًيجرفهم في متاهات فكرية ولوثات عقدية كثيرة.
أماقضية ربطها بالكتاب والسنة فهذه مسألة أخرى أشد خطرًا لكونها تغطي فلسفاتها الباطلةبستار من الأدلة يغطي الحقيقة ويريد الفتنة والتلبيس .
أسأل اللهالعظيم أن يحمي شبابنا منها. يتذرع كثير من مشجعي دورات هذه الأفكار الوافدة وعلاجاتها ورياضاتها بذرائع متنوعةويتعلقون بنصوص وأمور اشتبهت عليهم لم يفهموا المراد منها فهماً صحيحاً ، وحقيقة ماأوقعهم في هذه المخالفات أحد ثلاثة أمور ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية فقال : " عمدةمن يخالف السنة بما يراه حجة ودليلا ثلاثة أمور : إما احتجاج بقياس فاسد ، أو نقلكاذب ، أو خطاب شيطاني"[1].
وفي التالي نقف وقفة توضيحية موجزة مع بعضأقوالهم التي يبررون بها أخذهم بهذه الأفكار والمناهج ، تلك الأقوال التي شكّلت منبعدهم شبهاً عند عامة المسلمين :


* قولهم : "هي أمور دنيوية حياتية ، فالأخذبها من باب :

أنتم أعلم بأمور دنياكم"


هذه الجملة جزء من حديث عن رسول الله صلىالله عليه وسلم في حادثة تأبير النخل المشهورة ، وفهمها ينبغي أن يكون في ضوء القصةوسياقها لا بحسب الهوى والرغبة ، فأمور دنيانا هي أمور صناعتنا وزراعتنا وسائرالأمور المتعلقة بالأمور الدنيوية البحتة من إدارة ، وتخطيط ، وتكنولوجيا ،ومواصلات ، واتصالات ، وتقنيات ، ونحوها ، أما أمور تربية ذواتنا وتزكية أنفسنا ،وتهذيب أخلاقنا ، وسمو أرواحنا فهي من الأمور الدينية التي بعث الله بها محمداً صلىالله عليه وسلم بمنهج كامل شامل نافع ، والقول بغير هذا ينبع من غفلة عن كنوزالوحيين أوحصر لمفهوم الدين في الشعائر التعبدية . قال ابن تيمية موضحاً هذه الأمر : "وقد يكون علم من غير الرسول لكن في أمور دنيوية مثل : الطب والحساب والفلاحةوالتجارة وأما الأمور الإلهية والمعارف الدينية فهذه العلم فيها مأخذه عن الرسول ،فالرسول أعلم الخلق بها وأرغبهم في تعريف الخلق بها وأقدرهم على بيانها وتعريفها "[2] .وقد قال جلّ من قائل سبحانه ممتناً على الأمة بنعمة الدين الخاتم : "اليومأكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً"، وهي آية قالت اليهودعنها للمسلمين : إن في كتابكم آية لو أنزلت علينا معشر يهود لاتخذنا يوم نزولهاعيداً ، وما ذاك إلا لدلالتها على عظمة هذا الدين وكماله المطرد في جميع جوانبالحياة واصطفاء الله له على سائر الديانات.


* استدلالهم بالقول المشهور : "اطلبوا العلم ولو في الصين" :
وهذاالقول من الحكم المتداولة ، ومعناه صحيح فالعلم يؤخذ من أي مكان والرحلة في طلبالعلم رحلة مباركة ، ولكن لابد من وضع ضابط يضبط "العلم" ، فليس كل علم يدرس ويؤخذ، بل لابد أن يكون علماً نافعاً صحيحاً ، وألا يكون علماً محرماً في ذاته ( مثلالماورائيات والميتافيزيقيا ( الغيب ) ، أوالسحر ، والكهانة والعرافة وغيرذلك ) ،أومحرم لما يجر إليه من مفاسد أو صدّ عن ذكر الله عز وجل ، قال بعض أهل العلم : " علم لا يقربك إلى الله لن ينجيك غداً من جهنم " . وواقع كثير من هذه العلوم الوافدةلايخرج عما ذُكر إلا قليلا ؛ فما يسمى بالطاقة وتطبيقاتها وتفريعاتها ماهو علىالحقيقة إلا جهل ، وتخرص وضلالات ، وإن احتوى على شيء من الحق في ثناياه -كما ثبتبتقصي أصوله وفروعه وتطبيقاته في هذه الدورة العلمية – فغالبه مخالف لصحيح النقلولصريح العقل ، فهل بعد هذا يسمى علماً ويطلب من أصقاع المعمورة!

* تذرعهم بـ :"الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى بها" :
وهذاكلام حق ولكن ينبغي أن يفهم فهماً صحيحاً ، فلابد من عرض هذه الأفكار الوافدةومعتقداتها وتطبيقاتها على معنى الحكمة الصحيح في ديننا ؛ فما كان موافقاً للكتابوالسنة بفهم صحيح وقياس مستقيم لا بتعسف وتأويل باطل ؛ كان حكمة حقاً ، وليستالحكمة هي أقوال وأفعال شاعت تسميتها بالحكمة عند من لقبوا النساك والرهبان بل وبعضالمجاديب بـ"الحكماء الأوائل" !
فالحكمة ضالةالمؤمن حقاً وسيجدها حتماً إذا أقبل على مصادر الحكمة الصحيحة : كتاب الله وسنةرسول الله . أما الضلالة فليست ضالة المؤمن أبداً ، بل هي ما يحذره ويتوقاه ،والعبرة بحقائق الأمور لا بالدعاوى القائمة عليها ولن تكون الضلالة حكمة لمجردتسميها باسمها وتوشحها بلباسها ، فالحكمة ما أثبت النقل الصحيح أو العقل الصريحأنها حكمة حقاً ، أما زبالة الأذهان ، وآراء الضالين ، وفلسفات المغضوب عليهم فليستحكمة بحال !! ولنا في الصالحين أسوة ، قال أبي سليمان الدراني : إنه لتقع في قلبيالنكتة من نكت القوم فلا أقبلها إلا بشاهدين : الكتاب والسنة . وقال أبو عمرو بننجيد : كل وجد لا يشهد له الكتاب والسنة فهو باطل .



* قولهم : "الأخذبالأسباب عبادة ، وما هذه الأمور إلا أسباباً نعبد الله

بالأخذ بها" :

هذهالعبارة جزء قاعدة من قواعد السلف في الاعتقاد تتمتها ( والاعتماد على الأسباب شركيرق ويغلظ ) فهي كلام حق وقاعدة صحيحة ولكن لابد من نظر صحيح في الأسباب والمسبباتفقد ضل في هذا الباب كثير من الناس ، والمهتدون فيه - باب الأسباب والمسببات- لايثبتون سبباً إلا إذا ثبت بنقل صحيح أو دل عليه عقل صريح ، وهم يقدّمون ما ثبت منالأسباب المشروعة على غيره لإيمانهم وتمام توكلهم على ربهم سبحانه وتعالى ، يقولابن تيمية في وصفهم :"يؤمنون بأن الله يرُدُّ بما أمرهم به من الأعمال الصالحةوالدعوات المشروعة ما جعله في قوى الأجسام والأنفس ، ولا يلتفتون إلى الأوهام التيدلت الأدلة العقلية أو الشرعية على فسادها ، ولا يعملون بما حرمته الشريعة ، وإن ظنأن له تأثيراً ، وبالجملة فالعلم بأن هذا كان هو السبب أو بعض السبب ، أو شرط السبب، في هذا الأمر الحادث قد يعلم كثيراً ، وقد يظن كثيراً ، وقد يتوهم كثيراً وهماًليس له مستند صحيح ، إلا ضعف العقل "[3] . وقال : "جميع الأمور التي يظن أن لهاتأثيراً في العالم وهي محرمة في الشرع كالتمريجات الفلكية ( تخرصات الفلكيين فيتأثير الأفلاك ) ، والتوجهات النفسانية ، كالعين ، والدعاء المحرم ، والرقى المحرمة، أو التمريجات الطبيعية ( ما ركب عليه البدن من الطبائع) ونحو ذلك ، فإن مضرتهاأكثر من منفعتها حتى في نفس ذلك المطلوب ، فإن هذه الأمور لا يطلب بها غالباً إلاأمور دنيوية ، فقلّ أن يحصل لأحد بسببها أمر دنيوي ، إلا كانت عاقبته فيه في الدنياعاقبة خبيثة ، دع الآخرة. والمخفق من أهل هذه الأسباب أضعاف أضعاف المنجح ، ثم إنفيها من النكد والضرر ماالله به عليم فهي في نفسها مضرة ، ولايكاد يحصل الغرض بهاإلا نادراً وإذا حصل فضرره أكثر من نفعه ".



* تذرعهم ببعض منافع حدثت لهم أو على يديهم ، وقولهم" : ثبت نفع هذه التطبيقات بالتجربة" :

لا شك أن الشيطان يزين الباطل ويجمله بمايظهره نافعاً وقد يحقق بأسباب الباطل نفع ظاهر ، ومن ذلك ما بينه ابن مسعود رضيالله عنه في قصته مع امرأته عندما كانت تجد النفع عندما تتداوى بغير المشروع لمرضعينها فتبرأ فقال لها : " إنما ذلك عمل الشيطان كان ينخسها بيده فإذا رقيتها- رقيةغير مشروعة- كفّ عنها، إنما يكفيك أن تقولي : أذهب الباس رب الناس اشف وأنت الشافيلا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً " ثم أنه لابد لإثبات النفع من منهجية علمية، وفهم دقيق لقانون السببية ، فليس الاقتران الذي يحدث بين حصول نفع وتطبيق أمر ماكافٍ على القول بأنه سببه ، قال ابن تيمية : " أن الشيطان زين لهم نسبة الأثر إلىمالا يؤثر نوعاً ولا وصفاً ؛ فنسبته إلى وصف قد ثبت تأثير نوعه أولى أن يزين لهم " ، ثم أن مقياس النفع عند المسلم لا يطلق على النفع الدنيوي المجرد ، بل يخضعلتصورات المسلم الممتدة للحياة في الدنيا والآخرة فالنفع الدنيوي البحت لا يمكناعتباره نفعاً إلا إذا لم يكن له ضرر ديني . لهذا بين ابن تيمية يرحمه الله أن الذيثبت نفعه حقاً بالتجربة هو الدعاء المشروع فقال : "دعاء الله وحده لا شريك له دلالوحي المنـزل والعقول الصحيحة على فائدته ومنفعته ، ثم التجارب التي لا يحصي عددهاإلا الله فتجد المؤمنين قد دعوا الله وسألوه أشياء أسبابها منتفيه في حقهم ، فأحدثالله لهم تلك المطالب على الوجه الذي طلبوه ، على وجه يوجب العلم تارة والظن الغالبالأخرى "[4]. وثمة أمر آخر وهو أنه ليس كل مافيه نفع يكون الأخذ به مباح، فالنفعليس ميزان القبول والرد وإنما شرع الله هو الميزان فمن المعلوم أن السحر الذي قديؤدي قطعاً لحصول نتائج مطلوبة ومنافع دنيوية متيقنة عند أصحابه محرم في الشريعةوكذا في الخمر والميسر ، وعماد ذلك التفريق بين القدر الكوني والقدر الشرعي قال ابنتيمية : ( أمور قدرها الله قدراً كونياً وهو لا يحبها ولا يرضاها وتكون فتنة لبعضخلقه ومن ذلك الأسباب المحرمة المحصلة لنفع ما فإن الأخذ بها موجب لعقابه وسخطه ،بينما الأمور التي قدرها الله قدراً شرعياً فهو يحبها ويرضاها كالدعاء المشروعوالصلاة والصيام ونحوه) [5].



* قولهم هذهالتطبيقات وأفكارها تتوافق مع الدين ، وتقود لما تدل عليه نصوص الوحيين .

الحق أن كثيراً مما في هذه الأفكار وتطبيقاتها يتعارض مع الدين وينقضه وإناشتبه على بعض الناس ، كما أن فيه بعض ما يتوافق مع الدين إذ أن العقل الصحيح – كماهو معلوم- يمكن أن يوصل إلى الحق في عالم الشهادة ، ولكنه لايوصل إلا إلى حق مجملفي عالم الغيب . فما كان في هذه الأفكار من موافقة للدين فهي من باب دلالات العقلالصحيحة في أمور عالم الشهادة ، والمسلم المستضيئ بنور الله يُعمل عقله في أمورالحياة – عالم الشهادة- التي لم يأت بتفصيلها الوحي وندبه على التفكير فيها ، ولكنهلايعدل عما جاءه عن الله بالوحي ؛ فالنقل عنده مقدّم على العقل ، ناهيك عن احتمالضعف العقل وفساد دلالته ، ومن هنا كان شعور المؤمن بنعمة الرسالة عظيم فإرسال الرسليغني العقل عن مخاطر التجربة في الواقع ، في معرفة الضار والنافع من الأغذيةوالأدوية[6]وغيرها، ولذا كان التوجيه الرباني : " فاستمسك بالذي أُوحي إليك" والتوجيه النبوي : "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب اللهوسنتي" ، ومن نور هذه المشكاة كانت وصية السلف رضوان الله عليهم : "على المسلمالاعتصام بالكتاب والسنة ، وأن يجتهد في أن يعرف ما أخبر به الرسول وأمر به علماًيقينياً، وحينئذ فلا يدع المحكم المعلوم للمشتبه المجهول ، فإن مثل ذلك مثل من كانسائراً إلى مكة في طريق معروفة لا شك أنها توصله إلى مكة إذا سلكها فعدل عنها إلىطريق مجهولة لا يعرفها ولا يعرف منتهاها ، وهذا مثال من عدل عن الكتاب والسنة إلىكلام من لايدري هل يوافق الكتاب والسنة أو يخالف ذلك .وأما من عارض الكتاب والسنةبما يخالف ذلك فهو بمنـزلة من كان يسير على الطريق المعروفة إلى مكة فذهب إلى طريققبرص يطلب الوصول منها إلى مكة . فإن هذا حال من ترك المعلوم من الكتاب والسنة إلىما يخالف ذلك من كلام زيد وعمرو كائناً من كان فإن كل أحد من الناس يؤخذ من قولهويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد رأيت في هذا الباب من عجائب الأمورمالا يحصيه إلا العليم بذات الصدور "[7]





ثم أننا لو سلمنا جدلا بأنهاتتوافق مع الدين فأخذ التطبيقات والتدريبات والألفاظ والمصطلحات منها لا من الديناستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير ، وعدول عن المشروع إلى غير المشروع ؛ فتعتادهالنفوس وتأخذ حظها منه وقد تستغني به عن المشروع وذلك هو الخسران المبين قال شيخالإسلام : ( من شأن الجسد إذا كان جائعاً فأخذ من طعام حاجته استغنى عن طعام آخر،حتى لا يأكله إن أكل منه إلا بكراهة وتجشم ، وربما ضره أكله ، أو لم ينتفع به ، ولميكن هو المغذي له الذي يقيم بدنه ، فالعبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعضحاجته ، قلت رغبته في المشروع وانتفاعه به ، بقدر ما اعتاض من غيره بخلاف من صرفنهمته وهمته إلى المشروع ؛ فإنه تعظم محبته له ومنفعته به ، ويتم دينه ، ويكملإسلامه ) [8].


* تذرعهم بدعوى "الأسلمة " فيقولون نحن "نُفلتِر" هذهالوافدات وننقيها ، ونأخذ الصحيح منها مع الاستدلال عليه بالآيات والأحاديث ، وهذاالصحيح إنما هو من ديننا أصلا ولكننا غفلنا عنه :
لابد أن نفرق بين ما يمكن " أسلمته" وبين ما لا يمكن ، فلا يقول عاقل مسلم بأننا يمكن أن نؤسلم النصرانية ،واليهودية ، والبوذية والطاوية ، ويمكن أن ننقي عقيدة التثليث من الدخن ، ونقبل منعقيدة التثنية بعض تطبيقاتها ، فالعقائد المنحرفة ترفض ولا يقبل فيها ترقيعاً وإنماتكون أسلمتها الصحيحة – إن صح التعبير– برفضها وأخذ الإسلام الصافي الذي قد توافقهفي بعض أفكارها ، بخلاف مالو قلنا : سنؤسلم الفضائيات فنوجد قنوات فضائية كغيرهاولكنها على منهج الإسلام تسير في فكرها ووسائلها . أو لو قلنا : سنؤسلم نظرياتالإدارة ، وتقنيات الإقناع ؛ فنرفض منها ما يخالف الدين منها ، ونقبل ما لا يتعارضمع الدين فيكون مما يرفض مثلا : تقنيات الإدارة التي تقود لعبودية المرؤوسينللرؤساء ، أو وسائل الإقناع والتأثير التي ينتج عنها التغرير بالمستهلكين وخداعالمفاوضين وغير ذلك . ولهذا ينادي كثير من العلماء المسلمين في علم النفس والاجتماعوالاقتصاد وغيره بما أسموه "أسلمة المؤسلمين" لما رأوا من جرأة في الاستدلالبالنصوص على غير مرادها الحقيقي وما يتبعه من تسويغ للضلالات. وقد سعى كثير منهمجزاهم الله خيراً- إلى النظر ببصيرة في الأفكار والنظريات الوافدة بعين التأصيلالصحيح لا "الأسلمة المتعسفة " فما كان منها له أصل في ديننا حقيقة أخذوا الأصلوأبرزوه وقعّدوا قواعده ، ومالم يكن له أصل نظروا فيه وفرقوا بين مالم يكن متعارضاًمع الدين ، وبين المعارض المخالف له .
والناس من القديم يغترون ببعض الحقالمبثوث في الباطل وينخدعون به ، فينبري له بعض المتحمسين ثقة بقدرتهم على استخلاصالحق أو أسلمة الباطل ، فقد حدث مع الأفكار الوافدة من المنطق اليوناني من قبل قالابن تيمية : " كتب المنطق اليوناني فيها من الباطل والضلال شيئ كثير ، ومن المسلمينمن اتبعها مع ما ينتحله من الإسلام وهم الفلاسفة ، ومنهم من لم يقصد اتباعها ولكنتلقى عنها أشياء يظن أنها جميعها توافق الإسلام وتنصره . وكثير منها تخالفه وتخذلهمثل أهل الكلام . ومنهم من أعرض عنها إعراضا مجملا ، ولم يتبع من القرآن والإسلامما يغني عن كل حقها ويدفع باطلها ولم يجاهدهم الجهاد المشروع فهذا حال كثير من أهلالحديث والفقه "[9] والصواب أن يجاهدوا الجهاد المشروع ، وينصحوا بنبذ الباطلوالإقبال على المنبع الصافي من كتاب الله وسنة رسول الله ، وقد كان ابن تيمية يرحمهالله إمام في هذه الطائفة المجاهدة .



* قولهم : "إنما الأعمال بالنيات"، ونحن حتى لو طبقنا تطبيقات غير مشروعة أو شابهنا أهل الجحيم في شيء فنحن لا نقصدذلك ولا نريده فلن تضيرنا مشابهتهم :
الحديث المستدل به صحيح ولكن الاستدلالخاطئ والقياس فاسد ، والشبهة قوية . فمن المعلوم أن قوام الأعمال على النياتالمنعقدة عليها ، وأمر النية خفي يحتاج إلى صدق وبصيرة ، ومن وجه آخر فالعلاقة بينأعمال القلوب وعلى رأسها النية وبين الأقوال والأفعال الظاهرة قد تشكل على كثير منالناس فلا يقول عاقل بأن كلمة الكفر أو مقارفة أعمال الشرك – من غير إكراه- أمرسائغ جائز إن لم تصاحبه نية الكفر والشرك . والقول بهذا يفتح بوابة الشرك علىمصراعيها وينصر القول الشعبي البدعي : "المهم مافي القلب ، والظاهر قشور " ، وقدكان عند المشركين نية حسنة عندما عبدوا غير الله وقالوا : ما نعبدهم إلا ليقربوناإلى الله زلفى . فهل يقبل عملهم على أساس نيتهم ؟





إن أعمال الظاهر من أقوالوأفعال لها أهميتها وأحكامها في الشريعة كما أن للباطن وأعمال القلوب أهميتهوأحكامه ، ومن هنا كانت أهمية اعتبار فهم السلف الصالح للنصوص وتطبيقهم لها حتى لاتشتبه الأمور لا سيما مع هوى النفوس ورين القلوب فتقود إلى خلاف ما تدعو إليهالنصوص الكريمة في حقيقتها ولا ننسى أن معظم أهل البدع قد استدلوا بالنصوص علىبدعتهم على أفهامهم السقيمة .

* قولهم : "أفتىبجوازها بعض أهل العلم ، ويدرب على تطبيقاتها بعض من ظاهرهم الصلاح والله حسيبهم :
لرد هذه الشبهة لابد أن نتذكر فردية التبعة بين يدي الله سبحانه وتعالى : "إذ تبرأ الذين اتُبعوا من الذين اتبَعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب" فكلٌيؤخذ منه ويُردّ إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم ، كما نتذكر أنه عليه الصلاةوالسلام كان يحذر من الأئمة المضلين ، وقد يكون هناك مضلين وإن لم يكن إضلالهم عنسبق قصد ونية سوء ، وإنما ضلوا هم فأضلوا من بعدهم ؛ فالباطل كثيراً ما يلبس لبوسالحق فيخفى على الناس ويشتبه عليهم وقد دخل سابقاً كثير من أهل العلم والصلاح فيمتاهات المنطق ، ودروب التصوف الغالي وغيره فمنهم من هلك في تلك الدروب ومنهم منرجع وتاب ، ومنهم من نجا ولكن ببعض اللوثات. ثم أن الفتاوى لا تحلل حراماً ولا تحرمحلالا ، والفتوى تخضع لتصور الأمر وهذه أمور مشتبهة ملتبسة متلونة مما جعل الفتوىبشأنها غير مستوفية الشروط عند الكثير من أهل العلم والفقه وهذا ما جعل لا أدري هيأكثر ما قيل في إجابة الاستفتاءات حولها .





وختاماً أذكّر المفتونين بهذهالوافدات بتذكرة قيّمة من كلام شيخ الإسلام : المخالفة تجر أولا للبدعة والضلالوآخراً إلى الكفر والنفاق ويكون لصاحبها نصيب من قوله تعالى : "ويوم يعض الظالم علىيديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا" . وأذكرهم بأن مطلبهم لخير الدنياوالآخرة الذي ينشدونه ؛ وصفته الصادقة إنما هي ما أمرهم الله به ؛ فمن أراد السعادةالأبدية فليلزم عتبة العبودية ، ومن أراد السعادة الوهمية فدونه فلسفات الطاقةالكونية وتقنيات البرمجة العصبية .



المصادر:

1. مجموع الفتاوى ( 13 / 259 )
2. مجموع الفتاوى ( 13 / 135 )
3. اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحابالجحيم ص234 .
4. هذا النص والنصوص أعلاه من كتاب اقتضاء الصراط المستقيملمخالفة أصحاب الجحيم ص211 .
5. اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم 224 .
6. ذكره الرازي في المحصل ص156 في معرض رده على منكري النبوات .
7. مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ( 13 / 259 ).
8. اقتضاء الصراط المستقيملمخالفة أصحاب الجحيم 483 .
9. مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية( 9 / 266) .








مما سبق يبدو لنا جليا مدى تضارب الآراء فيما يخص هذا الموضوع الحساس بسبب انتشاره في العالم ككل و خاصة العالم العربي المسلم
ومنعا للخلط وسوء الفهم الحاصل عند بعض الاخوة والاخوات بين العديد من المصطلحات
أتيت لكم بهذا الشريط الصوتى .. ليوضح العديد والعديد من التساؤلات حول الـ nlp على وجه الخصوص

فما هى البرمجة اللغوية العصبية ؟؟ وكيف نشأت ؟؟
هل هى فن أم علم أم عقيدة ؟ وما حكم تعلم مثل هذه المهارات وممارستها ؟
وهل فيها مايمس بعقيدتنا الاسلامية ؟؟

للاستماع والتحميل >>> هنـــــــــــــــا

والله اسأل أن يرنا الحق حقا وأن يرزقنا اتباعه .. وأن يرنا الباطل باطلا وأن يرزقنا اجتنابه








 


قديم 2009-01-16, 05:34   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
امير الجود
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية امير الجود
 

 

 
الأوسمة
الفائز في مسابقة أفضل تنسيق للملف الشخصي عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكورة على التنبيه بارك الله فيك










قديم 2009-01-30, 10:17   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أريج_1
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أريج_1
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرااااااا وجزاك الله خيرااا










قديم 2009-01-30, 11:16   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
سعد الله
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سعد الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك.










 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:02

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc