التفاعل بين الإسلام والأمازيغية في الجزائر .... - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > تاريخ الجزائر

تاريخ الجزائر من الأزل إلى ثورة التحرير ...إلى ثورة البناء ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

التفاعل بين الإسلام والأمازيغية في الجزائر ....

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-12-07, 21:16   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
haitham12
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي التفاعل بين الإسلام والأمازيغية في الجزائر ....

المجتمع الأمازيغي قبل الإسلام
ردة أم ثورة سياسية؟

لم يتمكن العرب المسلمون من فتح المغرب العربي إلا بعد سبعة عقود لقوا فيها مقاومة ضروسا من قبل الأمازيغ الذين اشتهروا بصمودهم خلال قرون خلت لحملات الغزو التي شنها الرومان، الفينيقيون والوندال.

ويعتبر فتح المغرب العربي أطول حملة في تاريخ الفتح الإسلامي مقارنة بالحملات الأخرى التي استغرقت مدتها حوالي ثلاث سنوات لكل من مصر والأندلس وأربع سنوات للعراق وسبع سنوات لكل من فلسطين وسوريا.

وقد توحي هذه المدة بأن صمود الأمازيغ أمام الفتح العربي الإسلامي كانت تغذيه عداوة جامحة لكل ما يرمز إلى الإسلام والعروبة ورفض مطلق للتخلي عن المعتقدات الأصلية، غير أن تحليلا من هذا القبيل يعد ضربا من التبسيط ويدخل في إطار ما يسمى بالصور النمطية التي يتمادى الكثيرون في الترويج لها، ناهيك على أنه بجانب الحقيقة. وبالتالي فإن التساؤل الذي يفرضه نفسه هو: هل رفض الأمازيغ الإسلام؟

قبل الإجابة عن هذا التساؤل، تقتضي الضرورة إعطاء صورة ولو مبسطة عن واقع المجتمع الأماريغي وأهم مكوناته قبل مجيء العرب المسلمين.

المجتمع الأمازيغي قبل الإسلام

"
لم تكن أسلمة الجزائر سهلة بدليل المحاولات المتكررة لعقبة بن نافع الفهري وارتداد الأمازيغ عن الإسلام اثنتي عشرة مرة في ظرف سبعين سنة
"
كان الأمازيغ قبيل مجيء العرب المسلمين يمثلون الغالبية العظمى من سكان الجزائر بل من سكان المغرب العربي، وأما الفئات الأخرى فكانت ممثلة في البزنطيين والأفارقة. ويتفرع الأمازيغ إلى فئتين، هما: البرانيس والبتر.

*
بالنسبة للفئة الأولى فإن موطئ قدمها كان السهول الساحلية والأراضي الخصبة الصالحة للزراعة، ويعتبر البرانيس أو كما يسميهم الرومان بالموريطانيين، بمثابة سكان الحضر وكانوا شديدي التمسك بالديانة المسيحية.
*
أما بالنسبة للفئة الثانية، فإنهم كانوا يقطنون في الجبال والبوادي وبحكم صعوبة الحياة في هذه المناطق فإنهم كانوا كثيري الترحال والتنقل. ومن أشهر قبائل البتر نذكر على سبيل المثال لا الحصر: الزناتة، البرغواطة، النفوسة، اللواتة والهوارة.

ارتأينا إعطاء صورة مقتضبة عن تركيبة المجتمع الأمازيغي ذلك أنها تعتبر مفتاحا من ضمن المفاتيح التي تمكننا من فهم كيفية دخول الإسلام إلى الجزائر ومساهمة الأمازيغ في توسيع رقعته ليس في الجزائر فقط بل في المغرب العربي كله.

لقد سبق أن أشرنا إلى أن دخول الإسلام إلى الجزائر لم يكن بالمسألة الهينة، ذلك أن المقاومة التي لقيها القادة الفاتحون من أمثال عقبة بن نافع وأبي المهاجر بن دينار على يد كسيلة والكاهنة تعتبر من أشد المقاومات في تاريخ الفتوحات الإسلامية. فالطريق نحو أسلمة الجزائر لم يكن بالسهل، بدليل المحاولات المتكررة لعقبة ابن نافع الفهري وارتداد الأمازيغ عن الإسلام اثنتي عشرة مرة في ظرف سبعين سنة.

ويعتبر عقبة بن نافع الفهري من أبرز فاتحي الجزائر. غير أن النهج الذي سلكه والذي يمتاز بنوع من القسوة والخشونة جعل الأمازيغ يصمدون في مقاومتهم. وقد كان كسيلة الذي هزم عقبة ابن نافع من أبرز ملوك الأمازيغ الذين تصدوا للزحف الإسلامي. وكانت مقاومة كسيلة، بالإضافة إلى تلك التي خاضتها الكاهنة، تعبيرا عن رفض الأمازيغ للغزو الأجنبي. بيد أنه تجدر الإشارة إلى أن انتفاضة كل من كسيلة والكاهنة لم تتم باسم جميع الأمازيغ. فكما يذهب إليه الكثير من المؤرخين فإن القبائل التي عبرت عن رفضها لمجيء العرب المسلمين هي تلك التي كانت تقطن المدن أو كما تسمى البرانيس، حيث كان هؤلاء أكثر ميلا لليونانيين وللبزانطيين، وكان رفضهم التخلي عن المسيحية في حقيقة الأمر تعبيرا عن تخوف من فقدان مركزهم كقبائل مهيمنة. أما القبائل الأخرى أي البتر فقد كانت السباقة لاعتناق الإسلام وقد ساهمت تحت لواء قائدها ابن معاد، في المعارك التي شنها عقبة ابن نافع وأبو المهاجر بن دينار ضد كسيلة والكاهنة.

إن انتشار الإسلام بين الأمازيغ مرجعه إلى عدة عوامل لكننا سوف نركز على العاملين التاليين:
في المقام الأول اعترى المجتمع الأمازيغي نوع من الفوضى تجلى على وجه الخصوص في الفوارق الاقتصادية والاجتماعية بين أهل البادية (البتر) وأهل الحضر (البرانيس). يضاف إلى هذه الفوارق الانقسامات الدينية بين الطوائف المسيحية، وهي انقسامات عمقت من الفوضى التي كانت تعم هذا المجتمع.
وفي المقام الثاني نجد أن قبائل البادية يشتركون مع العرب في الكثير من الخصائص من ذلك التقسيمات القبلية، أسلوب العيش، حب الغزو وغير ذلك من الخصائص. هذه الخصائص جعلت قبائل البتر يتقبلون بسهولة الدعوة التي جاء بها العرب المسلمون.

على نحو آخر يشير العديد من المؤرخين إلى أن الأمازيغ البتر قد ساهموا بحماسة في نشر الإسلام سواء أكان ذلك عبر تدعيم الجيوش الإسلامية بالمقاتلين والمشاركة في فتح بعض الأقطار كالأندلس على يد طارق بن زياد أو عبر إثراء التعليم الديني وتعميمه من خلال إيفاد بعثات إلى مصر والعراق لتعلم الفقه والحديث أو من خلال بعض المؤلفات كتلك التي أنتجها ابن تومرت مؤسس دولة الموحدين. فلقد عمد هذا الأخير الذي كان حريصا على تعميق الوجود الإسلامي بالجزائر على توضيح وشرح تعاليم الدين الإسلامي للأمازيغ من خلال إصدار بعض الكتابات على غرار "التوحيد" ، و"المرشد"، و"العقيدة". ويعكس لجوء بعض الملوك الأمازيغ إلى لغتهم لتعليم الدين الإسلامي مدى حرص الفاتحين العرب على أن يظل السكان الأصليون للجزائر متمسكين بلغتهم الأصلية فلم يكن العرب المسلمون يرغبون في أن يعربوا الأمازيغ على حساب لغتهم


وثقافتهم الأمازيغية. لكن لماذا ارتد الأمازيغ عن الإسلام اثنتي عشرة مرة في ظرف سبعين سنة؟

ردة أم ثورة سياسية؟

"
لم يرفض الأمازيغ الإسلام بل بالعكس اعتنقوه بحماسة وساهموا في توسيع رقعته بقوة لاسيما من خلال نشاط الزوايا
"
قد توحي الردات المتتالية للأمازيغ عن سطحية تعلقهم بالإسلام وارتباطهم العميق بديانتهم الأصلية. غير أن الحقيقة هي عكس ذلك. لقد ارتد الأمازيغ لا لأنهم كانوا غير مقتنعين بالإسلام، بل لأنهم ضاقوا ذرعا من التعسف والاستبداد الذي كان يمارسه بعض الحكام المسلمين.

ولئن كان العرب المسلمون قد اعتمدوا على ما يشبه نوعا من اللامركزية في تسيير الشؤون الإدارية للجزائر من خلال تشجيع الأمازيغ على إدارة شؤونهم بأنفسهم وهو ما حدث بالفعل مع عبد الرحمن بن رستم مؤسس الدولة الرستمية أو مع محمد بن تومرت مؤسس دولة الموحدين، فإن رغبة الأمازيغ في الاستقلالية السياسية كانت قوية. يعكس هذا في حد ذاته روح الاستقلالية التي تميز الشخصية الأمازيغية الرافضة لأي خضوع أو تبعية. وأصدق تعبير عن روح الاستقلالية الأمازيغية هذه الانتشار السريع لمذهب الخوارج بين بعض القبائل الأمازيغية التي كانت تقاسم معارضي مذهب بني أمية نظرتهم إلى الإمامة.

لقد انتفض الأمازيغ لاسيما عبر بعض القبائل كصنهاجة والزناتة على حكم الأمويين بزعامة يزيد بن مسلم، وكانت انتفاضتهم هذه إيذانا ببداية انفصال الأمازيغ عن المركز في المشرق العربي وانقسام المجال الأمازيغي بدوره إلى فرق وأحزاب: خوارج، شيعة وسنة. لكن سرعان ما انحصر مد الخوارج ليترك المجال أمام الشيعة وتتشكل بذلك دويلات على غرار الزيرية ( 973 إلى 1060م) والحمادية (1015 إلى 1060م) من طرف قبيلة صنهاجة، ودويلة سجيلماسة من طرف قبيلة الزناتة. وبدوره انحصر المذهب الشيعي أمام المذهب السني الذي تمكن من فرض نفسه خاصة بعد قيام دولتي المرابطين والموحدين بعد ذلك.

"
لم يلجأ العرب المسلمون إلى الإكراه لنشر الإسلام والمقاومة التي لقوها على أيدي الأمازيغ كانت نتاج


سياسة التعسف التي انتهجها بعض القادة المسلمين وليست نتاج رفض السكان الأصليين للجزائر اعتناق الإسلام والتفاعل معه
"
لقد ساهم انتشار المذهب السني، من خلال نشر تعاليم الإمام مالك بن آنس، في تحقيق التجانس والتلاحم بين الأمازيغ الذين ظلوا متمسكين بالدين الإسلامي بالرغم من معارضتهم لبعض الحكام العرب. واستمر حال الأمازيغ في ظل الحكم الإسلامي إلى غاية مجيء العثمانيين الذين أصروا -رغم حرصهم على أن تظل راية الإسلام تعلو جبال الجزائر- على فرض ثقافتهم ولغتهم على الأمازيغ، وهو ما سبب انتفاضة هؤلاء الأمر الذي صعب من مهمة الأتراك في التوغل إلى منطقة القبائل.

ويروي العديد من المؤرخين في هذا المجال أن ثورة القبائل على الأتراك دامت قرابة قرن ولم يتمكن الأتراك من بسط حكمهم على هذه المنطقة إلا بعد توقيع الباي محمد الميلي مع أهم أعيان منطقة القبائل على معاهدة سنة 1823.

خلاصة القول أن الأمازيغ لم يرفضوا الإسلام بل بالعكس اعتنقوه بحماسة وساهموا في توسيع رقعته بقوة لاسيما من خلال نشاط الزوايا على غرار الزاوية الرحمانية. من جهتهم لم يلجأ العرب المسلمون إلى الإكراه لنشر الإسلام، والمقاومة التي لقوها على أيدي الأمازيغ كانت نتاج


سياسة التعسف التي انتهجها بعض القادة المسلمين وليست نتاج رفض للسكان الأصليين للجزائر اعتناق الإسلام والتفاعل معه.
_______________
أستاد مساعد بكلية العلوم السياسية والإعلام - جامعة الجزائر









 


رد مع اقتباس
قديم 2009-12-11, 19:19   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
zeus_dz
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
اعتقد ان مقاومة الامازيغ الاوائل للمسلمين كانت و مثلما جاء به المقال لجهل لهذا الدين و ليس لكره...فمن الواضح تقصير المسلمين الاوائل باعتبارهم الجيش و القوة للفتح بدل ارسال من يعرف الناس بهذا الدين و ترغيبهم فيه اضافة الى كون عقبة بن نافع و الذي يجب القول انه رغم كفائته العسكرية لكن شخصه المتهور و المتعجرف دفع الامازيغ الى الثورة فهم ليسوا بالقوم الذي يخضع و قصته مع كسيلة معروفة










رد مع اقتباس
قديم 2009-12-11, 20:34   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
raouf 1994
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية raouf 1994
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

merci vghr-y










رد مع اقتباس
قديم 2010-02-16, 15:18   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
moniah
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية moniah
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك جميل










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
...., التفاعل, الجزائر, الإسلام, والأمازيغية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:30

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc