اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو الحارث مهدي
قال الهادي بن إبراهيم بن الوزير -مدافعا عن أخيه محمد بن إبراهيم-
عندما تحامل عليه شيخه علي بن محمد بن أبي القاسم، فقال:
(وجدته - أيده الله - قد نسب إلى محمد في بعض ما ذكره ما لم يقله، وفهم من أبياته ما لم يقصده ....
فإن من حق الناقض لكلام غيره أن يفهمه أولاً،
ويعرف ما قصد به ثانياً،ويتحقق معنى مقالته، ويتبيِّن فحوى عبارته،
فأما لو جَمَع لخصمه بين عدم الفهم لقصده، والمؤاخذة له بظاهر قوله؛ كان كمن رمى فأشوى، وخَبط خبْط عشوا،
ثم إن نسب إليه قولاً لم يعرفه ، وحمله ذنباً لم يقترفه؛ كان ذلك زيادة في الإقصا، وخلافاً لما به الله تعالى وصّى،
قال تعالى:( وإذا قلتم فاعدلوا ) وقال تعالى: ( قل أمر ربي بالقسط )
وقال تعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) إلى أمثالها من الآيات ....
إلى أن قال: فأما مجرد البهت الصراح؛ فلا يليق بذوي الصلاح )
من مقدمة المحقق للعواصم"(1/ 36)
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو الحارث مهدي
نقل الإمام ابن عبد البَّر -رحمه الله- عن بعض السلف- في كتابه
"جامع بيان العلم وفضله" :
" «لاتَرُدَّ عَلَى أَحَدٍ جَوَابًا حَتَّى تَفْهَمَ كَلامَهُ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يَصْرِفُكَ عَنْ جَوَابِ كَلامِهِ إِلَى غَيْرِهِ! وَيُؤَكِّدُ الْجَهْلَ عَلَيْكَ!!
وَلَكِنِ : افْهَمْ عَنْهُ؛ فَإِذَا فَهِمْتَهُ فَأَجِبْهُ.
وَلا تَتَعْجَلْ بِالْجَوَابِ قَبْلَ الِاسْتِفْهَامِ.
وَلَاتَسْتَحِ أَنْ تَسْتَفْهِمَ إِذَا لَمْ تَفْهَمْ ؛ فَإِنَّ الْجَوَّابَ قَبْلَ الْفَهْمِ حُمْقٌ، وَإِذَا جَهِلْتَ -قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَ- فَاسْأَلْ، فَيَبْدُو لَكَ.
وَاسْتِفْهَامُكَ أَحْمَدُ بِكَ، وَخَيْرٌ لَكَ مِنَ السُّكُوتِ عَلَى الْعِيِّ ...»
|
قال ابن الشيخ الحزميين - رحمه الله - في " التذكرة والاعتبار " ( 51 - 52 ) :
( وصفة الامتحان بصحة إدراك الشخص وعقله وفهمه :
أن تسألوه عن مسألة سلوكية ، أو علمية ، فإذا أجاب عنها فأوردوا على الجواب إشكالا متوجها بتوجيه صحيح ،
فإن رأيتم الرجل يروح يمينا و شمالا ، ويخرج عن ذلك المعنى إلى معان خارجة ، وحكايات ليست في المعنى حتى ينسى رب المسألة سؤاله ، حيث توهه عنه بكلام لا فائدة فيه
فمثل هذا لا تعتمد على طعنه ، و لا على مدحه ، فإنه ناقص الفطرة ، كثير الخيال ، لا يثبت على تحري المدارك العلمية ) .