بحث حول جماعة الديوان ومظاهر التجديد في شعرهم - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > الحوار الأكاديمي والطلابي > قسم أرشيف منتديات الجامعة

قسم أرشيف منتديات الجامعة القسم مغلق بحيث يحوي مواضيع الاستفسارات و الطلبات المجاب عنها .....

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

بحث حول جماعة الديوان ومظاهر التجديد في شعرهم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-01-29, 01:36   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
الصقرالشمالي
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية الصقرالشمالي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل العقاد شاعر الغزل؟


بعد انفراط عقد مدرسة الديوان في الأدب والتي كانت مؤلفة من العقاد وشكري والمازني نتيجة خلاف وقع بين هؤلاء الرفاق توقف على أثره عبد الرحمن شكري عن الكتابة بعد صدور ديوانه السابع (أزهار الخريف) وانصرف المازني عن الشعر إلى الكتابة النثرية ظل العقاد وحده يراوح في الساحة الشعرية واتهمه البعض آنذاك بأنه أهمل الشعر وجعله في المرتبة الثانية واهتم بالقضايا الفكرية ومن هنا تولد لدى معظم الدارسين والباحثين أن شعر العقاد شعر مصنوع أميل إلى النزعة الفلسفية منه إلى النزعة الجمالية ولقد وقر هذا الاعتقاد في أذهان الكثيرين ممن تعرضوا لشعر العقاد بالدراسة والتحليل وعلى ذلك أقام بعضهم الأحكام على شعر العقاد وبخاصة الشعر الغزلي الذي وسمه النقاد بأنه خلو من العاطفة والتأنق الجمالي للقصيدة الغزلية ربما رجع ذلك عندهم إلى أن العقاد قد شاع عنه انه عدو المرأة ولا يعرف اسر الحب ولا يلمس في داخله أحساسا بجمال المرأة ومن ثم فانه يفقد المعطى الجمالي الذاتي وأدوات توهج القصيدة الغزلية وأظن أن هذه أحكاما تعميمية تخلو من منهجية الرؤية النقدية التي تقوم على الاختبار والتحليل العلمي وصولا إلى الجوهر الحقيقي للظاهرة؟
والمتأمل في شعر العقاد يكتشف غير ذلك فالعقاد اخرج تسعة دواوين هي
يقظة الصباح/ وهج الظهيرة / أشباح الأصيل /أشجان الليل /هدية الكروان / وحى الأربعين /عابر سبيل /أعاصير مغرب /بعد الأعاصير
وهذه الدواوين ضمت 836 قصيدة جاء منها308 قصيدة في الغزل وشملت هذه الدواوين 11611بيتا من الشعر كان من نصيب شعر الغزل فيها 3350 بيتا وقد اختلفت طريقة توزيع قصائد الغزل في الأعمال الكاملة لشعر العقاد ففي المجلد الأول الذي يضم الدواوين(يقظة الصباح / وهج الظهيرة /أشباح الأصيل /أشجان الليل) كانت قصائد الغزل موزعة بين قصائد هذه الدواوين ولا تحتل قسما خاصا في حين أن قصائد الغزل في المجلد الثاتى والذي يضم خمسة دواوين هي(هدية الكروان /وحى الأربعين / عابر سبيل /أعاصير مغرب /بعد الأعاصير ) فقد جاءت مصنفة تصنيفا موضوعيا فقد جمعت قصائد الغزل في كل ديوان على حدة وقد اتخذت عناوين محددة منها (غزل ومناجاة /في النفس /نجوى/ ربيعيات ) وهذا يدل على أن العقاد اهتم بشعر الغزل في هذه الفترة اهتماما مقصودا وبخاصة إذا علمنا أن دواوين المجلد الثانى كتبت في الفترة مابين1933 إلى 1950 وهى الفترة اللاحقة لكتابة دواوين المجلد الأول وهناك ملاحظة أخرى هي أن قصائد الغزل في المجلد الثانى اتخذت شكل القصائد المطولة بينما القصائد الغزلية في المجلد الأول اتخذت شكل المقطوعات القصيرة وهذا يؤكد اهتمام العقائد بقصيدة الغزل في الفترة الأخيرة . و الا يدل هذا على أن العقاد شاعر غزلي غزير الإنتاج في هذا اللون على مدار حياته؟
هذا من ناحية الكم أما من ناحية الكف فعلينا أن نتوقف أمام شعر الغزل عند العقاد ونستجلى منه من خلال التحليل طبيعة الظاهرة ففي ديوان (أشجان الليل )في قصيدة عنوانها (نبئيني ) يقول العقاد :
يا رجائي وسلوتى وعزائي و اليفى إذا احتواني الأليف
نبئيني فلست اعلم ماذا منك قلبي بحسنه مشغوف
كل حسن أراك اكبر منه أن معناك تالد وظريف
لست أهواك للجمال وان كا ن جميلا ذاك المحيا العفيف
لست أهواك للذكاء وان كا ن ذكاء يذكى النهى ويشوف
لست أهواك للدلال وان كا ن ظريفا يصبو إليه الظريف
لست أهواك للخصال وان ر ف علينا منهن ظل وريف
لست أهواك للرشاقة والرقة والأنس وهو شتى صنوف
لست أهواك أنت أنت فلا شئ سوى أنت بالفؤاد يطيف
إن حبا يا قلب ليس بمنسيك جمال الجميل حب ضعيف
إن هذه المطوعة الشعرية التي كتبت على بحر الخفيف وكيف استطاع الشاعر أن يستو لد من هذا البحر نغما طروبا يأسرنا بجمال وصف الأنثى الذي يصدر عن محب رقيق الأحاسيس وقلب غنى بالمشاعر وكذلك القافية المضمومة جعلت الشاطئ الذي تنكسر عليه موجة البيت رمليا ناعما متدرجا لا تحس معه ما تحسه مع القافية الساكنة وإنما تبدو الفاء المضمومة وهى المحطة الأخيرة في البيت حين تنبعث من شفتين مضمومتين كأنها قبلة مرسلة مع كل قافية إلى تلك الأنثى الآسرة واختيار الشاعر لردف الياء والواو قبل النطق بحرف القافية كأنه استراحة النفس قبل أن يستقر على مرفأ القافية ويطلق زفرة حب جميلة إلى المحبوب مرتهن قلب الشاعر
وفى ديوان (أعاصير مغرب ) يقول الشاعر تحت عنوان الغيرة :
اذا رابك القلب الذي لا تنو شه مخالب من وسوا سه أو نواجذ
فلا تحسبي أنى خلى من الهوى ولا اننى سال هواك فنابذ
ولكنني راض بما تظهرينه وما أنا في السر المغيب نافذ
فلست إلى ما فات منك براجع ولا أنا معط فوق ما أنا آخذ
وهذه المقطوعة التي تنسال فيها الألفاظ انسيا لا وتبدو فيها رقة المحبوب وعذوبته وتواضعه مع المحب المعذب (بكسر الذال) تشبه إلى حد قريب أشعار فحول شعراء الغزل في العصر القديم أمثال العباس بن الأحنف وغيره
وفى ديوان (عابر سبيل ) يقدم العقاد قصيدة عنوانها (الصدار الذي نسجته ) يقد مقطوعة شعرية جميلة
هذا مكان صدارك هنا هان في جوارك
وفيه منك دليل على المودة حسبي
الم أنل منك فكرة في كل شكة إبرة ؟
وكل عقدة خيط وكل جرة بكرة
هناك كمان صدارك هنا هنا في جوارك
والقلب فيه أسير مطوق بحصارك
وهذه المقطوعة تكاد نخلو من حدث شعري مركب وإنما تحتوى على حدث بسيط وهو أن المحبوبة أهدت إلى الشاعر صدارا حول الشاعر هذه الهدية إلى قضية حب جميلة فيأتي التأويل الشعري نافذا إلى تفصيلات دقيقة مشبعة بالغرام والحب تنحرف بوظيفة الصدار الحقيقية إلى وظيفة عاطفية يصبح الصدار رقيبا على القلب حين بحاصرة وان كل شكة إبرة هي دافع إلى نمو أفكار العاطفة وإحساس جميل ممزوج بلذة الم الحب
وبعد هذا أليس العقاد شاعرا غزليا مرهفا لديه قدرة فائقة على صنع النص الغزلي الرائق الشفاف؟









 


 

الكلمات الدلالية (Tags)
التحديد, الديوان, جماعة, شعرهم, ومظاهر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:17

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc