ايه يا حلب الشهباء
يا فاتنة عشقتها دون اي موعد
دون اي لقاء
عشقتها من فم الرحالة
من كتب التاريخ
من قصائد الشعراء
فتخيلتك حسناء تتوضأ بعطر الورد
كل مساء
وتخيلتك قصيدة حب
منقوشة على كف الزمان
بحمرة الحناء
وتخيلتك قارورة عطر
يتطيب من ريحها العشاق
قبيل كل لقاء
ايه يا حلب الصهباء
يا سليلة العظماء
اولئك الذين على صهوة الريح
بنوا على ضفاف الوعد
مجدا في ديار الغرباء .
ولكني حين رايتك بعين الفضاء
تعطلت لغة الكلام
وجف الحلق من غصة بكماء
حين رايتك
مضرجة في دمائك
وجمالك توارى خلف ضبابة من الغبراء
تجمدت في العروق
بقية من احمر الدماء
حين رايتك
جفت المآقي
تشققت الخدود
فلم اقو على البكاء
حين رايتك
كفرت بالعروبة بالقومجية
كفرت بالانتماء
نزعت عني خرقة عروبة
بها الف رقعة من اشلاءي
توقف الزمان من حولي
قامت قيامتي والكف صفر
وتساءلت في قرارة نفسي
كيف عاد التتار
ليشنقوك في ضفائرك على مئذنة الامويين ؟
كيف عاد هولاكو يغرز سيفه في طهرك
ويغرق جمالك في لجج من الدماء ؟
كيف تجرا ابابل الكفر
ان يحيلوا مجدك الى هباء ؟
حينها تيقنت
اننا عدنا الى جاهليتنا الرعناء
عدنا الى مرابض داحس والغبراء
في الارض نعبد اصناما صنعناها
ومن غير وضوء ،
نرفع اكف الضراعة الى السماء .
نئد الجمال في مقابر العناد
نكابر ندعي الكمال
ونوهم انفسنا اننا اقوام اسوياء
من ذا الذي احرق حقول الورد ؟
من ذا شنق تغريدات الحياة على شرفاتك ؟
من اباد فراشات الربيع على ربوات الجمال ؟
قم يا صلاح الدين
غورو قد عاد يشعل النار في قبور الخالدين
ويا معتصماه هل تسمع النداء ؟
نحن قوم كبرت فينا الجثث
وعطلت العقل فينا
يد الغباء
نصفع على الخد مرارا
وندعي الكبرياء من خواء
فتعسا لأمة تبيع شرفها
لأول قادم من مرتزقة الغرباء
ولا غد لأمة هذا حلها
ولو بعث فيها من جديد
الرسل والأنبياء
صبرا حلب صبرا اخواتهن
ان اجمل البشائر
تأتي بعد عظيم بلاء
شريطي نورالدي