قالَ قتادة رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: "إنَّ الله إنَّما جعل هذه النُّجوم لثلاثِ خصالٍ: جعلها زينةً للسَّماء، ﴿وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ﴾، وجعلها يُهتدى بها، -وهو في الآية نفسها-، وجعلها رجومًا للشَّياطين، ﴿وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾"، ذكرهُ البخاريُّ في "صحيحه" معلَّقًا، ووصله الإمامُ الطَّبريُّ في "تفسيره" وابن أبي حاتمٍ رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى- في "تفسيره" أيضًا، وزادَ ابن أبي حاتمٍ عن قتادة رَحِمَهُ اللهُ تتمَّةً طويلةً، منها قوله رَحِمَهُ اللهُ:"وإنَّ ناسًا جهلةً بأمر الله؛ قد أحدثوا في هذه النُّجوم كهانة، من أعرس بنجم كذا ؛كانَ كذا وكذا"، -يعني: مَنْ تزوَّج في نجم كذا وكذا، كانَ كذا وكذا، إمَّا نحسٌ، وإمَّا سعادةٌ-، ومَن سافر بنجم كذا كانَ كذا وكذا"، ثمَّ قالَ -رَحِمَهُ اللهُ-: "ولعمري! ما مِنْ نجمٍ إلَّا ويُولد به الأحمر، والأسود، والطَّويل، والقصير، والحسن، والدَّميم، ولو أنَّ أحدًا عَلِمَ الغيبَ لعلمهُ آدم الَّذي خلقه الله بيده، وأسجد لهُ ملائكته، وعلَّمه أسماء كلِّ شيءٍ" إلى آخر كلامه.
فلا أثر لهذه النُّجوم في أنْ يكون زواج فلانٍ سعيدًا، أو أنْ يكون زواجهُ مشئُومًا، ولا أثر لهذه النُّجوم: أنْ يكون ولادة فلانٍ في هذا النَّجم يكون سعيدًا، وولادته في هذا النَّجم، - هذا البرج الَّذي يسمُّونه اليوم بعلم الأبراج - يكون مولودًا مشئُومًا، أو سافر في هذا البرج يكون كذا صاحب حظٍ وتجارةٍ، أو سافر في هذا البرج فيكون صاحب خيبةٍ وخسارةٍ، ونحو ذلك، هذا كلُّه حرامٌ، وشركٌ بالله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى -، فهذا تكهُّنٌ وتنجيمٌ، نهى عنه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فإنه يبدأ بهذا وينتهي بادِّعاء علم الغيب، وهذا الآن كما قلنا ونبَّهنا غير مرَّةٍ أصبحت له قنوات؛ تطلع على النَّاس فضائيَّات يسألون الشَّياطين الَّذين يظهرون فيها بأنَّ فلانًا من مواليد البرج الفلاني؛ فما عسىٰ أن يكون؟!، وفلانٌ تزوَّج في البرج الفلاني؛ فما عسىٰ أن يكون؟!، وفلانٌ يريد أن يسافر في البرج الفلاني، فهل يسافر أو لا يسافر، فما عسى أن يكون؟!، فينتقل الأمر بهم إلى الكهانة؛ -نعوذُ باللهِ مِن ذلكَ.
للشيخ محمد المدخلي من ميراث الأنبياء
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2013-08-22, 16:48
الحكمة من خلق النجوم وحكم ما يسمى بالأبراج
العرض العادي
