الوثيـقـة المــرافقـــة لمنهــاج السنـــة الثـالثـة مــن التعـلـيــم الثـانـــوي العـــام و التـكـنـولـوجــــي - اللغ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > منتدى أساتذة التعليم الثانوي

منتدى أساتذة التعليم الثانوي فضاء و دليل للأساتذة ، تبادل للخبرات، مذكرات، مناهج، البحث الوثائقي، ملتقيات و ندوات تربوية، البرمجيات و الاستفسارات التربوية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الوثيـقـة المــرافقـــة لمنهــاج السنـــة الثـالثـة مــن التعـلـيــم الثـانـــوي العـــام و التـكـنـولـوجــــي - اللغ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-04-02, 11:08   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
jennatallah
عضو جديد
 
الصورة الرمزية jennatallah
 

 

 
إحصائية العضو










New1 الوثيـقـة المــرافقـــة لمنهــاج السنـــة الثـالثـة مــن التعـلـيــم الثـانـــوي العـــام و التـكـنـولـوجــــي - اللغ

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
وزارة التربية الوطنية
اللجنة الوطنية للمناهج مديرية التعليم الثانوي




الوثيـقـة المــرافقـــة لمنهــاج السنـــة الثـالثـة
مــن التعـلـيــم الثـانـــوي العـــام و التـكـنـولـوجــــي
- اللغــــــة الـعــربيـــــة و آدابـهـــــا -
الشـعـبتــــان : - آداب / فـلـسـفــــة .
- لغـــات أجـنـبيـــــة .
و شـــعــــب: - الريـاضـيــات .
- العـلـوم التـجـريبـيــة .
- تـسـيـيـر و اقتـصـــاد .
- تـقـنـي ريـاضــي .
مـــــاي2006 م
مـقـــــدمــــــــة :
فــي إطـار مـســاعدة الأســاتـــذة عـلــى التـكـفــل بمنــاهـــج السـنـــوات الثـالثــــة مـن التـعـليـم الثـانـوي

العــام و التكـنـولـوجـي لـجـمـيــع الشـعـــب بالنـسـبـة إلـــى مـــادة اللغــــة العـربيـــة , تـــم إعــداد هـــذه
الـوثيـقــة المــرافـقــة .
و ضـمن هـذا المـسـعـى , تتـنـاول هـذه الـوثـيقــة المـرافـقـة أبــرز العـنـاصــر المـكـونـة لـهـذه المنـاهـج
بـشــيء مـن الشــرح و التـحـلـيـل و ذلك بـهـدف إرســاء ثـقـافــة التـعـامـل مـع المـنـاهج الجــديـدة لـدى
السـيـدات و السـادة الأسـاتـذة . هــذه المنــاهـج المبنـيـة عـلـى بـيـداغـوجـيـا حـديثــة .
و مــن أبــرز هــذه الـعنـاصـر مـا يـأتـي :
أ) المـقـاربـة بـالكـفـاءات : بـحكـم منـطـق المـقـاربـة بـالكـفاءات فـي عـالـم التـربيـة , فـإن دور المدرسة
قـد تـحـول مـن مـهمـة تـكويــن الفـرد – خـزان المـعـارف – إلــى الفــرد المتـفـاعـل مع المـعارف. فــرد
يـمـتلك كـفـاءات تـسـاعـده عـلـى الإنـتـاج , لأنــه لـم يـعـد يـكـتفي بالاسـتـهلاك بـل يـتـعـداه إلـى الإبـداع
و التـطـويـر و التـجـديـد .
و مـن هـذا المـنـطـلـق تـسـعى هـذه الـوثـيـقـة إلـى تـحـسيـس الأسـتـاذ بـضـرورة تـبـنـي التـدريـس القـائـم
عـلى طـرائـق تـسـاعـد الـمـتـعـلـميـن عـلـى الخـروج مـن الـركـود و الجـمـود و الإقـبـال عـلـى التـفـاعـل
و الإنـتـاج و الابـتـكـار .
ب) الـمـقـاربـة النـصـيـة : في هـذا المـسـتـوى مـن الـدراسـة , يـرتـقـي المـنـهـاج بالمـتـعـلـم إلـى التحـكم
فـي إنـتـاج النـصـوص بـمـخـتـلـف أنـواعـهـا حـسـب خـصـائـصـهـا البـنـائـيـة و المـعجـمـيـة و لا يـتـأتـى
ذلك إلا إذا تـحـكـم الأسـتـاذ بـدوره فـي بـناء اسـتراتيـجـيات تـعلـميـة لـتـدريـس نـشـاط النـصـوص ,عـلى
الـمـسـتـوييـن القـرائـي و الكـتـابـي مـعـا . و عــلـيـه , فـإن هــذه الـوثـيـقـة تـوقـف الأسـتـاذ عـلــى أنمـاط
النـصـوص و خـصـائـصها : لأن مـعرفتـه بـأنـواع النصــوص و الـوقـوف عـلى خـصائـصها و طـرائـق
انتـظـامـهـا و اشـتـغـالها , من شـأنـه أن يـمـكـنه مـن وضع اسـتراتـيـجيـات مـعينـة لـتـدريـس النـصـوص
حـسـب طبيـعـة كـل نـوع .
و لعل أهـم ما يـجــدر بـالأسـتــاذ أن يـعـنـى بـه – فـي سـيـاق تـدريـسـه للنـصـوص – هـو التـأكـيـد عـلى
التـحـليـل و تـمـريـن المتـعلميـن عـلـى الإنـتــاج .
حـيـث إن هـذيـن النـشـاطـيـن الهـامـيـن يـمـثـلان جـوهـر الفـعـل التـربوي فـي درس النـصوص الأدبيـة .
و لاشـك في أن الأستاذ قد أدرك – من خلال الحديـث عن المـقاربة النـصية في الوثائق المرافقة السـابقـة-
أن أهـمـيـة التـركـيـز عـلـى النـص قـد ظـهـرت مـن حـيـث هـي دعـامـة بيـداغـوجـيـة لتـكويـن التلمـيـذ ,
و ذلك بعـد فـشـل الطرائق التي اتخـذت مـن الجـمـلـة مـرتكـزا لهـا ,حـيـث إن الفـعـل التـربـوي لا يـجـب
أن يـقتصر على أن يـفـهـم المتعـلم جـملا فـقـط , بـل يجب أن يـتعلم أيـضا على أي نحو تـنـظم المعلومات
في نص أطـول , في مقالـة صحافـية – مـثـلا – كـيـف يـلخـص نـصـوصـا تلخـيصـا سـلـيمـا و صحيحـا,
و أخـيـرا كـيـف تتـرابـط الأبنـيـة النصـية مع الـوظـائـف الفـكـريـة و العمليـة للنصـوص . و مـعنـى هـذا
الكــلام , أنـه لا يـكـفـي أن يـوجـه الأسـتـاذ المتـعلم إلى إنـتاج نـصوص متـمـاسـكـة و سـلـيـمـة فـي بنيتها
و لـكـن يتـعـيـن علـيه أيـضا أن يكسـبه قدرة تـمكنه من جـعـل النصـوص المنتجـة مـطابقـة للسـيـاق الـذي
أنتـجـت فـيـه .
جـ) تقـديـم نشـاطـات تـطـبيقـيـة وفـق بيـداغـوجـيـا الإدمـاج أو المـقاربـة بالكـفاءات :
منـاهـج السـنة الثالثة من التـعـلـيم الثـانـوي مـبنيـة عـلـى بيـداغـوجـيـا الكفـاءات , عـلـى غـرار المـنـاهـج
السـابقـة و الكـفـاءة فـي حـد ذاتـهـا تـمـارس فـي وضـعـيـة إدمـاجـيـــة , فـهـي نـتـيـجـة إدمـاج المـعـارف
و القـدرات و المـهـارات .
و هذا الإدماج يـتـجـلـى عـنـد مـا يـكـون المتـعلـم قـادرا عـلـى تـحـقيـق نـتـائـج و أداءات مـحددة , و على
فـهـمه ما يـعمل , و قـيامه به في اسـتـقـلالية تامة , و وفـق هذا الأسلـوب ينـشـط الأسـتاذ مـقرر نـشاطات
اللغـة العـربيـة و آدابـهـا .
د) بيـداغـوجـيـا المـشـروع :إن المقاربة بالـكفـاءات و المـقاربـة بالـمـشروع هـمـا مـقاربتـان متفـاعلتـان
فـإذا كان المـشروع يـفـضي إلى إنـتاج وثيقـة تحسـيـسـيـة في شـكـل مـطويـة أم نـشـريـة و يـرسـم المسار
الممكـن لذلك , فإن المقاربـة بالكـفاءات تـدعـو المتـعلـم إلـى تـفعـيـل مـوارده لإنجـاز مـشـروعـه , أضف
إلـى ذلك إن المشـروع مـيـدان ممـتـاز لـتـعـزيز مكـتـسبـات المتـعلـم المتـصـلـة بالمـواد الأخـرى .
و بـتـوسـيـع الـرؤيـة فـي إنجاز المـشـاريـع يتـحـقق الهـدف مـن حـصصـهـا بالنسـبـة إلـى هـذا المـستـوى مـن التعليــم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
أ) المـقـاربـة بـالكـفاءات : من النـقـائص التي كان يـعانـي مـنهـا الفـعـل التـربـوي فـي ضـوء بـيـداغوجيا
المـحـتويـات تـجـزئـة المـعـارف , التـي مـيزت المـنـاهج السـابقـة , حـيـث كـانــت تـضـم فـي ثـنـايـاهـا
مـجـمـوعـة مـن المـفـاهيـم يـطـالـب المـتـعـلـم بـالإلـمـام بـهـا . و قـد تـرتـب عـن هـذه الـرؤيـة التجزيئية تـراكـم المـعـارف لـدى المتعـلـم دون إقـامـة روابـط بيـنـهـا , مـمـا حـال دون امتـلاكـه لـفـعـل الإنـجـاز
و الاكـتشـاف حـيـث وجــد نـفـسـه خـزانـا للمـعارف , بـعبارة أخـرى وجد نـفـسه يتـعلم من أجل أن يتعـلم
و لـيـس مـن أجل أن يـسـاعـده هـذا التـعـلم عـلـى فـهـم محيـطـه المعيـش بـكـل مـركـبـاتـه و أن يـتـفـاعـل
مـعه و يتـكـيـف مـع معـطـيـاتـه استـنـادا إلـى مـا تـعلمـه .
و ضـمن مسعى عـلاج هـذه النـقـائص , تم اعتـمـاد المـقـاربـة بالكـفـاءات كـاخـتـيـار بيـداغـوجـي يـرمي
إلى الارتقـاء بالمـتـعـلم من منطـلق أن هذه المـقـاربـة تـستـنـد إلـى نـظـام متـكامل و منـدمج مـن المعارف
و الخبرات و المهارات المنـظمـة و الأداءات , و التـي تـتـيـح للمـتـعلم ضـمـن وضـعـيـة تعليميـة –تعلمية
إنـجـاز وضـعـيـات فعـليـة .
و علـيـه , تـصـبح هـذه المـقـاربـة بـالكـفاءات وظـيـفـيـة تـجـعـل المتعـلـم يـتـحـكـم فـي مـجريـات الحـيـاة
بـكـل مـا تـحملـه مـن تـشـابـك فـي العـلاقـات و تـعـقـيـد فـي الـظـواهـر الاجتـماعيـة .
و بالتـالـي , فـهـي اختيـار منـهـجـي يـمكـن المتـعـلم مـن النجـاح فـي الحـيـاة مـن خـلال تثمـيـن مـعارفـه
المـدرسيـة و جـعلـهـا صـالـحة للاستـعـمـال فـي مختـلـف مـواقـف الحـيـاة .
إن هذه المـقاربة بالكفـاءات من حـيـث هـي تـصـور و منهـج مـنـظـم للعـمـلـية التعليـمـية-التعلميـة تسـتنـد
إلـى ما أقـرته النـظريات التـربـويـة المـعـاصـرة و بـخـاصـة النـظـريـة البـنـائيـة التـي تنـطـلـق مـن كـون
المعرفـة تـبـنى و لا تـلقن , تنـتج عـن نـشـاط , تـحـدث فـي سـيـاق , و ذات دلالـة بـالنـسبـة إلـى المتعلـم.
و مـن هـنـا , يـتـوجـب القـول إن المـقـاربـة بالـكـفـاءات تـستـهـدف تنـمـيـة قـدرات المـتعـلـم العـقليـة والوجـدانيـة و المـهـاريـة ليـصبـح بـمـرور المـراحـل الـدراسيـة مـكتـمـل الشخـصيـة قـادرا عـلـى الفعـل
و التـفـاعـل الإيـجـابييـن فـي مـحـيـطـه المـدرسـي و الاجتمـاعـي و عـمـومـا فـي حـيـاتـه الحـاضـرة
و المـستـقبليـة . و حـتـى يـكـون المنهـاج الـدراسـي فـي خـدمـة هـذا التـوجـه , كـان مـن الضـروري
التركـيـز عـلـى الكيـف المنهـجـي بـدلا مـن الكـم المـعـرفـي مـن خـلال نـظـام الـوحـدات الـذي يـمكـن من
التـركـيـز عـلـى مـضـاميـن بعـينـهـا تـتـوافـر عـلـى شـروط التمـاسـك و التكـامـل , تمكـن المتـعـلـم مـن
كـيفيـة الاعتماد عـلـى نـفـسـه و تـفجـيـر طـاقـاته , و إحـداث تـغـيـرات ضـروريـة فـي ذاتـه للتكـيـف مـع
حاجات طـارئة . إنه مـسـعـى يـمكـن المتعـلـم مـن اكتسـاب كـفـاءات ذات طـابـع مـهـاري و سـلـوكـي يتكيـف مع الـواقـع المـعـاصـر سـواء فـي عـالــم الشـغـل أو المـواطـنـة أو الحـيـاة اليـومـيـة .
و إن الـفـعـل التـربـوي – في ضـوء المـقـاربـة بالكـفاءات – يـرتـكـز عـلـى خـاصـة الإدمـاج بـاعتبـارها مسارا مركبا يـمكن مـن تـعبئـة المكـتسـبـات أو عنـاصـر مـرتبـطـة بمنـظـومـة مـعينـة فـي وضـعيـة ذات
دلالة , قـصد إعادة هـيـكلـة تـعلـمـات سـابقـة و تكـيـيـفـهـا مـع متـطلبـات وضـعيـة مـا لاكـتسـاب تعلـمات
جـديـدة . و مـن ثـمـة , فـإن الفـعـل التـربـوي المبـنـي عـلـى بيـداغـوجيـا الكفـاءات يـقـود المتـعلـم نـحو
تـأسـيـس روابـط بين مخـتلـف المـواد مـن نـاحيـة , و ربـط هــذه الخـيـرة بـخـبـراتـه و قـيـمـه و كـفاءاتـه
و واقـع مـجتمـعـه مـن جـهـة أخـرى .
و عـمـومـا , فـإن المـقـاربـة بـالكـفـاءات , تـعـمـد إلـى جـعـل المتعـلـم :
- يـعطـي مـعنـى للتـعلـمـات التـي يـنبـغـي أن تـكـون فـي سـيـاق ذي دلالـة بـالنـسبـة لـه , و ذات عـلاقـة
بـوضـعـيـات فـعلـيـة .
- يتمكن من التمييـز بين الشـيء الثانـوي و الأساسـي و التركيـز على هـذا الأخيـر لكونـه ذا فـائدة فـي
حياتـه اليوميـة أو لأنـه يشكـل أساس التعلمـات التـي سيقـدم عليـها .
- يتـدرب علـى توظيف موارده في مختلف الوضعيـات التـي يواجههـا .
- يركز على بناء روابـط بين موارده و قيم مجتمعه خاصة , و القيـم الإنسـانية عامة .
- يقيـم روابـط بين مختلـف الأفكـار المكتسبـة واستغلالها في البحـث عن حلـول مختلف الوضعيـات
المشكلـة التي يدعـى إلـى علاجهـا .
و الفعـــل التربــوي , إنمـا يكــون في تصميـــم التدريـــس بالكفـــاءات إذا كــان يتمحـــور حـول التـدريــس بالمشكـلات , حـيث يـوضــع المتعلــم أمـــام وضعيـات تعلـم باعتبـارها نشاطـات معقـدة تطـــور لديـــه روح الملاحظـة و المبـادرة , روح الإنتـاج و الإبـداع . و علـى الأستـاذ أن يـدرك بـأن بناء الوضعية – المشكلة ,- التي تعـد فرصـة لاختبـار مـدى قـدرة المتعلـم على الإدمـاج – يتطلـب منـه تحديـد ما يريد تحقيقـه بدقـة مع المتعلـم , بمعنـى الـوعي التـام بالعائـق الـذي سيحـول دون حدوث التعلـم لـدى المتعلـم , و تجـاوز العائـق دليـل على جـدوى المـوارد التـي جنـدها المتعلــم و من ثم اكتسابـه لتعلـم جديـد , أو بـأن عائقـا قد اعتـرض المتعلم في وضعيـة سابقـة و في ضوئـه يحـدد الأهـداف التي يعمـل على تحقيقـها. إضافـة إلـى ذلـك لابـد من أن ينتبـه الأستـاذ إلـى درجـة صعوبـة الوضعيـة – المشكلـة, أي يضـع نصب عينيـه أن لا يكـون المشكـل فوق مستواه و قدراتـه , و لكـن مع هـذا , وجـب الإقـرار بـأن الوضعيـة- المشكلـة ليسـت أيـة وضعيـة تعلمية, حيث إنـها وضعيـة لا يستطيـع فيها المتعلـم حل المشكلـة المطروحـة بكل سهولـة أو بمجـرد التكرار البسيط أو تطبيق معارف مكتسبـة بشكـل آلـي , و ذلك لكـون المهمـة التـي يطلـب من المتعلـم إنجازها , قـد تـم بناؤهـا بنـاء يستدعـي تجــاوز عائــق و هــذا الأخيــر يفــرض على المتعلـم تجنـيـد مــوارده و فحصـها و وضــع فرضيـات و تمحيصها, و إثباتـها أو دحضـها أو تعديلهـا , وابتكـار حلول, واتخـاذ قـرارات, و بنـاء معارف لم يكن يتـوافر عليهــا مـن قبـل . و هـذا التجنيــد للمــوارد القديمــة ينبـغـي استعمــاله بذكــاء فـي سيــاقــات و وضعيـات جديـدة .
من هذا المنظـور , لا يمكـن الحديـث عن اكتسـاب المتعلـم لكفـاءة مـا إلا حينمـا يعمـل و يـواجـه وضعيـة جديدة , و يختـار بنفسـه مكتسبـات بنيويـة و أخـرى وظيفيـة تستجيـب للأسئـلة التي تطرحهـا الوضعيـة الجديدة . و من منطلـق أيضـا أن أحـد العناصـر الأساسيـة للكفـاءة هو القـدرة على التكيـف مع الوضعيـة الجديدة و التصـرف فيـها بفاعلية . و لكي تستجيـب الوضعية – المشكلة لهذا الهدف يجـب أن :
- تنتظم حـول تخطـي عائـق من طـرف القسـم , عائـق محدد مسبقـا .
- تتضمـن مقاومـة كافيـة , تقـود المتعلـم إلـى تسخيـر معارفـه و بنـاء أفكـار جديـدة .
و إن التدريس بالمشكـلات من صميم بيداغوجيـا الكفـاءات و هو أسلـوب تدريـس يأخـذ بعيـن الاعتبـارالفروق الفرديـة بين المتعلميـن , و تقديـم الدعـم لهـم من قبـل الأستـاذ .
و على العمـوم, جديـر بالملاحظـة القول بـأن أسلـوب التدريـس بالمشكـلات يقتضـي العمـل وفق خطـوات تنظيميـة و أخـرى بيداغوجيـة و كذلك استراتيجيـة في التنفيـذ . و يمكن تلخيـص ذلك فيما يـأتـي :
* علـى مستــوى التنظيــم
- يقـوم الأستـاذ باختيـار تلاميـذ كل مجموعـة و عـدم تـرك ذلك للمتعلميـن حتى تنشأ مجموعـات غيـر متجانسـة .
- تتكـون المجموعـات من متعلميـن ذوي قدرات مختلفـة .
- يتــراوح أفـراد المجموعـة بيـن 3 و 5 متعلميـن .
* على مستــوى الأدوار :
1 ) بالنسبـة إلـى المتعلـم : لكل متعلـم في المجموعـة دور ضمن مجموعـته و من هذه الأدوار :
- منسـق المجموعــة : يتـولـى مسؤوليـة إدارة المجموعـة , و وظيفتـه التأكـد من المهمـة التعلميـة وطرح أي أسئلـة توضيحيـة على الأستاذ , و كذلك توزيـع المهـام على أعضـاء المجموعـة .
- مسؤول الوسائـل و السنـدات : و يتولـى مسؤوليـة إحضـار وسائـل العمـل و السنـدات الضرورية لأداء المهمـة التعلميـة على أحسـن وجـه .
- المقــرر : يتـولى مسؤولية تسجيـل النتائـج بشكـل كتـابي و تبليغهـا إلى الأستـاذ .
2 ) بالنسبـة إلـى الأستــاذ : و يتمثـل دوره في تنشيـط التعلـم و تنفيـذه و ذلك على النحـو الآتـي :
- الاعـداد للعمـل بالمجموعات : أي إعـداد المتعلمين ذهنيـا و مهـاريـا و وجدانيـا لتقبـل النشاط الجديـد
و العمـل في مجموعـات و تحديـد نشـاط كل مجموعـة و تقديـم ما يتطلـب من النصـح و التوجيـه .
- إثـارة دافعيـة أفـراد المجموعـات للمشاركة الفاعلـة عن طريـق تحسيسهـم بقيمـة النشـاط .
- دفـع المتعلميـن إلـى تبـادل الخبـرات و التعاون بحيث يتمكنـون من الوصـول إلى أفضـل النتـائـج .
- توضيـح المطلــوب من النشــاط بــدقــة قبـل البـدء في التنفيــذ .
- منـاقشـة أعمـال المجموعات أمـام الجميـع للتوصـل إلـى فهـم مشتـرك .
- تعزيـز الإجابـات المتميـزة و إبـرازها أمـام الجميـع للاستفـادة منهـا .
- عـرض الإجابـات الصحيحـة أمـام المتعلميـن بهـدف تصويـب الأخطـاء و تقديـم التغذيـة الراجعـة اللازمة .
* استراتيجيـة تنفيـذ العمـل بالمجموعــات : يتطلب تنفيـذ العمـل بالمجموعـات في ضـوء المقاربـة بالمشكـلات اتبـاع الخطـوات الآتيــة :
- توضيح المشكلة و تحليلها إلي عناصرها الأوليـة التي تحتوي عليهـا. و تبويـب هذه العناصر من أجل
عرضهـا على المشاركيـن .
- خلـق جـو مناسـب للحـوار و إثارة الأفكـار و تقديـم المعلومـات .
- وضع تصور للحلول من خلال إدلاء الحاضرين بأكبـر عـدد ممكـن من الأفكـار و تجميعهـا و إعـادة بنائهــا.
- العمـل – أولا – بشكـل فردي , ثم يقوم أفـراد المجموعـة بمناقشـة المشكلـة بشكـل جماعـي مستفديـن من الأفكـار الفرديـة و وصـولا إلى أفكـار جماعيـة مشتركـة .
- تقديـم الحـلول واختيـار أفضلهـا .
و على وجـه الإجمـال, إن التدريـس بالمشكـلات طريقـة لتنظيـم التعلـم المكتسـب و أسلوب يسمـح بالحصول على منتوج جديـد انطلاقـا مــن تفعيــل المـوارد القبليـة للمتعـلم, و هـو أسلـوب في التدريـس ينــدرج ضمــن منطق تعلمـي , يعنى بنشـاط المتعلـم ضمـن فريـق التعلـم و ينظـر إليـه على أنـه أساس التعلـم و قوامـه. و هو لذلك يحدد للمتعلميـن هدفـا مشتـركا و يمنحهـم منهجيـة موحـدة , و يمكنهـم من جنـي ثمـرة تعلمهم الجماعـي بتمكينهـم من حـل المشكـلات و التحكـم في سيـرورة التعلـم . ثم إن هذا الأسلـوب في التدريـس يضـع المتعلــم أمـام تحديـات تـزيده ثقـة بقدراتـه و استقـلالـه الذاتـي في التعـلم, سيمـا أنهـا طريقــة تـتأســس علـى اكتســاب المعـارف و إدماجهـا و تحويلهـا, بـدلا من تلقينـها و تخزينهـا . و لهـذا السبـب يستحسـن بالأستـاذ التكثيـف من أسلـوب التدريـس بالمشكـلات في هـذه المرحلـة الختاميـة من التعلـيـم الثانـوي, لأنهــا مرحلــة أكثـر ملاءمــة من غيرهـا لهـذا الأسلـوب من التدريـس لمـا أصبـح يتمتـع بـه المتعلـم من مـوارد و من قـدرة علـى استغلالـها و تفعيلـهـا .
ب) تـعـلـيـمـيـة النـص الأدبـي و المـقـاربـة النصـيـة :
إن النـص يـمـثـل دعـامـة أسـاسيـة فـي التـدريــس بشـتـى تـخـصـصـاتـه عـامـة , و فـي تـدريـس اللغـــة
العـربيـة خـاصـة . و لـهـذا تـوجـهـت عـنـايـة المــربيـن و اللغـوييـن إلـى الاهتـمـام بـالبـنـاء الجـيـد
و المـتـمـاسـك للنـصـوص لأن النـصـوص عـنـدمـا تـكـون عـلـى هـذه الحـال تـسـهـم فـي بـنـاء عـقـليـة
مـنـظـمـة قـادرة عـلـى التـعـامـل المـنهـجـي و المـنـطـقـي مـع المـعـارف و المـعـلـومـات و عـلى اكتسـاب مـهـارات نـصـيـة مــتـعــددة و كذلك اكـتـسـاب أنـواع التـفـكيـر المـنهجـي .
و النص يتـناول – في ضوء المـقاربـة بالكـفاءات – مـن حـيث هـو بـنـيـة كـليـة مـتـرابطـة و أن دراسـته
يـجـب أن تـكـون مـن هـذا المنـطـلـق .
و إذن , فـعـنـد تـنـاول النـص الأدبي , يعـمد الأسـتـاذ إلـى تـوظيـف للـمـعارف المـكـتـسـبـة التـي يتـوافـر
عـلـيـهـا المـتعلمـون , و ذلك بـتـحريك مـا لـديـهـم مـن مـعلـومات أو مـعارف لهـا عـلاقـة بالنـص المـدروس.
إن التـلمـيذ غـالـبـا ما يـتوافر عـلى مـعلومـات مـتـعلقـة بـنـص مـن تـلك النـصـوص التـي طـالعـهـا , فـقد
يـكـون قـرأ للأديـب المـدروس عـمـلا , أو مـقـطـوعـة مـرت بـه , فـأضـحـت مـصـدر صـورة مـتمـثـلـة
يـحمـلـهـا عـن شـكل كـتـابته الأدبيـة , وقـد يـكـون تـاريخ كـتـابـة ذلك النـص مـرتـبطا في ذهـن المـتعـلـم
بـمـا سـبق أن درسـه عـن الفـتـرة التـاريـخـيـة أو العـصـر الأدبـي الـذي يـنتـمـي إلـيـه النـص المـدروس .
إن هـذه المـعـلـومـات ,و إن كـانـت بـسيـطة , يسـتـطيـع الأسـتـاذ أن يـوظـفهـا كـبـدايـة للتـفـاعـل بـين
المتعـلـمـيــن و النـص . و هـذا مـن منـطـلـق أن الفـهم لا يـحـصـل دـفعـة واحـدة , و إنـمـا يـبـدأ بتـجميـع
معلومـات جـزئـيـة لا تـلـبـث أن تـجـعـل مـعـالـم النـص تتـضـح تـدريجـيـا , و هـذا مـا يـسـمـى البـنـاء
المـعـنى . بإمكان الأسـتـاذ أن يـبـدأ إثـارة الـمـعارف السـابقـة للمـتعلمـيـن بـطرح أسـئلـة مـركـزة , حـول
قـضـايـا يـعرفـونهـا و لـهـا عـلاقـة بالنـص المـدروس ,و إن مـن شـأن الأجـوبـة و النـقـاش الـذي يـتخـلل
ذلك أن يـمـد جـسـور الاتـصـال بيـن التـلامـيـذ و النـص .
إن مـداخل النـصـوص مـتـعـددة , نـتـيـجـة تـعدد أنـواعـهـا , بـل يـمـكـن القـول : إن النـص الـواحـد قـد
يـحـتمـل أكـثـر مـن مـدخـل , و لـهـذا الأمـر فـائـدة بيـداغـوجـيـة كـبيـرة , لـمـا يـتيـحـه التـنـويـع فـي
المـدخـل مـن تـعــدد للقـراءات , و مـن دفـع للـرتـابـة فـي درس الأدب . و مـن المـداخـل المـقـترحـة مـا يـأتي:
- بـالإمـكـان الـدخـول أو البـدء فـي القـراءة بـربـط النـص الجـديد - مـوضـوع الدراسة و التحلـيل – بـكل مـا مـن شـأنـه – أن يـحـد أو يـنـقـص مـن غـرابـة النـص بالنسبـة للتـلاميـذ , كـأن يـتطرق الأسـتـاذ إلـى نـوع النـص أو الجـنـس الأدبـي الـذي ينـتـمـي إلـيـه , أو يـتـطـرق- عن طريق بـعض الأسـئلـة- إلى مـا فـيـه مـن اقتـبـاس . مـن هـنـا يـنطـلق المـتعلمـون فـي رصـد أوجـه التـشـابه , و في إيـجاد نقـاط التـقاء بيـن هـذا النـص و بيـن مـعارفهـم السـابقـة , و بـذلك يـتكـون نـوع من الألفـة بيـنـهـم و بيـن هـذا النـص مـما يـسـهـل لهـم التـعـامـل مـعـه .
- كما يـمكن أيـضا البدء فـي القـراءة بـرصـد مـا فـي النـص مـن بـعـض الرموز و الكـلمـات المـتـمـيزة,
كالمـبـالغـة فـي صـيغـة صـرفـيـة مـعيـنـة .
- و بالإمكـان أيـضا لـفت انتـبـاه المتعلمـيـن إلـى الكـيفـيـة التـي بـنـي بـهـا النـص كـكـل , و مـا فـيـه مـن
مـقاطع تـعـمـد الكـاتب إبـرازهـا لإثـارة فـضـول القـاريء . و فـي كـلتـا الحـالتيـن , فـإن انتـبـاه التـلامـيـذ
إلـى ظـواهـر نـصـيـة مـعـينـة يـمكـن أن يـسـتغـلـه الأسـتـاذ كـمـدخـل للنـص .
ب1) الـقـراءة الأوليـة للنـص :
يـفـتـرض عـنـد الحـديـث عـن هـذه المـرحـلـة أن المـتعـلمـيـن قـد اسـتـوعـبوا , إلـى حـد مـا , القـراءة

المنـهجـيـة , و اكتـسـبـوا خـبـرة نـصـيـة مـعيـنـة .
يـكلـف الأسـتـاذ , فـي هـذه المـرحـلـة , المـتعلـمـين بـقراءة النـص قـراءة سـريعـة يـحاولـون مـن خـلالها
الـوقـوف عـلـى بـعـض أفـكـار النـص و مـعانـيـه , دون الغـوص فـي تـفـاصيلـه , لأن الهـدف مـن هــذه
القـراءة هـو صـوغ كـل تـلمـيـذ لـفرضـياتـه الخاصة , و ذلك قـبـل الشـروع في غـربلـتها و التـأكـد منـها
جـماعـيـا .
يـتـعـيـن على الأسـتـاذ أن يـقـبـل كـل القـراءات و أن يـجـتـنـب التعـليقـات السـلبيـة حـولـها , و ذلك حـتى
لا يـحـد مـن تـلقـائـيـة المتـعلمـيـن فـي التـفاعـل مـع النـص .
غـيـر أن هـذا لا يـمنـع مـن التـدخـل مـن أجـل التـصـحـيـح و التـعـديل . و هـذا لكي يضمن لفـعل القـراءة
مـنـذ أول وهـلـة شـيـئـا مـن التـوازن و المـصـداقـيـة و البـعد عـن التخـميـن . و بـإمكـان المـتعـلمـين أن
يسـتـعيـنـوا فـي هـذه العمـلـيـة ببـعـض المـؤثـرات المتـعـلـقـة بالمـظهر الخارجي للنـص مـثـل عـنـوانـه ,
و كـيفـيـة انتـظـامـه فـي فـضـاء صــفـحـة الكـتـاب , و نـمـط الخـط الذي كتـبـت بـه بـعـض الكـلـمـات أو
العـبـارات مـن أجـل إبـرازهـا .
و نشـيـر – هـنـا- إلـى أنـه كلـمـا تـقـدم المتـعـلم فـي التـمـرن عـلـى هـذه الطـريـقـة , كـلـما زادت قـدرتـه عـلى إيـجاد مـداخـل جـديـدة للنـص , و عـلـى الـتـوصـل إلـى الفـرضـيـات و صـوغهـا بـسـهولـة .
يـتدخـل الأسـتـاذ فـي نـهـايـة هـذه المـرحـلـة لإدخال بـعض التـعـديـلات عـلى ما تـوصـل إلـيـه المتعلمون
مـن فـرضـيات , و الاحتـفـاظ مـنها بـأكـثـرها قـبـولا للتمـحـيص , و يكون ذلك بـمـشاركـة كـل الفـصل ,
لأن العـمل الجماعـي يـولد فـرصـا للاحـتـكاك الفـكري , بـمـا يـمـكن المتعلـم مـن الإفـادة مـن آراء غيـره
فـي إثـراء آرائـه الخـاصة , كما أن ما تـتـوصل إليه الجـمـاعـة مـن نتـائـج و خـلاصات يكون أقـرب إلـى
الصـواب مـن نـتـائـج الأعـمـال الفـرديـة .
و مـا يـمـكن قـولـه فـي نـهـايـة الحـديـث عـن هـذه المـرحـلـة , هـي أن القـراءة الاسـتكـشـافـية الأوليـة ,
تـبقـى مـشـروعـا قـرائـيـا أولـيـا فـي حـاجـة إلـى كـثـيـر مـن الضـبـط و التعـديـل .
و لـمـا كـانـت هـذه القـراءة أولـيـة تـمـهيـديـة , فـهي تـبـقـى فـي حـاجـة إلـى مـرحـلـة مـوالـية يـتـم فـيـهـا
تـعـمـيـق المـعـانـي . هي مرحلـة يـتـم فـيـها التـعـمق فـي النـص مـن أجـل تـأكـيد أو دحـض الفـرضـيـات
حـول بـعـض مـعـانـي النـص التـي تـوصـل إليـها المـتعـلـمـون فـي المـرحـلـة السـابـقة . يـتعـين أن تتسـم
الـدراسـة في هذه الـمرحـلـة بـصـرامـة كـثيـرة , و أن تـجري وفـق مـجـهود فكـري مـنظـم , لأن الهـدف
مـنـها تـحديد مـعانـي النـص بـأكـبـر قـدر مـمـكن مـن الـدقـة و المـوضـوعيـة . و هـي تـختـلـف مـن هـذه
الناحيـة عـن القـراءة الاسـتكـشـافـية التـي لـيـس لـهـا مـن هـدف سـوى الـدخـول فـي النـص , و التـوصل
إلـى رصـد بـعض الأفـكـار و المـعانـي الأولـية مـن خـلال قـراءة يـغـلب عليـهـا الطـابـع الإجمـالـي .
و عـلـيـه , فـإن المـتعلـمـين –فـي هـذه المـرحـلـة الثـانـية – يـعمـلـون عـلـى رصـد المـؤشـرات النـصـيـة
المتعلقـة بـفرضـية من الفـرضـيـات , ثـم العـمـل عـلـى تـفـسيـرهـا مـن أجـل الـوصـول إلـى استـنـتاجـات
مـعيـنـة . إن المـقـصود هـنا , هو أن المـتعلمـين تـوصـلـوا فـي المـرحـلة السـابقـة إلى اسـتـخـراج بعـض
المـعـانـي الأولـيـة – شـكـلا و مـضـمونـا – مـن خـلال بـعض الظـواهر اللغـويـة البارزة في النص أكثـر
من غيـرها , مثـل غـلبة الأفـعال عـلى الأسـماء , أو الإكـثار من استـعـمال نوع معـين من الضـمـائـر...
يـعـمل المتـعـلمون عـلى جرد مـنظـم لـهذه الظـواهـر بـمـا فـي ذلك تـصنيـفـها و إحـصـاؤهـا , و ذلك مـن
خـلال تـأمـل دقـيـق فـي النـص . و لـئـن كـانـت هـذه العـمـلـية تـبـدو يسيـرة إلى حـد مـا , فـإن الصـعوبـة
تـكمـن في محاولة تـفسير هـيمنـة ظـاهـرة لـغـويـة مـعينـة عـلـى النـص . بـعـبـارة أخـرى , إن الصـعوبة
تـكـمن فـي الـوصـول إلـى اسـتنتـاجـات مـعينـة بنـاء عـلـى المـعطـيات التـي تـم رصـدهـا .
و لمـا كانت اللغـة الأدبيـة لغـة يتخللهـا كثيـر من الغموض بسـبب ما فيـهـا من تـورية و رمـز و إيحـاء ,
و بسبـب ما فيهـا من التـواءات في البنـاء , فإن عمليـة التفسيـر فيهـا لا تخلـو من صعوبـات جمة . و هذا مـا يمثـل أحـد أهـم أسبـاب الاختـلاف في الدراسـة , بحيث يفهـم كل واحـد الظواهـر الأسلـوبية اللافتــة
للانتبـاه فهمـا خاصـا, يضـاف إلى ذلك أن الفهم يتـم بدرجـات متفاوتـة بين المتعلميـن, و ذلك حسب تمكن كل واحــد من اللغـة , حسـب خبـرتـه النصيـة و ثقـافتـه الموسوعيــة بصفـة عامـة .
و يحسـن بالأستـاذ أن يتسامـح في قبـول شـروح المتعلميـن و تفاسيـرهم, و يتجنـب الحكـم عليهـا بالسلـب أو الإيجـاب , كمـا يتعيـن عليـه أيضـا, عـدم السمـاح للتلاميـذ من أن يفعلـوا ذلـك تجــاه بعضهـم .
و لكـن بإمكـان الأستـاذ أن يستغـل الاختــلاف في إدراك معانـي النص لفتـح المجـال للنقـاش من أجـل تذليـل الفـوارق بينهـا, والاتجـاه تدريجيـا نحـو فهـم موحـد للنـص المدروس إن أمكـن ذلـك .
إن من شـأن النقـاش أن يدفـع التلاميـذ إلـي المزيـد من التمعـن في النـص , بجميـع مستوياتـه : الصوتيـــة
و المعجميــة و التركيبيـة , و ذلـك من أجـل إثبـات فرضيـة معينـة أو دحضهـا. سيجـد المدافعـون عن فرضيـة مـا أنفسهـم مضطريـن للتنقيـب في النـص و البحـث عمـا يدعمهـا. بينمـا يعمـل الفريـق المعارض على جمع الحجج و الأدلة النصية التي تفنـدها. و الحاصل في كلتا الحالتين مجهود فكري
مـعـتبـر , و تـواصـل أدبـي مثمــر .
إن النتيجــة الحتميـة لهـذا النقـاش هي اختفاء التفسيرات الواهية ذات السند الضعيف , و بروز التفسيـرات
القوية التي لا يلبـث أن يشتـرك فيهـا أغلب تـلاميـذ الفصل . كمـا يمثـل المعنـى النهائـي الـذي يتم التوصل
إليـه, ثمـرة جهــود جماعيـة, تـآزرت و تكاملت فيهـا كل الآراء بصـورة تفاعليـة تلقائيــة .
و بعـد أن انفتحـت الكثيـر من مغالـق النـص, بفضـل عمـل تفكيكـي و تحليلـي مضمـن, فــإن من شـأن رجـوع المتعلميـن إلـي النص بدراسـة أعمـق , أن يعيـد جمـع شتـات ما تفـرق بفعـل التفكيـك, و إعـادة الانسجـام للنـص, بمـا يمكـن المتعلميـن من إعـادة قراءتـه منسجمـة من أجـل تحصيـل تصـور شـامـل لمقاصـد النـص و أبعـاده .
كمـا أن من شـأن إعـادة قـراءة النـص بعد دراستـه و تحليلـه, أن تعيـد للعلاقـة بينـه و بيـن المتعلـم طابعهـا الحميمـي العفـوي .
يحسـن بالأستـاذ في هـذه المرحلـة أن يحـد من تدخـلاتـه قـدر المستطـاع, و أن يكتفـي في تنشيطهـا بجعـل المتعلميـن يعبرون عن مشاعرهم و آرائهـم و ردود أفعالهم بكل حرية . و تجدر الإشارة هـنا , إلى
أن المتـعلمين قـد يكـتـشـفـون أبـعادا أخـرى فـي النـص لـم يـنـتـبـهـوا إلـيهـا أثـناء التحليـل , فـيـتـداركـون
مـا تـم تـجاوزه .
وقــد يـكـون مـن المـفـيد , قـبل إنهـاء الحـديـث عـن تـحلـيل النـص – بـالنـسـبـة إلـى هـذا المـسـتوى –
التـأكـيد عـلـى بـعـض المـظـاهـر الأخـرى المتـعـلقـة بـها , و التـي مـنـها ضـرورة اهـتـمـام الأسـتـاذ
بـالأبـعاد الخـارجـيـة للنـص , مـثل السـيـاق و الإضـاءة التـاريـخـية , ذلك أن الكـثـير مـن دلالات النـص
لا يـمكـن الاهـتـداء إلـيـها مـا لـم نـطـلـع عـلـى الظـروف و المـلابـسـات التـي أحـاطـت بـإنتـاج النـص .
كـمـا يـتـعـين عـلـى الأسـتاذ أيـضـا تـزويـد المـتعلمـيـن ببـعـض المـعارف النـظريـة عـن الأشكـال
و الأجـنـاس الأدبيـة و ذلك فـي سـبيـل اكـتـسـابهـم ثـقـافـة نـقـديـة تـيـسـر لـهـم التـعـامـل مـع مـخـتلـف
النـصـوص , فـفـي مـعـرفـة نـمـط النـص مـثـلا , و الجـنـس الأدبـي الـذي يـنتـمـي إلـيـه , مـا يـمكـن أن يـشكـل مـدخـلا لـفهـمـه , كـمـا أن الـدراسـة الجـيـدة للأشـكـال اللغـويـة لا يـمـكـن أن تـتـم بـدون هـذه
المـعارف . و مـن أهـم أهـداف دراسـة النـص هـو تـمكـين المـتعـلم مـن تمثـل الأشـكـال الأدبيـة التـابـعة
لـكـل جـنـس , بـما يـمكنه من التـأمـل و التـفـكـيـر فـي بـعـض نـواحـي الإبـداع الأدبـي فـي نمـط مـعـين,
و التـمييـز فـي الأعـمـال المـدروسـة بيـن التـقلـيد و التـجديـد , و بالتـالي الحكـم عـلـى أصـالـة العـمـل
المـدروس , و لا يتـم هـذا كـلـه إلا إذا وضـع المـتـعـلم فـي لـب العـلميـة التعليـمـية – التعلمـيـة و كـان
عـنـصـرا فـاعـلا فيها , يحلل مـا يـقرأ , و يـنـقـد و يـخـتـبـر سـاعـيا لاكـتـشـاف مـعـنى الأشـيـاء بنفـسـه,
و ذلك بـعـد أن تـزود بالـوسـائـل و التقـنـيـات و الكـفـاءات التـي تـمكـنـه مـن أن يـصـبـح قـارئـا مـستـقـلا
و مـنتـجـا مـستـغـنـيـا عـن كـل مـسـاعـدة . و هـذا بـعض مـا يـسـعـى الفـعـل التـربـوي إلـى تـحقـيـقـه فـي
ظـل المـقـاربـة بالكـفـاءات .
ولا شـك – كـذلك – فـي أن الـوقـوف عـلـى طـريـقة بـنـاء نـمـط مـعـين مـن النـصـوص مـن شـأنـهـا أن
تـسـاعـد المـتعـلـم علـى اكـتـسـاب كـفـاءة نـصيـة عـاليـة علـى مـسـتوى الـدراسـة و الإنـتـاج مـعـا .
و معلوم أن هذه الكـفاءة لا تتـحـقق إلا إذا تـعـيـن إطـلاع المتعـلـم عـلـى عـيـنـة كـافيـة مـن كـل نـمـط من
الأنمــاط النـصيـة , بـمـا يـمكنــه مـن تـمثـل و استـيـعـاب الخصـائـص اللغـويـة و البـنـائيـة لكـل نـوع .
و بـنية مساعـدة الأسـتاذ علـى جـعـل المتعلميـن يتـمـرنـون عـلى أنـماط النصـوص – دراسـة و تـحليلا –
يـتعيـن الـوقـوف عـلى هـذه الأنـماط عـلى النـحـو الآتـي :
- النـص الـوصفـي : يعكـس الوصف واقـعـا فيه إدراك كـلـي و آنـي للعـنـاصـر الـمكـونـة لـهـذا الـواقـع ,
و كـيفـيـة انتـظـامـهـا في الفضـاء أو المـكـان الـذي تـوجـد فـيـه . و قـد يـكـون الأمـر مـتعلقـا بمـوجـودات
جـمـاديـة أو بـأشخـاص أو بـغـيـرهـا . كمـا يتمـثـل الـوصـف فـي مـحاولـة نقـل هـذا الـواقـع بـجـزئـيـاتـه
و تـفـاصيلـه .
و من الاسـتـراتـيجـيـات التـي عـادة مـا تـعتـمـد فـي بـنـاء هـذا النـوع مـن النـصـوص , الانـطـلاق فـي
الـوصـف مـن أقـرب نقـطـة إلـى أبـعـد نـقطـة , مـن الأسـفـل إلـى الأعـلـى أو العـكـس , و مـن اليـمـين
إلى اليـسار . و يتـعـيـن فـي جـمـيع الحـالات ألا يـكـون هـنـاك قـفـز أو انتـقـال مـفـاجـيء مـن نـقطـة إلـى
أخـرى حـيـث لا رابـط طبيـعـي بيـنهـمـا . و لا منـاص أيـضـا للـوصـف مـن إجـراء اخـتيـارات مـعيـنـة
بخـصـوص ذكـر بعـض التـفاصيـل أو تـجـاوزهـا .
و إذا كـان الســرد يـشتـمـل عـلـى مـؤشـرات زمـانـية , فـإن الـوصـف يـشتمـل عـلـى مـؤشـرات مـكانيـة
(عـلـى اليمـيـن , عـلـى الشـمـال , إلـى جـانـب , فـوق , عـلـى ... ) .
إن الـوصـف – أحيـانـا – قـد يـأتـي مـقـاطـع فـي ثـنـايـا السـرد , و ذلك عـنـدمـا يـتـوقـف هـذا الأخيـر
و يفسـح المـجـال لـوصـف مـكان أو شـيء مـا , أو إنسـان . و قـد يـشـكل الـوصـف نـصـا مـسـتقـلا بذاتـه
كـمـا هـو الحـال فـي النـص ذي طـابـع وثـائـقـي أو ذي طـابـع عـلـمي .
و الـزمـن المـسـتعـمـل فـي الـوصـف غـالـبا مـا يـكـون مـاضـيـا أو مـضـارعـا دالا عـلـى الحـاضـر .
- النـص الحـجـاجـي : يـقال في اللغـة حجه أي غـلـبـه بالـحـجـة و الحـجـة : الدليـل و البـرهـان ج/حجـج
و حجـاج .
و إذن , فـالقـصـد مـن هـذا النـوع من النـصـوص هـو تـغـيـير اعـتـقاد يـفـتـرض وجـوده لـدى المتـلقـي ,
بـاعـتـقاد آخـر يـعـتـقـد المـرسـل أنـه الأصح . كمـا يـنـطـلـق الحـجـاج فـي النـص مـن مـبـدإ أن للقـاريء
أو السـامـع رأيـا حـول القـضـية المـطروحـة أو مـوضـوع الكـلام . و يـهـدف فـي النـهايـة إلـى الإقنـاع
بـاعـتـمـاد مـختـلف أوجـه الـدليـل و البـرهـان .
و عـمـومـا , إن الحـجة هـي الفـكـرة أو التـعـلـيل المـقـدم لـدعـم القـول أو الـرأي بنـيـة إقـنـاع السـامـع أو
القـاريء.
- مـثـال : الإقـبـال عـلـى التـدخـيـن مـضـر ( مـنـصوص خـبـري ) .
- الحجج المـمكـنـة : ... لأن عـواقـبـه و خـيمـة , أولا بـالنـسـبة إلـى الـذيـن يـدخـنـون : حـيـث يـنفقـون
أمـوالا طـائـلـة و يـؤذون صحـتهم , الأمـر الـذي يـتـسـبب فـي إصـابتـهـم بـأمراض
خطـيـرة , فـي مـقدمـتـها سـرطـان الـرئـة .
ثـانـيا بالنـسـبة إلى الـذيـن يحـيطـون بهـم حـيـث يـسـبـبـون لـهـم إزعـاجـا برائـحتهم
التبـغـيـة , و أخـيـرا بـالنـسـبـة إلـى المـجتمـع كـلـه الـذي يتـحـمل نـفقـات الأمراض
المـرتبـطـة بفـعـل التـدخـيـن .
و هـكـذا , فـمجـموعـة مـن الحـجـج المـنظمـة قـد تـشـكـل حـجـاجًا عـلى تلقي أو بطلان الفـكرة المـقـدمـة
مـسـبـقا . و في سـبيـل الإقـناع , يـجـب أن تـكون مظـاهر الحجاج منـسجـمـة لا تنـاقـض بيـنهـا و مـرتبـة
حـسـب أهمـيتـهـا .
- النـص السـردي : يحـيـل السـرد علـى واقـع تـجري فـيـه أحـداث مـعيـنـة فـي إطـار زمـانـي مـعـين .
يـبـين فـيـه الـذي يـحكـي كـيـف تـتـحول الأحـداث , و كـيـف تتـطـور عـبـر الـزمـن .
و عـادة يـشـتـمـل النـص السـردي عـلـى ثـلاثـة مـراحـل هـي :
· الحـالـة الأوليـة .
· التـحـولات الطـارئـة .
· الحـالـة النـهـائيـة .
كـمـا يشـتـمـل أيضـا , علـى تـدرج مـعـين تـفـرضـه مجـريـات الأحـداث و تـعـاقبـها .
و من خـصائـص السـرد أيضـا , اشـتمـالـه علـى قـدر مـعـيـن مـن المـؤشـرات الـزمانيـة , و كـذلك عـلى
روابـط جـملـيـة خـاصـة بـه مـثـل : بـعـد ذلك , قـبـل ذلك , ثـم ...
و أمـا عـن الـزمـن المـسـتعـمل فـي النـص السـردي فـهـو يخـتـلف بـاخـتـلاف الأحـداث الـواردة فـيـه .
- النـص الإعـلامـي : إن الغاية في هـذا النمـط مـن النـصـوص هـي تـقـديـم مـعـلـومـات و مـعارف حـول
مـوضـوع مـعـيـن يـفـتـرض أن المتـلقـي يـجهـلـها , أو لـيسـت لـديـه مـعـلومـات كـافـية حـولـه .
و مـن هـنـا تـأتـي ضـرورة أن تـتـخـلل هـذا النـوع مـن النـصـوص مـهارة ذهـنـية أخـرى هـي الشـرح ,
و مـا يـتطـلـب ذلـك مـن تـقديـم للحـجـج و الأدلـة و الأمـثـلـة التـوضـيحـيـة .
و مـعـلـوم هـنـا , أن بـعـض الأفـكـار فقـط تـكـون فـي حـاجـة إلـى الشـرح و التـفـصـيل . و يكـون ذلك
بـتـقـديـم المـعـلـومـات و شـرحـهـا و تقـديـم الـدليـل ثـم ذكـر المـثـال التـوضـيحـي .
- النـص التـفـسيـري : يـعـنـى النـص التـفـسيـــــري :
* بـأسـبـاب الحـوادث و نتـائـجـها مثـال :كـان احـتلال فـرنـسـا للجـزائـر العـاصمـة فـي سـنـة 1830 م
جـزءا مـن حـركـة التـكالـب الاسـتـعـمـاري الأوروبـي عـلـى العـالـم فـي القـرن التـاسـع عـشـر , و مـن
أهـم أسـبـاب الاحـتـلال , رغبـة فـرنـسـا فـي استـغـلال خـيـرات الجــزائــر , و اختــفــاء الأســطــول
الجـزائـري ثـم قـضـية الـديـون و حـادثـة المـروحـة .
و كـان مـن نـتـائـج احـتـلال الـفـرنسيـيـن للجـزائـر, أن ألـحـقـت الجزائر بفرنسا و خضع السكان إلى حكم المعمرين , و حرمت البـلاد مـن لغـتـها الـوطنـيـة و انخفـض مـسـتـوى المـعيشـة بيـن الجـزائـريين و حـول اقتـصـاد البـلاد لمـصلـحة الاقتـصـاد الفـرنسـي , سـواء فـي الصـنـاعـة أو الـزراعة أو التـجـارة.
* بتبيـان التـعـليـل أو المـصـادر التـي سـمحـت بـإقـامـة وجهـة نـظـر حـول قـضـية مـعيـنـة .
مثـال : ... و قـد نتـسـاءل حـول طـريـقة كـتـابـة مـسـرحـيـة . و الحـقيـقـة أنـه لا تـوجـد قـواعـد ثـابتـة
يمكـن اعـتـمـادهـا فـي هـذا الشـأن .
و لـكـن يـمكـن أن نقـدم أمـثـلـة , و عـلـى سيـبـل المـثـال مـا ورد فـي كـتـاب " المـسـرحيـة " لـعمـر
الـدسـوقـي حـيـث شـرح مـطولا كـيفيـة بنـاء مـسـرحيـة .
* بـذكـر فـائـدة الخـبـر أو قـيـمـتـه .
مـثـال : مـن حـق الجـزائـر أن تفتـخـر بـأبنـائهـا الـذيـن ضـحـوا بـأنفسـهـم فـي سبيـل تخليـصهـا مــن
نـيـر الاحـتـلال . إنهـم شـهـداء حـرب التحـريـر المـبـاركـة . فـقـد ذا دوا عـن الحـمـى و دافعـوا
عـن رايـة العـزة و قـادوا الجـيـوش فـي المـعـارك الضـاريـة مـن نـصـر إلـى نـصـر , و كـانـوا
بـعمـلهـم هـذا أوفيـاء لعـهـدهـم فـي التـضـحـيـة مـن أجـل بـلادهـم و شـعبـهـم .
* بالحـصـول الفعـلـي عـلى الخبـر و مـا يسـمـح بفـهمـه و اسـتـيعابـه .
مثـال : و الحـكـم إثـبـات أمـر لأمـر و نفـي أمـر عـن أمـر .. فـإن وافـق حـكـم العـقـل أو العـادة , فـذلك
اتفـاقي .. إذ الحاكم إذا لم يـكن عـالمًـا بما حكـم كـان حكـمـه بـاطـلا و فـالحـاكـم الحـق هـو العـالـم
بالمـحـكـوم بـه و المـحـكوم عليـه .
* بـتـقـديـم أمـثـلـة لفـهـم الخـبـر :
مثـال : الصـرف عـلـم يـبـحـث عـن تـحويـل الكـلمة إلى صور مختلفـة حسـب المـعـنى المقصـود , نـحـو
قـولك "نـصـــر " فـهـذا مثـال الماضـي و إذا أردت المضـارع قلت " ينصـر" أو اسـم المفعـول قلت "منصور" أو المصـدر قلت "نصر" . و المـراد بالصـور و يقـال لهـا صيـغ الكلمـة و أبنيتهـا , ما تتميـز بــه الكلمـات المشتقـة من أصـل واحـد فـإن صيغـة "كتب" غيـر صيغـة "يكتب" أو "أكتب" أو "كاتب". و هلـم جـرا.
- النــص الحـــواري : الحـوار حديـث يجـري بين شخصيـن أو أكثـر في العمـل القصصـي أو بين ممثليـن اثنيـن أو أكثـر على خشبـة المسـرح .
أمـا في العمـل القصصـي فقـد يـرد في شكـل مقاطـع تتخلـل القصـة, و أمـا في العمـل المسـرحي فيـأتي مميـزا للبنـاء المسرحـي, حيث إن المسرحيـة تنبنـي عليـه .
و الحـوار هو الـذي يظهـر طبيعـة الشخـص و يبـرز الفكـرة و يعبـر عن الحـوادث و تتابعهـا .
و قد ينبنـي النـص الحـواري على مقاطـع يتـداخل فيـه الوصـف مع السـرد, أو الحجـاج مع التفسيـر ....
و قـد يتأسـس الحـوار على مجـرد تبـادل الأفكـار بين شخصيـن أو أكثـر مشافهـة .
* مثـال لنـص حـواري ذي طـابـع قصصــي :
جـاءني حمـار الحكيـم مبـكرا هـذا الصبـاح على خـلاف عادتـه كـل يـوم, فتعجبـت من ذلك, لأنـي أعرفه دقيـق المحافظـة على النظـام و المواقيـت.
قـال : جئـت أستشيـرك في أمـر مهـم .
قلت : هـل هـو عمـل جديـد ؟
قـال : لا .. لم أعثـر حتـى الآن علـى عمـل يشـرفنـي .
قلت : إذن , مـاذا ؟
قـال : مـا رأيـك في الــزواج ؟
قلت : رأيي في الـزواج هو رأي " برناردشو" , فهو كالجمعيـة السريـة , الخـارج عنـها يجهـل عنهـا كـل شـيء, و المنخـرط فيهـا لا يستطيـع أن يقـول عنهـا شيئـا .
قـال : لم أعـن هذا , و إنمـا أقصـد زواجـي, مـا رأيـك في زواجـي أنــا؟ فقد خـطر ببالـي أن لا أبقـى عـازبـا, فـإن ذلك يجـر علي الشبهات , و يحط من قيمتي كحمار اجتمـاعي : ثـم لا بـد من خلـف صـالـح يخلفـني !
- مكثـت برهـة مشـدوها و لم أدر بمـاذا أجيـب, لأنـي لم أعـالج و لو مـرة زواجـا من زواج أبنـاء آدم حتى أعطـي رأيـي السديـد في زواج حمـار من أتــان .
قلـت : لا أستطيـع أن أفيـدك بـرأي في هذه المسألـة, لأنـي لم يستقـر لـي رأي حتى الآن عن أيهمـا أحسـن : الـزواج أم العـزوبة ؟ فـإذا ذهبـت إلى العـزاب وجدتهـم يتمنـون الحيـاة الزوجيـة و يتلهفـون عليهـا, و إذا باحثـت المتزوجيـن في هـذا الشـأن وجدتهـم ينحـون علـى الـزواج باللائمـة و يقـولون إنه شـر لا بـد منـه , و إنـي لا أدري أي الفريقيـن على حـق و أي الـرأييـن أصــوب .
قـال : هـذا عندكـم يا أستـاذ.. أنتـم البشـر , لأن أغلبـكم يجهـل الرسالـة التي خلـق من أجلهـا, فقـد تغلبـت عليكـم الأنانيـة و حـب الذات , الرجـل و المـرأة على سـواء . أما نحن فـلا يجهـل أي منـا أنـه حمـار ابن حمـار, خلـق للعمـل الشـاق, و العيـش البسيـط , فـإنك لا تجـد في فصيلتنـا من تحدثـه نفســه بـأنه أفضـل من الحصـان لو لـم ينكـره الزمـن , و إنـك لا تجـد في فصيلتـي من يتمنـى علفـا من القمـح , و لا تجـد من يلـوم الدهـر أو يتبـرم من الحيـاة أو يشتكـي من الدنيـا, فكلنـا راض عن حياتـه قانـع بها . و عليـه فشأننـا غيـر شأنكـم و يمكنـك أن تعالج مسألـة زواجي دون أن تخشى أن تعترضـك أيـة مشكلـة .
( أحمد رضا حوحو: حمار الحكيم و الزواج)
* مثـال لنـص حـواري ذي طـابـع مسـرحـي :
ليسيــو: و الآن كيف الحـال يا كلـوديـو؟ مـا سبـب هذا القمـع ؟
كلوديو: الحرية و قد أطلـق لها العنان بغير حسـاب , يا ليسيـو, الحريـة كالصيـام إن هو إلا وليـد التخمـة,
كـذا كل حرية إذا هي لم تقـف عند حد انقلبت قمعـا, إن طبيعتنـا الانسانية لتهرع كالجـرذان –
التي تسـرع لتلتهـم سمهـا الزعـاف – لتلاحـق شـرا متربـصا بها , و ما أن نتنـاول الكـأس حتى
نقـع صرعــى.
ليسيـو : آه , لو كان لي مثل حكمتـك و أنـا مقبوض علي لبعثـت دون تـردد – أستدعي بعض دائني
و رغم ذلك فإنـي – و الحـق يقال – لأفضل منطق الحماقة التي تنطوي عليها الحرية على منطـق
الحكمـة التى تكمن وراء السجون .
(وليام شكسبير, مقطع من مسرحية العين بالعين)
- النــص الأمـــري : يعرف النص الأمـري بـأنه كل نـص يمكـن من إعطـاء أمـر أو تعليمـة. و إذن, فالنـص الأمـري يبيـن للقـارىء أو السامـع المهمـة التي يجـب إنجـازها, أو الطريقـة التي ينبغـي اتباعـها
لاسـتعمـال جـهـاز أو آلـــة , أو إجــراء عـمـل , أو القـاعـدة التـي يـرجـع إلـيها لـمعرفـة ما هـو مـسـموح
و مـا هـو مـحـظـور , أو الـدعـوة إلـى النـصـح و الإرشـاد و التـمـسـك بـفـضـائـل الأخـلاق .
* مـثـال لـنـص أمـري مـتعـلـق بالـنـصـح و التـمسـك بـالأخـلاق :
" ألـن جـانـبـك لـقـومـك يـحـبوك , و تـواضـع لـهـم يـرفـعـوك وابـسـط لـهـم وجـهـك يـطـيـعـوك , و لا
تـسـتـأثـر عـلـيهـم بـشيء يـسـودوك , و أكـرم صـغـارهـم كـمـا تـكـرم كـبـارهـم , يـكـرمـك كبـارهـم ,
و يـكـبـر عـلـى مـودتـك صـغـارهـم , و اسـمـح بـمـالك , واحـم حـريمـك , و أعـزز جـارك , و أعـن مـن استـعـان بـك , و أكـرم ضـيـفـك , و أسـرع النـهـضـة فـي الصـريـخ , فـإن لك أجـلا لا يـعـدوك , وصـن وجـهـك عـن مـسـألـة أحـد شـيئًـا , فـبـذلك يـتـم سـؤددك " .
( مـن وصـيـة ذي الأصـبع العـدوانـي لابنـه )
* مـثـال لنـص أمـري مـتعـلق بتـعليـمـة دواء .
- اسـتعـمـل هـذا الـدواء فـي الجـراحـة و الأمـراض الجـلـديـة و كـذلك فـي حـالـة الجـروح أو الحـروق
السـطحـيـة و فـي العـلاج المـخـصص لبـعـض الأمـراض الجـلـديـة و كـذا لتـطـهيـر الجـلـد .
* مـثـال لـنـص أمـري مـتعـلق بـمهـمـة للإنـجـاز ( التخـلص مـن عـادة الإدمـان عـلـى الطـعـام ) .
- ذكر نـفسك في كـل مرة تـجـد نـفـسـك فـيها مـقـدمًا عـلـى التـهـام كـمـيـات إضـافيـة مـن الطـعـام أن كـل
قـطـعـة مـن هـذا الطـعـام سـتـسـهـم فـي تـخريـب صـحتـك و رشـاقـتـك و أنهـا سـتـخـتـزن عـلـى صـورة
شـحـوم تـشـوه مـنـظـرك و تـهـدد حـيـويـتـك .
- حـاول فـي بـدايـة عـلاجـك لـنـفسـك القـيـام بـتـدويـن قـائمـة بـكـل مـا تتـنـاولـه بيـن الـوجـبـات واعـقـد
الـعـزم عـلى أن تـصـل هذه القـائـمـة إلـى النـصـف فـي اليـوم الـموالـي .. و هـكـذا حـتـى تـسـتغـنـي عـن
التـدويـن .
- احـذر عـادة تـنـاول الطـعـام أمـام التـلفـزيـون لأن ذلك يـعنـي تـناول أضـعـاف الكـمـيات التـي يـحتـاج
إلـيـها جسـمـك . ( الغـذاء يـغنـي عـن الـدواء – محمد رفعـت -)
ب1) فـي المـقاربـة النصـيـة :
لـقـد تـم الحـديـث عـلـى أن النـص لـيـس مـجـرد مـجـمـوعـة مـن الـجمـل التـي لا رابـط بيـنـهـا . و إنـما
هـو بـنيـة متـسـقـة تـقـوم عـلـى نـظـام داخـلـي متـيـن , أسـاسـه عـلاقـات منـطـقـية و نـحـويـة و دلاليـة
تـربـط بـيـن أجـزاء النـص و مـقـاطـعـة .
و فـي المـقـاربـة النـصـيـة مـجـال لـدراسـة و وصـف هـذه البـنـيـة , و الـوقـوف عـلـى شـتـى مـظـاهـر
التـرابـط النـصـي فـيـهـا .
و لا بـأس مـن تـفصـيـل القـول هـنـا , فـي مـظـاهـر هـذا التـرابـط , يـتـوجـب الإقـرار – فـي الـبـدايـة-
بـأن الـربـط عـلاقـة مـن العـلاقـات السـيـاقـيـة , وظـيفـته تـكمـن فـي إنـعـاش النـص و جـعـل مـقـاطـعـه
مـتـلاحـمـة , منـسـجمـة المـعانـي , متسـقـة البـنـاء . و هـذا الـربـط إنـمـا يـكـون بـوسـائل مـتعـددة يـمكـن
حـصـرهـا فيـمـا يـأتـي :
-أن يـكـون الـربـط بـإعـادة اللفـظ : و هـو الأصـل فـي الـربـط , لأنـه أدعـى للتـذكـيـر و أقـوى ضـمـانـا
للـوصول إلـيه . و الربط عـن طـريق إعـادة اللفـظ ورد كـثـيـرًا فـي نـصـوص العـربيـة . و فـي مقـدمتـها
النـص القـرآنـي. و مـن ذلك قـولـه تـعـالـى : " وَ لاَ تـَقُـولُـوا لِـمـَا تَـصِـفُ أَلْـسِـنَتُـكُـمْ الكَـذِبَ هَـذَا حَلاََلٌ
وَ هَـذَا حَـرَامٌ لِـتَـفْـتَـرُوا عَـلَـى الله الكَـذِبَ, إِنَ الـذِيـنَ يَـفْـتَـرُونَ عَـلَـى الله الـكَـذِبَ لاَ يفْْلِـحُـونَ "-النحل
116- حـيـث ذكـر ( الكـذب ) ثـلاث مـرات بدلا من الضـمـير مع ( لتـفـتروه ) و( يـفـترونه ) . كما أعيـد
ذكـر جملـة ( لـتفـتـروا عـلـى الله الكـذب ) فـي قـولـه " يـفـتـرون عـلـى الله الكـذب ) .
- الـربـط عـن طـريـق إعـادة المـعـنى : حـيـث إن إعـادة المـعـنى قـد تغـنـي عن إعادة اللفـظ فـي الربط ,
و يـتـضـح ذلك فـي قـولـه تـعـالـى " دَعْـواهُـمْ فـيـهَـا سُبـحانَـكَ اللَّهـمَ و تَـحِـَّيتـُهـمْ فـيـهَـا سَـلامٌ و آخـر دعْـوَاهمْ أََنِ الحـَمـدُ لله ربِّ العـَالميـنَ " يـونـس –10 .
و قـد صـلـح الـربـط عـن طـريـق إعـادة المـعـنـى , لـيكـون الخـبـر هـو عـيـن المـبـتدإ فـي الـمـعـنى ,
و ليكـون الدعـاء هـو التـسـبيـح و الحـمـد , و التـسبيـح و الحـمـد هـو الدعاء , و لكون التحيـة هـي السـلام,و السـلام هـو التـحيـة , فـدخـل ذلك فـي إطـار إعـادة الـذكـر , و لـكـن عـن طـريـق المـعـنى .
- الـربـط عـن طـريق الضميـر : الـربـط بـالـضـميـر يـعـد هـو الأصـل فـي الـربـط , أمـا مـا دونـه مـن
وسـائـل ربـط أخـرى , فـهـي وسـائـل مـسـاعـدة أو إضـافـيـة اسـتـعانـت بـهـا اللغـة , إلى جـانـب الـربـط
بالـضمـيـر . و إذا كـانـت الأدوات الـرابـطـة فـي الغـالب رتبـتها الصـدارة , و لا تـحتاج إلى مرجع لهـا ,
فـإن الأصـل في الضـميـر أن يـتـأخـر و يتـقـدم مـرجـعـه لفــا و رتـبـة , و اللغـة العـربيـة تـعلـق عـلى
رتبـة الضمـيـر و مـرجـعـه اهتمـامـا كـبيـرا لارتبـاط هـذا الأمـر بـأمـن اللبـس .
و من تـقدم مـرجـع الضـميـر لفـظـا و رتـبـة , قـولـه تـعـالـى : " إنَّ قَـارونَ كـانَ مـنْ قـوْمِ مـوسَـى فَـبغَى
عَـلـيـهـم و آتَيـنَـاهُ منَ الكُـنـوزِ مَا إنَّ مَـفـاتَحهُ لتـنُـوءُ بـالعُـصـبَـةِ أُوْلِي القُـوَّةِ إذْ قـالَ لـهُ قـوْمـهُ لاَ تَـفْـرحْ ,
إنَّ الله لاَ يَـحـبُّ الفَـرحـيـنَ " . القصص / 76 .
فـفي هذه الآية مـجـمـوعـة مـن الضمـائـر تـعـود عـلـى مـراجـع متـقـدمـة لـفظـا و رتـبـة , فـفـي ( كـان )
ضـمير يـعـود عـلـى ( قـارون ) , و فـي (عـليـهـم ) ضـميـر يـعـود عـلـى ( قوم مـوسى) و فـي ( آتيـنـاه)
ضـميـر مـتـأخـر يـعـود عـلـى ( قـارون ) كـذلك , و فـي ( مـفاتحـه) ضـميـر يـعـود عـلـى ( مـا ) و فـي
( تنوء ) ضمير يـعـود عـلـى ( المـفاتح ) , و فـي ( قـومـه ) ضـمـير يـعـود عـلـى ( قـارون ) و هـكـذا...
فـكـل المـراجـع تـقـدمـت لفـظـا و رتبـة و تـأخـر الضـميـر , و هـذا هـو الأصـل .
- الـربـط عـن طـريـق ضـميـر الإشـارة : و مثـال ذلك قـولـه تـعـالـى : " وَ الـذِيـنَ كـفَـرُوا و كـذَّبُـوا
بـآَيَـاتِـنَـا أوْلئِـكَ أصْحـابُ الجَـحـيمِ " المـائـدة /86 .
فـ ( أولـئـك ) ربـطـت بيـن مـا قبلـهـا و مـا بـعـدها , و يـصـلـح الضـمـيـر ( هـم ) أن يـحـل محـلـهـا دون
أن يـتغيـر المعنـى .
- الربط عن طـريق ضـميـر المـوصـول : حـيـث اختيـار ضميـر مـوصـول ليـحل فـي مـوقـع ضـميـر
بـسـبب مـطـابقـة القـصـد .
و مـن مظـاهـر الـربـط عـن طـريـق المـوصـول :
* بعـد أن سمع التلاميذ خبر نـجاحـهـم , قـال الـذيـن فـازوا فـي الامتحـان :"سـنـرتـاح بـعـد عـناء طويل"
أي قـالـوا , فـالـمـوصـول حـل ( واو ) الجمـاعـة .
- الـربـط عـن طـريـق أداة التعـريـف ( ا ل ) : هـناك حـالات تـرد فـيـها ( ا ل ) الـتي للتـعريـف رابـطـة,
مثـال ذلك قـولـه تعـالـى : " و اتَّقُـوا الله الـذِي تَـسـآءَلُـونَ بِـهِ وَ الأَرْحـامَ " النسـاء /1 . أي أرحـامـكم .
- الـربـط عـن طـريـق الأدوات : كـل أداة داخلـة علـى الجـملـة لإفـادة مـعـنـى مـن المـعـانـي هـي رابطـة
تـقـوي الصلة بين كـل المـفردات الـداخلـة فـي حـيـزهـا , و يـنـدرج ضـمـن ذلك : النفـي , و الأمـر باللام

و النهـي , الاسـتفـهـام , و الشـرط و القـسـم , و التـعـجب .. إلخ .
و يضـاف إلـى مـا سـبـق الأدوات التـي تـدخـل عـلـى الأجـوبـة , و مـا تـقـوم بـه مـن وظيفـة فـي ربـط
الكـلام و إيـضـاحـه , و أمـن اللبـس بـجعـلهـا قـريـنـة عـلى أن مـا بـعـدهـا جـواب لمـا قـبلــهـا , و ليـس
شـيـئـا آخـر . و مـن أمـثـلـة ذلك الفـاء الـداخلـة عـلـى جـواب الشـرط , كـمـا فـي قـولـه تـعـالـى :" إنْ
يَـنْـصـرْكُـمُ الله فـلا غَـالـبَ لَـكـمْ " ( آل عـمران/160) . فلـولا دخـول الفــاء عـلـى جـملـة الجـواب لصـلحـت أن تـكـون حـالا مـن ضـميـر المـخاطبيـن فـي ( ينـصـركـم ) , و لـظـل السـامـع ينـتظـر الجـواب .
- الـربط عـن طـريـق المـطابقـة : تـعـد المـطـابقـة وسيـلـة مـن وسـائـل الـربـط فـي الكـلام , و قـد تـكـون
المـطابـقة في الجـنـس و الـعـدد و التـعريـف و التـنكـيـر , و لإعـراب , و لـتـوضيـح ذلك يـمكـن التمثيـل

بالجـملة الآتـية : هذان الولـدان المـجـدان ينـجـحان , فالمـطـابقـة فـي هـذه الجـملـة بيـن الإشـارة ( هـذان)
و البـدل ( الـولـدان ) و الـبـدل و النـعـت ( المـجـدان ) فـي التـذكيـر و التثـنيـة و التـعريـف و عـلامـة الإعراب . و بيـن النـعـت و المنـعـوت و الفعـل المـضـارع ( ينـجحـان ) فـي الغيـبـة . و بـيـن فـاعـل المضارع و كـل مـا تقـدمه مـطـابقـة فـي التـثنيـة كـذلك . و تـلك المـطـابـقة بيـن جـميـع مـا هـو فـي حيـز
الجمـلـة , جعلـت كـل كلـمـة مـن كلمـاتهـا أكـثـر وضـوحـا و انتـمـاءً و ارتبـاطا بـأخـواتهـا , و جـعلـت
الجملـة أكثـر إفـادة بـإحكـام الـربـط .
و على وجه الإجـمـال , يمـكـن القـول بـأن لصيـغ الـربـط دورًا فـي تـرابـط أجـزاء الكـلام و فـي إيضاح
الـدلالـة , و رفـع أي لبـس أو غـمـوض قـد يـكتنـف التـركيـب اللغـوي .
و التعـليـق إحـدى أهـم وسائـل الـربـط فـي اللغـة , فـهـو يـؤدي إلـى تـرابـط عـنـاصـر الجـملـة تـرابطـا
معـنـويـا و لفـظـيـا , تـحـشـد لـه اللغـة كـل القـرائـن المـتـاحة , و مـن أجـل إيضـاح المـعنـى , و إبـراز
الـدلالـة اللغـويـة . و هـذا مـا يـجـب علـى الأسـتـاذ أن يـعنـى بـه أثـنـاء دراسـتـه للنـصـوص الأدبيـة
شـعـرهـا و نـثـرهـا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جـ ) تقديـم النشاطـات التعلميـة المقـررة بالنسبـة إلى السنـة الثالثـة الثانـوية :
( شعبتـا : آداب / فلسفـة و لغـات أجنبيــة .
و شعب : الرياضيات – العلوم التجريبيـة – تسييـر واقتصـاد – تقنـي رياضــي .)
تنجـز نشاطـات اللغـة العربيـة في السنـة الثالثـة من التعليـم الثانـوي العـام و التكنولوجـي بنظـام الوحـدات التعلميــة .
تتكـون الوحـدة التعلـميــة من أسبوعيــن .
І ) بالنسبة إلى السنـة الثالثـة ( شعبتا آداب / فلسفـة, لغـات أجنبيــة .)
تنشــط حصــص اللغـة العربيــة وفــق مــا يـأتــي :
1 ) الأسبــوع الأول :
- الحصـة الأولـى ( شعبـة آداب / فلسفـة – شعبـة لغـات أجنبيـة ) :
أدب و نصـوص ( نص أدبي , قواعـد اللغـة , بـلاغــة , عــروض .)
- الحصـة الثانيــة : ( شعبـة آداب / فلسفــة ) المشــروع.
- الحصـة الثانيـة : ( شعبـة لغـات أجنبيـة ) مطالعـة موجهـة .
- الحصـة الثالثـة : ( شعبـة آداب / فلسفـة ) مطالعـة موجهـة .
- الحصـة الثالثـة : ( شعبـة لغـات أجنبيـة ) تعبيـر كتـابـي .
- الحصـة الرابعـة : ( شعبـة آداب / فلسفــة ) تعبيـر كتابـي .
2 ) الأسبــوع الثـانـي :
- الحصـة الأولـى ( شعبـة آداب / فلسفـة – شعبـة لغـات أجنبيـة .)
أدب و نصـوص ( نـص تواصلـي, قـواعـد اللغـة , بـلاغــة .)
- الحصـة الثانيـة ( شعبـة آداب / فلسفـة .) المشــروع .
- الحصـة الثانيـة ( شعبـة لغـات أجنبيـة .) إحكـام مـوارد المتعلـم و ضبطهــا .
- الحصـة الثالثـة ( شعبـة آداب / فلسفـة ) إحكـام مـوارد المتعلـم و ضبطهــا .
- الحصـة الثالثـة ( شعبـة لـغات أجنبيـة ) تعبيـر كتـابـي .
- الحصـة الرابعـة ( شعبـة آداب / فلسفـة ) تعبيـر كتـابـي .
П ) بالنسبـة إلى السنـة الثالثـة ( شعـب الرياضيـات – العلوم التجريبيـة – تسييـر واقتصـاد – تقني رياضي.)
يكـون تنـاول نشاطـات اللغـة العربيـة على النحـو الآتـي :
1 ) الأسبـوع الأول :
- الحصـة الأولـى : أدب و نصـوص ( نص أدبـي , قواعـد اللغـة )
- الحصـة الثانيـة : مطالعـة موجهـة .
2 ) الأسبـوع الثانـي :
- الحصـة الأولـى : أدب و نصـوص ( نص تواصلـي , قواعـد اللغـة )
- الحصـة الثانيـة : تعبيــر كتـابـي .
* مـــلا حظـــة : تنشــط التعلمــات الــواردة في الحصــة الأولــى من كـل أسبــوع بمنطـق الإدمــاج
لا مجزأة بتحديد مدة زمـانيـة لكـل نشـاط . حيـث إن هذه النشاطات تتناول انطلاقا
من النـص على أسـاس أنهـا جـزء منـه لا مفصـولـة عنــه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

د) تـقديـم نـشـاطـات تـطبيـقـية وفق بيـداغـوجـيا الإدمـاج أو المـقاربـة بالـكفاءات :
د.1) الـحـصـة الأولـى ( شـعبـة آداب / فلسـفـة و شـعبـة اللغـات الأجـنبيـة ) .
النشاط : النـص الأدبـي
المـوضـوع : تـوظيـف الـرمـز و الأسـطورة فـي القـصـيدة العـربيـة
- أتعـلـم مـن خـلال هـذا النـص , بالإضـافـة إلـى دراسـة المـعـانـي و الأفـكـار و أسـاليـب التـعبيـر المـختلـفـة
و جـماليـات اللغـة :
- تجلـيـات التـجـديـد فـي القـصـيـدة العـربيـة المـعاصـرة .
- تـوظـيـف الـرمـز و الأسـطـورة .
- تـحديـد نـمـط النـص و التـعرف عـلـى أهـم خـصـائـصـه .
- أحـرف الجـر و معـانـيـهـا .
- نـشـأة الشـعـر الحـر .
1- أتـعـرف علـى صـاحـب النـص
تـوجـيهـات بيــداغـوجـيـة
- مـن يـذكـر بـعـض الشـعراء المـعاصـرين ؟
- مـن من هـؤلاء الشـعراء الـذيـن ذكـرتـم , قـد حـمل لـواء التـجديـد فـي القـصـيدة العـربيـة؟
- ذكـر أحـدكـم الشـاعـرة: نـازك المـلائـمة , مـن يـعـرفـنـا بـهـذه الشـاعـرة بـإيـجـاز.
- مـا هـي المـلامـح العامة للـتجـديد فـي شـعرهـا ؟

تـوجيـه أسـئـلـة للمـتعلـميـن تـقـودهـم إلـى الـتعـرف عـلى الشـاعـرة , مـع التـركـيـز علـى الجـوانـب التـي تـبـرز ريـادتهـا للتـجـديـد فـي القـصـيدة العـربيـة المـعـاصـرة و خـاصـة تـوظيـف الـرمـز و الأسـطـورة .
- تـقـديـم النـص :
فـي هـذه القـصـيـدة تـعـبـر الشـاعـرة عـن هـواجـسـهـا و آمـالهـا مـسـتـخـدمـة اللغـة الـرمـزيـة فـي التـعبيـر مسـتلهـمـة الأسـطـورة للإيـحـاء بـالمـعـاني التـي تنـشـدهـا .
يـعـتـمـد الأسـتـاذ فـي تـقـديـمـه للنـص عـلـى الـدقـة و الاخـتصـار ليـستـميـل المـتعــلـميـن
و يـتمكـن مـن إدخـالـهـم فـي جـو النـص .
- النـص
]- خـائـفــــة -

ارجِـعْ فاللّــيلُ تُثـيـرُ مَـخـاوِفَــهُ قَـلـقِــي
و أنَا وحْـدِي و النَّـجْـمُ بعـيـدٌ فـي الأُفـقِِ
يَخْـدعُـنـي أمَـلٌ فـي فجْـرٍ لــمْ يـنْبـثــقْ
و صَـبـابَـةُ دمْـعـةٍ بَـاردةٍ لـمْ تَـحْـتـرقْ


]
و مَـددْتُ يَدِي فَرجَعْتُ بِحـفْْنَـةِ ظَلْماءِ
و سَـألْتُ اللَّيْلَ فـبُؤْتُ بِِـبِضْعَةِ أصْدَاءِ
أصْداءٍ مُـغـِرقَـةٍ فـي صُـورةِ إِغْـمـاءِ
جَاءتْ تَزْحَفُ مَنْ أغْوارِ الماضِي النَّائِي


]
درْبِي حَاولْتُ سُدًى أنْ أََرْفَعَ الشَارهْ
تَصْخَبُ فِي عَتْـمتِهِ أشْـبَـاحُ ثَـرْثَـارَهْ
أنْكرْتُ الدَّرْبَ كأَنْ لمْ أعْْرِفْ أَحْجَارهْ
يوْمًا بِالأمسِِ و لمْ أسْتَكْشِفْ أسْرَارَهْ

]
اِرْجِعْ أوَاهُ ألاَ تَسْمَعْ صوْتِي الموْهُونْ
لنْ أَلقَى وحْدِي في هذَا الدَّربِ المَجْنُونْ
هذَا الأُفُقِ المُسْتغْلَقِ حيْثُ النَجْمُ عُيُونْ
حيثُ الأَشْجارُ هَيَاكِلُ أفْكارِ وَ ظُنونْ

]تَتردَّدُ فِيهِ أَصْواتٌ تُنْذِرُ حُـبِّي
أصْواتٌ غادِرةٌ تنْبَحُ مِلْءَ الرَّحْبِ
صَدِّقْنِي وَ ارْجِعْ أَخْشَى أنْ تَجْرَحَ قلبِي
صدِّقْنِي إنَي اسْمعُهَا تمْلأُ دربِي


]
فِي المعْبرِ سَعْلاَةٌ ترْمُقُ طَيْفِي بِفُتُورْ
و وَرَاءَ المُفتَرَقِ المُتَشَعِّبِ بَعضُ قُبُورْ
خُذْ بِيدِي و لَْنتْرك هذا الأُفُقَ المهْجُورْ
لا تتْرُكْنِي روحًا صارِخةً في الدَّيْجُورْ
الشاعرة : نازك الملائكة
انظر ديوان نازك الملائكة ,ص37,دار الكتب
المصرية ,1971
<div align="right">
2-1) قـراءة الأسـتـاذ للنــص
و ذلك بقراءته قراءة سليمة , بمراعاة جودة النطق و حسن الأداء و تمثيل المعنى
3 – قـراءات التـلاميـذ الفـرديــة .
تـقتـصر قـراءة كـل واحـد منهـم علـى
جـزء من القـصـيدة , عـلى أن تـعتنـي
الأسـتاذ بتـصـويـب الأخـطـاء حـيـن
وقـوعـهـا حـتى لا يـثـبت الخـطأ فـي
أذهـان التـلاميـذ و ينبغـي أن تـتـكرر
قـراءات الـتلاميـذ إلـى أن يـتـعرفـوا
علـى القـصـيدة و يـحسـنـوا قـراءتهـا.
4- أثــري رصيــدي اللغـــوي .
خـدمـة لإثـراء الرصـيد اللغـوي للتـلاميـذ , تـشـرح الكـلمـات المـفـتاحـيـة شـرحـا نـوعـيا , أمـا بقيـة
الكلـمـات فتشـرح شـرحا شـفـويـا .
صـبـابــة : شـوق , رقــة الهـــوى
تصـخـب : تتـصـايـح و تتـضـارب
سـعـلاة : أنـثـى الغـــول
الـديـجـور : الـظـلام الشـديـد
5- أكـتـشـف مـعـطيـات النـص :
صوغ أسئلة تمكن المتعلمين من إدراك المعاني التي عبرت عنها الشاعرة مع الإشارة إلى المجازات و الرموز والأساطير بما يساعد للوصول إلى المعنى .
- ما هو الـهـاجس المـركـزي الـذي تـعبـر عـنه الشـاعـرة فـي قصيـدتها ؟
- اسـتخرج بعض الأسماء و الأفعال التي تشخص خوف الشاعرة و قلقها .
- ما هي الدلالات الرمزية لهذه الأسماء و الأفعال ؟
- استخرج من النص أسطورة ؟ ثم اشرح مغزاها في التراث .
- ما هي دلالات هذه الأسطورة في القصيدة ؟
- ما الذي ترجوه الشاعرة من المخاطب ؟
- كيف عبرت رمزيا عن رجائها ؟
- استخرج بعض الأسماء و الأفعال التي تعبر عن طموح الشاعرة
و أملها .
- ما هي الإيحاءات الرمزية لهذه الأسماء و الأفعال ؟
- اشرح فوائد توظيف الرمز و الأسطورة في هذه القصيدة .
6- أناقش معطيات النص .
الحرص على صوغ أسئلة تمكن المتعلمين من الوقوف على دراسة النص بما يهتدي بهم إلى الغوص في معانيه و يشجعهم على بناء أسئلة قد تقودهم إلى دلالات و معان خفية .
- ما هي الصيغة الصرفية لعنوان القصيدة ؟ و ما هو انعكاس هذه الصيغة على المحتوى العام للنص ؟
- ما هو أثر " ارجع " في السطر الأول على عبارة " لا تتركني"
في السطر الأخير ؟ و بماذا يرتبط اسم " الليل" في السطر الأول باسم " الديجور " في السطر الأخير ؟
- ارسم جدولا تحدد فيه الرموز الدالة على محور الخوف و الرموز الدالة على محور الأمل , ثم ادرس دلالات المعجم الشعري الذي وظفته الشاعرة .
- ما هي ملاحظاتك حول تطور الصراع الدرامي داخل القصيدة ؟
استخرج التوكيدات اللفظية الموجودة في القصيدة , و بين أثرها في المعنى ؟
- قارن بين ذات الشاعرة و ذات الحبيب ؟ و ما هي الحواجز التي تحول بينهما ؟
7- أحــدد بـنـاء النــص .
تقديم أسئلة جزئية تساعد المتعلمين على كشف نمط النص و إبراز خصائصه مع الحرص على إنتاج نصوص وفق النمط المدروس و في مواقف ذات دلالـة.
- ما هو الموقف الذي تريـد الشاعرة شرحه لحبيبهـا ؟
- ما هي آثار هذا الموقف في نفسيتهـا ؟
- علام اعتمدت في شرح موقفها و في ترغيب حبيبها بالعودة إليها ؟
- في ضوء الحجج التي اعتمدتها لدعم رغبتها, حدد نمط النص واستخرج خصائصه.
8 – أتـفـحـص الاتـسـاق و الانـسـجـام فـي بـنـاء فقـرات النص .
تبنى أسئلة تهدف إلى تمكين المتعلمين من اكتشاف مظاهر الربط الدلالي والشكيلي بين معاني الأسطر و المقاطع.
- على من يعود الضمير المستتر في الفعل " ارجع "؟ عين الأفعال التي تجد فيها هذا الضمير و بين دوره في بناء النص ؟
- على من يعود الضمير في الفعل " مددت " ؟ عين الأفعال التي تجد فيها هذا الضمير و بين دوره في بناء النص ؟
- انطلاقا من فكرة : أن النص خطاب. حدد المرسل و المرسل إليه مبرزا دورهما في تشكيل الوحدة العضوية للقصيدة ؟
- ما هو أثر ثنائية : الخوف و الأمان في انسجام معاني القصيدة ؟
- ما هو دور توظيف أسطورة الغول في تعميق الموقف الدرامي العام للقصيدة و في التحام نسيجها ؟
- القصيدة غنية بعناصر الصراع, في ضوء هذه الفكرة ارسم جدولا للرموز المتضادة في القصيدة, ثم اشرح دور هذا التضاد في اتساق فقرات النص وانسجامها .
9 – أجمل القول في تقدير النص .
صوغ أسئلة يتمكن المتعلمون من خلالها رصد تقدير عام للنص .
- ما النموذج الذي تمثله هذه القصيدة بالنسبة للقصيدة العربية المعاصرة ؟
- ما هي الملاحظات اللغوية و العروضية التي نلاحظها على هذه القصيدة ؟
- كيف يسمى هذا النوع من الشعر ؟ و ما هي أسباب ظهوره ؟
- ما أهم خصائص هذا الشعر ؟
- ما الإضافات الفكرية و الجمالية التي استفادت منها الشاعرة من خلال توظيفها للرمز و الأسطورة ؟
- القصيدة مفتوحة على عدة قراءات , ما هي المقاربات التي يمكن إسقاطها عليها ؟
- من خلال القصيدة, حدد علاقة الشعر بالفلسفة؟
10 – تفعيــل المـــــــــــــوارد
تفعيـل المـوارد جـزئيـا خـدمـة للكـفاءة المحددة فـي المجال الكتـابـي .
انـطلاقـا مـن فكرة أن الشـعـر صـناعـة لغـويـة , اشـرح الكـيفـيـة التـي تـعامـلت بـها الشـاعـرة نـازك المـلائـكة مـع اللغة فـي قـصيدتها ؟ و ما رأيـك فـي ذلك ؟
11- قـواعـد اللغـة :
أحـرف الجـر و مـعانيـهـا
اختيار الجـمـل التي تتوافر على أحكام الدرس , بالعودة إلى القصيدة .
11- 1 . أعود إلى النص و اقرأ :
و مََدَدْتُ يَدِي فَرَجَعْتُ بِحَفْنَةِ ظَلمَاء
و سَأَلْتُ اللَّيْلَ فَبُؤْتُ ببِضْعَةِ أََصدَاء
أصْدَاءِ مُغْرِقَةٍ في صُورََةِ إِغــمــَاء
جَاءَتْ تَزْحَفُ منْ أَغْوَارِ الماضِي النَََّائِي .
11-2 . عن طريق أسئلة مناسبة, يستدرج الأستاذ المتعلمين إلى استخراج أحكام الدرس باستخدام المنهج الوصفي المبني على الملاحظة .
إذا لم تف الأمثلة المستخرجة من النص بجميع أحكام الدرس يمكن للأستاذ الاستعانة بأمثلة خارجية كل حكم يستخرج , يشفع بتطبيقات شفوية .
11-3. صوغ أحكام القاعدة :
يتم استخراج أحكام القاعدة مدعومة بأمثلة من إنشاء المتعلمين .
في هذه المرحلة يتدرج الأستاذ بالمتعلمين إلى استخراج أحكام القاعدة عن طريق أسئلة استكشافية .
11-4. إحكام موارد المتعلمين و ضبطها .
صوغ أسئلة دقيقة تهدف إلى تقييم جزئي للموارد التي اكتسبها المتعلم من خلال الدرس تمهيدا لاستخدامها في مواقف أكثر تعقيدا .
12- العروض : نشأة الشعر الحر .
تنتقى المقاطع من النص مع مراعاة التنوع في المقاطع و القوافي , بحيث يلاحظ المتعلم الفرق بين القوافي المستخدمة في كل مقطع , كما يلاحظ اختفاء نظام البيت المقسم إلى شطرين و تعويضه بنظام الأسطر .
أعود إلى النص و انشد قول الشاعرة :
اِِرْْجِعْ أََََوَاهُ ألاَ تَسُْْْمَعْ صوْتِي المَوْهُونْ
لَنْ أََبْقَى وحْدِي فِي هذَا الدَّرْبِ المَجْنُونِِ
هَذَا الأُفُقِ المُسْتَغْلَقِ حَيْثُ النَّجْمُ عُيُونْ
حَيْثُ الأَشْجَارِ هَيَاكِلُ أَفْكَارِ وَ ظُنُونْ
تَتَرَدَّدُ فِيهِ أصْوَاتٌ تُنْذِرُ حُبِي
أصْوَاتٌ غَادِرَةٌ تَنْبَحُ مَلْءَ الرَّحْبِ
صَدِقْنِي و ارجِعْ أَخْشَى أنْ تَجْرَحَ قلْبِي
صدِّقْنِي إِنِي أسْمَعُهَا تمْلأُ درْبِي
<div align="right">12- 1 .يدرب الأستاذ التلاميذ على التقطيع العروضي للأسطر , ثم يدفعهم إلى اكتشاف قافية كل سطر بهدف تمكينهم من إدراك الاختلافات العروضية بين الشكل ا








 


آخر تعديل jennatallah 2013-04-02 في 11:18.
رد مع اقتباس
قديم 2017-03-17, 20:04   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
mustapha304
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااا










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لمنهــاج, المــرافقـــة, الثـالثـة, السنـــة, الوثيـقـة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:58

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc