الرد على مسعود مسعودي { الاجوبة الالبانية } الحلقة 02 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الرد على مسعود مسعودي { الاجوبة الالبانية } الحلقة 02

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-09-02, 10:56   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
aissa199107
عضو جديد
 
إحصائية العضو










New1 الرد على مسعود مسعودي { الاجوبة الالبانية } الحلقة 02

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلم على نبيه ومصطفاه اما بعد فهذه الحلقة الثانية من الرد على مسعود مسعودي في كتابه الاجوبة الالبانية .
قال مسعود : الدراسة على المبتدعة
يفهم القارئ لكلامك ان الشيخ الألباني يخالف الشيخ ربيعا ولكن اعلم أن في كلام الشيخين توافقا ولا يوجد تخالف بينهما وهما موافقان لمنهج السلف الذي هو البعد عن أهل البدع وبغضهم والحذر منهم وعدم مجالستهم ومجادلتهم فمن باب أولى اخذ العلم عنهم وأدلة هذا كثيرة في القران والسنة منها قوله سبحانه وتعالى{ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ}. قال القرطبي: الصَّحِيحُ فِي مَعْنَى الْآيَةِ أَنَّهَا دَالَّةٌ عَلَى هِجْرَانِ أَهْلِ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ وَغَيْرِهِمْ، فَإِنَّ صُحْبَتَهُمْ كُفْرٌ أَوْ مَعْصِيَةٌ، إِذِ الصُّحْبَةُ لَا تَكُونُ إِلَّا عَنْ مَوَدَّةٍ، وَقَدْ قَالَ حَكِيمٌ:
عَنِ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ ... فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارِنِ يَقْتَدِي 9/108 وقوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} [آل عمران:118]
وقوله {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف:28] وقوله تعالى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾قال القرطبي رحمه الله: وقيل: الآية عامة في جميع الكفار وكل من ابتدع وجاء بما لم يأمر الله عز و جل به فقد فرق دينه وقوله تعالى:﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام : 153].
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم " إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر ". قال ابن المبارك: الأصاغر: أهل البدع فهذا الحديث صريح في النهي عن الدراسة عند اهل البدع
وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) رواه البخاري ومسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: (سيكون في آخر أمتي أناسٌ يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم) رواه مسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: (يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم) رواه مسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلون) رواه أحمد وأبو داود والترمذي والدارمي، وقال الترمذي: حديث صحيح. صححه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة 4/ 156.
واقوال السلف في عدم الجلوس لهم والسماع منهم قد ملئت بها كتب السنة وانقل بعضا منها
روى الآجري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنه قال:"لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب".
وقال ابن سرين (إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم)،
وقال أبو قلابة رحمه الله: "لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإنني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم بعض ما لبس عليهم"
وقال الحسن البصري رحمه الله (لا تجالسوا أهل الاهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم )
وقال ايوب السختياني قال لي أبو قلابة يا أيوب ( احفظ عني أربعا لا تقولن في القرآن برأيك وإياك والقدر وإذا ذكر أصحاب محمد فامسك ولا تمكن أصحاب الأهواء من سمعك )
وقال محمد بن النضر الحارثي من اصغى سمعه إلى صاحب بدعة وهو يعلم أنه صاحب بدعة نزعت منه العصمة ووكل إلى نفسه
وقَالَ مُجَاهِد لَا تجالسوا أهل الْأَهْوَاء فَإِن لَهُم عرة كعرة الجرب
وقال سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ (مَنْ جَالَسَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ لَمْ يَسْلَمْ مِنْ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يَكُونَ فِتْنَةً لِغَيْرِهِ، وَإِمَّا أَنْ يَقَعَ بِقَلْبِهِ شَيْءٌ يَزِلُّ بِهِ فَيُدْخِلُهُ النَّارَ، وَإِمَّا أَنْ يَقُولَ: وَاللَّهِ لَا أُبَالِي مَا تَكَلَّمُوا بِهِ، وَإِنِّي وَاثِقٌ بِنَفْسِي (فَمَنْ أَمِنَ اللَّهَ طَرْفَةَ عَيْنٍ عَلَى دِينِهِ سَلَبَهُ إِيَّاهُ)
وقال إِبْرَاهِيمَ قَالَ: (لَا تُجَالِسُوا أَصْحَابَ الْأَهْوَاءِ وَلَا تُكَلِّمُوهُمْ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَرْتَدَّ قُلُوبُكُمْ
وقال الفضيل بن عياض ( لا تجلس مع صاحب بدعة فإني أخاف أن ينزل عليك اللعنة )
وقال ايضا ( صاحب البدعة لا تأمنه على دينك ولا تشاوره في أمرك ولا تجلس إليه فمن جلس إلى صاحب بدعة ورثه الله العمى)
وقال ايضا ( إن لله ملائكة يطلبون حلق الذكر فانظروا من يكون مجلسك لا يكون مع صاحب بدعة فإن الله لا ينظر إليهم وعلامة النفاق أن يقوم الرجل ويقعد مع صاحب بدعة )
وقال ايضا ( الأرواح جنوده مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ولا يمكن أن يكون صاحب سنة يمالىء صاحب بدعة إلا من النفاق )
وقال ايضا ( أدركت خيار الناس كلهم أصحاب سنة وينهون عن أصحاب البدع ) .
وقال إبراهيم بن ميسرة قال ( ومن وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام )
وقال ثابت بن العجلان قال أدركت أنس بن مالك وابن المسيب والحسن البصري وسعيد بن جبير والشعبي وإبراهيم النخعي وعطاء ابن أبي رباح وطاووس ومجاهد وعبد الله ابن أبي مليكة والزهري ومكحول والقاسم و أبا عبد الرحمن وعطاء الخراساني وثابت البناني والحكم بن عتبة وأيوب السختياني وحماد ومحمد بن سيرين وأبا عامر وكان قد أدرك أبا بكر الصديق ويزيد الرقاشي وسليمان بن موسى كلهم يأمروني في الجماعة وينهوني عن أصحاب الأهواء وذكر ابن أبي زيد القيرواني عن مالك : "لا تسلم على أهل الأهواء، ولا تجالسهم إلا أن تغلظ عليهم، ولا يعاد مريضهم، ولا تحدث عنهم الأحاديث". الجامع (ص125). وقَالَ مُحَمَّدٌ بن ابي زمنين : وَلَمْ يَزَلْ أَهْلُ اَلسُّنَّةِ يَعِيبُونَ أَهْلَ اَلْأَهْوَاءِ اَلْمُضِلَّةِ، وَيَنْهَوْنَ عَنْ مُجَالَسَتِهِمْ وَيُخَوِّفُونَ فِتْنَتَهُمْ وَيُخْبِرُونَ بِخَلَاقِهِمْ، وَلَا يَرَوْنَ ذَلِكَ غِيبَةً لَهُمْ وَلَا طَعْنًا عَلَيْهِمْ.
وقال أَبو محمد الحسين بن مسعود ابن الفرَّاء البغوي: (قَدْ مَضىَ الصحابةُ والتابعونَ وأَتباعُهم وعُلماءُ السُّنَةِ عَلَى معُاداةِ أَهلِ البِدَعِ ومُهاجَرَتهِم) .
وقد نقل الإمام إسماعيل الصابوني في كتابه القيم: " عقيدة السَلف أَصحاب الحديث " إِجماع أَهل السنة على وجوب قهر أَهل البدع وإذلالهم؛ فقال- رحمه الله- بعد أَن سرد أَقوالهم: (وهَذه الجُمل التي أثبتها في هذا الجزءِ؛ كانَت مُعْتَقَد جَميعهم لم يُخالف فيها بَعضهُم بعض؛ بل أَجْمَعوا عليها كُلّها، واتفقُوا مع ذلك على القول بِقَهر أَهلِ البدعِ، وإِذْلالِهِم، وإِخْزائهم، وإِبْعادهم، وإِقْصائهم، والتباعُد عَنهم، ومِن مصاحَبَتهم، ومُعاشرتهم، والتقرب إِلى الله - عزَّ وجل- بمجانبتهم، ومُهاجرتهم)فهذه طريقة اهل السنة والجماعة ومنهجهم في مجالسة اهل البدع واخذ العلم منهم قال الشاطبي في الاعتصام 1/228 وَوَجْهُ ذَلِكَ ظَاهِرٌ مُنَبَّهٌ عَلَيْهِ فِي كَلَامِ أَبِي قِلَابَةَ، إِذْ قَدْ يَكُونُ الْمَرْءُ عَلَى يَقِينٍ مِنْ أَمْرٍ مِنْ أُمُورِ السُّنَّةِ، فَيُلْقِي لَهُ صَاحِبُ الْهَوَى فِيهِ هَوًى مِمَّا يَحْتَمِلُهُ اللَّفْظُ لَا أَصْلَ لَهُ، أَوْ يَزِيدُ لَهُ فِيهِ قَيْدًا مِنْ رَأْيِهِ فَيَقْبَلُهُ قَلْبُهُ، فَإِذَا رَجَعَ إِلَى مَا كَانَ يَعْرِفُهُ، وَجَدَهُ مُظْلِمًا، فَإِمَّا أَنْ يَشْعُرَ بِهِ فَيَرُدَّهُ بِالْعِلْمِ، أَوْ لَا يَقْدِرُ عَلَى رَدِّهِ، وَإِمَّا أَنْ لَا يَشْعُرَ بِهِ فَيَمْضِيَ مَعَ مَنْ هَلَكَ.
فكلام الشاطبي واضح في ان اهل البدع يدسون السم في العسل ومن مفاسد مجالستهم تكثير سوادهم واغترار الناس بهم وواحدة من هذه المفاسد كافية في وجوب مجانبتهم يقول الحافظ ابن عبد البر: [أجمع العلماء على أنه لا يجوز للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، إلا أن يكون يخاف من مكالمته وصلته ما يفسد عليه دينه، أو يولد به على نفسه مضرة في دينه أو دنياه، فإن كان كذلك فقد رخص له مجانبته ورب صرمٍ جميل خير من مخالطة مؤذية] التمهيد 6/ 127.
وجاء في السير عن الثوري : من سمع ببدعة فلا يحكها لجلسائه، لا يلقها في قلوبهم.
فقال الإمام الذهبي عقبه: أكثر أئمة السلف على هذا التحذير، يرون أن القلوب ضعيفة، والشبه خطافة.

ثم هاهي فتاوى اهل السنة ومنهم الائمة الأربعة تلجم أفواه المميعة وترد افتراءاتهم فقد سئل الشيخ ابن باز الإمام القدوة هل يجوز مجالسة أهل البدع في دروسهم ومشاركتهم؟
فقال لا يجوز مجالستهم ولا اتخاذهم أصحابا، ويجب الإنكار عليهم وتحذيرهم من البدع، نسأل الله العافية قال العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- عند شرحه للكلام التالي في كتاب "حلية طالب العلم" لبكر أبي زيد:عن مالك -رحمه الله تعالى- قال: "لا يؤخذ العلم عن أربعة:
سفيه يعلن السفه وإن كان أروى الناس، وصاحب بدعة يدعو إلى هواه،
ومن يكذب في حديث الناس، وإن كنتُ لا أتهمه في الحديث، وصالح عابد فاضل إذا كان لا يحفظ ما يحدث به".
فيا أيها الطالب إذا كنت في السعة والاختيار، فلا تأخذ عن مبتدع: رافضي، أو خارجي، أو مرجئ، أو قدري، أو قبوري، ...
وهكذا، فإنك لن تبلغ مبلغ الرجال، صحيح العقد في الدين، متين الاتصال بالله، صحيح النظر، تقفو الأثر، إلا بهجر المبتدعة وبدعهم.) انتهى كلام بكر أبي زيد.
فقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين شارحاً الكلام:
(وظاهر كلام الشيخ -وفقه الله - أنه لا يؤخذ عن صاحب البدعة شيء حتى فيما لا يتعلق ببدعته. فمثلاً إذا وجدنا رجلاً مبتدعاً، لكنه جيد في اللغة العربية: البلاغة والنحو والصرف. فهل نجلس إليه ونأخذ منه هذ العلم الذي هو جيد فيه أم نهجره؟ ظاهر كلام الشيخ أننا لا نجلس إليه لأن ذلك يوجب مفسدتين:
المفسدة الأولى: اغتراره بنفسه ، فيحسب أنه على حق.
المفسدة الثانية: اغترار الناس به ، حيث يتوارد عليه الناس وطلبة العلم ويتلقون منه، والعامي لا يفرق بين علم النحو وعلم العقيدة.
لهذا نرى أن الإنسان لا يجلس إلى أهل البدع والأهواء مطلقاً ، حتى إن كان لا يجد علم العربية والبلاغة والصرف إلا فيهم، فسيجعل الله له خيراً منه، لأنا كوننا نأتي لهؤلاء ونتردد إليهم لا شك أنه يوجب غرورهم واغترار الناس بهم.
وقال رحمه الله : حذر المؤلف من أهل البدع هذا التحذير البليغ وهم جديرون بذلك ولا سيما إذا المبتدع سليط اللسان فصيح البيان لإن شره يكون أكبر .
ثم قال رحمه الله : وقد مر علينا في الدرس الماضي أنه وإن كان المبتدع عنده علوم لا توجد عند أهل السنة و لا تعلق بالعقيدة كمسائل النحو والبلاغة وماأشبهها فلا تأخذ منه لأنه يتولد من ذلك مفسدتان
الأولى : اغتراره بنفسه والثاني اغترار الناس به لأن الناس لا يعلمون ، لذلك يجب الحذر .) اهـ الشريط الخامس من شرح كتاب "حلية طالب العلم"
وقال رحمه الله: فإذا وجدنا مبتدعا عنده طلاقة في اللسان وسحر في البيان فإن لا يجوز أن يجلس إليه لأنه مبتدع لأننا نخشى من شره لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن من البيان لسحرا ، قد يسحر عقولنا حتى نوافقه على بدعته ، الثانية أن فيه تشجيعا لهذا المبتدع ثالثا : إساءة الظن بهذا الذي اجتمع إلى صاحب البدعة وقد لا يتبين هذا إلا بعد حين ولهذا يجب على طالب العلم أن يتجنب الجلوس إلى أهل البدع ، فإن قال قائل : إذا كنت أجلس إليه أتلقى عنده علما لا علاقة له بالبدعة كعلم النحو أو علم البلاغة فماذا نقول ؟ نقول وعلم النحو وعلم البلاغة قد يكون فيه بلاء.
ثم قال: احذر أن تجلس إلى صاحب بدعة ولو في الفنون التي لا علاقة لها ببدعته لأنه لابد أن يدس السم في العسل.) اهـ الشريط الثاني عشر من شرح حلية طالب العلم.

وسئل الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ :السؤال:
طالب علم لقي يا شيخ مثلاً أشعري أو شيء مثل هذا، وهو مبتدع! يريد أن يدرس عليه النحو أو الصرف ، هل يجوز له هذا، أو هل يصح له هذا الفعل، أم يتركه؟
الشيخ: يعني يريد أن يدرس النحو أو الصرف عند هذا الشيخ تعني؟
السائل: نعم.
الشيخ: وهو مثلاً أشعري؟
السائل: نعم.
الشيخ: إذا كان هو متمكنًا في العقيدة جاز، وإلا فلا.) اه سلسلة الهدى والنور - الشريط التاسع والسبعون
وفي تحفة المجيب للشيخ مقبل رحمه الله
السؤال208: ختامًا، جزاكم الله خيرًا على هذه الردود النافعة، والإجابات الراشدة، ولكن ما هي نصيحتكم للشباب السوداني، وكيف يتعاملون مع أنصار السنة، الذين حقّ لهم أن يسمّوا أنصار البدعة؟ وما هي نصيحتكم لهم في كيفية طلب العلم؟ وعند من يطلبونه؟
الجواب: أنصحهم أن يطلبوا العلم، وأن يبتعدوا عن جماعة أنصار السنة، فقد أصبحوا دعاة بدعة، ودعاة مادة، وأما طلب العلم فأتمنى أن الله يوفق أخًا من إخواننا يذهب إلى هناك ويستفيد منه إخواننا السودانيون ولو مدة ثلاثة أشهر، يعلمهم كيف يستفيدون من كتب السنة، وأخبرت أن الأخ حسين عشيش مستفيد فليستفيدوا منه، وإذا استطاعوا أن يرحلوا إلى أهل العلم، فليرحلوا مثل الشيخ الألباني، والشيخ ابن باز، وإياكم إياكم من القرب من الحزبيين فان علمهم ليس فيه بركة، لأنّهم ليسوا مخلصين فهمّهم أن يجمعوا الناس عندهم، وأن يقربوا الناس إليهم إذا حصلت انتخابات، أما أنت أيها السني فهمك أن تعلّم الناس كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولست تدعوهم إلى تقليدك واتباعك، بل تقول لهم: نحن وأنتم نتبع كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ولا أستطيع أن أفي بما يحتاج إليه الإخوة، ولكنني أنصحهم أن يقبلوا على حفظ القرآن، وعلى الاستفادة من كتب السنة، وعلى الرحلة إن تيسرت لهم إلى أهل العلم.وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليمًا كثيرًا
وسئل الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله-:س 68: ما حكم طلب العلم عند شيخ يختلف مع أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات، أفيدونا أفادكم الله ؟ .
جـ/ إن اختيار المدرِّس المستقيم في عقيدته، وفي علمه؛ أمر مطلوب، وإذا لم يمكن ، ووجدت من عنده معرفة في الفقه -مثلاً-، أو النحو، والعلوم التي لا تتعلق بالعقيدة؛ فلا بأس أن تدرس عنده في العلوم التي يحسنها، أما العقيدة فلا تدرسها إلى على أهل العقيدة الصحيحة) اهـ "الأجوبة المفيدة عن أسئة المناهج الجديدة
وسئل الشيخ العلامة ربيع بن هادي -حفظه الله-:كثير من الأسئلة يا شيخ يسألون عن حكم أو عن ضوابط الدراسة والقراءة والاستفادة من أهل البدع لأن بعض الناس يقول أنه لا بأس من الدراسة على أهل البدع عدا العقيدة فما توجيهكم حفظكم الله؟
الشيخ: اقرأوا أنتم في كتب الحديث وشاهدوا موقف أهل السنة أولاً من أهل البدع وثانيًا موقفهم من الرواة وعن أي نوع كانوا يأخذون وعن أي نوع ما كانوا يأخذون فكانوا كما أشرت لكم سالفًا لا يأخذون عن أهل البدع إطلاقًا ثم لما اضطروا إلى ما عند الآخرين أخذوا من الثقات الأمناء غير الدعاة أما الدعاة فما كانوا يأمنوهم على الدين أبدًا فإذا كان المبتدع داعيًا إلى بدعته فلا يجوز الأخذ عنه هذا منهج السلف رضوان الله عليهم وإذا كان غير داعية أبدًا واضطررت إلى ما عنده وأنا أرى أنه ما فيه ضرورة إلى شيء من الدين قد نحتاج إلى واحد [كلام غير ظاهر لكن مفهومه أنه قد نحتاج إلى واحد من أهل اللغة] ثم قال:
كان الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله يعني لما فتحت المعاهد واحتاج إلى .. الجامعة الإسلامية [...] يعني احتاج إلى بعض الأزهريين، فجاءوا، فما كان يضعهم إلا في اللغة ونحوها فقط، وما يستطيع أحد يتنفس، وكان إذا تحرك أحد لينبس بكلمة من أهل البدع يطرده، فإذا احتجنا إلى هذا النوع ممن لا يدعوا إلى بدعته وضمنا واطمئننا إذا خالف ودعا إلى بدعته يترك فلا بأس، أما أن نتخذه إمامًا وقديسًا وداعيًا وو إلى آخره فهذا هو [...] ومع ذلك مع ذلك مع تحفظ الإمام محمد بن إبراهيم رحمه الله فقد خان أهل البدع خانوا الأمانة التي ائتمنوا إليها فدسوا .. وأفكارهم الثورية التقليدية في كثير من الشباب فحيث تجلى لنا خطرهم وظهرت آثارهم الخبيثة فمن الحزم كل الحزم ألا نأخذ عنهم أبدًا ...) اهـ
فهذا هو ملخص منهج اهل السنة في هذا الباب قد اختصره الشيخ ربيع في هذا الكلام الواضح الذي ليس فيه ادنى شبهة وهاهي الايات والاحاديث والاثار وفتاوى ائمة المنهج السلفي تؤيد كلامه فنعوذ بالله من اهل التلبيس والتدليس الذين يدعون الى تقليد الرجال باسم عدم التقليد ويدعون الى عدم تعطيل العقول وهم يعطلون عقول الناس ويدعون الى عدم الغلو وهم اهل الغلو والتطرف ويدعون الى عدم التعصب وهم اهل التعصب فنسال الله ان يهديهم او يقصم ظهورهم.
قال مسعود ملخصا كلام الشيخ ربيع : " فالذي يقرأ او يأخذ الفائدة حتى وان كان يميز يبن الحق والباطل ينصح بترك القراءة ولو كان لا يمدح اهل البدع فان ابى فيلحق باهل البدع "
اقول : عمدة هؤلاء القوم هو بتر الكلام وما يريدون بذلك الا رد الحق الذي تؤيده الادلة وهذا الامر قد ظهر جليا وواضحا في تصرفات كثير من اهل البدع ففي الفتاوى 1-304 في تتمة هذا الكلام الذي نقله مسعود تفصيل من الشيخ في مسالة الالحاق باهل البدع فارجع اليه وقال الشيخ في مقال ائمة الجرح والتعديل هم حماة الدين " الإلحاق بالمبتدع ليس على إطلاقه عند السلف وأئمتهم بل هم فرقوا بين الداعية إلى البدعة وغير الداعية فحذروا من الداعية ومن مجالسته وأخذ العلم عنه، بل إذا تمادى في العناد والدعوة إلى بدعته قد يحكمون بقتله لأنه عندهم أضر من قطاع الطرق المحاربين لله ورسوله.
وأما غير الداعية من الصادقين المأمونين فقد أخذوا منهم العلم حفاظاً على الشريعة وحذراً من أن يضيع شيء منها.اه فهو اراد ان يصور للقارئ ان الشيخ يرى بعموم الإلحاق بالمبتدع لكن الشيخ كرر وأعاد أن الأصل هو
اجتناب اهل البدع فان وجدت ضرورة ووجد المبتدع الصادق ولم يوجد غيره جاز اخذ العلم غير العقيدة فان لم يتوفر شرط من هذه الشروط فان الذي يجالس اهل البدع يناصح ويحذر فان ابى فانه يلحق بهم وهاهي أقوال السلف والأئمة تؤيد هذا الأصل العظيم في التشديد على من يجالس اهل البدع وان كان لا يمدحهم وانه يلحق بهم بمجرد المجالسة قال عقبة بن علقمة قال: ((كنتُ عند أرطأة بن المنذر فقال بعض أهل المجلس: ما تقولون في الرجل يجالس أهل السنة ويخالطهم؛ فإذا ذُكر أهلُ البدع قال: دعونا من ذكرهم لا تذكروهم؟ فقال أرطأة: "هو منهم لا يلبس عليكم أمره"، قال: فأنكرتُ ذلك من قول أرطأة، فقدمتُ على الأوزاعي وكان كشَّافاً لهذه الأشياء إذا بلغته!، فقال: "صدق أرطأة، والقول ما قال، هذا ينهي عن ذكرهم، ومتى يُحذروا إذا لم يشاد بذكرهم؟!")). وقال الأوزاعي رحمه الله: ((إذا رأيته يمشي مع صاحب بدعة، وحلف أنه على غير رأيه فلا تصدقه)).
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: ((مَنْ جلس مع صاحب بدعة فاحذره))، وقال: ((وعلامة النفاق: أن يقوم الرجل ويقعد مع صاحب بدعة)).
وقال سفيان الثوري رحمه الله: ((مَنْ ماشى المبتدعة عندنا: فهو مبتدع)).
و لما قدم سفيان الثوري البصرة، جعل ينظر إلى أمر الربيع بن صبيح وقدره عند الناس، سأل أي شيء مذهبه؟ قالوا: ما مذهبه إلا السنة، قال: مَنْ بطانته؟، قالوا: أهل القدر، قال: هو قدري.
و علَّق ابن بطة رحمه الله تعالى على هذا الأثر بقوله: ((رحمة الله على سفيان الثوري؛ لقد نطق بالحكمة فصدق، وقال بعلم فوافق الكتاب والسنة وما توجبه الحكمة ويدركه العيان، ويعرفه أهل البصيرة والبيان؛ قال الله جل وعلا: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودُّوا ما عنتم")).
وقال أيوب السختياني: ((رآني سعيد بن جبير جلستُ إلى طلق بن حبيب، فقال لي: ألم أرك جلستَ إلى طلق بن حبيب؟! لا تجالسه)).
و دعي أيوب إلى تغسيل ميت، فخرج مع القوم ، فلما كشف عن وجه الميت عرفه فقال : ((أقبلوا قِبَلَ صاحبكم، فلستُ أغسله، رأيته يماشي صاحب بدعة)).
وقال ابن عون رحمه الله ((الذي يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع)).
وقال ابن وضاح في البدع والنهي عنها: أخبرنا إسماعيل بن سعد البصري عن رجل أخبره قال: ((كنتُ أمشي مع عمرو بن عبيد فرآني ابن عون فأعرض عني شهرين)).
وقال عتبة الغلام رحمه الله: ((مَنْ لم يكن معنا فهو علينا))، فليس ثمة منزلة بين منزلتين، إما أن يكون مع أهل السنة، وإما أن يكون مع ضدهم.
وقال أبو داود السجستاني :قلتُ لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهل السنة مع رجل من أهل البدعة، أترك كلامه؟ قال: ((لا، أو تُعلمه أنَّ الرجل الذي رأيته معه صاحب بدعة؛ فإن ترك كلامه فكلِّمه، وإلا فألحقه به، قال ابن مسعود رضي الله عنه:"المرء بخدنه")).
واخبر المروذي: أنَّ أبا عبد الله ذكر حارثاً المحاسبي فقال: ((حارث أصل البلية - يعني حوادث كلام جهم - ما الآفة إلا حارث، عامة مَنْ صحبه انتهك إلا ابن العلاف؛ فإنه مات مستوراً!، حذِّروا عن حارث أشدَّ التحذير)) قلت: إنَّ قوماً يختلفون إليه؟ قال: ((نتقدم إليهم لعلهم لا يعرفون بدعته؛ فإنْ قبلوا وإلا هجروا، ليس للحارث توبة، يُشهد عليه ويجحد، إنما التوبة لمن اعترف)).
وقال إسحاق: سمعت أبا عبدالله أحمد بن حنبل يقول: ((أخزى الله الكرابيسي لا يُجالس ولا يُكلَّم ولا تكتب كتبه، ولا يُجالس مَنْ يُجالسه))، وقال أيضاً: ((إياك إياك وحسين الكرابيسي، لا تكلِّمه، ولا تكلِّم مَنْ يكلِّمه)) أعاد ذلك أربع مرات أو خمس مرات!.
و قال ابن الحاج رحمه الله في [حز الغلاصم في إفحام المخاصم ص110]: ((إذ يقول في سورة مكية: "وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره، وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين"، وقد بيَّن الله سبحانه عقوبة من فعل ذلك وخالف ما أمره الله إذ يقول في سورة مدنية: "وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم أيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إنَّ الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً. فبيَّن سبحانه بقوله: "وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ" ما كان أمرهم به من قوله في السورة المكيّة "فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"، ثم بيَّن في هذه السورة المدنية أنَّ مجالسة مَنْ هذه صفته لحوقٌ به في اعتقاده، وقد ذهب قوم من أئمة هذا الأمة إلى هذا المذهب، وحكم بموجب هذه الآيات في مُجالِس أهل البدع على المعاشرة والمخالطة؛ منهم أحمد بن حنبل والأوزاعي وابن المبارك، فإنهم قالوا في رجل شأنه مجالسة أهل البدع قالوا: يُنهى عن مجالستهم، فإن انتهى وإلا أُلحق بهم؛ يعنون في الحكم، قيل لهم: فإنه يقول: إني أجالسهم لأباينهم وأرد عليهم؟ قالوا: ينهى عن مجالستهم فإنْ لم ينته أُلحق بهم)).
وقال ابن بطة رحمه الله في [الإبانة ص262]: ((ولا تشاور أحداً من أهل البدع في دينك، ولا ترافقه في سفرك، وإن أمكنك أن لا تقربه في جوارك. ومن السنة مجانبة كل من اعتقد شيئاً مما ذكرناه - أي من البدع - وهجرانه والمقت له، وهجران مَنْ والاه ونصره وذبَّ عنه وصاحبه وإنْ كان الفاعل لذلك يظهر السنة!)).
وقال البربهاري رحمه الله في [شرح السنة ص121]: (وإذا رأيتَ الرّجلَ يَجلسُ مع رجلٍ من أهلِ الأهواءِ فَحَذِّرْهُ وعَرِّفْهُ؛ فإن جَلَسَ معه بعدما عَلِمَ فاتّقِهِ، فإنَّه صاحبُ هوىً).
ونقل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في [درء تعارض العقل والنقل 2/97]: ((قال الشيخ أبو الحسن الكرجي: وسمعت شيخي الإمام أبا منصور الفقيه الأصبهاني يقول: سمعت شيخنا الإمام أبا بكر الراذقاني يقول: كنتُ في درس الشيخ أبي حامد الإسفراييني، وكان ينهى أصحابه عن الكلام، وعن الدخول على الباقلاني، فبلغه أنَّ نفراً من أصحابه يدخلون عليه خفية لقراءة الكلام، فظن أني معهم ومنهم، وذكر قصة في آخرها: إنَّ الشيخ أبا حامد قال لي: يا بني؛ بلغني أنك تدخل على هذا الرجل يعني الباقلاني، فإياك وإياه فإنه مبتدع يدعو الناس إلى الضلالة، وإلا فلا تحضر مجلسي. فقلت: أنا عائذ بالله مما قيل، وتائب إليه، واشهدوا عليَّ أني لا أدخل عليه)).
وذكر ابن وضاح في البدع والنهي عنها والشاطبي في الاعتصام عن حميد الأعرج قال: ((قدم غيلان مكة يجاور بها، فأتى غيلان مجاهدًا فقال: يا أبا الحجاج؛ بلغنى أنك تنهى الناس عني وتذكرني، وأنه بلغك عني شيء لا أقوله، إنما أقول كذا، فجاء بشيء لا ينكر!، فلما قام قال مجاهد: لا تجالسوه فإنه قدري. قال حميد الأعرج: فإني يوماً في الطواف لحقنى غيلان من خلفي يجذب ردائي، فالتفتُّ فقال: كيف يقول مجاهد خرفاً كذا وكذا، فأخبرته، فمشى معي، فبصر بي مجاهد معه، فأتيته فجعلتُ أكلِّمه فلا يرد علي، وأسأله فلا يجيبني، فغدوتُ إليه فوجدته على تلك الحال، فقلتُ: يا أبا الحجاج؛ أبلغك عني شيء؟! ما أحدثتُ حدثاً!، ما لي؟! قال: ألم أرك مع غيلان وقد نهيتكم أن تكلِّموه أو تجالسوه؟ قلت: يا أبا الحجاج ما أنكرت قولك، وما بدأته، وهو بدأنى. قال: والله يا حميد؛ لولا أنك عندى مصدق ما نظرت لي فى وجه منبسط ما عشت، ولئن عدتَ لا تنظر لي في وجه منبسط ما عشت)).
وقال شيخ الإسلام رحمه الله في بيان ما يُجرح به المرء [المجموع35/414]: ((وأما إذا كان المقصود التحذير منه واتقاء شره فيكتفى بما دون ذلك؛ كما قال عبد الله بن مسعود: "اعتبروا الناس بأخدانهم"، وبلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّ رجلا يجتمع إليه الأحداث فنهى عن مجالسته، فإذا كان الرجل مخالطاً في السير لأهل الشر يُحذَّر منه)).
وقال أيضاً في [المجموع 2/132-133]: ((وهكذا هؤلاء الاتحادية؛ فرؤوسهم هم أئمةُ كفرٍ، يجب قتلهم ولا تقبل توبة أحدٌ منهم إذا أُخذ قبل التوبة، فإنه من أعظم الزنادقة الذين يظهرون الإسلام ويبطنون أعظم الكفر، وهم الذين يفهمون قولهم ومخالفتهم لدين المسلمين. ويجب عقوبة كل مَنْ انتسب إليهم، أو ذبَّ عنهم، أو أثنى عليهم، أو عَظَّمَ كتبهم، أو عرف بمساعدتـهم ومعاونتهم، أو كره الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم بأنَّ هذا الكلام لا يدري ما هو؟!، أو قال: إنَّه صنف هذا الكتاب، وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق!. بل تجب عقوبة كل مَنْ عرف حالهم ولم يعاون على القيام عليهم!. فإنَّ القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات؛ لأنـَّهم أفسدوا العقول والأديان على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء، وهم يسعون في الأرض فسادًا، ويصدون عن سبيل الله. فضررهم في الدين أعظم من ضرر مَنْ يفسد على المسلمين دنياهم ويترك دينهم؛ كقطاع الطريق وكالتتار الذين يأخذون منهم الأموال ويبقون لهم دينهم، ولا يستهين بهم مَنْ لم يعرفهم، فضلالهم وإضلالهم أعظم من أن يوصف، وهم أشبه الناس بالقرامطة الباطنية، ولهذا هم يريدون دولة التتار ويختارون انتصارهم على المسلمين؛ إلا مَنْ كان عامياً من شيعهم وأتباعهم، فإنه لا يكون عارفًا بحقيقة أمرهم!. ولهذا يقرون اليهود والنصارى على ما هم عليه، ويجعلونهم على حق، كما يجعلون عباد الأصنام على حق، وكل واحدة من هذه من أعظم الكفر!.
ومن كان محسناً للظن بهم وادَّعى أنه لم يعرف حالهم: عُرِّفَ حالهم، فإنْ لم يباينهم ويظهر لهم الإنكار وإلا أُلِحق بهم وجعل منهم!. وأما مَنْ قال: لكلامهم تأويل يوافق الشريعة!؛ فإنه من رؤوسهم وأئمتهم!، فإنه إنْ كان ذكياً فإنه يعرف كذب نفسه فيما قاله، وإن كان معتقداً لهذا باطناً وظاهراً فهو أكفر من النصارى!؛ فمَنْ لم يُكفِّر هؤلاء، وجعل لكلامهم تأويلاً كان عن تكفير النصارى بالتثليث والاتحاد أبعد، والله أعلم)).
وهذه الأقوال والفتاوى معروفة مشهورة في كتب السلف وهي والحمد لله ملجمة لأهل التلبيس والتدليس الذين يدافعون على الباطل بالكذب والافتراء وتزويق العبارات وتنميقها ليسرقوا بذلك قلوب ضعفاء الناس
فنعوذ بالله من شرهم قال الشيخ مقبل " فأنصح طلبة العلم في أرض الحرمين ونجد أن يرجعوا إلى علمائهم، وأنصح إخواننا في الكويت بالاستفادة من أخينا في الله عبداللطيف الدرباس، ومن أخينا بدر البدر ومن إخواننا الأفاضل الذين عندهم علم، وألا يلبّس عليهم عبدالرحمن عبدالخالق، فقد لبّس عليهم قدر ثلاثين سنة، كما أنصحهم بدعوة أخينا ربيع بن هادي المدخلي إلى زيارة الكويت من أجل أن يبين ضلالات عبدالرحمن عبدالخالق، وضلالات السرورية والقطبية.
أسأل الله العظيم أن يحفظ علينا ديننا، وأن يتوفانا مسلمين، والحمد لله رب العالمين.
وقد ذكر مسعود في الحاشية كلاما يدل على سوء قصده وقلة فهمه فمثلا نقله لكلام شيخ الإسلام بعد أن ادعى ان الشيخ يرى ان اطلاق كلمة صوفي مثلا كافية في التبديع ولا يوجد في الكلام الذي نقله ما يدل على هذا وانما قال ان من انتسب الى الجهمية فهو جهمي ومن انتسب الى الصوفية فهو صوفي ومن انتسب الى الاخوان فهو اخواني فاطلاق كلمة صوفي او اخواني عليه لا تحتاج الى اقامة الحجة اما اشتراط اقامة الحجة في التبديع فهي مسألة غير هذه المسألة وقد فصل الشيخ حفظه الله هذه المسألة فقال لما سئل هذا السؤال: شيخنا -حفظكم الله- هناك سؤال يدور بين طلاب العلم، وهو: هل يشترط في تبديع من وقع في بدعة أو بدع أن تقام عليه الحجة لكي يبدع أولا يشترط ذلك، أفيدونا جزاكم الله خيراً؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ابتع هداه أما بعد:
فالمشهور عن أهل السنة أنه من وقع في أمر مكفر لا يكفر حتى تقام عليه الحجة.
أما من وقع في بدعة فعلى أقسام:
القسم الأول: أهل البدع كالروافض والخوارج والجهمية والقدرية والمعتزلة والصوفية القبورية والمرجئة ومن يلحق بهم كالأخوان والتبليغ وأمثالهم فهؤلاء لم يشترط السلف إقامة الحجة من أجل الحكم عليهم بالبدعة فالرافضي ([1([1]) الرافضي أو غيره إن كفر الصحابة كلهم أو جلّهم أو فسقهم أو جلّهم فهو كافر]) يقال عنه: مبتدع والخارجي يقال عنه: مبتدع وهكذا، سواء أقيمت عليهم الحجة أم لا.
القسم الثاني: من هو من أهل السنة ووقع في بدعة واضحة كالقول بخلق القرآن أو القدر أو رأي الخوارج وغيرها فهذا يبدع وعليه عمل السلف.
ومثال ذلك ما جاء عن ابن عمر - t - حين سئل عن القدرية قال: ((فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برآء مني)) رواه مسلم (8).
قال شيخ الإسلام رحمه الله في درء تعارض العقل والنقل (1/ 254):
" فطريقة السلف والأئمة أنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل.
ويرُاعون أيضاً الألفاظ الشرعية، فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلا. ومن تكلم بما فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه.
ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقا وباطلا نسبوه إلى البدعة أيضا، وقالوا: إنما قابل بدعة ببدعة وردَّ باطلا بباطل".
أقول: في هذا النص بيان أمور عظيمة ومهمة يسلكها السلف الصالح للحفاظ على دينهم الحق وحمايته من غوائل البدع والأخطاء منها: 1- شدة حذرهم من البدع ومراعاتهم للألفاظ والمعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل، فلا يعبرون - قدر الإمكان - إلا بالألفاظ الشرعية ولا يطلقونها إلا على المعاني الشرعية الصحيحة الثابتة بالشرع المحمدي.
2 - أنهم حراس الدين وحماته، فمن تكلم بكلام فيه معنى باطل يخالف الكتاب و السنة ردوا عليه. ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقاً وباطلاً نسبوه إلى البدعة ولو كان يرد على اهل الباطل، وقالوا إنما قابل بدعة ببدعة أخرى، ورد باطلا بباطل، ولو كان هذا الراد من أفاضل أهل السنة والجماعة، ولا يقولون ولن يقولوا يحمل مجمله على مفصله لأنا نعرف أنه من أهل السنة.
قال شيخ الإسلام بعد حكاية هذه الطريقة عن السلف والأئمة:" ومن هذا القصص المعروفة التي ذكرها الخلال في كتاب " السنة" ([2] ([2]) (5/ 129 - 141)) هو وغيره ([3] ([3]) يعني مثل اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (2/ 357 - 384)، و الآجري في " الشريعة" (1/ 526 - 550).
) في مسألة اللفظ والجبر".
أقول: يشير - رحمه الله تعالى- إلى تبديع أئمة السنة من يقول:" لفظي بالقرآن مخلوق" لأنه يحتمل حقاً وباطلاً، وكذلك لفظ "الجبر" يحتمل حقاً وباطلاً، وذكر شيخ الإسلام أن الأئمة كالأوزاعي وأحمد بن حنبل ونحوهما قد أنكروه على الطائفتين التي تنفيه والتي تثبته.
وقال رحمه الله:" ويروى إنكار إطلاق "الجبر" عن الزبيدي وسفيان الثوري وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم.
وقال الأوزاعي وأحمد وغيرهما:" من قال جبر فقد اخطأ ومن قال لم يجبر فقد أخطأ بل يقال إن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء ونحو ذلك.
وقالوا ليس للجبر أصل في الكتاب والسنة وإنما الذي في السنة لفظ - الجبل- لا لفظ الجبر؛ فإنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأشج عبد القيس:" إن فيك لخلقين يحبهما الله: الحلم والأناة فقال: أخلقين تخلقت بهما أم خلقين جبلت عليهما؟، فقال: " بل جبلت عليهما"، فقال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله".
وقالوا إن لفظ " الجبر" لفظ مجمل.
ثم بين أنه قد يكون باعتبار حقاً وباعتبار باطلاً، وضرب لكل منهما مثالاً.
ثم قال:" فالأئمة منعت من إطلاق القول بإثبات لفظ الجبر أو نفيه، لأنه بدعة يتناول حقاً وباطلاً".
وقال الذهبي رحمه الله:" قال أحمد بن كامل القاضي: كان يعقوب بن شيبة من كبار أصحاب أحمد بن المعذل، والحارث بن مسكين، فقيهاً سرياً، وكان يقف في القرآن.
قال الذهبي قلت: أخذ الوقف عن شيخه أحمد المذكور، وقد وقف علي بن الجعد، ومصعب الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وجماعة، وخالفهم نحو من ألف إمام، بل سائر أئمة السلف والخلف على نفي الخليقة على القرآن، وتكفير الجهمية، نسأل الله السلامة في الدين.
قال أبو بكر المروذي: أظهر يعقوب بن شيبة الوقف في ذلك الجانب من بغداد، فحذر أبو عبد الله منه، وقد كان المتوكل أمر عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان أن يسأل أحمد بن حنبل عمن يقلد القضاء، قال عبد الرحمن: فسألته عن يعقوب بن شيبة، فقال: مبتدع صاحب هوى.
قال الخطيب: وصفه بذلك لأجل الوقف" السير (12/ 478). وقدم داود الأصبهاني الظاهري بغداد وكان بينه وبين صالح بن أحمد حَسنٌ، فكلم صالحاً أن يتلطف له في الاستئذان على أبيه، فأتى صالح أباه فقال له: رجل سألني أن يأتيك. قال: ما اسمه؟. قال: داود. قال: من أين؟ قال: من أهل أصبهان، قال: أيّ شيء صنعته؟ قال وكان صالح يروغ عن تعريفه إيَّاه، فما زال أبو عبد الله يفحص عنه حتى فطن فقال: هذا قد كتب إليّ محمد بن يحيى النيسابوري في أمره أنه زعم أن القرآن محدث فلا يقربني. قال: يا أبت ينتفي من هذا وينكره، فقال أبو عبد الله: محمد بن يحيى أصدق منه، لا تأذن له في المصير إليَّ. [تاريخ بغداد (8/ 374)].
القسم الثالث: من كان من أهل السنة ومعروف بتحري الحق ووقع في بدعة خفية فهذا إن كان قد مات فلا يجوز تبديعه بل يذكر بالخير، وإن كان حياً فيناصح ويبين له الحق ولا يتسرع في تبديعه فإن أصر فيبدع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: ((وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها، وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)، وفي الحديث أن الله قال: ((قد فعلت))، وبسط هذا له موضع آخر)) [معارج الوصول ص:43].
وعلى كل حال لا يجوز إطلاق اشتراط إقامة الحجة لأهل البدع عموماً ولا نفي ذلك والأمر كما ذكرت.
فنصيحتي لطلاب العلم أن يعتصموا بالكتاب والسنة وأن ينضبطوا بمنهج السلف في كل ناحية من نواحي دينهم، وخاصة في باب التكفير والتفسيق والتبديع حتى لا يكثر الجدال والخصام في هذه القضايا.

وأوصي الشباب السلفي خاصة بأن يجتنبوا الأسباب التي تثير الأضغان والاختلاف والتفرق الأمور التي أبغضها الله وحذّر منها، وحذّر منها الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- والصحابة الكرام والسلف الصالح، وأن يجتهدوا في إشاعة أسباب المودّة والأخوة فيما بينهم الأمور التي يحبها الله ويحبها رسوله -صلى الله عليه وسلم-.وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه ربيع بن هادي عمير المدخلي في 24/رمضان/1424هـ

وأما ما نقله مسعود عن شيخ الإسلام فلا صلة له بهذا الموضوع وانما مراد شيخ الاسلام ان الولاء والبراء والمدح والذم لا يكون على مجرد الاسماء بل الولاء والبراء على ما تحمله هذه الاسماء من اوصاف تستحق المدح والذم والولاء والبراء فقولنا صوفي او اخواني ليس قصدنا الذم لهذا الشخص بمجرد هذا الاسم وانما لما كان الصوفي هو من يتلبس بامور مخالفة للشرع وجب علينا ذمه والبراءة منه ومن فعله وصنيع مسعود هذا دليل على سوء الفهم والله المستعان.
فالواجب على جميع المسلمين تقوى الله والرجوع إلى الكتاب والسنة ومنهج السلف في الصغير والكبير والرجوع إلى وصايا أئمة المنهج السلفي ولزوم العلماء لانه سبيل الاجتماع والنصر والتمكين
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبيه الأمين
كتبه ابو عبد الرحمن بن احمد الجلفي









 


 

الكلمات الدلالية (Tags)
مسعود, مسعودي, الالبانية, الاجوبة, الحلقة, الرد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:57

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc