إعلامية تنويرية
عجبا لبعض الصحف الجزائرية التي تّدُّعي الوطنية و التي حتى انها جعلت لنفسها قنوات فضائية ، عجبا لصحف صفراء إغرائية همها الوحيد الإجرام و العلاقات الغرامية ، تشكك في الأمانة الطبية و ما أدراك ما الأمانة الطبية .
تقذف أصحاب المآزر البيضاء النقية بعدما قال فيها الشافعي رحمة الله عليه " إنما العلم علمان علم الدين و علم الدنيا فالعلم الذي للدين هو الفقه و العلم الذي للدنيا هو الطب ".
فأردت أن أكون أول مدافعا عن المهنة لا لكوني طبيبا فقط و لكن لكوني أكتب في مجلة تثقيفية تنويرية لا تهكمية ظلامية.
عجبا لمقالات صحفية كاتبها لا يعرف تكنولوجيا إسمها الشبكة العنكبوتية ، ليملأ بالمعرفة خلاياه الدماغية قبل أن يتطاول على نخبة المجتمع المتفوقين بل أسياد البكالوريا .
يراجع موضوعه بهدوء و روية ثم يكتب مقالا صحفيا خال من المصطلاحات الإستفزازية ، يقول كاتبنا أن 80 ℅ من أطباء الأسنان لا يستعملون أجهزة التعقيم البخارية و هم المسؤولون عن نقل العدوى كمرض إلتهاب الكبد و السيدا و أن 10 ℅ فقط من جراحي الأسنان مسجلون في مجلس أخلافيات الطب بمعني أن 90℅ في وضعية غير قانونية ، و السؤال الذي يطرح نفسه من أين جاء صاحبنا بهته الإحصائيات ؟ .هل هي مستقاة من جهات متخصصة و رسمية ؟ أم من تأليف خيال الكاتب لجعل المقال أكثر درامية ، يمكنك أن تجعل مقالك أكثر تشويقا و جريدتك اكثر مقروئية بالصدق و المصداقية ، لا على حساب جراح الأسنان فهو أكثر منك مهنــــية يشارك في التظاهرات و الندوات العلمية فـــــــنان يهـــــتم بالتقــــنية .
ثم إن مرض إلتهاب الكبد الفيروسي هو ككل الأمراض المتنقلة عبر الدم فكما يمكن لجراح الأسنان "عديم المسؤولية " أن يتسبب في نقله و نشر العدوى، يمكن أن ينتقل كذلك عند الحلاق مثلا ....فهل أجريت تحقيقا على تعقيم أدوات الحلاقة و توعية الحلاقين بالخطورة المحتملة ، كذلك النظافة في المطاعم المقاهي و الفنادق أم هذا يمس بمصالحك الشخصية و مداخلك الإشهارية .
كاتب أخر في جريدة أسميها مجازا جريد الليل القديم لسواد سجلها و قدم معلوماتها ، يقول أن أطباء الأسنان يرفضون معالجة مرضى الهيموفيليا في العيادات الخاصة ، احيطك علما و أحيط السادة القراء أن مرض الهيموفيليا هو من الأمراض الوراثية التي تسبب خللا في الجسم و تمنعه من السيطرة على النزيف ، فعندما يصاب وعاء دموي بجرح لن يتمكن الدم من التخثر و يستمر بالتدفق لمدة طويلة من الزمن .
و يضم مرض الهيموفيليا أو مرض الناعور ثلاث أنواع ( a,b,c )حسب إصابة عوامل التخثر و لذلك يستلزم تحويل المريض من العيادات الخاصة و حتى من عيادات المؤسسات العمومية إلى المستشفيات أين يوجد فريق طبي متخصص متكامل و مجهز ، تجنبا لأي مضاعفات من شأنها أن تضع صحة المواطن في خطر .
و مقالات أخرى تتحدث عن الزيادة في الأجور و المنح تصل إلى حد 17 مليون شهريا و ماشابه ذلك من التراهات الصحفية التي نتمنى أن تختفي من صحافتنا الوطنية و أن تتحلى بروح المسؤولية و الأخلاق التي يمليها الضمير المهني و الأعراف الإعلامية الدولية .
و أن تتكاثف جهود كل شرائح المجتمع من أجل بناء حضارة إسمها جزائر ما بعد الخمسينية .
د: بوقريــــبة يونــــس