المقالة الانشطارية للدفاع عن اللغة العربية في الجزائر ( للأستاذ / حسين ليشوري )

[حسين ليشوري]

بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
أختي الكريمة "سليلة الغرباء" ابنة مدينة الشيخ الشهيد العربي التبسي، رحمه الله تعالى: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
ثم أما بعد، "من لا يشكر الناس لا يشكر الله" هكذا جاء في الخبر عن النبي، صلى الله عليه وسلم، وإذ فاتني شكرك في حينه فإنه لا يفوتني اليوم وما علمت أنك تكرمت بنشر مقالتي إلا في هذه الصبيحة فقط، فبارك الله فيك على مبادرتك الكريمة وهذا غير مستغرب من شريفة ابنة الشرفاء وهكذا يكون التعاون على البر ونشر الخير فلو أننا تآزرنا في بث الحق وإفشاء الصدق لما تغلب علينا خصومنا، والله المستعان.

إن معاناة اللغة العربية في الجزائر تزداد سوءا يوما بعد يوم والقادم أسوأ، واللغة العربية في الجزائر يتيمة لا ناصر لها إلا الضعفاء من أمثالنا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، بل الأخطر من هذا أن "أهلها" اتخذوها تجارة يسترزقزن بها ولم تعد لهم هما بل هي عندهم "هَمْ هَمْ" يأكلون بها ويتفكهون منها، نسأل الله السلامة والعافية.

العربية لغة عزيزة وهي اللغة المقدسة الوحيدة في لغات الناس كلهم من أولهم إلى آخرهم وقد قدسها الله تعالى بشيئين:
1- أنها اللغة الوحيدة التي تشرفت باسم الله تعالى، "الله"، فلا توجد ألبتة لغة لها هذا الشرف العظيم؛
2- أنها لغة القرآن الكريم فلا لغة أخرى لها هذا الشرف الثاني وهو، القرآنَ، غيرُ قابل للترجمة حرفيا إنما تترجم معانيه فقط إلى لغات الناس.
ومع هذين الشرفين العظيمين فإنها، وا أسفاه، مهجورة من قبل أهلها ولا عجب فقد اتخذوا القرآن نفسه مهجورا وإنا لله وإنا إليه راجعون، ومع هذا كله، فالمستقبل لهذه اللغة الشريفة المقدسة كما أنه للإسلام الحنيف أحب من أحب وكره من كره، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون.

أكرر لك، أختي الكريمة، شكري على مبادرتك الطيبة فتقبلي أخلص تحياتي وأصدق تمنياتي لك بالتوفيق.