قصة وعبرة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الإبتدائي > قسم الأرشيف

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

قصة وعبرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-03-29, 01:18   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نورالدين سطيف
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية نورالدين سطيف
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي قصة وعبرة

العاقبة
بقلم : هند بوسواليم من مجلّة أصوات الشمال
تصادف الانسان في حياته مواقف من شأنها أن تزعزعه و تحبطه و أرى أن الجحود أحد أحزّ تلك المواقف في نفس الانسان لذا فقد تخيّرت أن أمثّله من خلال قصّة بسيطة في ظاهرها غير أنّها تحمل في باطنها عديد الدّروس و العبر و سيكون من دواعي سروري أن أدرج للقرّاء خلاصة ما ينبغي لهم استنباطه من القصّة.
يحكى أنّ مزارعا عجوزا كان يعيش وحيدا في بيته العتيق بعد وفاة زوجه و كان قليل الاختلاط بالنّاس اذ انصرف جلّ وقته الى العناية ببستانه المحيط بمنزله, كان ذلك العجوز طيّب القلب و متفانيا و كان يظنّ خيرا بكلّ ما على البسيطة من خلائق . و على عادة ما قضته الطّبيعة البشريّة , لم يكن بوسع ذلك المزارع تقسيم محبّته على كلّ شيء بالتّساوي فأخذت بمجامع قلبه شجرة من أشجار بستانه لما رآه منها صلابة الجذع و شموخه و اخضرار الأوراق و كثافتها و وافر الظّلال فخصّها دونا عن غيرها بواسع محبّته و رعايته ...و لأنّ ذلك العجوز لم يكن بعيد النّظر في تقييمه الأمور كما أنّه كان يظنّ خيرا بكلّ شيء تقريبا فقد انتظر من تلك الشّجرة ثمارا لا تضاهيها غيرها في بداعة المنظر و لذّة الطّعم و اذ بالمواسم تتلو بعضها بعضا فتزهر الأشجار منبئة بقدوم الثّمار ثمّ تثمر الّا ما كان منها غير مخلوق لأجل أن يثمر و لكنّ تلك الشّجرة فارعة الشّموخ التّي راح العجوز يسقيها و يحرسها, يقلّم أغصانها و يجتث ما حولها من عشب يحسبه ضارّا لها و لا يدع طيرا يلامسها اذ يسارع الى ابعاده كلّما وقع عليه نظره خوفا من أن يفسد جمال أوراقها لم تجد بالثّمار فخاب العجوز و نال منه الجزع الّا أنّ عمى حبّه لها منعه من رؤية حقيقة عجزها عن العطاء فمنحها فرصة أخرى بل فرصا كثيرة أخرى و لكنّه كان يبلو نفسه في كلّ مرّة بأن يجني أضعاف الخيبة و الاحباط الى أن أقبل اليوم الذّي أدرك خلاله واقع الحال بعد أن فتح عينيه على الصّواب فما كان منه الّا أن انصرف عنها و هجرها الى بقيّة أشجاره التّي لم تبخل عليه بجودها رغم أنّه لم يكن يخصّها بذاك القدر من المحبّة و لا الاهتمام .
خلاصة قصّتنا أن ظاهر الأمور لا يعكس حقيقة باطنها و أنّ محبّتنا للبعض قد تعمينا عن تمييز معادنهم و أن الانسان قد لا يجني بمقدار ما يزرعه في كلّ مرّة فقد تبذل الغالي و النّفيس بغية ارضاء البعض دون أن تنالك منهم مودّة و لا امتنان...قد ينصرف البعض عن العالم كلّه و في أذهانهم تتراقص فكرة توحي لهم بأن أناسا معيّنين سيغنونهم عن كلّ شيء و لكنّهم لا يلقون من أولئك سوى الجحود و التّجاهل بينما يمكن للمودّة و التّقدير أن تقدم على الانسان من حيث لا يحتسب فلا ينبغي عليه أن ينصرف عن الجميع لأجل هذا او ذاك كما لا ينبغي عليه أيضا أن يبالغ في آماله المرتبطة بما يرجو نيله من غيره فالخيبة التّي سيجنيها ستفقده ثقته بنفسه و بمن حوله و الأجدر أن لا ينتظر من غيره الجزاء فالجزاء عند ربّ الجزاء .
يجحد الانسان و يجحد الحيوان و حتّى النّبات حتى الجماد فلا يجني الجاحد من جحوده غير الخسران ذلك أن الجميع ينصرفون عنه فيلبث في هذه الدّنيا وحيدا يطوقه النّدم في حين يهنؤ الممتنّ بكلّ لحظة من لحظات حياته يصحبه رضاه عن نفسه و رضا النّاس عنه و رضا خالقه و هو الأهمّ فلا تبخل على النّاس اذا ما أسدوا اليك معروفا بالتّعبير عن امتنانهم و ليكن من القلب و جد بمحبّتك و لا تنقطع عن الجود بها و ان خاب ظنّك أوّل الأمر و قل الحمد للّه فلا أحقّ بالحمد و الشّكر أحد سواه ثمّ البرّ بوالديك البرّ و لا تسل عن مودّة يبيعك أهلها بيعا فكما قال أحد الشّعراء
فما كلّ من تهواه يهواك قلبه ******************************** و لا كلّ من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الفؤاد طبيعة*********************************فلا خير في ودّ يجيء تكلّفا
هكذا البعض بل هكذا هم معظم الخلق لكن كيف يطيب للإنسان أن يبخل على أخيه بكلمة شكر و هل أسهل من أن تتلفّظ بتلك الكلمة أو أن تكتبه أو أن تعبّر عنها بأي سلوك تشاؤه و ترتضيه ؟؟؟...
ليست الغاية من قصّتنا هذه تشويق قرّائها لمعرفة النّهاية و انّما ارتأيت قولبة رسالتي في طابع قصصي بسيط يخلو من الحوار ليكون المغزى من الرّسالة أعمق و أدلّ اذ يجمع خيط الامتنان و العرفان قلوب البشر و يؤلّف بينها فلا أحبّ على قلب المرء من امرئ يأجر جمائله بالعرفان و لا أبغض عنده من النّفخ في قربة مثلومة يضيع نفسه و جهده لأجل نفخها فلا يجدي ذلك نفعا و اذ به يوضع أمام خيارين في كليهما مشقّة فإمّا أن يذرها على ما هي عليه و يدبر عنها و امّا أن يحاول جاهدا اصلاح شأنها عسى أن يناله منها نفع بعد العناء .
فإلى أين ستأول حاله و ايّاها؟؟؟...




مصدر الموضوع


https://www.aswat-elchamal.com/ar/?p=98&a=32207









 


قديم 2015-03-29, 08:27   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
قنون المربي والأستاذ
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية قنون المربي والأستاذ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا.









 

الكلمات الدلالية (Tags)
وعبرة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:35

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc