واقع أمتنا... نظرة شرعية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

واقع أمتنا... نظرة شرعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-03-03, 11:35   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو إبراهيم
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو إبراهيم
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز عضو متميّز 
إحصائية العضو










Lightbulb واقع أمتنا... نظرة شرعية

واقع أمتنا... نظرة شرعية
نايف بن جمعان الجريدان | 28/3/1432 هـ



إن المتأمل في حال أمتنا اليوم يجدها أمة مغيبة، مهيضة الجناح، تتقاذفها الأمواج، وتميل بها الرياح، تلتفت يمينًا وشمالا تبحث عن منقذ لها، وتتخبط فتركن إلى الغرب تارة، وإلى الشرق تارة أخرى!..

وما ذاك إلا مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم من حديث ثوبان –رضي الله عنه: "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها". فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال: "بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن". فقال قائل يا رسول الله: وما الوهن؟ قال: "حب الدنيا وكراهية الموت"(1 ). فكل مخلص من أبناء هذه الأمة يتحرق قلبه ألما، ويحترق فؤاده غيرة، بسبب ما تمر به الأمة اليوم من ضعف مادي وخواء فكري، وتكالب من الأمم عليها من خلال انتهاك حرماتها، والاستهانة بدمائها واحتلال لأراضيها، ونهب لخيراتها، وتشريد لإنسانها، وتقتيل لأطفالها، فواقع المسلمين أنهم انشغلوا عن هذا الوضع الأليم بحياتهم ، فأضاعوا الدنيا والدين، فلم يفلحوا في إجادة أي منهما، فإننا إذا جئنا لننظر الواقع في ميدان التدين الشخصي عندنا كأفراد: نجد في ذلك رقةً وضعفًا، وإن نظرنا إلى الجانب العقدي: يصدق علينا قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث و سبعين ، ثنتان و سبعون في النار ، و واحدة في الجنة ، و هي الجماعة "( 2) .


إن من يرى الحياة من خلال واقعه ، وليس من خلال أمانيه .. يدرك أن واقع أمتنا لا يخرج عن أن يكون النتيجة البدهية للمقدمات التي صغناها نحن بأيدينا .. ففقدنا لأهم القيم الأصلية -التي تحافظ على عزة الإنسان وكرامة أمته- والتي على رأسها: دين الله وشرعه الذي ينشئ الإنسان نشأة عزيزة كريمة، فالعاطفة الإسلامية والإيمان وإن كان موجودًا عند الأمة، وعند الأفراد إلا أنهم ابتعدوا كثيرًا عن مقتضيات هذا الإيمان، وعن تنميته، وتربيته الشخصية الذاتية، فأخظر ما يهدد وجود هذه الأمة هو تخليها عن هذه القيم وعن قيم الأخلاق، والصمود، والوقوف أما المخططات الأخرى بإيمان راسخ، وعزيمة صلبة، وإرادة قوية.



وحينما نتحدث عن واجب الفرد في تجاوز الهزيمة والنهوض بالأمة؛ فإننا لا نقصد أن يعمل الفرد فوق طاقته وإمكاناته؛ وإنما المقصود: الإسهام حسب الوسع والاستطاعة؛ فما لا يُدرَك كلُّه لا يُترَكُ جُلُّه، وإذا كان ذلك يحتاج إلى جهود جبارة، وهمم عالية؛ فإنه يحتاج قبل ذلك إلى إعداد النفس وتهيئتها لهذه المهمة العظيمة. ولست هنا أحول عن الدراسات المنهجية في بحث هذا الواقع، ولكني أتأمل واقع أمتنا الإسلامية محاولا أن ألتمس سبيلاً شرعيًا لعزها ومجدها، فالله الذي أنزل الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط قد أنزل الأسباب التي تحقق نصره، والمخرج من هذا الواقع المرير الذي نعيشه يجتمع في النقاط التالية:



- العودة إلى الينابيع الصافية : كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، علمًا وعملاً وفهمًا وتطبيقًا، وقد حدد هذا المخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: "تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدًا: كتاب الله وسنتي"( 3). كذلك التمسك بحبل الله المتين، والسير على صراطه لمستقيم، والاجتماع على محكمات الدين التي عناها الله في قوله: "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب"[آل عمران:7]، فهذه المحكمات هي سبب نجاة الأمة.


- الإخلاص، وصدق الإيمان، والتسلح بالعلم الشرعي المكين الذي يجمع الفقه بنصوص الشرع ومقاصده، والوعي السديد بالواقع بأبعاده وخلفياته.


- تربية أفراد الأمة تربية جادة على التدين الحقيقي الذي يقف أمام الشبهات والأهواء والإغراءات، وإيقاظ عقولهم لفضح الهجمة الشرسة والسبل الشرعية للتصدي لها.


- على المؤسسات التعليمية النهوض بدورها في تعميق روح التدين الصحيح، وكشف زيف التدين الذي اتخذ من الإسلام شعارًا دون أن يكون له أثر معهم، وحشد الإمكانات الفكرية والمادية والبشرية لإزالة ما ينسب زورًا لهذه الأمة، وإظهار ما عندنا من قيم الرحمة وملامح السمو.


- أن ينزل العلماء منزلتهم، ويقوموا بدورهم كقادة للمجتمع، وعدم تهميش دورهم وتغيبهم، إما من قبل السلطات، أو تهميش أنفسهم بأنفسهم، وعليهم أن يفرضوا أنفسهم على المجتمع بتصدرهم لقيادته.


- أن تنهض أجهزة التوجيه والتدريب والتعليم والمساجد والمحاضن التربوية بدورها في تعميق روح التدين وتقويته، وإزالة عوامل الضعف التي تعتريه نتيجة الأهواء والشبهات والإغراءات التي تعترض أفراد المجتمع.


وبهذا –وبإذن الله- سنقف أمام كل شر قادم وسنحول واقع الأمة في جانب تدينها، وجانب عقيدتها إلى أن يكون واقعًا صحيحًا كما كان عليه أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-.

=========================================


([1]) أخرجه أبو داود، في سننه، في باب في تداعي الأمم على الإسلام، برقم (4299 ). وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2/647)، رقم (958). وعن أبى هريرة قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لثوبان « كيف أنت يا ثوبان إذ تداعت عليكم الأمم كتداعيكم على قصعة الطعام يصيبون منه". قال ثوبان بأبي وأمي يا رسول الله أمن قلة بنا قال « لا أنتم يومئذ كثير ولكن يلقى في قلوبكم الوهن ». قالوا وما الوهن يا رسول الله قال: "حبكم الدنيا وكراهيتكم القتال ». مسند أحمد برقم(8947) حسن لغيره.

([2]) أخرجه أبو داود ، في سننه، باب شرح السنة، (4/198)، رقم: (4597)، وأخرجه كذلك: الدارمي (2/241 )، وأحمد (4 / 102)، والحاكم ( 1 / 128 ) غيرهم. وصححه الألباني السلسلة الصحيحة (1/404)، رقم (204).
([3]) أخرجه مالك في الموطأ: كتاب الجامع (1661) بلاغاً، ووصله الحاكم (1/93)، والدارقطني (4/245)، وابن عبد البر في التمهيد (24/331)، والبيهقي (10/114) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال ابن عبد البر: "وهذا محفوظ معروف مشهور عن النبي عند أهل العلم شهرة يكاد يستغنى بها عن الإسناد"، ثم ذكر له شواهد، وصححه ابن حزم في الإحكام (6/243)، وحسن الألباني إسناد الحاكم في مشكاة المصابيح (186)، وانظر: السلسلة الصحيحة (4/361).
نقله / اخوكم ابو ابراهيم









 


رد مع اقتباس
قديم 2011-03-03, 14:26   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
مطيعة الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية مطيعة الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يعطيك العافيه على طرحك الرائع والاجمل
سلمت يداك

ننتظر جديدك بكل شوق

تقبل مروري المتواضع..









رد مع اقتباس
قديم 2011-03-03, 17:16   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
itachiachraf
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية itachiachraf
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك و جزاك الخير كله على النصائحك اللتي نحن في أمس الحاجة اليها الآن










رد مع اقتباس
قديم 2011-03-14, 11:00   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
لقاء الجنة
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية لقاء الجنة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2019-07-05, 04:48   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله و بركاتة

اخي الفاضل

بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أمتنا..., شرعية, واقع, نظرة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:00

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc