السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنا أردت أن أصور لكم مشهدا وقع أمام عيناي حينما كنت في زيارة لأحد الأصدقاء بالمستشفى وما حدث لتلك الأم المسكينة وهي تتمزق بداخلها وصرخات صبيها تكاد تترجم فتقول أعطو لأمي نقودا كي تداويني لولا وجود تلك الفتاة الطيبة الطاهرة التي ألهمها الله كي تحس بتلك المرأة فتكرم عليها وتنقض الصبي .
في ذلك اليوم المشهود ، الذي انطوى ولن يعود ، كنت حينها أنا ونفسي وعيني شهود ،لما حدث من حولي لأنه شيء غير معهود،دخلت المستشفى أتفقد صديق ودود،وما كانت بجناحي نقود ،بينما كنت أنتظر أمام المصحات ،ولج مسامعي بكاء لصبي وصرخات ،وأمه تحمله وبقربها غلام ونساء جالسات ،فقلن لها ما من عادة طبيب الأطفال يغيب أو يتأخر ،حتما إن في ذلك لأمر ،فخذي الصبي إلى الطبيب الخاص الفلاني هو أفضل وأمهر ،فبقيت الأم واقفة كحجر يمينا وشمالا تنظر ،ولم تتقد ولم تتأخر ،ويا ليت كنا نعلم أن قلبها يتألم فيمزق ويتحسر ،وبالحاجة والفاقة ينعصر ،فتكلم الغلام ومن فمه رائحة الفقر تنتشر ،أماه أماه أخي يصرخ بشدة هيا إلى الطبيب الخاص ولا نتأخر ،فترد الأم بصوت يهز كل جلمود وصخر ، دعنا ننتظر قليلا وهي في كلامها تختصر ،علمت ما لم يعلمه الجمع سوى تلك الفتاة الطاهرة ، التي هي في تشخيص عيون الناس ماهرة ،وعلى نشر الخير وتقديم العون ساهرة ، أخدت تقلب صفحات حقيبتها بلهف ،وتخرج منها ألفا من الدينارات تلو الألف ،فوضعتهم في حجر تلك الأم وهي تقسم وتحلف ، وتردد هيا أسرعي بالولد فهو يرتعد ويرجف ،فوضعت يدي في جيبي الفارغ وأنا متأسف ،ومنذ ذلك الحين قررت ألا أسير بجيبي فارغا ، عسى أن لا تضيع مني فرصا أخرى ، فأقول يا ليتني كنت أحمل نقودا ؟؟؟؟