انطلاق عملية تصحيح البكالوريا - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2024 > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2024 - لشعب آداب و فلسفة، و اللغات الأجنبية > قسم الفلسفة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

انطلاق عملية تصحيح البكالوريا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-06-21, 15:31   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابراهيم داود
☆رسّـامْـ المُنتـدى☆
 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي انطلاق عملية تصحيح البكالوريا

انطلقت اليوم عملية التصحيح وثائق البكالوريا حيث بدأت العلمية اليوم بمناقشة سلم التنقيط و التفاهم على الاجابة النموذجية لمختلف المقالات.... و بالنسبة للمركز الذي اعمل في العاصمة اتفقنا انه في السؤال الثاني يجب على المترشح ان يدافع عن الظرية المادية ( ريبو ) اما خصوم الاطروحة فلابد ان يقابل المترشح بالنظرية النفسية ( برغسون ) و يمكنه ايضا مقابلتها بالظرية الاجتماعية ( هالفاكس ) او حتى ان يجمع بين النظرية النفسية و الاجتماعية في موقف الخصوم اما من دافع عن الطبيعة الفردية للذاكرة ( و جمع بين النظرية المادية و النفسية في موقف واحد فقد وقع في خطأ منطقي كبير )
بالنسبة للموضوع الاول يمكن للمترشح ان يركب بين الراسمالية و الاشتراكية او يتجاوز بالاقتصاد الاسلامي و يمكنه حتى تغليب الراسمالية لكن بشرط التبرير

ساضع عينات من النقاط الاولية في القريب العاجل









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-06-21, 18:17   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
benimoussa
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

استاد مادا عن شعبة علوم










رد مع اقتباس
قديم 2015-06-21, 18:33   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الطيب الجزائري34
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية الطيب الجزائري34
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك استاذ ابراهيم.. نود ان نعرف اكثر التفاصيل ان امكن . مثلا . من نقد النفسيبن او الاجتماعيين هل تكون نفس العلامة .. من جمع بين الماديين و النفسيين و الخصوم الاجتماعيين كم ستكون علامته... و ايضا توضيح فيما يخص مناقشة التصحيح النموذجي هل هو خاص بمركزكم فقط او يعمم على المستوى الوطني شكرا لك










رد مع اقتباس
قديم 2015-06-21, 18:39   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
saidalove
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك يا استاذ وفي والديك و عائلتك كلها فرحتني كي قلت نستطيع ان نقابل المادية بالاجتماعية
ربي يجازيك الخير وياريت تقولنا هل هاته على مستوى المركز تاعكم او على مستوى الوطن ؟؟
يارب ننجحو يارب










رد مع اقتباس
قديم 2015-06-21, 18:52   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محمدبشير
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك استاذ , هل يعنى ان هذه المقالة تاخذ اكثر من 15

هل تنّبي المجتمع للنظام الاقتصادي الرأس مالي يضمن الازدهار الاقتصادي؟
الاجابة :
إذا كان الإنسان حيوانا اجتماعيا بطبعه لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن المجتمع الذي نتج عنه مجموعة من القيم والقوانين والمؤسسات التي تنظم العلاقات بين أفراد هذا المجتمع بعضهم ببعض، ومن أهم هذه المبادئ والقوانين ما يتعلق بالسلوك الإنساني أو الأسري أو الأخلاقي أو السياسي أو الاقتصادي، وهذه الأخيرة قد شغلت الفلاسفة وعلماء الاقتصاد بسبب إختلاف تشعباتها وكيفياتها، حيث انقسموا إلى فريقين متشاكسين، كلٌ بحسب إيدولوجية وخلفيته الفكرية، إلى فريق يتبنى خيار الإقتصاد الرأس مالي ويراه الخيار الأنسب للمجتمع وأنه ضمان الإزدهار الإقتصادي، وإلى فريق أخر يرفضه تماما ويتبنى الخيار الإشتراكي ويرى فيه تحقق الإزدهار الاقتصادي بخلاف النظام الإقتصادي الرأس مالي . فيا ترى إلى أي مدًى يمكن القول بإن النظام الاقتصادي الرأس مالي يضمن الازدهار الاقتصادي، أو بطريقة أخرى: هل إذا تبنى المجتمع النظام الإقتصادي الرأس مالي هل سيضمن له الإزدهار الإقتصادي؟ وإذا لم يضمن هل هناك بديل؟.
يرى بعض الفلاسفة، على رأسهم آدم سميث وجون ديوي أن المجتمع الذي يتبنى النظام الإقتصادي الرأس مالي سيضمن تحقق الإزدهار والرقى الاقتصادي وذلك مقابل اتاحته لحرية الملك وحرية التصرف -دعه يعمل دعه يمرّ- وحججهم في ذلك كثيرة منها: أن حرية الإنسان في إمتلاك رؤوس الأموال تجعل منه مبدعا مساهما في إقتصاد بلده ومجمتعه أيضا يرون ان حرية الملك توَلّد الإبداع وروح المسؤولية، والحفاظ على الممتلكات.
إذا كان النظام الاقتصادي الرأس مالي قد أعطى للحرية الفردية الكثير ورفع سقفها وساهم في ازدهار المجتمع فإنه بذلك قد تسبب في مشكلة كبيرة وهي تغوٌّل أصحاب الأموال والنفوذ وسيطرتهم على المفاصل الحيوية وكرس الطبقية بحيث قضى على الطبقة الوسطى الشغِيلة وذوبها بين أصحاب الثراء الفاحش وبين الفقر المتقع "نوض بحملك ولا طيح"
في حين يرى فلاسفة آخرون وعلى رأسهم "كارل ماركس" أن الإقتصاد الرأس مالي ما هو إلا أكبر أكذوبة ناجحة مثلُها مثل الديمقراطية السياسية أكبر أكذوبة على حدّ قول "ماركس" وحججهم في ذلك أن هذا النظام جعل من الإنسان آلة لابد لها من العمل وإلا فإن مصيرها الهلاك: وأن من النظام ما هو إلا كذبة لإشباع رغبات أصحاب النفوذ الغربي وما هو إلا مطية يمتطونها وقناع يخفون ورائه نواياهم الشريرة لنهب الثروات، وقد كان "كارل ماركس" يُنظّر لنظريته الماركسية والتي جسدتها الاشتراكية والماركسيون الجدد، حيث جعل المال للشعب وأن الشعب شريك في جميع أموال المجتمع، ولا يحق لأيِّ كان الإنفراد بالتصرف في أموال الشعب
"من الشعب وإلى الشعب".
إذا كان كلام "كارل ماركس" عن الاقتصاد الرأس مالي صحيحا، وأنه قد كشف نوايا أصحابه فإن هذا لا يعني ان الاقتصاد الرأس مالي متشيطن لتلك الدرجة وسوداوي ذلك السواد الذي رسمه "ماركس"، أيضا إن نظريته التي أتى بها قد دمّرت الفرد وجعلت منه فردا كسولا متواكلا كذلك القضاء على الخصوصية يولد الكراهية بين أفراد المجتمع فكيف يشارك من لا يملك من يملك ! .
بين هذا وذاك نجد أن النظام الإقتصادي الإسلامي قد جاء بقواعد وأسس وضوابط تحافظ على حرية الفرد في الملكية وتعطيه الحرية المطلقة في ملك ما يشاء، ولكن بشروط وظوابط من خلالها يأتي الإسلام بلحفاظ على الجماعة وممتلكاتها المشتركة كالماء وخيرات الأرض الباطنة كاالبترول والمعادن، بل إن الإسلام قد جعل ظوابط للإقتصاد لا يمكن مراقبتها لا من دولة ولا من سلطان سوى من الوازع الديني، جعل الإسلام نظاما إقتصاديا يختص بالفرد نفسه ماله وما عليه وجعل نظاما عاما لدولة مالها وماعليها.
وفي الختام يمكن القول من خلال ماسبق أن تبني المجتمع للنظام الإقتصادي الرأس مالي لا يظمن الإزدهار الإقتصادي في ظل وجود نظام إسلامي كامل متكامل والذي نجد أن أصحاب النظام الرأس مالي بل وحتى الإشتراكي يأخذون منه ولكنهم يكابرون ويعاندون، وماقضية النسب المئوية في البنوك الغربية اليوم إلى دليل على أن اصحاب الرأس مالية سيأخذون برأي الإسلام كاملا في قضية الربا، وهم على الطريق بعد تطبيق النظام الإقتصادي الإسلامي في بعض بنوكهم.










رد مع اقتباس
قديم 2015-06-21, 18:55   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
محمدبشير
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بما انكم اتفقتم فى المركز الذي انتم فيه على النموذجية هل يعنى ان المراكز الاخري قد تتفق على نموذجية اخري؟










رد مع اقتباس
قديم 2015-06-21, 23:51   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ابراهيم داود
☆رسّـامْـ المُنتـدى☆
 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة benimoussa مشاهدة المشاركة
استاد مادا عن شعبة علوم
السلام عليكم بالنسبة لشعبة العلوم التجريبية فاغلب الاساتذة قالوا انهم متفائلون بهذه الشعبة في مادة الفلسفة حتى ان استاذة قالت انها تتوقع عتلامة 18 من عشرين لدى العلميين في الموضوع الاول









رد مع اقتباس
قديم 2015-06-21, 23:58   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ابراهيم داود
☆رسّـامْـ المُنتـدى☆
 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيب34 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك استاذ ابراهيم.. نود ان نعرف اكثر التفاصيل ان امكن . مثلا . من نقد النفسيبن او الاجتماعيين هل تكون نفس العلامة .. من جمع بين الماديين و النفسيين و الخصوم الاجتماعيين كم ستكون علامته... و ايضا توضيح فيما يخص مناقشة التصحيح النموذجي هل هو خاص بمركزكم فقط او يعمم على المستوى الوطني شكرا لك
السلام عليكم.. بالنسبة لمن قابل النظرية المادية بالنقسية او الاجتماعية فان كلا الاجابتين صحيحة و العلامة تقدر بحسب مقدرة المترشح على التحليل و البناء المنطقي السليم... اما من جمع بين الماديين و النفسيين في موقف واحد فانه خروج جزئي عن الموضوع و سينال علامة موقف الخصوم و نقدهم و ربما بعض النقاط من التمهيد او الخاتمة....بالنسبة لمناقشة سلم التنقيط فالغرض منه تفاهم المصححين حول الاحتمالات الممكن الوقوف امامها اثناء التصحيح الفردي و حتى لا تخرج هناك فوارق كبيرة بين المصححين و الاهم على الاطلاق مراعاة مصلحة المترشح لان الورقة تمثل مصيره و مستقبله اذ يتم التفاهم على اوسع اجابة نموذجية ممكنة حتى و ان لم يذكرها التصحيح النموذجي المقدم من طرف الديوان الوطني للامتحانات و المسابقات... غدا بحول الله سنبدا التصحيح الشفهي للتدرب على سلم التنقيط... و ذلك من خلال قراءة احد الاساتذة لبعض اوراق الطلبة ثم قيام بقية الاساتذة بتقدير النقطة على قصاصة ورقة بعدها نكتب النقاط كلها على السبورة في جدول من علامة 0 الى 20 و نرى من من المصححين لم يكن موضوعيا... كل هذا حتى نتعود على السلم









رد مع اقتباس
قديم 2015-06-22, 00:01   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ابراهيم داود
☆رسّـامْـ المُنتـدى☆
 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saidalove مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك يا استاذ وفي والديك و عائلتك كلها فرحتني كي قلت نستطيع ان نقابل المادية بالاجتماعية
ربي يجازيك الخير وياريت تقولنا هل هاته على مستوى المركز تاعكم او على مستوى الوطن ؟؟
يارب ننجحو يارب
هذا الامر يحدث على مستوى جميع المراكز لان الغرض الاول هو مراعاة مصلحة التلميذ خاصة في شعبة الاداب و فلسفة فالاساتذة الذين يصححون الاوراق عادة من ذوي الخبرة الكبيرة و البال الواسع لقراءة اوراق المترشحين... و الهدف من مناقشة سلم التنقيط هو وضع اوسع اجابة نموذجية التي تأخذ جميع الاحتمالات الممكن تقديمها من طرف الطلبة...بالتوفيق للجميع باذن الله









رد مع اقتباس
قديم 2015-06-22, 00:03   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ابراهيم داود
☆رسّـامْـ المُنتـدى☆
 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدبشير مشاهدة المشاركة
بما انكم اتفقتم فى المركز الذي انتم فيه على النموذجية هل يعنى ان المراكز الاخري قد تتفق على نموذجية اخري؟
هذه العملية تتم على مستوى جميع مراكز التصحيح في مادة الفلسفة و الهدف منها اخلاقي يراعي مصلحة المترشحين... فالمصحح في البكالوريا يمنح الورقة حقها كما يحدده السلم حتى و ان كان طوال السنة الدراسية شحيحا في منح النقاط









رد مع اقتباس
قديم 2015-06-22, 00:07   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
Hassani ahmed
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية Hassani ahmed
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك لله فيك أستاذ
ممكن تقيم المقالة واعطاء نقطة تقديرية


طرح المشكلةا:اذا كان الاقتصاد هو العلم الذي يدرس كل ما يتعلق بالنشاط الإنساني المؤدي إلى خلق المنافع و زيادتها أو هو علم تنظيم الثروة الطبيعية و البشرية إنتاجا و توزيعا و استهلاكا.الا ان النظم الاقتصادية اختلفت باختلاف موقعها من الملكية وما يتصل بها من النوع اوالحقوق و الواجبات, فهناك من حيث النوع قسمان ،ملكية فردية وهي التي يكون فيها المالك معنيا ، وملكية جماعية وهي التي يكون فيها المالك معنويا أي معين في كيان كالدولة و العشيرة و القبيلة ومن هنا فقد اختلف جمهور الفلاسفة في تحديد النظام الاقتصادي الذي يحقق ازدهاراً اقتصادياً ,حيث يرى الرأسماليون ان ذلك يتحقق باقرار الملكية الفردية ,في حين يربط الاشتراكيون التقدم والازدهار الاقتصادي بالملكية الجماعية و هو ما يدفعنا للتساؤل : هل النظام الرأسمالي كفيل بتحقيق حياة اقتصادية مزدهرة أم النظام الاشتراكي ؟ .
محاولة حل المشكلة :عرض منطق الاطروحة:يرىأنصار النظام الليبرالي الرأسماليـوهم العالم الاقتصاديآدم سميثفي كتابه"بحوث في طبيعة وأسباب رفاهية الأمم"وبعده عدد من المفكرين الفرنسيين في القرن التاسع عشر أمثال باتيستساي Jean Babtiste Say ودونوايي Dunoyer وباستياBastiat، أن قوانين الاقتصاد السياسي تجري على أصول عامة وبصورة طبيعية كفيلة وهي كفيلة بتحقيق سعادةالمجتمع و حفظ التوازن الاقتصادي فيه و أن هذا الأخير كفيل بتحقيق حياة اقتصادية مزدهرة .
الحجج و البراهين :و يستندون في ذلك إلى حجج و براهين أهمها أن الاقتصاد الليبرالي مؤسس على تصوررومانيللحقوق يجعل من الملكية حقا مطلقا لا تحده حدود . فهو يقوم على الإيمان بالفرد إيمانا لا حد له ,و بأن مصالحه الخاصة تكفل – بصورة طبيعية – مصلحة المجتمع في مختلف الميادين ، وأن الدولة ترمي في وظيفتها إلى حماية الأشخاص والدفاع عن مصالحهم الخاصة ولا يحق لها أن تتعدى حدود هذه الغاية في نشاطها ، كما أنه لا بد أن تقر بالحرية الاقتصادية وما يتبعها من حريات سياسية وفكرية و شخصية ، فتفتح الأبواب وتهيئ الميادين بحيث تمكن الفرد من حق التملك والاستهلاك والإنتاج بكل حرية ، وإتباع أي طريق لكسب المال و مضاعفته على ضوء مصالحه الشخصية . و ذلك ما تلخصهالملكية الفردية لوسائل الإنتاجفللفرد الحرية التامة في امتلاك الأراضي و المباني و الآلات و المصانع ووظيفة القانون في المجتمع الرأسمالي هي حماية الملكية الخاصة و تمكين الفرد من الاحتفاظ بها. و كذا المنافسة الحرة التي تضمن النوعية و الكمية و الجودة بالإضافة إلىعدم تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية من جهة تحديد الأسعار و الأجور و الإنتاج حتى لا تعيق النشاط الاقتصادي،فمتى تدخلت الدولة في تحديد الأسعار مثلا والأجور والمعاملات التجارية خلقت معظم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، فلا بد من أن تترك القوانين الاقتصادية تسير على مجراها الطبيعي و بذلك ينظم الاقتصاد نفسه ويهدف إلى خير المجتمع ،إن المصلحة الخاصة هي أحسن ضمان للمصلحة الاجتماعية العامة وأن التنافس الحر يكفي وحده لتحقيق روح العدالة الاجتماعية ، فالقوانين الطبيعية للاقتصاد كفيلة بحفظ المستوى الطبيعي للثمن او الاسعار بصورة تكاد تكون ميكانيكية يلخصهاقانون العرض و الطلبوهو القانون الطبيعي الذي ينظم الاقتصاد و يضبط حركة الأسعار و الأجور والذي من شأنه أن يقضي على الكسل و الإتكالية و التشجيع على العمل و المنافسة ففي مجال الإنتاج مثلا إذا زاد العرض قل الطلب فصاحب المصنع مثلا يخفض في الإنتاج لإعادة التوازن و ذلك ما يؤدي الى زيادة الطلب، و في مجال الأسعار إذا تعدى الثمن حدوده الطبيعية انخفض الطلب مما يؤدي الى كساد السلع بالتالي انخفاض الأسعار مرة أخرى.كذلك أجور العمال فإنها تخضع لنظام طبيعي مماثل ، حيث لو كانت منخفضة في مهنة ما , فإن الترشيح فيها او الطلب عليها ينقص, وإذا هي ارتفعت ارتفع ، ولكنها إذا ارتفعت بصورة غير عادية قام تنافس بين عدد كبير من العمال طلبا للعمل ، وهذا التنافس يخفض الأجور .
ــ إن القضاء على التنافس كما يقولباستيا Bastiat"معناه إلغاء العقل و الفكروالإنسان"،- ومن نتائج هذا النظام المصلحة الشخصية تفترض البحث عن كيفية تنمية الإنتاج وتحسينه مع التقليل من المصاريف والنفقات ، وهذا يحقق في رأيهم الخير العام. ومن كل هذا نستنتج أن فلسفة النظام الرأسمالي تقوم على مسلمة واحدة و أساسية هي أن سبب كل المشاكل الاقتصادية يرجع إلى تدخل الدولة في تحديد الأسعار و الأجور و الإنتاج ، فلا يزدهر الاقتصاد إلاّ إذا تحرر من كل القيود و القوى التي تعيق تطوره وفي هذا يقولآدم سميث)دعه يعمل أتركه يمر(، و إذا كان تدخل الدولة يعمل على تجميد وشل حركة الاقتصاد فإن التنافس الحر بين المنتجين يعتبر الوقود المحرك للآلة الاقتصادية فالحرية الاقتصادية تفتح آفاقا واسعة للمبادرات الفردية الخلاقة بحيث أن كل المتعاملين يبذلون قصارى جهدهم لإنتاج ما هو أحسن وأفضل وبكمية أكبر و بتكلفة أقل ولا خوف في خضم هذا النشاط على حركة الأجور و الأسعار لأن قانون العرض و الطلب يقوم بتنظيم هاتين الحركتين و في هذا يرى آدم سميث أن سعر البضاعة يساوي ثمن التكلفة زائد ربح معقول ، لكن إذا حدث بسبب ندرة بضاعة معينة أن ارتفع سعر بضاعة ما فوق سعرها الطبيعي فإن هذه البضاعة تصبح مربحة في السوق الأمر الذي يؤدي بمنتجيها إلى المزيد من إنتاجها فيرتفع العرض و هذا يؤدي بدوره إلى انخفاض ثمنها و إذا زاد العرض عن الطلب بالنسبة لسلعة ما فإن منتجيها يتوقفون عن إنتاجها أو يقللون منه لأنها غير مربحة و هذا يؤدي آليا إلى انخفاض العرض ومن ثمة ارتفاع الأسعار من جديد يقولآدم سميث: "إن كل بضاعة معروضة في السوق تتناسب من تلقاءنفسها بصفة طبيعية مع الطلب الفعلي (وما يميز هذا النظام أنه لا يتسامح مع الضعفاء و المتهاونين والمتكاسلين ، كما ان الملكية الخاصة و حب الناس للثروة هو الحافز الأول و الأساسي للإنتاج ، لذلك فإن أكثر الناس حرصا على السيرالحسن للعمل لأية وحدة إنتاجية هو مالكها ، بالإضافة إلى أن هذا النظام يحقق نوعا من العدالة الاجتماعية على أساس أنه ليس من المعقول ومن العدل أن يحرم الفرد من حيازته على شيء شقا وتعب كثيراً من أجله ، فبأي حق نمنع فردا من امتلاك ثمرة عمله وجهده ؟ ما دام الاقتصاد ظاهرة طبيعية فلا بد أن يخضع لقوانين الطبيعة و هذا يتطلب احترام الميراث الذي يضمن انتقال الثروة طبيعيا .
النقد: أن قيمة النظام الرأسمالي إذا نظرنا إليها من زاوية النجاح الاقتصادي لا يمكن أن توضع موضع الشك و التقدم الصناعي و التكنولوجي و العلمي الذي حققته الدول الرأسمالية دليل على ذلك ، ولكن هذا الرأي لم يصمد للنقد وذلك من خلال الانتقادات التي وجهها الاشتراكيون بقيادة كارل ماكسالتي يمكن تلخيصها فيما يلي : أولاها أن التاريخ يثبت أن القوى التي تسير على مجراها الطبيعي بدلا من أن تحقق روح العدل تعمل عكسا لذلك على خلق الأزمات والمحن والمآسي ، فما يزال العالم محتفظا بآثار أزمتي 1920-1929 وما تزال السجلات التاريخية تشهد أن المجتمع الصناعي الإنجليزي كانت نسبة الوفيات فيه عالية وأن العامل كان يعمل خمس عشرة ساعة يوميا ويتقاضى أجرا بخسا وحياة بائسة يضطر إلى قبولها ، فسياسة الاقتصاد الحر كما يقولجوريس Jaures معناها *"الثعلب الحر في الخم الحر *"أي القوي الحر يباشر نفوذه على الفقراء الذين هم أيضا أحرار. بالإضافة إلى هذا نجد أن الاقتصاد الحر ينادي بأن المصلحة الفردية تحقق المصلحة الجماعية، إلا أن هذه العملية لا تتم عن طريق الأخلاق بل عن طريق المنافع الخاصة وتنميتها عن طريق وسائل الفاحشة والخداع والمكر ، و الأخلاق لا تبنى على أساس المنفعة لأن هذه الأخيرة مرتبطة بالذات ، وبالتالي فغرض الرأسمالي هو تحقيق منفعته الخاصة حتى وإن كان ذلك بالطرق اللاأخلاقية ، كما أن العدل مرتبط بإعطاء كل ذي حق حقه، لكن المالكين يستغلون العمال في عملية الإنتاج دون إعطائهم أجرهم الحقيقي على ذلك ، فساعات العمل لم تكن محددة, وربح هذه الفئة القليلة كان يتم من خلال ساعات العمل الإضافية التي ينتج فيها العامل المنتوج ويبذلون فيها طاقة دون مقابل ، هذه العملية يطلق عليهاكارلماركس * فائض القيمة * ثم إننا نجد هذه الصفوة القليلة من المالكين لوسائل الانتاج يستغلون المنصب الاجتماعي الممتاز وقدرته على امتلاك جميع الوسائل وشراء حتى الأعوان والأنصار, كما تؤثر على السلطة الحاكمة في البلاد وتجعلها ترتكز على المصالح الرأسمالية ، وبالتالي إيجاد مناطق نفوذ جديدة تكسبهم أكثر هيمنة وقوة وخدمة مصلحتها . ان النظام الرأسمالي لا إنساني لأنه يعتبر الإنسان مجرد سلعة كباقي السلع كما أن النظام الرأسمالي يكثر من التوترات والحروب من أجل بيع أسلحته التي تعتبر سلعة مربحة و الدليل على هذا دول العالم الثالث وفي هذا يقول) جوريس ( "إن الرأسماليةتحملالحروب كما يحمل السحاب المطر"، كذلك يقولتشومبيتر:) الرأسمالية مذهب وجد ليدمر( . أن النظام الرأسمالي أدى إلى ظهورالطبقية ـ أي فئة برجوازية غنية وفئة فقيرة كادحة ـ كما أنه نظام لا يعرف فيه الإنسان الاستقرار النفسي بسبب طغيان الجانب المادي على الجانب الروحي كما أن هذا النظام أدى إلى ظهور الإمبريالية العالمية بالإضافة إلى أنه تسبب بظهور البطالة وهذا النظام بدوره يقضي على الرأسماليين الصغار ، وهو ما جعل)ماركس ( : "إن الرأسمالية تحمل في طياتهابذور فنائها" .
عرض نقيض الطروحة:وعلى عكس الرأي السابقنجدأنصار النظام الاشتراكيالذي ظهر على أنقاض الرأسمالية وأهم روادهكارل ماكس في كتابهـ رأس المالـ وزميله" فريديركانجلز"أن الاشتراكية هي التي تحقق الرخاء الاقتصادي و العدالة الاجتماعية و المساواة.
الحجج و البراهين:يرىماركسأنه أكتشفتناقضات رأس المال أي كيف أن الرأسمالية تقضي على نفسها بنفسها لهذا يقول، إن صاحب رأس المال يعامل العمال معاملته لسلعة إذ يفرض عليهم العمل لمدة اضافية زائدة دون مقابل ،إن قيمة كل سلعة إنما هي قيمة العمل الإنساني فيها ،ولكن العامل لا يأخذ هذه القيمة كلها بل يأخذ منها مقدار ما يكفيه للمعيشة الضرورية ويذهب الباقي أي القيمة الفائضة على حد تعبير ماركس إلى صاحب رأس المال بغير عمل ، وهو يتغافل أن العمال يختلفون في بنياتهم البيولوجية وإنتاجهم ،فهذا تكفيه صفحة من الحمص لتوليد طاقة العمل وهذا لا تكفيه الصفحة أو لا يستطيع هضمها ولا غنى له عن طعام غيرها في النوع والثمن ، هذه كلها حقائق لم تدخل في حساب رأس المال ومن هنا يرىماركسبأن الرأسمالية تحمل في طياتها آيات بطلانها منها :
-
إن ابرز فائدة لدى المنتج الرأسمالي هي أن يبيعإنتاجه بأعلى ثمن ممكن ويمنح أقل أجر
يرىماركس ان المادية الجدلية هي المحرك الأساسي للتاريخ فالنظام الاشتراكي يسعى من خلال توطين الشروط المادية إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وحياة اقتصادية مزدهرة
النقد:لاشك أن النظام الاشتراكي استفاد من بعض عيوب الرأسمالية لكنه لم يستفد من نقاطه أو جوانبه الإيجابية بل رفضه جملة وتفصيلاً وهذا الخطأ الذي ارتكبه المنظرون الاشتراكيون ,ضف إلى ذلك أنه بالرغم من الغايات الإنسانية التي يسعى إليها النظام الاشتراكي فقد أوجد جملة من السلبيات أهمها أنه فشل في إيجاد حلول لظاهرة التسيب و الإهمال و اللامبالاة وروح الاتكال كذلك أنه أوجد نوعا من التسيير البيروقراطي الإداري الذي عرقل المشاريع الاقتصادية بالإضافة إلى ظهور المحسوبية والرشوة وضعف الإنتاج ورداءته ، في ظل غياب المنافسة ومصادرة حرية الفرد التي تعتبر حقا من حقوقه الطبيعية لأن الفرد لا يمتلك وهذا ما يتنافى مع طبيعة الانسان المفطورة على حب التملك. هذا بالإضافة إلى الخيال النظري الشيوعي الذي أدى إلى سوء تقدير الواقع و النتائج الاقتصادية ، كما أنه يرتكز على نظرة مادية و يهمل القيم الأخلاقية بحجة أن التطور الاقتصادي محكوم بقوانين ضرورية لا تحتاج مثل هذه القيم.
إن النظامين الاقتصاديين السابقين وإن اختلفا في المبادئ و الغايات الاقتصادية إلاّ أنهما مع ذلك لهما أساس علمي
أما بالنسبة لرأيي الشخصي فاعتقد ان الاقتصاد الاسلامي جمع بين الابعاد المادية والاخلاقية للشغل ,لكن إبتعاد المجتمع المسلم عن الإجتهاد وتطوير الاقتصاد الاسلامي قلل من قيمته في الواقع المعاش ,ومع التحول التاريخي وفشل الاقتصاد الاشتراكي في عقر داره ,شهد العالم ريادة سريعة للاقتصاد الرأسمالي كنموذج عالمي يفرض نفسه كقطب احادي على المستوى الانساني من خلال عولمة اقتصادية تتجسد كأمر واقع وتدفعنا بقوة للارتقاء بقيم العمل بما يخدم الانسانية جمعاء .
وفي الأخير وكحوصلة لما سبق فإن الاقتصاد الحر لا يحقق لا الحياة المزدهرة ولا العدالة الاجتماعية لأنها منبع المصائب والأزمات أما الاشتراكية فإنها رغم فضحها لعيوب الرأسمالية لم يتسن لها تحقيق روح العدل ومن هنا فالنظام الذي يحقق الحياة المزدهرة إنما هو النظام الذي يجمع بين عنصري الاقتصاد و الأخلاق في آن واحد ألا وهو النظام الاقتصادي الإسلامي الذي يجعل من المال كوسيلة وليس كغاية يقول تعالىالمال والبنون زينة الحياة الدنيا و الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا»










رد مع اقتباس
قديم 2015-06-22, 00:23   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ابراهيم داود
☆رسّـامْـ المُنتـدى☆
 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hassani ahmed مشاهدة المشاركة
بارك لله فيك أستاذ
ممكن تقيم المقالة واعطاء نقطة تقديرية


طرح المشكلةا:اذا كان الاقتصاد هو العلم الذي يدرس كل ما يتعلق بالنشاط الإنساني المؤدي إلى خلق المنافع و زيادتها أو هو علم تنظيم الثروة الطبيعية و البشرية إنتاجا و توزيعا و استهلاكا.الا ان النظم الاقتصادية اختلفت باختلاف موقعها من الملكية وما يتصل بها من النوع اوالحقوق و الواجبات, فهناك من حيث النوع قسمان ،ملكية فردية وهي التي يكون فيها المالك معنيا ، وملكية جماعية وهي التي يكون فيها المالك معنويا أي معين في كيان كالدولة و العشيرة و القبيلة ومن هنا فقد اختلف جمهور الفلاسفة في تحديد النظام الاقتصادي الذي يحقق ازدهاراً اقتصادياً ,حيث يرى الرأسماليون ان ذلك يتحقق باقرار الملكية الفردية ,في حين يربط الاشتراكيون التقدم والازدهار الاقتصادي بالملكية الجماعية و هو ما يدفعنا للتساؤل : هل النظام الرأسمالي كفيل بتحقيق حياة اقتصادية مزدهرة أم النظام الاشتراكي ؟ .
محاولة حل المشكلة :عرض منطق الاطروحة:يرىأنصار النظام الليبرالي الرأسماليـوهم العالم الاقتصاديآدم سميثفي كتابه"بحوث في طبيعة وأسباب رفاهية الأمم"وبعده عدد من المفكرين الفرنسيين في القرن التاسع عشر أمثال باتيستساي jean babtiste say ودونوايي dunoyer وباستياbastiat، أن قوانين الاقتصاد السياسي تجري على أصول عامة وبصورة طبيعية كفيلة وهي كفيلة بتحقيق سعادةالمجتمع و حفظ التوازن الاقتصادي فيه و أن هذا الأخير كفيل بتحقيق حياة اقتصادية مزدهرة .
الحجج و البراهين :و يستندون في ذلك إلى حجج و براهين أهمها أن الاقتصاد الليبرالي مؤسس على تصوررومانيللحقوق يجعل من الملكية حقا مطلقا لا تحده حدود . فهو يقوم على الإيمان بالفرد إيمانا لا حد له ,و بأن مصالحه الخاصة تكفل – بصورة طبيعية – مصلحة المجتمع في مختلف الميادين ، وأن الدولة ترمي في وظيفتها إلى حماية الأشخاص والدفاع عن مصالحهم الخاصة ولا يحق لها أن تتعدى حدود هذه الغاية في نشاطها ، كما أنه لا بد أن تقر بالحرية الاقتصادية وما يتبعها من حريات سياسية وفكرية و شخصية ، فتفتح الأبواب وتهيئ الميادين بحيث تمكن الفرد من حق التملك والاستهلاك والإنتاج بكل حرية ، وإتباع أي طريق لكسب المال و مضاعفته على ضوء مصالحه الشخصية . و ذلك ما تلخصهالملكية الفردية لوسائل الإنتاجفللفرد الحرية التامة في امتلاك الأراضي و المباني و الآلات و المصانع ووظيفة القانون في المجتمع الرأسمالي هي حماية الملكية الخاصة و تمكين الفرد من الاحتفاظ بها. و كذا المنافسة الحرة التي تضمن النوعية و الكمية و الجودة بالإضافة إلىعدم تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية من جهة تحديد الأسعار و الأجور و الإنتاج حتى لا تعيق النشاط الاقتصادي،فمتى تدخلت الدولة في تحديد الأسعار مثلا والأجور والمعاملات التجارية خلقت معظم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، فلا بد من أن تترك القوانين الاقتصادية تسير على مجراها الطبيعي و بذلك ينظم الاقتصاد نفسه ويهدف إلى خير المجتمع ،إن المصلحة الخاصة هي أحسن ضمان للمصلحة الاجتماعية العامة وأن التنافس الحر يكفي وحده لتحقيق روح العدالة الاجتماعية ، فالقوانين الطبيعية للاقتصاد كفيلة بحفظ المستوى الطبيعي للثمن او الاسعار بصورة تكاد تكون ميكانيكية يلخصهاقانون العرض و الطلبوهو القانون الطبيعي الذي ينظم الاقتصاد و يضبط حركة الأسعار و الأجور والذي من شأنه أن يقضي على الكسل و الإتكالية و التشجيع على العمل و المنافسة ففي مجال الإنتاج مثلا إذا زاد العرض قل الطلب فصاحب المصنع مثلا يخفض في الإنتاج لإعادة التوازن و ذلك ما يؤدي الى زيادة الطلب، و في مجال الأسعار إذا تعدى الثمن حدوده الطبيعية انخفض الطلب مما يؤدي الى كساد السلع بالتالي انخفاض الأسعار مرة أخرى.كذلك أجور العمال فإنها تخضع لنظام طبيعي مماثل ، حيث لو كانت منخفضة في مهنة ما , فإن الترشيح فيها او الطلب عليها ينقص, وإذا هي ارتفعت ارتفع ، ولكنها إذا ارتفعت بصورة غير عادية قام تنافس بين عدد كبير من العمال طلبا للعمل ، وهذا التنافس يخفض الأجور .
ــ إن القضاء على التنافس كما يقولباستيا bastiat"معناه إلغاء العقل و الفكروالإنسان"،- ومن نتائج هذا النظام المصلحة الشخصية تفترض البحث عن كيفية تنمية الإنتاج وتحسينه مع التقليل من المصاريف والنفقات ، وهذا يحقق في رأيهم الخير العام. ومن كل هذا نستنتج أن فلسفة النظام الرأسمالي تقوم على مسلمة واحدة و أساسية هي أن سبب كل المشاكل الاقتصادية يرجع إلى تدخل الدولة في تحديد الأسعار و الأجور و الإنتاج ، فلا يزدهر الاقتصاد إلاّ إذا تحرر من كل القيود و القوى التي تعيق تطوره وفي هذا يقولآدم سميث)دعه يعمل أتركه يمر(، و إذا كان تدخل الدولة يعمل على تجميد وشل حركة الاقتصاد فإن التنافس الحر بين المنتجين يعتبر الوقود المحرك للآلة الاقتصادية فالحرية الاقتصادية تفتح آفاقا واسعة للمبادرات الفردية الخلاقة بحيث أن كل المتعاملين يبذلون قصارى جهدهم لإنتاج ما هو أحسن وأفضل وبكمية أكبر و بتكلفة أقل ولا خوف في خضم هذا النشاط على حركة الأجور و الأسعار لأن قانون العرض و الطلب يقوم بتنظيم هاتين الحركتين و في هذا يرى آدم سميث أن سعر البضاعة يساوي ثمن التكلفة زائد ربح معقول ، لكن إذا حدث بسبب ندرة بضاعة معينة أن ارتفع سعر بضاعة ما فوق سعرها الطبيعي فإن هذه البضاعة تصبح مربحة في السوق الأمر الذي يؤدي بمنتجيها إلى المزيد من إنتاجها فيرتفع العرض و هذا يؤدي بدوره إلى انخفاض ثمنها و إذا زاد العرض عن الطلب بالنسبة لسلعة ما فإن منتجيها يتوقفون عن إنتاجها أو يقللون منه لأنها غير مربحة و هذا يؤدي آليا إلى انخفاض العرض ومن ثمة ارتفاع الأسعار من جديد يقولآدم سميث: "إن كل بضاعة معروضة في السوق تتناسب من تلقاءنفسها بصفة طبيعية مع الطلب الفعلي (وما يميز هذا النظام أنه لا يتسامح مع الضعفاء و المتهاونين والمتكاسلين ، كما ان الملكية الخاصة و حب الناس للثروة هو الحافز الأول و الأساسي للإنتاج ، لذلك فإن أكثر الناس حرصا على السيرالحسن للعمل لأية وحدة إنتاجية هو مالكها ، بالإضافة إلى أن هذا النظام يحقق نوعا من العدالة الاجتماعية على أساس أنه ليس من المعقول ومن العدل أن يحرم الفرد من حيازته على شيء شقا وتعب كثيراً من أجله ، فبأي حق نمنع فردا من امتلاك ثمرة عمله وجهده ؟ ما دام الاقتصاد ظاهرة طبيعية فلا بد أن يخضع لقوانين الطبيعة و هذا يتطلب احترام الميراث الذي يضمن انتقال الثروة طبيعيا .
النقد: أن قيمة النظام الرأسمالي إذا نظرنا إليها من زاوية النجاح الاقتصادي لا يمكن أن توضع موضع الشك و التقدم الصناعي و التكنولوجي و العلمي الذي حققته الدول الرأسمالية دليل على ذلك ، ولكن هذا الرأي لم يصمد للنقد وذلك من خلال الانتقادات التي وجهها الاشتراكيون بقيادة كارل ماكسالتي يمكن تلخيصها فيما يلي : أولاها أن التاريخ يثبت أن القوى التي تسير على مجراها الطبيعي بدلا من أن تحقق روح العدل تعمل عكسا لذلك على خلق الأزمات والمحن والمآسي ، فما يزال العالم محتفظا بآثار أزمتي 1920-1929 وما تزال السجلات التاريخية تشهد أن المجتمع الصناعي الإنجليزي كانت نسبة الوفيات فيه عالية وأن العامل كان يعمل خمس عشرة ساعة يوميا ويتقاضى أجرا بخسا وحياة بائسة يضطر إلى قبولها ، فسياسة الاقتصاد الحر كما يقولجوريس jaures معناها *"الثعلب الحر في الخم الحر *"أي القوي الحر يباشر نفوذه على الفقراء الذين هم أيضا أحرار. بالإضافة إلى هذا نجد أن الاقتصاد الحر ينادي بأن المصلحة الفردية تحقق المصلحة الجماعية، إلا أن هذه العملية لا تتم عن طريق الأخلاق بل عن طريق المنافع الخاصة وتنميتها عن طريق وسائل الفاحشة والخداع والمكر ، و الأخلاق لا تبنى على أساس المنفعة لأن هذه الأخيرة مرتبطة بالذات ، وبالتالي فغرض الرأسمالي هو تحقيق منفعته الخاصة حتى وإن كان ذلك بالطرق اللاأخلاقية ، كما أن العدل مرتبط بإعطاء كل ذي حق حقه، لكن المالكين يستغلون العمال في عملية الإنتاج دون إعطائهم أجرهم الحقيقي على ذلك ، فساعات العمل لم تكن محددة, وربح هذه الفئة القليلة كان يتم من خلال ساعات العمل الإضافية التي ينتج فيها العامل المنتوج ويبذلون فيها طاقة دون مقابل ، هذه العملية يطلق عليهاكارلماركس * فائض القيمة * ثم إننا نجد هذه الصفوة القليلة من المالكين لوسائل الانتاج يستغلون المنصب الاجتماعي الممتاز وقدرته على امتلاك جميع الوسائل وشراء حتى الأعوان والأنصار, كما تؤثر على السلطة الحاكمة في البلاد وتجعلها ترتكز على المصالح الرأسمالية ، وبالتالي إيجاد مناطق نفوذ جديدة تكسبهم أكثر هيمنة وقوة وخدمة مصلحتها . ان النظام الرأسمالي لا إنساني لأنه يعتبر الإنسان مجرد سلعة كباقي السلع كما أن النظام الرأسمالي يكثر من التوترات والحروب من أجل بيع أسلحته التي تعتبر سلعة مربحة و الدليل على هذا دول العالم الثالث وفي هذا يقول) جوريس ( "إن الرأسماليةتحملالحروب كما يحمل السحاب المطر"، كذلك يقولتشومبيتر:) الرأسمالية مذهب وجد ليدمر( . أن النظام الرأسمالي أدى إلى ظهورالطبقية ـ أي فئة برجوازية غنية وفئة فقيرة كادحة ـ كما أنه نظام لا يعرف فيه الإنسان الاستقرار النفسي بسبب طغيان الجانب المادي على الجانب الروحي كما أن هذا النظام أدى إلى ظهور الإمبريالية العالمية بالإضافة إلى أنه تسبب بظهور البطالة وهذا النظام بدوره يقضي على الرأسماليين الصغار ، وهو ما جعل)ماركس ( : "إن الرأسمالية تحمل في طياتهابذور فنائها" .
عرض نقيض الطروحة:وعلى عكس الرأي السابقنجدأنصار النظام الاشتراكيالذي ظهر على أنقاض الرأسمالية وأهم روادهكارل ماكس في كتابهـ رأس المالـ وزميله" فريديركانجلز"أن الاشتراكية هي التي تحقق الرخاء الاقتصادي و العدالة الاجتماعية و المساواة.
الحجج و البراهين:يرىماركسأنه أكتشفتناقضات رأس المال أي كيف أن الرأسمالية تقضي على نفسها بنفسها لهذا يقول، إن صاحب رأس المال يعامل العمال معاملته لسلعة إذ يفرض عليهم العمل لمدة اضافية زائدة دون مقابل ،إن قيمة كل سلعة إنما هي قيمة العمل الإنساني فيها ،ولكن العامل لا يأخذ هذه القيمة كلها بل يأخذ منها مقدار ما يكفيه للمعيشة الضرورية ويذهب الباقي أي القيمة الفائضة على حد تعبير ماركس إلى صاحب رأس المال بغير عمل ، وهو يتغافل أن العمال يختلفون في بنياتهم البيولوجية وإنتاجهم ،فهذا تكفيه صفحة من الحمص لتوليد طاقة العمل وهذا لا تكفيه الصفحة أو لا يستطيع هضمها ولا غنى له عن طعام غيرها في النوع والثمن ، هذه كلها حقائق لم تدخل في حساب رأس المال ومن هنا يرىماركسبأن الرأسمالية تحمل في طياتها آيات بطلانها منها :
-
إن ابرز فائدة لدى المنتج الرأسمالي هي أن يبيعإنتاجه بأعلى ثمن ممكن ويمنح أقل أجر
يرىماركس ان المادية الجدلية هي المحرك الأساسي للتاريخ فالنظام الاشتراكي يسعى من خلال توطين الشروط المادية إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وحياة اقتصادية مزدهرة
النقد:لاشك أن النظام الاشتراكي استفاد من بعض عيوب الرأسمالية لكنه لم يستفد من نقاطه أو جوانبه الإيجابية بل رفضه جملة وتفصيلاً وهذا الخطأ الذي ارتكبه المنظرون الاشتراكيون ,ضف إلى ذلك أنه بالرغم من الغايات الإنسانية التي يسعى إليها النظام الاشتراكي فقد أوجد جملة من السلبيات أهمها أنه فشل في إيجاد حلول لظاهرة التسيب و الإهمال و اللامبالاة وروح الاتكال كذلك أنه أوجد نوعا من التسيير البيروقراطي الإداري الذي عرقل المشاريع الاقتصادية بالإضافة إلى ظهور المحسوبية والرشوة وضعف الإنتاج ورداءته ، في ظل غياب المنافسة ومصادرة حرية الفرد التي تعتبر حقا من حقوقه الطبيعية لأن الفرد لا يمتلك وهذا ما يتنافى مع طبيعة الانسان المفطورة على حب التملك. هذا بالإضافة إلى الخيال النظري الشيوعي الذي أدى إلى سوء تقدير الواقع و النتائج الاقتصادية ، كما أنه يرتكز على نظرة مادية و يهمل القيم الأخلاقية بحجة أن التطور الاقتصادي محكوم بقوانين ضرورية لا تحتاج مثل هذه القيم.
إن النظامين الاقتصاديين السابقين وإن اختلفا في المبادئ و الغايات الاقتصادية إلاّ أنهما مع ذلك لهما أساس علمي
أما بالنسبة لرأيي الشخصي فاعتقد ان الاقتصاد الاسلامي جمع بين الابعاد المادية والاخلاقية للشغل ,لكن إبتعاد المجتمع المسلم عن الإجتهاد وتطوير الاقتصاد الاسلامي قلل من قيمته في الواقع المعاش ,ومع التحول التاريخي وفشل الاقتصاد الاشتراكي في عقر داره ,شهد العالم ريادة سريعة للاقتصاد الرأسمالي كنموذج عالمي يفرض نفسه كقطب احادي على المستوى الانساني من خلال عولمة اقتصادية تتجسد كأمر واقع وتدفعنا بقوة للارتقاء بقيم العمل بما يخدم الانسانية جمعاء .
وفي الأخير وكحوصلة لما سبق فإن الاقتصاد الحر لا يحقق لا الحياة المزدهرة ولا العدالة الاجتماعية لأنها منبع المصائب والأزمات أما الاشتراكية فإنها رغم فضحها لعيوب الرأسمالية لم يتسن لها تحقيق روح العدل ومن هنا فالنظام الذي يحقق الحياة المزدهرة إنما هو النظام الذي يجمع بين عنصري الاقتصاد و الأخلاق في آن واحد ألا وهو النظام الاقتصادي الإسلامي الذي يجعل من المال كوسيلة وليس كغاية يقول تعالىالمال والبنون زينة الحياة الدنيا و الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا»
السلام عليكم... مقالة جميلة جدا و العلامة اقدرها ب15.5 من عشرين و يمكن لمصحح اخر ان يمنحك علامة 16 من عشرين.. فقط تجدر الاشارة اننا اتفقنا عند مناقشة سلم التنقيط انه في المرحلة الثالثة من المثالة ( التركيب ) يمكن للمترشح ان يجمع بين النظامين الراسمالي و الاشتراكي او يتجاوز بالنظام الاقتصادي الاسلامي او حتى يغلب الاقتصاد الراسمالي - مثلما فعلت انت - و كل هذا صحيح... الحل الذي قدمته جيد و منسجم منطقيا... اتمنى لك التوفيق و النجاح بتفوق









رد مع اقتباس
قديم 2015-06-22, 00:47   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
محمدبشير
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم داود مشاهدة المشاركة
هذه العملية تتم على مستوى جميع مراكز التصحيح في مادة الفلسفة و الهدف منها اخلاقي يراعي مصلحة المترشحين... فالمصحح في البكالوريا يمنح الورقة حقها كما يحدده السلم حتى و ان كان طوال السنة الدراسية شحيحا في منح النقاط
بارك الله فيك على حسن الرد , وبخصوص المقالة الا يمكن اعطائها النقطة التقريبية؟









رد مع اقتباس
قديم 2015-06-22, 01:26   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
الطيب الجزائري34
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية الطيب الجزائري34
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا استاذ ابراهيم على الردود .. اي تفاصيل نود ان نعرفها مع مسايرة ايام التصحيح . ربي يعاونك










رد مع اقتباس
قديم 2015-06-22, 12:30   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
oumayma2015
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

سلام عليكم ممكن تقيملي المقالة هذي استاذ
-------------------------------------
مقدمة:

تعتبر الرغبة في الحياة هي المحرك الأساسي عند جمييع الكائنات الحية تدفعهم الى الحركة داخل السوط الطبيعي ولكن حركة الانسان (قصدية،هادفة،واعية) هذه الخصائص مجتمعة تعرف في الفلسفة بالشغل والذي يعرف على أنه 'كلّ جهد بشري يبذله الانسان سواء أكان فكريا أو عضليا يعود عليه وعلى غيره بالخير والنفع' ما يحيلنا لمو ضوع الأنظمة الاقتصادية وأن استمراية ورقي أي دولة ، يقتضي انتهاج نظام اقتصادي معين، بحيث يضمن تجنب المشاكل الاقتصادية ويحقق الرفاهية للشعوب، ولقد اختلف الفسلاسفة ورجال الاقتصاد عبر التاريخ حول مسألة اختيار النظام الاقتصادي الأمثل لتحقيق حياة اقتصادية مزدهرة.
فهناك من يري بأن النظام الرأسمالي القائم على الحرية الفردية هو الذي يحقق الحياة المزدهرة وهناك من يرى عكس ذلك ويري بأن النظام الاشتراكي هو الأمثل لتحقيق الازدهار الاقتصادي.فيا ترى أي الموقفين على صواب؟ وبصيغة اخرى هل يتحقق الازدهار في ظل الرسمالية أم الاشتراكية؟ وأي منهما كفيل بتحقيق الازدهار؟

الموقف الاول:


يري أنصار الموقف الأول بأن النظام الاقتصادي الأمثل لتحقيق الازدهار والرفاهية للشعوب هو النظام الراسمالي والذي يقوم على مبدأ الحرية الفردية ومن بين أنصار هذا الموقف 'آدم سميث'

ولقد بررو مموقفهم هذا بعدة حجج بحيث يعتمد على مبادئ تعد الركيزة الأساسية التي يستند إليها فيتعامله ومن أهمها الملكية الفردية لوسائل الإنتاج و كذا المنافسة الحرة التي تضمنالنوعية و الكمية و الجودة بالإضافة إلى عدم تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية وكذلك نجد قانون العرض و الطلب وهو قانون طبيعي يحدد الأسعار و الأجور فإذا زادالطلب قل العرض و العكس ، ومن كل هذا نستنتج أن فلسفة النظام الرأسمالي تقوم علىمسلمة واحدة و أساسية هي أن سبب كل المشاكل الاقتصادية يرجع إلى تدخل الدولة فيتحديد الأسعار و الأجور و الإنتاج ، فلا يزدهر الاقتصاد إلاّ إذا تحرر من كل القيودو القوى التي تعيق تطوره وفي هذا يقول آدم سميث أحد منظري الليبرالية دعه يعملأتركه يمر)، و إذا كان تدخل الدولة يعمل على تجميد وشل حركة الاقتصاد فإن التنافسالحر بين المنتجين يعتبر الوقود المحرك للآلة الاقتصادية فالحرية الاقتصادية تفتحآفاقا واسعة للمبادرات الفردية الخلاقة بحيث أن كل المتعاملين يبذلون قصارى جهدهملإنتاج ما هو أحسن وأفضل وبكمية أكبر و بتكلفة أقل ولا خوف في خضم هذا النشاط علىحركة الأجور و الأسعار لأن قانون العرض و الطلب يقوم بتنظيم هاتين الحركتين و فيهذا يرى آدم سميث أن سعر البضاعة يساوي ثمن التكلفة زائد ربح معقول ، لكن إذا حدثبسبب ندرة بضاعة معينة أن ارتفع سعر بضاعة ما فوق سعرها الطبيعي فإن هذه البضاعةتصبح مربحة في السوق الأمر الذي يؤدي بمنتجيها إلى المزيد من إنتاجها فيرتفع العرضو هذا يؤدي بدوره إلى انخفاض ثمنها و إذا زاد العرض عن الطلب بالنسبة لسلعة ما فإنمنتجيها يتوقفون عن إنتاجها أو يقللون منه لأنها غير مربحة و هذا يؤدي آليا إلىانخفاض العرض ومن ثمة ارتفاع الأسعار من جديد يقول آدم سميث إن كل بضاعة معروضة فيالسوق تتناسب من تلقاء نفسها بصفة طبيعية مع الطلب الفعلي ) ، وما يميز هذا النظام أنه لا يتسامح مع الضعفاء و المتهاونين والمتكاسلين ، و الملكية الخاصة و حب الناسللثروة هو الحافز الأول و الأساسي للإنتاج ، لذلك فإن أكثر الناس حرصا على السيرالحسن للعمل لأية وحدة إنتاجية هو مالكها ، بالإضافة إلى أن هذا النظام يحقق نوعامن العدالة الاجتماعية على أساس أنه ليس من المعقول ومن العدل أن يحرم الفرد حيازتهعلى شيء شقا وتعب كثيراً من أجله ، فبأي حق نمنع فردا من امتلاك ثمرة عمله وجهده ؟ .
النقد:

ان قيمة النظام الرأسمالي إذا نظرناإليها من زاوية النجاح الاقتصادي لا يمكن أن توضع موضع الشك و التقدم الصناعي والتكنولوجي و العلمي الذي حققته الدول الرأسمالية دليل على ذلك ، ولكن هذا الرأي لميصمد للنقد وذلك من خلال الانتقادات التي وجهها الاشتراكيون بقيادة كارل ماكس التييمكن تلخيصها فيما يلي : أولاها أن النظام الرأسمالي لا إنساني لأنه يعتبر الإنسانمجرد سلعة كباقي السلع وثانيها أن النظام الرأسمالي يكثر من التوترات والحروب منأجل بيع أسلحته التي تعتبر سلعة مربحة و الدليل على هذا دول العالم الثالث وفي هذايقول جوريسكا (إن الرأسمالي تحمل الحروب كما يحمل السحاب المطر) ، كذلك يقول تشومبيتر الرأسمالية مذهب وجد ليدمر) ، وثالثها أن النظام الرأسمالي أدى إلى ظهورالطبقية ـ برجوازية وكادحة ـ كما أه نظام لا يعرف فيه الإنسان الاستقرار النفسيبسبب طغيان الجانب المادي على الجانب الروحي وهذا النظام بدوره يقضي على الرأسماليين الصغار ، وأخيرا فإنه لايوجد تناسب فيما يخص الأجور وساعات العمل يقول ماركس 'إن الرأسمالية تحمل في طياتهابذور فنائها) .'
وعلى عكس الرأي السابق نجد أنصار النظام الاشتراكي الذي ظهر على أنقاض الرأسمالية وأهم رواده كارل ماكسوزميله انجلز في كتابه ـ رأس المال ـ ويرى ماركس أن المادية الجدلية هي المحركالأساسي للتاريخ فالنظام الاشتراكي يسعى من خلال توطين الشروط المادية إلى تحقيقالعدالة الاجتماعية وحياة اقتصادية مزدهرة وهذا من خلال مبادئ و أسس أهمها : الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج ـ الأرض لمن يزرعها والمصانع للعمال ـ وكذلكالتخطيط المركزي بالإضافة إلى اعتماد نظام التعاونيات في الإطار الفلاحي وفتحالمجال أمام النشاط النقابي لحماية حقوق العمال وحل مشكلة فائض الإنتاج والصراعالطبقي وكذا اعتماد مبدأ تكافؤ الفرص ، فالنظام الاشتراكي يعتمد كلية على الملكيةالجماعية لوسائل الإنتاج وذلك للقضاء على الظلم و استغلال الإنسان لأخيه الإنسانوبث الروح الجماعية والمسؤولية الجماعية في العمل وتعتبر الدولة هي الرأس المدبر والمخطط الأول و الأخير وهذا للقضاء على التنافس الذي يؤدي إلى الصراع وتحكم الفئةالثرية في المؤسسات الاقتصادية بحكم تعارض المصالح .
نقد:

لاشك أن النظام الاشتراكي استفاد من
بعض عيوب الرأسمالية لكنه لم يستفد من نقاطه أو جوانبه الإيجابية بل رفضه جملةوتفصيلاً وهذا الخطأ الذي ارتكبه المنظرون الاشتراكيون ضف إلى ذلك أنه بالرغم من الغايات الإنسانية التي يسعى إليها النظام الاشتراكي فقد أوجد جملة من السلبياتأهمها أنه فشل في إيجاد حلول لظاهرة التسيب و الإهمال و اللامبالاة وروح الاتكالكذلك أنه أوجد نوعا من التسيير البيروقراطي الإداري بالإضافة إلى ظهور المحسوبية والرشوة وضعف الإنتاج في ظل غياب المنافسة وكثرة البطالة .
تركيب:

إن
النظامين الاقتصاديين السابقين وإن اختلفا في المبادئ و الغايات الاقتصادية إلاّأنهما مع ذلك لهما أساس علمي واحد يجمع بينهما فكلاهما ينظر للحياة الاقتصادية نظرةمادية ويقيمها على شروط موضوعية وهذا لا يعني أنهما تجردا من القيم الإنسانية ، غيرأن فلسفة الاقتصاد في الإسلام تنظر إلى الحياة الاقتصادية نظرة أكثر شمولاً و تعتنيبالنواحي الإنسانية عناية خاصة، ومن جهة أخرى فان الاسلام حرّم الغش ' من غشنا فليس مني'، التطفيف في الميزان لقوله تعالى
'ويل للمطففين...' الرشوى' لعن رسول الله الراشي والمرتشي'
والاحتكار وكل ضروب الاستغلال.
الراي الشخصي:
أنا أرى شخصيا بأن النظامين السابقين ليس بمقدورهما تحقيق الرفاه الاجتماعي والازدهار الاقتصادي وأن النظام الأمثل لتحقيق هذا الازدهار هو النظام الاقتصادي الاسلامي الذي يجمع بين الاخلاق والاقتصاد ويجعل من المال كغالية وليس كوسيلة.
الخاتمة:

وفي الأخير وكحوصلة لما سبق فإن الاقتصاد الحر لا يحقق لا الحياة المزدهرة ولا العدالةالاجتماعية لأنها منبع المصائب والأزمات أما الاشتراكية فإنها رغم فضحها لعيوبالرأسمالية لم يتسن لها تحقيق روح العدل ومن هنا فالنظام الذي يحقق الحياة المزدهرةإنما هو النظام الذي يجمع بين عنصري الاقتصاد و الأخلاق في آن واحد ألا وهو النظام الاقتصادي الإسلامي










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
البكالوريا, انطلاق, تصحيح, علمية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:30

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc