الألوان في معجم العربية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > منتدى اللّغة العربيّة

منتدى اللّغة العربيّة يتناول النّقاش في قضايا اللّغة العربيّة وعلومها؛ من نحو وصرف وبلاغة، للنُّهوضِ بمكانتها، وتطوير مهارات تعلّمها وتصحيح الأخطاء الشائعة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الألوان في معجم العربية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-11-13, 18:38   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد الوليد
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية محمد الوليد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي الألوان في معجم العربية

الألوان في معجم العربية
الأستاذ الدكتور عبدالكريم خليفة
رئيس المجمع


عنيت العربية عناية فائقة بالألوان وذلك على ألسنة شعرائها وخطبائها فيما وصل إلينا من رواة أخبارها في العصر الجاهلي. واشتدّت هذه العناية في عصور ازدهار الحضارة العربية الإسلاميّة في المشرق والمغرب والأندلس، حتى بات موضوع الألوان من الموضوعات التي تفرد لها أبواب خاصّة في مصنفات اللغويين المشهورين.
وربما كان "كتاب الخيل" لأبي عبيدة معمر بن المثنى التيمي، تيم قريش المتوفى سنة تسع ومئتين للهجرة (209هـ)، من أقدم ما وصل إلينا من المصنفات اللغوية التي أفردت مكاناً خاصاً بالألوان. فقد وضع أبو عبيدة، كما هو معروف، كتاباً خاصاً بالخيل، تحدث فيه عن عناية العرب بالخيل وإيثارهم لها، وذكر أشعارهم في ذلك، وما قالته عرب الجاهلية من الأشعار في اتخاذ الخيل. وبَيَّن مكانتها في الإسلام، وتحدث عن الأمر بارتباطها وما ورد في فضلها من الأحاديث والآثار، وأورد صفاتها وعيوبها، وما تستحبه العرب في الخيل وما لا تستحبه. وخصّص جزءاً مهمّاً من كتابه هذا للحديث عن ألوان الخيل ... فأجمل ألوانها بقوله: أدهم وأخضر وأحوى، وكُمَيْت، وأشقر، وأصفر، ووَرْد، وأشهب، وأبْرش، ومُلَمَّع، ومولّع، وأشيم.
ثم بدأ أبو عبيدة يتحدث عن "الدُّهْمَة" والخُضْرة والحُوَّة، والكُتْمة، والصُّفْرة والوُردة والشُّقْرة والشُّهْبَة، كلاً على حدة.
ومن الواضح أن أبا عبيدة قد تجاوز الصفة اللونية التي تتصف بها الخيل إلى الحديث عن المصدر من حيث هو لون، ولكنه لم يخرج مطلقاً عن موضوع الخيل، فبقي ما سُمِّي بتأكيد الألوان أو إشْبَاعها، ألفاظاً دالة على ألوانٍ مستقلة تميز الخيل بعضها من بعض.
فمن ذلك مثلاً يتحدث عن "الدُّهمة" فيقول: "فمنهن أدهم غَيْهَب وأدهم دَجُوجيّ وأدهم أكهب". وبعد هذا التقسيم لِلَوْن "الدُّهْمَة"، يحدد أبو عبيدة ماهية كلّ منها من حيث كونها ألواناً مستقلة ومميَّزة فيقول: "فأمّا الغيهب فأشدهن سواداً.
والدَجُوجي دونه في السواد وهو صافي اللون، والأكهب الذي لم يشتد سواده ولم يصفُ لونه. ومن الواضح أن هذه ألفاظ تدل على ألوان مختلفة ومتميزة بعضها عن بعض.
وهكذا يواصل في حديثه عن بقية الألوان، وفق هذا المنهج، في تحديد تأكيد هذه الألوان أو إشباعها، كما جرت التسمية قديماً، أو تحديد ظلال الألوان كما نسميها حديثاً. وقد يشير إلى مقابلاتها الأعجمية التي دخلت العربية. ففي حديثه عن الخُضْرة يقول: "فمنهن أخضر أحَمّ وأخضر أورق وأخضر أطْحَل وأخضر أدغم وأطْخَم". ويواصل أبو عبيدة وفق منهجه، فيبدأ بتحديد ماهية كلّ لونٍ من هذه الألوان، فيقول: "فأما الأخضر الأحم فأدناهنّ إلى الدُّهْمَة وأشدهن سواداً، غير أن أقرابه وبطنه وأذنيه مخضرة. أما الأدغم، فهو الأصحم الذي لون وجهه ومناخره وأذنيه لون الذي يسمى "الديزج" بالفارسية. وقد يكون من الخيل أدغم خالص ليس فيه من الخضرة شيء". وبعد ذكر مقابله بالفارسية، يورد المصنف شاهداً لشاعرٍ تابعي هو حُضَين بن المنذر الرقاشي من أمراء علي، رضي الله عنه، يوم صفين إذ يقول:
عشية جئنا يا ابن زَخر وجئتم


بأدغم مرقوم الذراعين دَيْزِجِ


وبعد إيراد هذا الشاهد الذي يدل على دخول هذه اللفظة الفارسية "ديْزِج" اللغة العربية، يواصل أبو عبيدة الحديث في موضوع الخُضْرة وفق منهجه الذي أشرنا إليه، فيقول: "وأمَا الأطحل فالذي تعلوه في خُضْرته صُفْرة كلون الحنظل البالي، وأما الأورق، فإنَّه يكون لونه لون الرماد، وهو الذي تخضر سَرَاتُه وجلده كلّه." ويستمر أبو عبيدة في نهجه هذا، مستقصياً التموجات الدقيقة داخل كل لون من الألوان الرئيسية التي ذكرها، محدداً ظلالها، جاعلاً من كلِّ تأكيد لون، كما تسمى في التراث، لوناً يحدّده ويعرّفه ويشرح ماهيته من خلال النصوص أحياناً. فقد جعل لكل لون من الألوان الرئيسية مدىً ومجالاً، تتماوج فيه ألوان متعددة.
فبعد حديثه عن الخضرة، يتحدث عن الحُوَّة، ويذكر تأكيدات هذا اللون، فيقول في حديثه عن الخيل: "فمنهن أحوى أحم، وأحوى أصبح، وأحوى أطحل، وأحوى أكهب ...".
ثم يتحدث عن الكُتمة في موضوع الخيل فيقول: "فمنهن كُمَيْت أحم، وكميت أطخم، وكُمَيْت مُدمَّى، وكُمَيْت أحمر، وكميت أكلف ...".
ثم يتحدث عن الصُفّرة فيقول: "ومن الصُفْرة أصْفَر أعفر، وأصفر فاقع، وأصفر ناصع" ثم يتحدث عن "الوُردة" فيقول: "فمنهن وُرد خالص، وورد مُصَامص، ووُرد أغبس" ثم يتحدث عن "الشقّرة" فيقول: "فمنهن أشقر أدبس، وأشقر مُدمى، وأشقر أقْهب، وأشقر أمغر، وأشقر أفضح ...".
ثم يواصل حديثه عن بقية الألوان التي ذكرها في البداية، فيتحدث عن الشهبة فيقول: "أما الأشهب فكلّ فرسٍ تكون شَعَرته على لونين ثم تفرق شَعرته فلا تجتمع من واحد من اللونين شعرات فلا تخلص بلون واحد، كقدر الوُكنة فما فوقها، فإذا كان كذلك فهو أشهب. وإذا اجتمع من كل واحد من اللونين نُكيتة صغيرة تخلص من اللون الآخر، فهو "أبرش". فإذا عظمت النُّكتة فهو "مُدَنَّر"، وإذا كان في جسده بقع متفرقة مخالفة للونه، فهو "مُلمَّع"، وهو "الأشْيَمُ" ، فإذا كان فيها استطالة فهو "مولَّع".
وينتقل أبو عبيدة للحديث عن "الشيَّة في الفرس" ويعرِّف الشِّية بقوله: "والشِّيَةُ كلّ لون يخالف معظم الفرس" وقبل أن يتحدث عن أنواع الشِّية، يشير إلى أن الفرس الذي لم يكن فيه شِية، فهو بهيم، وهو مُصْمت من أي الألوان كان. ثم يواصل حديثه عن الشيِّة قائلاً: "فمن الشِّية الغرَّة والعرّح والرَّثم والتحجيل والسعف والنبط والسبغ والشعل واللمظ واليعسوب والتَّعْمِيم والبَلَق.
ويعود أبو عبيدة، وفق منهجه في كتابه هذا، فيأخذ كلّ شِية من هذه الشِّيات ويعدّد تأكيد ألوانها، ثم يتناول كلّاً منها بالتعريف والشرح. وتلاحظ أنه في حديثه عن شيات الخيل يكثر من إيراد الشواهد الشِّعْرية. ونجد المُصَنِّف في ذلك كله لم يزعم أنه يقوم باستقصاء كل ما ورد عن العرب الألوان، ونستشف هذا من أسلوبه في الحديث فيقول مثلاً: "ومن الصفرة ... كذا ... ومن الشية ... ومن الغَررِ ... كذا إلخ...
وقد أحصينا ما يزيد عن ثمانين لوناً، تحدث عنها أبو عبيدة في كتابه "الخيل"، وهو في ذلك كله يعرّفها ويحدّد دلالتها اللونية، جاعلاً من كلّ منها لوناً مستقلاً بذاته، مميزاً لما يدل عليه في المدى اللوني بتموجاته الدقيقة التي تنشأ عن تمازج الألوان وتداخلها. وهذا مجال واسع رحب يحتل فيه الخيال والإحساس اللغوي مكانة متميزة. والحق، فقد أبدع الخيال العربي أيما إبداع في تحسس تداخل الألوان وتمازجها والتعبير عنها بألفاظ خاصة بها، دالة عليها. ونلحق ببحثنا هذا قائمة بالألفاظ الدالة على الألوان وتأكيدها، والتي أشار إليها أبو عبيدة في كتابه "الخيل".
ومما تجدر الإشارة إليه، أنَّه في أواخر الفترة الزمنية التي عاشها أبو عبيدة، صاحب كتاب "الخيل"، نجد أن كتاباً قد ترجم من اليونانية إلى العربية، أو على أبعد تقدير، ظهر في العربية منقحاً تحت عنوان "سر الخليقة وصنعة الطبيعة – كتاب العلل" لمؤلفه بلينوس الحكيم. إذ إن الروايات ترجع ظهوره إلى عصر المأمون، أي حوالي سنة 200هـ.
وقد تحدث هذا الكتاب عن الألوان، وأفرد لها مقولة خاصة تحدث فيها عن مفاهيم الألوان من الناحية العلمية. وتحت عنوان: "القول في الألوان" يورد ما يلي:
"اللون هو جنس الأجناس، وإنَّما سُمَّي جنس الأجناس لأنه مُقَسَّم للبياض والسواد والحُمْرة والصُفْرة والخُضْرة والأسمانجونيّ. فأما القديم من الألوان فإنَّما هو اثنان: البياض والسواد، وهما جنسان قديمان، ومنهما تتركب الحُمْرة والصُفْرة والخُضْرة ولون السماء. ومن هذه الألوان تتركب جميع الألوان. وذلك أنه إذا اجتمع اللون الأبيض مع اللون الأسود، فغلب الأسود الأبيض بجزء، كان هناك لون أصفر. وإذا تكاثف الأبيض على الأسود، وتداخل الأسود في الأبيض، كان هناك لون أحمر مشقوق، وإذا غلب السّواد البياض بدرجة، كان هنالك لونٌ اسمانجونيّ ....
ويتحدث هذا المصنَّف عن تولد الألوان المختلفة بالتفصيل، ويحدد تولدها من بين الأسود والأبيض والأصفر والأحمر والأخضر. وفي حديثه عن تمازج الألوان يقول: "وأما الأخضر، فإنَّه يتولد بين السواد والبياض، وذلك لأننا نرى الأخضر محتملاً للونين، أعني بذلك السواد والبياض، لأنا رأينا فيه أجزاء السواد والبياض".
ومهما يكون من القيمة العلمية للبحث عن الألوان في هذا المُصَنَّف، فإنَّه يظهر لنا الاهتمام الكبير بالألوان في هذه الفترة الزمنية المبكرة من تاريخ الحضارة العربية الإسلامية. وإذا كان من المرجح عندنا أن أبا عبيدة وغيره من اللغويين قد اطلعوا على هذا الكتاب، وربما تأثروا بمنهجه في التقسيم والتصنيف، فإننا في الوقت ذاته، نعتقد كما هو واضح، أنَّ دلالات الألوان في العربية عميقة الجذور، تواكب حياة العربية في بيئاتِها المختلفة، وتساير متطلباتها الحضارية عبر تاريخها الطويل.
ومن المصادر اللغوية المهمة التي يجب أن نقف عندها، في القرن الثالث الهجري، "كتاب خَلْق الإنسان" لأبي محمد ثابت بن أبي ثابت، وثابت هذا من علماء اللغة في القرن الثالث الهجري. فقد تتلمذ على أبي القاسم بن سلام المتوفى سنة 224هـ. وهو مصدر مهم من مصادر ابن سيده في كتابه المخصّص.
فقد عني ثابت بكتابه هذا بالألوان، فجعل باباً خاصاً بألوان الشَّعَر، وكان من مصادره الأساسية أبو عبيدة والأصمعي وابن الأعرابي. فيبدأ الحديث في "باب ألوان الشّعر"، بقوله: قال الأصمعي ... ثم يورد في الشَّعر إذا كان شديد السواد ... إلخ.
ويفرد بابا آخر في كتابه يسميه: "باب صفات ألوان الحدقة": ويبدأه أيضاً بعبارة: قال الأصمعي: في العين الشُّهْلة ... ثم يورد رأي الأصمعي ... ويتحدث حديثاً مستفيضاً عن ألوان الحدقة.
ونحن إذا تركنا القرنين الثاني والثالث الهجريين جانباً إلى القرن الرابع وبداية القرن الخامس الهجري، نجد أن موضوع الألوان في العربية قد ازداد أهمية، واتصفت الدراسات حوله بالاتساع والعمق من ناحية، وتطور منهج البحث فيه من ناحية أخرى كي يصبح نواة لمعجم لغوي خاص بالألوان. وهذا ما نراه بوضوح متمثلاً بكتاب: الملمّع" صنعة أبي عبدالله الحسين بن علي النمري، المتوفى سنة 385هـ. فقد حرص المؤلف على تحديد معاني الألوان من خلال نصوص وشواهد شعرية اختار أكثرها من أشعار الفحول من شعراء الجاهلية والإسلام.
ولا شك في أن التأليف اللغوي قد عرف معاجم المعاني في عصر النَّمري بل وفي العصور التي سبقته، فكان هنالك ما نستطيع تسميته معاجم متخصصة بالخيل والإبل والشاء، كما نرى ذلك عند أبى عبيدة معمر بن المثنى وأبي زيد الأصمعي وابن قتيبة وأبي عمرو الشيباني وغيرهم. ولكننا نلاحظ أنها كانت جميعاً تجعل من أجزاء الموضوع وحدة متكاملة، في حين أننا نجد صاحب كتاب "الملمَّع" ينحو منحى آخر، فيحاول أن يضع كتاباً خاصاً بالألوان. فيتحدث عن كل لون ومؤكداته من خلال النصوص والشواهد، مما يضفي على منهجه قيمة خاصة ويجعله أقرب ما يكون إلى نواة معجم متكامل لألفاظ الألوان...
وقد استهل كتابه بعد التحميد والدعاء بقوله: "إنَّ الله عز وجل خلق الألوان خمسة: بياضاً وسواداً وحُمْرة وصُفْرة وخُضْرة، فجعل منها أربعة في بني آدم: البياض والسواد والحُمْرة والصُّفرة" ويتحدث عن ذلك حديثاً مستفيضاً ويورد شواهد اختارها لفحول الشعراء، ويصنف معجمه الصغير هذا وفق الألوان الأربعة وبالترتيب ذاته، ويضيف إليها لون الخُضْرة.
ومما يلفت الانتباه، أن صاحب "الملمّع" قد جعل اللون المحور الأساسي الذي تدور حوله مختلف الموضوعات. وإذا كان قد اقتصر على الألوان الأربعة الرئيسية، وأضاف إليها لون الخضرة مع استدراكه عليه بقوله: "والخضرة عند العرب: السّواد، فقد أوضح رأيه في بقية الألوان، إذ يتساءل: "فإن قال قائل: فأين الغُبْرة والسُّمْرة والزُّرْقة والصُّحْمة والشُّقْرة وأشكالُهنَّ من الألوان؟ قيل: هذه الألوان ليست نواصعَ خوالص. وكلٌّ يُردُّ إلى نوعه، فالغُبْرة، والسُّمْرة إلى السواد، والزُّرْقة إلى الخُضْرة، والصحمةُ إلى الصُّفْرة، والشُّقْرة إلى الحُمْرة. والعرب عمدت إلى نواصع الألوان فأكّدتها، فقالت: أبيض يَقَقٌ، وأسودُ حالكٌ، وأحمر قانئ، وأصفَرُ فاقع، وأخضرُ ناضر". وقد وضع منذ البداية قواعده الأساسية في المنهج الذي اختطه. فصنّف الألوان إلى أنواع، وسمَّاها نواصع الألوان، وكلّ نوع يشتمل على ما يسميه "تأكيد الألوان" إذ يقول: "والعرب عمدت إلى نواصع الألوان فأكّدتها. فقالت: أبيض يقَقٌ، وأسودُ حالكٌ، وأحمرُ قانئٌ، وأصفرُ فاقعٌ وأخضرُ ناضرٌ. وهكذا يسير في كتابه ، بل في معجمه الصغير الذي خصصه للألوان، فيتناول كلّ نوع من الألوان ويستغرق جملة من تأكيداتها، مورداً الشواهد الشعرية التي يختارها لفحول الشعراء.
يبدأ الحديث عن البياض، الذي يعتبره مع السواد أكثر أنواع الألوان انتشاراً، ويحرص دائماً على أن يكون التعريف من خلال الشواهد الشعرية التي يختارها. وهذا المنهج اللغوي يهدف إلى تعريف المصطلحات من خلال النصوص.
وإذا تركنا منهجه المعجمي جانباً، وهو منهج يستحق الدراسة والبحث، فإنّنا نرى المصنِّف يولي الشرح اللغوي والضبط في النطق أهمية كبيرة ... فيتحدث عن البياض، فيورد التأكيدات التالية: أبيض يَقَقٌ ... وأبيض لَهَقٌ ... وأبيض لَيَاحٌ ولِيَاحٌ ومعناهنّ المبالغة فهذه الثلاثة كلّهن سواء وليس لهن فعل ... وأبيضُ وابصٌ ووبَّاص ... وأبيضُ دُلَمِصٌ ودُلامِصٌ ودُمِالصٌ ... وأبيضُ برّاقٌ ... فَهذه كلّها سواء، ومعناها البريق.
وإلى جانب الشواهد الشعريّة والعناية بشرح الألفاظ اللغوية الغريبة وضبطها، يعنى المؤلف بالاشتقاق من أسماء الألوان وتأكيداتها ... وتأكيد اللون كما هو معلوم هو في حقيقة الأمر لون مميَّز عما عداه.
فيورد مثلاً: أبيضُ خالصٌ وناصعٌ ... يقال: خَلَصَ يخْلُص خَلُوصاً، ونَصَعَ يَنْصَعُ ... وأبيضُ ناصعٌ: نَصَع يَنْصَع نُصُوعاً ... وأبيضُ هِبْرِزِيّ ... وأبيضُ صَرَحٌ ... ويعلق على ذلك بقوله: "وأظنّه اشتُق من الأمر الصريح، واللبن الصريح، هذا كلّه سواء ومعناه الخلوص. وأبيضُ حُرٌّ .. ويقوده شرح الغريب في الشواهد إلى الوقوف عند بعض تأكيدات اللون في الخيل أو في الإنسان فيقول مثلاً: الرُّثْمة: بياضٌ في الجَحْفَلة العُلْيا، فإذا كان في السفلى فهو ألمظ .. وأبيض هجان .. ويعلق المُصَنِّفُ على ذلك قائلاً: فهذان (أي الحرّ والهجان) متساويان، ومعناهما الكرم...
وأبيض أبلج ... وأبيض واضح ... ويعلق المُصَنِّف قائلاً: "فهذان يتساويان ومعناهما الوضوح".
وأبيضُ بضٌّ ... ويقال: بَضَّت تَبِضُّ بَضَاضَةً، وهي التي كان وجهها يقطر ماء وقد تكون البَضَّة أدماء...
وأبيضُ غضّ. ويقال: "غَضَّ غُضَاضة، ولم يعرفوا له فعلاً مستقبلاً ... ومعناه الطراوة .. وأبيضُ أزَهرُ ... وأبيضُ مُشرقٌ .. وأبيضُ مُغْرِبٌ .. وهو الذي يبْيَضُّ سائر شعره وبَشَره، وهو كثيرٌ في الناس والخيل ... وأبيضُ أمقهُ ... قال أبو رياش رحمه الله: وهو أسوأ البياض، وهو لون الجصِّ، ومعناه الإفراط .. وهو في كلّ ذلك يورد الشواهد ويشرح غريبها وينسبها في أكثر الأحيان إلى قائليها. وهذا المنهج الذي أشرنا إليه يلتزمه من أول الكتاب إلى آخره، ولا يشذ عنه ألبته...
وهكذا يستوفي مختلف الموضوعات، في مجال اللون الأبيض. فيتحدث عن الرجل فيقول: إذا كان الرجل أبيض فهو أحْوَرِيٌّ ... والغُرْنُوق والغرانِقُ والغِرْنَوْقُ والغَرَوْنَقُ: الشاب الأبيض ... والأبلجُ: الأبيضُ الواسع الوجه في القِصَر والطول ... والأغرُّ والجَوْنُ واحدٌ. وتسمى الشمسُ جَوْنةً لبياضها ... ، ويسمى النهار جَوْناً لبياضه والجون أيضاً الأسودُ، وهو من الأضداد ويقال: قوم غُرَّان وغُرٌّ، وغُرَّان جمع أغَرُّ ... كما يقال بِيضانُ وسُودان وحُمرانُ والوضَّاحُ مثله ....
ثم ينتقل المصنّف إلى باب أسماء النساء البيض فيقول: فيهنَّ الرُّعبوبة، وجمعها رعابيبُ ... وهنا نجد المصنف يتجاوز حدود اللون الأبيض إلى صفات الحسن في المرأة البيضاء. ثم لا يلبث أن يعود إلى موضوع اللون ... فيتحدث عن الزهراء .. ثم يقول: وسُميت الزُّهْرَةُ فُعَلَةٌ، النجم، لبياضها وصفائها ... وسميت المهاة زَهْراءَ كذلك ... ويذكر من أسماء النساء البيض الغَرّاء، والجمع غُرٌّ .. ثم ينتقل إلى باب آخر فيقول: العرب تدعو الأبيض أحمر. ويورد نصوصاً متعددة وفي باب آخر أيضاً يتحدث عن الجيش والسلاح فيقول: "فإذا كانت الكتيبة بيضاء فهي شهباء ... ولون الحديد أشهب.
ثم ينتقل إلى الخيل، فيعدد في مجال اللون الأبيض الألوان التالية:
فإذا كان الفرسُ أبيض، فهو مُغْرَبٌ .. وبعد إيراد الشواهد وفق منهجه يقول: المُغْربُ الذي ينظرُ في بياض ... ويتابع في موضوع الخيل فيقول: وهو أبيض بهيمٌ ... والبهيمُ الذي لا شِيةَ به، كانَ أبيضَ أو أدهم أو كميتاً أو أشقر ... ويقال: ليلٌ بَهيمٌ إذا كان مظلماً لا ضوء فيه ... ثم يتابع حديثه عن الخيل فيقول: هو صَمْتٌ وصَتْمٌ وصموتٌ ومُصْمَتٌ ... ويقال للداهية التي لا فُرْجَة منها: مُصمتةٌ ... ثم يقول: "وليس في خيل العرب أشهب، والشُّهْبَةُ شِيةُ الهجين. والبياض كلّه في الخيل رقة وضعف، وإنَّما يوصف بالغُرَّة والحُجُول لحسنهما.
ثم ينتقل المصنف إلى الإِبل في مجال اللون الأبيض أيضاً فيقول:
فإذا كان الجملُ أبيض، فهو حَضار (مبني على الكسر) والذكر والأنثى فيه سواء ... وهو (أي الجمل) آدمُ، والأنثى أدْماءُ، وكرامُ الإبل أدْمُها...
ويذكر: أعيسُ وعيساءُ ... والعِيس يعني بياض الشعر ... ويقول أيضاً:
وأصْهبُ وصَهْباءُ ... ويقال: قريش الإِبل صُهْبُها وأدْمُها ... وكذلك يورد: نواعج ناعجات ... وأيضاً هجان للذكر والأنثى والجمع ... ثم يورد المصنف قول ابن السِّكِّيت: "الصهباءُ الناقة البيضاء يخالط بياضها حُمْرةٌ، تحمرُّ ذفاريها وعنُقُها وكَتِفاها وذِرْوتُها وأوظِفَتُها، ويبيضُّ سائرها. فإذا أفرط بياضُها فهي صهباءُ لَياحٌ. وإذا صَدَق لون البعير فلم يخلطْهُ صُهْبةٌ فهو آدم، إلا أنه أسودُ الحماليق. والأدمة في الناس السُّمْرةُ، وفي الإِبل البياض.
ثم ينتقل المؤلف إلى النعجة والظباء فيقول: فإذا كانت النعجة بيضاء العِيَنة فهي عَيْناءُ، والجمع عِينٌ ... ويقال: العِينُ: الكبار الأعيْنُ ... وإذا كان الظبيُ أبيضَ فهو ريمٌ، والجمع آرامٌ ... ويقال: الآرام ضأنٌ الظباء. والعفر مُعْزاها، والأدْمُ إبلُها.
ثم يتحدث عن الحيّة فيقول: فإذا كانت الحيّةُ أبيضَ فهو الحُرُّ ... قال أبو حاتم: الحُرُّ حيَّةٌ مثل الجانِّ، والجانُ في هذه الصفة. وأهل الحجاز يسمونه الأيْم، وبنو تميم تُسمِّيه الأيْن- وأصله التشديد.
ثم ينتقل إلى السماء فيقول: فإذا كان السّحابُ أبيض فهو أغَرُّ، والسحابةُ غراءُ ... الصَّبير سحابٌ أبيض ... وهو الحُرُّ ... وهي الغَمَامَةُ. ويقال: الغمامةُ كالسحابة في أي لونٍ كانت ... والصهباءُ: البيضاءُ ... الجهام: السّحابُ الذي لا ماء فيه. وهو الأقمرُ ... وبعد إيراده الشواهد على عادته يقول: الأقمرُ: لون يشبه الرَّماد ... ثم يتحدث عن أنواع السحاب وشواهدها اللغوية خارج حدود اللون...
وفي حديثه عن الأرض وموضوعاتها يقول: فإن كان الجبلُ أبيض، فهو أعبلُ ... وإذا كانت الصخرة بيضاء فهي عبلاءُ ... وإذا كان الحصى أبيضَ فهو مَرْوٌ، والواحدة مَرْوَة.
وإذا كانت الكمأة بيضاء، فهي فَقْع وَفِقْعَةٌ ... وواحد الكَمْأة كَمْءٌ ... وإذا كان العَسلُ أبيضَ، فهو ضَرَبٌ ... وهو الماذيُّ ... ويقال: الماذيُّ: العَسَلُ اللَّيِّنُ .. وإذا كان العنبُ أبيض، فهو مُلاحيُّ ... وإذا كانت الخمرة بيضاء فهي صَهْباء ... وإذا كانت الوَرْدَة بيضاء فهي وَثِيرةٌ ... وبعد إيراد الشاهد يستطرد المصنف عائِداً إلى موضوع الخيل فيقول: والقُرْحَةُ: البياض في جبين الفرس كالدرهم، فإن زاد على ذلك، فهو غُزَّة. والمَغْدُ: أن لا يكون في وجه الفرس قُرْحَةٌ، فَيُنْتَفُ الشَّعَرُ فيخرجُ أبيض ... وينهي المصنف بحثه في هذا الموضوع بقوله: تَمّ ذكرُ البياض، ولله المنة.
ومن هنا نرى أن المصنف اتبع منهجاً محدّداً، وجعل من أنواع الألوان محاور للموضوعات التي يحاول اختيار أهم ألوانها، دون استقصاء، أو إيجاز مخل، كما ذكر ذلك في مقدمته.

ويسير المصنف على هذا المنوال من منهجه. ففي الحديث عن السواد يذكر تأكيدات الألوان التالية:
يقال: أسودُ حالكٌ وحانِكٌ. وهو أشدُّ سواداً من حَنَكِ الغُراب ومن حَلَكِهِ. فحلكُه سوادُه، وحنكُهُ: منقاره...
يقال: حَلَكَ يحلُك حُلوكاً. وحَلِكَ يَحلَكُ حَلَكاً. ويقال لِلَّيلة السّواد: الحُلَّكَة .. وقيل لأعرابي: تقول مثل حَلكِ الغُراب أم حَنَكِهِ؟ فقال: لا أقول مثلَ حَلَكِهِ أبداً. وأسَودُ- مُحْلَنْكِكُ، واحْلَنْكَكَ الشيء يَحْلَنْكِكُ احلِنْكاكاً.
وأسودُ مُحْلَوْلِك، واحْلَوْلَكَ يَحْلَوْلِكُ احليلاكاً- افعوعل من حالك- وأسودُ مُسْحَنْكِكُ، واسْحَنْكَكَ يَسْحَنْكِكُ اسحِنْكاكاً- افعَنْلَكَ من حانِكٍ- وأسودُ حُلْكُوكٌ وَحَلَكُوك.
وأسودُ حُلُبُوب.
وأسودُ غربيب والجمعُ غَرابيبُ.
وِظلُّ الحجرِ أسوَدُ.
وأسودُ غْيهَمٌ وغَيْهَبٌ.
وأسودُ سُحْكوكٌ.
وأسودُ فاحِمٌ: أي كلون الفَحْمِ.
وأسودُ غُدافٌ.
وعِظْلِمُه (أي الليل) سوادُه.
وأسودُ دَجُوجيُّ ودَجاجيُّ.
وأسودُ غرابيُّ كلون الغراب.
وأسود حُذاريُّ.
وأسودُ مُدْهامٌّ ومُدْلَهمُّ.
وأسودُ يحموم ... وسُمّي الدُّخانُ يَحْموماً لِسَوادِهِ ...
ثم ينتقل إلى الحديث عن أسماء الرجال والنساء السود فيقول:
منهم الأذعجُ، وهو الشابُّ الشديدُ سوادِ الشّعرِ. وامرأة دَعْجاءُ. والدَّعَجُ في العين، شدَّة سوادها.
والجَوْنُ، وسمي النَّمِرُ أبا الجَوْن للسوَّاد الذي فيه.
ومنهم أيضاً:
الدُّحامسُ والدُّحْمُسانِيُّ والدُّحْمُسُ،
والحِمْحِمُ،
والأحْوىَ،
وهو الحَلْكَمُ.
ومنهم أيضاً:
الأدْغَمُ والدُّغْمانُ والأحمُّ الأسْفَح والأكفَحُ والأصْدأ، والأسْحَمُ، والحَنْكَلَةُ: السوادءُ القصيرةُ.
فإذا كانت الكتيبة سوداء فهي جأواءُ. والجَوْءَةُ صدأ الحديد.
وهكذا يتابع المصنف منهجه في الحديث عن مختلف الموضوعات في حدود اللون فيقول:
فإذا كان الفرسُ أسودَ، فهو أدهم ... وملوك الخيلِ دُهْمُها ... فإذا كان الجملُ أسودَ، فهوَ جَوْنُ ... والجمعُ: جُونٌ.
ويروى المصنِّف أنه قيل لابن لسان الحمَّرَة، وهو خطيبٌ نَسَّابة بليغ. أخْبِرْنا لغة عن الإِبل. فقال: حُمْراها صُبْراها، وعيسُها حُسْناها، ووُرقُها غُزْراها، ولا أبيعُ جَوْنةً ولا أشهَدُ مَشْراها ...
وسُمِّيت الحَمَام وُرْقاً لِوُرُقيتها.
وهو(أي الجمل) أظْمى والجمعُ ظُميٌ.
ثم ينتقل إلى موضوع الضأن فيقول:
فإذا كانت الضّأن سوداً، فهي لابة تُشبَّه بالحَرَّةِ.
فإذا كان الكَبْشُ أسود، فهو أمْلَحُ.
ثم ينتقل إلى موضوع القطا فيقول:
فإذا غلب السوادُ على القطا فهو جُونيٌ، الواحدة جُونِيَّةٌ.
ثم إلى العقاب فيقول: فإذا كان العقاب سوداء فهي خُدارِيّةٌ.
ثم إلى الحيّة فيقول:
فإذا كان الحيّة أسود، فهو حَنشٌ. وبعد إيراد الشاهد، يعلق المصنف قائلاً: "ويقال لجميع دواب الأرض أحناش، كالضبِ والقنفُذِ واليربوع. ثم خُصَّ به الحيّة، ثم ينتقل المصنف إلى موضوعات السحاب والمطر، فيقول:
فإذا كان السّحابُ أسودَ فهو ربابٌ.
وهو (أي السحاب الأسود) الأسحمُ.
والجَوْنُ الجَوْنِيّ.
وهو (أي السحاب الأسود) الأسحمُّ.
ثم ينتقل إلى موضوع الأرض فيقول:
فإذا كان الجبل أسود فهو ظَرِبٌ، وجمعه ظِرابٌ. وهي جبال صغار وهو (أي الجبل الأسود) القارَةُ والجمعُ قارٌ وقُورٌ. والقَارَةُ: جُبَيْلٌ صغير أسود منفرد، ليس حوله شيء، وله طولٌ في السماء.
فإذا كان الحصى أسود فهو حَرَّةٌ. والجمعُ حِرارٌ.
وهي( أي الحَرَّة) اللَّابةُ واللُّوبَةُ وجمعها لابٌ ولُوب. وتجمعُ الحَرّة حرَّات وأحَرِّين.
والعَرَب تُسمِّي الأسود أخَضَر.
ويورد النَّمري في باب الحُمْرة ما يلي:
يقال: أحمرُ قانىءٌ، وقد قَنَأ يَقنأ قُنوّاً (في المعاجم قنوءاً بالهمز) وأحمرُ غَضْبٌ ... ويقال: للصَّخرة الحمراء: غَضْبَةٌ. قال ابن الأعرابي:
من ها هنا قيل للأحمر: غَضْبٌ.
وأحمر عاتِكٌ.
وأحمرُ وَرْدٌ ... والوردُ الخالص.
وأحمرُ فاقعٌ وفُقاعيٌّ. ويُقالان في الصُّفرةِ.
ويقال في الألوان كلِّها: فاقِعٌ وناصعٌ، إذا خَلَصَ وصفا.
وأحمرُ مُدمَّى.
وأحمرُ باحِريٌّ وبَحْرانِيٌّ.
وأحمرُ كَرِكٌ.
وأحمرُ قاتمٌ.
وأحمرُ ناكِعٌ.
ويقال لكلّ أحمرَ إضْريجٌ ... والإضريجُ: صِبغٌ أحمرُ. ويقال لكل أحمر إضْرِيجٌ وجِرْيال وَعَنْدَمٌ.
وأحمرُ سِلّغَدٌ، وهو المُقشّر حُمْرةً.
ثم ينتقل إلى مختلف الموضوعات، وفق الترتيب الذي تناوله في الحديث عن الألوان السابقة فيقول:
فإذا كان الرجل أحمر فهو أشقر، والشّقرة عند العرب عَيْبٌ.
والأقْشَرُ: الأحمر الذي ينقشرُ وجهه، وهو لون قبيح.
فإذا كان الفرسُ أحمر فهو أشقرُ. وشُقْرُ الخيل: ديباجُها. وقد سمّاه بعضهم أحمر ... فإذا خَلَصَتِ الشُّقْرة فهو وَرْدٌ ... والجمعُ وِرادٌ فإذا زادت حُمْرته وسَبَغَتْ فهو كُمَيْتٌ ...
فإذا كانت الناقة حمراء فهي كُمَيْتٌ ... وهي حمراءُ.
فإذا كانت النعّجة حمراء فهي الدَّهَمَةُ.
فإذا كان الجبلُ أحمر فهو هَضْبَةٌ.
فإذا كانت الأرض حمراءَ الحصى فهي خَشْرَمةٌ.
فإذا كان الكمءُ أحمر فهو جَبْءٌ وثلاثةٌ اجُبُوءٌ، وهي الجِبأةُ وجمعها جِبَأ.
فإذا كانت الحمرةُ حمراء فهي كُمَيْتٌ. وهي الجِرْيالُ. قال الأصمعي: الجِرْيالُ تكون الحُمْرة بعينها، ويكون الصبغ الأحمرُ ....

ثم ينتقل صاحب الملمّع إلى الحديث عن لون الصُّفْرة، فيقول:
يقال: أصفر فاقِعٌ وفُقاعيٌّ ... ولا يُقال فاقِعٌ إلا للأصفر. فمن قال أسودُ فاقِعٌ فهو كمن قال: أبيضُ حالِكٌ.
وأصفر وارسٌ.
فإذا كانت الحنظلةُ صفراءَ فهي صَرايَةٌ.

ثم ينتقل المؤلف إلى الحديث عن الخُضْرة، ولم يخصص له سوى صفحتين اثنتين، وذلك لأنه لا يراه في حقيقة الأمر نوعاً مستقلاً من الألوان، وذلك للتمازج الذي صار بين الخُضْرة والسواد ... فيقول في باب الخُضْرة:
يقال أخضرُ ناضرٌ. وقد نَضَرَ يَنْضُرُ نَضَارة ...
وأخضرُ باقِلٌ.
وأخضر حانِئ. يقال حَنَأتِ الأرضُ تَحْنأُ حُنُوّاً: إذا اخضرَّتْ والتفَّ نبتُها.
وسُئل أعرابي عن القُرَّاصةِ فقال: هي عُشْبةٌ لها نَوْرٌ أصفرُ. وهي نحوُ الأقحوانِة حانئةُ الخُضْرةِ أي شديدة الخُضْرةِ.
وأخضرُ زاهر.
وأخضر مُدْهامٌّ.
فإذا كانت الأرض خضراء فهي مُحْلِسَةٌ، فإذا تفرقت الخُضْرةُ ها هنا وها هنا فهي نُقَأٌ ...
والخُضْرة عن العرب: السوادُ. وسُمِّي سواد العراق لكثرة خضرته وبذلك ينهي النمَّريُّ كتابه الذي وسمه بالملمَّع، وقد جعله وقفاً على الألوان. والألوان في أنواعها عنده خمسة، جعل الله سبحانه وتعالى أربعة منها في بني آدم وهي: البياض والسوادُ والحُمْرة والصُفْرة. أما اللون الخامس فهو الخُضْرة، ولم يعره اهتماماً في تصنيفه هذا، وربما نجد تفسير ذلك فيما نصّ عليه، منذ البداية، إذ يقول: "الخُضْرة عند العرب السَّواد".
وإنَّ تصنيف الألوان الذي اتبعه النمَّريُّ، يترجم هذه النظرية التي جعلت من ألوان الإنسان، إلى حد كبيرٍ أساساً لأنواع الألوان، وإنَّ المدى الذي يفصل بين كلّ نوع من الألوان حيث تتموج فيه ألوان يصعب حصرها، يطلق على ذلك عبارة: تأكيد اللون. وعلى هذه الشاكلة يفسح المجال في العربية أمام أسماء ألوان لا يحدها إلا مدى الإحساس المرهف في تميز الألوان، والخيال الواسع في تصوير مزج هذه الألوان وتداخلها ... وعلى الرغم مما أشار إليه النمَّريُّ منذ البداية، فإنَّه لم يقم باستقصاء ألفاظ الألوان، فقد أحصينا في كتاب الملمّع أكثر من مئة وأربعين لفظة دالة على ألوان مختلفة.
وفي القرن الخامس الهجري، وقد بلغت الحضارة العربية الإسلامية ذروتها لا بدّ لنا من أن نقف عند مصنفات ثلاثة عنيت بألفاظ الألوان وأنواعها عناية خاصة وهي وفق الترتيب الزمني:
1- كتاب مبادي اللغة- مع شرح أبيات مبادي اللغة- للشيخ الإمام أبي عبدالله محمد بن عبدالله الخطيب الإسكافي (المتوفى سنة 421هـ).
2- كتاب فقه اللغة وسرّ العربية، تأليف الإمام اللغوي أبي منصور عبدالملك بن محمد الثعالبي (المتوفى سنة 429هـ).
3- كتاب المخصّص، تأليف أبي الحسن علي بن إسماعيل النحوي اللغوي الأندلسي المعروف بابن سيده (المتوفى سنة 458هـ).
فقد خصص الإسكافي في كتابه مبادي اللغة، باباً سماه "باب ألوان الخيل"، تحدث فيه عن البهيم والمُصْمَت من حيث إنهما تطلقان على كل ذي لونٍ واحد لا شية فيه، ما خلا الأشهب، فإنه لا يقال له "بهيم" وقد يقال له مُصْمتٌ.
ثم يبدأ الحديث عن ألوان الخيل، ويحصرها في ثمانية ألوان نوعية هي: الدُّهْمُ الحُوُّ ثم الخُضْرُ والكُمْتُ والوِرَاد والشُّقْر والصُّفْر والشُّهْبُ.
ثم يفَصَّل الحديث عن الألوان الفرعية في مجال كل لون من هذه الألوان الرئيسية، فيذكر في مجال الدُّهم ستة ألوان، وفي مجال الحُوِّ أربعة ألوان وفي الخُضْر أربعة ألوان، وفي الكُمْتِ يذكر سبعة ألوان، وفي الوِارد ثلاثة، وفي الشُّقْر سبعة أيضاً، وفي الصُّفْر يذكر أربعة. ويحرص على تعريفها جميعاً وتبيان درجتها في اللونية.
وفي باب الشيات، يتحدث بدقة وإيجاز عن الشيات والأوضاح، فيسرد طائفة كبيرة من ألفاظ الألوان التي تعد من شيات الرأس ومن شيات الناصية ومن شيات الوجه، ويفرد باباً خاصاً بالبَلَقِ وآخر بالتحجيل.
أما الثعالبي، في كتابه "فقه اللغة وسرّ العربية"، فقد توسع في الحديث عن الألوان، ولم يخرج عن الموضوعات الرئيسية فيما يتعلق بالإنسان والحيوان والنبات، وكان يقتصر على حدّ تعبيره، على أشهر الألفاظ وأسهلها. فخصص الباب الثالث عشر من مصنفه للحديث عن الألوان، وسماه: "في ضروب من الألوان والآثار"، وجعل هذا الباب في فصول. فكان الفصل الأول "في ترتيب البياض"، والفصل الثاني: في تقسيم البياض واللغات، وفيه كثير مما يُوصف به، مع اختيار أشهر الألفاظ وأسهلها. وكان الفصل الثالث في "تفضيل البياض" ، والفصل الرابع في "بياض أشياء مختلفة"، والفصل الخامس جعله فيما يناسب البياض. وفي الفصل السادس تحدث عن "ترتيب البياض في جبهة الفرس ووجهه"، وجعل الفصل السابع "في بياض سائر أعضائه"، أي الفرس، كما يأخذه عن الأئمة. والفصل الثامن أورد فيه ما هو معتمد في دواوين الدولة من الألوان والشيات التي تميز بها الخيل، فجعله تحت عنوان "فصل يتّصل به في تفصيل ألوانه وشياته على ما يستعمل في ديوان العرض". والفصل التاسع: "في ألوان الإبل"، والفصل العاشر في "ألوان الضّأن والمعز وشياتها (كما يرويه عن أبي زيد)، وجعل الفصل الحادي عشر في "ألوان الظباء" (كما يأخذه عن الأصمعي وغيره). وجعل الفصل الثاني عشر تحت عنوان: "في ترتيب السّواد على الترتيب والقياس والتقريب".
والفصل الثالث عشر: في "ترتيب سواد الإنسان"، والفصل الرابع عشر: "في تقسيم السّواد على أشياء توصف به مع اختيار أفصح اللغات، والفصل الخامس عشر جعله تحت عنوان: "في سواد أشياء مختلفة"، وكذلك جعل الفصل السادس عشر، وسمّى الفصل السابع عشر "في لواحق السواد"، والفصل الثامن عشر "في تقسيم السوّاد والبياض على ما يجتمعان فيه" ... والفصل التاسع عشر "في تقسيم الحمرة"، والفصل العشرين جعله في "الاستعارة"، مثال ذلك قوله: "عيش أخضر. وموت أحمر، ونعمة بيضاء، ويوم أسود، وعدو أزرق".
وجعل الفصل الحادي والعشرين "في الإشباع والتأكيد" مثال ذلك: أسود حالك، أبيض يقق، وأصفر فاقع، وأخضر ناضر، وأحمر قانئ"، وجعل الفصل الثاني والعشرين "في ألوان متقاربة" كما يأخذه عن الأئمة، والفصل الثالث والعشرين "في تفصيل النقوش وترتيبها" مثال ذلك: النَّقش في الحائط، الرَّقش في القرطاس، والوشي في الثوب، والوشم في اليد، والوسم في الجلد، والرَّشْمُ في الحنطة أو الشعير، والطبع في الطين والشمع، والأثر في النصل.
فإن كان الثعالبي قد عني عناية كبيرة في تحديد معاني الألفاظ الدالة على الألوان في هذا الباب من كتابه النفيس، فقد حرص على اختيار أشهر الألفاظ وأسهلها في هذا المجال، مما جمعه من المصادر السابقة وأخذه عن أئمة اللغة، مع حسن ترتيب وإيجاز يتصف بالدّقة والوضوح. ومن ناحية أخرى، فقد وضع بين أيدينا قائمة لسمات الخيل وألوانها المعتمدة في دواوين الدولة. فجعل الفصل الثالث، كما أشرنا سابقاً، فيما "يتصل به (أي الفرس) في تفصيل ألوانه وشياته على ما يستعمل في ديوان العَرْض".
إن هذه الإشارة مهمَّة جداً، إذ توضح لنا أن هنالك ديوناً خاصّاً "بالعرض" يسجل فيه كل فرس، لغرض الإحصاء والعطاء والنفير ولتسيير الجيش في وظائف الدولة ... ولا شك أن هذا الوضع يفسر لنا إلى حد كبير الاهتمام بدقائق الألوان والألفاظ الدالة عليها.
وفي هذا العرض الشامل للألوان في اللغة العربية من خلال هذا التراث الخصب، لا بُدّ لنا من التوقف عند كتاب مهم من كتب التراث، ومصدر لغويّ معجمي جعل الموضوعات العامة أساساً في تصنيف مواد اللغة العربية وترتيبها وهو: كتاب "المخصَّص" تأليف أبي الحسن علي بن إسماعيل النحوي الأندلسي المعروف بابن سيده ( المتوفى سنة 458هـ).
تحدث ابن سيده في السفر الأول من كتابه الموسوم "المخصص" عن "صفات ألوان الحدقة". وفي منهجه يورد آراء أئمة اللغة وفق الموضوعات التي جعلها أساساً لترتيب معجمه. ومثال ذلك، أنه جعل" ثابتاً" مصدره الأساس يقول: "ثابت (أي عنه) في العين الشَّهل، والشُّهْلة- وهو أن تُشرب الحَدَقَةُ حُمْرةً ليست خُطُوطاً كالشعلة، ولكنّها قلّة سواد الحدقة حتى كأنَّ سوادها يَضْرب إلى الحُمْرة. وقد شَهِل الرجلُ شَهَلاً وأشْهَل فهو أشْهلُ والأنثى شَهْلاءُ. وأنشد:
كأنَّي أشهل العينين بازٍ

على علياء شبه فاستحَالَا


يقول ابن دريد: هو – أقلّ من الزَّرق ...
وفي السفر الأول أيضاً يتحدث عن "ألوان الشفة" وفي السفر الثاني يفرد للألوان بحثاً خاصّاً، فيورد آراء أئمة اللغة في تعريف اللون، فيبدأ بذكر ابن دريد، حيث يقول: لون كلّ شيء، ما فَصَل بينه وبين غيره، والجمع ألوان، وقد تلَّون ولوّنْته ... ويورد أقوال أبي عبيدة والفارسي وابن جنّي وابن السِّكِّيت وصاحب العين ... وربما أشار ابن سيده إلى تعريف الألوان الذي يورده كتاب سرّ الخليقة وصنعة الطبيعة ... دون أن يشير إلى المصدر ويذكره بصورة مبهمة حيث يقول:
"وقالوا (أي في تعريف الألوان) السواد والبياض. قال الفارسي:
ومثَّلوا بهما طرفي النهار، فقالوا: الصَّباح والمساء، لأنّ الصَّباح وضح، والمساء سواد. وهذا يجمل الرأي الذي يقول: فأما القديم من الألوان فإنما هو اثنان: البياض والسواد، وهما جنسان قديمان.
وبعد تعريف الألوان، يتحدث ابن سيده عن السواد والبياض واختلاط الألوان في الصُّهْبَة والحُمْرة والشُقْرة والصُفْرة والخُضْرة والزَّرق ... والدَّخلة في اللون هو تخليطٌ من ألوان في لون ... والبَرَشُ والبُرْشة والنَّمش. وقد نَمِشَ نَمَشاً فهو أنْمشُ والأنثى نمشاءُ ...
وفي السفر الرابع يتحدث ابن سيده عن "ألوان اللباس" وفق منهجه الذي أشرنا إليه، وفي السفر الخامس يتحدث عن: "تَغَيُّر اللون من المرضِ واليُبْس". فيذكر مختارات منه، وفي الجزء السادس، يفرد بحثاً مطولاً عن "ألوان الخيل"، وكذلك يفرد في السفر السابع بحثاً خاصاً عن "ألوان الإبل"، ويتحدث أيضاً في السفر نفسه عن "شيات الضأن ونعومتها" وفي الجزء الثامن يتحدث عن "نعوت الظباء من قبل ألوانها".
وكذلك يتحدث في السفر الثامن عن "ألوان البقر" وفي السفر ذاته يتحدث أيضاً عن "ألوان الحمر".
وهكذا فقد استفاد ابن سيده الأندلسي من جميع المصنفات التي سبقته، فأسدى إلى العلم خدمة كبيرة في إيراد الآراء المختلفة، مَعْزُوَّة في معظم الأحيان إلى أصحابها. ولا شك في أن المخصص مصدر لغويّ أساسي، وهو أيضاً مصدر مهمّ في مجال الألفاظ الدالة على الألوان المختلفة. وقد رأينا في كتاب "المخصص" أن الألفاظ الدالة على الألوان قد صنفت وفق الموضوعات العامة التي تكوِّن المحاور الرئيسية للمنهج الذي اختطه ابن سيده في معجمه هذا. وإنَّ معجم ابن سيده الأندلسي، الذي وضع في حوالي منتصف القرن الخامس الهجري، يبين لنا مدى ما بلغته الدراسات اللغوية في الأندلس بصورة عامة، والتأليف المعجمي بصورة خاصّة. وإنَّ أهمية كتاب "المخصص" ناشئة من كونه أول معجم للمعاني متكامل بالعربية. ومن هذا المنطلق، كانت عنايته بالألفاظ الدالة على الألوان.
ومما تجدر ملاحظته، أن من أهم مصادرنا اللغوية في تتبع ألفاظ الألوان، المعاجم العربية والمصنفات التي كتبت عن الخيل. ولا شك في أن العناية الفائقة في وضع المصنفات عن الخيل، وتحديد أسمائها وصفاتها وألوانها، تنم عن الأهمية الكبيرة التي تحتلها الخيل في حياة العربي، وفي أسلحة الجيش في الدولة الإسلامية، حيث أصبح هنالك ديوان خاص يسمى "ديوان العَرْض". وفي هذا الديوان تحدد ألوان الخيل وصفاتها المميزة بدقة متناهية.
وربما كان من أجل الكتب في هذا الموضوع في القرنين السابع والثامن الهجريين، في الأندلس كتاب "الخيل مطلع اليمن والإقبال في انتقاء كتاب الاحتفال"، تأليف عبدالله ابن محمد بن جُزّي الكلبي الغرناطي، من أهل القرن الثامن الهجري.
ويقول محقق الكتاب، الأستاذ محمد العربي الخطابي: "هذا كتاب من التراث العلمي الأندلسي ... سماه مؤلفه أبو محمد عبدالله بن محمد بن جُزِّي الكلبي الغرناطي:
"مطلع اليمن والإقبال في انتقاء كتاب الاحتفال واستدراك ما فاته من المقال" ... فهو إذن انتقاء من كتاب آخر سبقه، وتهذيب له وإضافة عليه واسمه: "كتاب الاحتفال في استيفاء تصنيف ما للخيل من الأحوال"، ألفه أبو عبدالله محمد بن رضوان بن أرقم الوادي آشي ... جمعه لأبي عبدالله محمد الغالب بالله بن يوسف ( 635-671هـ)، مؤسس دولة بني الأحمر النصرية.
وقد فصّل المصنف في هذا الكتاب ألوان الخيل وبيّن الشيات والأوضاح والغَرر والتحجيل والدوائر، وما يستحب من ذلك وما يكره، مستشهداً بأقوال الرواة وعلماء اللغة والشعراء.
يتحدث ابن جُزِّي في باب الألوان، عن ماهية اللون فيقول: قال المؤلف (يعني ابن أرقم الوادي آشي)، رحمه الله، اللون هيئة كالسواد والبياض وما يتركب بينهما، والجمع: الألوان .... "وبعد أن يورد حديث المؤلف، يعلق عليه قائلاً: قلت: "الألوان، وإن كثرت أصنافها وتعددت أنواعها، ترجع إلى قسمين: القسم الأول: الألوان الأصلية، والقسم الثاني: الألوان الفرعية، المركَّب بعضُها من بعض ...
وفي رأي ابن جُزِّي، أن الألوان الأصلية خمسة وهي: البياض والسواد والحمرة والصفرة، والخضرة. وأما الألوان الفرعية المركب بعضها مع بعض، فهي ما عدا ذلك. ونلاحظ تسميات جديدة لألوان مركبة، لم نعهدها في المصنفات السابقة، فهنالك: اللون الزَّبيبي، والنارنجي ... إلخ حيث يقول: "الأزرق مثلاً فإنه مركب ما بين السواد والبياض، وكاللون الزبيبي، فإنه مركب ما بين السواد والحُمْرة، وكالنارنجي، فإنه مركب ما بين الحمرة والصفرة إلى غير ذلك ...
ثم يتحدث عن الألفاظ التي تعني استحكام الألوان الأصلية وتمكنها، فيقول: أبيض ساطع، وأسود حالك، وأحمر قانئ، وأصفر فاقع، وأخضر ناضر، وإن هذه الألفاظ تابعة للألوان الأصلية دون الألوان الفرعية.
ثم يتابع الحديث عن "أفضل الألوان كلها وأشرفها"، فيذكر لون الخضرة، في غير الخيل، وأما في الخيل فيتحدث عن الشقر، والكُمْيِت، والكميت الأحمِّ والدُّهم، ثم يستطرد المؤلف في الحديث عن الألوان إلى أن يقول:
"فهذه نبذة كافية من بديع ما قيل في وصف تلك الألوان الثلاثة المعتمدة، ولو تتبعت ما على حفظي مما قيل في ذلك، لطال القول وخرج بنا عن القصد ... ثم يعود المؤلف إلى موضوعه فيقول: فنعود إلى ما قصدنا من تفصيل ألوان الخيل ونعومتها وتمهيد أقسامها العشرة المترجمة وفروعها باباً باباً ولوناً لوناً.. فيبدأ بباب الشقرة، فيذكر الأشقر والخلوقي والمُدمّى والأدْبَس والأمْغَر والأفضح والأصبح والأقهب.
ثم ينتقل إلى باب الدُّهمة، فيذكر الأدهم والجَوْن والأحَم والأكهب والأحوى والأصبح من الدهم، والغَيْهبيّ والدَّجوجيّ.
ثم ينتقل إلى باب الكُتْمة، فيذكر الكميت، والأحم من الكُميت، والأحوى والأصحم والمُدَمَّى من الكُمت والمُذْهَب والكميت الأحمر والمُحلف، والكُميت الأكْلف، والكُميت الأصدأ.
ثم ينتقل إلى "باب الوُرْدَة" فيتحدث عن: الوَرْد، والمُصامص، والوَرْد الأسود والأغْبس (وهو الذي تسميه الأعاجم السَّمَنْد) ... وقيل الغُبْسَةُ: بياضٌ فيه كُدْرة كلون الذئب، والغُثْرة في الألوان شبيهة بالغُبْسَة يخالطها حُمْرة ... ويقال لهذا الأغْبس من الدواب الأدلم، قالوا: والغبسة مثل الدُّلْمة، وقيل في الأدلم إنَّه الأسود.
ثم ينتقل إلى باب الخُضْرة وما شاكلها. فيتحدث عن الخُضْرة أنها لونُ الأخضر من الزرع والعشب وغيره، والخضرة هي السواد في قول بعضهم، ثم يتحدث عن الأخضر الدَّيْزَج (وقد تسميه العرب الأدغم أيضاً) ... وكذلك عن الأحم من الخيل الخُضْر، والأحوى من الخُضْر والأصحم من الخيل، والأطحل من الخيل، والأورق من الخيل، والأطخم من الخيل، والدَّيْزَج من نعوت الخُضْر وهو فارسي معرب، والأربد من الخيل والأخضب، والأرمد والطُّلسة.
ثم ينتقل إلى باب الشُّهْبة ويتحدث عن الحديديّ، والخَلَجوني، والأشهَب الأحم بسواد، والأشهب الأحم بحمرة، والأشهب الكافوري، والأشهب الواضح، والأضح من الخيل، والقرطاسي، والأكحل، والأشهب السوسي، والأشهب المُجزَّع، والأشهب المغلَّس، والأشهب المُدَنَّر، والأشهب الملمَّع، والأشمط، والأشهب المُخلِس، والأشهب الخليس.
ثم ينتقل إلى باب "الصُّفْرة" فيتحدث عن الأصفر من الخيل وهو الذي يسمى بالفارسية رزده، وعن الأصفر الخالص، والهَرَوي، والأصفر الأعفر، والأصفر الفاضح، والأصفر المُطّرف، والأصفر المُدنَّر، والأصفر الصافي.
ثم ينتقل إلى "باب الصُّدأة" فيتحدث عن الصُّدأة في ألوان الخيل، ويذكر الأصبح من الخيل، والأجْأَى من الجُوْوَة، والأهدأ من الخيل.
ثم ينتقل إلى "باب الصِّنابية"، فيتحدث عن الصِّنابي من الخيل، ويذكر الأدهم الصِّنابي، والأسْفى من الخيل.
ثم ينتقل إلى "باب البَلَق" فيذكر: "كُمَيْت أبلق، وأشقر أبلق ..." وكذلك في سائر الألوان من البَلَق: الأبلق الأدرع المطرِّف، والأبلق المُولَّع، والمُوقَّع من البَلَق، والأبيض المُنَطَّق، والأبلق المُجوَّز، والمُرَيَّش ... والأغر، والأرقط، والأبْرش، والأرْيش، والأنمش، والمدنَّر، والأشيم من الخيل، والأرشم أو المرشوم.
وبعد ذلك ينتقل المؤلف إلى "باب الشيِّات والأوضاح والغُرر والتحجيل"، ويفصل الحديث عن ألوانها.
ثم ينهي كلامه بخلاصة لهذا الموضوع، يضعها تحت عنوان: "تلخيص مفيد وتمهيد أكيد". وفي باب الدوائر التي تكون في الخيل، حيث تحتل ألفاظ الألوان أيضاً مكانة مهمة، يتحدث المصنف عن أربع عشرة دائرة مسماة في جسد الفرس.
ثم يختم ابن جزي هذا البحث النفيس بتذييل، يذكر ما نَقَلَهُ المؤلف ابن أرقم من مسائل عن رجل يقال له "جُلُّ الهندي"، فيما يُتَيَامَنُ به أو يُكره من شيات الخيل ودوائرها.
ونحن نجد أنفسنا في هذا الكتاب اللغوي، أمام مصنّف مهم في ألفاظ الألوان، يجمع بين دقة التعريف، واستقصاء ما سبقه من آراء اللغويين ووضوح الشرح وسهولة الأداء.
ونحن في بحثنا هذا لا نريد أن نتوقف عند ابن منظور في القرن الثامن الهجري في مصنفه المشهور، "لسان العرب"، الذي يعتبر من أهم مصادر العربية شمولاً وتوثيقاً ودقة. وعسى أن يفيدنا الحاسوب ووسائل البحث الحديثة، باستخراج جميع ألفاظ الألوان التي ذكرها.
وإن هذا الاستعراض الشامل للألفاظ الدالة على الألوان في هذه المصادر المهمة من تراثنا اللغوي الخصب، يقودنا إلى الوقوف عند الرسالة التي نشرها المرحوم محمود شكري الألوسي سنة 1924هـ, وقد اشتملت على شرح أرجوزة مختصرة نظمها أحد شراح الهداية الشيخ علي بن العز الحنفي الشهير بالشارح الجارح، وذلك في تأكيد الألوان.
وقد صدّر الألوسي، رحمه الله، هذا الشرح بمقدمة ذكر فيها ما كان من اختلاف في حقيقة اللون، وختمه بخاتمة ذكر فيها على حدّ تعبيره، ما ظفر به في كتب اللغة من الأسماء الموضوعة للألوان المختلفة، حسبما نطق به العرب العرباء في قديم الزمان.
حالك وأحم ومحلنك واحلولك ويحموم وحلبوب وحندس وحلكوك وغربيب وغيهب وغيهم وفاحم وحانك ومُدْلهم وفاحم وديجوري وغرابي وحنك الغراب وحلك الغراب. ويشرح الألوسي كلّاً منها ويورد الشواهد اللغوية، ويعتمد اعتماداً كلياً على المصادر التي أشرنا إليها دون أن يذكرها في أكثر الأحيان، واكتفى بإشارات قليلة إلى الأصمعي وأبي عبيدة. ومن الواضح أن الشارح يطلق "تأكيد اللون" على ما يسمى أحياناً بالألوان الفرعية. ففي نهاية حديثه عن تأكيد السواد يقول: "فمجموع هذه الكلمات وهي اثنتان وعشرون كلمة أكد فصحاء العرب بها لون السواد".
ثم يأتي على شرح الأبيات التي يؤكد بها الناظم اللون الأحمر، فيقول الشارح وهي سبع عشرة كلمة: قانٍ وقانئ، وبحراني والغَضْب وذريحي وأرجواني وأسلغ وسلغة والقرْف والماتع والباحري النَّكِع، والناصع والنصيع والنَّصاع والفقاعي والزاهر.
ويقف الشارح عند كل كلمة من هذه الكلمات الدالة على تأكيد اللون الأحمر ويشرحها وفق المنهج الذي أشرنا إليه.
ثم يأتي على قول الناظم في تأكيد اللون الأخضر وهي ثلاث كلمات: مدهام وناضر وحانئ. ثم يشرحها ويورد الشواهد اللغوية ويحدد دلالاتها ويستدرك على الناظم كلمة "باقل" حيث يقول الشارح: "وباقل لم يذكره الناظم وهو مما يستدرك به عليه، يقال: أبقل الرمث إذا أدبى، وظهرت خضرة ورقه فهو باقل ولم يقولوا مُبْقل، كما قالوا: أورس فهو وارس ولم يقولوا مورس وهو من النوادر، لكن الناظم أهمل باقلاً لعدم شهرة التأكيد بها.
ثم يأتي الشارح على قول الناظم في تأكيد اللون الأبيض وهو ثمانية منها: مِلاح ولياح، ودمرغ، والفقاعي، والصَّراح والصَّرَح، ويقَقَ واللّهقَ وناصع. ويشرح هذه الألفاظ وفق منهجه السابق، ويعتبر الصَّرَح والصَّرَاح تأكيداً واحداً ويقف عند لفظة الفقاعي وقفة مطولة ثم يقول: فتبين من ذلك كله أن الفقاعي يصح أن يكون تأكيداً للأنواع الثلاثة: الأحمر والأبيض والأصفر.
ثم يأتي الشارح على قول الناظم في تأكيد اللون الأصفر، فيذكر:
الوارس، والفقاعي والفاقع. ويعتمد الباحث في شرحه على ما أورده الصحاح والكشاف ولسان العرب. وغيرها من المصادر اللغوية.
ثم يقف الشارح عند سرد صاحب الأرجوزة مؤكدات لا تختصُّ بلون واحد، وذلك كجريان ونصيع وعاتك وناضر وفاقع وجربال. فكلُّ هذه الألفاظ يصلح أن تكون تأكيداً لجميع الألوان.
ويتابع الشارح عرض آراء اللغويين حول كل كلمة من هذه الكلمات التي تشتمل تأكيداً لكل لون من الألوان. ويورد النصوص اللغوية والشواهد الشعرية. وختم الشارح هذه الرسالة المهمة بذكر بعض الألفاظ الموضوعة للألوان. فأشار إلى ألوان الخيل والشيات في كتاب فقه اللغة للثعالبي، ولخص ما أورده ابن سيده، مما له علاقة بالألوان.
لا شك في أن هذه الدراسة المتواضعة تقودنا إلى القول بأن العربية منذ نشأتها الأولى وعبر تاريخ الحضارة العربية الإسلامية، من أكثر اللغات قدرة على التعبير عن الألوان وظلالها بل وما أسمته بالألوان الفرعية أو الألفاظ الدالة على الإشباع والتأكيد في الألوان.
وإذا تساءلنا أمام هذه الأعداد الكبيرة من الألفاظ الدالة على تأكيد اللون، أو كما يسميها بعضهم الألفاظ الدالة على الألوان الفرعية، عما إذا كانت بعض هذه الألفاظ لا تخرج عن كونها لغات لقبائل مختلفة، وبالتالي فهي مترادفات لمدلولٍ واحد، أم أنّ لكل منها مدلولاً لونياً خاصاً بها، وبالتالي فإنَّ كلّ لفظة تعبّر عن دقائق من المعاني لا تعبر عنها اللفظة الأخرى، لأنها تعبِّر عن دقائق من اللون تميزه عن الألوان الأخرى، لأنه لا ترادف في اللغة، ولو سلمنا جدلاً بأن هنالك ترادفاً، نجم عن وجود لغات لقبائل مختلفة، أليس من المنطق في جميع الأقوال أن ننظر إلى هذه الثروة اللغوية الهائلة، باعتبارها مصدراً يمدنا بالإمكانات الواسعة للتعبير عن معان مستحدثة، عن طريق النقل، سواء أكان ذلك في مجال الألوان أم في غيرها من المعاني، ولا سيما ونحن نجد أنفسنا في العصر الحديث أمام صناعات لا حدّ لها ومنها صناعة الألوان؟
فقد درجت اللغات الأجنبية الأكثر شيوعاً في العصر الحديث على تسمية مختلف الألوان بالوصف أو الأرقام، سواء أكان ذلك في تراكيب أم في جمل قد تطول أو تقصر، والأمثلة على ذلك كثيرة، بينما نجد العربية تعبّر عنها في غالب الأحيان بلفظ واحد. ولا شك في أن التعبير بلفظة واحدة أفضل من التعبير بعدة ألفاظ.
ففي العربية نقول: أبْرَش (وهو المنقط بألوان مختلفة).
وفي الإنجليزية: Shade of Wite spts of other colours
وفي الفرنسية: Nuance’ de taches blanches ou autres
وفي العربية نقول: البَهَار(البياض في لبان الفرس وصدره).
وفي الإنجليزية: Whiteness of the brest (of horse)
وفي الفرنسية: Blancheur du poitrail d’un cheval
والأمثلة على ذلك كثيرة، ولا يقتصر الأمر على ألوان الخيل.
ومهما يكن من أمر: ألا يتوافر لدينا من الألفاظ العربية الواضحة الدلالة في موضوع الألوان، ما يمكن أن يكون مصدراً خصباً، يمدُّ لغتنا الحديثة بالحيوية والنماء والقدرة على استيعاب كل ما يجد في عالم الألوان؟ وإن أهم ما يميز هذه المصطلحات، مطاوعتها للاشتقاق، سواء أكان ذلك بالسماع أم القياس على إطلاقه.
نحن نعلم أن العربية قد تفاعلت مع لغات الأمم التي امتزجت بها أو تلك التي كانت على تماس معها. فتأثرت بتلك اللغات بكل ما يتعلق بأدب الحواس أي بالمدلولات المادية. فقد تأثرت العربية بلغات الأمم الأخرى في مجال آداب الشم والسماع والذوق والبصر واللمس، في حين أن العربية قد أثرت في لغات الأمم الأجنبية، في كلّ ما يتعلق بأدب النفس والروح.
وهذا يعني أنَّ العربية غنية في التعبير عن دقائق المعاني النفسية والروحية، وكلّ ما يتصل بالمعاني والصور التي يبدعها الخيال.
هذا وإنَّ النظرة الشاملة إلى موضوع ألفاظ الألوان في العربية، منذ بيئاتها الأولى المغرقة في القدم، وعبر تطورها في مدارج بيئاتها الحضارية، تقودنا إلى الوقوف عند ظاهرة لغوية وحضارية، وربما تتميز بها العربية من بين اللغات الأجنبية قديماً وحديثاً. وهذه الظاهرة تتمثل بدقة التعبير عن تداخل الألوان الأصلية وتمازجها، وما ينشأ من تموجات دقيقة في مدلولاتها وطبيعة وجودها. هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى تبرز أمامنا هذه المبادرة للتأليف المبكر لمعجم لغوي يختص بموضوع الألوان، حيث جمعت فيه الألفاظ الدالة على الألوان المختلفة وشرحت معانيها من خلال النصوص اللغوية والشواهد الشعرية المختارة للشعراء المشهود لهم بالفصاحة والبلاغة. والشاهد على ذلك: كتاب "الملمّع" لأبي عبدالله الحسين بن علي النمري المتوفى سنة 375هـ. وقد لا نغالي إذا قلنا، إن هذا الكتاب على صغر حجمه، كان محاولة متميزة، وربما كانت الأولى من نوعها، من حيث المنهج، في وضع كتاب خاص بألفاظ الألوان، نهج المصنف فيه منهجاً علمياً يستحق الدراسة والتأمل، فجعل من الشواهد والنصوص التي اختارها وسيلة لتحديد معاني هذه الألفاظ التي تدور حول محور الألوان.
وخلاصة القول، إنَّ العربية غنية بالألفاظ الدالة على الألوان، وإنه لم يعد أمامنا سوى خطوة نخطوها من أجل وضع معجم عربي أصيل ومتكامل للألوان مع التحديد والشرح، ليساير حضارة العصر ويستوعب كلّ ما هو جديد.
والحمد لله ربّ العالمين وهو الهادي إلى الصواب،،،



ملحـــق
فربما كان من المفيد أن نسجل الألوان وتأكيدها التي أشار إليها أبو عبيدة في كتابه الخيل، وهي على النحو التالي:
1- الدهّمة:
أ‌- أدهم غَيهَب
ب‌- أدهم دَجوجي
ج- أدهم أكهب

2- الخُضْرة
أ‌- أخضر أحمُّ
ب‌- أخضر أورق
ج- أخضر أطحل
د- أخضر أدغم
هـ - أخضر أطخم

3- الحُوَّة:
أ‌- أحوى أحم
ب‌- أحوى أصبح
ج- أحوى أطحل
د- أحوى أكهب

4- الكُمْتَة:
أ‌- كميت أحم
ب‌- كميت أطخم
ج- كميت مدمَّى
د- كميت أحمر
هـ- كميت أكلف

5- الصُفّرة:
أ‌- أصفر أعفر
ب‌- أصفر فاقع
ج- أصفر ناصع

6- الوُردة:
أ‌- وُرد خالص
ب‌- وُرد مصامص
ج- وُرد أغبس

7- الشقرة:
أ‌- أشقر أدبس
ب‌- أشقر، مدمّى
ج- أشقر أقهب
د- أشقر أسفر
هـ- أشقر أفضح

8- الشُّهبة:
9- الأبرش
10- المدنَّر
11- الملمَّع وهو الأشيم
12- المولَّع
الشيّة في الفرس:

1- الغُرر
أ‌- لطم
ب‌- شادفة
ج- سائلة
د- شمراخ
هـ- منقطعة
و- شهباء
ي- مُغْرَب

2- القُرحة
أ‌- خفيَّة
ب‌- شهباء

3- الرَّثَم وتنسب إلى:
أ- الشدوخ
ب- الاعتدال
ج- الاستدارة
د- الخُفْية

4- اليَعْسُوب
5- اللَّمُظَة
أ‌- أسْعَف
ب- أصْبَح
ج- المُعمَّم

وشية القوائم منها:
أ‌- التحجيل
ب- الرَّجَلُ
ج- والشَّكل
د- مُمْسَك
هـ- أعْصَم

تسمية وضح القوائم:
أ‌- الخاتم
ب‌- الامغال
ج- التخريم
د- التجبيب
هـ- المسرول
و- الأخرج
ز- التسريح
ح- الصبغ

وشية الذنب:
أ‌- أشعلُ
ب‌- أصبَغ
ج‌- أنبط
د- أبلق، ويقال:
1- أبلق أدرع
2- أبلق مولّع
3- أبلق مطرّف


المصادر والمراجع
1- ابن الأعرابي/ كتاب أسماء خيل العرب وفرسانها (رواية أبي منصور الجواليقي)، تحقيق الدكتور نوري حمودي القيسي، والدكتور حاتم صالح الضامن، بغداد.
2- الإسكافي، أبو عبدالله محمد بن عبدالله الخطيب الإسكافي، كتاب مبادي اللغة مع شرح أبيات مبادي اللغة، الطبعة الأولى، مصر، 1325هـ.
3- بينوس الحكيم/ سرّ الخليقة وصنعة الطبيعة- كتاب العلل، تحقيق اورسولا واير، حلب، 1979م.
4- ثابت، أبو محمد ثابت بن أبي ثابت، كتاب خلق الإنسان، تحقيق عبدالستار أحمد فراج، الكويت، 1965م.
5- الثعالبي، أبو منصور عبدالملك بن محمد الثعالبي، فقه اللغة وسر العربية، تحقيق سليمان سليم البواب، دمشق، 1984م-1404هـ.
6- ابن جزي، عبدالله بن محمد بن جزي الكلبي الغرناطي، كتاب الخيل (مطلع اليمن والإقبال في انتقاء كتاب الاحتفال)، تحقيق محمد العربي الخطّابي، بيروت، سنة 1406هـ-1986م.
7- ابن سيده، أبو الحسن علي بن إسماعيل النحوي اللغوي الأندلسي المعروف بابن سيده، المخصّص، مج 5، ج1-7، بيروت.
8- معمر، أبو عبيدة معمر بن المثنَّى التيمي، تيم قريش، كتاب الخيل (رواية أبي حاتم سهل بن محمد السجستاني، رواية أبي يوسف الأصبهاني عنه)، الطبعة الأولى، حيدر أباد الدكن (الهندي)، 1358هـ.
9- ابن منظور، جمال الدين أبو الفضل محمد بن مكرم بن علي بن أحمد بن القاسم ابن حبقة بن منظور، لسان العرب، ج 1-6، دار المعارف، القاهرة.
10- النمّري، أبو عبدالله الحسين بن علي النمّري، كتاب الملمّع، تحقيق وجيهة السطل، دمشق، 1396هـ- 1976م.
10- مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق، المجلد الأول، الجزء الثالث والجزء الرابع سنة 1921م، رسالة في الألوان، محمد شكري الألوسي.
11- مجلة اللسان العربي، المجلد العاشر، الجزء الثالث، الرباط، معجم الألوان، عبدالعزيز بن عبدالله.









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-11-13, 18:43   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد الوليد
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية محمد الوليد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

منظومة مؤكدات الألوان ..
للشيخ : علي بن العز الحنفي.

بسم الله الرحمن الرحيم
أقول حامداً إله العالـم``` مصلياً على النبي الهاشمي
يامن يروم الكشف و البيانا ``` عن الـذي يؤكد الألوانـا
أسود حالك أحـم لـوبي ``` محلنك و احلولك و نوبـي
محلولك يحموم أو حلبوب ``` و حندس حلكوك أو غربيب
و غيهب و غيهم و فـاحم ``` و حانك و مدلهم و قاحـم
كذاك ديجوري أو غزابـي ``` كنخـك أو حلك الغـراب
أحمر قـانٍ قانيء بحرانـي ``` غضب ذريحي و ارجـواني
اسلغ سلغة و قرف ماتـع ``` و باحري نكع و ناصـع
كالقرف نصاع فقاعي زاهر
``` أخضر مدهام كذاك ناضر
و حانيء
أبيض ملاح لياح ``` دمرغ ثم فقاعـي صـراح
و يقق و لهـق و ناصـع ``` أصفر وارس فقاعي فاقـع
و الكل جريان نصيع ناصع ``` و عائك و ناضر و فاقـع
كذاك جريال
و ثم فاعلـم ``` من الصحاح نقله و المحكم
كذا من الأساس و الكشاف``` و حسبنا الله و نعم الكافـي










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-13, 18:47   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمد الوليد
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية محمد الوليد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هده المنظومة الفريدة لها شرح نفيس لعلامة العراق محمود شكري الألوسي رحمه الله تعالى منشور في الأعداد الأولى من مجلة المجمع العلمي بدمشق ثم نشرها بسام الجابي في بعض المطبوعات.
نصف الشرح في العدد الثالث ونصفه في العدد الرابع من المجلد الأول.
ويمكن تحميله من هنا:
https://wadod.net/book****f/book/1698










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-13, 18:48   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد الوليد
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية محمد الوليد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هده المنظومة الفريدة لها شرح نفيس لعلامة العراق محمود شكري الألوسي رحمه الله تعالى منشور في الأعداد الأولى من مجلة المجمع العلمي بدمشق ثم نشرها بسام الجابي في بعض المطبوعات.
نصف الشرح في العدد الثالث ونصفه في العدد الرابع من المجلد الأول.
ويمكن تحميله من هنا:
https://wadod.net/book****f/book/1698










رد مع اقتباس
قديم 2016-03-25, 10:53   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ilyasoran
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

Baraka Allah Fikom









رد مع اقتباس
قديم 2016-03-25, 14:46   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
abdelmalek159
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية abdelmalek159
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك

شكرا لك










رد مع اقتباس
قديم 2016-04-05, 18:15   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
الرازي2
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2016-04-05, 19:42   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
anise2011
عضو برونزي
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أخي
موضوع مميز









رد مع اقتباس
قديم 2016-04-11, 22:02   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
محمد الوليد
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية محمد الوليد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
baraka allah fikom
اقتباس:
بارك الله فيك

شكرا لك
اقتباس:
جزاكم الله خيرا
اقتباس:
بارك الله فيك أخي
موضوع مميز
و فيكم بارك الله و جزاكم الله خيرا
على المرور و التعقيب...









رد مع اقتباس
قديم 2016-05-04, 12:57   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع مميز










رد مع اقتباس
قديم 2016-05-25, 18:41   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
محمد الوليد
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية محمد الوليد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على المرور اخي الكريم "العضو الجزائري"










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أعجل, الألوان, العربية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:11

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc