نتف الاثار في ابطال مقولة ... - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

نتف الاثار في ابطال مقولة ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-10-21, 15:32   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
رادع العدوان
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية رادع العدوان
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي نتف الاثار في ابطال مقولة ...

بسم الله الرحمن الرحيم


نُتف الآثار في إبطال مقولة "السواد لبـــــاس أهل النار"


للشيخ
أبي همام بكر بن عبد العزيز الأثري
حفظه الله

1432هـ - 2011م



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي يرى ما لا نرى وترون، القائل: (يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) [الأعراف: 26]، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه خير القرون، أما بعد:
فقد أخبرني أحد الإخوان، عن بعض مرجئة الزمان: "أن السواد لباس أهل النار!". فاستنكرت عليه هذا الهرار، الذي تفوه به ذلك المرجئ حنقاً على الآساد، من أهل الجهاد، حيث اشتهر عنهم لبس السواد.
إن الذي سمكَ السماء بنى لنا *** (مجداً) دعائمُه أعزُّ وأطولُ
حللُ الملوكِ لباسُنا في أهلنا *** والسابغاتُ إلى الوغى نتسربلُ
وقلت له: أنىّ له هذا؟! فهذا الكلام من الغيبيات التي لا تثبت إلا بالسماع، لا بمحض الرأي والابتداع، ورحم الله الإمام الأوزاعي، حين أغلق الباب في وجوه أهل الغي والعي، فقال: "ما ذهاب العلم إلا ذهاب الإسناد".اهـ ورحم الله العالم المبارك، عبد الله بن المبارك حين قال: "إن هذا الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء".اهـ [رواه مسلم في مقدمة صحيحه].
ومع هذا فقد بذلت جهدي، لعلي إلى تلك المقولة أهتدي، فلم أعثر عليها في الأمهات التي بين يدي.
وغاية ما وجدت هو قول المفسرين عند قوله تعالى: (وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأصْفَادِ * سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ) [إبراهيم: 49-50].
فقد "كان ابن عباس يقول: القَطران هو: النحاس المذاب، وربما قرأها: (سَرَابيلهم من قَطِران) أي: من نحاس حار قد انتهى حره. وكذا روي عن مجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جُبَير، والحسن، وقتادة".اهـ [وانظر: تفسير الطبري، وابن كثير، والقرطبي، والبغوي، وغيرها من التفاسير].
ووجدت –كذلك- ما رواه أهل السنن وصححه ابن حبان عن عبد الله بن بريدة عن أبيه: أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه خاتم من حديد فقال: (ما لي أرى عليك حلية أهل النار؟) فطرحه..
فعُلم بالنص؛ أن حلية أهل النار الحديد، فأين النص على أن السواد لباس أهل النار من كل شقي عنيد؟!
ثم إنني ومع بحثي المتواضع وجهدي القليل، اكتشفت مصدر حاطب الليل! الذي يدل على أنه يجمع ما وافق هواه، مما لقيه وحواه.
فقد وجدت النص الذي استند إليه ذلك المرجئ في مقولته، ليلمز به أبطال الإسلام من أهل ملته! في أعظم كتب الرافضة الاثني عشرية، في الكافي [3/403]: عن محسن بن أحمد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له أصلي في القُلنسوة السوداء؟ فقال: "لا تصلِّ فيها فإنها لباس أهل النار".. [وانظر: الوسائل 3/281].
وجاء في الكافي أيضاً [6/449]: عن حذيفة بن منصور قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام بالحيرة فأتاه رسول أبي جعفر الخليفة يدعوه فدعا بممطر أحد وجهيه أسود والآخر أبيض فلبسه ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: "أما إني ألبسه وأنا أعلم أنه لباس أهل النار".اهـ
وجاء في كتاب "من لا يحضره الفقيه": "وسئل الصادق عليه السلام عن الصلاة في القلنسوة السوداء؟ فقال: لا تصل فيها فإنها من لباس أهل النار".اهـ
أهذه أدلتكم وبراهينكم؟! أهذه أسانيدكم ورواياتكم؟! أهذا هو مبلغ علمكم؟!
من كان هذا القدر مبلغ علمه *** فليستتر بالصمــت والكتمانِ!

خير العباد، ولبس السواد:
إن نبينا المختار -صلى الله عليه وسلم-، الذي بشرنا بالجنة وأنذرنا من النار، قد لبس السواد من رأسه الشريف، إلى أخمص قدميه الشريفتين، وفيما يلي، أذكر بعض ذلك مما عنّ لي:
1- ما لبسه صلى الله عليه وسلم على رأسه الشريف من السواد:
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه: (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ بِغَيْرِ إحْرَامٍ). [أخرجه الجماعة إلا البخاري].
وعن جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه، قال: "رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفها بين كتفيه". [أخرجه أبو داود].
قال العظيم آبادي رحمه الله: "الحديث يدل على استحباب لبس العمامة السوداء".اهـ [عون المعبود 11/79].
وروى ابن عساكر من طريق مصعب بن بشر عن أبيه قال: قام رجل إلى أبي مسلم وهو يخطب، فقال: ما هذا السواد الذي أرى عليك؟! فقال: حدثني أبو الزبير، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء، وهذه ثياب الهيبة، وثياب الدولة.. [وانظر: البداية والنهاية، سنة سبع وثلاثين ومائة].
وأخرج ابن عدي من حديث جابر رضي الله عنه، قال: "كان للنبي صلى الله عليه وسلم عمامة سوداء يلبسها في العيدين ويرخيها خلفه".
قال ابن عدي: "لا أعلم يرويه عن أبي الزبير غير العرزمي وعنه حاتم بن إسماعيل".اهـ [وانظر: نيل الأوطار 2/105].
2- ما لبسه صلى الله عليه وسلم على جسده الشريف من السواد:
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: (صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بردة سوداء فلبسها..) [أخرجه أبو داود في كتاب اللباس – باب في السواد، وصححه الألباني].
قال العظيم آبادي رحمه الله: "والحديث يدل على مشروعية لبس السواد وأنه لا كراهة فيه".اهـ [عون المعبود 11/78].
3- ما لبسه صلى الله عليه وسلم على يده الشريفة من السواد:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من ورق وكان فصه حبشياً) [أخرجه مسلم].
قال الإمام النووي رحمه الله: "وقيل: لونه حبشي أي أسود".اهـ [شرح صحيح مسلم 14/99].
4- ما لبسه صلى الله عليه وسلم على قدميه الشريفتين من السواد:
عن ابن بريدة عن أبيه: (أن النجاشي أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم خفين ساذجين أسودين فلبسهما) [أخرجه ابن ماجة في كتاب اللباس – باب الخفاف السود، وحسنه الألباني].

أهل الحق والإيمان، ولبس السواد من الألوان :
إن أهل الحق على مدار الأعصار، وفي شتى الأمصار، لم يقابلوا لبس السواد بالنهي أو الإنكار، بل لبسوه بلا نكير، وروي عنهم في ذلك الكثير، وفيما يلي بعض ذلك، عسى الله أن يهدينا إلى خير المسالك:
عن سعيد بن جبير رحمه الله، قال: "كانت عمامة جبريل يوم غرق فرعون سوداء".اهـ [أخرجه ابن أبي شيبة برقم: (24961)].
وأخرج الطبراني عن أبي موسى: "أن جبريل نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وعليه عمامة سوداء قد أرخى ذؤابته من ورائه". [وانظر: نيل الأوطار 2/105].
وعن ابن ياسر قال: "بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام إلى خيبر فعممه بعمامة سوداء ثم أرسلها من ورائه أو قال على كتفه اليسرى" [رواه الطبراني، وحسنه السيوطي].
وأخرج ابن سعد عن مولى يقال له هرمز قال: "رأيت علياً عليه عمامة سوداء قد أرخاها من بين يديه ومن خلفه".اهـ
قال ابن رسلان في شرح السنن: "وهي التي صارت شعار الصالحين المتمسكين بالسنة يعني إرسال العمامة على الصدر".اهـ [وانظر: نيل الأوطار 2/105].
وعن أبي رزين قال: "خطبنا الحسن بن علي حين أصيب أبوه وعليه عمامة سوداء" [رواه النسائي في السنن الكبرى، والبزار في المسند].
وقد أخرج ابن أبي شيبة أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه: "كان يعتم بعمامة سوداء قد أرخاها من خلفه نحوا من ذراع".اهـ
وروى سعد بن سعيد عن رشدين قال: "رأيت عبد الله بن الزبير يعتم بعمامة سوداء ويرخيها شبرا أو أقل من شبر".اهـ
وعن عبيد بن نسطاس قال: "رأيتُ سعيد بن المسيب يَعتمُّ بعمامة سوداء، ثم يرسلها خلفه".اهـ [طبقات ابن سعد 5/138، وانظر: سير أعلام النبلاء 4/242].
وعن عُثيم قال: "رأيتُ ابن المسيب يلبس في الفطر والأضحى عمامة سوداء".اهـ [طبقات ابن سعد 5/138-139، وانظر: سير أعلام النبلاء 4/242-243].
وعن يونس قال: "كان الحسن –أي: البصري- يلبسُ في الشتاء قباءً حبرة، وطيلساناً كردياً، وعمامةً سوداء".اهـ [سير أعلام النبلاء 4/545].
وعن شعبة قال: "رأيتُ على الحسن عمامةً سوداء".اهـ [سير أعلام النبلاء 4/583].
وعن ابن عون قال: "نظرت إليه –أي: إلى الحسن- بين الجسرين وعليه عمامة سوداء".اهـ [سير أعلام النبلاء 4/583].

بعض ما جاء عن علماء الإسلام، والأئمة الأعلام:
في الحقيقة يصعب على مثلي، أن يحصر أقوال العلماء فيما يلي، ولكن "ما لا يُدرك كله، لا يُترك جله".
لذا فإنني سأضع بين أيدي إخواني القراء، بعض النقولات عن بعض العلماء، لأدلل بها على بطلان تلك المقولة، وأنها من الهذيان الذي لا يمكن قبوله..
1- بعض ما جاء عند الأحناف في لبس السواد:
قال صاحب حاشية رد المحتار 2/217: "أن علامة المسلمين أربع: الختان، والخضاب، ولبس السواد، وحلق العانة". اهـ
وقال في تكملة الحاشية 1/346: "قوله: (وندب لبس السواد) لأن محمداً ذكر في السير الكبير في باب الغنائم حديثاً يدل على أن لبس السواد مستحب". اهـ
وقال صحاب المبسوط 12/470: "السَّوَادُ مِنْ عَلَامَاتِ الْمُسْلِمِينَ؛ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ) وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إذَا لَبِسَتْ أُمَّتِي السَّوَادَ فَابْغُوا الْإِسْلَامَ) وَمِنْهُمْ مِنْ رَوَى فَانْعَوْا وَالْأَوَّلُ أَوْجَهُ فَقَدْ صَحَّ: (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشَّرَ الْعَبَّاسَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِانْتِقَالِ الْخِلَافَةِ إلَى أَوْلَادِهِ بَعْدَهُ وَقَالَ: مِنْ عَلَامَاتِهِمْ لُبْسُ السَّوَادِ) ، وَالْكُفَّارُ لَا يَلْبَسُونَ السَّوَادَ فَإِنْ أَمْكَنَ التَّمْيِيزُ بِشَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْعَلَامَاتِ وَجَبَ الْمَصِيرُ إلَيْهَا". اهـ
2- بعض ما جاء عند الشافعية في لبس السواد:
قال صاحب شرح البهجة الوردية 5/114: "وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَزِيدَ الْإِمَامُ فِي حُسْنِ التَّهْيِئَةِ ، وَيَتَعَمَّمَ، وَيَرْتَدِيَ لِلِاتِّبَاعِ وَلِأَنَّهُ مَنْظُورٌ إلَيْهِ، قَالَ فِي الْمَجْمُوعِ: قَالَ الْمَاوَرْدِيُّ، وَيَنْبَغِي لِلْأَمَامِ لُبْسُ السَّوَادِ، وَكَرِهَهُ الْغَزَالِيُّ وَأَبُو طَالِبٍ الْمَكِّيُّ" .اهـ
قال الإمام النووي رحمه الله: "(وعليه عمامة سوداء) فيه جواز لباس الثياب السود، وفي الرواية الأخرى: (خطب الناس وعليه عمامة سوداء) فيه جواز لباس الأسود في الخطبة..".اهـ [شرح صحيح مسلم 9/188-189].
وجاء في تحفة المحتاج في شرح المنهاج: "عن ابن عباس رضي الله عنهما: قَالَ (مَرَرْت بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِذَا مَعَهُ جِبْرِيلُ وَأَنَا أَظُنُّهُ دِحْيَةَ الْكَلْبِيَّ فَقَالَ جِبْرِيلُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّهُ أَوْضَحُ الثِّيَابِ وَإِنَّ وَلَدَهُ يَلْبَسُونَ السَّوَادَ)، و(أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ وَأَنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ) وَفِي رِوَايَةٍ: (دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَعَلَيْهِ شُقَّةٌ سَوْدَاءُ) وَفِي أُخْرَى عِنْدَ ابْنِ عَدِيٍّ: (كَانَ لَهُ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ يَلْبَسُهَا فِي الْعِيدَيْنِ وَيُرْخِيهَا خَلْفَهُ) وَفِي أُخْرَى لِلطَّبَرَانِيِّ: (أَنَّهُ عَمَّمَ عَلِيًّا بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ وَأَرْسَلَهُ إلَى خَيْبَرَ)، وَنُقِلَ لُبْسُ السَّوَادِ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ.
ولكن ذكر المصنف كراهية المداومة عليه، وقال أنه -أي السواد-: للحرب أرهب".اهـ [انظر فصل في آداب يوم الجمعة 9/373].
3- بعض ما جاء عند الحنابلة في لبس السواد:
قال صاحب الإنصاف 2/277: "يُبَاحُ لُبْسُ السَّوَادِ مُطْلَقًا عَلَى الصَّحِيحِ مِنْ الْمَذْهَبِ".اهـ
وقال صاحب شرح منتهى الإرادات 1/369: "وَيُبَاحُ لُبْسُ السَّوَادِ وَالْقَبَاءِ" . اهـ
4- بعض ما جاء عن بعض الأئمة والعلماء في لبس السواد:
قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه: "باب الخميصة السوداء"، ثم أخرج الحديث بإسناده إلى أم خالد بنت خالد قالت: "أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بثيابٍ فيها خميصة سوداء صغيرة فقال: (من ترون أن نكسو هذه؟) فسكت القوم. قال: (ائتوني بأم خالد فأُتي بها تُحمل، فأخذ الخميصة بيده فألبسها".
وقال الإمام النووي رحمه الله في "رياض الصالحين" في أول كتاب اللباس: "باب استحباب الثوب الأبيض، وجواز الأحمر، والأخضر، والأصفر، والأسود".اهـ وذكر فيه بعض الأحاديث التي مرت معنا.
وجاء في كتاب الفتاوى الهندية 43/149: "الْبَابُ التَّاسِعُ فِي اللُّبْسِ مَا يَكْرَهُ مِنْ ذَلِكَ، وَمَا لَا يُكْرَهُ: نُدِبَ لُبْسِ السَّوَادِ، وَإِرْسَالُ ذَنَبِ الْعِمَامَةِ بَيْنَ الْكَتِفَيْنِ إلَى وَسَطِ الظَّهْرِ، كَذَا فِي الْكَنْزِ". اهـ
وجاء أيضاً 51/299: "وَلَا بَأْسَ بِلُبْسِ الْقَلَانِسِ، وَنُدِبَ لُبْسُ السَّوَادِ، وَإِرْسَالُ ذَنَبِ الْعِمَامَةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ إلَى وَسَطِ الظَّهْرِ". اهـ
وجاء في نيل الأوطار للإمام الشوكاني 3/67: "وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: (خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ). [رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ]، قَوْلُهُ: (مِرْطٌ) بِكَسْرِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الرَّاءِ الْمُهْمَلَةِ كِسَاءٌ مِنْ صُوفٍ أَوْ خَزٍّ، وَالْجَمْعُ مُرُوطٌ كَذَا فِي الْقَامُوسِ... وَالْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَا كَرَاهَةَ فِي لُبْسِ السَّوَادِ".اهـ
وجاء فيه أيضاً 7/274: "بَابُ دُخُولِ مَكَّةَ بِغَيْرِ إحْرَامٍ لِعُذْرٍ: عَنْ جَابِرٍ: (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ بِغَيْرِ إحْرَامٍ). [رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ]، قَوْلُهُ: (عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ) فِيهِ جَوَازُ لِبْسِ السَّوَادِ، وَإِنْ كَانَ الْبَيَاضُ أَفْضَلَ... قَوْلُهُ: (وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ) زَادَ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَامِ فِي رِوَايَتِهِ: (مِنْ حَدِيدٍ) وَكَذَا رَوَاهُ عَشَرَةٌ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ خَارِجَ الْمُوَطَّأِ .
قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ: وَجْهُ الْجَمْعِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْلِهِ: (وَعَلَى رَأْسِهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ) أَنَّ أَوَّلَ دُخُولِهِ كَانَ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ كَانَ عَلَى رَأْسِهِ الْعِمَامَةُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ: فَخَطَبَ النَّاسَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ".اهـ
هذا غيضٌ من فيضٍ، وما خفي كان أعظم، والله بذلك أعلم، ولكن السؤال: أترى كل هؤلاء الرجال، في النار والأغلال؟!! نعوذ بالله من الضلال..

وكتب: أبو همام بكر بن عبد العزيز الأثري
تم -بحمد الله- في ظهيرة يوم الاثنين 8/2/1428هـ الموافق 26/2/2007م








 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مقولة, الاثار, ابطال


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:57

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc