بحث حول صناعة البلاستيك - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > قسم التعليم الثانوي العام > أرشيف منتديات التعليم الثانوي

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

بحث حول صناعة البلاستيك

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-10-18, 16:35   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
MEDOUL
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية MEDOUL
 

 

 
إحصائية العضو










Mh51 بحث حول صناعة البلاستيك

صناعة البلاستـيك

01- البلاستيك حقائق لا بد منها.
02- البلاستيك ودرجة تلوث الأغذية:
- تركيبه.
- أنواعه الرئيسية.
- أنواع مستخدمة للأغذية.
- مزايا العبوات البلاستيكية.
- المركبات المضافة للبلاستيك.
- بلاستيك عديد الستايرين.
- مشكلات البلاستيك مع الأغذية.
- سلامة أنواع البلاستيك.
- تفاعلات البلاستيك مع الأغذية.
- مشكلات بعض أنواع البلاستيك الملون.
- سلامة استخدام الملامين.
- الغشاء البلاستيكي اللاحق للأغذية.
- بلاستيك لا يتفاعل مع الدهون.
- التأثيرات المسرطنة للبلاستيك.
- لدائن محسنة.
- بلاستيك مقاوم للحرارة.
- نصائح وقائية.
03- دراسات تحذر من الآثار الصحية لاستخدام البلاستيك.
04- شؤون البيئة:
- كيف يصنع البلاستيك.
- الآثار المترتبة عن عمليات التصنيع.
- هل تساوي الأكياس البلاستيكية قيمتها.
- البدائل.
05- علوم وتكنولوجيا:
- أشجار تطرح البلاستيك.










البلاستيك – حقائق لا بد منها –
البلاستيك مادة مفيدة ومهمة في حياتنا العصرية. - عندما نتكلم عن البلاستيك وتأثيره على الصحة لابد من التفريق بين أمرين، الأول: تأثيره على الصحة نتيجة استخدامه اليومي بوجوده في المنتجات المختلفة. والثاني: تأثيره على البيئة إذا ما أراد الإنسان أن يتخلص منه بعد استعماله. - أما الأمر الأول: فإن الأصل الذي يقول إنه لا خطورة من استخدام البلاستيك في أغلفة وعبوات الطعام وغيرها من المنتجات الكثيرة باق في عمومه، فالبلاستيك مادة آمنة مع استثناءات بسيطة جداً ولظروف معينة وهي: - ما ثبت عن أن نوعاً واحداً من أنواع البلاستيك وهو عديد الفينايل Pvc فهو يسبب مشكلات صحية إذا أحرق بعد الاستعمال أو صنع في ظروف غير آمنة. مع التأكيد بأنه لا يسبب مشكلات صحية مادام يستخدم بدون تسخين أو حرق. رغم ذلك فإن هذا النوع من البلاستيك محاصر ولا يستخدم في عبوات الطعام والشراب في المملكة، ومع الافتراض أنه يستخدم (لأننا لم نطلع على ما في كل المصانع) فلا خوف منه إذا استخدم بطريقة صحيحة رغم أننا مع التوجه الذي يطالب بتقليص استخدامه التدريجي والسريع حتى مع المنتجات البلاستيكية غير آنية الطعام والشراب، وذلك بهدف المحافظة على البيئة على المدى الطويل. - رغم أن الدور الأساس في مثل هذا الأمر المحافظة على البيئة يقع على عاتق الدول والمصانع إلا أن للمستهلك دوراً كبيراً في هذا الأمر، بأن يتجنب تلويث البيئة بالمخلفات أو حرقها بصورة لا مبالية، فالتعاون على الخير يحثنا عليه ديننا الحنيف، ولا ضرر ولا ضرار. - إننا في حاجة إلى التعامل الصحيح مع معطيات التكنولوجيا، فمثلاً ما الداعي لأن نستخدم مادة البلاستيك في أفران الميكرويف (مالم تكن معدة لذلك من الشركة). - مسألة أن هناك بعض الملدنات أو مواد كيميائية تنتقل من البلاستيك إلى الأطعمة في الظروف العادية قد تكون صحيحة ولكن لا خطر من ذلك على الصحة؛ لأن النسبة أو الكمية المنقولة تقع في إطار ضيق وطبيعي إذا ما قورنت بتأثير جميع المواد الكيميائية وغير الكيميائية حولنا في حياتنا بما في ذلك الهواء وأشعة الشمس والماء حتى الغذاء، ناهيك عن مضافاته. لا داعي للمبالغات والتخوف من الأوهام. - إننا لا نبسط الأمر بهذا الكلام، فالحقيقة التي لا مناص منها هي أننا نعيش في عصر التكنولوجيا الحالي في وسط وبيئة بها ما يؤثر على صحتنا من كل جانب، ولا يخفف من ذلك إلا بالتسديد والتقريب ومعرفة حقيقة الأمور..




البلاستيك ودرجة تلوث الأغذية

كثر حديث الناس عن أخطار تلوث السلع الغذائية والمشروبات ببعض مكونات المواد البلاستيكية بعد شيوع استخدامها في صناعة عبواتها وتغليف الكثير منها، ويعزى ذلك إلى التركيب الكيماوي المعقد للبلاستيك وتنوع المركبات المستعملة في صناعته خاصة المركبات المضافة Additives المستعملة في تحسين صفاته وتأثير طول فترة تخزين الأغذية فيه ودرجة الحرارة ورقم حموضتها على لونه ودرجة تسرب بعض مكوناتها إلى السلع الغذائية والأدوية المعبأة فيه, ويؤثر بلا شك نوع البوليمر المستعمل في البلاستيك وطريقة تحضير عبواته ودرجة نفاذيته للضوء على سلامة استخدامه, وتختلف المواد البلاستيكية في درجة نفاذيتها للغازات كالأوكسجين وبخار الماء والمركبات الطيارة حسب نوعها وطريقة تصنيعها, وغلب بين عامة الناس وخاصتهم كلمة البلاستيك الأعجمية ومصدرها التعبير بالإنجليزية plastics على اللفظ العربي الذي عرفت به وهو اللدينة , وجمعها لدائن , وتعزى تسمية المواد البلاستيكية باللدائن لقابليتها للتشكل بالتسخين أو بالضغط أو بالاثنين معاً , ولا يتغير أشكال الكثير من أنواع المواد البلاستيكية الذي اكتسبته عند زوال المؤثرات عليها، وازدادت مكانة البلاستيك في الصناعات التحويلية بعد ظهور أنواع جديدة منه تتفوق في مواصفات جودتها على القديم منها.

تركيبه
يستعمل في تحضير المواد البلاستيكية مركبات تسمى البوليمرات Polymers وهي تتكون من وحدات من مادة عضوية واحدة أو أكثر ذات وزن جزيئي كبير قابلة للتشكيل حسب الرغبة ويكون الكثير منها عبارة عن مركبات بتروكيماوية , ويضاف إليها مواد Additives لإكسابها خواص معينة كالمرونة والليونة ومقاومتها للكسر وشفافيتها للضوء , وهي الأكثر عرضة للاتهام بدورها الضار بصحة الإنسان نتيجة تلويثها الأغذية المحفوظة أو المغلفة بالبلاستيك.

أنواعه الرئيسة
يتوفر في الأسواق حوالي خمسين نوعاً من البوليمرات المستخدمة في صناعة البلاستيك يمكن تصنيفها إلى مجموعتين رئيستين هما:
لدائن حرارية Thermoplastics : وهي نوع من البلاستيك يكون صلبا على درجة الحرارة العادية , ويمكن إذابته وإعادة تصنيعه, وتشمل الأكريليك والنايلون وعديد الإيثلين وعديد البروبلين وعديد الستايرين Polystyrene وعديد الإستر وعديد كلور الفينايل (P.V.C) وعديد ميثايل ميثا أكريلات وأكريلونتريل Acrylonitrile وثنائي فينولات Biphenols وغيرها .
لدائن صلدة حرارياً Thermosetting plastics : وهي نوع من البلاستيك لا ينصهر بالحرارة , فلا يمكن إعادة تشكيله مثل ميلامين فورمالدهيد وفينول فورمالدهيد ويوريا فورمالدهيد
أنواعه المستخدمة للأغذية
تتنوع المواد البلاستيكية (اللدائن) المستخدمة في صناعة عبوات المواد الغذائية والدوائية إما لوحدها أو مع غيرها من المركبات, وأهمها :
عديد الإيثلين (البولي ايثلين P.E) منخفض الكثافة المستعمل في تحضير معظم الأكياس المستخدمة في تعبئة الأغذية الساخنة وهو يلتصق بالحرارة, عديد الإيثلين منخفض الكثافة (L.D.P.E) جيد التوصيل للكهرباء عالي المرونة, ويتأثر بالمذيبات العضوية , ودرجة انصهاره 110 مئوية ويستعمل في صناعة الصفائح البلاستيكية الرقيقة الشفافة للتغليف , وما يسميه العامة أحد أنواع الأكياس البلاستيكية .
عديد الإيثلين (بولي ايثلين) مرتفع الكثافة (H.D.P.E) وله نفس استخدامات النوع قليل الكثافة منه، وهو أكثر مرونة ومقاومة للمذيبات العضوية وأشد صلابة واحتمالا لدرجات الحرارة المرتفعة التي تصل إلى 120 مئوية ويستعمل في صناعة أدوات منزلية وأنابيب وخراطيم المياه , كما يمكن استعماله في تعبئة الأغذية التي تتعرض لدرجات حرارة التعقيم ويتميز بقدرته على عزل الرطوبة والاحتفاظ بمرونته على درجة حرارة التجميد التي تقل عن -5 مئوية ولم تكتشف له أي أضرار صحية.
عديد البروبلين (بولي بروبلين P.P) وهو أكثر صلابة وتحملاً وشفافية من عديد الإيثلين عديد البروبلين (p.p) وتكون مرونته وصلابته أعلى من عديد الإثيلين وله نفس استخدامات عديد الإيثلين .
يتصف عديد الإيثلين تيرافثالات بمقاومته درجات الحرارة المرتفعة حتى 300 م , وقلة نفاذيتة للرطوبة والغازات ولونه شفاف ويقاوم بشكل جيد المذيبات العضوية فيستعمل في تعبئة المياه الصحية والدواجن المذبوحة المبردة والمجمدة وغيرها, وتفضل بعض مصانع تعبئة المياه الصحية استخدامه عوضاً عن بلاستيك عديد كلور الفينايل .
عديد كلور الفينايل P.V.C. جيد الالتصاق ولا يتأثر بالدهون والزيوت ويستخدم في صناعة الحاويات والصفائح و القوارير والأنابيب. وهو شديد المقاومة لنفاذ الرطوبة ويستعمل في صناعة عبوات الأغذية الجاهزة للطعام التي تؤكل بعد تسخينها أو غليها ready to use foods ، وينتشر استعمال النوع الصلب منه في عمل عبوات زيوت الطبخ ومياه الشرب وعصائر الفواكه المركزة والزيتون المخلل وأغذية أخرى لأنه يمتاز بشدة مقاومته للدهون والزيوت وعدم نفاذيته للرطوبة والغازات .
عديد الستايرين (P.S) وهو نوع من البلاستيك شديد المقاومة للصدمات والكيماويات والظروف الجوية ويتصف بالشفافية في لونه وصلابته ، ويستخدم في صناعة الأدوات المنزلية ورضاعات الأطفال وفي عبوات بعض المواد الغذائية كالألبان .
عديد الإستر (P.E.S). مقاوم للحرارة واللهب والمواد الكيماوية وجيد التوصيل للكهرباء ، ويستخدم في صناعة الألياف والأقمشة وعبوات مياه الشرب .
ميلامين فورمالدهيد وهي لا تنصهر بالحرارة , فلا يمكن إعادة تشكيلها , وتستعمل في صناعة أطباق الطعام والصواني وغيرهما المشهورة بالميلامين .
كما ينتشر استخدام البلاستيك مع مواد أخرى في صناعة العبوات الغذائية والدوائية مثل رقائق الألمنيوم المكسو بعديد الإيثلين والسيلوفان المبطن بعديد الإيثلين وعديد البروبلين المبطن بالألمنيوم .

مزايا العبوات البلاستيكية
شاع استخدام المواد البلاستيكية في صناعة عبوات الأغذية عوضاً عن الورق والزجاج والمعادن لمزاياها التالية :
انخفاض كلفة إنتاجها وبالتالي رخص ثمنها .
خفة وزنها ومقاومتها للتآكل والصدأ .
سهولة تشكيلها وعزلها للحرارة والكهرباء .
شفافية بعض أنواعها للضوء فيمكن رؤية محتويات العبوات المصنوعة منها.
مقاومة بعضها لتأثير الكيماويات وشدة مقاومتها للكسر ومتانتها مما يسهل استخدامها .
قدرتها على عزل الرطوبة فتتفوق على العبوات المصنوعة من الورق والقماش .
إمكانية صناعة العديد من أنواع البلاستيك باختلاف ما يدخل في صناعته من مواد مضافة .
المركبات المضافة للبلاستيك ؟
تتوجه أصابع اتهام العلماء للأدوار الضارة للبلاستيك في تلويثه الأغذية والمشروبات على محتواه من المواد المضافة Additives المستخدمة مع البوليمرات في تصنيعه على شكل عبوات وأطباق وصواني وغيرها ، بعد أن شاع استعمال بعض المركبات الكيماوية في البلاستيك بهدف تعديل خواص النوع الحراري منه لتوسيع استخداماته للأغذية وسواها, وتشترط إدارة الغذاء والدواء الأمريكية F.D.A توفر مواصفات معينة في المواد المضافة المستخدمة في صناعة الأدوات البلاستيكية وإجراء اختبارات كيماوية وحيوية عليها للتأكد من سلامتها لصحة الإنسان , وهي تشمل رئيساً : مزيتات Lubricants مثل ستيارات الزنك Zinc stearate المستخدم في صناعة السلع من عديد الإيثلين Polyethylene أثناء عمليات تشكيله, ويختلف المقدار المستعمل منها حسب الغرض منها, ومثبتات Stabilizetrs مثل مركبات عضوية معدنية Organo****llic أو أملاح أحماض دهنية أو أوكسيدات غير عضوية Inorganic oxides تستخدم لإعاقة أو منع حدوث تحلل البوليمرات نتيجة تأثيرات الحرارة والضوء أثناء تخزينها ولزيادة طول فترة استخدام البلاستيك, ولا يخلو استعمال هذه المواد المضافة للدائن من حدوث مشاكل لأن بعضها يذوب بدرجة محدودة في السوائل فتلوث الأغذية المحفوظة فيها , وكذلك الملدنات Plasticizers المستعملة في صناعة مواد بلاستيكية مثل فينايلز Vinyls وسليلوزيكس Cellulosics لجعلها مرناً وليناً ، وقد تهاجر هذه المركبات إلى سطح البوليمرات وتلوث الأغذية , مما يعني ضرورة اختيار المناسب منها , وتستعمل أيضاً مضادات الأكسدة Antioxidants للمساعدة في إعاقة حدوث الأكسدة , وقد تلوث هذه المواد الكيماوية الأغذية المعبأة فيها أو تتفاعل مع غيرها من المواد المضافة المستعملة في صناعة العبوات البلاستيكية,وتضاف أحياناً إلى البلاستيك مواد تضاد تكوين الشحنات السالبة على سطوحه فيما يسمى الكهرباء الساكنة ,وقد تستعمل عوامل انزلاق Slip agents في صناعة بعض اللدائن مثل النوع عديد الإيثلينPolyethylene وعديد البروبلين بهدف تقليل معامل تكسره Coefficient of friction ,وقد تضاف أحياناً إليها أصباغ لإكسابها اللون المرغوب التي قد تتسرب إلى السلع الغذائية أو تذوب في بعض مكوناتها وتسبب حدوث مشاكل صحية للإنسان، ,كما تكون بعض المركبات الكيماوية المستخدمة أحياناً في صناعة بعض أنواع اللدائن مثل رباعي كلورو اثيلين وكلوريد المثيلين والكلورفورم ذات فعالية مسرطنة للإنسان .





بلاستيك عديد الستايرين
يؤدي تعرض الإنسان لأشكال مختلفة من مركب عديد الستايرين Polystyrene إلى إصابته ببعض أنواع الأورام الخبيثة ، وهذا المركب له تأثيرات مسببه للتطفر في الخلايا ومسمم للجنين teratogenic، وأدى زرع مركب عديد الستايرين في فئران التجارب إلى تكوين أورام فيها ، ونشرت تقارير علمية عن فعالية مركبات تساعد على بلمرة وحدات تركيب البلاستيك من نوع ستايرين بيتادئين styrene butadiene copolymers في تكوين أورام ليمفاوية بالدم، ولوحظ وجود مركب عديد الستايرين في الهواء والماء ، كما يوجد في مادة نكهة دخان خشب القارية (من فصيلة أشجار الجوز) Hickory wood smoke flavor في الماء المخزن في ثلاجة مغطاة بهذا النوع من البلاستيك ، ويوجد في لبن الزبادي والزبد والجبن الأبيض والحليب المجنس والعسل المحفوظة داخل عبوات مصنوعة من بلاستيك عديد الستايرين ، وجميع عبوات عديد الستايرين المحفوظ فيها الأغذية ، كما اكتشف وجوده في دخان السجائر ، ويستعمل رئيساً هذا النوع من المركبات في صناعة بعض أنواع البلاستيك وراتنجات للبناء والقوارب ومبادلات أيونية Ion exchange resins مصنوعة مع عديد الستيارين، كما يستعمل في صناعة لعب الأطفال والعبوات والأدوات الرياضية وأدوات الترفيه والتسلية وأدوات منزلية وأثاث منزلي وحجرات أجهزة التلفاز وأدوات كهربائية وغيرها ، كما تستعمل مركبات مساعدة للبلمرة من نوع ستايرين بيتادئين في صناعة إطارات السيارات ومنتجاتها وتطبيقات latex وأدوات السيارات والمطاط والعوازل الكهربائية وغيرها .

مشكلات البلاستيك مع الأغذية
يواجه استخدام العبوات البلاستيكية في تخزين الأغذية والأدوية بعض المشكلات أهمها :
نفاذية بعضها للغازات وبخار الماء, وتختلف درجة اختراقها للعبوات البلاستيكية حسب أنواعها .
انتقال بعض وحدات بناء جزيئات اللدائن أو المواد المضافة المستخدمة في صناعتها لإكسابها خواص معينة إلى الأغذية المحفوظة فيها .
قلة الثبات الحراري لبعض أنواع البلاستيك مما عاق في استخدامها في تعبئة الأغذية الساخنة .

سلامة أنواع البلاستيك ؟
تختلف العبوات البلاستيكية المستخدمة للأغذية في درجة نفاذيتها للغازات كالأوكسجين وبخار الماء والمركبات الطيارة حسب نوعها وطريقة تصنيعها , ويتوفر في الأسواق أنواع منها تمتاز بضآلة نفاذيتها للهواء والرطوبة مما يتيح استخدامها في تعبئة السلع الغذائية وطول زمن تخزينها دون فسادها, وقد شاع استعمال البلاستيك عديد الإيثلين ذو الكثافة المرتفعة دون أي إضافات إليه ولونه أبيض في صناعة عبوات حفظ المياه وتخزينها والحليب والألبان , كما يستعمل عديد الإيثلين ذو الكثافة المنخفضة في صناعة الأكياس التي يسميها عامة الناس أكياس النايلون المستخدمة في تعبئة وتغليف بعض الأغذية, ولم يكتشف العلماء أي تأثيرات ضارة بصحة الإنسان لاستعماله عديد الإيثلين بنوعيه في عبوات السلع الغذائية وتغليفها, ويرتبط المركب كلوريد الفينايل عند إضافته إلى طعام فئران التجارب أو حقنه في أجسامها بإصابتها بأورام خبيثة في الكبد والمخ والرئة سرطان الجهاز الليمفاوي وangiosarcoma وليمفوما ، بينما يرتبط مركب أكريل نتريل acrylonitrile المستخدم في صناعة أحد أنواع اللدائن بحدوث سرطان القولون والرئتين ، كما يؤدي استعمال مواد التعبئة المحتوية على مركبات ثنائي الفينايل عديد الكلور polychlorinated biphenyls ذات تأثيرات مسرطنة للكبد في الحيوانات والإنسان إلى تلوث الأغذية كالأسماك والمكسرات والسيلاج ولحوم الحيوانات ومنتجات ألبانها ثم انتقالها إلى جسم الإنسان ، وتكون بعض المركبات الكيماوية التي تستخدم أحيانا في صناعة البلاستيك مثل رباعي كلورو اثيلين وكلوريد المثيلين والكلورفورم ذات فعالية مسرطنة للإنسان .

تفاعلات البلاستيك مع الأغذية
يستخدم في صناعة عبوات الأغذية نوعين من البلاستيك عديد كلور الفينايل Polyphenyl chloride - P.V.C, ويتصف النوع الصلب منه بمقاومته لنفاذية الرطوبة والغازات والدهون ولا يتحمل التسخين على درجات حرارة تزيد عن 100 مئوية التي يبدأ عندها بالتحلل واختلاط مكوناته مع الأغذية المعبأة فيه, ويعيق استخدام المواد البلاستيكية قليلة الثبات الحراري في تعبئة الأغذية الساخنة حدوث هجرة بعض مكوناتها خاصة من المواد المضافة المستخدمة في صناعتها كالأصباغ أو المركبات المانعة للأكسدة إلى الأغذية ، لذا يحظر استعمال العبوات المصنوعة من هذا النوع من اللدائن في تعبئة الأغذية الساخنة , وأصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وغيرها من الجهات الصحية في دول العالم تشريعات قانونية حول استخدامات البلاستيك في الصناعات الدوائية والغذائية بما يخص الحد الأعلى المسموح وجوده من بقايا المادة الأحادية الحرة (المونومير) Monomer في البلاستيك المستعمل في تعبئة وتغليف الأغذية والأدوية, وكذلك درجة نفاذيته للغازات والرطوبة.

مشكلات بعض أنواع البلاستيك الملون ؟
تضاف أحياناً إلى بعض المواد البلاستيكية أصباغ لإكسابها اللون المرغوب يكون بعضها تركيبه غير ثابت فتتسرب إلى السلع الغذائية أو تذوب في بعض مكوناتها وتسبب حدوث مشاكل صحية للإنسان , وأبسط دليل على ذلك ما يحدث عند تخليل جذور اللفت المضاف إليها البنجر ( الشوندر ) بهدف تلوينه بالأحمر داخل برطمانات أو جرر بلاستيكية ملونة فيلاحظ بعد مرور بعض الوقت تغير في لون المحلول الملحي للمخلل فيصبح لونه باهتا, وهذا دليل علمي على حدوث تفاعلات بين بعض مكونات العبوات -خاصة الصبغة- والمحلول الملحي الحامضي في تأثيره الناشئ عن إنتاج حمض الخل أثناء عملية التخليل .

سلامة استخدام الميلامين ؟
شاع استخدام البلاستيك من نوع بوليمر ميلامين فورمالدهيد في صناعة أدوات منزلية كأطباق الطعام والصواني وغيرها بأشكالها المزخرفة الجميلة , ويمكن للمستهلك العادي اكتشاف تأثر أطباق الطعام المصنوعة منه بالأغذية الساخنة من تغير لونها مع طول فترة استخدامها, ويعزي البعض حدوث هذا التغير إلى حدوث تفاعلات بين بعض مكونات الأغذية الساخنة مع الميلامين ، وهناك حاجة إلى إجراء دراسة علمية بهذا الخصوص لتأكيد ذلك أو نفيه ، لكن يمكن استخدام العبوات المصنوعة من الميلامين في حفظ وتقديم الأغذية غير الساخنة بأنواعها كالفواكه والخضراوات دون أن تحدث تغيرات فيه , ويفضل استخدام أطباق الخزف الصيني والزجاج في تقديم أطباق الطعام الساخن لسلامة استخداماتها على صحة الإنسان.

الغشاء البلاستيكي اللاصق للأغذية ؟
شاع استخدام ربات البيوت الغلاف الرقيق الشفاف المسمى الغشاء اللاصق Cling film في تغليف بعض الأغذية قبل حفظها في الثلاجة أو سواها , وهو مصنوع من عديد كلور الفينايل أو عديد فينسيلدين مع مواد كيماوية تكسبه مرونته المميزة وهي الملدنات Plasticziers مثل المركب المعروف اختصارا ب D.E.H.A أو أستيايل ثنائي بيوريل سترات Acetyl biburyl citrate , واكتشف العلماء تسرب هذه المركبات المضافة إلى البوليمر المستخدم في صناعته إلى الأغذية التي تلاصقه, وأدى حصول الفئران على جرعات كبيرة منها إلى إصابتها بالسرطان, ولحسن الحظ لم يلاحظوا حدوث ذلك في الإنسان , ولقد حذرت السلطات الصحية البريطانية من استخدام هذا النوع من البلاستيك اللاصق Cling film في تغليف الأغذية تفاديا انتقال بعض مكوناته إلى الطعام خاصة عند احتوائه على الدهون كالجبن والزبد التي قد تذوب الملدنات فيها, وينصح عدم استخدام البلاستيك اللاصق في تغليف الأغذية المراد تسخينها داخل أفران الموجات القصيرة (الميكرو ويف) Microwaves .

بلاستيك لا يتفاعل مع الدهون ؟
نشرت قديماً تقارير علمية تحظر استخدام تعبئة وتغليف الأغذية المحتوية على دهون وزيوت كاللحم المفروم والطحينة والزيوت النباتية ببعض أنواع اللدائن وليس جميعها نتيجة تفاعلاتهما وتكوين مركبات ضارة بصحة الإنسان, ولحسن الحظ تتوفر حاليا في الأسواق أنواع من المواد البلاستيكية لا تتأثر بالدهون والزيوت مثل النوع الصلب لعديد كلور الفينايل الذي شاع استخدامه في صناعة عبوات الزيوت النباتية والشائع اللون الأصفر منها , كما تستعمل الرقائق الصلبة من هذا النوع من البلاستيك في تعبئة الزبد والبسكويت والشيكولاتة , وتستخدم الرقائق المرنة من عديد كلور الفينايل في تغليف الأغذية المبردة كاللحوم والدواجن والأجبان .

التأثيرات المسرطنة للبلاستيك ؟
تعالت أصوات بعض العلماء عن التأثيرات المسرطنة لبعض أنواع اللدائن, واكتشف فريق من العلماء أن النوع القديم الصلب للبلاستيك من نوع عديد كلور الفينايل P.V.C وكان من أوائل المواد البلاستيكية التي استخدمت في الصناعات الغذائية ويلين قوامه على درجة حرارة 100 مئوية , ويبدأ بالتحلل فيلوث السلع الغذائية المستعمل فيها, ثم أظهرت أحد الأبحاث العلمية إصابة فئران التجارب بسرطان الكبد نتيجة تعرضها لأبخرة مركب كلور الفينايل , كما ينتشر استخدام الستايرين فينايل بنزين styrene phenyl benzine في بعض الصناعات , لكن لا تتوفر دلائل علمية كافية عن فعاليته المسرطنة للإنسان , وينتج صناعيا المركب أوكسيد الستايرين Styrene oxide بكميات أقل منه , وقد يلوث هذا النوع من البلاستيك الماء والأغذية عند تخزينهما داخل عبوات مصنوعة منه , وأظهرت بعض الدراسات العلمية زيادة معدل إصابة فئران التجارب بالسرطان بعد إعطائها ستايرين ومركباته على شكل أبخرة عن طريق الرئتين أو في الطعام أو بالحقن, وأشارت أبحاث علمية أخرى إلى ضعف الفعالية المسرطنة لمركب الستايرين لكن كانت لأوكسيد ستايرين فعالية مسرطنة لحيوانات التجارب وتركز معظمها في معداتها forestomach .

كما درس بعض العلماء التأثيرات المسرطنة لمركب أكريلونتريل Acrylonitrileعلى فئران التجارب الذي أعطي لها مع ماء شربها أو على شكل رذاذ مع هواء الشهيق, فلاحظوا إصابتها بسرطان الفم (اللسان وسواه), كما أشارت دراسة علمية أخرى عام 1977 على البلاستيك من نوع أكريلونتريل المستعمل في صناعة القوارير إلى فعاليته المسرطنة لفئران التجارب, وحدوث تلف في الجهاز العصبي للإناث الحوامل منها عند حصولها على جرعات كبيرة منه (500 جزء /مليون) في ماء شربها , ,وأصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن جسم الإنسان يمكنه تحمل 0.3 جزء /مليون كحد أقصى من مركب أكريلونتريل في السوائل كالمياه الغازية ، كما أظهرت الدراسات العلمية أضرار تعرض الإنسان لمركبات عديد الستايرين Polystyrene في الماء المخزن واللبن الزبادي والحليب والزبد والجبن وغيرها في الأوعية المصنوعة منه ، ولم يكتشف العلماء أي خطورة لاستعمال المواد البوليمرية الرغوية ( البلاستيك الرغوي ) مثل رغوات البولي يوريثان ورغوات عديد أوليفين ورغوات راتنجات الميلامين فورمالدهيد على صحة الإنسان , لكن هناك مخاوف من مخاطر تلوث الأغذية بالمونوميرات المتبقية من هذه الرغويات والمواد المضافة ذات الوزن الجزيئ المنخفض المستعملة في صناعتها .

وبلا شك تشترط هيئة المواصفات والمقاييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي -وهي العين الساهرة على سلامة صحة المواطنين- توفير أفضل المواصفات في المواد البلاستيكية المستخدمة في تعبئة وتداول الأغذية والأدوية بشكل يماثل المعمول في أسواق الدول المتقدمة بالعالم بهدف حماية صحة المستهلكين ، كما تقوم الجهات الحكومية المختصة بالمملكة بتطبيق هذه المواصفات على السلع البلاستيكية، لكن هذا لا يعني إهمال إجراء المزيد من الدراسات العلمية حول التأثيرات الضارة المحتملة للمركبات المستخدمة في صناعة اللدائن على صحة الإنسان.

لدائن محسنة؟
نجح العلماء في إنتاج مواد بلاستيكية جديدة تباع في الأسواق ذات مواصفات تتفوق على سابقتها بقلة معدل نفاذيتها للغازات وارتفاع ثباتها الحراري عند تعرضها لدرجات حرارة مرتفعة وتقاوم الكثير من الكيماويات كالأحماض والقلويات وسواها , كما ينخفض معدل هجرة وحداتها البنائية منها إلى الأغذية ، وتمكنوا من تطوير إنتاج مواد بلاستيكية جديدة تحتوي من مواد مضافة أكثر أمانا لصحة الإنسان لاستخدامها في إنتاج عبوات ومواد تغليف للأغذية والأدوية, وتستمر الجهود العلمية في مجالات تطوير مثل هذه الأنواع من اللدائن كي تطول فترة تخزين المشروبات الغازية وغيرها في عبواتها, كما نجح إنتاج مركب عديد كلور الفينايل P.V.C جديد تقل نسبة المتسرب من المادة الأحادية الحرة Monomer منه إلى الأغذية, وأمكن زيادة درجة الثبات الحراري لبعض أنواع البلاستيك الحراري حتى تتحمل درجات حرارة التسخين لاستعماله في إنتاج قوارير مقاومة للحرارة المرتفعة , كما يباع في الأسواق بلاستيك من نوع عديد الإيثلين نفثانات (P.E.N.) له ثبات جيد لدرجات الحرارة المرتفعة وتقل نفاذيته للغازات, ووفر إنتاج أنواع البلاستيك المحسنة استبعاد الأخطار الصحية التي صاحبت قديما استخدام بعض أنواعه , ويتوفر في الأسواق أنواع جديدة من اللدائن تتضاءل بشكل كبير نفاذيتها للهواء والرطوبة لاستخدامها في تعبئة الأغذية والأدوية حتى يطول زمن تخزينها دون إصابتها بالتلف .

بلاستيك مقاوم للحرارة؟
يتوفر في الأسواق عدة أنواع من اللدائن التي تتصف بمقاومتها المختلفة لدرجات الحرارة المرتفعة في التسخين والتعقيم ,ويتصف البلاستيك من نوع عديد الإيثيلين (البولي ايثلين) منخفض الكثافة المستخدم في صناعة الأكياس بقدرته على الالتصاق بالحرارة واحتفاظه بمرونته عند درجات الحرارة المنخفضة حتى -5 مئوية , ويتميز عديد الإيثلين مرتفع الكثافة بأنه أكثر صلابة ويتحمل درجات حرارة حتى 120 مئوية فيستخدم في صناعة عبوات الأغذية التي تتحمل درجات حرارة التسخين والتعقيم , كما يتفوق البلاستيك عديد البروبلين والنوع المعدل منه في صلابته وتحمله للضغوط وشفافيته على عديد الإيثلين وهو يقاوم نفاذ الماء عبر مساماته وله شفافية عالية لمحتوياته من الأغذية، ويستخدم في تعبئة الأغذية الجاهزة للأكل التي تسخن داخل الفرن قبل تناولها Ready to eat foods , أما عديد الإيثلين تيرافثالات فيتميز بمقاومته أيضاً لدرجات الحرارة المرتفعة وقلة نفاذيته للرطوبة والغازات وله مقاومة جيدة للمذيبات العضوية وينتشر استعماله في تغليف الدواجن المبردة والمجمدة وتعبئة المياه الغازية .

كما ينتشر في الأسواق بيع أكياس بلاستيكية من نوع عديد الإستر ICI,s Polyester تتحمل درجات حرارة طبخ الخضراوات وشوي الدجاج على درجة حرارة لا تزيد 200 مئوية داخل الفرن العادي أو أفران الموجات القصيرة (الميكرو ويف) Micro waves أو إذابة الطعام المجمد بنفس الكيس المحفوظ فيه بعد غمره في الماء الساخن إلى درجة الغليان, لكن لا يمكن استخدام هذه الأكياس البلاستيكية في طبخ الأغذية على الشوايات داخل الأفران أو على النار المفتوحة .

نصائح وقائية
يفيد ربات البيوت والمشتغلين في الصناعات الغذائية وسواهم عند استخدام العبوات المصنوعة من اللدائن إتباع النصائح التالية :
يمكن استخدام بلاستيك عديد الإيثلين بنوعيه في تعبئة الأغذية المحتوية على دهون كاللحوم والدواجن المبردة والمجمدة والزبد ، وتجنب تخزينها داخل أوعية مصنوعة من البلاستيك غير المخصص لها فترة طويلة.
عدم وضع الأغذية الساخنة في أطباق بلاستيكية بما فيها المصنوعة من الميلامين تجنبا حدوث تفاعلات بينهما, وأفضلية استعمال أدوات المطبخ المصنوعة من الخزف أو الزجاج لهذا الغرض .
تجنب استخدام العبوات البلاستيكية التي تكون فيها المادة الملونة غير ثابتة أو تتأثر بالأحماض والزيوت والحرارة في حفظ الأغذية التي توضع فيها.
عدم لف الأغذية بالغشاء البلاستيكي اللاصق قبل تسخينها داخل أفران الميكرو ويف .
تجنب تخليل الخضراوات كاللفت والخيار والجزر داخل عبوات بلاستيكية ملونة لم تصنع خصيصا لهذا الغرض .

دراسات تحذر من الآثار الصحية لاستخدام البلاستيك
يحتوي على مواد تقود إلى الإجهاض المتكرر وتأخر في نمو الأعضاء الجنسية لدى المواليد الجدد ونمو أدمغتهم

الرياض: د. حسن صندقجي
حفل هذا العام بمجموعة كبيرة من الدراسات الطبية الصادرة عن مراكز الأبحاث العالمية تعيد طرح الحديث وبقوة حول الآثار الصحية للبلاستيك، ليس لاستخداماته في الحياة اليومية كعبوات حفظ المواد الغذائية من الأطعمة بأنواعها والمشروبات والمياه المعبأة أو الأجهزة المنزلية والأدوات المكتبية فحسب، بل تتجاوز ذلك للحديث بشكل خاص وبأولوية مُلحة عن استخدامه فيما يتصل بالأطفال وتغذيتهم، كقوارير الرضع البلاستيكية وأواني الطعام أو الشراب أو في الحفائض أو الألعاب وغيرها مما له علاقة مباشرة بهم. وكذلك بدرجة حيوية في الاستخدامات الطبية كأوعية إعطاء المحاليل الطبية أو الأدوية، أو في الحقن البلاستيكية أو الأنابيب المستخدمة في إعطاء الأوكسجين وغيرها من الاستخدامات في غرف العمليات أو غرف العناية المركزة. ليصل إلى الحديث عن استخداماتها من قبل أطباء الأسنان.
والحقيقة أن البحث والاستقراء لبعض ما تمت كتابته في المجلات الطبية المتخصصة طرحته مصادر البحث والدراسة في الجامعات وغيرها من مراكز البحث، أو أثارته العديد من الهيئات في وسائل الإعلام بأنواعها، يبين أنه وبالرغم من الضغوطات الممارسة بناء على نتائج الدراسات العلمية، من قبل مراكز البحث ومن هيئات حماية المستهلك ومن تساؤلات العامة المتكررة، والموجهة إلى الإدارات الصحية والهيئات العلمية المنظمة لإصدار النصائح العلمية العامة بأي سلطة كانت لديها. إلا أن توضيحاتها والنشرات الصادرة عنها لا تزال بطيئة التفاعل مع الكم الكبير للدراسات المُحذرة من مضارها. وتفتقد كذلك الوضوح والشفافية في القرارات التي يُفترض على أقل تقدير أن تكون حاسمة للإجابة وقاطعة للشكوك التي ما فتئت تتوالى بيقين المعلومة المُوثقة. مما يترك الكثيرين في حيرة من حقيقة الأمر. ناهيك عن أن نتوقع كأناس عاديين من أرباب الصناعات نوعاً من الاستجابة بصفة مقنعة للقليل كماً ووضوحاً مما صدر عن الهيئات العلمية حول الأمر، حيث لا تزال جهود تنقية البلاستيك من المواد الضارة تمشى حبواً وعلى استحياء في خطوات التطبيق. الكلام هنا لا مبالغة فيه. ودعونا لذلك نستعرض الأمر وما تحدثت عنه المصادر العلمية هذا العام بشيء من التركيز إضافة إلى الأعوام السابقة، عرضاً لا جزماً بأي رأي حول البلاستيك.
في عدد ديسمبر من مجلة علم الغدد الصماء الأميركية نشر مقالان حول دراسة البروفيسور سكوت بلتشر المتخصص في علم الأدوية والفيزياء الحيوية للخلية الحية، وفريق البحث المشارك معه من كلية الطب في جامعة سينسناتي بولاية أوهايو الأميركية، يتحدث عن الآثار السلبية على الصحة لمادة بيسفينول إيه A Bisphenol (BPA). ليس حينما تكون نسبة تناولها مرتفعة، بل بمجرد تناول كميات منخفضة جداً منها. الدراسة تمت بدعم مباشر من قبل المؤسسة القومية للصحة، وهي هيئة حكومية، ومؤسسة أورام الدماغ لدى الأطفال في الولايات المتحدة. هذه المادة بحسب نتائج الدراسة تؤثر في نمو الدماغ عبر إعاقة عمل هورمون إستروجين في إتمام ذلك. والدراسة على حد وصف البروفيسور بيلتشر هي الأولى التي تُظهر دور هورمون إستروجين في تطور نمو ونضج قدرات الدماغ لدى الذكور والإناث، خاصة المتعلق منها بالحركة وتناغمها بين أطراف الجسم. أي أن هذا الهورمون له تأثيرات إيجابية ضرورية في الدماغ غير التأثيرات المعروفة له لدى الإناث في نمو وتطور مناطق أخرى من الدماغ التي لها علاقة بالجنس من نمو الأعضاء التناسلية وآليات التفاعلات الجنسية والخصوبة والتكاثر وغيرها.
ويقول الباحثون في حال وجود مادة بيسفينول ـ إيه ولو بنسبة منخفضة جداً في جسم الطفل فإن هورمون إستروجون يفقد قدرته وبسرعة كبيرة على تنظيم وتطوير نمو الخلايا العصبية. أي أن هذه المادة الموجودة في البلاستيك تعطل مفعول الهورمون، وبالتالي تضر بشكل مهم الخلايا العصبية في الدماغ. ويُعطي الباحث نسبة منخفضة كالتي تُوجد في الماء أثناء مروره في تمديدات الأنابيب البلاستيكية. لكن دور هورمون إستروجين لا يزال مُعقد الفهم على الباحثين، ففي أوقات معينة من النمو يكون من الضروري توفره وفي أوقات أخرى يكون ضاراً. وهناك عادة توازن طبيعي في الجسم لتأثيرات هذا الهورمون، وبالتالي فإن إفرازه يعلو في أحيان ويتدنى في أحيان أخرى. لذا فإن وجود مادة كبيسفينول ـ إيه المنافسة لعمل الهورمون يخل بالتوازن الطبيعي، ففي الحالات التي لا يجب أن ترتفع نسبة الهورمون ولا يفرزه الجسم بغزارة حينها فإن هذه المادة العمياء من البلاستيك تذهب حيث لا يجب أن تذهب وتعمل عمل الهورمون فتضر خلايا الدماغ. وفي الحالات التي يجب أن يعمل فيها الهورمون ويفرزه الجسم حينها فإن هذه المادة العمياء أيضاً من البلاستيك تذهب بدلاً عن الهورمون وتعطل مفعوله، فأثر هذه المادة الضارة كقطع المنشار، أي في حالة تدني نسبة الهورمون بشكل طبيعي وفي حالة ارتفاع نسبته بشكل طبيعي أيضاً!. وهو ما عبر عنه البروفيسور بيلتشر قائلاً لقد بينا أن وجود مادة في البيئة ـ وهي بيسفينول ـ إيه ـ وتعمل عمل هورمون إستروجين بطريقة معقدة جداً على الخلايا العصبية. والمهم هو أن تأثيرات هذه المادة علي خلايا الدماغ يشمل النمو والتطور لدى أدمغة الأطفال، وكذلك أداء وظائف الدماغ لدى البالغين.
ويعقب قائلاً حول البحث الذي قدمه وأكثر من 100 دراسة طبية صدرت حتى اليوم وتناولت هذا الجانب المتعلق بالبلاستيك، خاصة مادة بيسفينول ـ إيه أنه وعلى حد وصفه فإن قطاع الصناعات الكيميائية والوكالات التنظيمية الفيدرالية قاومت إزالة هذه المادة من البلاستيك المستخدم في حفظ الأطعمة والمشروبات رغم أن البلاستيك الخالي من مادة بيسفينول ـ إيه وغيرها من المواد السامة يمكن إنتاجه وتوفيره.
ويضيف البروفيسور بيلتشر أن مركب مادة بيسفينول ـ إيه مرتبط ضمن مركبات اللدائن المستخدمة في إنتاج البلاستيك. والمكونة من جزيئات الكربون العديدة. والبلاستيك مصطلح يغطي طيفاً واسعاً من منتجات المواد العضوية المكثفة أو المبلمرة، والتي يمكن تشكيلها على هيئة ألياف أو رقائق أو أشياء مجسمة. واسمها مشتق من هيئتها شبه السائلة التي لديها خاصية الليونة أو اللدونة المطاوعة للتشكل بما يشاء المستخدم لها في الصناعة. ونظراً لاختلاف مكوناتها من العناصر والمواد الكيميائية المكونة لها فإن خصائص أنواع البلاستيك تختلف من حيث التفاعل من الحرارة ودرجة صلابتها ووزنها وغيرها من الصفات. والأصل في اللدائن الصناعية هي سلاسل طويلة من الكربون أو السليكون. وشبيهة في ذلك باللدائن الطبيعية كالمطاط الذي كان يستخدم في الماضي والمكون من مادة السليلوز النباتية. أو كمادة الشمع وغيرها.
وظهرت مادة باكيلايت عام 1909 كأول بلاستيك حقيقي. ثم بعد الحرب العالمية الأولى ظهر نوعان من البلاستيك هما «البوليسترين». ثم «البولي فينايل كلورايد» الأقوى روابط كيمائية بذرات الكلور. ثم ظهر النايلون عام 1936 في الولايات المتحدة. وأخذت الأبحاث تنتج أنواعاً مختلفة من اللدائن بصفات واستخدامات متشعبة كالبولي إيثيلين والبولي روبيلين والبوليستر والزجاج الصناعي والتيفلون واللاكسان وغيرها.
وفي حين أن الاعتقاد السابق كان يتبنى مقولة أن البلاستيك مكون من مواد ثابتة لا تتغير، فإن العلماء وفي السنوات الماضية بدأوا في تغيير هذه النظرة ذلك أن الروابط فيما بين جزيئات مكونات البلاستيك بأنواعه المختلفة هي في حقيقة الأمر وخلافاً لما يُشاع روابط غير ثابتة وغير مستقرة. وبالتالي هناك واقع مفاده أن جزيئات منها تذوب في الأطعمة والمشروبات أو غيرها من المحتويات التي تلامسها كالمحاليل الطبية أو الأدوية بدرجات متفاوتة. والذي تحدثت عنه الدراسات الطبية بكثرة حتى اليوم هما مادتان، لكن سلسلة الحديث والبحث قد تطول لتشمل غيرهما من المواد الموجودة في البلاستيك. المادتان هما مادة بيسفينول ـ إيه ومادة «دي إي اتش بي». والدراسات التي تناولت تأثيرهما وجدت أنهما ضارتين على الصحة من جوانب عدة.
ولو نظرنا لوجدنا أن مادة بيسفينول ـ إيه الكيميائية تُستخدم في بناء سلاسل الكربون العديدة في البلاستيك المعروفة استخداماته الواسعة. وكذلك في صناعة أحد أنواع الصمغ وهو صمغ إبوكسي الراتنجي الواسع الاستخدام أيضاً في الصناعات الكهربائية والأصباغ والصمغ وكذلك كبطانة واقية للعديد من الأمور كمعلبات المواد الغذائية والمشروبات بأنواعها. والإنتاج العالمي لهذه المادة بحسب إحصائيات عام 2002 يتجاوز 2.8 مليون طن سنوياً.
ومادة بيسفينول ـ إيه متقلبة وغير مستقرة ضمن مكونات البلاستيك. مما يسمح بذوبان جزء منها. وإن كان بنسبة يُظن أنها ضئيلة وغير مؤثرة علي الصحة في الأحوال العادية والسليمة لحفظ الأطعمة المعلبة وتخزينها في المستودعات، أو أثناء وضع المشروبات أو الأطعمة في الأواني المنزلية البلاستيكية سواء الحار منها أو البارد. لكن هذه المادة الكيميائية الموجودة بشكل واسع جداً في معلبات البلاستيك مستخدمة في حفظ الأطعمة المعلبة من الخضار أو الفواكه أو اللحوم بأنواعها، وكذلك المشروبات الغازية وغير الغازية. وذلك في طبقة البطانة الداخلية الرقيقة للمعلبات المعدنية المستخدمة في حفظ الأطعمة والمشروبات لمدة طويلة، وكذلك في بطانة الأوعية الورقية لتعليب مشتقات الألبان وأوعيتها البلاستيكية، إضافة إلى أنابيب تمديد شبكات المياه المنزلية. والمواد المستخدمة من قبل أطباء الأسنان في ملء فراغات تشققها أو تغليفها لحمايتها من التسوس. ناهيك عن الاستخدامات الطبية الواسعة اليوم في العناية بالأطفال من أكل أو شرب أو حتى اللباس والألعاب, إضافة إلى المعدات الطبية. وتاريخياً فإن السماح باستخدامها من قبل العديد من الهيئات العالمية تم منذ مدة طويلة تتجاوز عقودا من الزمن لم تُجر حينها دراسات سلامة صحية كاملة. وكان السماح بناء على أن ذوبانها ضئيل جداً في المواد الغذائية الملامسة لها. بيد أن ما تطرحه الدراسات العلمية ويثير الشكوك اليوم يتعلق بجانبين حولها, الأول هو كمية ذوبانها في الأغذية والثاني هو تأثير النسب الضئيلة جداً لها على الصحة. فنسبة ذوبانها ليست ضئيلة كما كان يُظن. وتأثير النسبة الضئيلة لو سلمنا جدلاً أنها كذلك هي أيضاً ضارة بالصحة كما تقدم. مما يُملي إعادة تقييم أمانها مرة أخرى.
وكما تناولتها الدراسة الصادرة هذا الشهر في أول المقال, فلقد تناولتها أيضاً مجموعة من الدراسات السابقة الأخرى. نستعرض بعضاً منها.
في يونيو هذا العام نشرت مجلة تكاثر الإنسان دراسة للباحثين من كلية الطب بجامعة مدينة ناغاوا في اليابان تناولت تأثير مادة بيسفينول ـ إيه على ظهور حالات الإجهاض المتكرر. وتبين فيها للدكتور مايومي سيغورا أوغاساوارا أن نسبة هذه المادة في جسم السيدات المعانيات من الإجهاض المتكرر هي ثلاثة أضعاف ما هو لدى النساء ممن حملن وولدن بشكل طبيعي. ليس هذا فحسب بل حينما حمل هؤلاء النسوة ممن لديهن معدلات عالية لهذه المادة في أجسامهن ثم أجهضن فإن فحص الجنين أثبت أن هناك تحولات في عدد الكروموزومات. وهو ما تم إثباته عام 2003 في الأبحاث على حيوانات المختبرات ضمن دراسة أُجريت حينها في جامعة ويست كيس بولاية أوهايو الأميركية. وهذه الدراسة هي الأولى التي تربط بين تكرار الإجهاض ونسبة المادة الناتجة عن البلاستيك. وتعتبر مثيرة للشكوك على حد قول الدكتور ألن بووبيس المتخصص في علم السموم بكلية لندن الإمبراطورية مما يفرض ضرورة إجراء دراسات أوسع لتأكيدها.
وفي مايو هذا العام أكدت دراسة نشرت في مجلة علم الغدد الصماء لباحثين من جامعة تفتس بالولايات المتحدة ومن الأرجنتين أن تعرض أجنة حيوانات التجارب لمادة بيسفينول ـ إيه يرفع من وتيرة نمو خلايا الثدي في مراحل تالية من الحياة مما يزيد من احتمالات نشوء السرطان فيه.
وفي نهاية نفس الشهر هذا العام نشرت مجلة منظور صحة البيئة الأميركية التي تُصدرها المؤسسة القومية الأميركية لعلوم صحة البيئة نتائج دراسات الدكتور شانا سوان وزملائه حول دور تعرض الذكور أثناء مرحلة حملهم في أرحام الأمهات لمادة بيسفينول ـ إيه وغيرها من مواد فاثليتس نتيجة التعرض المباشر للأمهات لها. وأن ذلك يحدث تأخراً في نمو الأعضاء الجنسية الذكرية لدى الأطفال المولودين. وتحديداً صغر العضو الذكري وقلة عدد الحيوانات المنوية وعدم اكتمال نزول الخصيتين بشكل تام وسليم, كما لاحظت الدراسة أن المسافة بين فتحة الشرج والعضو الذكري قصرت بشكل غير طبيعي!, أي أنها أصبحت أشبه بما هو لدى الإناث. ومن المعلوم أن المسافة بين فتحة الشرج وبين العضو التناسلي لدى الذكور هي ضعف المسافة لدى الإناث بينهما. وفي تعليقات عدد من الباحثين على الدراسة تحدثوا عن وجود هذه المادة ليس فقط في قوارير إرضاع الأطفال وغيرها من الأواني البلاستيكية بل في مستحضرات التجميل والعناية بالشعر والعطور ومزيلات رائحة العرق وغيرها.
وقبله أي في شهر إبريل نشرت نفس المجلة دراسة مراجعة شملت حوالي 114 دراسة تمت حول آثار مادة بيسفينول ـ إيه على الصحة حتى عام 2004، 94 دراسة منها تحدثت عن مضارها الصحية. خاصة الدراسات التي تمت بدعم حكومي أي دون دعم الشركات المرتبطة بإنتاج أو استخدام البلاستيك. وفي يناير هذا العام نشرت مجلة أبحاث السرطان الأميركية نتائج دراسة فريق من الباحثين في جامعة سينسناتي أنها أيضاً ترفع من وتيرة تكاثر خلايا البروستاتا السرطانية. مادة «دي إي اتش بي» التي تفيد في تليين البلاستيك المستخدم في الحياة العامة أو المنتجات الطبية كأوعية المحاليل الطبية وأوعية نقل الدم والأنابيب البلاستيكية المغروسة في الوريد لإعطاء المحاليل أو الأدوية وغيرها من الاستخدامات الطبية. أيضاً تحدثت الدراسات الطبية عن تأثيراتها الصحية السلبية على حيوانات التجارب. لكن التحذيرات الحديثة كما أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في يوليو 2002 تحذر من الاستخدام الطبي للبلاستيك الطري فهو ذو أثر ضار على الأطفال، خاصة نمو وسلامة أعضائهم التناسلية. وفي يونيو هذا العام تحدثت دراسة للدكتور تيد شيتلر من شبكة صحة وعلوم البيئة الأميركية عن مضار هذه المادة على الأعضاء التناسلية لدى الأطفال ضمن دراسة تمت في هارفارد وبينت أن هذه المادة تتركز في أجساد الأطفال ممن تم علاجهم في وحدات العناية المركزة في مستشفيات مدينة بوسطن الأميركية وبالطبع تم فيها استخدام البلاستيك في وسائل علاجهم من أنابيب وأوعية محاليل وأنابيب أوكسجين وغيرها.
الموضوع شائك جداً والدراسات لا تبعث على الاطمئنان إطلاقاً على الأقل بنتائجها المثيرة للجدل والشكوك حول أمان هذه المادة. وحتى لو سلمنا جدلاً أن الضرورة تفرض إجراء مزيد من الدراسات قبل تغيير الرأي حولها فإنه لا يبدو من قوة ما صدر منها ومن تنوع مجالات بحثها في عرض الآثار السلبية على الصحة أن تأتي دراسات تناقضها. بل المتوقع أن تأتي الدراسات المقترحة بما يؤكدها ويعزز مخاوفها. ولا يعلم كثير من المراقبين الطبيين تعليلاً مقنعاً حول جدوى التأخير بحسم حقيقة علاقة استخدام البلاستيك والتعرض للمواد الكيميائية فيه وتأثيراتها الصحية السلبية على الأقل في الاستخدام الطبي!.
البلاستيك بأنواعه المختلفة هو عصب المنتجات من حولنا ويستلزم البت في ضرره من عدم ذلك. فكما أننا نحتاجه لأنه في كل شيء تقريباً فنحن عرضة لضرره ـ إن ثبت ـ بشكل كبير لأنه أيضاً في كل شيء حولنا تقريباً.
والحقيقة أن مسألة فهم الطب للمواد والمنتجات الصناعية وآثارها الصحية أوسع من أن يُحاط بها اليوم ويستحق البحث من الأطباء والباحثين أكثر مما هو ممارس. لأن التركيز على الغذاء والميكروبات والسمنة وقلة الرياضة والتدخين وغيرها من جوانب الصحة لم يعد كافياً لتوفير مبررات مفهومة ومقنعة لتشعب مصادر الأمراض وكثرة انتشار أنواع منها لم تُعهد بهذا الشكل من قبل. ولذا يلحظ البعض أن الدراسات بدأت تتحدث عن الأصباغ ومحتواها. ومواد مستحضرات التجميل. والأبخرة غير المرئية المتصاعدة من الأجهزة المنزلية والمكتبية كالكومبيوترات وغيرها كثير جداً. بل إن الدراسات تناولت قبل أسابيع التأثيرات الضارة للروائح والأبخرة الكيميائية المتصاعدة في مقصورة الركاب للسيارة الجديدة ذات الرائحة المميزة والمعشوقة من الكثيرين!

04- شؤون البيئـة:
كيف يصنع البلاستك؟
• استخلاصه في عملية تكرير النفط والتي هي عملية كبيرة ومعقدة ينتج عنها الكثير من المواد الملوثة والضارة.
• مصانع البتروكمياويات: تقوم بتصنيع مواد كيميائية عضوية تستخدم كمواد أولية ضمن سلسلة طويلة من العمليات لإنتاج البلاستيك.
• يتم تحويل الغاز الطبيعي أو النفط الخام إلى منوميرات (monomers) وذلك عن طريق تكسير الروابط الكيميائية الكبيرة إلى روابط اصغر (مثل الايثلين، البروبلين، السترين، وغيرها من المواد الهيدروكربونية)
• يتم ربط المونوميرات كيميائيا في سلسلة طويلة تسمى البولوميرات (Polymers) في عملية تسمى البلمره.
• تتكون البولوميرات من خمسة أنواع، يتم تصنيع أكياس البلاستيك من أحد هذه الأنواع ويسمى البولي-إثلين.
• البولي إثلين أو كما يعرف بالإثيلين عبارة عن سلسة طويلة من الذرات الكربون والهيدروجين، لتفكيك هذه الروابط طبيعيا تحتاج البيئة إلى مئات السنين.

الآثار المترتبة على عمليات التصنيع
• استخدام المصادر الغير متجددة مثل النفط والغاز الطبيعي.
• استهلاك الطاقة.
• تقوم مصانع البتروكمياويات باستخدام العديد من المواد الكيميائية والماء لإنتاج المواد الكيميائية العضوية التي تستخدم في صناعة البلاستيك.
• ينتج عن العمليات ملاين الأطنان من النفايات الصلبة والتي غالبا ما تكون مواد كيميائية.
• انبعاث الدخان والغازات التي تؤثر على العمال في المصانع وكل أشكال الحياة في المنطقة المحيطة بالمصنع.
• المواد الكيميائية السامة التي تلقى في البيئة البرية أو البحرية والتي تنتج عن عمليات التصنيع المختلفة.
• الحوادث التي تقع في المصانع وينتج عنها غازات بالغة السمية.
• المواد الخام التي تحتاج معالجة أكثر غالبا ما تكون سامة.
• يتم استخدام معادن ثقيلة قد تسبب السرطان لتثبيت لون البلاستيك.
• يتم وضع البلاستيك في محاليل سامة لتسريع عمليات الإنتاج.
• ينبعث غاز البنزين (المسبب للسرطان) أثناء عملية إنتاج الأكياس البلاستيكية
• بعض الألوان المستخدمة تكون سامة.

هل تساوي الأكياس البلاستيكية قيمتها؟!
• المواد التي تصنع منها الأكياس البلاستيكية تبقى لقرون. لكن ما هو العمر الذي تكون فيه ذات فائدة؟ ساعة واحدة، وربما ساعتين.
• في مقابل استخدام النفط في تصنيع شيء سيبقى في الأرض بلا فائدة مئات السنين، سيكون عندنا شيء سيخدمنا لمدة ساعتين، فهل هذا منطقي؟

البدائل
• الأكياس القابلة للتحلل والتي تنتج من تخمير مواد طبيعية مثل النشاء والسليلوز وغيرها من المواد الكربوهيدراتية.
• أكياس قابلة للتحلل الضوئي تتحل بتعرضها لأشعة الشمس.
• الأكياس القماشية.









05- علوم وتكنولوجيا
أشجار تطرح بلاستيك
مع التطورات المذهلة والقفزات السريعة في مجال الهندسة الوراثية يجب أن نطلق العنان لخيالنا لتصور ما سيكون عليه مستقبل أطفالنا، بل ومستقبلنا القريب، إلا أن هذا ليس خيالا؛ ففي المستقبل القريب سنزرع البلاستيك.
بالطبع ليس بهذا المعنى الحرفي، لكنه سيكون ناتجًا ثانويًّا لزراعة بعض المحاصيل مثل الذرة وفول الصويا، فقد استطاع فريق من الباحثين من جامعة "برديو" Purdue University استنساخ جين من إحدى النباتات المعملية المعروفة، والتي يطلق عليها Arabadopsis، يقوم هذا الجين بإنتاج إنزيم مسئول عن حث النبات على حفظ وتخزين بعض المركبات التي يمكن استخدامها كمواد أولية لإنتاج البلاستيك، وبإضافة هذا الجين لجينات بعض المحاصيل ستستطيع النباتات إنتاج وتخزين تلك المركبات دون أن يؤثر هذا على صحة النبات.
من المعروف أن البترول هو أساس صناعة كل أنواع البلاستيك تقريبا، غير أن النباتات التي سيضاف لها هذا الجين سيكون لديها القدرة على صناعة أنواع جديدة ذات خصائص أكثر تميزا من حيث الشدة أو المرونة، وليس فقط على إنتاج مواد أولية يمكن استخدامها في صناعة أنواع البلاستيك الموجودة نفسها حاليا والمصنعة من البترول.
والبلاستيك الذي نستخدمه حاليا ينتج عن طريق عمل سلاسل من مركبات مشتقة من البترول (ويطلق على تلك السلاسل بوليمارات polymers، كما يطلق على الجزيئات المفردة المكونة لتلك السلاسل مونومارات monomers)، وحتى الآن كان يعوق إنتاج العلماء لأنواع متعددة من البلاستيك وجود عدد محدود من المركبات التي يمكن عملها من المونومارات الموجودة في البترول، إلا أن النباتات ستحل تلك المشكلة؛ حيث ستمكن العلماء من إنتاج كمية هائلة من المركبات المختلفة التي يمكن استخدامها في إنتاج أنواع عديدة ومتطورة من البلاستيك تحمل خصائص لم تتوافر في أنواع البلاستيك الحالي.
والنباتات مصانع كيميائية مذهلة تنتج عددا مهولا من المواد الكيميائية، كما أن النبات لديه نظام لإنتاج وتخزين كميات كبيرة من المركبات، والتي يستخدمها في حمايته من الحشرات والأمراض والأشعة فوق البنفسجية في ضوء الشمس، ويقوم بإنتاج تلك المركبات عن طريق اتحاد بعض الجزيئات لإنتاج أشكال ثابتة وقابلة للذوبان من هذه المركبات، ويقوم بتخزينها في مكونات صغيرة داخل الخلية يطلق عليها vacuoles تقوم تلك الـ vacuoles بفصل المركبات المنتجة عن العمليات البيوكيميائية التي تحدث داخل النبات.
وباستغلال هذا النظام وعن طريق علم الجينات genomics يمكن تحديد الجين المسئول عن إنتاج المركبات المطلوبة لإنتاج أنواع معينة من البلاستيك، وباستخدام التكنولوجيا الحيوية يمكن إدخال هذا الجين لجينات نباتات المحاصيل؛ فتقوم تلك النباتات بإنتاج المركب المطلوب.
وباستخدام الجين الذي تم اكتشافه من خلال هذا البحث يمكن حث النبات على حفظ وتخزين هذا المركب، وبالتالي يمكن استخراجه واستخدامه في تصنيع أنواع جديدة من البلاستيك. إلا أن المشكلة الحقيقية التي ما زالت تواجه الباحثين هي كيفية حث النبات على إنتاج كميات وفيرة من تلك المركبات؛ حتى تصبح عملية إنتاج البلاستيك منها قابلة للتنفيذ بصورة اقتصادية. فرغم أن البترول من المصادر المحدودة وغير المتجددة فإنه ما زال مصدر أقل تكلفة لمونومارات البلاستيك .
ومن جهة أخرى يحاول فريق البحث نفسه حث أنواع من الميكروبات المهندسة جينيا لإنتاج المونومارات؛ حيث يحاولون حاليا استخدام بكتريا تسمى "إي كولاي" "E. coli" لإنتاج مونومارات لنوع من البلاستيك يستخدم في خيوط السجاجيد، بالإضافة لاستخداماته الأخرى، إلا أن النباتات تعتبر أنسب لإنتاج مونومارات البلاستيك من الناحية الاقتصادية.
وينتظر في المستقبل القريب مع بداية إنتاج تلك الأنواع المتطورة من البلاستيك بخصائصه المتميزة أن يفتح مجالات جديدة لاستخدامات البلاستيك لم تكن مطروقة من قبل، كما قد نجد أنواع البلاستيك المناسبة لصناعة بعض الأشياء التي لم يكن يناسبها أنواع البلاستيك الحالية، مثل صناعة قلوب وصمامات صناعية. وعلى كل حال فنحن في انتظار ما ستجلبه لنا أو علينا الهندسة الوراثية









 


 

الكلمات الدلالية (Tags)
البلاستيك, صناعة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:02

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc