نشأة عمر لعور
أنا السيد عمر بن رمضان المولود خلال 1940 من عائلة فقيرة رحالة في الصحراء التابعة حاليا لبلدية قطارة دائرة مسعد ولاية الجلفة وبضبط كنت في ما يعرف بكردادة حيث توفي أبي قبل انطلاق الثورة بأشهر قليلة ونظرا لظروفنا الصعبة التي عانت منها عائلتي وإخوتي الأربعة وأمي فقد بدأت أفكر في الالتحاق بالجبل وكانت المجموعات المجاهدة تمر عبر الصحراء ومن بينهم ابن عمي الذي سبقني إلى الجهاد الشهيد احمد بن ناجي الذي استشهد إبان الثورة التحريرية وقد كان هذا في بداية الثورة التحريرية
بداية تجنيدي
كانت بداية تجنيدي أي الصعود إلى الجبل مطلع 1965 وكانت على يد سي دحمان نائب رئيس البلدية مسعد السابق وكان القائد الأول هوسي محمد بن الهادي وبعد فترة تم تحويلنا إلى زيان البوهالي في منطقة جبل بوكحيل وكان القائد عمر ادريس هو القيادي الأول الذي يأمر وينهي
معركة واد الجرب
قائدنا في هذه المعركة محمد بن الهادي وذلك سنة 1956 في واد الجرب في طرف بوكحيل من جهة اولادجلال كنا حوالي 150 جنديا حيث استشهد حوالي 7 مجاهدين وكان من بينهم عمرالدفزيون وعبد السلام محقن وحيرش محمد وعمر عاشور وعمر بدري وكانت بدايتها صلاة الصبح إلى وقت العاشرة حيث تسللنا إلى الجبال المجاورة عبر هذا الوادي وساعد الشاوي وهذه كانت في الخريف
كان نوع السلاح عندي فيزي ماط عندها 6 طلاقان
معركة منطقة بتصالح (الدلاج) جويلية 1957
في معركة كنا مع قائدنا زيان البوهالي حوالي 75 جنديا من بينهم مجدل وابن الحاج وعمرلعور وزيطوط احمد واعمر عاشور وبوعلام مروش وقماري احمد بن سليمان حيث هجم علينا المستعمر الفرنسي باسلحته الفتاكة وطائراته حتى استشهد الكثير منا واعدم 20 مجاهد ونجا منها حوالي 16 جنديا فقط من بينهم محمد بن الهادي و عمرلعور واستشهد مجدل وابن الحاج وبوعلام وقماري احمد وقائدنا زيان البوهالي وزيطوط احمد واعمر عاشور حيث بداءت 10.30إلى غاية بعد الزوال.
علما أن عبد العزيز من الشارف أي ما يعرف بالعبزوزي فكان من الذين تم رمي الرصاص عليهم وضننا انه قد قتل لكنه نجا رجع إلينا بعد أيام من هذه المعركة
معركة بن الونيس محمد 1958 جويلية
في يوم من أيام الثورة كان عددنا130 جنديا وكنا مع قائدنا مفتاح في فترة من فترات الاستراحة بعد القيام بعدة عمليات وهو يفكر قال لنا أن بلونيس قتل محمد بلهادي وبعض المجموعات تم خداعها من طرف بلونيس فقال الجميع الجنود الحاضرين لن نقبل بهذا وسنقنع المجموعات الأخرى قال سنلجئ إلى جبال بوكحيل حتى نستطيع حماية أنفسنا ونحدد مصيرنا دون القتال مع المجموعات التي كانت معنا ضد المستعمرونحمي أنفسنا ونحدد مصيرنا دون القتال مع المجموعات التي كانت معنا ضد المستعمر الفرنسي وبعد يوم أو يومين جاءت عناصر من مجموعات أخرى ومجموعة حيث طلبوا من قائدنا التحاور معهم فخاف وأمر اثنان من المجموعة أن يذهب معه وامرنا بالحيطة والحذر وقال أن رجع البكم **بولنوار ** فهو رمز السلام فاعلوا ما يأمركم به ولا تطلق الرصاص وإذا جاءكم **بابي ** فهو رمز الحرب فأطلقوا الرصاص عليهم وعندما نزل إليهم وطال الحديث وبعد مدة ظهر بولنوار وهو رمز السلام ففرحنا فقال اهبطوا واذهبوا معهم إلى ما يعرف يحوش النعاس الذي يتخذه بن الونيس مكان الإقامة فذهبنا وتم تجريدنا من السلاح ووضعه في غرفة قريبة منا واخضروا لنا أكل الغذا وبعد مدة خرج بالونيس وبداء يخطب على المجاهدين حيث قال
((وقال أولادي المجاهدين الشجعان أني لم استسلم إلى فرنسا ولكني رأيت الجيش قد ضعف فقد قررت أن اجعل من المجموعات قوة كبيرة وأوحدها وانقلب على فرنسا أي المستعمر )) وكان معه حراسه ومجموعات خاضعة له.
أهم حراسه وقيادة مجموعته (( رابح البرادي وعبد القادر سحنوني وكحول وجغلاف والعربي القبائلي ))
أهم المجموعات المناهضة :
المجموعات المناهضة والمقررة لقتله هي بقيادة (( لطرش عبد القادر ومجموعة مفتاح التي كنا تابعين لها ومجموعة عمر عاشور))
وبعد ذلك تم إرجاع الأسلحة لنا وهذا بعد صلاة الظهر واخذ بالونيس هو ومجموعاته تطمئن حيث قرر قائدنا وعبد القادر لطرش وعمر عاشور المجموعات الرافضة للاستسلام وخرج اغلب جنودنا إلى أسوار المدينة مختبئين في الأشجار القريبة من المكان وكنت من بين 7اشخاص ويترأسنا نويجم بلقاسم كنا على اتصال دائم بقائدنا حيث أشار لنا بتفكيك السجن الذي كان فيه بعض الجنود والطبيب البوسعادي وقتل بالونيس وبعدها خرجنا إلى جنودنا الذين كانوا محتمين بالأشجار وطلبنا منهم بعض الأسلحة الخفية والتي لا تظهر فأخذت قرونات من نوع أمريكي 100 مورسوا و بلقاسم مسدسين
واخذ زملاءنا حير ش محمد وعمر عاشور والبوزيدي وساعد الشاوي بعض الأسلحة الخفية وكنا من الناحية الغربية وكانت لدينا أسلحة الثقيلة التي كنا نحملها دائما كانت عندي خماسي و قررنا بدا الهجوم وعندما سلمنا الأسلحة اشتبه الحارس في مشيتنا فأطلق الرصاص حيث قتل زميلنا بلقاسم وتم إطلاق الأعيرة النارية منا على الحارس وبداءت عملية الهجوم بمساعدة زملاءنا في الخارج وأطلق عبد القادر لطرش ومفتاح وعمر عاشور النار على بن الونيس ومن معه حيث سقط عبد القادر لطرش وأصيب بن الونيس ومات بعد مدة ونجا مفتاح واستشهد نويجم بلقاسم والطبيب البوسعادي وحيرش محمد وعمرعاشور والبوزيدي وقتل حوالي 30جنديا من جنودنا
معركة واد العلق
قائدنا مفتاح في معركة ود العليق قرب جبل بوكحيل القرموز بداءت بهجوم من طرف القوات الفرنسية علينا من طلوع الفجر حيث هجمت علينا قوة كبيرة متبوعة بالطائرة الفرنسية بقيادة قيار Gaireالتي تحرس منطقة أولاد جلال وبفضل ذكاء قائدنا حيث لم يستشهد من جنودنا 4 حيث كان عددنا اندك حوالي 100 وهذه المعركة كانت بعد خيانةالتي قام بها محمد بن الونيس وقتل منا 30 جنديا منهم سي بلقاسم نويجم الذي بقي معنا اخوه المجاهد علي سايق الابل وطبيبنا النعاس وغيرهم من الجنود وبقيت حتى منتصف الليل وها في فصل الخريف قماري عمر وعمارة بولحية صاحب الحمار عمر بدري العربي من عين الريش
الذين سقطوا شهدا احمد قزران عمرالسويسي احمد خريف و جوبر
معركة التي تم اعتقالنا فيها
كنا في جبل سن الباء أردنا الاتجاه نحو جبل بوكحيل حيث انطلقنا من صلاة الصبح وبدأنا السير من الجبال وكنا 15 جنديا وكنت أنا وقماري المداني نمشي بمسافة أولى أي نحن نسير ثم المجموعة خلفنا 13 الباقية بمسافة بعيدة حيث نصب لنا كمين من طرف العدو في المنطقة الواقعة حاليا بين المجبارة و المعلبة حيث تمت محاصرتنا إلى حدود ما بعد الزوال حيث كانت حوالي 5 طائرات وقوة كبيرة من جيش العدو ونظرا لنقص العدة والعتاد والعطش اثر علينا كثيرا لإننا كنا في موسم الحصاد وفر زملاءنا لبعد المسافة بيننا وقبضا علينا نحن الاثنان وتم أخذونا إلى سجن روؤس العيون بالجلفة
وبعد مد ةالى سجن كمورة
مرحلة السجن نهاية 1958 الى غاية بداية 1960
فترة السجن رووس العيون حيث قضيت فترة السجن لمدة 8اشهربالجلفة ثم تم تحويلي
الى سجن كمورة القريب من القصر وبوغار مدة الإقامة 9 أشهر حولت السلطات الفرنسية من سجن رووس العيون الى كمورة وكان الكابتن samri وكان شبه المحروق وجهه أي في وجهه بقع وكان كابرانه يسمى توشلي touchli وكان جوان كبران الملقب بي بوبقلة من طرف المساجين الذين كان عددهم حوالي 700 سجين وكان هناك 3 قايطون أي خيمة صغيرة وعدة غرف وكنت مسجونا في القيطون 3 وفيه حوالي 25 سجينا من بينهم بلتيقة عبد القادر وبن يمينة وعبد الرحمان وشاوسية الطيب البوسعادي والمجموعات الأخرى في غرف وكان القيطون الثالث شرق البسان انتاع الماء والغرف في الجهة الغربية وفي تلك الفترة هربت من السجن حوالي 25 سجين حيث تمت ملاحقتهم من طرف المستعمر الفرنسي وتم القبض على 9 منهم وإعدامهم رميا برصاص أما البقية فقد فرت ولم يقبض عليها في تلك الفترة القصيرة وبعد مدة 9 أشهر كاملة تم إطلاق سراحي من طرف السلطات الاستعمارية في نهاية الخريف سنة 1959 من سجن كمورة بالقصر البخاري حاليا وأطلق معي شخص اسمه بن لحرش بلنوار من سكان مدينة الجلفة وركبنا معا في القطار أي ما يعرف بالمشينة بـ10 دج للواحد أخذني إلى بيته ووضعني في دار الضياف وقالوا له أن اهلك أي خالتك تريد رؤيتك فذهب إليها وتركني في بيته فخرجت من البيت لكي أكل أي شيء فخرجت ولم أعرف المنزل الذي خرجت منه فذهبت على الحمام لكي أبيت فيه ولا يوجد عندي نقود فقلت لصاحب الحمام لا يوجد عندي نقود فقال لا تبت بدون نقود فقررت أن أتشاجر معه إذا لم يقبل وعندما حكيت له القصة فقال لي تفضل ومن شدة الجوع رأيت 3 أشخاص يأكلون داخل الحمام فبدأت أكل معهم دون أن يعزمونني عن أكل العشاء فقدروا حالتي فلم يطردوني وبت داخل ذلك الحمام وفي الصباح قررت الذهاب الى مدينة مسعد فلم اجد مكان السيارت وفي اليوم الثاني بت في الشارع وفي صبيحة اليوم الثاني وجدت شخصا يسمى بلقاسم أعطاني 10دج وبين لي مكان السيارات التي تأخذني إلى مدينة مسعد ومن شدة الجوع أكلت 2 دج من ذلك المبلغ وذهبت بـ 3.5دج إلى مدينة مسعد وعندما وصلت إلى مسعد ذهبت بيت دار بن ناجي احمد مكثت 10 أيام وأقوم بالإمضاء عند السلطات الفرنسية ثم غادرت مسعد متجها نحو أهلي في الصحراء بألبسة رثة وقديمة ولما خرجت كانت هذه الفترة قد تمت فيها ترقيم البيوت في الصحراء يسمى عام (( التسركيل))