تدبر القرآن والنهضة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة > أرشيف قسم الكتاب و السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تدبر القرآن والنهضة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-05-06, 09:50   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو إبراهيم
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو إبراهيم
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز عضو متميّز 
إحصائية العضو










Lightbulb تدبر القرآن والنهضة




تدبر القرآن والنهضة


"القرآن هو الحل"، شعار جميل رفعته واحدة من جمعيات تحفيظ القرآن الكريم المباركة؛ هو شعار صغير في مبناه، لكنه عظيم في معناه، فوسط الأزمات التي تمر بها أمتنا بصفة عامة، وبلادنا بصفة خاصة -حيث رمانا أعداء الخارج والداخل عن قوس واحدة- يعبر هذا الشعار عن طوق النجاة الحقيقي والوحيد من هذه الفتن والخطوب.
إن العقل السليم يقطع بصحة ما قلنا، فقبل أن يخلق الله عز وجل آدم قال للملائكة: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]، ولكي يحقق هذا الخليفة ما أسند إليه من مهمة الخلافة، فلا بد له من منهج يرضي خالقه الذي استخلفه في الأرض ليسير عليه، فكان من لوازم استخلافه أن يرشده الله سبحانه وتعالى لهذا المنهج، وهذا ما كان، قال تعالى: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 38]، فبين لبني آدم أنه سيؤتيهم هذا المنهج، ثم أمرهم باتباعه ورغبهم فيه.
ولما كانت هذه الأمة هي خاتم الأمم، وكان القرآن الكريم هو كتابها الذي أنزله الله على نبيها خاتم النبيين وسيد الأولين والآخرين، وكان هذا الكتاب هو خاتم الكتب والمهيمن عليها، كان لزاماً أن يكون حبل النجاة لها مما يعصف بها من الفتن وأن يكون قائدها لسعادة الدارين، وأن يكون هو هداها الذي آتاها الله إياه، فهو أحق ما ينطبق عليه قوله تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 123-124].
إن عز هذه الأمة ونهضتها ومجدها، بل إن وجودها وبقاءها كأمة، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بإقبالها على كتاب الله عز وجل، لا بتلاوته وحفظه فحسب، بل بتدبره بالمعنى الواسع للتدبر الذي بينه العلامة السعدي رحمه الله بقوله: (التأمل في معانيه، وتحديق الفكر فيه، وفي مبادئه وعواقبه، ولوازم ذلك)؛ وإن من لوازمه الأكيدة العمل بما فيه وتحكيمه في كل شؤون الحياة، كما قال الحسن البصري رحمه الله: (قال الله عز وجل: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ} [ص: 29]، وما تدبر آياته إلا اتباعه، والله يعلم، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده, حتى إن أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كله فما أُسقِطُ منه حرفاً، وقد والله أسقطه كله، ما ترى القرآن له من خلق ولا عمل).
ولو بدأ المرء في التدبر مع فاتحة هذا الكتاب العظيم لقاده تدبره إلى التسليم لهذه الحقيقة، فقد دل قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 6-7]، على أن الشقاء والدمار والهلاك -وهي من لوازم الغضب والضلال- تكون في تنَكُّبِ الصراط المستقيم، أما السعادة والنهضة والهناء والنعيم ففي التزام المنهج القويم الذي جاء به خاتم النبيين، وإلى ذلك أشار قوله تعالى: {طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى} [طه: 1،2].
إن مما يشبه المسلمات بين الناس أن من صنع شيئاً وأتقن صنعه كان من أعلم الناس بما يَصلح له هذا الشيء، وما يُصلحه في ذاته وما يُعطبه؛ ولله المثل الأعلى، فهو سبحانه وتعالى خالق كل شيء، خلق الإنسان وخلق ما يحيط به من أكوان، وكل ذلك منه على أكمل وجوه الإتقان كما قال عز وجل: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل: 88]، فهو أعلم بما يصلح له الإنسان وما يصلحه وما يفسده، فمحال أن يعمل أحد بهذا القرآن فيشقى، بل إن كل صورة من صور الشقاء على مستوى الفرد أو الجماعة أو الأمة لا يمكن أن تكون إلا بسبب مخالفته وترك العمل به وتحكيمه.
فإذا كان كل ما نراه في بلاد المسلمين اليوم من ضعف وذل وهوان وتأخر ومشكلات إنما هو بسبب البعد عن تدبر هذا الكتاب والعمل به، فعلينا إذا أردنا الخروج من كل ذلك والنهضة بأمتنا من كبوتها أن نتدبر القرآن، فإن من تدبره وجد فيه حلاً لجميع المشكلات العامة والخاصة، قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89]، وليس هذا كلام أي أحد حتى يكون موضع تجربة واختبار، لكنه كلام رب العالمين، فلا بد أن يعتقد ما فيه كل المسلمين بيقين.
أما من كان في شك من أمره، فعليه أن يتعظ بحال من سبقنا من الأمم، قال عز من قائل: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ} [المائدة: 65-66]، فبين الله سبحانه وتعالى أن أهل الكتاب لو أقاموا ما أنزل إليهم من ربهم لسعدوا في الدنيا والآخرة، فلما لم يقيموه ضرب الله قلوب بعضهم ببعض، وأضل فريقاً وغضب على فريق.
إذا تقرر ما سبق فلا يعقل ألا يكون القرآن الكريم كفيلاً بتحقيق سيادة الأمة وعزها ونهضتها، فمن كان صادقاً في طلب النهضة فقد تبينت له السبيل، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق: 37].
المصدر: موقع المسلم
كتبه / د ناصر العمر

نقله للفائدة اخوكم / ابو ابراهيم









 


قديم 2009-05-09, 15:05   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
taha178
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية taha178
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك أخي الكريم و بارك الله فيك على الموضوع القيّم










قديم 2009-05-11, 17:34   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ابو إبراهيم
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو إبراهيم
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

وفيكم بارك الله اخي وجزاكم الله خيرا
*** اخوكم ابو اباهيم ***










قديم 2009-05-13, 21:49   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
امير الجود
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية امير الجود
 

 

 
الأوسمة
الفائز في مسابقة أفضل تنسيق للملف الشخصي عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

اخي الكريم شكرا جزيلا على موضوعك المميز
و بارك الله فيك و سدد الله خطاك










 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:59

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc