رأيتك ( صاحب حق أصيل) تخطّئ من كتب (اتق) هكذا(اتقي) بإثبات الياء، فبدا لي أنك تفهم شيئا في اللغة، فأحببت أن أفيدك بما قد يكون قد خفي عنك :
السؤال : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته هل هذا الكلام صحيح أم لا ؟ هناك خطأ إملائي منتشر ، نحن نكتب : (اللهم صلي على محمد) وهذا خطأ! لأن الياء في"صلى" ياء المخاطبة المؤنثة ، والصحيح كتابة : (اللهم صلِّ على محمد)
الاجابة : الحمد لله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
المشهور في قواعد النحو - وهو المشهور عند العرب - أن فعل الأمر إذا كان معتل الآخر فإنه يحذف منه حرف العلة ، فيقال في فعل الأمر من (يصلي) يقال : (صلِّ) بحذف الياء .
فإن قيل : (صلِّي) بإثبات الياء فإنه يكون خطابًا للمفردة المؤنثة ، وقد حذفت منه النون .
وقد اختلف علماء النحو في إعرابه حينئذ اختلافًا لا يؤثر في الكتابة ولا في النطق ، فقال بعضهم في فعل الأمر (صلِّ) : هو مجذوم بلام أمر محذوفة وعلامة جزمة حذف حرف العلة ، وهذا هو مذهب الكوفيين ، وقال آخرون : هو فعل أمر مبني على ما يجزم به مضارعه ، وهو مذهب البصريين .
هذا هو المشهور في فعل الأمر المعتل الآخر ، أن يحذف منه حرف العلة .
وذهب بعض العرب إلى إثبات حرف العلة من الفعل المضارع المجزوم ، وعليه قول القائل :
ألم يأتِيــكَ والأنباءُ تَنْمِي بما لاقت لَبُونُ بني زيادِ
ولو جرى على المشهور في اللغة لقال : ألم يأتك ، بحذف الياء .
وعلى هذا قراءة من قرأ قوله تعالى : (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِي وَيَصْبِرْ) بإثبات الياء ، وهي قراءة متواترة .
وقد اختلف علماء اللغة في توجيه ذلك .
ومن الأقوال التي قيلت : يكون الفعل المضارع هنا مجزومًا بالسكون كالفعل صحيح الآخر .
وبناء على هذا القول يصح أن يقال في الأمر : صلِّي بإثبات الياء ، ويكون مبنيًّا على السكون ، وليس على حذف حرف العلة .
وخلاصة الجواب :
أن الأشهر أن يقال (صلِّ) بحذف الياء .
وإذا قيل : (صلِّي) بإثبات الياء فهو صحيح أيضًا على قول بعض علماء النحو .
وعليه ؛ فلا داعي للتشدد في مثل هذا ، لأن المقصود هو مخاطبة الله تعالى بلا شك ، واعتبار قصد المتكلم أمر هام ، لا سيما مع صحة الكلمة عند بعض العرب .
والله أعلم
كتبه : سامح عباس الغنيمي
الخميس 21 من ذي الحجة 1432 هـ ، الموافق : 17 من نوفمبر 2011م