تساقط الأنظمة العربية - من المحرك والمحرض.

[الكبتن عمر]

ثار البوعزيزي في سيدي بوزيد ضد صفعة من شرطية أهانته في مشهد يختزل كل الذل والقمع الذي تمارسه الأنظمة العربية على شعوبها فأحرق نفسه ومعه احترقت تونس الخضراء لينتفض الشعب ضد النظام الدكتاتوري ولم يسكت حتى اطاح به حجرا حجرا ولعل آخرها استقالة الغنوشي من رئاسة الحكومة

وبعد تونس جاء الدور على مصر أم الدنيا ، ولم ينفع حسنى مبارك تعنته الشديد الذي عُرف به أمام ثورة الشباب فرحل ، واليوم أصدر النائب العام المصري قرارا بالتحفظ على أمواله هو وجميع أفراد أسرته ومنعهم من مغادرة مصر تمهيدا لمحاكمتهم،

وتشهد كل من ليبيا واليمن والعراق والبحرين "ثورات" تطالب بتغيير أنظمتها وإنهاء ما تسميه قمعا واضطهادا دام لفترة أدناها 30 سنة وأعلاها 41 سنة
وفي الأفق احتجاجات في سلطنة عمان التي صرح مستشفى حكومي بها إن ستة اشخاص قتلوا في السلطنة يوم الاحد بعد ان اطلقت الشرطة طلقات مطاطية ضد محتجين كانوا يطالبون باصلاحات سياسية.
وقال شهود يوم الاثنين إن محتجين سدوا الطرق المؤدية إلى منطقة صحار الصناعية الرئيسية بالسلطنة حيث توجد مصفاة ومصنع للالمونيوم كما اضرمت النار في سوبر ماركت

وحتى قطر التي فازت بتنظيم كأس العالم وكان لأمير البلاد دور حاسم في ذلك ، ويعيش غالبية سكانها في رفاهية
لم تسلم من هذه الاحتجاجات
تساقط الأنظمة العربية المحرك والمحرض

فهناك مطالبات بمحاسبة الأمير وتقليم نفوذ زوجته الشيخة مزة في شؤون الدولة !
وقد أنشأ شباب على الفايس بوك صفحة على الموقع الاجتماعي يطالب من خلالها بالإطاحة بأمير قطر وتقليم مخالب زوجته الأميرة "موزة" التي اختارت النسج على منوال زميلتها ليلى الطرابلسي والتدخل في كل كبيرة وصغيرة تهم أجهزة الدولة، الصفحة استقطبت حتى الساعة أكثر من 10 آلاف مشترك
وإذا كان ما حدث في تونس جاء عفويا ولم يسبقه أي تخطيط فما تعرفه الدول العربية الأخرى غير ذلك تماما

ترى على من سيكون الدور بعد الفراغ من هذه الدول
ومن المستفيد حقا من كل هذا

عودة إلى بعض الأحداث التي تخللت هذه الاضطرابات في مختلف الدول
في مصر: الولايات المتحدة كانت على اتصال مباشر بالجيش حتى قبل سقوط مبارك والأكيد أن همها ليس سلامة شعب مصر بقدر ما هو ضمان التقيد باتفاقيات حماية إسرائيل.
في ليبيا: الولايات المتحدة الامريكية على اتصال مباشر بالمعارضة وتعلن صراحة استعدادها لفعل كل ما يمكن لمساعدتها.
في العراق: رغم سقوط عدد من القتلى فيب المظاهرات المطالبة بتحسين الأوضاع الاجتماعية وانسحاب القوات الإمريكية إلا أن الولايات المتحدة لم تحرك ساكنا

سؤالي هو:
هل تعتقدون أن ما يجري في الشارع العربي هو مجرد تحرك شعبي ضد الظلم والفقر
أم أن الشعوب بدأت تثور غيرة من بعضها
أم هناك من له مصالح يسعى لتحقيقها من خلال إثارة هذه الفوضى