افلا يتدبرون القرآن - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة > أرشيف قسم الكتاب و السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

افلا يتدبرون القرآن

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-07-20, 19:20   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
alkannass
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية alkannass
 

 

 
إحصائية العضو










M001 افلا يتدبرون القرآن

افلا يتدبرون القرآن

بسم الله و الحمد لله . أما بعد

فالقرآن هو كلام الله ، وهو أحسن الكلام ، هو حبل الله المتين و الذكر الحكيم و الصراط المستقيم أنزله سبحانه على نبيه صلى الله عليه و سلم و تعبدنا بتلاوته ، من عمل به أجر و من حكم به عدل ، و من دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم ، لا تشبع منه العلماء ولا تلتبس به الألسن ، ولا تزيغ به الأهواء ، من تركه من جبار قصمه الله ، أنزله سبحانه لينذر من كان حياً و يحق القول على الكافرين ، و قال ﴿ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ [سورة الحشر : 21] فإذا كان هذا شأن الجبل فكيف يكون حال المكلفين ؟! و هل يليق بهم العبث و المزاح و اللعب أثناء سماع الأيات البينات ؟! لقد بلغ التدبر فى آيات الله كل مبلغ فكان الواحد يمر بقوله تعالى ﴿ وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ﴾ [سورة الإسراء : 109] فيسجد ثم يقول لنفسه هذا السجود فأين البكاء ، و سمع أبو الدحداح قوله تعالى ﴿ مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ﴾ [سورة البقرة : 245] فقال أو يقبل الله منا القرض ، فتصدق ببستان له فيه ستمائة نخلة ، ثم ذهب لزوجته يخبرها فقالت بشرك الله بخير ، و لم تلطم خداً أو تشق جيباً ، أو تقول له ضيعتنا ، بل عمدت إلى صغارها ، تخرج ما فى جيوبهم و أيديهم من تمر لأن البستان قد صار لله تعالى . و كانوا لربما قرآوا الأية الواحدة طوال الليل يتدبرون معناها ، فقد قامت أسماء بنت أبى بكر – رضى الله عنهما – الليل كله تردد قوله تعالى ﴿ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُوم إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ﴾ [سورة الطور : 27 – 28] و قام سعيد بن جبير بقوله تعالى ﴿ وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾ [سورة البقرة : 281] و يمر الواحد بالآية تبكيه كما صنع عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – عندما مر بقوله تعالى قَالَ ﴿ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ ﴾ [سورة يوسف : 86] سمع نشيجه من مؤخرة المسجد . و لم يقتصر ذلك على الراسخين فى العلم ، بل تعداهم إلى حديثي العهد بمعرفة الإسلام ، حكى عبد الواحد بن زيد ، قال : ركبنا سفينة فانكسرت بعرض البحر فأوفاتنا إلى جزيرة فرأينا رجلاً يعبد صنماً ، فقلنا : ما تعبد فأشار لهذا الصنم ، و قال : و أنتم ما تعبدون ، قلنا : نعبد الذى فى السماء عرشه و فى الأرض سلطانه ، وفى الأموات و الأحياء قضاؤه ، قال : فما دليلكم عليه ، قلنا : بعث إلينا رسولاً ، قال : و أين هو ، قلنا : قبضه الله إليه ، قال : فما علامتكم عليه ، قلنا : ترك لنا كتاب الملك ، قال : أرونيه ، قال عبد الواحد : فدفعنا له مصحفاً ، قال : لا أحسن هذا ( أى لا يحسن القراءة ) ، يقول : فقرأنا له سورة من كتاب الله ، و هو يبكى و يقول ما ينبغى لمن كان هذا كلامه أن يعصى ، قال عبد الواحد : فعلمناه من شرائع الإسلام ، حتى أوانا الليل فنمنا ، فقال : أإلهكم الذى تعبدونه ينام ، قلنا : مولانا حى قيوم لا ينام ، قال : و بئس العبيد أنتم تنامون و مولاكم لا ينام يقول عبد الواحد ، فتعجبنا له ، و بلغنا عبادان فدفعنا له مالاً ، فقال : سبحان الله ، دللتموني على طريق لم تسلكوه إنى كنت أعبد صنماً فى البحر فلم يضيعني ، فكيف بعد ما عرفته ، و هذه القصة الطريفة التى حكاها ابن الجوزى تدل على مبلغ تدبر الرجل و فقهه رغم حداثة تدينه ، و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، خرج هارون الرشيد يوماً من مجلس الإمارة فاعترضه يهودي ، و قال له : اتق الله ، فنزل هارون الرشيد من على دابته و سجد على الأرض فقال له اتباعه ، أنه يهودى ، قال هارون : قال اتق الله ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ [سورة البقرة : 206] فكان عملهم ووعظهم و تذكيرهم يدل على عظيم تدبرهم لآيات الله و من ذلك لما قدم سليمان بن عبد الملك المدينة و ذهب إليه الناس يهنئونه ، وامتنع أبو حازم فبعث له سليمان يعاتبه ، و يقول له : وجوه الناس زاروني و أنت لم تزورني ، فقال له أبو حازم : أنت لم تعرفني قبل هذا و أنا لم أرك قبل هذا اليوم ، قال : يا أبا حازم قل لي : لماذا نكره الموت ؟ قال : لأنكم عمرتم الدنيا وخربتم الآخرة وتخافون أن تخرجوا من العمران إلى الخراب ، قال : فما لنا عند الله غنم ، قال : أعرض نفسك على كتاب الله ، قال : وأين أجده ، قال : عند قوله تعالي ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ﴾ [الانفطار] ، قال : فأين رحمة الله إذن قال: قريب من المحسنين . فهذا التبر يورث الحزم والفطنة ودقة التمييز بين الطيب والخبيث والفاسد والصحيح ويجعل الإنسان راغبا ً راهبا ً كما إنه يفضي إلى رسوخ الأيمان في القلب .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين









 


 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:09

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc