بحث حول جماعة الديوان ومظاهر التجديد في شعرهم - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > الحوار الأكاديمي والطلابي > قسم أرشيف منتديات الجامعة

قسم أرشيف منتديات الجامعة القسم مغلق بحيث يحوي مواضيع الاستفسارات و الطلبات المجاب عنها .....

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

بحث حول جماعة الديوان ومظاهر التجديد في شعرهم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-01-29, 01:36   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
الصقرالشمالي
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية الصقرالشمالي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل العقاد شاعر الغزل؟


بعد انفراط عقد مدرسة الديوان في الأدب والتي كانت مؤلفة من العقاد وشكري والمازني نتيجة خلاف وقع بين هؤلاء الرفاق توقف على أثره عبد الرحمن شكري عن الكتابة بعد صدور ديوانه السابع (أزهار الخريف) وانصرف المازني عن الشعر إلى الكتابة النثرية ظل العقاد وحده يراوح في الساحة الشعرية واتهمه البعض آنذاك بأنه أهمل الشعر وجعله في المرتبة الثانية واهتم بالقضايا الفكرية ومن هنا تولد لدى معظم الدارسين والباحثين أن شعر العقاد شعر مصنوع أميل إلى النزعة الفلسفية منه إلى النزعة الجمالية ولقد وقر هذا الاعتقاد في أذهان الكثيرين ممن تعرضوا لشعر العقاد بالدراسة والتحليل وعلى ذلك أقام بعضهم الأحكام على شعر العقاد وبخاصة الشعر الغزلي الذي وسمه النقاد بأنه خلو من العاطفة والتأنق الجمالي للقصيدة الغزلية ربما رجع ذلك عندهم إلى أن العقاد قد شاع عنه انه عدو المرأة ولا يعرف اسر الحب ولا يلمس في داخله أحساسا بجمال المرأة ومن ثم فانه يفقد المعطى الجمالي الذاتي وأدوات توهج القصيدة الغزلية وأظن أن هذه أحكاما تعميمية تخلو من منهجية الرؤية النقدية التي تقوم على الاختبار والتحليل العلمي وصولا إلى الجوهر الحقيقي للظاهرة؟
والمتأمل في شعر العقاد يكتشف غير ذلك فالعقاد اخرج تسعة دواوين هي
يقظة الصباح/ وهج الظهيرة / أشباح الأصيل /أشجان الليل /هدية الكروان / وحى الأربعين /عابر سبيل /أعاصير مغرب /بعد الأعاصير
وهذه الدواوين ضمت 836 قصيدة جاء منها308 قصيدة في الغزل وشملت هذه الدواوين 11611بيتا من الشعر كان من نصيب شعر الغزل فيها 3350 بيتا وقد اختلفت طريقة توزيع قصائد الغزل في الأعمال الكاملة لشعر العقاد ففي المجلد الأول الذي يضم الدواوين(يقظة الصباح / وهج الظهيرة /أشباح الأصيل /أشجان الليل) كانت قصائد الغزل موزعة بين قصائد هذه الدواوين ولا تحتل قسما خاصا في حين أن قصائد الغزل في المجلد الثاتى والذي يضم خمسة دواوين هي(هدية الكروان /وحى الأربعين / عابر سبيل /أعاصير مغرب /بعد الأعاصير ) فقد جاءت مصنفة تصنيفا موضوعيا فقد جمعت قصائد الغزل في كل ديوان على حدة وقد اتخذت عناوين محددة منها (غزل ومناجاة /في النفس /نجوى/ ربيعيات ) وهذا يدل على أن العقاد اهتم بشعر الغزل في هذه الفترة اهتماما مقصودا وبخاصة إذا علمنا أن دواوين المجلد الثانى كتبت في الفترة مابين1933 إلى 1950 وهى الفترة اللاحقة لكتابة دواوين المجلد الأول وهناك ملاحظة أخرى هي أن قصائد الغزل في المجلد الثانى اتخذت شكل القصائد المطولة بينما القصائد الغزلية في المجلد الأول اتخذت شكل المقطوعات القصيرة وهذا يؤكد اهتمام العقائد بقصيدة الغزل في الفترة الأخيرة . و الا يدل هذا على أن العقاد شاعر غزلي غزير الإنتاج في هذا اللون على مدار حياته؟
هذا من ناحية الكم أما من ناحية الكف فعلينا أن نتوقف أمام شعر الغزل عند العقاد ونستجلى منه من خلال التحليل طبيعة الظاهرة ففي ديوان (أشجان الليل )في قصيدة عنوانها (نبئيني ) يقول العقاد :
يا رجائي وسلوتى وعزائي و اليفى إذا احتواني الأليف
نبئيني فلست اعلم ماذا منك قلبي بحسنه مشغوف
كل حسن أراك اكبر منه أن معناك تالد وظريف
لست أهواك للجمال وان كا ن جميلا ذاك المحيا العفيف
لست أهواك للذكاء وان كا ن ذكاء يذكى النهى ويشوف
لست أهواك للدلال وان كا ن ظريفا يصبو إليه الظريف
لست أهواك للخصال وان ر ف علينا منهن ظل وريف
لست أهواك للرشاقة والرقة والأنس وهو شتى صنوف
لست أهواك أنت أنت فلا شئ سوى أنت بالفؤاد يطيف
إن حبا يا قلب ليس بمنسيك جمال الجميل حب ضعيف
إن هذه المطوعة الشعرية التي كتبت على بحر الخفيف وكيف استطاع الشاعر أن يستو لد من هذا البحر نغما طروبا يأسرنا بجمال وصف الأنثى الذي يصدر عن محب رقيق الأحاسيس وقلب غنى بالمشاعر وكذلك القافية المضمومة جعلت الشاطئ الذي تنكسر عليه موجة البيت رمليا ناعما متدرجا لا تحس معه ما تحسه مع القافية الساكنة وإنما تبدو الفاء المضمومة وهى المحطة الأخيرة في البيت حين تنبعث من شفتين مضمومتين كأنها قبلة مرسلة مع كل قافية إلى تلك الأنثى الآسرة واختيار الشاعر لردف الياء والواو قبل النطق بحرف القافية كأنه استراحة النفس قبل أن يستقر على مرفأ القافية ويطلق زفرة حب جميلة إلى المحبوب مرتهن قلب الشاعر
وفى ديوان (أعاصير مغرب ) يقول الشاعر تحت عنوان الغيرة :
اذا رابك القلب الذي لا تنو شه مخالب من وسوا سه أو نواجذ
فلا تحسبي أنى خلى من الهوى ولا اننى سال هواك فنابذ
ولكنني راض بما تظهرينه وما أنا في السر المغيب نافذ
فلست إلى ما فات منك براجع ولا أنا معط فوق ما أنا آخذ
وهذه المقطوعة التي تنسال فيها الألفاظ انسيا لا وتبدو فيها رقة المحبوب وعذوبته وتواضعه مع المحب المعذب (بكسر الذال) تشبه إلى حد قريب أشعار فحول شعراء الغزل في العصر القديم أمثال العباس بن الأحنف وغيره
وفى ديوان (عابر سبيل ) يقدم العقاد قصيدة عنوانها (الصدار الذي نسجته ) يقد مقطوعة شعرية جميلة
هذا مكان صدارك هنا هان في جوارك
وفيه منك دليل على المودة حسبي
الم أنل منك فكرة في كل شكة إبرة ؟
وكل عقدة خيط وكل جرة بكرة
هناك كمان صدارك هنا هنا في جوارك
والقلب فيه أسير مطوق بحصارك
وهذه المقطوعة تكاد نخلو من حدث شعري مركب وإنما تحتوى على حدث بسيط وهو أن المحبوبة أهدت إلى الشاعر صدارا حول الشاعر هذه الهدية إلى قضية حب جميلة فيأتي التأويل الشعري نافذا إلى تفصيلات دقيقة مشبعة بالغرام والحب تنحرف بوظيفة الصدار الحقيقية إلى وظيفة عاطفية يصبح الصدار رقيبا على القلب حين بحاصرة وان كل شكة إبرة هي دافع إلى نمو أفكار العاطفة وإحساس جميل ممزوج بلذة الم الحب
وبعد هذا أليس العقاد شاعرا غزليا مرهفا لديه قدرة فائقة على صنع النص الغزلي الرائق الشفاف؟









 


قديم 2010-01-29, 01:43   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
الصقرالشمالي
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية الصقرالشمالي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ديوان الشاعر : إبراهيم عبد القادر المازني
https://www.adab.com/modules.php?name...id=453&start=0

التعريف بالشاعر :
عبد الرحمن شكري شاعر عربي مصري جمع بين الثقافة العربية والثقافة الانجليزية ، أتم دراسته في مصر في مدرسة المعلمين وتخرج منها عام 1909م وأرسل في بعثة إلى انجلترا عام 1912م وعاد ليعمل في وزارة التربية والتعليم وكان له حظ وافر من الثقافة والمعرفة بالأدبين العربي والانجليزي ، وإسهام بارز في النهوض بالشعر الحديث وتطويره ، أصدر عدداً من الدواوين من أبرزها : أضواء الفجر ، وزهر الربيع ، وأزهار الخريف ، وأناشيد الصبا ، وأصدر كتابين نثريين هما ( الخطرات ، والاعترافات ) .
كان شكري على رأس مدرسة الديوان مع زميليه المازني والعقاد ، ينشر آراءه في تجديد الشعر وفي نقد الإحيائيين ، ثم انقلب عليه رفيقاه وهاجماه في كتابهما ( الديوان ) تحت عنوان " صنم الألاعيب " مما كان سبباً في اعتزاله الحياة الأدبية .
مناسبة القصيدة :
يعبر الشاعر في هذه القصيدة عن تجربة أليمة حزينة وهي بعد أحبابه عنه وتخلي أقرب الناس إليه عنه مما أفقده الثقة بالناس .
القصيدة:
1- دعوة الطائر للإقامة بقلب الشاعر :
1- ألا يا طائرَ الفِردو سِ قَلْبي لك بستانُ
2- ففيه الزهـرُ والماءُ وفيه الغصــن فينانُ
3- وفيهِ منكَ أنغــامٌ وفيه منكَ ألحـــــــانُ
4- وللأشجــارِ أوتارٌ وناياتٌ وعيـــــــــــدانُ
المفردات:
1- ألا : أداة تنبيه واستفتاح ، الفردوس : الجنّة ، بستان : حديقة
2- فينان( فين ) : الأغصان الطويلة الحسنة
3- أنغام : مفردها نغمة وهي حسن الصوت ، ألحان : مفردها لحن وهو القطعة الموسيقية
4- أوتار :مفردها وتر وهو معلق القوس ، نايات : مفردها نأي وهي آلة من اليراع المثقوب ، عيدان : مفردها عود وهي كل خشبة رطبة أو يابسة ( أوتار ، نايات ، عيدان ) أدوات موسيقية .

الشرح :
يدعو الشاعر عصفور الجنة إلى أن يقيم في بستان قلبه الذي يمتلئ بالزهور والجداول والأشجار ذات الأغصان الطويلة الحسنة وقد امتلأت أجواء البستان بالنغمات الجميلة الصادرة عن عصفور الجنة وقد شاركت الطبيعة العصافير في الغناء بحفيف الأشجار ورقص الأغصان .
مواطن الجمال :
*ألا ، يا : أداة الاستفتاح وأداة النداء يدلان على مدى قرب الطائر من الشاعر ،(أسلوب إنشائي )
*قلبي بستان : تشبيه بليغ شبه القلب بالبستان دلالة على بعث الأمل والبهجة في النفس.
*وفيه منك أنغام ، وفيه منك ألحان : إسناد الأنغام والألحان للطائر يدل على إعجاب الشاعر بصوت الطائر.
*وللأشجار أوتار ونايات وعيدان : كناية عن البهجة والسرور المنبعثة في النفس .
**( الأساليب خبرية للتقرير توحي بالأمل في نفس الشاعر)
*يتضح في الأبيان مناجاة الشاعر للطبيعة وهيامه بها فأتخذ من عصفور الجنة رمزاً حيّاً فحاوره .
2- الطائر مُلْهِم للشعر :
5- ألا يا طائــــرَ الفــــــردو س إن الشعر وجـــدانُ
6- وفي شدوكَ شعرُ النفـ ـس لا زورٌ وبهتـــــــانُ
7- فلا تقتـــــــــــدِ بالناسِ فما في الخلقِ إنسانُ
8- وجُدْ لي منكَ بالشعــرِ فإنَّــا فيـــه إخـــــــــوانُ
9- ألا يا طائــــرَ الفــــــردو س قلبي منك ولهـــانُ
المفردات :
5- وجدان : هو كل إحساس أولي باللذة والألم , وهو حالة نفسية متأثرة بالألم واللذة .
6- شدوك : غناؤك ، زور :باطل ومضادها ( الحق ) ، بهتان : كذب وافتراء .
7- لا تقتد بالناس : لا تتبع أهواءهم ، الخلق : الناس ،
8- جُد : أعطي بسخاء وكرم ، إخوان : المراد بها الأصدقاء .
9- ولهان وله) من اشتد حزنه حتى ذهب عقله ، والأم على طفلها ( حنت إليه ) .
الشرح :
يظهر الشاعر رأيه في الشعر فالشعر عنده معنى وفكر وعاطفة صادقة ، ويرى أن غناء الطائر يطرب ويسعد النفس بصدق وليس بالكذب والباطل ، ويدعو الشاعر الطائر بألا يتبع أهواء الناس لأنه لا يوجد بينهم من يستحق أن يطلق عليه إنسان ، فالطائر ملهم للشاعر بالشعر الجميل فكلا منهما ينشد ويسعد الآخرين ويبعث الأمل والبهجة في النفوس ، فالشاعر يحن إلى الطائر حزين لبعده عنه .
مواطن الجمال :
*إن الشعر وجدان : أسلوب خبري غرضه التقرير وعرض رأي الشاعر
*وفي شدوك شعر النفس : كناية عن إلهام الطائر الشعر للشاعر .
*فلا تقتد بالناس : أسلوب إنشائي نهي الغرض منه النصح والإرشاد .
*فما في الخلق إنسان : كناية عن فقدان الثقة بالناس جميعاً .
*وجد لي منك بالشعر : أسلوب إنشائي أمر الغرض منه الترجي .
*قلبي منك ولهان : كناية عن الألم والحزن لبعد الأصدقاء عنه.
*يسود الأبيات جو من الحزن والألم والتشاؤم الذي ينبع من معاناة الشاعر وفقده الثقة بالناس .
3- تعجب الشاعر من ابتعاد الطائر عنه:
10- فهل تأنفُ منْ روضي وما في الروض ثعبانُ؟
11- وهل تنفرُ من جـــوِّي وما في الجوِّ عقبــانُ؟
12- وهل تنَفـــرُ من قلبي كأنَّ القلبَ خــــــوّانُ
13- فما لي مِنْكَ إسعــــادٌ ولا لي منكَ لقيــــانُ
المفردات :
10 – تأنف : تأبى وتكره ، روضي : مفردها روضة وهي الحديقة .
11- تنفر : تفزع وتبتعد ، عقبان : مفردها ( عُقاب ) وهي الطيور الجارحة .
12- خوّان : صيغة مبالغة من ( الخيانة ) أي كثير الغدر .
13- لقيان : مقابلة واجتماع .
الشرح :
يتسأل الشاعر عن سبب رفض الطائر الإقامة بقلبه هل لوجود ثعبان في أرض الرياض ، أم لوجود الطيور الجارحة في سماءها ، أم إنه يخاف الغدر والخيانة من هذا القلب ؛ لذلك حرمني من السعادة والهناء في طيب اللقاء .
مواطن الجمال :
*الأبيات ( 10 – 11 – 12) أساليب إنشائية ، استفهام الغرض منه التعجب
*استخدام النفي بـ ( ما ، و لا ) للتأكيد
*البيت (13) فيه حسن تقسيم يولد إيقاع موسيقي خلاب .

4- الإيمان بالقضاء والقدر
14- وللأقــــــــدارِ أحكامٌ وللمخلــــوقِ إذعـــــــانُ
15- أرى الأحداثَ إسراراً ستُمسي وهي إعلانُ
16- ويهفو بكَ ريبُ الدهـ ـرِ إنَّ الدهـــرَ طعّــــــــانُ
17- فلا حســنٌ ولا شدوٌ ولا زهـــــــرٌ وأَغَصـــانُ
المفردات :
14- الأقدار : مفردها ( القَدر ) وهو قضاء الله ، إذعان : خضوع واستسلام .
15- الأحداث : مفردها ( حدث ) وهي الأفعال ، إسرار : إخفاء *مضادها* إعلان : إظهار ووضوح.
16- يهفو ( هفو ) : الهفوة هي الذلة ، ريب : شك ، وريب الدهر حوادثه ، الدهر : الزمن ،
طعان : مبالغة في الطعن أي كثير الطعن .
17- حسن : جمال ، شدو : غناء .
الشرح :
إن القدر يحكم علينا وليس للإنسان إلا أن يخضع ويستسلم لحكم وقضاء الله ، وكل شيء يخفى علينا الآن لن يأتي الليل إلا ويكون واضحاً معلناً ، وإن التفكير في حوادث الدهر سيقودك للوقوع في الخطأ ؛ لأن الدهر بطبعه يحاول دائماً أن يوقع الإنسان في الخطأ ، والتفكير الدائم في حوادث الزمن يمنعك من الشعور بالجمال والبهجة ولا تستمتع بما حولك
مواطن الجمال :
*وللأقدار أحكام وللمخلوق إذعان : أسلوب خبري الغرض منه تقرير الإيمان بقضاء وحكم الله.
*إسرار ، إعلان : طباق يوضح المعنى ويبرزه .
*البيت 15 : حكمة ( الذي يخفى علينا اليوم سيأتي الغد ونعلمه ) وهو ناتج عن خبرة الشاعر وتنوع ثقافته .
*الدهر طعان : استعارة مكنية شبه الدهر بالإنسان كثير الطعن وسر جمالها التشخيص والتجسيم .
*طعان : استخدام صيغة المبالغة للدلالة على كثرة نوائب الدهر.
*تكرار (لا) في البيت 17 : يفيد تأكيد عدم حدوث الاستمتاع بالحياة ومباهجها .

5- الإخلاص من طبع الشاعر
18- سيبقى لـــكَ في قلبي مـــوداتٌ وتَحنانُ
19- فإنْ ملّك أحبـــــــــــــابٌ وإن عقّك إخـــوانُ
20- وإنْ رابَكَ مـــــن عَيْشـِ كَ لوعاتٌ وأحزانُ
21- فجرّبْ عنــــــدَها قلبي فقلبي منكَ مـــلآنُ
22- وأسمعنْي من الشعرِ فإنَّا فيهِ خــــــلانُ
23- وهــل تفهمُ ما أعْني وهل للطيرِ أذهانُ؟!
المفردات :
18- مودات : جمع مودة وهي الحب ، تحنان : الحنين الشديد .
19- ملّك : سأمك ، أحباب : مفردها حبيب ، عقّك : خالفك ، إخوان : المراد الأصدقاء
20- رابك : نابك وأصابك ، لوعات : مفردها لوعة وهي حرقة الشوق .
21- ملآن : ممتلئ (ج) مِلاء .
22- خلان : مفردها خلٌ وخليل وهو الصديق المخلص .
23- أذهان : مفردها ذهن وهو الفهم والعقل
الشرح :
يخاطب الشاعر الطائر قائلاً بالرغم من بعدك عني فإن الحب والحنين لك يملأن قلبي ، فإذا سأم منك الأحباب وهجرك الأصحاب وأصبت بالحزن وحرقة القلب فعندها تعالى معي فأنا وأنت أصبنا بنفس الشيء فلنتسرى معا بإنشاد الشعر وتسمعني إنشادك الجميل فنحن أصدقاء أوفياء فيما نقول ، ثم يبرز الشاعر الغرض الحقيقي لما يقول من أن المقصود بالطائر هو الصديق فالطير ليس لديه عقل ليفهم ما قاله الشاعر لكن على الصديق أن يعي ما أقول .
مواطن الجمال :
*استخدام كلمة ( مودات) على صورة الجمع للدلالة على حب الشاعر الشديد للطائر .
*البيت 23 : أسلوب إنشائي استفهام الغرض منه التعجب .




التعليق على القصيدة :
جدة الموضوع :
تناول الشاعر في هذا النص موضوعاً جديداً غير مألوف عند الشعراء الإحيائيين ، وتلك من سمات مدرسة الديوان ، فهو يعبر عن تجربة ذاتية عاشها اقترنت بالتشاؤم والحزن وفقدان الثقة بالناس عالج من خلالها قضية إنسانية عامة تصيب البشر جميعاً ، وقد نزع الشاعر للرومانسية حيث نجد مناجاته للطبيعة وهيامه بها واتخاذه طائر الفردوس رمزاً حيّا يحاوره ويشتكي له .
الشاعر والتجربة
التجربة الشعرية في القصيدة ذاتية تقوم على التأمل والتحليل وتتسم بصدق العاطفة وعمق الفكرة ودقة التعبير.
الوحدة العضوية
تحققت الوحدة العضوية في أبيات القصيدة والمقصود بذلك :
1- وحدة الموضوع : فالأبيات تدور حول موضوع واحد وهو حب الشاعر وعشقه للشعر وبعد أصدقائه عنه .
2- وحدة الجو النفسي : فالشاعر يسيطر عليه جو نفسي واحد يتجلى في الألم والحزن والتشاؤم وفقدان الثقة بالناس .وكلها تسير في اتجاه شعوري واحد .
الأفكار
تتسم بالعمق والدقة والترابط المحكم فهو يتحدث أولا عن الأجواء التي يضفيها الشعر على نفس الشاعر ثم يظهر يبين تجربته الذاتية مع الناس التي جعلته يفقد الثقة فيهم ويتعجب من بعد الأقربين عنه ثم بين كيف أنه يؤمن بالقدر وسيظل قلبه محباً للناس بالرغم مما فعلوه فيه فهو جبل على الحب والوفاء .
العاطفة
تتسم بالصدق والقوة ، ويمتزج فيها الأمل مع الحزن والأسى .
الألفاظ
سهلة جميلة موحية بعيدة عن الغرابة ، يميل إلى تكرار بعض الكلمات تأكيداً للمعنى أو تنبيهاً للذهن .
يكثر الشاعر من استخدام بعض الحروف استعمالاً دقيقاً لخدمة المعنى .من ذلك: استخدامه حرف النسق (الواو) يفيد بيان مصاحبة الحدث أو إلحاقه بغيره ، وكذلك استخدام حرف النسق ( الفاء ) للدلالة على الترتيب والتعقيب .
يعاب على الشاعر أنه وضح في البيت (14) أنه يسلم بقضاء الله وحكمه ثم وصفه الدهر بالخيانة والغدر في ( إن الدهر طعان ) .

الصور
رسم الشاعر لنا في النص صورة كلية أجزاؤها : الشاعر و العصفور والبساتين والأنغام السحرية والأزهار و الأغصان والمياه .
وفي ثنايا الصورة الكلية صور جزئية من تشبيه واستعارة وكناية .
المحسنات البديعية
جاءت طبيعية وجميلة لخدمة المعنى وإبرازه منها الطباق .
الأساليب
اعتمد الشاعر على المزاوجة بين الأساليب الخبرية والإنشائية التي تثير الذهن وتحرك المشاعر .
الموسيقا
( أ ) خارجية :
تمثلت في وحدة الوزن والقافية ، وقد اختار لقافيته النون المضمومة المسبوقة بالمد لتلائم جو الحزن والأسى .
( ب ) داخلية :
1- ظاهرة : في المحسنات البديعية غير المتكلفة .
2- خفية : وتظهر في حسن اختيار الألفاظ الموحية ، والصور الجميلة المعبرة ، وحرارة العاطفة وصدقها .

الخصائص الفنية لأسلوب الشاعر :
1- استخدام الألفاظ السهلة الموحية البعيدة عن الغرابة والتعقيد .
2- عمق الأفكار ودقتها وترابطها.
3- استخدام الصور الكلية والجزئية .
4- الإقلال من المحسنات البديعية إلا ما جاء طبيعياً .
5- التزام الوزن الواحد والقافية الواحدة .

مظاهر القديم في النص
1- الوزن الواحد والقافية الواحدة .
2- استخدام اللفظ العربي السهل الأصيل .

مظاهر الجديد في النص
1- الموضوع جديد غير مألوف .
2- رسم الصور الكلية .
3- التمسك بالوحدة العضوية ( وحدة الموضوع ووحدة الجو النفسي ).
4- البعد عن المحسنات البديعية المتكلفة .

المدرسة التي ينتمي لها الشاعر
يعد الشاعر أحد رواد مدرسة الديوان وقد ظهرت في النص خصائص هذه المدرسة منها :
1- تشخيص الطبيعة .
2- وضوح الأنين والشكوى والحزن والتشاؤم واليأس.
3- أن القصيدة كائن حي ، لكل جزء فيها وظيفته ومكانته .
4- البعد عن شعر المناسبات .
5- وضوح الجانب الفكري العقلي المتأثر بالفلسفة .










قديم 2010-01-29, 01:47   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
الصقرالشمالي
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية الصقرالشمالي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شاعر الجلال عباس محمود العقاد

يعتبر العقاد ظاهرة أدبية وفكرية خارقة في دنيا الفكر والأدب فهو كالجاحظ أديب موسوعي لم يقصر نشاطه على حقل من حقول المعرفة وإنما سعى إلى الثقافة ككل ونظر إليها على أنها كل لا يتجزأ.
والذي يبهر في هذا الكاتب عصاميته فهو إن اكتفى في تعلمه النظامي بنيل الشهادة الإبتدائية فقد كدح في سبيل المعرفة كدحا وأخلص في طلبها مضحيا بالزوجة والولد ومتاع الدنيا مكتفيا بما يسد الرمق ويحفظ ماء الوجه.
وأما الصفة الثانية الباهرة فيه فهي حبه للحرية وإيمانه بأنها أساس الصلاح في الفرد وتعلقه بالحرية دفعه إلى الذود عن كرامته والاعتزازبنفسه حتى لكأنه أحد آلهة الإغريق. ولقد كان لويس عوض على حق حين قال :" صورة العقاد عندي لا تختلف عن صورة هرقل الجبار الذي يسحق بهراوته الأفاعي والتنانين والمردة وكل قوى الشر في العالم" مارس العقاد النقد والتراجم والمقال وأخرج كتبا آية في تحري الدقة العلمية والحقيقة مستعينا بقلمه السيال وبثقافته الجبارة في شتى شؤون المعرفة. فلقد عرف العقاد بالعبقريات وبقصة سارة وبالديوان في الأدب والنقد وبسيرته الذاتية "أنا" وبهذه المؤلفات شاع بين الباحثين والأساتذة والطلبة. غير أن الثابت أن الذي كان يحز في نفس الأستاذ العقاد- رحمه الله- أنه لم يشع كشاعر وأن شهرة حافظ وشوقي كانت تؤلمه أعمق الألم ، ولاغرو في ذلك فالعقاد يرى أن الشعر مقتبس من نفس الرحمن وأن الشاعر الفذ بين الناس رحمن أوليس هو القائل
والشعر من نفس الرحمن مقتبس
والشاعر الفذ بين الناس رحمن
بلى فالشاعر تفضي إليه ألسنة الدنيا بأسرارها فهو روح الوجود وضميره والشاعر أعلى درجة من غيره ومن وصل إلى هذه المرتبة فقد حقق أعظم مأرب في الحياة.
ولقد أخرج العقاد عدة دواوين شعرية وأعطاها عناوين تتماشى وسني عمره " يقظة الصباح" "وهج الظهيرة" " أعاصيرمغرب" " أشجان الليل" وديوان آخر رصد فيه وقائع الحياة اليومية على عادة شعراء الغرب أسماه " عابر سبيل". ويجدر بنا قبل التطرق إلى شعر العقاد أن نعرف موقفه من الشعر فلقد عرف الكاتب الشاعر بخصومته العنيفة لأنصار شعر التفعلية ولما كان عضوا بالمجلس الأعلى للآداب والفنون ومقررا للجنة الشعر كان يحيل قصائد التفعلية على لجنة النثر للاختصاص فلقد حارب هذا النوع من الشعر وكان يسميه الشعر السائب . فهو من المحافظين على عمود الشعر دون الخروج على الأوزان الخليلية فالوزن والقافية هما حدا الشعر وما يميزه عن النثر، والشاعر الفذ هو الذي يعبر عن أفكاره وأحاسيسه محافظا على الوزن والقافية دون أن يحد الوزن من قدرته التعبيرية ، إن الشعر عند العقاد فن محكوم بالقيود وهو مناورة بها يتميز الشاعر عن الشويعر والشعرور.
ولم يقف العقاد عائقا أمام سنة التطور فالتجديد في الشعر ضرورة من ضرورات العصر وقد مارسه أجدادنا فأبدعوا الموشحات والأزجال والمجزوء ومخلع البسيط ونوعوا القوافي حتى تتأتى المرونة في التعبير وتتحقق المتعة الفنية ويتحاشى السأم من الرتابة المملة في الوحدة، وهكذا مارس العقاد التجديد في الشعر بتنويع القافية واستعمال المجزوء والاستعانة بالأوزان الخفيفة في الرمل والخفيف والمتقارب والمديد ، وأضاف الى ذلك قصر الشعر على الوجدان وقد كان شعار مدرسة الديوان :
ألا يا طائر الفردو
س إن الشعر وجدان
وتحاشى المديح الزائف والرياء الكاذب والمبالغة الحمقاء وفي ديوان " عابر سبيل" قصر الشعر على هموم الحياة اليومية كقصيدة الكواء، ليلة العيد وفي هذا الديوان بالذات قصيدة عن طفل صغير شرب على وجه الخطأ (الجعة) البيرة فاستمرأها واستحلاها فيقول العقاد على لسان الطفل - وهو إمعان في الواقعية الشعرية والصدق الفني- (البيلا البيلا ) عوض البيرة البيرة لأن كثيرا من الصغار ينطقون الراء لاما .
وهكذا فقارئ شعر العقاد يقف أمام عمارة نحتت أحجارها بإزميل وأحجارها من جرانيت أسوان لا يبهرك الجمال في تلك العمارة بقدر مايبهرك الجلال فالعقاد كما يرى تلميذه زكي نجيب محمود شاعر الجلال ، ولنا في تفسير نزوع الشاعر هذا المنزع رأي مستمد من التركيبة النفسية للعقاد المنبهرة بالبطولة الممجدة للأبطال ولعل قامته الهرقلية وعصاميته الأسطورية زادتا في تقديره لنفسه ومواهبه ومن ثمة إعجابه بشخصه وهو موقف يؤدي بصاحبه إلى العزلة في جبل الأولمب مع آلهة الإغريق ويصبح الجليل والعظيم هو ما ينزع إليه ذلك الشخص ولسنا ننفي صفة الجمال الفني في شعره ففي بعض قصائده لمحات فنية جميلة إقرا شعره في وصف الشاعر واكتناه أغوار نفسه واستمتع بكلماتها الفنية الجميلة:

يجني المودة مما لاحيــــــاة لــــــــه
إذا جفاه من الأحيـــــاء خـــوان
ويحسب النجم ألحاظا تساهـــــــــره
والودق يبكيه دمع منـــه هتــان
إذا تجهم وجه الناس ضاحكــــــــــه
ثغرالورود ومال السرو والبان
تفضي له ألسن الدنيا بما علمــــــت
كأنما هو في الدنيا سليمــــــان
والشعر ألسنة تفضي الحياة بهـــــــا
إلى الحياة بما يطويه كـتــمــان
لولا القريض لكانت وهي فاتنـــــــة
خرساء ليس لها بالقول تبــيــان
مادام في الكون ركن في الحياة يرى
ففي صحائفه للشعر ديـــــــوان
وفي قصيدة " العقاب الهرم " وهي قصيدة موحية بمعاني العظمة المقهورة بالزمن، إنها قصة عقاب هرم فعجز عن الصيد وصارت فرائسه تمرح أمامه نظرا لعجزة، وينسحب هذا المعنى على الأشخاص العظماء والدول الكبرى إنه الجلال عندما يشيخ، يقول الشاعر عن العقاب:
يهم ويعييه النـــهــــوض فيجثــــــــم
ويعزم إلا ريشه ليس يعــزم
لقد رنق الصرصور وهو على الثرى
مكب وصاح القطا وهو أبكم
يلملم حدبـــاء الــقــدامــــــى كـــأنـــها
أضالع في أرماسها تتهشــــم
ويثقله حمل الجـنـاحيـــــن بعــدمـــــــا
أقلاه وهو الكاسر الـمتقــحــم
إذا أدفأته الشمـس أغفـــــى وربمــــــا
توهمها صيدا له وهو هيثــــم
لعينيك يا شيخ الطــيـور مـهــــابـــــــة
يفر بغاث الطير عنها ويهـزم
وما عجزت عنك الــــغـــداة وإنـمـــــا
لكل شباب هيـــبة لا تهـــــرم
وفي قصيدته عن "أسوان" وقصرها الفرعوني العتيق الذي زاره الشاعر هنا نقف أمام الجلالين جلال المعمار الهندسي وجلال التعبير الفني عند الشاعر يقول العقاد:
رعى الله من أسوان دارا سحيــــقة
وخلد في أرجائهــا ذلك الـقـصـــــرا
أقام مقام الطود فيهـا وحـــــولـــــه
جبال على الشــطـيـن شــامخة كبـرا
وليلة زرنا القصر يعـلـــو وقــــاره
وقار الدجى الساجي وقد أطلع البدرا
قضى نحبه فيه الزمـان الذي مضى
فكان له رسمـا وكان لـــــه قــبـــــرا
فياوجه "أوزيريس" هــلا أضــأتـها
وأنت تضئ السهل والجبل الـوعرا
فما رفـعـــت إلا إلــــيــك تــجــلـــة
ولا رفعت إلا إلى عرشك الشـكـــرا
ولست ضنينا بالضــيــــاء وإنــمـــا
لكل إله ظلمة تحجــــــب الفــكـــــرا
واحص مفردات العظمة والجلال في هذا المقطع من مثل : الطود، شامخة ،كبرا، وقاره، قضى نحبه فيه الزمان، تجلة، رفعت إله ……إلخ أما ناقدنا الكبير الدكتور شوقي ضيف فيري أن العقاد أقحم الفكر والمنطق في الشعر فجاءت قصائده دلائل منطقية ومسائل عقلية لغلبة الفكر والحجاج على الكاتب الشاعر العقاد وأنت واجد مثل هذا في شعره. إقرأ هذا المقطع معي لتقع على صحة هذا الرأي :
وهذا إلى قيد المحبة شاخـــــص
وفي الحب قيد الجامح المتوثـــــب
ينادي أنلني القيد يا من تصوغه
ففي القيد من سجن الطلاقة مهربي
أدره على لبي وروحي ومهجتي
وطوق به كفي وجيدي ومنـكـبــــي
ورب عقيم حطم العقــــم قيــــده
يحن إلى القيد الـثـقيل عــلـى الأب
فهذه فلسفة عميقة تؤكد أن لا حياة بلا ضرورة وأن القيود مهماز القريحة والإرادة الانسانية . أما هذا المقطع فهو زبدة التأمل والتفكير لا يتأتى إلا لأولي الفكر والحجاج:
والعقل من نسل الحياة وإنما
قد شاب وهي صغيرة تتزين
والطفل تصحبه الحياة وماله
لب يصاحب نفسه ويلقــــــن
إن العواطف كالزمام يقودنا
منها دليل لا تراه الأعيـــــن
على أن في بعض قصائد العقاد غنائية شجية استلها من مكنون ضميره وسلخها من تباريح وجدانه وآهات نفسه وقل في الشعر العربي من بلغ هذه الغنائية الحزينة حتى المتنبي الذي يقول :
يا ساقيي أخمر في كؤوسكما
أم في كؤوسكما هم وتسهيد؟
إن طلبت كميت اللون صافية
وجدتها وحبيب النفس مفقود
يقول العقاد
ظمآن لا صوب الغمـــــــــــــام ولا
عذب المدام ولا الأنداء ترويني
حيران حيران لا نجم السمــــاء ولا
معالم الأرض في الغماء تهديني
يقظان يقظان لا طيب الرقاد يـــــدا
نيني ولا سحر السمار يلهينــــي
غصان غصان لا الأوجاع تـبـليني
ولا الكوارث والأشجان تبكـيني
سأمان سأمان لا صفو الحيـــاة ولا
عجائب القدر المكنون تعنينــــي
أصاحب الدهر لا قلب فيسعدنـــــي
على الزمان ولا خل فيأسونــــي
يديك فامح ضنى يا موت في كبدي
فلست تمحوه إلا حين تمحونـــي
وبعد فهل العقاد شاعر ؟
وجو ابنا نعم إنه شاعر ولئن طغت شهرته كناقد وقصصي و كاتب مقالات و باحث في سير العظماء فلن نبخسه حقه في إلحاقه بمملكة الشعر ، ونزعم أن له في وادي عبقر الهاتف الذي يزين له زخرف القول وفي تقديرنا أن الشعر الحديث الذي جدد بهاءه وأحيا مواته البارودي وحافظ وشوقي ، ونفخت فيه روح الحياة جماعة "أبولو" بروما نسيتها الحزينة والرابطة القلمية بانطلاقتها الوثابة، إن هذا الشعر بحاجة إلى دواوين العقاد وإن موقفه من الشعر صحيح سليم ولو أنه يفهمه كما فهمه كبار شعراء الإنجليز وديوان " عابر سبيل"يعتبر فتحا في الشعر العربي بعد أن عفر جبينه أحقابا أمام قصور الخلفاء فالشعر صورة من الحياة ونسل مبارك من رحمها وفي الحياة أطياف ومشاعر و طرائق قدد يتسع لها الشعر جميعا بما فيها الفكر وثمار العقل وهذه هي أهمية العقاد كشاعر.
ولعل نقيصته الوحيدة تحامله الشديد على شوقي لسبب نفسي أكثر منه فني ثم حملته الشعواء على شعر التفعيلة الذي توطدت دعائمه وبذخت صروحه وكان فتحا جديدا في حياتنا الأدبية.









 

الكلمات الدلالية (Tags)
التحديد, الديوان, جماعة, شعرهم, ومظاهر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:09

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc