زلزال العاصمة والتكافل المجتمعي...قصة واقعية

[سفيان الحسن1]

قصص مجتمعية....المصائب توحدنا

ان تكتب للحزن والدموع والموت هو الإحساس بما تكتب لأنك تدون ما عشته

عبر تفاصيل تمر بنبض القلب لتخرج الحروف جراح غائرة يقراها الأخر بروح حية

تبعث في النص حياة جديدة يشاركك فيها ذكرياتك المؤلمة فيخفف عنك قليل من ألمك

زلزال العاصمة

المكان شرق العاصمة قبل صلاة المغرب بقليل...

اليوم 23.5.2003

سكان العاصمة يعيشون حياتهم كسائر البشر فيهم المقصر الداني

وفيهم الصالح تمر الساعات مسرعة كنت يومها على موعد مع صديق

كان الصديق قد مضى على تخرجه اقل من شهر ومن حسن حظه وجد

فرصة عمل في وزارة سيادية كان سعيدا المرتب مغري وفي نفس الوقت حصل

على فرصة الخروج إلى اسبانيا وإكمال دراسته في المخطوطات دعاني لاستشارتي

وطلب عنوانين بعض الأحباب في أوربا كان الموعد صلاة المغرب في مسجد رغاية

حضرت من سكننا في الابيار وصلت الرغاية دقائق قبل المغرب...

كان صديقي قد اخد مني بعض الكتب المفيدة والمواد المرئية الوعظية

كان الموعد يقترب من لحظته حين داهمتنا الفاجعة زلزال مدوي هائل

انهارت في لحظات كل الأحلام أحلام الناس وتطلعاتهم

لم أكن أفكر في شيء حين وصل الصياح انهارت عمارة 10

ابتلعت ريقي كان صديقي يسكن هناك توجهت مسرعا إلى مكان العمارة

كانت فاجعة العمارة منهارة صدى الأصوات الخافتة من تحت الأنقاض

أسرعنا بأيدينا لرفع الحجارة أسرعت للشرطة وكان أفرادها في الطريق ساعدونا

الناس تحت الردم قال لي أمين الشرطة ليس عندنا صلاحية الاتقاد

توجهت للجموع وصرخت هبوا لنجدة إخوانكم كان الخوف قد أكل قلوبهم

اتصلنا بالحماية المدنية كان مقرها قريب لا شيء لم تأتي بقينا لساعات تقارب الخمس

ونحن نرفع الصخور والحجارة بأيدينا حتى جرحت الحمد لله استخرجنا ناجين

كان العدد الأولي يفوق المائة اغلبهم أطفال غياب تام للسلطات

لا شيء غير سرقات ونهب وخوف ...لا شيء غير ذكريات تبين انهيار

تام في أيام المحن النقطة الجميلة تعاون بعض الناس ووقوفهم مع بعضهم

وقيام النساء بتحضير الأكل لنا قيام بعض التجار بعمل جبار عبر التبرع بكل شيء

المحنة قسمت المجتمع بين رجال ونساء بحق ومجرد صورة وهي الأكثرية لا هم لهم

غير البحث عن حياة وأي حياة وهم اغلب الناس بعد ساعات حضرت الحماية

لم تعمل الحماية حتى الغد يعني في ضوء النهار انعدام وسائل الاتقاد....

الجيش حضر بعد يوم ونصف....

كنا نستطيع انقاد اكبر عدد لو كنا نملك الإمكانات

وجدت كتبي والمرئيات وجواز سفر صديقي في بيتهم المهدم..

كان ميتا مع أمه وهو يحتضنها ...

إنا ما جرى هو انهيار في منظومة الكوارث ولا شيء غير بعض فئات الشعب

عملت وعملت لله وكان الجزاء ا نا أمين شرطة طلب مني إعطائه صندوق من الذهب

وجدته فرفضت وسلمته لاهل الضحايا وقلت كاد يقتلني الحمد انقدني محافظ الشرطة

فقد كان شريفا ...

التلفزيون تكلم عن بطولة الحماية والجيش رغم انهم لم يفعلوا الا القليل ولم يكن قدومهم الا بعد فوات الاوان وكل الانقاد كان من الشعب وحده


فقد كنا نستطيع انقاد اكبر عدد لكن الإهمال وعدم وجود روح مسؤلة افقدتنا فرص لانقاد عدد كبير

الحماية المدينة اليابانية استعملت وسائل خرافية خارقة وقامت برفع الأنقاض

في دقائق ومثلها حماية أوربا وتركيا

أجمل شيء هو عودة روح الحب والأيمان والتكافل المحتمي

وهذا نقطة قوة ولا حول ولا قوة إلا بالله ورحم الله موتانا وأخي الكريم صديقي

عادل بن شلبي