بحث مختصر : تاريخ التصوف و جغرافيا الإسلام - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نُصرة الإسلام و الرّد على الشبهات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

بحث مختصر : تاريخ التصوف و جغرافيا الإسلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-11-22, 18:36   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ilyasseislame
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Post بحث مختصر : تاريخ التصوف و جغرافيا الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

أحبائي في الله السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

بداية لا بد منها أن أشير إلى أنني قمت بهذا البحث من أجل فتح نقاش أخوي حول التصوف الذي وجد الكثير من المظلمة في زماننا بالخصوص ، وإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمني و من الشيطان . و أحاول تحري الصدق ما أمكن فالله هو موفق و الهادي إلى الصراط المستقيم .

أولا : مفهوم التصوف و تاريخه :


الصوفية أو التصوف وفق الرؤية الإسلامية ليست مذهبًا، وإنما هو أحد أركان الدين الثلاثة (الإسلام، الإيمان، الإحسان)، فمثلما اهتم الفقه بتعاليم شريعة الإسلام، وعلم العقيدة بالإيمان، فإن التصوف اهتم بتحقيق مقام الإحسان ، ثم إن المصطلح دخيل على الإسلام و تم الاختلاف في تفسير المراد في تسميته لغة ، فمنهم من قال من الصوف لأنهم يلبسون الصوف و منهم من قال الصفة نسبة لأهل الصفة الذين كانوا
هم الرعيل الأول من رجال التصوف (وهم مجموعة من المساكين الفقراء كانوا يقيمون في المسجد النبوي الشريف ويعطيهم رسول الله من الصدقات والزكاة طعامهم ولباسهم) ، وهناك من قال بأنه من الصفاء وفي ذلك قال أبو الفتح البستي:

تنازع الناس في الصوفي واختلفوا ***وظنه البعض مشتقاً من الصوف
ولست أمنح هذا الاسم غيرَ فتىً ***صفا فصوفي حتى سُمي الصوفي


وهذا ما ذهب إليه الشيخ الشعراوي كذلك في طرحه لمفهوم كلمة صوفي أو صوفية ، أما ما به تفسير التصوف اصطلاحا فهو :

قول زكريا الأنصاري: التصوف علم تعرف به أحوال تزكية النفوس، وتصفية الأخلاق وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية.
قول الشيخ أحمد زروق: التصوف علم قصد لإصلاح القلوب وإفرادها لله تعالى عما سواه. والفقه لإصلاح العمل وحفظ النظام وظهور الحكمة بالأحكام. والأصول "علم التوحيد" لتحقيق المقدمات بالبراهين وتحلية الإيمان بالإيقان.وقال أيضا: وقد حُدَّ التصوف ورسم وفسر بوجوه تبلغ نحو الألفين مرجع، كلها لصدق التوجه إلى الله، وإنما هي وجوه فيه.
قول الجنيد: التصوف استعمال كل خلق سني، وترك كل خلق دني.
قول أبو الحسن الشاذلي: التصوف تدريب النفس على العبودية، وردها لأحكام الربوبية.
قول ابن عجيبة: التصوف هو علم يعرف به كيفية السلوك إلى حضرة ملك الملوك، وتصفية البواطن من الرذائل، وتحليتها بأنواع الفضائل، وأوله علم، ووسطه عمل، وآخره موهبة.

-----------------قولي : ---------------
حسبما تم ذكره فإن مصطلح "التصوف" أريد به قصد طريق الإحسان

(وهو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) لكن تمسكا بالسنة النبوية نقول بالإحسان و نرفض كلمة "التصوف" لأن كلمة الإحسان لها دلالات نبوية و قرآنية و يتقبلها أي مسلم فلا نقول التصوف لأنه يعيد ماض من الفتنة و لكن نقول بما فيه من إخلاص و مراقبة لله وعبادات قلبية و سلوك رباني .

--------------------------------

يقول الإمام القشيري:
«اعلموا أن المسلمين بعد رسول الله لم يَتَسمَّ أفاضلهم في عصرهم بتسمية علم سوى صحبة الرسول ، إذ لا أفضلية فوقها، فقيل لهم الصحابة، ثم اختلف الناس وتباينت المراتب، فقيل لخواص الناس ـ ممن لهم شدة عناية بأمر الدين ـ الزهاد والعُبَّاد، ثم ظهرت البدعة، وحصل التداعي بين الفرق، فكل فريق ادعوا أن فيهم زهاداً، فانفرد خواص أهل السنة المراعون أنفسهم مع الله سبحانه وتعالى، الحافظون قلوبهم عن طوارق الغفلة باسم التصوف، واشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر قبل المائتين من الهجرة.»

حقائق عن التصوف، تأليف عبد القادر عيسى، ص30.

ويقول محمد صديق الغماري:
«ويعضد ما ذكره ابن خلدون في تاريخ ظهور اسم التصوف ما ذكره الكِنْدي ـ وكان من أهل القرن الرابع ـ في كتاب "ولاة مصر" في حوادث سنة المائتين: إنه ظهر بالإسكندرية طائفة يسمَّوْن بالصوفية يأمرون بالمعروف. وكذلك ما ذكره المسعودي في "مروج الذهب" حاكياً عن يحيى بن أكثم فقال: إن المأمون يوماً لجالس، إذ دخل عليه علي بن صالح الحاجب، فقال: يا أمير المؤمنين! رجل واقفٌ بالباب، عليه ثياب بيض غلاظ، يطلب الدخول للمناظرة، فعلمت أنه بعض الصوفية. فهاتان الحكايتان تشهدان لكلام ابن خلدون في تاريخ نشأة التصوف. وذُكر في "كشف الظنون" أن أول من سمي بالصوفي أبو هاشم الصوفي المتوفى سنة خمسين ومئة (150 هـ).»

كشف الظنون عن أسماء الكتب والفنون، تأليف: حاجي خليفة، ج1/ص414.

وبالنسبة في بلاد المغرب الذي أسكن فيه فإن الصوفية و الامازيغ هم الذين حرروا البلاد من الاستعمار الفرنسي ، حيث كانوا يعبئون الناس في الزوايا لذكر الله و قيام الليل و قراءة القرآن وفي النهار يذهبون لمقاتلة العدو و بذلك استطاع المغرب طرد المستعمر الفرنسي ، ولا ننسى أن بداية التصوف بالمغرب كان بقدوم عقبة بن نافع و ادريس الأول و بذلك كان التناسل بين العرب والامازيغ و بداية التاريخ الاسلامي و الصوفي بالمغرب . و من أمثال المقاومين المغاربة المقاوم عبد الكريم الخطابي .


وخاتمة لا بد منها أن التصوف دس فيه الكثير من الكتب التي لا تنسب له ، وانتسبت الكثير من الفرق الضالة نفسها إليه كالباطنية و الجهمية و كذلك الكثير من الدجاجلة كابن عربي و بسبب ذلك حمل الكثير من الكلام الذي لم يكن بدا منه بسبب حديث البعض عن الكرامات و الخوارق وهي في حق الأولياء ثابتة بإجماع العلماء ، ثم إنه كما تم الإشارة مسبقا فإن التصوف ليس بمذهب لكي يحمل متاعب اختلافات فقهية هو بمنئى عنها و لكنه فتح ملفا شائكا لم يتجرأ على فتحه علماء الحديث و الموعظة وهو طريق الإحسان و معرفة الله ، لأن فاقد الشيء لا يعطيه و الايمان عطاءات و هؤلاء وقفوا على حافته و عرجوا بمعارج الإحسان وخرجوا من ضيق الدنيا و فتنتها إلى رحاب الإحسان و الحضور مع الله تعالى و تزكية النفس ، و حاربوا شهوات النفس و جاهدوا في الله حق جهاده ، فإن عيبوا عنهم لبس الخرق فهو ينم عن صدقهم في قهر النفس و تأديبها و إنما المراد هو جعل النفس لينة أمام طاعة الله و كبحها عن الميل الى المعصية ، لربما هذه الكلمات تمر عليك مرا لينا لطيف الحس على سمع قلبك !! لأن هذه هي حقيقة الأمر التي تألفها فطرة الإنسان و التصوف الذي تراه رقصا و شطحا إنما هو خروج عن أدب الجلوس أمام الله عند ذكر الله ، بعيدا عن الناس و ضجر الحياة يفر المريد السالك إلى الله مختليا به سالكا إليه بقلبه و روحه و كل كيانه طالبا معرفة الله ووجه الله تعالى ليتحقق بمدارج الإحسان .. وأسأل الله تعالى أن يكون النقاش بناء و مفيدا لنا ان شاء الله تعالى

وخير ما نختم به بعد الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم قول الله تعالى : "الرحمن فاسأل به خبيرا"
ومما لا شك فيه فإن الخبرة هي ثمرة المعرفة و المعرفة ثمرة التجربة، والمعرفة هي الإحاطة بالشيء بينما المعلومة تعرف نفسها كجزء من حقل المعرفة ، ومنه فإن مدارك الخبير أعلم من العالم و المقصود به من الآية هو عبد صالح عارف بصفات الله متمرس في طاعة الله شغفت قلبه أنوار الحق تعالى فصار يتكلم بالله و لله و بالله ، و مجرد مصاحبة هذا الرجل الصالح تفيد السالك في تشرب المعاني الربانية و أن يصير بدوام الصحبة مثله . و الله صل و سلم وبارك على سيدنا محمد النبي و أزواجه أمهات المؤمنين و ذريته و أهل بيته كما صليت على سيدنا إيراهيم إنك حميد مجيد .

والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-11-23, 20:20   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
القائدة
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اخي
ديننا لا يحتاج الى تصوف
و تطبيق الشريعة يحتاج الى العلم و العمل و ليس الى ممارسة طقوس بدعية

التزم فقط بما في القرآن و السنة
لا افراط و لا تفريط و ابتغ بين ذلك سبيلا

و دعك مما يبتدع في دين الله فهو مهلكة للنفس مضيعة للوقت و نحن على وجه هذه البسيطة مأمورون بالبناء و التشييد على المستويين الاخلاقي الروحي و المادي كذلك وليس ها هنا مجال للتصوف و طقوسه الغريبة تلك .
هؤلاء الصوفية قد حذّر منهم علمائنا كابن حَنْبَل و ابن تيمية رحمة الله عليهما و غيرهما ، فهم من الفرق المبتدعة كلامهم كالعسل و طريقهم شوك !
و حتى و ان أرادوا بلوغ درجة الاحسان فهم قد اتخذوا لها الطريق الخطأ !
كالخوارج أرادوا الجنة فأضلوا السبيل اليها على حد قول الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز .










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-24, 22:19   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ilyasseislame
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

أختي القائدة أنا ممتن لك لأنك قرأت الموضوع من الأول ثم قررتي إثراء الموضوع بإجابتك ...
التصوف به بعض البدع كالشطح و غيرها التي لا أتفق معها لكن التصوف نشأ نشأة سليمة من أجل حفظ بيضة الإسلام عندما ظهر حب الدنيا في المسلمين في عهد عمر بن عبد العزيز فقرر ثلة من المسلمين أن يحفظوا جوهر الدين وهو الإحسان و ذلك بالإنزواء في المساجد و البيوت و التفرغ لذكر الله و الاجتماع على ذلك ولم يكن يصطلح عليهم آنذاك صوفية ولكن مع الوقت ظهر الإسم و ظهر أعلام مجددون لحقيقة التصوف الذي يخالف الشطح و التمسح بلأضرحة وغيرها كالشيخ عبد القادر الجيلاني و الجنيد و ابن العربي و غيرهم من الصالحين الذين أجمع العلماء ومنهم ابن تيمية و ابن القيم على ولايتهم وليس فقط على صلاحهم ، فكانوا يخرجون الناس من زمن العادة إلى أحوال العبادة ويعيدونهم من التبرك بالصالحين إلى الإقتداء بهم قولا وعملا قصد إدراك معالي الإحسان وتحقيق الغاية من الوجود وهو الذي جائت بالآية "أحسن كما أحسن الله إليك" ورغم بعض البدع التي لا تخرج الإنسان عن حقيقة التوحيد كالشطح و التي هي تخل بالأدب أثناء الذكر لأن الذاكر يجالس الله تعالى فأصحاب التصوف أصحاب ذكر و تفكر و أحوال إيمانية وكل حياتهم يعيشونها في التقرب من الله ، وإن كنت أخالفهم و أستكر منهم ذلك وحتى لا أكون مخطئا فإن من الأئمة المصححين الأفاضل رحمهم الله من عصرنا من صححوا عوج التصوف ليربطونا بالله و اليوم الآخر دائما كالإمام البنا رحمه الله مؤسس جماعة الإخوان المسلمين و أحمد ياسين رحمه الله مؤسس حركة القسام و عبد السلام ياسين رحمه الله مؤسس جماعة العدل و الإحسان بالمغرب ، فهؤلاء مجددون لحقيقة التصوف التي هي الإحسان و الإحسان و الإحسان ، وأكرر أنسوا كلمة التصوف و فكروا في المصير الأخروي وفي الفوز بأغلى ما في الآخرة وهو وجه الله تعالى و رضاه و حبه و حب الرسول صلى الله عليه و سلم وبذلك فلا يستعصى على الله أن يدخل أحبائه أعلى ما في الجنان فنعيم الآخرة النظر لوجه الله و نعيم الجنة مجاورة رسول الله ،اللهم اجعلنا جميعا من أصحاب جواره ، وذلك لا يتأتى إلا بالسلوك الإحساني من الإكثار من التهليل و التسبيح و الاستغفار و الصلاة على النبي و التوبة الدائمة وقيام الليل و الصيام و السلوك الجهادي و هذا كذلك لا يتحقق إلا بصحبة ثلة من المؤمنين المحسنين الذين يتشاركون معك نفس الهم الأخروي أو صحبة رجل عارف بالله .. أما ما يروج له من شطح و غيره فلا يتفق عليه أصحاب البصائر ، فمن أراد الإلتحاق بركب المحسنين فعليه الالتحاق بركب المحسنين في الدنيا و الصبر معهم ليعينوه على مجاهدة نفسه ، طبقا لقوله تعالى :"واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه و لا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا" وفي تفسير الطبري لهذه الآية فقد حدثنا الربيع بن سليمان، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني أسامة بن زيد، عن أبي حازم، عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف ، أن هذه الآية لما نـزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بعض أبياته ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) فخرج يلتمس، فوجد قوما يذكرون الله، منهم ثائر الرأس، وجافّ الجلد، وذو الثوب الواحد، فلما رآهم جلس معهم، فقال: " الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ لي فِي أُمَّتِي مَنْ أمرني أنْ أصبِرَ نَفْسي مَعَهُ" ورُفعت العينان بالفعل، وهو لا تعد.
وكي لا أنسى فإن ابن تيمية عاصر الصوفية في حياته و كانت لديه نظرة مشوبة مشككة في حقيقة التصوف في مرحلة في حياته ولكن لما جالس هؤلاء القوم و انكشفت له طيبوبتهم و صدق مطيتهم فقد أثنى عليهم في أيما موضع في الجزء العاشر من مجموع فتاويه و سماه بالتصوف ، وتبعه في ذلك تلميذه ابن القيم ، ولك في ما أنقله لك مثال ،فقد قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (جزء 12 – صفحة 36 )
(وأما جمهور الأمة وأهل الحديث والفقه والتصوف فعلى ما جاءت به الرسل وما جاء عنهم من الكتب والاثارة من العلم وهم المتبعون للرسالة اتباعا محضا لم يشوبوه بما يخالفه )
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (جزء 11 – صفحة5 )
( أما لفظ الصوفية فانه لم يكن مشهورا فى القرون الثلاثة وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك وقد نقل التكلم به عن غير واحد من الأئمة والشيوخ كالامام احمد بن حنبل وأبى سليمان الدارانى وغيرهما وقد روى عن سفيان الثورى أنه تكلم به وبعضهم يذكر ذلك عن الحسن البصرى) .اهـ ملحوظة : عبارة لم يكن مشهورا لاتنافي انه كان موجود
وقال في مجموع الفتاوى (11/17).
(طائفة ذمت الصوفية والتصوف وقالوا أنهم مبتدعون خارجون عن السنة ونقل عن طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معرفون وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام وطائفة غلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفي هذه الأمور ذميم , والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطىء وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه عاص لربه وقد انتسب إليهم من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم )

وكما جاء في العبارة الأخيرة "وقد انتسب إليهم من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم" فهذا ما قلته لك من البداية فقد أتى مصححون يصححون لهذه الأمة زلاتها و التصوف نشأ من أجل غاية واحدة وهؤلاء المجددون يردوننا لهذه الغاية و يبعدون عنا القشور التي هي من دون توحيد الله و جادة الحق .. يارب أكون وفيت ما تريدينه فقد اجتهدت قصد إيصال حقيقته فقط لكي لا يظلم الحق










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-24, 22:39   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
القائدة
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ilyasseislame مشاهدة المشاركة
أختي القائدة أنا ممتن لك لأنك قرأت الموضوع من الأول ثم قررتي إثراء الموضوع بإجابتك ...
التصوف به بعض البدع كالشطح و غيرها التي لا أتفق معها لكن التصوف نشأ نشأة سليمة من أجل حفظ بيضة الإسلام عندما ظهر حب الدنيا في المسلمين في عهد عمر بن عبد العزيز فقرر ثلة من المسلمين أن يحفظوا جوهر الدين وهو الإحسان و ذلك بالإنزواء في المساجد و البيوت و التفرغ لذكر الله و الاجتماع على ذلك ولم يكن يصطلح عليهم آنذاك صوفية ولكن مع الوقت ظهر الإسم و ظهر أعلام مجددون لحقيقة التصوف الذي يخالف الشطح و التمسح بلأضرحة وغيرها كالشيخ عبد القادر الجيلاني و الجنيد و ابن العربي و غيرهم من الصالحين الذين أجمع العلماء ومنهم ابن تيمية و ابن القيم على ولايتهم وليس فقط على صلاحهم ، فكانوا يخرجون الناس من زمن العادة إلى أحوال العبادة ويعيدونهم من التبرك بالصالحين إلى الإقتداء بهم قولا وعملا قصد إدراك معالي الإحسان وتحقيق الغاية من الوجود وهو الذي جائت بالآية "أحسن كما أحسن الله إليك" ورغم بعض البدع التي لا تخرج الإنسان عن حقيقة التوحيد كالشطح و التي هي تخل بالأدب أثناء الذكر لأن الذاكر يجالس الله تعالى فأصحاب التصوف أصحاب ذكر و تفكر و أحوال إيمانية وكل حياتهم يعيشونها في التقرب من الله ، وإن كنت أخالفهم و أستكر منهم ذلك وحتى لا أكون مخطئا فإن من الأئمة المصححين الأفاضل رحمهم الله من عصرنا من صححوا عوج التصوف ليربطونا بالله و اليوم الآخر دائما كالإمام البنا رحمه الله مؤسس جماعة الإخوان المسلمين و أحمد ياسين رحمه الله مؤسس حركة القسام و عبد السلام ياسين رحمه الله مؤسس جماعة العدل و الإحسان بالمغرب ، فهؤلاء مجددون لحقيقة التصوف التي هي الإحسان و الإحسان و الإحسان ، وأكرر أنسوا كلمة التصوف و فكروا في المصير الأخروي وفي الفوز بأغلى ما في الآخرة وهو وجه الله تعالى و رضاه و حبه و حب الرسول صلى الله عليه و سلم وبذلك فلا يستعصى على الله أن يدخل أحبائه أعلى ما في الجنان فنعيم الآخرة النظر لوجه الله و نعيم الجنة مجاورة رسول الله ،اللهم اجعلنا جميعا من أصحاب جواره ، وذلك لا يتأتى إلا بالسلوك الإحساني من الإكثار من التهليل و التسبيح و الاستغفار و الصلاة على النبي و التوبة الدائمة وقيام الليل و الصيام و السلوك الجهادي و هذا كذلك لا يتحقق إلا بصحبة ثلة من المؤمنين المحسنين الذين يتشاركون معك نفس الهم الأخروي أو صحبة رجل عارف بالله .. أما ما يروج له من شطح و غيره فلا يتفق عليه أصحاب البصائر ، فمن أراد الإلتحاق بركب المحسنين فعليه الالتحاق بركب المحسنين في الدنيا و الصبر معهم ليعينوه على مجاهدة نفسه ، طبقا لقوله تعالى :"واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه و لا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا" وفي تفسير الطبري لهذه الآية فقد حدثنا الربيع بن سليمان، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني أسامة بن زيد، عن أبي حازم، عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف ، أن هذه الآية لما نـزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بعض أبياته ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) فخرج يلتمس، فوجد قوما يذكرون الله، منهم ثائر الرأس، وجافّ الجلد، وذو الثوب الواحد، فلما رآهم جلس معهم، فقال: " الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ لي فِي أُمَّتِي مَنْ أمرني أنْ أصبِرَ نَفْسي مَعَهُ" ورُفعت العينان بالفعل، وهو لا تعد.
وكي لا أنسى فإن ابن تيمية عاصر الصوفية في حياته و كانت لديه نظرة مشوبة مشككة في حقيقة التصوف في مرحلة في حياته ولكن لما جالس هؤلاء القوم و انكشفت له طيبوبتهم و صدق مطيتهم فقد أثنى عليهم في أيما موضع في الجزء العاشر من مجموع فتاويه و سماه بالتصوف ، وتبعه في ذلك تلميذه ابن القيم ، ولك في ما أنقله لك مثال ،فقد قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (جزء 12 – صفحة 36 )
(وأما جمهور الأمة وأهل الحديث والفقه والتصوف فعلى ما جاءت به الرسل وما جاء عنهم من الكتب والاثارة من العلم وهم المتبعون للرسالة اتباعا محضا لم يشوبوه بما يخالفه )
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (جزء 11 – صفحة5 )
( أما لفظ الصوفية فانه لم يكن مشهورا فى القرون الثلاثة وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك وقد نقل التكلم به عن غير واحد من الأئمة والشيوخ كالامام احمد بن حنبل وأبى سليمان الدارانى وغيرهما وقد روى عن سفيان الثورى أنه تكلم به وبعضهم يذكر ذلك عن الحسن البصرى) .اهـ ملحوظة : عبارة لم يكن مشهورا لاتنافي انه كان موجود
وقال في مجموع الفتاوى (11/17).
(طائفة ذمت الصوفية والتصوف وقالوا أنهم مبتدعون خارجون عن السنة ونقل عن طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معرفون وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام وطائفة غلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفي هذه الأمور ذميم , والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطىء وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه عاص لربه وقد انتسب إليهم من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم )

وكما جاء في العبارة الأخيرة "وقد انتسب إليهم من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم" فهذا ما قلته لك من البداية فقد أتى مصححون يصححون لهذه الأمة زلاتها و التصوف نشأ من أجل غاية واحدة وهؤلاء المجددون يردوننا لهذه الغاية و يبعدون عنا القشور التي هي من دون توحيد الله و جادة الحق .. يارب أكون وفيت ما تريدينه فقد اجتهدت قصد إيصال حقيقته فقط لكي لا يظلم الحق
ابن تيمية شيخنا الفاضل رحمه الله لم يزكي الصوفية ولا نزكي على الله احدا

و انما هو نقد الفرق الكلامية من بينهم الصوفية
و ذلك في كتابه نقض المنطق
و حاول إيضاح مزالق هولاء و درأ الشبهة عن النقل مما خاض فيه اصحاب العقل في كتابه درأ تعارض النقل مع العقل
و بالنسبة للصوفية هو انتقد ابو حامد الغزالي في بعض ما كتبه في احياء علوم الدين و لكنه اثنى عليه في مواضع اخرى باعتبار ان الغزالي قد تراجع قبل وفاته عما قاله من كلام نعتبره بابا للشرك و الزندقة

اما عن البنّا ، فانا لا اتفق معه .

سعدت بالحوار معك ايها الاخ المغربي المهذب
سلام الى اهل المغرب الشقيق









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-25, 15:32   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
akram1996
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك يا أخي










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-25, 18:14   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ilyasseislame
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القائدة مشاهدة المشاركة
ابن تيمية شيخنا الفاضل رحمه الله لم يزكي الصوفية ولا نزكي على الله احدا

و انما هو نقد الفرق الكلامية من بينهم الصوفية
و ذلك في كتابه نقض المنطق
و حاول إيضاح مزالق هولاء و درأ الشبهة عن النقل مما خاض فيه اصحاب العقل في كتابه درأ تعارض النقل مع العقل
و بالنسبة للصوفية هو انتقد ابو حامد الغزالي في بعض ما كتبه في احياء علوم الدين و لكنه اثنى عليه في مواضع اخرى باعتبار ان الغزالي قد تراجع قبل وفاته عما قاله من كلام نعتبره بابا للشرك و الزندقة

اما عن البنّا ، فانا لا اتفق معه .

سعدت بالحوار معك ايها الاخ المغربي المهذب
سلام الى اهل المغرب الشقيق
حوار جميل و أنا سعيد حقا أكثر بهذا بالحوار البناء، وشكر الله لك مدحك و سعيك فأهل الجزائر نعم الجوار أهل الكرم و الصلاح و الإسلام ولهم عندنا مكانة
وقد اطلعت على هذا الكتاب الآن لأنني أول مرة أسمعه
وفي بدايته فقد لاح لي بأن ابن تيمية رحمه الله كتبه للدفاع عن نفسه ضد الكثير من فقهاء زمانه الذين خالفوا رأيه في إمكان الوصول إلى الله باستعمال المنطق فقط .. والحقيقة أن المنطق لو كان يكفي لكفى الله رسولنا صلى الله عليه و سلم بالمنطق و التفكر في غار حراء وهو أعقل البشر و أكملهم ، ولكن هناك إيمان قلبي يختلف تماما عن التسليم العقلي بالبرهان و الحجة وهو النور الذي يقع على القلب من الكلام الصادر من آيات الله التي هي مظاهر للمنطق و الظواهر الكونية .









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-25, 18:20   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ilyasseislame
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة akram1996 مشاهدة المشاركة
شكرا لك يا أخي
لا شكرا على واجبي ، بارك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-26, 08:04   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
القائدة
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ilyasseislame مشاهدة المشاركة
حوار جميل و أنا سعيد حقا أكثر بهذا بالحوار البناء، وشكر الله لك مدحك و سعيك فأهل الجزائر نعم الجوار أهل الكرم و الصلاح و الإسلام ولهم عندنا مكانة
وقد اطلعت على هذا الكتاب الآن لأنني أول مرة أسمعه
وفي بدايته فقد لاح لي بأن ابن تيمية رحمه الله كتبه للدفاع عن نفسه ضد الكثير من فقهاء زمانه الذين خالفوا رأيه في إمكان الوصول إلى الله باستعمال المنطق فقط .. والحقيقة أن المنطق لو كان يكفي لكفى الله رسولنا صلى الله عليه و سلم بالمنطق و التفكر في غار حراء وهو أعقل البشر و أكملهم ، ولكن هناك إيمان قلبي يختلف تماما عن التسليم العقلي بالبرهان و الحجة وهو النور الذي يقع على القلب من الكلام الصادر من آيات الله التي هي مظاهر للمنطق و الظواهر الكونية .
مشكور اخي
الشق الاول من كلامك عن ابن تيمية انه نقض كلامهم من اجل نفسه فانا لا اضن ذلك و هو قد خالف كذلك من سبقوه و ليس فقط من كانوا بزمانه كابو حامد فقد سبقه ان لم تخني الذاكرة بحوالي ثلاث قرون ، و طبعا كان هدف شيخنا الفاضل ليس الدفاع عن أفكاره بقدر ما كان تبيانا للحق ولا شيء سوى الحق جازاه الله عنا خير الجزاء

اما الشق الثاني من كلامك رائع
فلا اجد له ردا سوى القول :
توافقت الخواطر و وقع الحافر على الحافر
بارك الله فيك تحليل صائب









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-26, 10:01   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
بوسماحة 31
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

تاريخ الصوفية

حركة التصوف انتشرت في العالم الإسلامي في القرن الثالث الهجري كنـزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة , ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة معروفة باسم الصوفية ، ويتوخى المتصوفة تربية النفس والسمو بها بغية الوصول إلى معرفة الله تعالى بالكشف والمشاهدة لاعن طريق اتباع الوسائل الشرعية ، ولذا جنحوا في المسار حتى تداخلت طريقتهم مع الفلسفات الوثنية : الهندية والفارسية واليونانية المختلفة .
اختلف العلماء في نسبة الاشتقاق على أقوال أرجحها :
ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وابن خلدون وطائفة كبيرة من العلماء من أنها نسبة إلى الصوف حيث كان شعار رهبان أهل الكتاب الذين تأثر بهم الأوائل من الصوفية .
كدأب أي انحراف يبدأ صغيراً ، ثم ما يلبث إلا أن يتسع مع مرور الأيام فقد تطور مفهوم الزهد في الكوفة والبصرة في القرن الثاني للهجرة على أيدي كبار الزهاد أمثال : إبراهيم بن ادهم ، مالك بن دينار ، وبشر الحافي وغيرهم إلى مفهوم لم يكن موجوداً عند الزهاد السابقين من تعذيب للنفس بترك الطعام ، وتحريم تناول اللحوم ، والسياحة في البراري والصحاري ، وترك الزواج . يقول مالك بن دينار : (( لا يبلغ الرجل منزلة الصديقين حتى يترك زوجته كأنها أرملة ، ويأوي إلى مزابل الكلاب )) . وذلك دون سند من قدوة سابقة أو نص كتاب أو سنة ، ولكن مما يجدر التنبيه عليه أنه قد نُسب إلى هؤلاء الزهاد من الأقوال المرذولة والشطحات المستنكرة ما لم يثبت عنهم بشكل قاطع كما يذكر شيخ الإسلام ابن تيمية .
ومنذ ذلك العهد أخذ التصوف عدة أطوار أهمها :
- البداية والظهور : ظهر مصطلح التصوف والصوفية أول ما ظهر في الكوفة بسبب قربها من بلاد فارس ، والتأثر بالفلسفة اليونانية بعد عصر الترجمة ، ثم بسلوكيات رهبان أهل الكتاب
* طلائع الصوفية :
ظهر في القرنين الثالث والرابع الهجري ثلاث طبقات من المنتسبين إلى التصوف وهي :
- الطبقة الأولى :
كان يغلب على أكثرهم الاستقامة في العقيدة ، والإكثار من دعاوى التزام السنة ونهج السلف ، وإن كان ورد عن بعضهم ـ مثل الجنيد ـ بعض العبارات التي عدها العلماء من الشطحات ، ومن أشهر رموز هذا التيار :
- الجنيد : هو أبو القاسم الخراز المتوفى 298هـ يلقبه الصوفية بسيد الطائفة
- ومن أهم السمات الأخرى لهذه الطبقة كثر الاهتمام بالوعظ والقصص مع قلة العلم والفقه والتحذير من تحصيلهما في الوقت الذي اقتدى أكثرهم بسلوكيات رهبان ونساك أهل الكتاب حيث حدث الالتقاء ببعضهم ، مما زاد في البعد عن سمت الصحابة وأئمة التابعين . ونتج عن ذلك اتخاذ دور للعبادة غير المساجد ، يلتقون فيها للاستماع للقصائد الزهدية أو قصائد ظاهرها الغزل بقصد مدح النبي صلى الله عليه وسلم مما سبب العداء الشديد بينهم وبين الفقهاء ، كما ظهرت فيهم ادعاءات الكشف والخوارق وبعض المقولات الكلامية . وفي هذه الفترة ظهرت لهم تصانيف كثيرة
- ومن أهم هذه السمات المميزة لمذاهب التصوف والقاسم المشترك للمنهج المميز بينهم في تناول العبادة وغيرها مايسمونه (( الذوق )) والذي أدى إلى اتساع الخرق عليهم مما سهل على اندثار هذه الطبقة وزيادة انتشار الطبقة الثانية التي زاد غلوها وانحرافها .
- الطبقة الثانية :
خلطت الزهد بعبارات الباطنية ، وانتقل فيها الزهد من الممارسة العملية والسلوك التطبيقي إلى مستوى التأمل التجريدي والكلام النظري ، ولذلك ظهر في كلامهم مصطلحات : الوحدة ، والفناء ، والاتحاد ، والحلول ، والسكر ، والصحو ، والكشف ، والبقاء ، والمريد ، والعارف ، والأحوال ، والمقامات ، وشاع بينهم التفرقة بين الشريعة والحقيقة ، وتسمية أنفسهم أرباب الحقائق وأهل الباطن ، وسموا غيرهم من الفقهاء أهل الظاهر والرسوم ، وغير ذلك مما كان غير معروف عند السلف الصالح من أصحاب القرون المفضلة ولا عند الطبقة الأولى من المنتسبين إلى الصوفية ، مما زاد في انحرافها ، فكانت بحق تمثل البداية الفعلية لما صار عليه تيار التصوف حتى الآن .
- ومن أهم أعلام هذه الطبقة : أبواليزيد البسطامي ت263هـ ، ذوالنون المصري ت245هـ ، الحلاج ت309هـ ، أبوسعيد الخزار 277 ـ 286هـ ، الحكيم الترمذي ت320هـ ، أبوبكر الشبلي 334هـ
- الطبقة الثالثة :
وفيها اختلط التصوف بالفلسفة اليونانية ، وظهرت أفكار الحلول والاتحاد ووحدة الوجود موافقة لقول الفلاسفة ، كما أثرت في ظهور نظريات الفيض والإشراق على يد الغزالي والسهروردي . وبذلك تعد هذه الطبقة من أخطر الطبقات والمراحل التي مر بها التصوف والتي تعدت مرحلة البدع العملية إلى البدع العلمية التي بها يخرج التصوف عن الإسلام بالكلية . ومن أشهر رموز هذه الطبقة : الحلاج ت309هـ ، السهروردي 587هـ ، ابن عربي ت638هـ ، ابن الفارض 632هـ ، ابن سبعين ت 667 هـ .
- الحـلاج : أبو مغيث الحسين بن منصور الحلاج 244 ـ 309هـ ولد بفارس حفيداً لرجل زرادشتي ، ونشأ في واسط بالعراق ، وهو أشهر الحلوليين والاتحاديين، رمي بالكفر وقتل مصلوباً لتهم أربع وُجهت إليه : 1ـ اتصاله بالقرامطة . 2ـ قوله (( أنا الحق )) . 3ـ اعتقاد أتباعه ألوهيته . 4ـ قوله في الحج ، حيث يرى أن الحج إلى البيت الحرام ليس من الفرائض الواجب أداؤها .

- يمثل القرن السادس الهجري البداية الفعلية للطرق الصوفية وانتشارها حيث انتقلت من إيران إلى المشرق الإسلامي ، فظهرت الطريقة القادرية المنسوبة لعبدالقادر الجيلاني ، المتوفى سنة 561ه‍ نسب إليه أتباعه من الأمور العظيمة فيما لا يقدر عليها إلا الله تعالى من معرفة الغيب ، وإحياء الموتى ، وتصرفه في الكون حياً أو ميتاً ، بالإضافة إلى مجموعة من الأذكار والأوراد والأقوال الشنيعة . ومن هذه الأقوال أنه قال مرة في أحد مجالسه : (( قدمي هذه على رقبة كل ولي لله )) ، وكان يقول : (( من استغاث بي في كربة كشفت عنه ، ومن ناداني في شدة فرجت عنه ، ومن توسل بي في حاجة قضيت له )) ، ولا يخفى ما في هذه الأقوال من الشرك وادعاء الربوبية .
- يقول السيد محمد رشيد رضا : (( يُنقل عن الشيخ الجيلاني من الكرامات وخوارق العادات مالم ينقل عن غيره ، والنقاد من أهل الرواية لا يحفلون بهذه النقول إذ لا أسانيد لها يحتج بها )) [دائرة المعارف الإسلامية11/171] .
- كما ظهرت الطريقة الرفاعية المنسوبة لأبي العباس أحمد بن الحسين الرفاعي ت 540ه‍ ويطلق عليها البطائحية نسبة إلى مكان ولاية بالقرب من قرى البطائح بالعراق ، وينسج حوله كتَّاب الصوفية - كدأبهم مع من ينتسبون إليهم - الأساطير والخرافات ، بل ويرفعونه إلى مقام الربوبية . ومن هذه الأقوال : (( كان قطب الأقطاب في الأرض ، ثم انتقل إلى قطبية السماوات ، ثم صارت السماوات السبع في رجله كالخلخال )) [طبقات الشعراني ص141 ، قلادة الجواهرص42] .
-وفي هذا القرن ظهرت شطحات وزندقة السهروردي شهاب الدين أبو الفتوح محيي الدين بن حسن 549-587ه‍ ثم خلفه عبد الرحيم بن عثمان ت604ه‍ ، صاحب مدرسة الإشراق الفلسفية التي أساسها الجمع بين آراء مستمدة من ديانات الفرس القديمة ومذاهبها في ثنائية الوجود وبين الفلسفة اليونانية في صورتها الأفلاطونية الحديثة ومذهبها في الفيض أو الظهور المستمر ، ولذلك اتهمه علماء حلب بالزندقة والتعطيل والقول بالفلسفة الاشراقية مما حدا بهم أن يكتبوا إلى السلطان صلاح الدين الأيوبي محضراً بكفره وزندقته فأمر بقتله ردة ، وإليه تنسب الطريقة السهروردية ومذاهبها في الفيض أو الظهور المستمر .
- في القرن السابع الهجري دخل التصوف الأندلس وأصبح ابن عربي الطائي الأندلسي أحد رؤوس الصوفية حتى لُقب بالشيخ الأكبر , أعاد ابن عربي ، وابن الفارض ، وابن سبعين ، عقيدة الحلاج ، وذي النون المصري ، والسهروردي .
- محيي الدين ابن عربي : الملقب بالشيخ الكبر 560-638ه‍ رئيس مدرسة وحدة الوجود ، يعتبر نفسه خاتم الأولياء , طرح نظرية الإنسان الكامل التي تقوم على أن الإنسان وحده من بين المخلوقات يمكن أن تتجلى فيه الصفات الإلهية إذا تيسر له الاستغراق في وحدانية الله
- أبو الحسن الشاذلي 593-656ه‍ : صاحب ابن عربي , من أشهر تلاميذ مدرسة أبي الحسن الشاذلي ت656ه‍ أبوالعباس ت686ه‍ ، وإبراهيم الدسوقي ، وأحمد البدوي ت675ه‍ .
- وفي القرن السابع ظهر أيضاً جلال الدين الرومي صاحب الطريقة المولوية بتركيا ت672ه‍ . ·
أصبح القرن الثامن والتاسع الهجري ما هو إلا تفريع وشرح لكتب ابن عربي وابن الفارض وغيرهما ، ولم تظهر فيه نظريات جديدة في التصوف .
وفي القرن التاسع ظهر محمد بهاء الدين النقشبندي مؤسس الطريقة النقشبندية ت791ه .
وكذلك القرن العاشر ماكان إلا شرحاً أو دفاعاً عن كتب ابن عربي ، فزاد الاهتمام فيه بتراجم أعلام التصوف ، والتي اتسمت بالمبالغة الشديدة .
- وفي القرون التالية اختلط الأمر على الصوفية ، وانتشرت الفوضى بينهم وبدأت مرحلة الدراويش .
- ومن أهم ماتتميز‍ به القرون المتأخرة ظهور ألقاب شيخ السجادة ، وشيخ مشايخ الطرق الصوفية ، والخليفة والبيوت الصوفية التي هي أقسام فرعية من الطرق نفسها مع وجود شيء من الاستقلال الذاتي يمارس بمعرفة الخلفاء ، كما ظهرت فيها التنظيمات والتشريعات المنظمة للطرق تحت مجلس وإدارة واحدة الذي بدأ بفرمان أصدره محمد علي باشا والي مصر يقضي بتعيين محمد البكري خلفاً لوالده شيخاً للسجادة البكرية وتفويضه في الإشراف على جميع الطرق والتكايا والزوايا والمساجد التي بها أضرحة كما له الحق في وضع مناهج التعليم التي تعطى فيها . وذلك كله في محاولة لتقويض سلطة شيخ الأزهر وعلمائه ، وقد تطورت نظمه وتشريعاته ليعرف فيما بعد بالمجلس الأعلى للطرق الصوفية في مصر .
ومن أشهر رموز هذه القرون المتأخرة : - عبدالغني النابلسي 1050-1287ه‍ , أبوالسعود البكري المتوفى 1812م , أبوالهدى الصيادي الرفاعي 1220-1287ه‍ ,عمر الفوتي الطوري السنغالي الأزهري التيجاني ت 1281ه‍ , محمد عثمان الميرغني ت1268ه‍ , أبوالفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني ، فقيه متفلسف ، من أهل فاس بالمغرب ، أسس الطريقة الكتانية 1290-1327ه‍ ، انتقد عليه علماء فاس بعض أقواله ونسبوه إلى فساد الاعتقاد ., أحمد التيجاني ت1230ه‍
- الكشف :
ويعتمد الصوفية الكشف مصدراً وثيقاً للعلوم والمعارف ، بل تحقيق غاية عبادتهم ، ويدخل تحت الكشف الصوفي جملة من الأمور منها :
1- النبي صلى الله عليه وسلم : ويقصدون به الأخذ عنه يقظةً أو مناماً .
2- الخضر عليه الصلاة السلام : قد كثرت حكايتهم عن لقياه ، والأخذ عنه أحكاماً شرعية وعلوماً دينية ، وكذلك الأوراد ، والأذكار والمناقب .
3- الإلهام : سواء كان من الله تعالى مباشرة ، وبه جعلوا مقام الصوفي فوق مقام النبي حيث يعتقدون أن الولي يأخذ العلم مباشرة عن الله تعالى.
4- الفراسة : والتي تختص بمعرفة خواطر النفوس وأحاديثها .
5- الهواتف : من سماع الخطاب من الله تعالى ، أو من الملائكة ، أو الجن الصالح ، أو من أحد الأولياء ، أو الخضر ، أو إبليس ، سواء كان مناماً أو يقظةً أو في حالة بينهما بواسطة الأذن .
6- الإسراءات والمعاريج : ويقصدون بها عروج روح الولي إلى العالم العلوي ، وجولاتها هناك ، والاتيان منها بشتى العلوم والأسرار .
7- الكشف الحسي : بالكشف عن حقائق الوجود بارتفاع الحجب الحسية عن عين القلب وعين البصر .
8- الرؤى والمنامات : وتعتبر من أكثر المصادر اعتماداً عليها حيث يزعمون أنهم يتلقون فيها عن الله تعالى ، أو عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو عن أحد شيوخهم لمعرفة الأحكام الشرعية .
- التلقي عن الأنبياء غير النبي صلى الله عليه وسلم وعن الأشياخ المقبورين .

- تتشابه عقائد الصوفية وأفكارهم وتتعدد بتعدد مدارسهم وطرقهم ويمكن إجمالها فيما يلي :
- يعتقد المتصوفة في الله تعالى عقائد شتى ، منها الحلول كما هو مذهب الحلاج ، ومنها وحدة الوجود حيث عدم الانفصال بين الخالق والمخلوق ، ومنهم من يعتقد بعقيدة الأشاعرة والماتريدية في ذات الله تعالى وأسمائه وصفاته .
- والغلاة منهم يعتقدون في الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً عقائد شتى ، فمنهم من يزعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصل إلى مرتبتهم وحالهم ، وأنه كان جاهلاً بعلوم رجال التصوف كما قال البسطامي : (( خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله )) . ومنهم من يعتقد أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو قبة الكون ، وهو الله المستوي على العرش وأن السماوات والأرض والعرش والكرسي وكل الكائنات خُلقت من نوره ، وأنه أول موجود وهذه عقيدة ابن عربي ومن تبعه . ومنهم من لا يعتقد بذلك بل يرده ويعتقد ببشريته ورسالته ولكنهم مع ذلك يستشفعون ويتوسلون به صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى على وجه يخالف عقيدة أهل السنة والجماعة .
- وفي الأولياء يعتقد الصوفية عقائد شتى ، فمنهم من يفضِّل الولي على النبي ، ومنهم يجعلون الولي مساوياً لله في كل صفاته ، فهو يخلق ويرزق ، ويحيي ويميت ، ويتصرف في الكون . ولهم تقسيمات للولاية ، فهناك الغوث ، والأقطاب ، والأبدال والنجباء حيث يجتمعون في ديوان لهم في غار حراء كل ليلة ينظرون في المقادير . ومنهم من لا يعتقد ذلك ولكنهم أيضاً يأخذونهم وسائط بينهم وبين ربهم سواءً كان في حياتهم أو بعد مماتهم .
وكل هذا بالطبع خلاف الولاية في الإسلام التي تقوم على الدين والتقوى ، وعمل الصالحات ، والعبودية الكاملة لله والفقر إليه ، وأن الولي لا يملك من أمر نفسه شيئاً فضلاً عن أنه يملك لغيره ، قال تعالى لرسوله : (( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً )) [الجن :21] .
- يعتقدون أن الدين شريعة وحقيقة ، والشريعة هي الظاهر من الدين وأنها الباب الذي يدخل منه الجميع ، والحقيقة هي الباطن الذي لا يصل إليه إلا المصطفون الأخيار .
- التصوف في نظرهم طريقة وحقيقة معاً .
- لابد في التصوف من التأثير الروحي الذي لا يأتي إلا بواسطة الشيخ الذي أخذ الطريقة عن شيخه .
- لابد من الذكر والتأمل الروحي وتركيز الذهن في الملأ الأعلى ، وأعلى الدرجات لديهم هي درجة الولي .
- يتحدث الصوفيون عن العلم اللدني الذي يكون في نظرهم لأهل النبوة والولاية ، كما كان ذلك للخضر عليه الصلاة والسلام ، حيث أخبر الله تعالى عن ذلك فقال : ((وعلمناه من لدنا علماً ))


شطحات الصوفية :
سلك بعضهم طريق تحضير الأرواح معتقداً بأن ذلك من التصوف ، كما سلك آخرون طريق الشعوذة والدجل ، وقد اهتموا ببناء الأضرحة وقبور الأولياء وإنارتها وزيارتها والتمسح بها ، وكل ذلك من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان .
- يقول بعضهم بارتفاع التكاليف - إسقاط التكاليف - عن الولي ، أي أن العبادة تصير لالزوم لها بالنسبة إليه ، لأنه وصل إلى مقام لا يحتاج معه إلى القيام بذلك.
- يستخدم الصوفيون لفظ ( الغوث والغياث ) وقد أفتى ابن تيمية كما جاء في كتاب مجموع الفتاوى ص 437 : (( فأما لفظ الغوث والغياث فلا يستحقه إلا الله ، فهو غوث المستغيثين ، فلا يجوز لأحد الاستغاثة بغيره لا بملك مقرب ولا نبي مرسل )) .
- لقد أجمعت كل طرق الصوفية على ضرورة الذكر ، وهو عند النقشبندية لفظ الله مفرداً ، وعند الشاذلية لا إله إلا الله ، وعند غيرهم مثل ذلك مع الاستغفار والصلاة على النبي ، وبعضهم يقول : هو هو ، بلفظ الضمير . وفي ذلك يقول ابن تيمية في كتاب مجموع الفتاوى ص 229 : (( وأما الاقتصار على الاسم المفرد مظهراً أو مضمراً فلا أصل له ، فضلاً عن أن يكون من ذكر الخاصة والعارفين ، بل هو وسيلة إلى أنواع من البدع والضلالات ، وذريعة إلى تصورات أحوال فاسدة من أحوال أهل الإلحاد وأهل الاتحاد )) .
ويقول في ص 228 أيضاً : (( من قال : ياهو ياهو ، أو هو هو ، ونحو ذلك ، لم يكن الضمير عائداً إلا إلى مايصوره القلب ، والقلب قد يهتدي وقد يضل )) .
- قد يأتي بعض المنتسبين إلى التصوف بأعمال عجيبة وخوارق ، وفي ذلك يقول ابن تيمية ص 494 : (( وأما كشف الرؤوس ، وتفتيل الشعر ، وحمل الحيات ، فليس هذا من شعار أحد من الصالحين ، ولامن الصحابة ، ولا من التابعين ، ولا شيوخ المسلمين ، ولا من المتقدمين ، ولا من المتأخرين ، ولا الشيخ أحمد بن الرفاعي ، وإنما ابتدع هذا بعد موت الشيخ بمدة طويلة )) .
- ويقول أيضاً في ص 504 : (( وأما النذر للموتى من الأنبياء والمشايخ وغيرهم أو لقبورهم أو المقيمين عند قبورهم فهو نذر شرك ومعصية لله تعالى )) .
- وفي ص 506 من نفس الكتاب : (( وأما الحلف بغير الله من الملائكة والأنبياء والمشايخ والملوك وغيرهم فإنه منهي عنه ))
- ويقول في ص 505 من نفس الكتاب أيضاً : (( وأما مؤاخاة الرجال والنساء الجانب وخلوتهم بهن ، ونظرهم إلى الزينة الباطنة ، فهذا حرام باتفاق المسلمين ، ومن جعل ذلك من الدين فهو من إخوان الشياطين )) .

من أبرز المآخذ التي تؤخذ على الصوفية مايلي :
1- الحلول والاتحاد. 2- وحدة الوجود. 3 - الشرك في توحيد الألوهية وذلك بصرف بعض أنواع العبادة لغير الله تعالى 4 - الشرك في توحيد الربوبية وذلك باعتقادهم أن بعض الأولياء يتصرفون في الكون ويعلمون الغيب . . 5 - الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم . 6- الغلو في الأولياء . 7- الادعاءات الكثيرة الكاذبة ، كادعائهم عدم انقطاع الوحي ومالهم من المميزات في الدنيا والآخرة .
7- يتساهل بعض الصوفية في التزام أحكام الشرع .
8- طاعة المشايخ والخضوع لهم ، والاعتراف بذنوبهم بين أيديهم، والتمسح بأضرحتهم بعد مماتهم .
9- تجاوزات كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان ، في هيئة ما يسمونه الذكر ، وهو هز البدن والتمايل يميناً وشمالاً ، وذكر كلمة الله في كل مرة مجردة ، والادعاء بأن المشايخ مكشوف عن بصيرتهم ، ويتوسلون بهم لقضاء حوائجهم ، ودعاؤهم بمقامهم عند الله في حياتهم وبعد مماتهم .
- لقد فتح التصوف المنحرف باباً واسعاً دخلت منه كثير من الضلالات والبدع التي تخرج صاحبها من الإسلام .

انتشر التصوف على مدار الزمان وشمل معظم العالم الإسلامي ، وقد نشأت فرقهم وتوسعت في مصر والعراق وشمال غرب أفريقيا ، وفي غرب ووسط وشرق آسيا .
- تراجعت الصوفية وذلك ابتداءً من نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ولم يعد لها ذلك السلطان الذي كان لها فيما قبل ، وذلك بالرغم من دعم بعض الدول الإسلامية للتصوف كعامل مُثبِّط لتطلعات المسلمين .




بتصرف









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-27, 12:59   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ilyasseislame
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القائدة مشاهدة المشاركة
مشكور اخي
الشق الاول من كلامك عن ابن تيمية انه نقض كلامهم من اجل نفسه فانا لا اضن ذلك و هو قد خالف كذلك من سبقوه و ليس فقط من كانوا بزمانه كابو حامد فقد سبقه ان لم تخني الذاكرة بحوالي ثلاث قرون ، و طبعا كان هدف شيخنا الفاضل ليس الدفاع عن أفكاره بقدر ما كان تبيانا للحق ولا شيء سوى الحق جازاه الله عنا خير الجزاء

اما الشق الثاني من كلامك رائع
فلا اجد له ردا سوى القول :
توافقت الخواطر و وقع الحافر على الحافر
بارك الله فيك تحليل صائب
تماما ما قصدته ، ولله الحمد نحب ابن تيمية و نبجل جميع علمائنا الكبار باختلاف أفهامهم فهم أصحاب اجتهاد و علم وفير و لكن نختلف في الاغتراف منهم
شكر الله لك









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-27, 15:57   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ilyasseislame
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي


يشرفني تعقيبك أخي سماحة ، لقد قرأته من الأول إلى آخره ، واتفقت معك في كثير وبعضها لم اتفق فيها سارفق لك فيها رايي مع الدليل مع أنني أجدد القول أنني كذلك لا أتفق مع بعض المسائل مع المتصوفة ولكني أتفق في ضرورة أن الإنسان يبحث عن معنى وجوده بالسلوك التعبدي التفكري و السعي الإحساني ، وكل هذا يكون بالاتباع الكامل للكتاب و السنة و بعيدا عن البدع الأهواء .. وشكرا لك على إثراء النقاش

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوسماحة 31 مشاهدة المشاركة
تاريخ الصوفية

"حركة التصوف انتشرت في العالم الإسلامي في القرن الثالث الهجري كنـزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة , ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة معروفة باسم الصوفية ، ويتوخى المتصوفة تربية النفس والسمو بها بغية الوصول إلى معرفة الله تعالى بالكشف والمشاهدة لاعن طريق اتباع الوسائل الشرعية ، ولذا جنحوا في المسار حتى تداخلت طريقتهم مع الفلسفات الوثنية : الهندية والفارسية واليونانية المختلفة ."
-----------------------------------------------
بخصوص انتشار التصوف ، هل تقصد الحركة أم المفهوم "تصوف" فإن كنت تقصد التصوف كأصل فإن أصله يرجع لعهد الرسول صلى الله عليه و سلم في عهد الصفة الذين كانوا يذكرون الله في المسجد النبوي و مكانهم لا يزال محفوظا لحد الآن بمكة المكرمة وقد ورد فيهم حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم (

حدثنا الربيع بن سليمان، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني أسامة بن زيد، عن أبي حازم، عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف ، أن هذه الآية لما نـزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بعض أبياته ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) فخرج يلتمس، فوجد قوما يذكرون الله، منهم ثائر الرأس، وجافّ الجلد، وذو الثوب الواحد، فلما رآهم جلس معهم، فقال: " الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ لي فِي أُمَّتِي مَنْ أمرني أنْ أصبِرَ نَفْسي مَعَهُ" ورُفعت العينان بالفعل، وهو لا تعد.)
وكما قلت فلم يكن في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة "تصوف" ولكن كان كان هناك أهل الصفة ،وحال المسلمين كان مرتبطا بالله و كثير منهم من المحسنين لذلك لم يكن داعي لانتشار الحركة أكثرو لكن اشتهرت الحركة الصوفية أكثر وأكثر عندما حل بالمسلمين شتات و حب الدنيا بفساد الحكم ، وأحدث التصوف من أجل حفظ جوهر الدين فقط وهو الإحسان و لذلك تسمع في المتصوفة الكثير من الزهد و التقشف من أجل تربية النفس ، وبالنسبة للتاريخ الذي تم فيه ظهور التصوف كمفهوم واشتهر وهو ما دونه ابن خلدون في كتابه تاريخ التصوف ، وهذا على لسان
محمد صديق الغماري:
«ويعضد ما ذكره ابن خلدون في تاريخ ظهور اسم التصوف ما ذكره الكِنْدي ـ وكان من أهل القرن الرابع ـ في كتاب "ولاة مصر" في حوادث سنة المائتين: إنه ظهر بالإسكندرية طائفة يسمَّوْن بالصوفية يأمرون بالمعروف. وكذلك ما ذكره المسعودي في "مروج الذهب" حاكياً عن يحيى بن أكثم فقال: إن المأمون يوماً لجالس، إذ دخل عليه علي بن صالح الحاجب، فقال: يا أمير المؤمنين! رجل واقفٌ بالباب، عليه ثياب بيض غلاظ، يطلب الدخول للمناظرة، فعلمت أنه بعض الصوفية. فهاتان الحكايتان تشهدان لكلام ابن خلدون في تاريخ نشأة التصوف. وذُكر في "كشف الظنون" أن أول من سمي بالصوفي أبو هاشم الصوفي المتوفى سنة خمسين ومئة (150 هـ).»
* الانتصار لطريق الصوفية، تأليف: محمد صديق الغماري، ص17 ـ 18
وكذلك فإن أول من كتب في التصوف في التاريخ الإسلامي كان هو :
  • الحارث المحاسبي، المتوفى سنة 243 هـ، ومن كتبه: بدء من أناب إلى الله، وآداب النفوس، ورسالة التوهم.
  • أبو سعيد الخراز، المتوفى سنة 277 هـ، ومن كتبه: الطريق إلى الله.
وتاريخ وفاتهم يدل على أن التصوف كان قبل القرن 3 هجري .
وبالحديث على أن المتصوفة يزكون النفس من أجل معرفة الله بالكشف و المشاهدة ، فهنا أخي أعارضك جدا ، خصوصا أنه لم يسبق لأحد من الصوفية أن قال بهذا ، وهذا معنى العارف بالله و حقيقة السلوك إلى الله حسبما عرفه ابن القيم رحمه الله : "
*
قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج3 ص334"
"فالعارف – عندهم -أي الصوفية , من عرف الله سبحانه بأسمائه وصفاته وأفعاله , ثم صدق الله في معاملته , ثم اخلص له في مقصوده ونياته, ثم انسلخ من أخلاقه الرديئة وآفاته , ثم تطهر من أوساخه ومخالفاته , ثم صبر على احكام الله في نعمه وبلياته , ثم دعا على بصيرة بدينه وآياته , ثم جرد الدعوة إليه وحده بما جاء به رسوله , ولم يشبها باراء الرجال واذواقهم ومواجيدهم ومقاييسهم ومعقولاتهم , ولم يزن بها ماجاء به الرسول عليه من الله أفضل صلواته . فهذا الذي يستحق اسم العارف على الحقيقة – اذا سمى به غيره على الدعوى والاستعارة ".
* قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج3 ص335"
"قال بعض السلف : نوم العارف يقظة , وأنفاسه تسبيح , ونوم العارف أفضل من صلاة الغافل .
وانما كان نوم العارف يقظة لان قلبه حي وعيناه تنامان وروحه ساجدة تحت العرش بين يدي ربها وفاطرها , جسده في الفرش وقلبه حول العرش"."
---------------------------------------------
اختلف العلماء في نسبة الاشتقاق على أقوال أرجحها :
ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وابن خلدون وطائفة كبيرة من العلماء من أنها نسبة إلى الصوف حيث كان شعار رهبان أهل الكتاب الذين تأثر بهم الأوائل من الصوفية .
كدأب أي انحراف يبدأ صغيراً ، ثم ما يلبث إلا أن يتسع مع مرور الأيام فقد تطور مفهوم الزهد في الكوفة والبصرة في القرن الثاني للهجرة على أيدي كبار الزهاد أمثال : إبراهيم بن ادهم ، مالك بن دينار ، وبشر الحافي وغيرهم إلى مفهوم لم يكن موجوداً عند الزهاد السابقين من تعذيب للنفس بترك الطعام ، وتحريم تناول اللحوم ، والسياحة في البراري والصحاري ، وترك الزواج . يقول مالك بن دينار : (( لا يبلغ الرجل منزلة الصديقين حتى يترك زوجته كأنها أرملة ، ويأوي إلى مزابل الكلاب )) . وذلك دون سند من قدوة سابقة أو نص كتاب أو سنة ، ولكن مما يجدر التنبيه عليه أنه قد نُسب إلى هؤلاء الزهاد من الأقوال المرذولة والشطحات المستنكرة ما لم يثبت عنهم بشكل قاطع كما يذكر شيخ الإسلام ابن تيمية .
ومنذ ذلك العهد أخذ التصوف عدة أطوار أهمها :
- البداية والظهور : ظهر مصطلح التصوف والصوفية أول ما ظهر في الكوفة بسبب قربها من بلاد فارس ، والتأثر بالفلسفة اليونانية بعد عصر الترجمة ، ثم بسلوكيات رهبان أهل الكتاب
* طلائع الصوفية :
ظهر في القرنين الثالث والرابع الهجري ثلاث طبقات من المنتسبين إلى التصوف وهي :
- الطبقة الأولى :
كان يغلب على أكثرهم الاستقامة في العقيدة ، والإكثار من دعاوى التزام السنة ونهج السلف ، وإن كان ورد عن بعضهم ـ مثل الجنيد ـ بعض العبارات التي عدها العلماء من الشطحات ، ومن أشهر رموز هذا التيار :
- الجنيد : هو أبو القاسم الخراز المتوفى 298هـ يلقبه الصوفية بسيد الطائفة
- ومن أهم السمات الأخرى لهذه الطبقة كثر الاهتمام بالوعظ والقصص مع قلة العلم والفقه والتحذير من تحصيلهما في الوقت الذي اقتدى أكثرهم بسلوكيات رهبان ونساك أهل الكتاب حيث حدث الالتقاء ببعضهم ، مما زاد في البعد عن سمت الصحابة وأئمة التابعين . ونتج عن ذلك اتخاذ دور للعبادة غير المساجد ، يلتقون فيها للاستماع للقصائد الزهدية أو قصائد ظاهرها الغزل بقصد مدح النبي صلى الله عليه وسلم مما سبب العداء الشديد بينهم وبين الفقهاء ، كما ظهرت فيهم ادعاءات الكشف والخوارق وبعض المقولات الكلامية . وفي هذه الفترة ظهرت لهم تصانيف كثيرة
- ومن أهم هذه السمات المميزة لمذاهب التصوف والقاسم المشترك للمنهج المميز بينهم في تناول العبادة وغيرها مايسمونه (( الذوق )) والذي أدى إلى اتساع الخرق عليهم مما سهل على اندثار هذه الطبقة وزيادة انتشار الطبقة الثانية التي زاد غلوها وانحرافها .
- الطبقة الثانية :
خلطت الزهد بعبارات الباطنية ، وانتقل فيها الزهد من الممارسة العملية والسلوك التطبيقي إلى مستوى التأمل التجريدي والكلام النظري ، ولذلك ظهر في كلامهم مصطلحات : الوحدة ، والفناء ، والاتحاد ، والحلول ، والسكر ، والصحو ، والكشف ، والبقاء ، والمريد ، والعارف ، والأحوال ، والمقامات ، وشاع بينهم التفرقة بين الشريعة والحقيقة ، وتسمية أنفسهم أرباب الحقائق وأهل الباطن ، وسموا غيرهم من الفقهاء أهل الظاهر والرسوم ، وغير ذلك مما كان غير معروف عند السلف الصالح من أصحاب القرون المفضلة ولا عند الطبقة الأولى من المنتسبين إلى الصوفية ، مما زاد في انحرافها ، فكانت بحق تمثل البداية الفعلية لما صار عليه تيار التصوف حتى الآن .
- ومن أهم أعلام هذه الطبقة : أبواليزيد البسطامي ت263هـ ، ذوالنون المصري ت245هـ ، الحلاج ت309هـ ، أبوسعيد الخزار 277 ـ 286هـ ، الحكيم الترمذي ت320هـ ، أبوبكر الشبلي 334هـ
- الطبقة الثالثة :
وفيها اختلط التصوف بالفلسفة اليونانية ، وظهرت أفكار الحلول والاتحاد ووحدة الوجود موافقة لقول الفلاسفة ، كما أثرت في ظهور نظريات الفيض والإشراق على يد الغزالي والسهروردي . وبذلك تعد هذه الطبقة من أخطر الطبقات والمراحل التي مر بها التصوف والتي تعدت مرحلة البدع العملية إلى البدع العلمية التي بها يخرج التصوف عن الإسلام بالكلية . ومن أشهر رموز هذه الطبقة : الحلاج ت309هـ ، السهروردي 587هـ ، ابن عربي ت638هـ ، ابن الفارض 632هـ ، ابن سبعين ت 667 هـ .
- الحـلاج : أبو مغيث الحسين بن منصور الحلاج 244 ـ 309هـ ولد بفارس حفيداً لرجل زرادشتي ، ونشأ في واسط بالعراق ، وهو أشهر الحلوليين والاتحاديين، رمي بالكفر وقتل مصلوباً لتهم أربع وُجهت إليه : 1ـ اتصاله بالقرامطة . 2ـ قوله (( أنا الحق )) . 3ـ اعتقاد أتباعه ألوهيته . 4ـ قوله في الحج ، حيث يرى أن الحج إلى البيت الحرام ليس من الفرائض الواجب أداؤها .

- يمثل القرن السادس الهجري البداية الفعلية للطرق الصوفية وانتشارها حيث انتقلت من إيران إلى المشرق الإسلامي ، فظهرت الطريقة القادرية المنسوبة لعبدالقادر الجيلاني ، المتوفى سنة 561ه‍ نسب إليه أتباعه من الأمور العظيمة فيما لا يقدر عليها إلا الله تعالى من معرفة الغيب ، وإحياء الموتى ، وتصرفه في الكون حياً أو ميتاً ، بالإضافة إلى مجموعة من الأذكار والأوراد والأقوال الشنيعة . ومن هذه الأقوال أنه قال مرة في أحد مجالسه : (( قدمي هذه على رقبة كل ولي لله )) ، وكان يقول : (( من استغاث بي في كربة كشفت عنه ، ومن ناداني في شدة فرجت عنه ، ومن توسل بي في حاجة قضيت له )) ، ولا يخفى ما في هذه الأقوال من الشرك وادعاء الربوبية .
- يقول السيد محمد رشيد رضا : (( يُنقل عن الشيخ الجيلاني من الكرامات وخوارق العادات مالم ينقل عن غيره ، والنقاد من أهل الرواية لا يحفلون بهذه النقول إذ لا أسانيد لها يحتج بها )) [دائرة المعارف الإسلامية11/171] .
- كما ظهرت الطريقة الرفاعية المنسوبة لأبي العباس أحمد بن الحسين الرفاعي ت 540ه‍ ويطلق عليها البطائحية نسبة إلى مكان ولاية بالقرب من قرى البطائح بالعراق ، وينسج حوله كتَّاب الصوفية - كدأبهم مع من ينتسبون إليهم - الأساطير والخرافات ، بل ويرفعونه إلى مقام الربوبية . ومن هذه الأقوال : (( كان قطب الأقطاب في الأرض ، ثم انتقل إلى قطبية السماوات ، ثم صارت السماوات السبع في رجله كالخلخال )) [طبقات الشعراني ص141 ، قلادة الجواهرص42] .
-وفي هذا القرن ظهرت شطحات وزندقة السهروردي شهاب الدين أبو الفتوح محيي الدين بن حسن 549-587ه‍ ثم خلفه عبد الرحيم بن عثمان ت604ه‍ ، صاحب مدرسة الإشراق الفلسفية التي أساسها الجمع بين آراء مستمدة من ديانات الفرس القديمة ومذاهبها في ثنائية الوجود وبين الفلسفة اليونانية في صورتها الأفلاطونية الحديثة ومذهبها في الفيض أو الظهور المستمر ، ولذلك اتهمه علماء حلب بالزندقة والتعطيل والقول بالفلسفة الاشراقية مما حدا بهم أن يكتبوا إلى السلطان صلاح الدين الأيوبي محضراً بكفره وزندقته فأمر بقتله ردة ، وإليه تنسب الطريقة السهروردية ومذاهبها في الفيض أو الظهور المستمر .
- في القرن السابع الهجري دخل التصوف الأندلس وأصبح ابن عربي الطائي الأندلسي أحد رؤوس الصوفية حتى لُقب بالشيخ الأكبر , أعاد ابن عربي ، وابن الفارض ، وابن سبعين ، عقيدة الحلاج ، وذي النون المصري ، والسهروردي .
- محيي الدين ابن عربي : الملقب بالشيخ الكبر 560-638ه‍ رئيس مدرسة وحدة الوجود ، يعتبر نفسه خاتم الأولياء , طرح نظرية الإنسان الكامل التي تقوم على أن الإنسان وحده من بين المخلوقات يمكن أن تتجلى فيه الصفات الإلهية إذا تيسر له الاستغراق في وحدانية الله
- أبو الحسن الشاذلي 593-656ه‍ : صاحب ابن عربي , من أشهر تلاميذ مدرسة أبي الحسن الشاذلي ت656ه‍ أبوالعباس ت686ه‍ ، وإبراهيم الدسوقي ، وأحمد البدوي ت675ه‍ .
- وفي القرن السابع ظهر أيضاً جلال الدين الرومي صاحب الطريقة المولوية بتركيا ت672ه‍ . ·
أصبح القرن الثامن والتاسع الهجري ما هو إلا تفريع وشرح لكتب ابن عربي وابن الفارض وغيرهما ، ولم تظهر فيه نظريات جديدة في التصوف .
وفي القرن التاسع ظهر محمد بهاء الدين النقشبندي مؤسس الطريقة النقشبندية ت791ه .
وكذلك القرن العاشر ماكان إلا شرحاً أو دفاعاً عن كتب ابن عربي ، فزاد الاهتمام فيه بتراجم أعلام التصوف ، والتي اتسمت بالمبالغة الشديدة .
- وفي القرون التالية اختلط الأمر على الصوفية ، وانتشرت الفوضى بينهم وبدأت مرحلة الدراويش .
- ومن أهم ماتتميز‍ به القرون المتأخرة ظهور ألقاب شيخ السجادة ، وشيخ مشايخ الطرق الصوفية ، والخليفة والبيوت الصوفية التي هي أقسام فرعية من الطرق نفسها مع وجود شيء من الاستقلال الذاتي يمارس بمعرفة الخلفاء ، كما ظهرت فيها التنظيمات والتشريعات المنظمة للطرق تحت مجلس وإدارة واحدة الذي بدأ بفرمان أصدره محمد علي باشا والي مصر يقضي بتعيين محمد البكري خلفاً لوالده شيخاً للسجادة البكرية وتفويضه في الإشراف على جميع الطرق والتكايا والزوايا والمساجد التي بها أضرحة كما له الحق في وضع مناهج التعليم التي تعطى فيها . وذلك كله في محاولة لتقويض سلطة شيخ الأزهر وعلمائه ، وقد تطورت نظمه وتشريعاته ليعرف فيما بعد بالمجلس الأعلى للطرق الصوفية في مصر .
ومن أشهر رموز هذه القرون المتأخرة : - عبدالغني النابلسي 1050-1287ه‍ , أبوالسعود البكري المتوفى 1812م , أبوالهدى الصيادي الرفاعي 1220-1287ه‍ ,عمر الفوتي الطوري السنغالي الأزهري التيجاني ت 1281ه‍ , محمد عثمان الميرغني ت1268ه‍ , أبوالفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني ، فقيه متفلسف ، من أهل فاس بالمغرب ، أسس الطريقة الكتانية 1290-1327ه‍ ، انتقد عليه علماء فاس بعض أقواله ونسبوه إلى فساد الاعتقاد ., أحمد التيجاني ت1230ه‍
- الكشف :
ويعتمد الصوفية الكشف مصدراً وثيقاً للعلوم والمعارف ، بل تحقيق غاية عبادتهم ، ويدخل تحت الكشف الصوفي جملة من الأمور منها :
1- النبي صلى الله عليه وسلم : ويقصدون به الأخذ عنه يقظةً أو مناماً .
2- الخضر عليه الصلاة السلام : قد كثرت حكايتهم عن لقياه ، والأخذ عنه أحكاماً شرعية وعلوماً دينية ، وكذلك الأوراد ، والأذكار والمناقب .
3- الإلهام : سواء كان من الله تعالى مباشرة ، وبه جعلوا مقام الصوفي فوق مقام النبي حيث يعتقدون أن الولي يأخذ العلم مباشرة عن الله تعالى.
4- الفراسة : والتي تختص بمعرفة خواطر النفوس وأحاديثها .
5- الهواتف : من سماع الخطاب من الله تعالى ، أو من الملائكة ، أو الجن الصالح ، أو من أحد الأولياء ، أو الخضر ، أو إبليس ، سواء كان مناماً أو يقظةً أو في حالة بينهما بواسطة الأذن .
6- الإسراءات والمعاريج : ويقصدون بها عروج روح الولي إلى العالم العلوي ، وجولاتها هناك ، والاتيان منها بشتى العلوم والأسرار .
7- الكشف الحسي : بالكشف عن حقائق الوجود بارتفاع الحجب الحسية عن عين القلب وعين البصر .
8- الرؤى والمنامات : وتعتبر من أكثر المصادر اعتماداً عليها حيث يزعمون أنهم يتلقون فيها عن الله تعالى ، أو عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو عن أحد شيوخهم لمعرفة الأحكام الشرعية .
- التلقي عن الأنبياء غير النبي صلى الله عليه وسلم وعن الأشياخ المقبورين .

- تتشابه عقائد الصوفية وأفكارهم وتتعدد بتعدد مدارسهم وطرقهم ويمكن إجمالها فيما يلي :
- يعتقد المتصوفة في الله تعالى عقائد شتى ، منها الحلول كما هو مذهب الحلاج ، ومنها وحدة الوجود حيث عدم الانفصال بين الخالق والمخلوق ، ومنهم من يعتقد بعقيدة الأشاعرة والماتريدية في ذات الله تعالى وأسمائه وصفاته .
- والغلاة منهم يعتقدون في الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً عقائد شتى ، فمنهم من يزعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصل إلى مرتبتهم وحالهم ، وأنه كان جاهلاً بعلوم رجال التصوف كما قال البسطامي : (( خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله )) . ومنهم من يعتقد أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو قبة الكون ، وهو الله المستوي على العرش وأن السماوات والأرض والعرش والكرسي وكل الكائنات خُلقت من نوره ، وأنه أول موجود وهذه عقيدة ابن عربي ومن تبعه . ومنهم من لا يعتقد بذلك بل يرده ويعتقد ببشريته ورسالته ولكنهم مع ذلك يستشفعون ويتوسلون به صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى على وجه يخالف عقيدة أهل السنة والجماعة .
- وفي الأولياء يعتقد الصوفية عقائد شتى ، فمنهم من يفضِّل الولي على النبي ، ومنهم يجعلون الولي مساوياً لله في كل صفاته ، فهو يخلق ويرزق ، ويحيي ويميت ، ويتصرف في الكون . ولهم تقسيمات للولاية ، فهناك الغوث ، والأقطاب ، والأبدال والنجباء حيث يجتمعون في ديوان لهم في غار حراء كل ليلة ينظرون في المقادير . ومنهم من لا يعتقد ذلك ولكنهم أيضاً يأخذونهم وسائط بينهم وبين ربهم سواءً كان في حياتهم أو بعد مماتهم .
وكل هذا بالطبع خلاف الولاية في الإسلام التي تقوم على الدين والتقوى ، وعمل الصالحات ، والعبودية الكاملة لله والفقر إليه ، وأن الولي لا يملك من أمر نفسه شيئاً فضلاً عن أنه يملك لغيره ، قال تعالى لرسوله : (( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً )) [الجن :21] .
- يعتقدون أن الدين شريعة وحقيقة ، والشريعة هي الظاهر من الدين وأنها الباب الذي يدخل منه الجميع ، والحقيقة هي الباطن الذي لا يصل إليه إلا المصطفون الأخيار .
- التصوف في نظرهم طريقة وحقيقة معاً .
- لابد في التصوف من التأثير الروحي الذي لا يأتي إلا بواسطة الشيخ الذي أخذ الطريقة عن شيخه .
- لابد من الذكر والتأمل الروحي وتركيز الذهن في الملأ الأعلى ، وأعلى الدرجات لديهم هي درجة الولي .
- يتحدث الصوفيون عن العلم اللدني الذي يكون في نظرهم لأهل النبوة والولاية ، كما كان ذلك للخضر عليه الصلاة والسلام ، حيث أخبر الله تعالى عن ذلك فقال : ((وعلمناه من لدنا علماً ))


شطحات الصوفية :
سلك بعضهم طريق تحضير الأرواح معتقداً بأن ذلك من التصوف ، كما سلك آخرون طريق الشعوذة والدجل ، وقد اهتموا ببناء الأضرحة وقبور الأولياء وإنارتها وزيارتها والتمسح بها ، وكل ذلك من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان .
- يقول بعضهم بارتفاع التكاليف - إسقاط التكاليف - عن الولي ، أي أن العبادة تصير لالزوم لها بالنسبة إليه ، لأنه وصل إلى مقام لا يحتاج معه إلى القيام بذلك.
- يستخدم الصوفيون لفظ ( الغوث والغياث ) وقد أفتى ابن تيمية كما جاء في كتاب مجموع الفتاوى ص 437 : (( فأما لفظ الغوث والغياث فلا يستحقه إلا الله ، فهو غوث المستغيثين ، فلا يجوز لأحد الاستغاثة بغيره لا بملك مقرب ولا نبي مرسل )) .
- لقد أجمعت كل طرق الصوفية على ضرورة الذكر ، وهو عند النقشبندية لفظ الله مفرداً ، وعند الشاذلية لا إله إلا الله ، وعند غيرهم مثل ذلك مع الاستغفار والصلاة على النبي ، وبعضهم يقول : هو هو ، بلفظ الضمير . وفي ذلك يقول ابن تيمية في كتاب مجموع الفتاوى ص 229 : (( وأما الاقتصار على الاسم المفرد مظهراً أو مضمراً فلا أصل له ، فضلاً عن أن يكون من ذكر الخاصة والعارفين ، بل هو وسيلة إلى أنواع من البدع والضلالات ، وذريعة إلى تصورات أحوال فاسدة من أحوال أهل الإلحاد وأهل الاتحاد )) .
ويقول في ص 228 أيضاً : (( من قال : ياهو ياهو ، أو هو هو ، ونحو ذلك ، لم يكن الضمير عائداً إلا إلى مايصوره القلب ، والقلب قد يهتدي وقد يضل )) .
- قد يأتي بعض المنتسبين إلى التصوف بأعمال عجيبة وخوارق ، وفي ذلك يقول ابن تيمية ص 494 : (( وأما كشف الرؤوس ، وتفتيل الشعر ، وحمل الحيات ، فليس هذا من شعار أحد من الصالحين ، ولامن الصحابة ، ولا من التابعين ، ولا شيوخ المسلمين ، ولا من المتقدمين ، ولا من المتأخرين ، ولا الشيخ أحمد بن الرفاعي ، وإنما ابتدع هذا بعد موت الشيخ بمدة طويلة )) .
- ويقول أيضاً في ص 504 : (( وأما النذر للموتى من الأنبياء والمشايخ وغيرهم أو لقبورهم أو المقيمين عند قبورهم فهو نذر شرك ومعصية لله تعالى )) .
- وفي ص 506 من نفس الكتاب : (( وأما الحلف بغير الله من الملائكة والأنبياء والمشايخ والملوك وغيرهم فإنه منهي عنه ))
- ويقول في ص 505 من نفس الكتاب أيضاً : (( وأما مؤاخاة الرجال والنساء الجانب وخلوتهم بهن ، ونظرهم إلى الزينة الباطنة ، فهذا حرام باتفاق المسلمين ، ومن جعل ذلك من الدين فهو من إخوان الشياطين )) .

من أبرز المآخذ التي تؤخذ على الصوفية مايلي :
1- الحلول والاتحاد. 2- وحدة الوجود. 3 - الشرك في توحيد الألوهية وذلك بصرف بعض أنواع العبادة لغير الله تعالى 4 - الشرك في توحيد الربوبية وذلك باعتقادهم أن بعض الأولياء يتصرفون في الكون ويعلمون الغيب . . 5 - الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم . 6- الغلو في الأولياء . 7- الادعاءات الكثيرة الكاذبة ، كادعائهم عدم انقطاع الوحي ومالهم من المميزات في الدنيا والآخرة .
7- يتساهل بعض الصوفية في التزام أحكام الشرع .
8- طاعة المشايخ والخضوع لهم ، والاعتراف بذنوبهم بين أيديهم، والتمسح بأضرحتهم بعد مماتهم .
9- تجاوزات كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان ، في هيئة ما يسمونه الذكر ، وهو هز البدن والتمايل يميناً وشمالاً ، وذكر كلمة الله في كل مرة مجردة ، والادعاء بأن المشايخ مكشوف عن بصيرتهم ، ويتوسلون بهم لقضاء حوائجهم ، ودعاؤهم بمقامهم عند الله في حياتهم وبعد مماتهم .
- لقد فتح التصوف المنحرف باباً واسعاً دخلت منه كثير من الضلالات والبدع التي تخرج صاحبها من الإسلام .

انتشر التصوف على مدار الزمان وشمل معظم العالم الإسلامي ، وقد نشأت فرقهم وتوسعت في مصر والعراق وشمال غرب أفريقيا ، وفي غرب ووسط وشرق آسيا .
- تراجعت الصوفية وذلك ابتداءً من نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ولم يعد لها ذلك السلطان الذي كان لها فيما قبل ، وذلك بالرغم من دعم بعض الدول الإسلامية للتصوف كعامل مُثبِّط لتطلعات المسلمين .




بتصرف

للأسف البحث الذي قمت به قرأته كاملا لكن يصعب أن أرد على كل شيء فقط اكتفيت ببعض الاستدلالات من ابنالقيم رحمه الله .. وهناك الكثير من الاستدلالات التي سآتي بها









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-27, 16:36   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ilyasseislame
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

شهادة ابن تيمية للتصوف
قال ابن تيمية:
"وأول من حمل اسم "/صوفي"/ هو أبو هاشم الكوفي، الذي ولد في الكوفة، وأمضى معظم حياته في الشام، وتوفى عام"160ﻫ"، وأول من حدد نظريات التصوف وشرحها هو "/ذو النون المصري"/ تلميذ الإمام "/مالك"/، وأول من بوبها ونشرها هو"/الجنيد"/ البغدادي / اه .

ملحوظة :ابوهاشم الكوفي كان معاصراً للامام المجتهد سفيان الثوري الذي توفي عام 155هـ
قال عنه سفيان الثوري : "/ لولا أبو هاشم ماعُرِفت دقائق الرياء "/.
قال ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " "11/6":
"أول ما ظهرت الصوفية من البصرة وأول من بنى دويرة الصوفية بعض أصحاب عبد الواحد بن زيد وعبد الواحد من أصحاب الحسن وكان في البصرة من المبالغة في الزهد والعبادة والخوف ونحو ذلك ما لم يكن في سائر أهل الأمصار ولهذا كان يقال فقه كوفي وعبادة بصرية/ .
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى "11/282"
"وعبد الواحد بن زيد وأن كان مستضعفاً في الرواية إلا أن العلماء لا يشكون في ولايته وصلاحه ولا يلتفتون إلى قول الجوزجاني فأنه متعنت كما هو مشهور عنه / .
وذكر ابن تيمية في كتابه الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان
"أن عبدالواحد ابن زيد من أولياء الرحمن/ !! .
تعريف الصوفي عند ابن تيمية في " مجموع الفـتاوى "11/16" : "
"هو ـ أي الصوفي ـ في الحقيقة نوع من الصديقين فهو الصديق الذي اختص بالزهد والعبادة على الوجه الذي اجتهدوا فيه فكان الصديق من أهل هذه الطريق كما يقال : صديقو العلماء وصديقو الأمراء فهو أخص من الصديق المطلق ودون الصديق الكامل الصديقية من الصحابة والتابعين وتابعيهم فإذا قيل عن أولئك الزهاد والعباد من البصريين أنهم صديقون فهو كما يقال عن أئمة الفقهاء من أهل الكوفة أنهم صديقون أيضاً كل بحسب الطريق الذي سلكه من طاعة الله ورسوله بحسب اجتهاده وقد يكونون من أجلّ الصديقين بحسب زمانهم فهم من أكمل صديقي زمانهم والصديق من العصر الأول أكمل منه والصديقون درجات وأنواع ولهذا يوجد لكل منهم صنف من الأحوال والعبادات حققه وأحكمه وغلب عليه وإن كان غيره في غير ذلك الصنف أكمل منه وأفضل منه /.
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى "جزء 12 – صفحة 36" :
"وأما جمهور الأمة وأهل الحديث والفقه والتصوف فعلى ما جاءت به الرسل وما جاء عنهم من الكتب والاثارة من العلم وهم المتبعون للرسالة اتباعا محضا لم يشوبوه بما يخالفه ".
3- التصوف تكلم به الإمام أحمد ابن حنبل وسفيان الثوري والداراني وغيرهم
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى "جزء 11 – صفحة5 "
" أما لفظ الصوفية فانه لم يكن مشهورا فى القرون الثلاثة وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك وقد نقل التكلم به عن غير واحد من الأئمة والشيوخ كالإمام احمد بن حنبل وأبى سليمان الدارانى وغيرهما وقد روى عن سفيان الثورى أنه تكلم به وبعضهم يذكر ذلك عن الحسن البصرى" .اهـ ملحوظة : عبارة لم يكن مشهورا لاتنافي انه كان موجود.
وقال في مجموع الفتاوى "11/17" :
"طائفة ذمت الصوفية والتصوف وقالوا أنهم مبتدعون خارجون عن السنة ونقل عن طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معرفون وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام وطائفة غلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفي هذه الأمور ذميم , والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطىء وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه عاص لربه وقد انتسب إليهم من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم ".اهـ
يقول ابن تيمية في هذا الباب الفتاوى "11/28 – 29"
"لفظ الفقر والتصوف قد أدخل فيه أمور يحبها الله ورسوله فتلك يؤمر بها ، وإن سميت فقرا وتصوفا ؛ لأن الكتاب والسنة إذا دل على استحبابها لم يخرج ذلك بأن تُسمى باسم أخر . كما يدخل في ذلك أعمال القلوب كالتوبة والصبر والشكر والرضا والخوف والرجاء والمحبة والأخلاق المحمودة ." "اهـ .
مجموع فتاوي ابن تيمية - كتاب التصوف "ج5 ص3" : "/و «أولياء الله» هم المؤمنون المتقون، سواء سمي أحدهم فقيراً أو صوفياً أو فقيهاً أو عالماً أو تاجراً أو جندياً أو صانعاً أو أميراً أو حاكماً أو غير ذلك"/." اهـ
قال ابن تيمية مجموع الفتاوى "جزء 20 - صفحة 63"
"ثم هم إما قائمون بظاهر الشرع فقط كعموم أهل الحديث والمؤمنين الذين فى العلم بمنزلة العباد الظاهرين فى العبادة وإما عالمون بمعاني ذلك وعارفون به فهم فى العلوم كالعارفين من الصوفية الشرعية فهؤلاء هم علماء أمة محمد المحضة وهم أفضل الخلق وأكملهم وأقومهم طريقة والله أعلم" اه
قال في " مجموع الفتاوى " "11/16":
" وهم يسيرون بالصوفي إلى معنى الصديق وأفضل الخلق بعد الأنبياء الصديقون /.
مجموع الفتاوى " جزء 7 – صفحة 190 /
" فإن أعمال القلوب التى يسميها بعض الصوفية أحوالا ومقامات أو منازل السائرين الى الله أو مقامات العارفين أو غير ذلك كل ما فيها مما فرضه الله ورسوله فهو من الإيمان الواجب وفيها ما أحبه ولم يفرضه فهو من الإيمان المستحب فالأول لابد لكل مؤمن منه ومن اقتصر عليه فهو من الابرار اصحاب اليمين ومن فعله وفعل الثانى كان من المقربين السابقين وذلك مثل حب الله ورسوله بل أن يكون الله ورسوله أحب اليه مما سواهما بل أن يكون الله ورسوله والجهاد فى سبيله أحب إليه من أهله وماله ومثل خشية الله وحده دون خشية المخلوقين ورجاء الله وحده دون رجاء المخلوقين والتوكل على الله وحده دون المخلوقين والإنابة إليه مع خشيته كما قال تعالى هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ومثل الحب فى الله والبغض فى الله والموالاة لله والمعاداة لله" اه .
4- ابن تيمية يزكي رجال التصوف ويثني عليهم
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى "ج10. ص516 ـ517"
"فأما المستقيمون من السالكين كجمهور مشائخ السلف مثل الفضيل بن عياض، وإِبراهيم بن أدهم، وأبي سليمان الداراني، ومعروف الكرخي، والسري السقطي، والجنيد بن محمد، وغيرهم من المتقدمين، ومثل الشيخ عبد القادر "الجيلاني/، والشيخ حماد، والشيخ أبي البيان، وغيرهم من المتأخرين، فهم لا يسوِّغون للسالك ولو طار في الهواء، أو مشى على الماء، أن يخرج عن الأمر والنهي الشرعيين، بل عليه أن يفعل المأمور، ويدع المحظور إِلى أن يموت. وهذا هو الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وإِجماع السلف وهذا كثير في كلامهم" اهـ.
قال ابن تيمية يصف الجنيد وعبد القدر الجيلاني بأنهم أئمة الصوفية في مجموع الفتاوى "ص369/8 "
"و أما أئمة الصوفية و المشايخ المشهورون من القدماء مثل الجنيد بن محمد و أتباعه و مثل الشيخ عبد القادر و أمثاله فهؤلاء من أعظم الناس لزوماً للأمروالنهي و توصية بإتباع ذلك , و تحذيرا من المشي مع القدر كما مشى أصاحبهم أولئك و هذا هو الفرق الثاني الذي تكلم فيه الجنيد مع أصحابه , والشيخ عبد القادر كلامه كله يدور على إتباع المأمور و ترك المحظور والصبر على المقدور ولا يثبت طريقاً تخالف ذلك أصلا, لاهو ولا عامة المشايخ المقبولين عند المسلمين و يحذر عن ملاحظة القدر المحض بدون إتباع الأمر و النهي / اهـ .
قال ابن تيمية متحدثاً عن الشيخ عبدالقادر الجيلاني : في مجموع الفتاوي " 8/303"
قُلْت :"وَلِهَذَا يَقُولُ الشَّيْخُ عَبْدُ الْقَادِرِ - قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ-
كَثِيرٌ مِنْ الرِّجَالِ إذَا وَصَلُوا إلَى الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ أَمْسَكُوا وَأَنَا انْفَتَحَتْ لِي فِيهِ رَوْزَنَةٌ فَنَازَعْتُ أَقْدَارَ الْحَقِّ بِالْحَقِّ لِلْحَقِّ وَالرَّجُلُ مَنْ يَكُونُ مُنَازِعًا لِقَدَرِ لَا مُوَافِقًا لَهُ وَهُوَ - رضي الله عنه - كَانَ يُعَظِّمُ الْأَمْرَ وَالنَّهْيَ وَيُوصِي بِاتِّبَاعِ ذَلِكَ وَيَنْهَى عَنْ الِاحْتِجَاجِ بِالْقَدَرِ / .
قال ابن تيميه في مجموع الفتاوى "ج10 - ص 884"
"والشيخ عبد القادر من أعظم شيوخ زمانه مأمرا بالتزام الشرع والأمر والنهى وتقديمه على الذوق، ومن أعظم المشائخ أمرا بترك الهوى والاراده النفسية/.
مجموع فتاوي ابن تيمية "ج5 ص321"
"والجنيد وأمثاله أئمة هدى، ومن خالفه في ذلك فهو ضال. وكذلك غير الجنيد من الشيوخ تكلموا فيما يعرض للسالكين وفيما يرونه في قلوبهم من الأنوار وغير ذلك؛ وحذروهم أن يظنوا أن ذلك هو ذات الله تعالى"." اهـ.
قال ابن تيميه في كتابه " الفرقان ص98" متحدثاً عن الإمام الجنيد
مانصه : "فان الجنيد قدس الله روحه من أئمة الهدى/.
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى "جزء 14 - صفحة 355 ":
"فمن سلك مسلك الجنيد من أهل التصوف و المعرفة كان قد اهتدى و نجا و سعد"
5- ابن تيمية يصف أعلام التصوف ورجاله " بمشايخ الاسلام وأئمة الهدى"
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوي "ج2 ص452"
"أنهمْ مشائخ الإسلام وأئمة الهدى الَّذيْن جعلَ اللّهُ تعالَى لهم لسْان صدق في الأمةِ، مثْلَ سعْيد بنُ المسيبِ، والحسْن البصريِّ، وعمرْ بنُ عبد العزيز، ومالْك بنُ أنسْ، والأوزاعي، وإبراهيْم بنْ أدهم، وسفْيان الثوري، والفضيّل بنُ عياض، ومعروف الكرّخْي، والشافعي، وأبي سليْمان، وأحمد بنَ حنبل، وبشرُ الحافي، وعبد اللّهِ بنُ المبارك، وشقيّق البلّخِي، ومن لا يحصَّى كثرة.
إلى مثْلَ المتأخرينَ: مثْلَ الجنيد بن محمد القواريري، وسهَلْ بنُ عبد اللّهِ التسْتري، وعمرُ بنُ عثمان المكي، ومن بعدهم ـ إلى أبي طالبَ المكي إلى مثْل الشيْخ عبد القادرِ الكيلاني، والشّيْخ عدّي، والشيْخ أبي البيْان، والشيخ أبي مدين، والشيخ عقيل، والشيخ أبي الوفاء، والشيخ رسلان، والشيخ عبد الرحيم، والشيخ عبد الله اليونيني، والشيخ القرشي، وأمثال هؤلاء المشايخ الذين كانوا بالحجْازِ والشّام والعرْاق، ومصْر والمغرْب وخرّاسْان، من الأوليْنِ والآخريْنِ/." اهـ
مجموع فتاوى ابن تيمية – كتاب السلوك – فصل في تزكية النفس"
"وكذلك ما ذكره معلقا قال: قال الشبلي بين يدي الجنيد: لا حول ولا قوةً إلا بالله. فقال الجنيد: قولك ذا ضيق صدر، وضيق الصدر لترك الرضا بالقضاء. فإن هذا من أحسن الكلام، وكان الجنيد ـ رضي الله عنه ـ سيد الطائفة، ومن أحسنهم تعليماً وتأديبا وتقويما ـ وذلك أن هذه الكلمة كلمة استعانة؛ لا كلمة استرجاع، وكثير من الناس يقولها عند المصائب بمنزلة الاسترجاع، ويقولها جزعا لا صبرا. فالجنيد أنكر على الشبلي حاله في سبب قوله لها، إذ كانت حالاً ينافي الرضا، ولو قالها على الوجه المشروع لم ينكر عليه."/ اهـ.

ابن تيمية يمتدح الذين صنفهم ابوعبد الرحمن السلمي بأنهم اولياء صالحين
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى "جزء 10 – صفحة367-368 "
"وكذلك ممن صنف فى التصوف و الزهد جعل الاصل ماورد عن متأخري الزهاد واعرض عن طريق الصحابة والتابعين كما فعل صاحب الرسالة ابو القاسم القشيري وأبو بكر محمد بن إسحاق الكلاباذي وابن خميس الموصلي في مناقب الابرار وابو عبد الرحمن السلمى فى تاريخ الصوفية لكن ابو عبد الرحمن صنف ايضا سير السلف من الاولياء والصالحين وسير الصالحين من السلف كما صنف فى سير الصالحين من الخلف ونحوهم من ذكرهم لاخبار اهل الزهد والاحوال من بعد القرون الثلاثة من عند ابراهيم بن ادهم والفضيل بن عياض وابي سليمان الداراني ومعروف الكرخي ومن بعدهم واعراضهم هم عن حال الصحابة والتابعين الذين نطق الكتاب والسنة بمدحهم والثناء عليهم والرضوان عنهم".
ابن تيمية ينفي و يبرئ السيدة رابعة عن مانسب اليها
قال ابن تيمية عن السيدة رابعة العدوية – :
"وأما ما ذُكر عن رابعة العدوية من قولها عن البيت : إنه الصنم المعبود في الأرض ، فهو كذب على رابعة ، ولو قال هذا من قاله لكان كافراً يستتاب فإن تاب وإلا قُتِل ، وهو كذب فإن البيت لا يعبده المسلمون ، ولكن يعبدون رب البيت بالطواف به والصلاة إليه ، وكذلك ما نقل من قولها : و الله ما ولجه الله ولا خلا منه ، كلام باطل عليها". اهـ
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى "جزء 11 – صفحة 22 "
"فان الفقراء يسبقون الاغنياء الى الجنة لأنه لا حساب عليهم ثم الأغنياء يحاسبون فمن كانت حسناته أرجح من حسنات فقير كانت درجته فى الجنة أعلى وان تأخر عنه فى الدخول ومن كانت حسناته دون حسناته كانت درجته دونه لكن لما كان جنس الزهد فى الفقراء اغلب صار الفقر فى اصطلاح كثير من الناس عبارة عن طريق الزهد وهو من جنس التصوف فإذا قيل هذا فيه فقر أو ما فيه فقر لم يرد به عدم المال ولكن يراد به ما يراد باسم الصوفى من المعارف والأحوال والأخلاق والأدب ونحو ذلك
وعلى هذا الاصطلاح قد تنازعوا أيما أفضل الفقير أو الصوفى فذهب طائفة إلى ترجيح الصوفى كأبى جعفر السهروردي ونحوه وذهب طائفة إلى ترجيح الفقير كطوائف كثيرين وربما يختص هؤلاء بالزوايا وهؤلاء بالخوانك ونحو ذلك وأكثر الناس قد رجحوا الفقير والتحقيق أن أفضلهما اتقاهما فان كان الصوفى اتقى لله كان أفضل منه وهو أن يكون أعمل بما يحبه الله وأترك لما لا يحبه فهو أفضل من الفقير وان كان الفقير أعمل بما يحبه الله وأترك لما لا يحبه كان أفضل منه فان استويا فى فعل المحبوب وترك غير المحبوب استويا فى الدرجة و أولياء الله هم المؤمنون المتقون سواء سمى أحدهم فقيرا أو صوفيا أو فقيها أو عالما أو تاجرا أو جنديا أو صانعا أو أميرا أو حاكما أو غير ذلك قال الله تعالى ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون" اهـ .
ابن تيمية يقول ان للصوفية الفاظ ومصطلحات لايعرفها غيرهم

قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى "جزء 5 - صفحة 79"
"وأعلم أن لفظ الصوفية وعلومهم تختلف فيطلقون ألفاظهم على موضوعات لهم ومرموزات واشارات تجرى فيما بينهم فمن لم يداخلهم على التحقيق ونازل ما هم عليه رجع عنهم وهو خاسىء وحسير " اه
قال ابن تيمية في من "مجموع الفتاوى /ص337"
"وفي كلام أهل التصوف عبارات موهمة في ظاهرها بل وموحشة أحيانًا، ولكن تحتمل وجهًا صحيحًا يمكن حملها عليه فمن الإنصاف أن تحمل على الوجه الصحيح كالفناء، والشهود، والكشف ، ونحو ذلك /.
أقوال الشيخ ابن تيمية في الصوفية، وهو يشرح بعين الإنصاف الفناء و الأحوال والمقامات التي تمرّ بهم :

قال ابن تيمية في مجموع الفتاوي "جزء 10 - صفحة 219"
"فان الفناء ثلاثة انواع نوع للكاملين من الأنبياء والأولياء ونوع للقاصدين من الاولياء والصالحين ونوع للمنافقين الملحدين الخمشهبين فاما الأول فهو الفناء عن ارادة ما سوى الله بحيث لا يجب الا الله ولا يعبد الا اياه ولا يتوكل الا عليه ولا يطلب غيره وهو المعنى الذى يجب ان يقصد بقول الشيخ ابى يزيد حيث قال اريد ان لا اريد الا ما يريد اى المراد المحبوب المرضى وهو المراد بالارادة الدينية وكمال العبد ان لا يريد ولا يجب ولا يرضى الا ما اراده الله ورضيه واحبه وهو ما أمر به أمر إيجاب أو استحباب ولا يجب الا ما يحبه الله كالملائكة والأنبياء والصالحين وهذا معنى قولهم فى قوله الا من أتى الله بقلب سليم قالوا هو السليم مما سوى الله او مما سوى عبادة الله او مما سوى ارادة الله او مما سوى محبة الله فالمعنى واحد وهذا المعنى أن سمى فناء او لم يسم هو اول الاسلام وآخره وباطن الدين وظاهره .
" اما النوع الثاني فهو الفناء عن شهود السوى وهذا يحصل لكثير من السالكين فانهم لفرط انجذاب قلوبهم الى ذكر الله وعبادته ومحبته وضعف قلوبهم عن ان تشهد غير ما تعبد وترى غير ما تقصد لا يخطر بقلوبهم غير الله بل ولا يشعرون كما قيل فى قوله واصبح فؤاد ام موسى فارغا ان كادت لتبدى به لولا أن ربطنا على قلبها قالوا فارغا من كل شئ الا من ذكر موسى وهذا كثير يعرض لمن فقمه أمر من الأمور إما حب وإما خوف واما رجاء يبقى قلبه منصرفا عن كل شئ الا عما قد احبه او خافه او طلبه بحيث يكون عند استغراقه فى ذلك لا يشعر بغيره فإذا قوى على صاحب الفناء هذا فانه يغيب بموجوده عن وجوده وبمشهوده عن شهوده وبمذكوره عن ذكره وبمعروفه عن معرفته حتى يفنى من لم يكن وهى المخلوقات المعبدة ممن سواه ويبقى من لم يزل وهو الرب تعالى والمراد فناؤها فى شهود العبد وذكره وفناؤه عن ان يدركها او يشهدها" اهـ .
مجموع فتاوي ابن تيمية - فصل "الفناء""ج16 ص402"
""وفي هذا الفناء قد يقول: أنا الحق، أو سبحاني، أو ما في الجبة إلا الله، إذا فني بمشهوده عن شهوده، وبموجوده عن وجوده، وبمذكور عن ذكره، وبمعروفه عن عرفانه. كما يحكون أن رجلاً كان مستغرقا في محبة آخر، فوقع المحبوب في اليم فألقى الآخر نفسه خلفه، فقال ما الذي أوقعك خلفي؟
فقال: غبت بك عني فظننت إنك أني.
وفي مثل هذا المقام يقع السكر الذي يسقط التمييز مع وجود حلاوة الإيمان، كما يحصل بسكر الخمر، وسكر عشيق الصور. وكذلك قد يحصل الفناء بحال خوف أو رجاء، كما يحصل بحاله حب فيغيب القلب عن شهود بعض الحقائق ويصدر منه قول أو عمل من جنس أمور السكارى وهي شطحات بعض المشائخ:
كقول بعضهم: انصب خيمتي على جهنم، ونحو ذلك من الأقوال والأعمال المخالفة للشرع؛ وقد يكون صاحبها غير مأثوم، وأن لم يكن فيشبه هذا الباب أمر خفراء العدو من يعين كافرا أو ظالما بحاله ويعلم أنه مغلوب عليه. ويحكم "على/ هؤلاء أن أحدهم إذا زال عقله بسبب غير محرم فلا جناح عليهم فيما يصدر عنهم من الأقوال والأفعال المحرمة بخلاف ما إذا كان سبب زوال العقل والغلبة أمرا محرما."" اهـ.
كلام ابن تيمية من مجموع الفتاوي الجزء"2/396"
قال: "قد يقع بعض من غلب عليه الحال في نوع منا لحلول والاتحاد .. لماورد عليه ماغيب عقله أولإناه عما سوى محبوبه, ولم يكن ذلك بذنب منه كان معذورًا غير معاقب عليه مادام غيرعاقل... وهذا كما يحكى : أن رجلين كان أحدهما يحب الآخر فوقع المحبوب في اليم , فألقى الآخر نفسه خلفه فقال: أناوقعت, فما الذي أوقعك ؟ فقال: غبت بك عني, فظننت أنك أني.
فهذه الحال تعتري كثيرً امن أهل المحبة والإرادة في جانب الحق, وفي غيرجانبه... فإنه يغيب بمحبوبه عن حبه وعن نفسه , وبمذكوره عن ذكره... فلا يشعر حينئذ بالتميز ولابوجوده , فقد يقول في هذه الحال : أنا الحق أوسبحاني أومافي الجبة إلا الله ونحوذلك ... /اهـ.
وقال ابن تيمية من كتابه"ص337":
" وفي هذا الفناء قد يقول : انا الحق ، أو سبحاني ، أو ما في الجنة إلا الله ، إذا فنى بمشهوده عن شهوده ، وبموجوده عن وجوده ، وفي مثل هذا المقام يقع السكر الذي يسقط التمييز مع وجود حلاوة الإيمان كما يحصل بسكر الخمر وسكر عشق الصور . ويحكم على هؤلاء أن أحدهم إذا زال عقله بسبب غير محرم فلا جناح عليه فيما يصدر عنه من الأقوال والأفعال المحرمة ، بخلاف ماإذا كان سبب زوال العقل أمراً محرماً . وكما أنه لاجناح عليهم فلا يجوز الاقتداء بهم ولا حمل كلامهم وفعالهم على الصحة ، بل هم في الخاصة مثل الغافل والمجنون في التكاليف الظاهرة".
وكذلك قال ايضاً في كتابهَ الأستقامة "149/2"
"ولهذا غلب على كلام العباد الصوفية اهل الارادة والعمل اسم الذوق والسرور والنعمة فالشهوة والارادة والمحبة والطلب ونحو ذلك من الاسماء.......الى ان قال :- ولهذا كان ائمة الهدى ممن يتكلم في العلم والكلام او في العمل والهدى والتصوف يوصون باتباع الكتاب والسنة وينهون عما خرج عن ذلك كما امرهم الله والرسول وكلامهم في ذلك كثير منتشر مثل قول سهل بن عبد الله التستري كل وجد لا يشهد له الكتاب والسنة فهو باطل" اهـ .
ابن تيميه يعترف بالدس فى كتب الصوفيه
قال ابن تيميه في مجموع فتاوى ابن تيمية قسم التصوف "ج11. ص74ـ75"
ليس أحد من أهل المعرفة بالله، يعتقد حلول الرب تعالى به أو بغيره من المخلوقات، ولااتحاده به،"وإِن سُمع شيء من ذلك منقول عن بعض أكابر الشيوخ فكثير منه مكذوب، اختلقه الأفاكون من الاتحادية المباحية، الذين أضلهم الشيطان اهـ." وألحقهم بالطائفة النصرانية










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-27, 16:37   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
ilyasseislame
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

ابن تيمية يبرئ الصوفية عن عقيدة الحلول وينسبها لمن تشبه بهم وليس هو منهم0000000
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى "جزء 15 – صفحة427 "
" ثم الصوفية المشهورون عند الأمة الذين لهم لسان صدق فى الأمة لم يكونوا يستحسنون مثل هذا بل ينهون عنه ولهم فى الكلام فى ذم صحبة الأحداث وفى الرد على أهل الحلول وبيان مباينة الخالق مالا يتسع هذا الموضع لذكره وإنما يستحسنه من تشبه بهم ممن هو عاص أو فاسق أو كافر فيتظاهر بدعوى الولاية لله وتحقيق الإيمان والعرفان وهو من شر أهل العداوة لله وأهل النفاق والبهتان والله تعالى يجمع لأوليائه المتقين خير الدنيا والآخرة ويجعل لأعدائه الصفقة الخسرة والله سبحانه وتعالى أعلم" ا
ابن تيمية يبرئ الصوفية عن الكفر
في مجموع الفتاوى "جزء 35 – صفحة 101"
"على ذلك لم يكفر احد منهم باتفاق المسلمين فان هؤلاء يقولون إنهم معصومون من الاقرار على ذلك ولو كفر هؤلاء لزم تكفير كثير من الشافعية والمالكية والحنفية والحنبلية والأشعرية وأهل الحديث والتفسير والصوفية الذين ليسوا كفارا باتفاق المسلمين
أقوال ابن القيم في التصوف
قال ابن القيم في كتابه مدارج السالكين " ج1 ص135"
أنهم "أي الصوفية" كانوا أجل من هذا وهممهم أعلى وأشرف إنما هم حائمون على اكتساب الحكمة والمعرفة وصهارة القلوب وزكاة النفوس وتصحيح المعاملة …
أما في "ج2 ص307" فنجده يقول :
"التصوف زاوية من زوايا السلوك الحقيقي وتزكية النفس وتهذيبها لتستعد لسيرها إلى صحبة الرفيق الأعلى, ومعية من تحبه , فان المرء مع من احب .كما قال سمنون : ذهب المحبون بشرف الدنيا والاخرة , فان المرء مع من احب, والله اعلم/.
قال ابن القيم في كتابه طريق الهجرتين "ص261-260"
"ومنها أن هذا العلم "التصوف" هو من أشرف علوم العباد وليس بعد علم التوحيد أشرف منه وهو لا يناسب إلا النفوس الشريفة/.
قال ابن القيم في مدارج السالكين "1/ 499"
/الدين كله خلق , فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين , وكذلك التصوف/ .
قال أبو بكر الكتاني : " التصوف خُـلـق فمن زاد عليك في الخُلق زاد عليك في التصوف ".
وقيل : التخلي من الرذائل والتحلي من الفضائل ".
الي ان قال : قال شيخ الاسلام "أي شيخ الاسلام الهروي الصوفي" : "واجتمعت كلمة الناطقين في هذا العلم : أن التصوف هو الخلق , وجميع الكلام فيه يدور على قطب واحد وهو: بذل المعروف وكف الاذى".
قلت : "ومن الناس من يجعلها ثلاثة : كف الاذى واحتمال الاذى وايجاد الراحة ومنهم من يجعلها اثنين – كما قال الشيخ بذل المعروف وكف الاذى . ومنهم ومن يردها الي واحدة بذل المعروف والكل صحيح "اه.
قال ابن القيم في كتابه " شرح منازل السائرين" :
"الصوفية ثلاثة أقسام : صوفية الأرزاق , وصوفية الرسوم ، وصوفية الحقائق ، وبدع الفريقين المتقدمين يعرفها كل من له إلمام بالسنة والفقه ... وإنما الصوفية صوفية الحقائق الذين خضعت لهم رؤوس الفقهاء والمتكلمين فهم في الحقيقة علماء حكماء" أهـ .
الصوفية والفقراء عند ابن القيم :
قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج2 ص 368"
"ثم انهم – في انفسهم فريقان : صوفية وفقراء , وهم متنازعون في ترجيخ الصوفية على الفقراء أو بالعكس أو هما سواء , على ثلاثة اقوال :- فطائفة رجحت الصوفي , منهم كثير أهل العراق ,وعلى هذا صاحب العوارف وجعلوا نهاية الفقير : بداية الصوفي .
-وطائفة رجحت الفقير , وجعلوا الفقر لب التصوف وثمرته , وهم اكثر أهل خرسان.
-وطائفة ثالثة , قالوا : الفقر والتصوف شيئ واحد , وهؤلاء هم اهل الشام".
قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج1 ص199" وهويصف الشيخ عبدالقادر -بالشيخ – العارف - القدوة
قال ابن القيم : "وهو معنى قول الشيخ العارف القدوة عبدالقادر الكيلاني :
"الناس اذا وصلوا الي القضاء والقدر أمسكوا الا انا فانفتحت لي فيهع روزنة فنازعت أقدار الحق بالحق للحق , والرجل من يكون منازعا للقدر لا من يكون مستسلما للقدر/.
تعريف العارف بالله عند الصوفية
قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج3 ص334"
"فالعارف – عندهم -أي الصوفية , من عرف الله سبحانه بأسمائه وصفاته وأفعاله , ثم صدق الله في معاملته , ثم اخلص له في مقصوده ونياته, ثم انسلخ من أخلاقه الرديئة وآفاته , ثم تطهر من أوساخه ومخالفاته , ثم صبر على احكام الله في نعمه وبلياته , ثم دعا على بصيرة بدينه وآياته , ثم جرد الدعوة إليه وحده بما جاء به رسوله , ولم يشبها باراء الرجال واذواقهم ومواجيدهم ومقاييسهم ومعقولاتهم , ولم يزن بها ماجاء به الرسول عليه من الله أفضل صلواته . فهذا الذي يستحق اسم العارف على الحقيقة – اذا سمى به غيره على الدعوى والاستعارة ". قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج3 ص335"
"قال بعض السلف : نوم العارف يقظة , وأنفاسه تسبيح , ونوم العارف أفضل من صلاة الغافل .
وانما كان نوم العارف يقظة لان قلبه حي وعيناه تنامان وروحه ساجدة تحت العرش بين يدي ربها وفاطرها , جسده في الفرش وقلبه حول العرش".

الانتفاع بمجالسة العارفين عند ابن القيم
قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج3 ص335"
"وقيل : مجالسة العارف تدعوك من ست إلى ست : من الشك إلى اليقين , ومن الرياء الى الإخلاص , ومن الغفلة الى الذكر , ومن الرغبة في الدنيا الى الرغبة في الاخرة , ومن الكبر الى التواضع , ومن سوء الطوية الى النصيحة" .
الإمام الشافعي وإنتفاعه من السادة الصوفية
قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج3 ص128"
"قال الشافعي رضي الله عنه : صحبت الصوفية فما انتفعت منهم الا بكلمتين , سمعتهم يقولون : الوقت سيف فإن قطعته والا قطعك , ونفسك إن لم تشغلها بالحق وإلا شغلتك بالباطل .
قلت : يالهما من كلمتين , ماأنفعهما وأجمعهما وأدلهما على علو همة قائلها ويقظته , ويكفي في هذا ثناء الشافعي على طائفة أي السادة الصوفية . هذا قدر كلماتهم .
ابن القيم يمتدح طريق التصوف و يحذر مخالفيهم من الفهم السقيم عنهم
قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج3 ص330" مانصه :
"فاعلم أن في لسان القوم "أي الصوفية" من الاستعارات واطلاق العام وإرادة الخاص , وإطلاق اللفظ وإرادة إشارته دون حقيقة معناه ماليس في لسان احد من الطوائف غيرهم , ولهذا يقولون : "نحن أصحاب اشارة ولا أصحاب عبارة , و"الاشارة لنا والعبارة لغيرنا".
وقد يطلقون العبارة التي يطلقها الملحد ويريدون بها معنى لافساد فيه . وصار هذا سببا لفتنة طائفتين : طائفة تعلقوا عليهم بظاهر عباراتهم فبدعوهم وضللوهم .
وطائفة: نظروا الي مقاصدهم ومغذاهم فصبوا تلك العبارات وصححوا تلك الاشارات , فطالب الحق يقبله ممن كان ويرد ماخالفه على من كان ".
قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج3 ص151":
"فإياك ثم إياك والألفاظ المجملة المشتبهة التي وقع اصطلاح القوم عليها , فإنها أصل البلاء , وهي مرد الصديق والزنديق , فإذا سمع الضعيف المعرفة والعلم بالله تعالى لفظ "اتصال , وانفصال , ومسامرة , ومكالمة , وأنه لاوجود في الحقيقة الا وجود الله , وأن وجود الكائنات خيال ووهم , وهو بمنزلة وجود الظل القائم بغيره ", فسمع منه مايملأ الاذان من حلول واتحاد وشطحات .
والعارفون من القوم أطلقوا هذه الالفاظ ونخوها , وأرادوا بها معاني صحيحة في نفسها فغلط الغالطون في فهم ما ارادوه ونسبوهم الي الحادهم وكفرهم".
ابن القيم يتكلم عن فناء الصوفية
قال ابن القيم في المدارج "1/139"
"والفناء الذي يشير إليه القوم ويعملون عليه :أن تذهب المحدثات في شهود العبد وتغيب في أفق العدم كما كانت قبل أن توجد ويبقى الحق تعالى كما لم يزل ثم تغيب صورة المشاهِد ورسمه أيضا فلا يبقى له صورة ولا رسم ثم يغيب شهوده أيضا فلا لايبقى له شهود ويصير الحق هو الذي يشاهد نفسه بنفسه كما كان الأمر قبل إيجاد المكونات وحقيقته :أن يفنى من لم يكن ويبقى من لم يزل
حتى قال : ...وليس مرادهم فناء وجود ماسوى الله في الخارج بل فناؤه عن شهودهم وحسهم/ اهـ .
ويقول ابن القيم في المدارج "1/155"
"ولكن في حالة السكر والإصطلام والفناء قد يغيب عن هذا التميز ، وفي هذه الحال قد يقول صاحبها: ما يحكى عن أبي يزيد أنه قال: سبحاني أو ما في الجبة إلا الله ، ونحو ذلك من الكلمات التي لو صدرت عن قائلها وعقله معه لكان كافرا ، ولكن مع سقوط التمييز والشعور قد يرتفع عنه قلم المؤاخذة".
وفي ص39 نجد ابن القيم يجسد نظرة ابن تيمية فيقول:
"وهذه الشطحات أوجبت فتنة على طائفتين من الناس : إحداهما حجبت بها عن محاسن هذه الطائفة ولطف نفوسهم وصدق معاملتهم فأهدروها لما حل من هذه الشطحات وأنكروها غاية الإنكار وأساءوا الظن بهم مطلقا وهذا عدوان وإسراف… وهذه الشطحات ونحوها هي التي حذر منها سادات القوم وذموا عاقبتها وتبرءوا منها".
العلم اللدني عند ابن القيم
يقول ابن قيم الجوزية في مدارج السالكين "ج2 ص457"
"" فصل قال الدرجة الثالثة علم لدني إسناده وجوده وإدراكه عيانه ونعته حكمه ليس بينه وبين الغيب حجاب يشير القوم بالعلم اللدني إلى ما يحصل للعبد من غير واسطة بل بإلهام من الله وتعريف منه لعبده كما حصل للخضر عليه السلام يغير واسطة موسى قال الله تعالى آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما الكهف 65"".
يقول ابن قيم الجوزية في مدارج السالكين "ج2 ص457":
"" و العلم اللدني ثمرة العبودية والمتابعة والصدق مع الله والإخلاص له وبذل الجهد في تلقي العلم من مشكاة رسوله وكمال الانقياد له فيفتح له من فهم الكتاب والسنة بأمر يخصه به كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقد سئل هل خصكم رسول الله بشيء دون الناس فقال لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا فهما يؤتيه الله عبدا في كتابه فهذا هو العلم اللدني الحقيقي"".
ابن القيم والمقامات والأحوال :
قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج1 ص 135"
ولارباب السلوك اختلاف كثير في عدد المقامات وترتيبها , كل يصف منازل سيره وحال سلوكه , ولهم اختلاف في بعض منازل السير : هل هي من قسم الاحوال ؟ والفريق بينهما : أن المقامات كسبية والاحوال وهبية .
ومنهم من يقول : الاحوال من نتائج المقامات , والمقامات نتائج الاعمال , فكل من كان اصلح عملا كان اعلى مقاما وكل من كان اعلى مقاما كان اعظم حالا .
الفراسة عند الصوفية :
قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج2 ص483"
"الفراسة سببها نور يقذفه الله في قلب عبده يفرق به بين الحق والباطل , والحالي والعاطل , والصادق والكاذب .
وحقيقتها : أنها خاطر يهجم على القلب ينفي مضاده , يثب على القلب كوثوب الأسد على الفريسة , لكن الفريسة فعلية بمعنى مفعولة . وبناء الفراسة كبناء الولاية والامارة والسياسة . وهذه "الفراسة" على حسب قوة الايمان , فمن كان أقوى إيمانا فهو أحد فراسه .
قال أبو سعيد الخذار : من نظر بنور الفراسة نظر بنور الحق , وتكون مواد علمه مع الحق بلاسهو ولاغفلة , بل حكم حق جرى على لسان عبده .
وقال الواسطي : الفراسة شعاشع أنوار لمعت في القلوب , وتمكن معرفة جملة السرائر في الغيوب من غيب الي غيب , حتى يشهد الأشياء من حيث أشهده الحق إياها فيتكلم عن ضمير الخلق .
وقال الداراني : الفراسة مكاشفة النفس ومعاينة الغيب , وهي من مقامات الايمان . وسئل بعضهم عن الفراسة ؟ فقال : أرواح تتقلب في الملكوت , فتشرف على معاني الغيوب , فتنطق عن أسرار الخلق نطق مشاهدة لاتطق ظن وحسبان .
وكان الجنيد يوما يتكلم على الناس , فوقف عليه شاب نصراني متنكراً , فقال : أيها الشيخ مامعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله" , فأطرق الجنيد , ثم رفع رأسه اليه وقال : فقد حان وقت اسلامك ,فأسلم الغلام .
وكان إياس بن معاوية من ظاعظم الناس فراسة , وله الوقائع المشهورة , وكذلك الشافعي رحمه الله , وقيل إن له فيها تآليف "اه.
ابن القيم يوافق قول رابعة العدوية بعبودية الله تعالى من غير حظوظ , لاجله ورضاه ولانه يستحق العبادة
قال ابن القيم في كتابه "الفوائد ص 109" مستشهداً
" قال الأسود بن سالم: ركعتين اصليه لله أحب الي من الجنة بما فيها. فقيل له: هذا خطأ, فقال: دعونا من كلامكم, الجنة رضى نفسي, والركعتان رضى ربي, ورضى ربي أحب الي من رضى نفسي
ابن القيم يتأدب مع شيخه الصوفي
وهو : "شيخ الاسلام العلامة أبو اسماعيل عبدالله بن محمد الانصاري الهروي الصوفي".
قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج2 ص52"
"والله يشكر لشيخ الاسلام "الهروي" سعيه , ويعلي درجته , ويجزيه أفضل جزائه , ويجمع بيننا وبيته في محل كرامته , فلو وجد مريده "ابن القيم" سعة وفسحة في ترك الاعتراض عليه واعتراض كلامه مافعل. كيف وقد نفعه الله بكلامه , وجلس بين يديه مجلس التلميذ من استاذه , وهو أحد من كان على يديه فتحه يقظة ومناما .
وهذا غاية جهد المقل في هذا الموضوع , فمن كان عنده فضل علم فاليجذبه أو فاليعذر ولايبادر الي الانكار , فكم بين الهدهد ونبي الله سليمان وهو يقول له "احط بما لم تحط به" وليس شيخ الاسلام أعلم من نبي الله سليمان وليس المعترض باجهل من هدهد , والله المستعان وهو أعلم ".
مشاهد من جنازة الشيخ ابن تيمية

من كتاب البداية والنهاية للشيخ إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي .
الجزء الثامن : باب : ثم دخلت سنة ثمان وعشرين وسبعمائة.
قال ابن كثير: توفي شيخ الاسلام ابن تيمية الحراني الدمشقي بقلعة دمشق بالقاعة التي كان محبوساً فيها , وحضر جمع كثير الي القلعة , واذن لهم بالدخول عليه , وجلس جماعة عنده قبل الغسل وقرؤوا القران وتبركوا برؤيته وتقبيله , ثم انصرفوا , ثم حضر جماعة من النساء ففعلن مثل ذلك وانصرفن واقتصر على من يغسله .
فلما فرغ من غسله اخرج ثم اجتمع الخلق بالقلعة والطريق الي الجامع وامتلاء الجامع ايضاً وصحنه والكلاسة وباب البريد وباب الساعات الي باب البادين والغوارة , وحضرت الجنازة في الساعة الرابعة من النهار أو نحو ذلك ووضعت في الجامع , والجند قد أحاطوا بها يحفظونها من الناس من شدة الزحام , وصلى عليه اولاً في القلعة , وتقدم في الصلاة عليه أولاً الشيخ محمد تمام , ثم صلي عليه في الجامع الاموي عقيب صلاة الظهر, وقد تضاعف اجتماع الناس على ماتقدم ذكره ثم تزايد الجمع الي أن ضاقت الرحاب والازقة والاسواق بأهلها ومن فيها , ثم حمل بعد أن صلى عليه على رؤس الاصابع وخرج النعش به من باب البريد واشتد الزحام وعلت الاصوات بالبكاء والنحيب والترحم عليه والثناء والدعاء له , والقى الناس على نعشه مناديلهم وعمائمهم وثيابهم, وذهبت النعال من أرجل الناس وقباقيبهم ومناديلهم وعمائمهم لايلتفتون اليهم لشغلهم الشاغل بالنظر الي الجنازة وصار النعش على الرؤس تارة يتقدم وتارة يتأخر, وتارة يقف حتى تمر الناس .
ولم يتخلف عن الحضور الا القليل من الناس أو من عجز لأجل الزحام عن الحضور , ومع الترحم والدعاء له , وانه لوقدر ماتخلف , وحضر نساء كثيرات بحيث حزرن بخمسة عشر الف امرأة , غير الاتي كن على الاسطح وغيرهن , الجميع يترحمن عليه ويبكين عليه فيما قيل , وأما الرجال فحزروا بستين الفا الي مائة الف الي اكثر من ذلك الي مائتي ألف , وشرب جماعة الماء الذي فضل غسله , واقتسم جماعة بقية السد الذي غسل به ودفع في الخيط الذي كان فيه الزئبق الذي كان في عنقه بسبب القمل مائة وخمسون درهماً , وقيل إن الطاقية التي كانت على رأسه دفع فيها خمسمائة درهم, وحصل في الجنازة ضجيج وبكاء كثير , وتضرع وختمت له ختمات كثيرة بالصالحية وبالبلد , وتردد الناس الي قبره أياماً كثيرة ليلاً ونهاراً يبيتون عنده ويصبحون , ورئيت له منامات صالحة كثيرة , ورثاه جماعة بقصائد جمة










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-27, 18:20   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
القائدة
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ilyasseislame مشاهدة المشاركة
أختي القائدة أنا ممتن لك لأنك قرأت الموضوع من الأول ثم قررتي إثراء الموضوع بإجابتك ...
التصوف به بعض البدع كالشطح و غيرها التي لا أتفق معها لكن التصوف نشأ نشأة سليمة من أجل حفظ بيضة الإسلام عندما ظهر حب الدنيا في المسلمين في عهد عمر بن عبد العزيز فقرر ثلة من المسلمين أن يحفظوا جوهر الدين وهو الإحسان و ذلك بالإنزواء في المساجد و البيوت و التفرغ لذكر الله و الاجتماع على ذلك ولم يكن يصطلح عليهم آنذاك صوفية ولكن مع الوقت ظهر الإسم و ظهر أعلام مجددون لحقيقة التصوف الذي يخالف الشطح و التمسح بلأضرحة وغيرها كالشيخ عبد القادر الجيلاني و الجنيد و ابن العربي و غيرهم من الصالحين الذين أجمع العلماء ومنهم ابن تيمية و ابن القيم على ولايتهم وليس فقط على صلاحهم ، فكانوا يخرجون الناس من زمن العادة إلى أحوال العبادة ويعيدونهم من التبرك بالصالحين إلى الإقتداء بهم قولا وعملا قصد إدراك معالي الإحسان وتحقيق الغاية من الوجود وهو الذي جائت بالآية "أحسن كما أحسن الله إليك" ورغم بعض البدع التي لا تخرج الإنسان عن حقيقة التوحيد كالشطح و التي هي تخل بالأدب أثناء الذكر لأن الذاكر يجالس الله تعالى فأصحاب التصوف أصحاب ذكر و تفكر و أحوال إيمانية وكل حياتهم يعيشونها في التقرب من الله ، وإن كنت أخالفهم و أستكر منهم ذلك وحتى لا أكون مخطئا فإن من الأئمة المصححين الأفاضل رحمهم الله من عصرنا من صححوا عوج التصوف ليربطونا بالله و اليوم الآخر دائما كالإمام البنا رحمه الله مؤسس جماعة الإخوان المسلمين و أحمد ياسين رحمه الله مؤسس حركة القسام و عبد السلام ياسين رحمه الله مؤسس جماعة العدل و الإحسان بالمغرب ، فهؤلاء مجددون لحقيقة التصوف التي هي الإحسان و الإحسان و الإحسان ، وأكرر أنسوا كلمة التصوف و فكروا في المصير الأخروي وفي الفوز بأغلى ما في الآخرة وهو وجه الله تعالى و رضاه و حبه و حب الرسول صلى الله عليه و سلم وبذلك فلا يستعصى على الله أن يدخل أحبائه أعلى ما في الجنان فنعيم الآخرة النظر لوجه الله و نعيم الجنة مجاورة رسول الله ،اللهم اجعلنا جميعا من أصحاب جواره ، وذلك لا يتأتى إلا بالسلوك الإحساني من الإكثار من التهليل و التسبيح و الاستغفار و الصلاة على النبي و التوبة الدائمة وقيام الليل و الصيام و السلوك الجهادي و هذا كذلك لا يتحقق إلا بصحبة ثلة من المؤمنين المحسنين الذين يتشاركون معك نفس الهم الأخروي أو صحبة رجل عارف بالله .. أما ما يروج له من شطح و غيره فلا يتفق عليه أصحاب البصائر ، فمن أراد الإلتحاق بركب المحسنين فعليه الالتحاق بركب المحسنين في الدنيا و الصبر معهم ليعينوه على مجاهدة نفسه ، طبقا لقوله تعالى :"واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه و لا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا" وفي تفسير الطبري لهذه الآية فقد حدثنا الربيع بن سليمان، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني أسامة بن زيد، عن أبي حازم، عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف ، أن هذه الآية لما نـزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بعض أبياته ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) فخرج يلتمس، فوجد قوما يذكرون الله، منهم ثائر الرأس، وجافّ الجلد، وذو الثوب الواحد، فلما رآهم جلس معهم، فقال: " الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ لي فِي أُمَّتِي مَنْ أمرني أنْ أصبِرَ نَفْسي مَعَهُ" ورُفعت العينان بالفعل، وهو لا تعد.
وكي لا أنسى فإن ابن تيمية عاصر الصوفية في حياته و كانت لديه نظرة مشوبة مشككة في حقيقة التصوف في مرحلة في حياته ولكن لما جالس هؤلاء القوم و انكشفت له طيبوبتهم و صدق مطيتهم فقد أثنى عليهم في أيما موضع في الجزء العاشر من مجموع فتاويه و سماه بالتصوف ، وتبعه في ذلك تلميذه ابن القيم ، ولك في ما أنقله لك مثال ،فقد قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (جزء 12 – صفحة 36 )
(وأما جمهور الأمة وأهل الحديث والفقه والتصوف فعلى ما جاءت به الرسل وما جاء عنهم من الكتب والاثارة من العلم وهم المتبعون للرسالة اتباعا محضا لم يشوبوه بما يخالفه )
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (جزء 11 – صفحة5 )
( أما لفظ الصوفية فانه لم يكن مشهورا فى القرون الثلاثة وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك وقد نقل التكلم به عن غير واحد من الأئمة والشيوخ كالامام احمد بن حنبل وأبى سليمان الدارانى وغيرهما وقد روى عن سفيان الثورى أنه تكلم به وبعضهم يذكر ذلك عن الحسن البصرى) .اهـ ملحوظة : عبارة لم يكن مشهورا لاتنافي انه كان موجود
وقال في مجموع الفتاوى (11/17).
(طائفة ذمت الصوفية والتصوف وقالوا أنهم مبتدعون خارجون عن السنة ونقل عن طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معرفون وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام وطائفة غلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفي هذه الأمور ذميم , والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطىء وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه عاص لربه وقد انتسب إليهم من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم )

وكما جاء في العبارة الأخيرة "وقد انتسب إليهم من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم" فهذا ما قلته لك من البداية فقد أتى مصححون يصححون لهذه الأمة زلاتها و التصوف نشأ من أجل غاية واحدة وهؤلاء المجددون يردوننا لهذه الغاية و يبعدون عنا القشور التي هي من دون توحيد الله و جادة الحق .. يارب أكون وفيت ما تريدينه فقد اجتهدت قصد إيصال حقيقته فقط لكي لا يظلم الحق
اهلا ايها المغربي المهذب
واضح واضح كل ما تقوله و كل ما تريد إيصاله
اني لأراك صوفيا و تقاتل من اجل الذب عن الصوفية الاولى ما الصق بها من شبهات و زلات و تجاوزات الزنادقة
و مع ذلك صدقني انت لست محتاج الى ان تكون متصوفا حتى تبلغ درجة الاحسان !!!!
شوف على رغم ما تراه في الصوفية الاولى من حسنات فإنها تبقى فرقة مبتدعة ، و لقد بين ذلك الامام احمد بن حَنْبَل في زمنه يعني قبل حتى ابن تيمية ، لما سمع كلاما مؤثرا للصوفي الحارث المحاسبي و بكى مما سمع فقد سمع و رأى فيه كل الورع و التقى و الإيمان و مع ذلك
قال لهم لا تجالسوه و لا تستمعوا له !
يعني هذا الامام ابن حَنْبَل رغم انه رأى منه كل حسن و مع ذلك نهاهم عن اتباع هذه الفرقة !
عموما اخي ، أيا كانت المسميات ، ابتعد عنها و عِش ايمانياتك بعيدا عنها ، يكفيك ان تتبع سنة محمد صلى الله عليه و سلم و دعك من الأحزاب و الفرق .









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-27, 18:56   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القائدة مشاهدة المشاركة
شوف على رغم ما تراه في الصوفية الاولى من حسنات فإنها تبقى فرقة مبتدعة ، و لقد بين ذلك الامام احمد بن حَنْبَل في زمنه يعني قبل حتى ابن تيمية ،
لما سمع كلاما مؤثرا للصوفي الحارث المحاسبي و بكى مما سمع فقد سمع و رأى فيه كل الورع و التقى و الإيمان و مع ذلك .
السلام عليكم ..أيتها القائدة ..فماذا نقول في كلام الشيخ ابن تيمية رغم أنه لم يعاصر الشيخ احمد بن حنبل لكنه على علم بما صدر عن الشيخ أحمد ..مع ذلك لم يقل أنهم مبتدعة ...تابعي أسفله ..


وقال في مجموع الفتاوى "11/17" :
"طائفة ذمت الصوفية والتصوف وقالوا أنهم مبتدعون خارجون عن السنة ونقل عن طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معرفون وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام وطائفة غلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفي هذه الأمور ذميم , والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطىء وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه عاص لربه وقد انتسب إليهم من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم ".اهـ









آخر تعديل رَكان 2015-11-27 في 18:59.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التصوف، الزهد، الإسلام


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:59

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc