انتحال النسب الهلالي و السليمي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > تاريخ الجزائر

تاريخ الجزائر من الأزل إلى ثورة التحرير ...إلى ثورة البناء ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

انتحال النسب الهلالي و السليمي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-10-15, 16:40   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
mohammed25
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي انتحال النسب الهلالي و السليمي

إن من يتبع مزوري التاريخ في تونس و ليبيا يخال بأن هذه البلدان تتكون من أغلبية عربية ساحقة تتكون من بني هلال و سليم ضاربين عرض الحائط ما قاله ابن خلدون عن غلبة البربر في الوطن الممتد من غرب النيل حتى بلاد المغرب الأقصى رغم أن ابن خلدون جاء بعد سنين طويلة من الزحف الهلالي و قبل سنين من نشر سير بني هلال في بوادي إفريقيّة حتى برقة . فعند مجيء بني هلال و سليم كان يحكم البلاد العائلة الزيرية و هي من أحد بطون صنهاجة و هي قبيلة بربرية فيما كان أغلب سكان البلاد التونسية و الليبية و غرب مصر من قبائل زناتة و هوارة و لواتة و هي قبائل بربرية شديدة البئس و كانت في تلك المرحلة قد بدأت في مرحلة التفكك و تأسيس العروش أي البطون . و كانت هذه القبائل تكره أشد الكره صنهاجة فالكره بين زناتة و صنهاجة موجود منذ القدم . فالصنهاجيون يمتلكون لنظرة إستعلائية تجاه الزناتيين لأنهم هم الملوك و غالبا ما يكون الزناتيون بدوا يجوبون الصحاري و البوادي لذلك عند مجيء بني هلال تحالفت القبائل العربية و البربرية لإزالة حكم الزيريين الصنهاجيين . و بعد انتصار الطرف الأول تعاهد الطرفان بقسمة الأرض . البربر يتحصنون بالجبال و المرتفعات و القبائل العربية تتخذ من السهول موطنا لها و كان هذا الأمر يشمل تونس فقط . و ظل هذا الأمر مدة سنين إلاّ أن بني هلال و سليم كانوا دائما ما يقلقون راحة البربر بشن الغارات فصبح الأمن مستلبا كيف لا و هذه القبائل على مذهب القرامطة و هو أحد مذاهب الهراطقة يحلل السرقة و افتكاك أموال الغير و التغزل بالبنات لذلك عرف بنو هلال و سليم في التاريخ على أنهم من سرقة الحجر الأسود سنة 317 هجري و عطلوا الحج 22 سنة و غالبا ما كانت هاتان القبيلتان تنكلان بالحجاج و تعتبران الحج بدعة و إليكم مقطعا من إبن كثير : البداية والنهاية لابن كثير ج11 ص159. (فلما قضى القرمطى لعنه الله امره وفعل ما فعل بالحجيج…, امر ان تدفن القتلى في بئر زمزم، ودفن كثير منهم في أماكن من الحرم وفى المسجد الحرام ,….و هدم قبة زمزم وامر بقلع باب الكعبة ونزع كسوتها عنها، وشققها بين اصحابه ,……….ثم امر بان يقلع الحجر الاسود، فجاءه رجل فضربه بمثقال في يده وقال : اين الطير الابابيل ؟ اين الحجارة من سجيل ؟ ثم قلع الحجر الاسود واخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم، فمكث عندهم اثنين وعشرين سنة حتى ردوه.

و يذكر ابن كثير في كتابه البداية والنهاية ج11 ص161 ان القرامطة بعد أن استولوا على الحجر الأسود قالوا (لم ترمينا طير أبابيل ولا حجارة السجيل). وقد نقل القرامطة الحجر الأسود على عدد من الجمال لأن الحجر كان من ثقل وزنه وحشونة ملمسه الشديدة يجرح أسنمة الجمال، فكانوا يغيرون الجمل بالآخر. كما ورد ذكر واقعة هجوم القرامطة على مكة ومهاجمة الحجيج واستيلائهم على الحجر الأسود في مرجع النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لجمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغرى.

لهذا السبب غزى الفاطميين و هم عائلة بربرية حكمت العالم الإسلامي غزوا وطن القرامطة فنقلوهم لصعيد مصر و للإشارة ليس اللذين جائوا كلهم ينحدرون من بني هلال و سليم بل كانوا قرامطة من عدة قبائل لجئوا لبني هلال و سليم و التصقوا بنسبهم . و لكن لكفر القرامطة قرر الفاطميين طرد هؤلاء إلى بر إفريقيّة أي تونس و طرابلس للقضاء على حكم الزيريين اللذين أعلنوا خروجهم من المذهب الشيعي و إعلانهم المذهب السني على طريقة الإمام مالك .

و بعد اقتسام البلاد بين القبائل البربرية و العربية و بعد استلاب الأمن من قبل القبائل العربية بدأت حروب حامية الوطيس بين الجانبين فهاهي قبيلة جلاص تنكل ببني هلال اللذين استقروا بأحواز القيروان و تطردهم و ورغمة تأسس شبه دويلة صغيرة و تتسلط على القبائل العربية و تفرض عليهم إتاوات ثقيلة و تسيطر على أوطانهم و في جهة الساحل جاء ثلاثة أولياء من المغرب هم مراح و نجم و بطاطح جمعوا البربر اللذين تسلط عليهم بنو سليم قديما و هم بنو مسدان و شكلوا عرش المثاليث اللذي طرد هؤلاء العرب و المهاذبة اللذين كانوا عرشا بربريا تسلط عليه القرامطة من بني هلال و سليم ليأتي سيدي مهذب من الساقية الحمراء و يوحدهم ففرضوا سيطرتهم على رقعة جغرافية . و أما المرازيڨ فهم أحفاد الولي الصالح سيدي مرزوڨ النفزاوي و غيرها من العروش لها قصص مشابهة . و لاحظنا أنه كان هناك دفق كبير من أولياء المغرب نحو البلاد التونسية لمساندة القبائل البربرية و القضاء على مذهب القرامطة . فلو كانت الغلبة للقبائل العربية لكان التونسيون اليوم يغلب عليهم مذهب القرامطة لا المذهب المالكي اللذي كان عليه البربر . و من السمات الغالبة على زناتة و هوارة السمرة الشديدة و هم في الغالب أهل بادية يشتهرون بنوع من الخيام موجودة حتى عند بني زيان في المغرب اللذين بدورهم لهم أصول زناتية و هذه الخيام موجودة أيضا من غرب مصر حتى تونس و تختلف عن خيام عرب الخليج . كما أنهم يشتهرون بالفروسية و اللعب على ظهور الخيل أي الفنطازيّة و هذه العادات لا تجدها عند عرب الخليج فهي عادات بربريّة أصيلة و الكرم و الجود و تشتهر القبيلتان بنوع من الملابس البربرية مثل الكبوس و المحرمة و الحولي و الجرد و البرنوس و الجبة و سروال بوليّة و السورية و الفرملة و الكشطة و غيرها من الملابس أما للنساء فهن يلبسن اللباس البربري مع الحلي الكثيفة و يتميزن بالوشم البربري . أما لواتة فهم أفتح بشرة و يلبسون تقريبا نفس ملابس زناتة و هوارة إلا أنهم أكثر ميل لشن الغارات و هم معرفون بهذا منذ العهد البيزنطي . و قد تعربت هذه القبائل خلال العهد الحفصي خاصة في القرن 14 و 13 و انشق منها عدد ضخم من العروش . و في أواخر العهد الحفصي ظهرت قوة جديدة في المغربين و هم بنو مرين اللذين ينحدرون من زناتة و كان هدفهم الإستلاء على إفريقية و الوصول حتى النيل و هدفهم سهل نسبيا لكثرة الزناتيين و أقربائهم من هوارة و لواتة فاضطر الحفصيون لخلق شيء يفصل بين صلة سكان بر إفريقيّة ببني مرين فاختلق الحفصيون سيرة بني هلال و بعثوا بعدد كبير من القصاصين نحو البوادي اللتي كانت رغم تعربها لغويا تفتخر بنسبها البربري و لكن بعد انتشار هؤلاء القصاصة تغير الأمر . فكان القصاص يأكد على شجاعة بني هلال في شخصان خرافيان إسمهما أبو زيد الهلالي و ذياب و فصاحة كلامهم في شخصية إمرأة خرافية أيضا إسمها الجازية و قرب بني سليم من الرسول لأنهم أخواله حسب زعمهم . و بسبب انتشار الجهل و الأمية فقد انتشرت هذه القصة كالنار في الهشيش بأحداثها المشوقة و فصاحة كلامها فاختلقت أغلب القبائل نسبا سليميا لقربهم من الرسول و ذلك لصعب اختلاق نسب شريف و القلة الباقية اختلقوا نسبا هلاليا إعجابا بشخصيات خرافية روج لها على أساس أنها شخصيات حقيقية بينما هو في التاريخ كان بنو هلال يشكلون الأغلبية الساحقة من القبائل العربية الآتية لتونس و هنا يتجلى التناقض و تظهر الكذبة . و انتشرت السيرة و وصلت حتى غرب النيل فاختلق سكان صحراء غرب مصر و برقة و طرابلس و تونس أنسابا كاذبة اشهر هذه القبائل أولاد علي و السعادي و غيرها .

كما أن الدليل على عدم صدقية السير الهلالية فهو عدم وجود أي ذكر لتغلب الفاطميين عليهم و طردهم للصعيد أو كيف أنهم أرسلوا لتونس للتخلص من باديس الصنهاجي و تصف القبائل القيسية كقبائل باحثة عن الكلأ و تسيء لصورة قبيلة زناتة و تقدمها كقبيلة غير مضيافة و تذكر خائنا و هو الفارس علام اللذي غدر بالحاكم و هو حاكم وهمي متعالي و محتال إسمه خليفة الزناتي كان يحكم القيروان و تونس و ڨابس و هي المدن الأشهر في العصر الحفصي و تخبرنا أن عاصمة خليفة الزناتي هي تونس و هذا خاطئ لأنه أولا عاصمة إفريقية هي المهدية أنذاك و حاكمها هو باديس الصنهاجي و تونس لم تصبح عاصمة إلا في العهد الحفصي و هنا تظهر البصمة الحفصية فلو سردت الحكاية كما هي لما نفر الكثير من أبناء البادية من نسبهم و استبدلوه بنسب هلالي أو سليمي .

و قد ذكر لنا ابن خلدون بعض المحاولات للانتساب لبني سليم و هلال و اللتي زادت تدعما بعد انتشار سيرة بني هلال :
قال ابن خلدون في تاريخه
من البداية – 227
المجلد السادس
من تاريخ العلامة ابن خلدون:
الطبقة الرابعة من العرب المستعجمة أهل الجيل الناشيء:
وبقي في مواطنهم . ببرقة لهذا العهد أحياء بني جعفر، وكان شيخهم أوسط هذه المائة الثامنة أبو ذئب وأخوه حامد بن حميد
وهم ينسبون في المغرب تارة في العزة ويزعمون أنهم من بني كعب سليم وتارة في الهيب كذلك، وتارة في فزارة،
والصحيح في نسبهم أنهم من مسراتة إحدى بطون هوّارة.

و كان الانتساب بسبب شبه في الإسم مثل الهمامة اللذين هم أحد بطون هوارة ربط بينهم و بين بنو همام في الحجاز و المرازيڨ و هم أحد بطون نفزاوة ربط بينهم و بين المرازقة في المشرق و أولاد دباب اللذين هم احد بطون ورغمّة ربطوا بينهم و بين دباب الهلالي و هكذا دواليك. فنجح الحفصيون في ترسيخ الأنساب المنتحلة حماية لملكهم .

لكن كان لهذا نتائج عكسية و هي أن أهالي المشرق أصبحوا يعتبرون بلاد المغرب من أسقط البلدان في العالم و نزلت منزلتها و هذا ما ذكر في كتاب مفاخر البربر اللذي استهجن كاتبه هذه العادة السيئة و قد كتب في عصر بنو مرين و ذكر كيف أن أهل المشرق كانوا يروجون لأحاديث تذل البربر و أهالي البلاد المغاربية و هي يلصقونها بالنبي (ص) اللذي عرف عنه مساواته بين جميع بني آدم .

بالإظافة إلا هذا ذكر المؤرخون شواهد تاريخية حول سطوة لواتة:

ويبين ساويرس تسلط اللواتين، وهي قبائل بربرية الأصل، على الريف ويذكر أنهم ملكوا أسفل الأرض أى الوجه البحرى، وأصبحوا يزرعونه كما يريدون بلا خراج ولم يهتموا بحفر الترع أو عمل الجسور وإنفردوا بالزراعة دون غيرهم وامتنعوا عن بيع الغلات، وكانت النتيجة أن رزئت مصر بفترة مجاعة قاربت من سبع سنين عرفت بالشدة العظمى 1066-1082م أي حدث هذا بعد مجيء القبائل العربية.

و عند استعراب البدو البربر ظهرت مفردات كثيرة لا تستعمل في محلها مثل يشبح أي يرى لكن في اللغة العربية الفصيحة فهي تعني الرؤية الغير واضحة و يقال في الشعر الشعبي سلامي عالمصڨول خرطومه أو منڨاره بمعنى أنف بينما يقال في الشعر الجاهل المصقول أنيابه لأن الأنف لم يكن أبدا مصقولا و الفعل للمتكلم دائما يبدأ بحرف النون مثلا يقال نشرب بينما في العربية الفصحة يقال أشرب و الجملة في اللهجة البدوية المغاربية هي ترجمة حرفية للجملة البربرية مثلا : نا نشبح فيه و هي ترجمة حرفية للجملة الأمازيغية نتش زريغ ڨيس بينما في العربية الفصحى يقال أنا أراه لا أنا أرى فيه . و يقال الناڨة متاع محمد و هي ترجمة حرفية لجملة تلغمت ان محمد بينما في العربية الفصحى يقال ناقة محمد هذا رغم استعمال الكلام العربي فإن الجمل بقت مستحفظة على قاعدتها اللغوية البربرية . و تبرز بعض الكلمات البربرية مثل الڨيطون أي الخيمة و الزوايل أي الحيوانات و باش أي لكي و يرفّس أي وضع الأشياء في غير محلها و لذلك من الظاهر أن أجدادنا لم يحسنوا استعرابهم اللغوي و يبدوا أنهم كانوا “يرفّسون” بوضع عدد كبير من الكلمات العربية في غير محلها و هو أكبر دليل على عدم وراثتهم للغة و أنهم كانوا مستعربين . كما أنه يحظر استخدام الألف في وسط أو آخر الكلمة البربرية و هذه القاعدة تنطبق على اللهجة البدوية المغاربية فعوض مسائل يقال مساهل و عوض ماء يقال ما .

و فن البادية كالزكرة و المزود و الڨصبة و الغناية و الشعر الشعبي و غيره أصله بربري زناتي و كذلك رقصاتنا مثل الحجالي و الفزاني و الزڨايري أي الميازي و النخ و هي رقصة تأديها الصبايا بشعورهن و غيرها من الرقصات بالإظافة للأصوات مثل الصالحي و الرڨراڨي .

و لزالنا هنا في بلاد المغرب نعاني من تبعات تزوير نسب أجدادنا و مازال عرب المشرق اللذين في الحقيقة هم أقل منا منزلة و اللذين شهروا بخيانتهم و بيع فلسطين و غياب كرامتهم يحتقروننا فيما يتكالب العروبيون من أدباء و سياسيين في البلاد المغاربية لإثبات عروبة الأخضر و اليابس في هذه البلاد .

و أما سيرة بني هلال فازدادت في التوغل شرقا نحو الصعيد و المشرق العربي و انتشرت معها بعض أنواع الشعر البربري مثل المربع و الڨسيم .

و في بوادي تونس بالتحديد كلمة زغّابة و هي نسبة لقبيلة زغبة العربية الآتية مع بني هلال و هي صفة للسارق اللذي يغور على قطعان النجوع و يكونون منفيين من صحراء لأخرى و مهمشين و هي من أرذل الصفات و يقال : زغّابة ڨطعية هميل ما يصلحوش . فهل يعقل أن يصف شخص أجداده بقطاع الطرق و المتشردين؟

و منذ سنوات قليلة ظهرت نتائج الإختبارات الجينية على الحمض النووي و اللتي أكدت على غلبة العنصر البربري في الأرض الممتدة من غرب النيل حتى تونس بنسبة 60/100 للعنصر البربري و 30/100 للعنصر العربي و هذه النسبة موجودة في غرب مصر و شرق ليبيا و غرب ليبيا و تونس مع اختلاف طفيف من جهة لأخرى و هي الدراسات التالية:

Casadevall 2003, Arredi 2004, Semino 2000-4, Cherni 2005-8, Frigi 2006, Onofria 2008 ,Immel 2005 ,Arredi 2004, Di Giacomo 2004, Luis 2004

و أما بخصوص أخلاق البربر الحميدة فننشر مقطعا لإبن خلدون:

اخلاق البربر الحميدة:
وأما تخلقهم بالفضائل الإنسانية وتنافسهم في الخلال الحميدة، وما جبلوا عليه من الخلق الكريم مرقاة الشرف والرفعة بين الأمم، ومدعاة المدح والثناء من الخلق من عز الجوار وحماية النزيل ورعي الأذمة والوسائل والوفاء بالقول والعهد، والصبر على المكاره والثبات في الشدائد.
وحسن الملكة والإغضاء عن العيوب والتجافي عن الانتقام، ورحمة المسكين وبر الكبير وتوقير أهل العلم وحمل الكل وكسب المعدوم.
وقرى الضيف والإعانة على النوائب، وعلو الهفة وإباية الضيم ومشاقة الدول ومقارعة الخطوب وغلاب الملك وبيع النفوس من الله في نصر دينه. فلهم في ذلك آثار نقلها الخلف عن السلف لوكانت مسطورة لحفظ منها ما يكون أسوة لمتبعيه من الأمم وحسبك ما اكتسبوه من حميدها واتصفوا به من شريفها أن قادتهم إلى مراقي العز، وأوفت بهم على ثنايا.

و في الأخير يجب التفريق بين لعروبة أي سكان البادية و عربي اللسان و عربي عرقيا و عربي بمعنى أصلي أي من هذه البلاد مثل اللبسة العربي و الماكلة العربي و الخروف العربي اللتي لها معنى بلدي و عربان أي بدو .

-2










hالغزو الهلالي للمغرب
[443هجرية /1050 ميلادية ]

في موطنهم الأصلي:
تعود أصولهم اٍلى مضر ، استقروا في الحجاز على أيام العباسيين ، فنزل بنو سليم في ضواحي المدينة ، ونزل بنو هلال في جبل غزوان المرجع:[1] وكانوا في رحلات دائمة بين الشام والعراق ( رحلة الشتاء والصيف) ، وأثناء حركتهم يغيرون على أطراف المدينة المنورة ، ويفسدون العمران ، ويسلبون وينهبون ، واشتهر بنو سليم بالاٍغارة على المسلمين أيام الحج في مكة والمدينة ، ولم تقدر الدولة العباسية على ضبطهم وقهرهم ، وبظهور الحركة القرمطية انضموا اٍليها مع من ٍانضم من قبائل بني عامر، وصعصعة، وربيعة ، فأكثروا الفساد بالٍاعتداء على البقاع المقدسة ،ووصل بهم التهور اٍلى سرقة الحجر الأسود الذي احتفظوا به مدة عشرين سنة .
وأيام التوسع الفاطمي على بلاد الحجاز ، تم القضاء على حركة القرامطة الفاجرة ، التي انسحبت بقيتهم اٍلى بلاد البحرين ، أما حلفاؤهم من بني هلال وبني سليم فقد نقلهم العزيز بالله اٍلى مصر لاستبعاد خطرهم عن بلاد الحجاز المقدسة ، وأنزلهم العدوة الشرقية من النيل .
في بلاد النيل :
استقرت هذه القبائل البدوية في الصعيد ، وكانت قبائل هلال تضم بينها أحياء من الأثبج وزغبة وجشم ورياح وربيعة وعدي ، وكانت هذه العناصر مصدر صراع فيما بينها ، فعاثوا في الصعيد فسادا وهدما ( وقد عم ضررهم ، وأحرق البلاد والدولة شررهم )[2] فكان لزاما على الدولة الفاطمية معالجة أمرهم بعد تذمر أهل البلاد من جبروتهم واستفحال مقدرتهم القتالية في الحرب والسلب والنهب ، فما هو الحل للمعضلة ياترى ...؟
كانت بلاد المغرب التي قامت على أكتافها الدولة الفاطمية الشيعية ، في حالات مد وجزر لاٍعلان استقلالها ، وتمكن أخيرا المعز بن باديس الصنهاجي سنة 440 هجرية باٍعلان الٍانفصال والتبعية للخلافة العباسية ، واتبع هذا الاٍعلان قطع الخطبة للخليفة المستنصر الفاطمي وحرق بنوده الخضراء ، والدعوة على منابر افريقيا جميعها للعباس بن عبدالمطلب[3] والعمل على اضطهاد الشيعة وتحميلهم على اعتناق السنة المالكية ، وساءت منذ ذلك الوقت العلاقة بين مصر الفاطمية وافريقية الصنهاجية ، وأصبح شغل الفاطميين التفكير في الاٍنتقام ، فكانت مشورة الوزير ( أبو محمد الحسن بن علي اليازوري ) للمستنصر باصطناع ود القبائل الهلالية بالتفاهم مع أعيانهم ومشايخهم ، بتوليتهم أعمال اٍفريقيا ... وكان المستنصر الفاطمي يسعى الى تحقيق أمرين :
Ø التخلص من خطر قبائل بني هلال وبني سليم المدمر للبلاد ، دون أن يكلفه ذلك مشقة في محاربتهم . ( اٍجلاء بالسبل السلمية ).
Ø الانتقام من الحفصيين( والمعزبن باديس) الذين استقلوا عنه ، واعلنوا تبعيتهم للخلافة العباسية ببغداد .
ومهما كانت النتيجة فاٍن الرابح الأكبر هو المستنصر ودولة الفاطميين ، لأن نجاح القبائل الهلالية سيضمن تبعية ٍافريقيا اٍليهم ، وفي حالة الخسران فاٍنهم قد تخلصوا من قوة كانت مصدر فساد عظيم في البلاد . فكانت مشورة الوزير قد أقنعت الخليفة بوجاهة الرأي وسداده ،فبدأت عملية تنفيذ الخطة .
باٍصلاح ذات البين بين القبائل الهلالية المتناحرة فيما بينها ، بفضل العطاءت والمنح المقدمة لها ، ووصل عامتهم بعير ودينار لكل فرد منهم ، وأشرفت الدولة على تجهيزهم بالمؤن الضرورية للترحيل ، وأباح لهم اٍجازة النيل دون وصية [4] وقال لهم ( قدأعطيتكم المغرب وملك المعز بن بلكين الصنهاجي ،العبد الآبق ،فلاتفتقرون ) وقال لهم أيضا اٍذا جاوزتم مدينة برقة فأغيروا ولكم ماغلبتم عليه ، ثم كتب اٍلى ٍ المعز بن باديس ( أما بعد ، فقد أرسلنا اٍليكم خيولا ، وحملنا عليها رجالا فحولا ، ليقضي الله أمرا كان مفعولا )[5]
في شمال افريقيا
قبائل بني هلال بغضهم وغضيضهم ، ونزلت قبائل سليم برقة وخربوا المدينة الحمراء ، وأجدابية ، وسرت .... أما هلال ببطونها فقد ساروا جهة اٍفريقية (تونس) (كالجراد المنتشر لا يمرون على شيء اٍلا أتوا عليه )[6] وما كادوا يصلون ٍالى اٍفريقيا حتى عاثوا فيها فسادا ، فعظم الأمر على المعز الذي استنجد ببني عمومته الحماديين الذين أرسلوا له ألف فارس ، وجمع ألفا اخرى من زناتة ، زيادة عن جيش العبيد ، فبلغ عدد جيشه ثلاثين ألفا [7] فقرر المبادرة قبل استفحال أمر هذه القبائل الغازية ، ووقعة معركة ( الحيدران) التي انتهت بانهزام جيش المعز بن باديس هزيمة نكراء ، وفر بجلده نحو القيروان ، بعد انقضاض الأعراب على مضاربه ومخيماته فنهبوها عن آخرها بما كان فيها من الذهب والفضة والأخبية والجمال والبغال ..... وقتل من أتباع الحفصيين ما لا يقل عن 3300 مقاتل [8] ( لما انهزم المعز أمام العرب ، جالت الحرب من اٍفريقية واستولت عليها كلها ، قسموا بواديها على قبائلهم ، وصارت الحواضر محصورة لا يخرج منها ولا يدخل اٍلا بنفي ، ولم يبق اٍلا شرهم ممتدا وفسادهم على مر الزمان والدهور [ 9] ، واستمرت ملاحقة الهلاليين لبقايا الحفصيين ، بمحاصرة القيروان ونهبها واستباحتها ، (وخربوا عمرانها ومبانيها ، وعاثوا في محاسنها ،وطمسوا معالمها ، وجردوا قصورها مما كانت تحتويه من روائع وتحف ، فتفرق أهلها في الأقطار) [10] وتوسعوا غربا فوصلوا حدود قسنطينة وعنابة بعد أن سيطروا كلية على باجة وقابس ،وكانت سيوفهم ورماحهم لاترحم فحصدوا المقاومين حصدا وأبادوهم ، وأتوا على عمران اٍفريقية نهبا وحرقا وتخريبا ، وهو ما أجبر المعز بالتحول اٍلى المهدية بعد تحصينها وعاش فيها كئبا حزينا اٍلى غاية وفاته سنة 454 هجرية . ولم يسلم عمومة الحفصيين بعد تعرض القلعة لهجومات الهلالين المتكررة ، وانتهى الأمر بنهبها وحرقها وتخريب معالمها ، ونقل الناصر بن علناس العاصمة مجبرا الى بجاية .
قراءة للحادثة
يمكن قراء ة حادثة غزو الأعراب لبلاد المغرب قراءات متعددة ،تبعا لخلفيات كل انسان وميوله ، واتجاهاته وقناعاته ، وتلعب العناصر السالفة الذكر دورها في الٍانتقاء والحجب تبعا لما يراد الوصول اٍليه ، هذه السمات لا يمكن التجرد منها مهما حاول الباحث التحلي بالموضوعية . لذا قد تجدون في قراءتي ذانك الميل أتمنى أن لا يكون مفرطا حد الاٍسراف .
1) من حيث الفعل /
هذا الغزو المخطط يصنف ( بالحدث الحاسم) ( ولقد أحست اٍفريقيا الشمالية بألم عميق ، واٍلى الأبد بهذه النكبة )[11] ، فقد أجمع المؤرخون الذين درسوا الواقعة على أن الغزو الأعرابي لبلادنا تجاوز في خطورته كل الأعراف الحربية ، لأنه لا يختلف في طبيعته وهمجيته عن الغزو المغولي ، بقيادة هولاكو وجنكيز خان على بلاد الآسلام ، ومما يؤسف له هو غياب مبرر وجيه للفعل ، الذي يدخل فيما يعرف بالاٍنتقام لعدم التبعية والولاء ، والفعل في حد ذاته جريمة حرب ، عرفها الٍاسلام (بالحرابة ) التي تعني عند الفقهاء شهر السلاح ،وقطع الطريق ، وسلب الناس ، وأورد سبحانه وتعالى بشأنها ردعا قاسيا [ اٍنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ، أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم .] صدق الله العظيم /(سورة المائدة 33) .
2) من حيث الفاعل /
قبائل متمردة ، ذاق منها المسلمون الأمرين ، لم تسلم من جبروتهم وبطشهم حتى المقدسات ، ( نهب وسرقة الحجاج ، الآعتداء على الحرم ) ، أجلاهم الفاطميون من الحجاز ، أقاموا لمدة في الصعيد ، وكان الأهالي دائموا الشكوى من أعمال النهب والآٍختلاس والقوة التي جبلوا عليها ، فكان لزاما على الدولة التخلص منهم ، فكانت فكرة توجيههم اٍلى المغرب ، ولم يأتوا الى المغرب كمهاجرين مسالمين بحثا عن ظروف أفضل ، بل جاءوا للاٍعتداء على الناس في أنفسهم وأرزاقهم وممتلكاتهم دون رحمة وشفقة ، فهم مجردون من كل وازع أخلاقي وديني ،وحركتهم التوسعية هذه يشارك فيها جميع أفراد القبيلة صغارهم وكبارهم ،شيوخهم وشبابهم ، نساؤهم ورجالهم ، مشاتهم و خيالتهم ،.....
أي بتعبير اليوم جاءوا لاٍستقراروالاٍستيطان والاٍقامة ، على حساب الأمازيغ المسلمين الذين هم من ملتهم ؟ ، يختارون المناطق الخالية لحط الرحال ، ثم تبدا عملية الغزوالسلب والنهب لمناطق المحيطة والمجاورة .... وقد وجد ت الأسرالأمازيغية الحاكمة فرصة استخدام هذه القوة الجاهزة في صراعاتها المستحكمة على السلطة ، فأصبح الصراع بين البدو ( الغزاة) والحضر ( الأمازيغ ) السمة البارزة طيلة هذه العهود ، فغدت جرائم بني أمية أيام الفتح، أهون من جرائم الهلاليين وبني سليم بعد الفتح . فهم أبادوا الاٍنسان وقسموا الأراضي على قبائلهم ، ولم تشفع المصاهرات والزيجات التي تمت بين الأطراف المتصارعة في حقن الدماء . اٍن هذا الصراع الأبدي بين الحضري والبدوي يجعل من المغرب الحالي مركب عناصر متناحرة ، قد يصعب مصالحتها ، لأن الوافد متشبث بقيمه التراثية ويتجلى ذلك في التغريبة الهلالية بقصصهها ومروياتها التي تعد محل اعتزاز وفخر البدو ، على حساب تراث محلي زاخر يجمع بين الأصالة والاٍسلام ، فالأعراب مجبولون على طبائع بدوية يصعب التخلص منها فهم يؤثرون ولا يتأثرون ولو ايجابا ...؟ وقد يتشابهون مع البدو الأمازيغ الذين هم على هوى واحد .
تشير بعض المراجع اٍلى أن عدد الوافدين من قبائل هلال وسليم ، لا يتجاوز الخمسين ألفا ، وهو عدد قليل لا يمكن أن يؤثر في التركيبة البشرية للمغرب ،توزعوا على أقاليم شتى بدأ من ليبيا حتى المغرب الأقصى ويبدو أن أفريقية ( تونس) أكثر حظا في عدد المستقرين بها . ويختصر تأثييرهم في المساهمة في تعريب البلاد بلسان مغمور بأمواج من اللسان البربري [12] ( اللغة الدارجة)، لأن الأمازيغ سبق لهم أن تمكنوا من العربية الفصيحة في بدايات المد الاٍسلامي على البلاد ، والمساهمة في ردع التحرشات الصليبية على بلاد الأندلس أيام الحكم الموحدي .

3) من حيث المنفعل /
كثيرا ما يقال بأن التاريخ يكتبه المنتصرون ، وهو ما تم فعلا في بلادنا خلال القرن الحادي عشر الميلادي ،
ٍاذ حقق الأعراب انتصارات كاسحة على حساب الدول الأمازيغية القائمة ، ويبدوا تفسير الٍا خفاق واضحا في اعتماد باديس على جيش غالبيته من العبيد في معركة الحيدران ،مع خيانة العرب الحضريين له بانضمامهم اٍلى الهلاليين بنو جنسهم أثناء سير المعركة ، مع تفكك في المجتمع الحضري الراكن لحياة الاٍستقرار واليسر ، على عكس البدو الذين تطبعوا بصفة القساوة وقوة الشكيمة و الفروسية ، وهي صفات اكتسبوها من الطبيعة الصحراوية القاسية ، ومن كثرة تعاملهم مع الغزو في مختلف البقاع التي وصلوها ، كما أن السلالات الحاكمة من الحماديين والصنهاجيين لم يكونوا في مستوى التحديات التي جابهتهم ، لذا كانوا من الداعين والمتساهلين في استقدام هؤلاء البدو، وكثيرا ما كانوا يستعملون هذا القوة الجاهزة في صراعاتهم الداخلية المختلفة ، وبذلك زاد تنفذ هذه القبائل البدوية على مر الزمان ، ولم يستكينوا اٍلا للموحدين الذين قهروهم على يد عبد المؤمن بن علي ، فاتخذ منهم جندا ، واستنفرهم لغزو الأندلس سنة 555 هجرية ، وقد استكثر منهم أبو يعقوب يوسف ، وأبو يوسف يعقوب المنصور ، ويذكر المراكشي أن الجزيرة في أيامه من عرب زغبة ورياح وجشم وغيرهم نحو خمسة الآف فارس [13] .
الخلاصة :
مهما قيل عن هذه الأحداث ، فهي تمثل الحلقة ألأوهن في تاريخنا الاٍْسلامي ، وأدخلت المغرب بكامله في سنوات الظلمة والاٍنحطاط ، ولم يستفق اٍلا على وقع النفير المرابطي ، والحزم الموحدي الذي بعث الحماس الديني لمقارعة المد الصليبي في الأندلس ، فكان ابن تومرت وعبد المؤمن خيرا منقذ من استمرار النهب والسلب والتدمير . هذه الحرابة التي باٍمكانها أن تتحول بفعل الٍاندماج التدريجي مع الأمازيغ ، اٍلى عنصر بناء فاعل اٍيجابا ، في ظل قوانين دولة تجعل الناس سواسية ، لا تفاضل بينهم سوى بما يقدمه الفرد من تضحيات و خير عميم لأمته وأبناء بلده ..
الطيب آيت حمودة
15 /05/2009
الهوامش/
[1] المقريزي / اٍتعاظ الحنفا ص 234/ ابن خلدون ج6 ص 27. [2] ابن خلدون ج6 ص30.[3] ابن عذارى المراكشي ص399. [4] ابن عذارى ج1 ص 417. [5] ابن خلدون ج4 ص131 ، ج6ص31. [6] ابن خلدون ج6 ص 31. [7] تأكيد العدد على لسان الشاعر زرق الرياحي بقوله : ثلاثون ألف منهم هزمتهم === ثلاثة آلاف وذاك ضلال [8] ابن عذارى ص 422 . [9] ابن خلدون ج6 ص 34. [10] ابن خلدون ج6 ص 34 . [11] جورج مارسييه . [12] ابن خلدون ج3ص 358 .[13] المراكشي ص 226.
المراجع /
1) أبو عبد الله الشماغ / الأدلةالبينة النورانية في مفاخر الدولة الحفصية ، تحقيق محمد العموري طبعة 1984.
2) اٍيف لاكوست / العلامة ابن خلدون ، ترجمة الدكتور ميشال سليمان / دارابن خلدون 1978.
3) ابن عذارى المراكشي / البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب ج1 /دار الثقافة بيروت 1983.
4) تاريخ المغرب الكبير / العصر الاٍسلامي / عبد العزيزسالم / دار النهضة / 1981 .
5) Isabel ,COMOLLI/ HISTOIRE DE LA VILLE DE BOUGIE
6) عبد الرحمن ابن خلدون / كتاب العبر ...








 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
السليمي, الهلالي, النسب, انبياء


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:04

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc