خنقة سيدي ناجي ماضيا وحاضرا في مرآة شعريّة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > الجزائر ... مدن و أرياف

الجزائر ... مدن و أرياف كل مايتعلق بوصف الجزائر ... سياحة، مناظر خلابة... من نصوص، صور أو فيديو ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

خنقة سيدي ناجي ماضيا وحاضرا في مرآة شعريّة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-04-19, 15:45   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
Mounir50
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي خنقة سيدي ناجي ماضيا وحاضرا في مرآة شعريّة

خنقة سيدي ناجي ماضيا وحاضرا في مرآة شعريّة
هي ورقة وجدتها عَرَضا مُلقاة تبدو أنّها سقطت من صاحبها، أو أنّه نسِيَها حيث وجدتها، تناولتها فقرأتها فاستهوتني فعاودت قرءاتها فازددت بها إعجابا لما وجدت في صياغة بِنائها، ودلالة مضمونها ومعانيها.
ورقة احتوت أبياتا شعريّة، تأمّلتها فتبينتها من قصيدة طويلة- هكذا بدا لي- تحدّثت عن خنقة....؟ فتساءلت عن أيّة خنقة تحدّث صاحبُها (عبيد الله الحسينيّ) - كما كُتب أسفلها- فرحت أركّز جيّدا حتّى أدركت أنّه يخصّ خنقة سيدي ناجي، وأنّ هذه الأبيات، بل القصيدة كلّها في الحقيقة مرآة لها في ماضيها وحاضرها، تعكس مجدها التّليد، وترثي حالها الحاضر الجديد، وكم تأسّفت، بل تحسّرت أنّها أبيات مقتطفة من قصيدة لا شكّ أنّها أروع من رائعة، فقد تحدّث مؤرِّخاَ سَبَبَ تأسيسها في نظمه بقوله:
بأمرِ حِبِّ الإلَهِّ المصطفى شُرِعَت
لولاَ منامُـه ما قامـت ولم تَكُنِ
وكيف تُبنى و تُعلى في وجيزِ مدًى
حتَّى غَدَت مَثَلا قد شاع في اللّسن
إلاّ بفضل رسـول اللهِ مَكْرُمَـةً
لِمُخلِصِي الدّينِ فِي الإسرارِ وَالعَلَنِ
إنّها إشارة إلى تلك الرؤيا الّتي رأها مؤسّسها الشّيخ المبارك بن قاسم بن ناجي حيث أمره رسول الله - ص- بعمارتها، كما تحدّث عن وصف حالها زمن رقيّها وازدهارها، فقال:
آثـار علم وآداب يتـوق لهـا
طلاّب نور غدّوا في أشرف المِهَـن
ودُورُ بحـرٍ، وأبراجٌ روت شرفاً
فأبهرت بشـرا إلّا ذوي الحقــنِ
وكم نضيـرا له العيون ناظـرة
حتّى يتيـه مشـاهِـدٌ عن الأَذَنِ
و الصّالحون تدفّقت بهم زُمُـرا
لولا التَغوّط قلت : الحال في عدن
وهذا يوافق في حالهـا حينهـا وصف (المكـيّ العزّوزيّ) لها في قصيـدة لـه حيث قـال :
عرائس العِلم تُجلى في منصّتهـا
حُفّت بأخلاق مسك جلّ بارِيه
ما شِئت من حكمة غرّا ومحمدة
زهراء من خلُق تزكو مُوَاليهِ
بين الرّياض وماء سلسلٍ شبِيـم
على حصى فضّةٍ يزدان جاريه

ثَّمَّ المناظر في الآكـام ترمقهـا
للصّدر تشرح تجلو الغمّ تُقْصِيه
و للبلابـل ألحـان مذكّــرة

دار السّـلام لمن حقّت أمانِيه
كما أشار (الحُسينيّ) إلى فضل صانعي مجدها، وحالهـا بعدهم ، فقال :
المنشؤون لهــا أنـواء تربتهـا
كانوا فغابوا فجفّ الضرع باللّبن
و سمّى بعضهم في بيت هو :
كأحمد الّناصريّ و الحسين أبـي
محمّد نبعةِ الأنوارِ في الدُّجَـنِ
و هذا ما يصدّقهُ نظم الشّيخ (المكيّ بن عزّوز) حيث قال :
يابن الأكارم يا من في الفؤاد له
مكان وُدٍّ عزيز لستُ أخفيـه
بلّغ سلامي إلى آل الحسين فهم
قُطب الرّحى زينة النّادي ومُعلِيه
و للبنين تحيّـات و إخوتكُـم
و الوالدِ المستقيم فِي مساعِيـه
لكنْ ما تضيق به النّفس، و يعتصر له الفُؤَاد سوء حالها وتردّيها بعد رخائها ونمائها، فقد كانت كما قيل، وصارت حقّا وواقعا كما عبّرت تلك الأبيات حيث كانت مرآة تعكس واقعها المرير فقد جاء في بيت :
كم من ألـوف أُنفقت ذَهَبـاً
أضحت ضحيّةَ جِيلٍ غيرِ مؤتَمَنِ
وعن وصف سوء حالها - في حاضرها - قال متسائلا مستفهِما :
أم رُملّت ثمّ ثكّلـت فلم تُصَبِ
مصابها بنت أنثى سالف الزّمنِ ؟ !
أم أنّه الهجـرُ من أهل تكابده
حتّى بدَت للعيانِ اليوم في غَبنِ ؟ !
أم أنتِ بعد مدًى ضحيّةُ العبثِ
فـآل أمـرك خُربةً ولم تُصَنِ ؟ !
أم صرتِ كالظّالميـن أهلها فَهُمُ
كالحِجْرِ أو إرم ، الكلّ في الدّفنِ ؟ !
إلّا أنّ بصيصا من الأمل يحدو الشاعر الحسيني فراح على ضوئه موجّها نداءه لأهلها يستحثهم و يستنهضهم فقال :
يا أهلَ حاضرةٍ- كانت- أمِنْ فِطَنٍ
بعد السُّبات تـمدّ الجسم بالدُّهن
كم من ربوع قفارٍ أزْهَرَتْ مَدُناً
فَهل يخيب أناسٌ طيّبو السّكَنِ
فاشحن شباب البلاد عاليَ الهِمَمِ
تحي البلاد بُعَيد الطّمي بالشّحَن
واجهد دؤوبا لها تَكُنْ بها بَطلاً
واركب كؤودا وقُل: هانت ولا تهن
إنها أبيات عكست ببيان صورة خنقة سيدي ناجي ماضيا وحاضرا، و لو كتبت قصّتها نثرا ما احتوتها عشرات الأوراق، فكانت مرآة رأيت فيها صورا لا صورة، وقرأت فيها تاريخا مجيدا عرفني حضارة متكاملة الجوانب يحقّ لأهلها أن يفتخروا، وأن يستجيبوا للنّداء وأن يسرعوا ولا يبطئوا فإنّي أخشى قول من قال :
لقد أسمعـتَ لو ناديت حيّـا
و لكن لا حيـاة لمن تنـادي
عبيد الله عبد الغنيّ بن حسين








 

الصور المرفقة
نوع الملف: jpg p01.jpg‏ (123.1 كيلوبايت, المشاهدات 9)
نوع الملف: jpg p02.jpg‏ (159.2 كيلوبايت, المشاهدات 1)
نوع الملف: jpg p03.jpg‏ (123.1 كيلوبايت, المشاهدات 1)

رد مع اقتباس
قديم 2015-07-05, 23:51   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
Mounir50
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الرّدُ الماحق الجميل على بلقاسم عبد الرزّاق النّاهق الضّلّيل؟!

بينما أنا ذات ليلة - على قارعة الطّريق - رُفقة رِفقة ، اذ أقبل علينـا كهل نشـهد له بالطّرفة ، و نقِرّ له بالنّكـتَةِ والمزحـة،مُشبع بالغيرة على الوطـن عامّـة،وعلى الأمّة، فكيف على موطنِه و مسقط رأسه الخنقة (جزائريّ قـحّ) فجــلس إلينا، فرحنا نخوض و إيّاه أحاديث ذات شجون،على تبايــن في المحـــتوى مـن حيث المستوى و الفنون ، إلى أن انتهى الكلام بنا إلى الحديث عن الزّمان و أهله، و واقعنا المعيش و حاله ، حتّى أنّنا عرّجنا على الفطرة و السّنن ، و تداول الأيـام بين الأمم و سائر الأنام ، و تقلّب النّاس ، خاصّة من ليس لهم من القيم و المبـادئ قاعدة أو أساس ، و قد رأينـــــــا هذا مُنتَشَرًا يكاد يكون عامّـا ، اختلط الحابل فيـه بالنّابل ، فكان بحقٍ علامَةً من علامات السّاعة ، و أمـارة من أماراتها ، و نبـوءةٌ متحقّقةٌ من نبـوءات أشراطـها، فقد ولدت الأمَـةٌ رَبَّتَـها، وتطـاول...في الـبنيان... إلخ. بل و نَعِقَ الغربان، وصار زيفا و تحريفا لـكثير مـن ذوي الخِسّـة شـأن و هي نـقطـة فـتحـت لجليسنا شهّيـة، و أفـاضـة إناءه، لا كـوبـه أو كـأسـه، حـتّى أنـّه قال: " أشبعوا ضرسي و خفّفوا عـن كاهلي و رأسـي ، و أريـحوا نفسي " فأضـفت: " و لقـد غالـب النّـهيق الصـّهيل ، و النّبـاح الزّئـير، لـكـن لا يسـتحيل الحمار بحال حصانا ، و هيهات أن يصير الكلب أسدا.".
و كان هذا بابا لولوج التّاريـخ و صانعيه من عمـاليق الرّجـال، و رائعي السِّـير، أولئك الذين كنز لهم الزمن ذكرا . فكان لهم صالح العمل ذخرا ، في الأولى و في الأخـرى ، فـقد كـان لكـلّ مجـتـمع و أمـّة علـى تعاقـب الأجيـال رجـالٌ ،شـموس وأقمـار، و ما أزخـر هـذا الوطـن بهـم ، فـي قديـمه و حديثـه ، فـي حـواضـره و بواديـه. " شغلوا الورى، و ملؤوا الدّنى " ! فحقّ الفخر لنا بهم و التّباهي ، و قد قال الأمير عبد القادر ناظما :
لـنا في كلّ مكــرمة مجال
ومن فوق السّمــــاك لـنا رجال!
و لقد كان لأمّ قرى الوادي – مورد النّعام – المسمّاة خـنقة سيدي ناجـي رجالات من أهل العلوم و الأدب و السّياسة... ذوو شؤون تذكرولا تنكر، إلاّ أنّ جليسنا قاطعـني فقال: " وهـي الـيوم مأدبة للّـئام من بعض الأنام، ينهـشون عِرضـها بالطّعن في تاريخها ، و فضل رجالها " ، و لم تدهشني مقاطعته لي ، لعلمي أنّها ليست فيه خصلة، و لاعادة ، إنما هـي هـزّة عارضة لحالة ، ثـمّ أعقبـت قائـلا مستشهدا بقول من قال :
اصبر على مضض الحسود فإنّ صبرك قاتله
فالنّار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
و إنّ ما أثار حيرتي ، ما أورد مـن خبرعـن أحد بدا لأوّل وهلةٍ - في دعواه -
أقرب إلى العجماوات من البقر، بل هو – في زعمه – أخسّ و أعرّ ، أراه يرى النّورظلاما ، والبيـاض سواداً، يبحـث له عن مكانة و وجود ، لإدراكـه أنـّه لم يكن له من زهيّ الماضي وجود ، تناول النّاس أمواتا و أحياءً بالغيبة و الافتراء و النّميمة نَزَقا منه و خِفّةً ، و لـخواء فؤاده من الإيـمان ، و عدم تثبّـتِهِ و تـروّيه ، و بدوّ فقدانه نُهيتهِ و عقله ، فانطبق عليه القَول:
غدَوت مريض العقل والدّين فالقني
لتسمع أنباء الأمور الصّحائح
وقد راح بما ظنّه ثغرة ابـتغاء الـفتنة، مبدؤه فـي ذلك التّعصّب و النّعـرة كحـميّة الجاهليّة، بل هي أشدّ فتلا و أمتن حبلا، كونه: " ليس لـه أوّل يحـمل عليـه و لا آخر يرجع إليه و لا عـقل يـزكو بـه عـاقل لـديه ." فكـان الظـّنّ فـيه ظنّ صـاحب المقولة حيث قال:
حسبتك إنسانًا على خير خِبرة
فكشّفت عن كلب أكبّ على عظم
لحا الله رأيا قاد نحوك همّتي
فأعقبنـي طول المقام على الـــذّمّ
ورحت كالشّره أستبين من جليسنا و أستزيد ، فأفـاض علـينا مما قرأ و رأى في (الأنترنيت) ، و جعـله في غنط و احتقـان فعلـمت أنّ هذا الزّنيم الدّعـيّ المـدعو (بلقاسم عـبد الرّزّاق) تـناول بمهـلهل التّـعبير ، و ركَــاكة الأسلوب خـنقة سـيدي ناجي اسما ومسمّى بدءا بحديثه،بل هرائه عن"مورد و مشرب" كونه جاحـظ البيان و التبيين ، و أصمعي بل ألمعيّ و لوذعيّ اللّغة و الأدب ، و هو من تهجّي الحاء مَلِيّا و نَطق بها بطيّا ، متوهّما أنّه ينال منها ، و من رجالها، و لقد استيقنت بعدما فكّرت أنّه على وفاقٍ و وصـال بذلك الذّي لُـقّب بـ (بـورار) ، فقد تشابهـت المشارب ، و تماثلت القلوب، و التقـت المصالــح و المـآرب، فهمـا من طينـة واحـدة - أعاذنا الله وأعـاذ وطننـا منـهما ، و من أمـثالهما - ، و رحـت أكثر أتأكّد فوجـدته يتجشّـم في سـعيه و يتكبّد،رغـبةً في الحصول علـى مايـعتقـده يلحـق الضّرربالفروع والأصول إثارة للحرج ، و الهرج و المرج ، مُقِرّا مُعتـرِفا بـالجرأة ، فكان أجرأ من ذبـابة و أجـبن من نعامة، و أحقر مـن قُلامـَة و أشبه ببـغلة أبي دُلامة ؟ !
مسكين هو قُطيطنا، فقد تأخر– أسفا و حسرة – عن أوـلئك الذّين سـبقوه فترة و فطرة ، فاستدبر الزّمان بدبره لا بنور بصيرته ، و راح سنّورنا ينتفض شجاعة و همّة بعد ما يزيد عن قرن أو حِقبة ، لاقت فيها الأجيال كـروبا و مصـائبَ ، و ذاقوا محـنًا و إحـَنًا ، كانوا فـيها أشـدّ حاجـة الى هذا الأسد النّابح ! ، فما بالهم لم يجدوا من سابقيه نجدة أو نخـوة ، فيهـبّون بمقاومـة أو انتفاضة ، أو أن يجـتمعوا على رأيّ حَصِيفٍ كما صنع الحُذّاق من أهل الخنقة ؟ !
فـ - غُضِ الطّرف فإنّك من نُمير
فلا كعــبا بلغت ولا كــلابا
لقد بان عليه التشدّق حتّى تجلّى التّفتّق فكان قلبا وقالبا أقرب إلى من قيـل فيه:
عواء ذئب على أوتار مندفة
في قبح قرد واستكبار هامان !
وتحسب العينُ فكّيه إذا اختلفا
عند التّنغّم فكّى بغـل طحّـــان !
إنّ خـنقة سيـدي ناجي لجديرة بـكلّ مـدح و ثـناء ، أقرّ بفضلـها و ما بلغـته أهـل الفضل و ذووه من أهل العلم و الأدب ، و كـل لبيـب نزيه كـتب تاريخا لـلأمّة لا لذات أو دولة. و ما تناولها بالانتقاص إلّا لئيم جحود، مفعم بالنّقائص والعيوب، كهذا الذّي تعلّم حرفا رآه بحرا فظنّ نفسه موسوعة وحبرا،وقد قيل:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
و إن أنت أكرمت اللئّيم تمرد
كما قيل :
إذا المرء لم يدنس من اللّؤم عِرضه
فـكـلّ رداء يرتديـه جـميــل
و الحقّ أنّها و أهلها قديما و حديثا – دون ترفّع أو كبر – بغناها في غِنىً عن كلّ ثناء ، عزيزة منيعة حصينة على من يحاول خدش كرامة تحلّت بها ، و برجالها بدءا بمؤسّسها الشيخ البركة ، الولـيّ الصّالح سـيّدي المبارك بن قاسـم بن ناجي . إلى من لم يلد بعد من ذويـها ، إلـى أن يـرث – إن شاء الله – الله الأرض و مـن عليها . إننا لسنا أولئك الّذين شاع المثل عنهم : " لا تمشي خلفهم إذا شبعوا ،و لا تمشي أمامهم إذا جاعوا ."؟ ! . و لا من أولئك الّذينَ يحقّ في الوَاحد منهم :
يستخشن الخزّ حين يلبَسُهُ
و كان يُبري بظفـره القلـم ؟ !
إنّنا من أولئك الّذين لا تزال بعض معالم حضارتهم وثقافتهم شاهدة ناطقة عليهم،
و صدق من قال :
تلك آثـارنا تـدلّ عليــنا
فانظــروا بعـــدنا الى الآثــار
و نذكر هذا خبرا حـقّا لا افـتخارا و عُجـبا ، فمـا بلغته الخـنقة خـاصّة في القـرن الحادي عشرمن تقويم الهجرة لم يبلغه عموم الأوراس، شماله و جنوبه ، شرقه و غربه والحقّ أنّ ذلك مظهرا من مظاهر حضارته خاصّة و الوطن و الأُمّة عامة ، زيادة لا نقصـان ، فكان الواجـب أن تعـطي حقّها إـقرارا بفضلها و جميل صنعها بنزاهةَ و موضوعيّة لا بذاتية ، و تعصّب وُرِّث في جيـنات طائفة ، فـهو متجذّر متأصّل فيها .
طباع غالبة ، ونفوس جامحة ، لا تجدي معها تربية أو تهذيب ، و لا صقـل أو ترويض أو تدريـب،لا يسمع الواحد منهـم إلاّ لهوى نفسه و لا يرى إلاّ رأيه ، فهم بين الضّباع و ماعز الأنعام ! فلا غرابة أن يكونوا بهذه الصّفات ، و أن نلقى منهم ما نسمع من طنين ظنوه ترنيما و أنغاما ، أحسنّا فأساءوا ، و أكرمنا فتمردّوا نكرانا و لؤما و جحودا ، و قد بان أنّها في حلوق اللّواكع شوكة ، و في صدورهم غصّة ، لا لشيء إلاّ لأنهم هُمْ هُـمْ ، و هـي خنقـة سيّدي ناجـي منارة الـعلم و قبلة الصّالحين و مأوى و ملجأ من لاَ ملاذ له .
قال عبيد الله العبغني الحسيني في قصيدته "غادة الوادي " حديثه عن خنقة سيدي ناجي :
آثــار علــم وآداب يتــوق لهــاَ
طلاّب نور غدو في أشرف المهن
ودور فخر وأبراج روت شرفا
فأبهـرت بشـرا إلاّ ذوي الحـقـن
وقال:
والصّالحون تدفّقت بهم زمرا
لولا التّأوّه قلت: الحال فـي عدن
بأمر حّب الإله المصطفى شرعت
لولا منـامه ما قـامت ولــم تكـن
وكيف تُبني وتُعلي في وجيز مدى
حتّى غدت مثلا قد شاع في اللُّسُنِ
إلاّ بفضل رسول الله مكرمة
لمخلصي الدّين في الأسرار والعلن
لكنـهم أذوها سلـيمة و عيّـية ، و أذوا ذويـها أمواتـا و أحـياء ، كمـا آذوا الأحـياء بالأموات جهلا و ظلما ، و حسدا و غيرة ، و لا غرابة أن يصـدر هذا من أنـاس يتنازعون فيما بينهم على التّافه من الأسباب ، و لو كان نبْتًا من كداد ، عرفـناهم قديما وحديثا، فبقو على حالهم، و سوف يبقون ، و بقينا و نبقى و نظّل خيرا ، و شرّا حتّى أنني قلت :
فمن رامَ بذر الخير فالحقّ إنّا أهاليه
ومن رام كالملعون شرًا فإنا نداويه
كهذا الدّعيّ المعبّإ زنيم القوم الـذي حـسب أنه قرب مقتربا صـعبا ، ونـال مـنالا عزيزا ، بما نشر على صفحـات (الفايسبوك) لمّا تحـدّث مدفوعا مـغرورا،عـن بعض من خيرة أعلامها الذين عرفهم من عاصرهم ،و جهلهم من جهلهم ، و لو كان أصلا ، و أعمل العقل فتروّى لكان ذلك إليه أهدى لكن : "إنّـك لا تهـدي من أحببت و لكنّ الله يهدي من يشاء ." فكان كمن طلب بيـض الأَنوق ،و رام الأبـلق العَقوق ، و لو كان له ندى قطرة من بحر السياسة، ويمّ الكيّاسة لدرى أنّ :" شرّ النّاس من داراه النّاس لشرّه " ، و لمّا لم يكن لذلك أهلا غدا يطعن في بعض من حكّام خنقة سيّدي ناجي خاصّة وجبل ششار عامه، ظانّا أنه بورقة هتك حجابا، جاهلا أنّه بما قال ثلم عِرضَهُ ، كاشفا فاضحا نفسه .
إنّ ما ساور نفسي وراود ذهني أنّني قلت:"هل يغيظ الحمار الحصانُ،والكلب الأسدُ كما أغاظ أبا القاسم الأشراف بالنسب والعمل من حكّام جبل ششار الّذين ساسوا هذا الرّبع سياسة حكيمة رشيدة، بنوا بها حضـارة، ونـالت بـها البلاد والعباد أمنا وطمأنينة؟ وهل لهذه المخلوقات من الحيوانات عقد وأمراض نفـسية كما في بعض من البشرية ؟!
إنّه ليس من العقل في شيء أن يرمي محمّد الطّيب بن حسن رأس الدّين و عَصبُه و أُنموذج التدّيّن و مكارم الأخلاق بالعمالة و الولاء لفرنسا ، فقد كان حاكما لجبل ششار ، و بعض من الزّاب الشرقي في عهد الدّولة العـثمانية ، و كـذلك كان أبـوه و جدّه إلـى جدّهـم المؤسـّس لخـنقة سـيدي نـاجي ، و لمّا غُـزِيَ الوطن ، و تمـدّد الاحتلال بذل الجهد في دعم بـاي (قسنطينة) حـين احتمى ببـعض جبـال الأوراس و لمّا استيقن من قوّة عدوّه و طالب وطنه و أرضه قال لمن طلب دعمه بما غلب عـلى دارجـه فصـيح الكـلام :"مالـنا بالـعدوّ مـن طـاقة فـكونوا لـه كـالسّـوس فـي الضّـروس" فكـان إن خالفـهم فـي كيفـية المـقاومـة لا المقـاومـة ذاتـها ، فقـد رأى ضرورة المخاتلة و المدّاراة و التّربُّص إلى حين بدل المواجهة و بالتّالي الدّمار و الإبادة ، و حاول العدوّ بضبّاطه و كبار حكـّامه أن يستميلوه وأن يغروه و يـغووه لكنّه كان جبلا ، و قد انتـهى أليـنا بالـتواتر عـن الثّقـاة أنـّه قـال لترجـمان الحـاكم الفرنسي :" قل لحاكمك: إنّ محمّد الطّيب يعمل في مصلحة الله لا مصلحة فرنسا" فضايقوه حتّى في قوته فقد صادروا بعضا من أراضيه كـ " الجعدي الفوقاني" و زاحموه في عقر داره بآخرين من بني جلدتنا ، فمنعوه من حرث و ســقي أقرب أرض لـه خـصبة تعرف في الخنـقة بـ( فيض السـّلة ) و أعطوهـا لمن ولّـوهم و والـوهم ظلـما و عـدوانـا بـل و انتزعوا من سـلطته ما كـان تحتـه مـن الـزّاب الشرقي، و ولـوا آخرين ـمن أولاد صوله ، يـعرفهم مـن يـعرفهم ويـجهلهم مـن يجهلهم، كانوا للمحتل الغاضب شوكة،وعلى محمّد الطيّب و على عائلته عينا لفرنسا، حتّى لجأ إلى (تونس) تاركا خلفه كلّ عقار و كثيرا ممّا يملك ، فلحق به أعيان الأعراش و مشايخهم مُلحّين عليه في الـعودة،لمـّا وجـدوا منـه وأبـاءه و أجداده من ألـفة و حـكمة ، و ولاءً منهم لـه ، و عـهدا و ذمـّة ، و حـتّى لا تـولّي فرنسا عليهم مـن لا ينظر إليهم بعـين الرّحمة ، فعاد مـكرها ، لـكن لمّـا قُتل ابنه بسبب فرنسا – وإن كان قتله خطـأ دون عـمد - عزم على الاعتزال و أصـرّ ،و أعيت الأعيان الحِيلة فلم يـصغِ لأحـد ، فبـايعوا ابـنه أحمد بناصر عـلى السـّمع و الطّاعة ما اتّبع فيهم درب سابقيه من الآباء والأجداد، ووثيقة البيعة رأيـناها و قرانـاها - والله على ما أقـول شـهيد – عند المرحوم بن حسـين محمّد العربي بـن محمّد الأخضر بن محمّد الحاج بـن حـسين بن محـمّد الطيّـب و ذلـك عام 1984 بمسجد جدّهم سيدي المبارك عند الرّوضة أمـام ضريحه. و أمّـا أحمد بنّاصر فـقد تولّى السّلطة في عهد أبيه فكيف يخالف دربه، و قد أخذ على نفسه ميثاقا و عهدا، وقد ناصر في حياة والده و بعد كلّ هبّة وطـنيّة تمـكّنت يـداه من الوصـول إليـها فقد سلّم بنفسه من أبيه الى الشيخ سيدي عبد الحفيظ ثماني عشرة بندقية و نسّقوا معه غاية فـي التّنسـيق و أكّدوا عــليه ألاّ يـعـلم العدوّ بالخروج من الخـنقة خشـية أن يقع لهم ما وقع لكـثير من أهل الوطـن و ربوعه ، و كان ببـعض رجاله دلـيـلا لبعـض مـن المقاومين الرّاغـبين في اللّجوء إلـى تونـس و غضّ بصره عن ( ابن الخمّاتي ) وقـد لاقى جـرّاء ذلك مـا لاقـى مـن عـزل سـجن بـعده سـتّة أشـهر في (عنّابة) و لولا لطف الله لنفي إلى (كالدونيا) ، و ولت فرنسا من ولّت فلم يلْق من أهل الخنقة بَشـًّا ولم يُلق عليه أحد ما أقام تحيّة ، و انتفضت الخنقة خاصّة و كثير من أعراش ششار مطالبين بعودة أحمد بناصر، رافضين من ولّـت عليـهم ، فـما كان إلاّ لسـياسة أن استجـابة ، فداراها و جاراهـا إلى أن التحقق بالرّفـيق الأعـلى فخلفه ابنه حسين بن احمد بنّاصر ، فنهج نهج أبيه الّذي استكان و ما استهان و ما انتهى إلينا عنـه أنه أديب لبـيب مُضطَلِع في كثـير مـن العـلوم كالطـّـب و الفــلك و الحساب ، و شهرته في زمانه ، و حديث من بعده عنه أشهر من نار عـلى علم حتّى قيل :" إنّه سِماك السّمو و فرقد العلوّ ، به نضرب المثل في الرّقة و الشدّة ، و في الجود و الكرم حتـّى أنّه خـصّص فـي بـرجه مطبخا للـفقراء و المسـاكين و عابري السّبيل ، لا تزال آثـار معالمه الى اليوم موجودة ، وفي ثباته و سـياسته و كياسته يظلُّ الحليم حيران ، أعطى لكلّ ذي حقّ حقـَّه ، و أوقـف كل ظـالم متـعدّ عند حدّه ، حتّى قيل :" كـان جـبل شـشار في عـهده كالسـّاعة ، بل و أكـرمـه الله بكرمات، منها أنّ الناس إذا قحطوا لجأوا إليه راجين دعاءه فيرفع رأسه صوب السّماء و يـبكي ثـم يقـول :" يا ربّ أنت غيـّاث المستـغيثين ، أنـت حاضر لسـت غائب حتّى يدعوك عبدك حسـين_" فتسـقط الأمطار و يجري الـوادي و مـا ذلك عـلى الله بعزيز ، و أنّى لإنسان رعى ما تولّى إنسانا و حيوانا أن يصدر منه ما يصــدر ، و هـو مـن نظّم الرّعـي فـي جـبل شـشّار ، ومـنع الرّعـي عـلى عــشبة (تَانغُـوثَة) جامـعا بين مراعاة حقوق البشر و الحيوان ، بل حتّى النّحل فكّر فيه و لم يهمله كون هذه العشبة (تانغوثة) تُـقاوم الجـفاف فيجد النّـحل ما يرعى علـيه ؟! وكيف يصدر هذا من امرئ دخل برجه لمّا أتاه فبكي : فقيل ـله :" ما أبـكاك يـا سيّدي ؟ فأجاب : فكّرت فـي اليوم الّذي أخرج منه ، يعني ميتَا ؟ ! فهـل مـن يذكرالآخرة يفكـّر فـي مـجد الـدّنيا ؟ ! و هـل من هو مـع ربّـه يكـون موالـيا لفـرنسا ؟ !
لقد قيل فيه :
ربّاك ربّك في حجر الدّلال على
شيما تعزّ على التّجريب و الطّلب
المجد والشّرف الممتدّ منك على
روح الــوجود وعــزّ الله للعـــرب
والملك والعدل بين المسلمين على
لطف وخفض جناحِ غير مضطرب
والحلم لا يستقّرّ للملمّ إذا
لم تُنتَهــك حُرمــات الشّــرع والأدب
والحزم والعزم لا يلومك عنه فتى
والرّأي مهمـا طلبـت الحـقّ لم يغِــب
والعقل والكيس في الأشياء قاطبة
والجدّ فيما اقتـضاه الــوقت من إرب
والنّصّ في مدرك المعنى العويص متى
رمت الصّواب، وإنْ في صخرة يجب
والعلم والعمل المعتزّ صــــاحبــــه
بالفــرض والسّنـة البيـضاء والـرّغـب
والحبّ في الله والبغضاء فيه على
صدق وأثـرة أهل الفـضل والقُـرب
لا سيّما السّادة الأشراف والعلما
والصّالحون ومـن لـهم علـى سـبب
وأنت من خيرهم، فالحبّ منك لهم
على الحـقيقة حبّ وصـفك العـجبِ
والهمّة المستقلّة العلوّ على
أفْق السّـموات والأفلـاك والشّـهـب
كما قيل فيه:
كم من ألوف كسبتَ في البذل ذهبت
وكم تداينت في جود و في طلب؟
ما للأرامل والأيتام والغربا
والضّيف إلاّ كُــفينا خـير مُنْقـَلَـبِ
كأنّهم في حماك الدّهر أهل منىً
أو سوق فيحاء من جار ومن جُنُب
لقد تفرّدت يا أبا المكارم في
حمـل المغارم والأثقال في النّوب
فلا كريم سواك اليوم في أمل
ولا رحيم سواك اليوم في كـرب
فهل لك أبا القاسم من أديب سمبر يجلّى لك حـقيقة المـرء فإنـّك أذن لغيـرك تبع لقرينك ، منقاد لهوى نفسك فقيّد البصر عديم البصيرة ، تخبط خبط الأعشى عند الضّحى و الظهيرة فكيف أنت بعدهما وقد أطبقت عليك الظّلمات الثلاث : عمـى البصر ، و عمى البصيرة ، و ظلام اللّيل ؟ ! و هلاّ كنت عساك تجد لك مروّضا و هلاّ اجتهدت في البحث عن لجام لك فذلك لك أفضل فإنّ من رام تهذيب النّفس بحث له عن مُربّ ، فقد قيل :
من لي بردٍّ جموح عن غوايتها
كما يردّ جماح الخيل باللّجُم
إنّ الرّجل و أباه و جدّه أنقى ظاهرا و باطنا ممّا نرى نحن فهل يستأنس ذو نهيةٍ ، و صاحب بصيرة و منطق برؤية من لا يـرى أصلا ، فكيـف بهذا إذا زاده خـبث السّريرة و درن الطّويّة ظـلاما علـى قـتامة ؟ ! و سبحان الذي بنى الأعـمال عـلى النّواـيا ، فلم يــراع شـرعه ما ظـهر دون ما بطـن وَ وقـر فـي القـلب ، بـل جـعـل هـذا أساسا لقبول ذاك ، فلم ينظر إلى صورة و هو خالقها ، ولا الى كلّ نعمة أمـدّ بها عبده ، و إنّما كان شرط القبول فـي الأفعـال عامـّة ، و صالح الأعمال خاصـّة نيّة الفاعل و العامل و الحال التي عليها صاحبها كالإكراه و الإرغام و ما إلـى ذلك من العلل الشرعية الدّاركة للحدود ، فما كل ما ظهر للعين مقياسا ، و ما كلّ ما يبلغ الأذن حقّا و يقينا و لو أُعتُمِد الظّاهر في الأحكام دون ما بطن من النّوايا لكان ذلك كمن حكم على الظلّ أو الصّورة لا صاحبها بنفسه و ذاته و عينه، و لعُدّ ذلك ظلما و جورا ، بل سذاجة و غباء ، ولمّا تحلـّى برذون هذه الطّائفة بهاتين الصّفتين كان حكمه على هؤلاء الأعلام كذلك ناهيك عمّا جرى في دمه و جيناته ، و ما ضمّ قلبه و احتوى فكره حسدا و جحودا و حقّا قال : أبو الطيّب المتنبي :
وكيف لا يُحسد اِمرؤ عَلَمَ
له على كلّ هامة قدم ؟ !
و الأكيد أنّ ما افتراه و نشره باب يجلّى ما غمّ و التبَس على بعض ، كما يظهر بعضا من فضل هؤلاء النّجوم خاصّة و عائلتهم عامّة ، فقد قال أبو تمّام :
وإذا أراد الله نشـــر فضــيلة
طويــت أتــاح لها لسـان حسـود
لولا اشتعال النّار فيما جاورت
ما كان يعرف طيبُ عَرفِ العودِ
لقد عرف أقدارهم – فضلا من الله – أطواد الرّجال، و عماليق الأعلام، لا أشباه الرّجال، و عقول ربّات الحجال، فقد أرسل إليه صاحب المملكة التّونسية وسام افتخار ورد في وثيقته ما نصّه – بعد الحمد لله - ،" من عبد الله – سبحانه – المتوكّل عليه ، المفوّض جميع الأمور إليه ، عليّ باشا باي صاحب المملكة التّونسية الى المحترم حسين بن أحمد بنّاصر قائد جبل ششار . أمّا بعد ، فإنّنا بمقتضى مطلب وزيرنا في الأمور الخارجيّة لِما لكم من الشأن ألبسناكم هذا النّيشان المطرّز باسمنا ، من نيشان الافتخار في رسمنا ، فالبسه بالهناء و العافية ؟ ! وكتب في سراية المرسى المعمورة في 2 ذي القعدة 1316هـ .
و قال في عامّتهم تجل شيخ المشايخ المكّي بن عزّوز البرجي في قصيدة أرسلها إلى الخنقة ، وهو في (الأستانة) مخاطبا من أرسلها إليه :
يا بن الأكارم، يا من في الفوائد له
مكــان وُدّ عـزيز لستُ أخفيـــه
بلّغ سلامي إلى آل الحسـين فهــم
قُطب الرّحى زينَة النّادي ومُعليه
وللبنــــين تحــيّات وإخــوتكـــم
والـــوالد المستقيــم في مســاعيه
وقال عبيد الله العبغني الحسينيّ داعيا مترحّما:
وارحم رجالا أقاموها على سنن
شرعية سُطرت بالجدّ لا الدّدن
كأحمد النّاصري و الحسين أبي
محمّد نبعة الأنـوار في الدّجـن
و قيل فيهم :
هم السّراة بناة المجد مزدوجا
مجد العــلوم ومــجد خيـر قيّاد
آل حسين رفّت رايات مجدهم
على الرُّبَا من بني الصّحرا بأوتاد
أهدي رباهم ثناء كلّما ذكرت
أخلاقهم فغـدت ريحانة الغــادي

وقيل فيهم من قبل:
سلام عليهم، صالحون أصول
يوافيه من عندي السّلام وصول
إلى السّرج الأثبات من آل خنقة
لهم في نـدور الــواقعات نقـــول
رؤوس سداد صالحون أجلّة
شمــوس رشــاد ما لـهنّ أقــول
ومن محاسن الصّدف أن كان بين يديّ بعض أحسن ما يساق في هذا السيَاق وهو بعض الوثائق الدّالة على مضايقة سلطات الدّولة الفرنسية للشيخ محمّد الطيب بن حسين كمنعه من الحرث والسّقي، بل وانتزاع بعض الأراضي ومنحها لآخرين ولولا الأدب لكشفت عنها وأظهرتها للقراءعلى(الفايسبوك) والمتمعّن فيها يستنتج تلك السّياسة الخبيثة للدولة الفرنسية التي من مبادئها " فرّق تسد " والجمع بين (المطرقة والجزرة)، كما عثرت على وثيقة أخرى عبارة عن عقد شراء . تجلـّى صورة رائعة من صور سيرة الشّيخ حسين بن أحمد بناصر ، جاء في بعض مضمونه :" اشترى المكرّم الأفضل الشيخ سيّدي حسين بن الشيخ سيدي أحمد بناصر من أمَة الله - تعالى- ، مباركة بنت الحسن حصّتها التي ورثتها من أخيها شقيقها سيدي زروق بن الحسن هي الثّمن في الجرعة السفلى الكائنة بالفيتون بساقية محرز...إلخ " و الأعجب أنه بعد ما تمّ البيع و الشّراء الشرعيان استأنف كاتب الوثيقة و اسمه "أحمد بن عيسى" مبتدئا بـ الحمد لله كاتباً بعد أن دفع الثمن للبائعة تطوّع الشيخ سيدي حسين لله تعالى فقال :" أشهدكم أيّها الحاضرون أنّني تركت لـ (مباركة بنت الحسن) غلّة ما اشتريت منها ما حييت لتأكل و تقسم غلته كلها تمرا و تينا ورمّانا و بقولا الى أن تموت ، لوجه الله تعالى و إنّي أردت أن يكون أجري عند الله تعالى ليوم القيامة ، يوم الطّامة ، يوم الزّلزلة يوم الصّاعقة ؟ !! فابحث أبا القاسم ثمّ فتّش ثمّ نقّب و ليتك تجد لنا رجلا بهذه المروءة ، و هذه الشّهامة ، و هذه التّقوى فإنّ الرّجل من خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح " يشتري بستانا فيصير ملكا من أملاكه ثم يتركه لبائعته إلى أن تموت مبتغيا وجه الله –تعالى- ؟!!
فهل يقول ذو عقل – بعد هذا – بمحتوى تلك الورقة التي امعنت النظر فيها وتدبّرتها مليّا، فكانت عندي محلّ شبهات لكثيرمن الملاحظات والاستنتاجات منها:
1. كيف لا يعلم امرؤ ذو مكانة اجتماعية وسياسية بتاريخ غزو واحتلال وطنه وبلاده، ونحن المتأخّرون عن تلك الفترة بـ 185 عاما، نعلم ذلك فيقول:" منذ استلائها على برّ الجزائر في سنة 1837 م "
2. كيف ينفي عن عرشه حدوث أيّة انتفاضة أو مقاومة، وقد قام بها ابن بلدته الشّيخ سيدي عبد الحفيظ الخنقي، بل ونسّق أبوه وجدّه معه غاية في التّنسيق وأمدّوه بـ 18 بندقية؟
3. كيف يحارب الشيخ محمّد الطيب الشيخ الصَادق بن الحاج، و قد قاد هذا الأخير مقاومة مع الشيخ سيدي عبد الحفيظ نفسه، بل و تربط الثلاثة علاقة متينة ام أن ذلك كان أمرا يجهله الشيخ محمّد الطيب، و الشيخ سيد عبد الحفيظ لا يتخطى عتبة داره دخولا و خروجا الاّ عابرا بستانا لهم يعرف في خنقة سيدي ناجي بـ (البستان الكبير) بل داره لا تبعد عن مقرّه بما يزيد 150 م ؟!
4. إذا كان الشيخ محمّد الطيب قد سلّم الشيخ الصادق ابن الحاج، فهل غفل أو تغافل عن الشيخ سيدي ع الحفيظ و هو الأقرب مكانا، و الأسهل منالا ؟!
5. لمَ أضفى كاتب تلك الورقة لفظة (سي) على الشيخ الصادق ابن الحاج فقال: " إسمه سي الصّادق بن الحاج، في حين لمّا ذكر رائد المقاومة وسيّدها قال: "... الحاج عبد القادر" ؟!
6. كيف يوصي الشيخ أحمد بناصر ابنه بالتّمسّك بفرنسا، و هو الّذي لاقى و عانى منها ما عانى، و كيف يقبل إبنه و هو يعلم بكلّ هذا ؟!
7. وقد جاء في تلك الورقة أنّ الشيخ محمّد الطيب أعجزته السّن عن مزاولة ومواصلة مهامه، وهذا خطأ منافٍ للحقيقة، بل رفض التّعامل مع فرنسا، فبايع أعيان الأعراش ومشايخهم ابنه "احمد بناصر".
8. إذا كان الشيخ أحمد بنّاصر قد التحق بالرّفيق الأعلى سنة 1886 م و كان ابنه الشيخ حسين خليفة له حينها منذ 10 سنوات و هو من مواليد عام 1854 م، فيعني ذلك انّه تولّى منصب خلافة أبيه و عمره 22 عاما، فأين أعمامه، و الأكبر منه سنّا؟!
9. و الأعجب أنّه ورد في تلك الورقة أنّ أحمد بنّاصر ترك من الأولاد سبعة في حين هم ستّة لا غير، فمن أين السّابع ؟! و أنّى لرجل مضطلع في الفلك و الحساب كالشيخ حسين بن أحمد بنّاصر أن يقع في مثل هذا الخطأ ؟! فهل يعلم ما يعلم عن السّماء بفلكها ، و يجهل عدد أخوته أو أشقّائه ؟!!
10. أنّ ذلك المستوى في سياقة التعبير، وما جرى مجراه من المباني والمعاني يستحيل أن يعكس شخص رجل أديب لبيب، بل هو أنموذج لتعبير تلميذ في السنوات الأولى من التّعليم الابتدائي
11. إنّ المتّأمّل في خطّ و رسمَ الكتابة في تلك الورقة يدرك أنّ صاحبها كان مستعجلا عجولا، و لو كان كاتبها – فرضا – الشيخ حسين بن أحمد بناصر لكتبها بخط أروع من رائع يرتقي به إلى درجة فنّ الخطّ العربي لتعكس بحق تلك الرسالة مظهرا له، و تكون في الوقت ذاته لائقة بمقام من أرسلت إليه؟!
12. لقد اتّبع الرّجل و من سبقه – بعد بأس و يأس – سياسة المداراة والمداهنة، لكن ألمّ يجد اللّغوي الأديب من قاموس اللّغة غير لفظة (خديم) و كان بالإمكان أن تختار من اللّغة على غناها ما ينتقي من ألفاظ و كلمات كقائد و عامل و نحوهما ؟!
* إنّه لمن السّذاجة أن تنطلي هذه الورقة بما احتوت على كل ذي لبّ وفراسة، ومن العجلة أن تُقرأ دون تدبّر وتمعّن وألا ينظر إليها بعين الرّيبة والغرابة، ومن الغباء ألاّ يحكم عليها بالنّفي، وألاّ تستخلص لها أوجز خلاصة بأوجز عبارة هي: أنّ أمرها دبّر بليل تدبيرا.
و تدبيرها ذو احتمالين لا ثالث لها ، و أوّلها أنّها مزوّرة نسبت إلى الرّجل إفكاً و بهتانا ، و ثانيها أنّها من ألاعيب ضبّاط و حكّام فرنسا أنفسهم ، فقد ذكرنا للمناضل المرحوم السّيّد : جمال الدين بن عبد المجيد أنّ بعضا يزعم أنّ النّقيب (باكمان) فترة وجوده في الخنقة سنوات الثورة كان على اتّصال ببعض المجاهدين ، بل زاد آخرون أنّه كان يقدّم حتّى الاشتراكات و ما أمكن من مؤونة ، فقال : وهل يخون وطنه و علمه ؟!، ثمّ واصل قائلا : " أرادني الشّهيد : صدراتي محمّد الأخضر بن محمّد الصّغير بن عمارة من خيرة أهل الخنقة أن أُؤمّن له الطّريق ليلا حتّى يلتحق بالثّورة ، فلمّا سهّل الله في ذلك ، علم هذا النقيب بإلتحاقه بصفوف جيش التحرير ، فكتب تقريرا مزوّرا جاء في بعض مضمونه " أنّ صدراتي محمّد الأخضر عميل من عملائنا ، و قد بذلنا الوسع حتّى نتمكّن من دسّه بين صفوف (الفلاّقة) ؟! و جعل منها نسخا و ألقا بها في الأزقّة ليلا حتى يقال عن الرّجل إنّه خائن لكنّني أرسلت من فوري الى قيادة النّاحية أخبرهم الحقيقة و أطمئنهم و أضمن لهم فيه ، و إن كان على اتّصال بالثورة من قبل ؟!!
و مهما رُجّح لحتمال على آخر – و إن كان الأوّل عندي أرجح – فإنّ ما لا يقال به عاقل ، و لا يزكّيه عارف أنّ الرّجل أبعد عن هذا بعد السّماء عن الأرض ، فإنّه لِمَا بلغنا عنه بالتّواتر و ما عهده أجدادنا و آبائنا عنهم جميعا آباء و أبناء و حفدة نماذج في مكارم الأخلاق و مدارس في الوطنيّة يستحيل في حقّهم ما ظُنّ فيهم ، فهم حكّام جعلوا من أنفسهم خدّاما لمن تولّوا عليهم لا خدّاما لغاصب وطنهم و محتلّ بلادهم . و إنّما جاروه و تحفّظوا منه ما استطاعوا، و ظلّ هو كذلك كذلك لم يطمئنّ لرأس فيهم إلى أن طرد من أرض الوطن مدحورا مذموما ، لكن النّابح العاوي لتعصّبه الفطري مع غلبة نفسه عليه و وسوسة شيطانه عمد إلى ما عمد إليه طعنا في خنقة سيدي ناجي بالطعن في بعض من رؤوسها .
لقد كان باحثنا النّزيه في علم الله – تعالى – حين نمي إلى الحاكم الفرنسي بخنشلة أنّ حسين بن أحمد بناصر يملك من السّلاح مالا يسمح به القانون و لم يكن حينها شاهد عيان كما طوّقت مورد النّعام بعسكر الفرنسيين ، و لم يكن موجود مع صديق حسين ابن أحمد بناصر من عائلة (بوقفّة) حيث كان له عينا ساهرة أمينة يزوّده بكل كبيرة و صغيرة فهو من أرجأ تلك الرّسالة و أخبره بعجالة ، و كان في عالم الغيب لمّا ألبّ الشيخ محمّد الرّشيد بن أحمد بنّاصر الكثير من أعراش جبل ششار على فرنسا ، فانتفضوا رافضين التّجنيد الإجباري حتّى أنّ الطريق من خنقة سيدي ناجي إلى خنشلة حُرّم على كل عابر ، و لم يكن مرافِقا للموهوب بن أحمد بناصر حين صفع قائد كتيبة فرنسية فأرداه صريعا ، و لم يبلغه أنّ حسين بن محمد الأمير ابن أحمد بناصر قد ظرب الحاكم الفرنسي بكرسي في مدينة (بريكة) . ولسوء حظّه لم يشهد نزول الإمام عبد الحميد بن باديس عند محمد الباشا بن حسين في (أم البواقي) ولا عند محمد الرّشيد ، و عبد المجيد ، و كثير من أفراد العائلة الحسينية في خنقة سيدي ناجي ، و لم يتشرّف باجتماع هذين و الإمام رفقة محمّد العيد آل خليفة ، و الشيخ العلامة سيدي محمد المدني ابن الشيخ العلّامة سيدي محمد المكّي بن الصدّيق ، ولم يرفع رأسه ، إن زار خنقة سيدي ناجي – ليشاهد بأمّ عينه على الجدار فوق باب المدرسة النّاصرية الحسينية ذلك الهلال الذي تتوسّطه النجمة و الذي لا زال موجودا الى حدّ السّاعة ، و لم يكن طالب علم حينها فيها رفقة الشيخ العربي التبسي ، و لا الشيخ أحمد الرّحاني ، و لا رابح بيطاط و غيرهم من الوطنين النشامى ، و لم ينشط في توعية المواطنين باسم حزب الشّعب الجزائري ، و لا حركة انتصار الحرّيات الدّيمقراطية بالجزائر كما فعل الإخوة من عائلة ابن حسين . إنّنا نأسف كلّ الأسف لأنّه كان غائبا ، بعيدا كلّ البعد آباء و أجدادا عن كلّ هذا ، و الحقّ أنّ هذا باب لو أرخيت فيه العنان للساني لنفد حبر أقلامي و لا استهلكت من الصّفحات ما لا تسعه كرّاسات خاصّة إذا ولجت باب الثورة ، و ذكرت ما أعرف عن هؤلاء و ما بذلوا من نصرة ، و يكفي دليلا أن خلّدوا بما قاموا تخليدا لا يمحى حيث قال فيهم من عرفهم :
والدُّأبُ فيكم بناء الأرض نعلمُهُ
طبعا تــوارثه الآبــاء كالصُّــرَرِ
و الجهد في ثورة الأمجاد أغلبُكم
أفـنوا نفيــسا رأوهُ غيــر مُعْــتَبَرِ
في حقِّ ما مهجُ الأشراف ترتخصُ
كالتِّبــنِ عنـدهم فـي دُرّةِ الجُُزُرِ
أرضِ الفُحول من الآساد موطنِنا
من بذَّ في الفخـر حـقّا كلّ مُفتَخِـرِ
والبذل في الله سرّا كان يفرضه
حال الزّمان و ما للخَوْنِ من بَصَرِ
والبعض جهرا أعاليها عرينُهُمُ
مأوى الضّواري، ودرءُ الشّرِّ والوضَرِ
قد غُمّ عن كثرة حِرصا على أملٍ
ينجــو بــه الــوطن المكْلُــومُ من خطــر
حتّى إذا ما استقلّ اليوم صار لكم
زُهـــــــدٌ يــرغِّـبُـــكم عنــها كمــزدجر
والنّفس تطلبُ حتما ما يساعدها
والعقــــل يدرك ما لـــم يبد بالنّظــــــــر
و الأعجب أنّني و جدت هذا الشّاعر الفحل الـّذي خلـّد مآثر العائلة الحسينية بما قامت به أثناء الحركة الوطنية و الثورة التّحريرية، قد ختم قصيدته بما يناسب سِرْذَوْنَ قومه، و دمية شيطانه، في بحثه حيث قال:
يا بــــاحثا هذه الأبيـــات نزهتك
فانهز نزيها فخير البحث في الطُّرَرِ
كم من لجوج على علم و معرفةٍ
بالصِّفر عاد كذي الخفِّينِ مُنحَسِر
فكلّ بــحث بغير الصّــدق منتبذٌ
وكـــلّ بــذل لغيـــر الله في بَــتَـــرِ
فانـهل معينا زلولا تَغدُ مــرتويًا
فالمورد العذب شعري خبء ذا الخَبَرِ
" كُمَيْتَ الأَشْرَاف "
هي أبيات ذكّرتني بتلك التي نظّمها صاحبها في ذلك الذي لقّب "بورار" لكن شتّانا بين الغرضين ، لقد قال صاحبها (ابن أمّه و أبيه ؟!) في الأولى :




دجّجت نفسي للوطيس بالقلم
خير السّلاح خلال الحرب والسّلم
إلى أن قال:
قد رمت تحريف تاريخ أحطتُ به
فاكتب جنيتُ على نفسي ولم أَرُمِ
وقال في بيت آخر:
قد خصّني الفحل بالدّيباج من نسجه
فالحكم قد عزّ درءُ الذّل والوَصَـمِ
ثمّ أعقبه بـ:
أوردت نفسي على رأسي مهالكها
تعسًا لأحمق خبلٍ غير منسجِــــم
ألقى بي العجب فيما لا قرار له
لاعاصم اليوم من غُرب ومن رحِم
وقال في الثانية:
جدّ الوطيس فَنُحْ بُورارُ واضطرب
قد حلّ كربك بعد الطّرب فانتحِـب
واقطع لسانا تراه اليوم أورثك
ذُلّ الهوان طوال الدّهر في الكتب
إنّها أبيات لو بلغت مسامع جريرلحيّاه ، فقد عالج بسحر بيانه علّة معلول فخلّده في السّافلين حتّى أنّني لمّا اطّلعت عليها قلت ناظما :
وفي الطّبّ للمعلول باب لآسينا
هو الكيّ إن لم يلق حلاّ يداوينا
فنهجت نهج (ابن أمّه وأبيه) فنظّمت أبياتًا في هذا الزّنيم كونه باحثا عن التّاريخ ليدخل خالدا تاريخ الأدب وجعلت لها عنوانا هو:
قُريدُ السّرك؟!
فهنيئا له بوسام الخلود بما كان منه من نكران و جحود و هي :
دعاني بنو قومي فأسرعت بالشّعر
ألبي النّداء الحينَ كالبرقِ في الفجــرِ
أذود الرّدى عنهم وجوبا وعن نفسي
بما أمكـــن الأبطــال بالطّــعنِ والبتــرِ
فأهوي على المسعور بالشّعر ارْدِيهِ
وأرمـــي رجيما بالمَجَـــانِيق والجمْــرِ
فحاذر قُرَيدَ السّركِ و اجنُبْ سفاهات
فإني بوشم الوصمِ أدري بذي البعْرِ؟!
و وصلٌ ببورارَ الزّناتيتِ لا يخفى
فسَلْ عن قرين السّوءِ في البرِّ و البَحرِ
فقد نال بالشِّعر المرير المهاناتِ
فكان القريــضُ القاسِمَ الفصــلَ للظّــهْرِ
فإنْ ُرمت بِالخِنَّوْصِ جمعًا فأشعاري
نِبالٌ كأشطان إلى الرّأسِ و القعــرِ
وُخذ من سليطٍ جرْعةً قبل ويلاتٍ
فإن عُدْتَ عَدْوَا عَدتُ بالهتَكِ والقَـَـهُرِ
أبا القاسم المعتوه نُصحي تَباصيرُ
فلا توصـلنّ القــومَ بالخيـر و الشَّـرِّ
و ذي خمْسةٌ مَعْ خمسةٍ كالمناشِيرِ
وسامٌ و كــيٌّ من جــديـر و ذي إيـرِ

ع ابن محمد الصادق الذّوادي
الوثائق :
ملحق للأدلّة بعض الوثائق المصوّرة بالصورة









الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 1-1.jpg‏ (200.7 كيلوبايت, المشاهدات 8)

آخر تعديل Mounir50 2015-07-05 في 23:58.
رد مع اقتباس
قديم 2015-07-06, 09:31   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
Nacer_el_din
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لكم على هذا










رد مع اقتباس
قديم 2015-07-09, 15:51   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
algeriano07
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية algeriano07
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكوووووووووور اخي










رد مع اقتباس
قديم 2015-07-24, 05:48   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
لبرايغ
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية لبرايغ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-23, 14:47   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
yacine_cbc
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لكم على هذا










رد مع اقتباس
قديم 2015-09-02, 10:56   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
demed
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

ربي يجازيك شكراا لك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ماضيا, مرآة, خنقة, سيدي, شعريّة, واحد, وحاضرا


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:10

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc