موضوع مميز تحفيظ حديث شريف لكل تلميذ(ة) في القسم - الصفحة 273 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم

منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم كل ما يختص بمناقشة وطرح مواضيع نصرة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم و كذا مواضيع المقاومة و المقاطعة...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تحفيظ حديث شريف لكل تلميذ(ة) في القسم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-08-27, 16:02   رقم المشاركة : 4081
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي

ومن الأحوال الفاضلة في الحشر، حال الشهيد فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يكلم أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله، إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب اللون لون دم, والريح ريح مسك)) .

ومن الأحوال الفاضلة في المحشر، حال الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله, ومنهم السبعة الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً، ففاضت عيناه))
.
وقال صلى الله عليه وسلم: ((تدني الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار الميل. قال الراوي: فلا أدري ما يعني بالميل؟ أمسافة الأرض، أم الميل الذي تكتحل به العين؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق. فمنهم من يكون إلى كعبيه. ومنهم من يكون إلى ركبتيه. ومنهم من يكون إلى حقويه. ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً)) وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه)) .فهذا دليل على تفاضل الخلق في وقوفهم بالمحشر قبل فصل القضاء.

ومن الأحوال المفضولة في الحشر، حال المتكبرين كما في الحديث: ((يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال, يغشاهم الذل من كل مكان))
.








 


رد مع اقتباس
قديم 2015-08-28, 11:04   رقم المشاركة : 4082
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل السمك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحًا منتنة» [متفق عليه].










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-28, 11:05   رقم المشاركة : 4083
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم مَن يُخالل» [رواه أبو داود].










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-29, 09:45   رقم المشاركة : 4084
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي

حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، حدثنا يونس - هو ابن عبيد - حدثنا عبيدة الهجيمي عن أبي تميمة الهجيمي ، عن جابر بن سليم الهجيمي قال : أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو محتب بشملة ، وقد وقع هدبها على قدميه ، فقلت : أيكم محمد - أو : رسول الله ؟ - فأومأ بيده إلى نفسه ، فقلت : يا رسول الله ، أنا من أهل البادية ، وفي جفاؤهم ، فأوصني . فقال :

" لا تحقرن من المعروف شيئا ، ولو أن تلقى أخاك ووجهك منبسط ، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستقي ، وإن امرؤ شتمك بما يعلم فيك فلا تشتمه بما تعلم فيه ، فإنه يكون لك أجره وعليه وزره . وإياك وإسبال الإزار ، فإن إسبال الإزار من المخيلة ، وإن الله لا يحب المخيلة ، ولا تسبن أحدا "
.

قال : فما سببت بعده أحدا ، ولا شاة ولا بعيرا...









رد مع اقتباس
قديم 2015-08-29, 10:09   رقم المشاركة : 4085
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي أمن يجيب المضطر إذا دعاه


يغتر بعض الناس بالمظاهر التي يتلبس بها من لا خلاق له، ونحن لا نعلم ببواطن الشر، ولكن الله تعالى يظهر تلك البواطن على فلتات اللسان، وقسمات الوجه، ويخرج ما يكتمون، وقد روي عن عثمان بن عفان – رضي الله عنه – أنه قال : من أسرَّ سريرة كساه الله جلبابها، وقد ذكر ابن كثير في تفسيره عند قول الله تعالى :
" أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ " [النمل : 62]
أن الحافظ ابن عساكر ذكر في ترجمة أبي بكر محمد بن داود الدينوري أنه قال : كنت أكاري على بغل لي من دمشق إلى بلد الزيداني، فركب معي ذات مرة رجل فمررنا في بعض الطريق على طريق غير مسلوكة، فقال لي : خذ مع هذه الطريق فإنها أقرب، فقلت : لا خيرة لي فيها، فقال : بل هي أقرب فسلكناها حتى انتهينا إلى مكان وعر، وواد عميق وفيه قتلى كثير، فقال لي : أمسك رأس البغل حتى أنزل فنزل وتشمر وجمع عليه ثيابه وسل سكينًا معه وقصدني ففررت منه فتبعني فناشدته الله تعالى وقلت له : خذ البغل وما عليه فقال : هو لي وفي يدي ولا أشاورك فيه , فقلت له : فماذا تريد؟ قال : أريد قتلك، فخوفته الله وذكرته العقوبة فلم يقبل مني فاستسلمت بين يديه وقلت له : إن رأيت أن تتركني حتى أصلي ركعتين ؟ قال : نعم، عجل فيهما... وهكذا يعرف الصالحون يتعاملون مع الرب ويحسنون الاتصال به ويقدمون العمل الصالح ويلجؤون إليه ويوقنون أن الاتصال البشري لا يجدي فهم في مناجاة مع الرب، وصاحب هذا العمل لا يخسر؛ بل إن قتل فيكون قد ودع الدنيا بأفضل الأعمال، وإن بقي فيكون قد تسلح بسلاح قوي وزادت علاقته وصلته بربه ولو عرف الناس هذا الخير ما تركوه، ولقضيت حاجاتهم في كل وقت، وفي كل حين، ونسأل الله أن يلهمنا رشدنا وأن يقينا شر أنفسنا .

قال اللص للدينوري عجّل عليَّ فقام المكروب يصلي فأرتج عليه القرآن ونسيه كله من هول الموقف، إذ السيف على رأسه واللص يقول عجل قبل أن يكبر وعند التكبير وبعد التكبير وفي كل لحظة فما تذكر من القرآن شيئًا حتى الفاتحة يقول : فبقيت واقفًا متحيرًا وهو يقول : هيه أفرغ، فبينما أنا فيه همّ وضيق ألقى الله على لساني : " أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ" فقرأتها فإذا بفارس قد أقبل من فم الوادي وبيده حربة فرمى بها الرجل، فما أخطأت فؤاده فخر صريعًا فتعلقت بالفارس وقلت : بالله من أنت؟ قال : أنا رسول الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء . قال: فأخذت البغل والحمار ورجعت سالمًا( تفسير ابن كثير جزء 3 ). ( اتق دعوة المظلوم)
.









رد مع اقتباس
قديم 2015-08-29, 10:11   رقم المشاركة : 4086
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي


وما أشبه هذه القصة بقصة أبي معلق الصحابي الجليل الذي كان يتجر بماله وكان ناسكًا ورعًا فخرج مرة بتجارته فلقيه لص مقنع في السلاح فقال : ضع ما معك فإني قاتلك، قال : خذ المال، قال : سآخذه ولكني أريد روحك، قال : إذن اتركني أصلي أربع ركعات، قال: صل ما بدا لك، فتوضأ أبو معلق وأحسن وضوءه ثم استقبل القبلة وصلى أربع ركعات من أحسن ما صلى خشوعًا وخضوعًا فلما سجد السجدة الأخيرة من الركعة الرابعة دعا وقال : يا ودود يا ذا العرش المجيد، يا فعالاً لما تريد، أسألك بعزك الذي لا يرام، وبملكك الذي لا يضام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك، أن تكفيني شر هذا اللص، يا مغيث أغثني، يا مغيث أغثني، يا مغيث أغثني، فإذا بذاك الفارس قد أقبل وبيده حربة قد وضعها بين أذني فرسه فلما بصر به اللص أقبل نحوه فطعنه الفارس فقتله, ثم أقبل إليه فقال : قم فقام وأتم صلاته ثم سلم وقال : من أنت فقد أغاثني الله بك اليوم ؟ قال : أنا ملك من أهل السماء الرابعة، دعوت بدعائك الأول فسمعت لأبواب السماء قعقعة، ثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجة، ثم دعوة بدعائك الثالث فقيل لي دعاء مكروب، فسألت الله أن يوليني قتله ( اتق دعوة المظلوم)
.

[img]

[/img]









رد مع اقتباس
قديم 2015-08-29, 15:52   رقم المشاركة : 4087
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ} ​ لخالد أبو شادي

سبحانه فارج الهمِّ وكشَّاف الكُرَب! هو من ساءل الكفرة.. من بارزوه بالعصيان حين عدَّد عليهم نعمه في كتابه العزيز، فقال: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ}، فسبحان من أشهد الكفار على إجابته دعوة المضطرين منهم! فما بالك بالمضطرين من عباده المؤمنين؟!

دخل طاوس اليماني على عبيد الله بن أبي صالح يعوده من مرضه، فقال له عبيد الله: ادعُ الله لي يا أبا عبد الرحمن!
قال: ادعُ لنفسك، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه[1].
وجاء رجُلٌ إلى مالك بن دينار فقال: أنا أسألك با لله أن تدعو لي فأنا مُضْطَرٌّ، فقال: إذا فاسأله فإنَّه يُجيبُ المضطَّر إذا دعاه.
فمن هو المضطر بحق؟!
فاسمع أقوالهم:
قال ابن عبَّاس: هو ذو الضَّرورة المجهود.
وقال السُّدِّيُّ: الذي لا حول له ولا قــــــوة.
وقال ذو النُّون: هو الَّذي قطع العلائق عما دون الله[2].

ومن أنواع المضطرين: المريض، ولذا كان طاوس يقول: دعاء المريض مستجاب، أما سمعت قوله تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ[3].
وصدق الشَّاعر المؤمن (المضطر) حين حكى تجربته العملية قائلا:

وإني لأدعو الله والأمر ضيِّقٌ ... عليَّ فما ينفكُّ أن يَتَفـــــــــرَّجا
ورب أخٍ سُدَّت عليه وجــوهُه ... أصاب لها لما دعا الله مخرجا
سبحانه فارج الهمِّ وكشَّاف الكُرَب! هو من ساءل الكفرة.. من بارزوه بالعصيان حين عدَّد عليهم نعمه في كتابه العزيز، فقال: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ}
فسبحان من أشهد الكفار على إجابته دعوة المضطرين منهم!
فما بالك بالمضطرين من عباده المؤمنين؟!

ولذا قيل في قيمة الاضطرار وأثرها على إصابة سهم الدعاء: خيرُ الدعاء ما هيَّجَته الأحزان[4].
وسبب إجابة دعوة المضطرين هو ذكره الإمام القرطبي: والسبب في ذلك أنَّ الضرورة إليه باللَّجَأ ينشأ عن الإخلاص وقطع القلب عما سواه، وللإخلاص عنده سبحانه موقعٌ وذمّةٌ وُجِدَ مِنْ مؤمن أو كافر، طائع أو فاجر[5].

وانظر اضطرار سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وتقطع أسبابه يوم بدر لتذوق معنى الاضطرار، ثم تقلِّد شعوره في دعائك، وتسلك طريقه في رفع حاجاتك: رفع يديه صلى الله عليه وسلم داعيا حتى سقط الرداء عن كتفيه ورؤي بياض إبطيه، وهو يلهج: «اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهمّ إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تُعبد في الأرض».

فما زال يهتف بها مستقبلا القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر الصديق متأثِّرا بحاله، ثم التزمه من ورائه قائلا: يا رسول الله! كفاك مناشدتك ربَّك، فإنه سينجز لك ما وعدك.
كان هذا دعاء سيد النبيين وقدوة العالمين وهو يعلِّم أمته فنَّ الاضطرار وسبل الافتقار، فما أسرع الخير والمدد بالانهمار {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلف من الْمَلَائِكَة مُردفِينَ}.
وهنا خفق رسول الله صلى الله عليه وسلم خففة وهو في العريش، ثُمَّ انتبه وقال: «أبشِر يا أبا بكر! أتاك نَصْرُ الله.. هذا جبريل آخِذٌ بِعنان فرس يقوده على ثناياه النَّقع».

واسمع ما مرَّ بأبي حامد الغزالي من شدة كادت تعصف بدينه وإيمانه، وما لقيه من شهوات وشبهات لم ينجِّه منها إلا دعاء المضطرين: فلم أزل أتردد بين تجاذب شهوات الدنيا، ودواعي الآخرة قريبا من ستة أشهر، أولها رجب سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وفي هذا الشهر جاوز الأمر حد الاختيار إلى الاضطرار، إذ قفل الله على لساني حتى اعتقل عن التدريس، فكنت أجاهد نفسي أن أدرس يوما واحدا تطييبا للقلوب المختلفة إليَّ، فكان لساني لا ينطق بكلمة واحدة، ولا أستطيعها البتة ... ثم لما أحسست بعجزي، وسقط بالكلية اختياري، التجأت إلى الله تعالى، التجاء المضطر الذي لاحيلة له، فأجابني الذي يجيب المضطر إذا دعاه، وسهل على قلبي الإعراض عن الجاه والمال والأولاد والأصحاب[6].

ولذا جاء في الحكم العطائية: ما طلب لك شيءٌ مثل الاضطرار، ولا أسرعَ بالمواهب مثل الذلة والافتقار.
إن الاضطرار مالٌ يمنحك الله إياه لتستجلب به أرباحا غزيرة، وإن الاضطرار في قلبك جزء يسير من عطاء رباني ينتظرك وفضل عظيم ترفل فيه عن قريب، ولذا كانت الشدائد عند المؤمنين مفتاح المواهب.
ولعل هذا ما اكتشفه ابن القيم في قيمة كنز الاضطرار الذي أهدته له أيادي المحن، وذلك حين قصَّ تجربته الإيمانية قائلا: من كمال إحسان الرَّب تعالى أن يُذيق عبده مرارة الكسر قبل حلاوة الجبر، ويُعَرِّفه قدر نعمته عليه بأن يبتليه بِضِدِّها[7].

دعوات المكروب: واسمع ماذا كان يقول صلى الله عليه وسلم عندما يُحزِنه شيء في كلمات تعبِّر عن اضطراره وغاية افتقاره: «كان إذا كرَبه أمر قال: يا حي يا قيوم .. برحمتك أستغيث» [8].
وهو ما أوصى به ابنته فاطمة في كلمات تنبعث منها حرارة الحاجة ولوعة الفاقة، ثم أوصاها أن تكرِّر ذلك مرتين يوميا كجرعة لازمة واقية من الكروب والأحزان: «ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به؟ أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، وأصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا»[9].

وقوله صلى الله عليه وسلم كذلك لأسماء بنت عميس .. يعلِّمها قطع الروابط والعلائق إلا بالله، وذلك بترديد كلمة التوحيد مع كل كرب شديد: «ألا أعلمك كلمات تقولهن عند الكرب؟ اللهُ .. الله ربي لا أشرك به شيئا»[10].

يا خالق الخلق يا رب العبــــــــاد ومن *** قد قال في محـــكم التنزيل ادعوني
إنّي دعوتك مُضطرا فخُذ بيــــــــــدي *** يا جاعل الأمر بين الكاف والنـــون
نجَّيتَ أيوب من بلـــــــــواه حين دعا *** بصبر أيوب يا ذا اللطف نجّيــــــني
واطلق سراحي وامنُن بالخلاص كما *** نجَّيتَ من ظلمات البحر ذا النـــــون

كيف الوصول؟!
لكن كيف تصل إلى هذا الاضطرار؟!
وكيف تعلم أنك قد حصَّلت ما ينفعك منه ويلِّغك مقصودك؟!
وهل لذلك علامات؟!

أجاب على هذا مُوَرِّقٌ العِجلي رحمه الله، فوصف لك صورة المضطر بحق كي تقارن دعاءك به، وتحشو قلبك بما في قلبه، وتقصِّر بذلك السِّكة إلى العطاء، وتختصر الطريق إلى إجابة الدعاء، فقال رحمه الله: "ما وجدتُ للمؤمن مثلاً إلاَّ رجلاً في البحر على خشبة، فهو يدعو يا ربِّ يا ربِّ، لعل الله عزَّ وجلَّ أن ينجيَه[11].

وانقطاع الأسباب هو أوسع باب من أبواب الرجاء، وتسلق قمة الاضطرار هو الذي يوصلك إلى أفضل العطايا، وانظر كيف فطن الإمام الجنيد إلى هذه اللطيفة، فحين جاءته امرأة شاكية: ادعُ اللَّه تعالى لي فإن ابنا لي ضاع، فقال: اذهبي واصبري، فمضت ثُمَّ عادت فقالت مِثل ذلك، فقال لها الجنيد: اذهبي واصبري فمضت، ثُمَّ عادت ففعلت مِثل ذلك مرات، والجنيد يقول لها: اصبري، فقالت: عيل صبري ولم يبق لي طاقة، فادع لي، فقال الجنيد:
إن كان كما قُلْت فاذهبي، فقد رجع ابنك!
فمضت ثُمَّ عادت تشكر له، فقيل للجنيد: لم عرفت ذلك؟ فقال: قال الله تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: 62][12].


[1] صفة الصفوة 1/454.
[2] القرطبي 13/222.
[3] اللطائف والظرائف 267 عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي - دار المناهل، بيروت.
[4] الرسالة القشيرية 2/426.
[5] تفسير القرطبي 13/223.
[6] المنقذ من الضلال ص 174،175- ط دار الكتب الحديثة.
[7] مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة 1/306.
[8] حسن: رواه الترمذي عن أنس كما في صحيح الجامع رقم: 4777.
[9] صحيح: رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة والبيهقي في الأسماء كما في السلسلة الصحيحة رقم: 227.
[10] حسن: رواه أحمد ,ابو داود ابن ماجة عن أسماء بنت عميس كما في صحيح الجامع رقم: 2623.
[11] الزهد لأحمد بن حنبل ص 247 – ط دار الكتب العلمية.
[12] الرسالة القشيرية 1/421-422.









رد مع اقتباس
قديم 2015-08-29, 16:28   رقم المشاركة : 4088
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 أمَّنْ يجيب المضطر؟ ليمامة الوادي


أمَّنْ يجيب المضطر؟
قال الحارث المحاسبي في كتابه"رسالة المسترشدين:
"وراع همك بمعرفة قرب الله منك
وقم بين يديه مقام العبد المستجير
تجده رؤوفًا رحيمًا"
وما أسرع إجابته وما أشد عونه لمن وقف بين يديه مستجيرًا به ليس في قلبه إلا الله - تعالى -.
نقل الحافظ ابن كثير في تفسيره عند قوله - تعالى - في سورة النمل
(أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)
قال صاحب الظلال في معنى الآية:
فالمضطر في لحظات الكربة والضيق لا يجد له ملجأً إلا الله يدعوه ليكشف عنه الضر والسوء؛
ذلك حين تضيق الحلقة، وتشتد الخنقة، وتتخاذل القوى، وتتهاوى الأسناد، وينظر الإنسان حواليه، فيجد نفسه مجردًا من وسائل النصرة وأسباب الخلاص، لا قوته ولا قوة في الأرض تنجده، وكل ما كان يعده لساعة الشدة قد زاغ عنه أو تخلَّى، وكل من كان يرجوه للكربة قد تنكَّر له أو تولى
في هذه اللحظة تستيقظ الفطرة فتلجأ إلى القوة الوحيدة التي تملك الغوث والنجدة، ويتجه الإنسان إلى الله ولو كان فد نسيه من قبل في ساعات الرخاء، فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه هو وحده دون سواه، يجيبه ويكشف عنه السوء ويردّه إلى الأمن والسلامة، وينجيه من الضيقة الآخذة بالخناق.
والناس يغفلون عن هذه الحقيقة في ساعات الرخاء وفترات الغفلة، يغفلون عنها فيلتمسون القوة والنصرة والحماية في قوة من قوى الأرض الهزيلة، فأما حين تلجئهم الشدة ويضطرهم الكرب، فتزول عن فطرتهم غشاوة الغفلة، ويرجعون إلى ربهم منيبين مهما يكونوا من قبل غافلين أو مكابرين.
والقرآن يرد المكابرين الجاحدين إلى هذه الحقيقة الكامنة في فطرتهم، ويسوقها لهم في مجال الحقائق الكونية التي ساقها من قبل، ويمضي في لمس مشاعرهم بما هو واقع في حياتهم: (وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ)، فمن يجعل الناس خلفاء الأرض؟ أليس هو الله الذي استخلف جنسهم في الأرض أولاً ثم جعلهم قرنًا بعد قرن، وجيلاً بعد جيل؟ أليس هو الله الذي فطرهم وفق النواميس التي تسمح بوجودهم في الأرض، وزودهم بالطاقات والاستعدادات التي تقدرهم على الخلافة فيها، والنواميس التي تجعل الأرض لهم قرارًا، والتي تنظم الكون كله، متناسقًا بعضه مع بعض، بحيث تتهيأ للأرض تلك الموافقات والظروف المساعدة للحياة.
ولو اختلّ شرط واحد من الشروط الكثيرة المتوافرة في تصميم هذا الوجود وتنسيقه لأصبح وجود الحياة على هذه الأرض مستحيلاً.
إنها كلها حقائق في الأنفس كتلك الحقائق في الآفاق
فمن الذي حقّق وجودها وأنشأها، من؟
(أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ).
إنهم لينسون ويغفلون
وهذه الحقائق كامنة في أعماق النفوس مشهودة في واقع الحياة
(قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ)
ولو تذكَّر الإنسان وتدبَّر مثل هذه الحقائق لبقي موصولاً بالله صلة الفطرة الأولى
ولما غفل عن ربه، ولا أشرك به أحدًا.

فسبحانك يا ربي.. ما أعظمك.. نلجأ إليك..
ونسألك كشف السوء عنا وعن المسلمين









رد مع اقتباس
قديم 2015-08-29, 21:42   رقم المشاركة : 4089
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لعمرو بن العاص رضي اللّه عنه: “أمَا علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحجّ يهدم ما كان قبله” رواه مسلم.










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-30, 14:50   رقم المشاركة : 4090
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر من الدعاء في الرخاء)
[الترمذي -الحاكم صحيح الإسناد]










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-30, 15:01   رقم المشاركة : 4091
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان))
رواه الإمام أبو داود.










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-30, 15:04   رقم المشاركة : 4092
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 ما جاء في الحديث الشريف عن فضل الحب في الله:

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((أن رجلا زار أخاً له في قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته ملكاً، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا غير أني أحببته في الله -عز وجل- قال: فاني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه)) الحديث في صحيح مسلم، كتاب البر والصلة.


معاني الكلمات:
مدرجته: طريقه.
تربها: تقوم بإصلاحها.
قال الإمام النووي في هذا الحديث فضل المحبة في الله تعالى، وأنها سبب لحب الله تعالى للعبد، وفيه كذلك فضل زيارة الصالحين والأصحاب.









رد مع اقتباس
قديم 2015-08-30, 15:08   رقم المشاركة : 4093
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 ما جاء في قصص السلف الصالح عن فضل الحب في الله:

روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي مسلم قال: دخلت مسجد حمص فإذا فيه اثنان وثلاثون رجلاً من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: وفيهم شاب أكحل، براق الثنايا، محتب، فإذا اختلفوا في شيء سألوه فأخبرهم فانتهوا إلى خبره.قال: قلت: من هذا؟ قالوا: هذا معاذ بن جبل، قال: فقمت إلى الصلاة.قال: فأردت أن ألقى بعضهم، فلم أقدر على أحد منهم انصرفوا.فلما كان الغد دخلت فإذا معاذ يصلي إلى سارية، قال: فصليت عنده فلما انصرف جلست بيني وبينه السارية تم احتبيت ساعة لا أكلمه ولا يكلمني.قال ثم قلت: والله إني لأحبك لغير دنيا أرجوها، أو أصيبها منك ولا قرابة بيني وبينك، قال: فلأي شيء؟ قال: قلت: لله -تبارك وتعالى- قال: فنثر حبوتي، ثم قال: فأبشر إن كنت صادقاً، فأني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
((المتحابون في الله -تبارك وتعالى- في ظل العرش)) ]يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ يَغْبِطُهُمْ بِمَكَانِهِمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ .قَالَ ثُمَّ : خَرَجْتُ فَأَلْقَى عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ قَالَ : فَحَدَّثْتُهُ بِالَّذِي حَدَّثَنِي مُعَاذٌ فَقَالَ : عُبَادَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ : حَقَّتْ مَحَبَّتِي عَلَى الْمُتَحَابِّينَ فِيَّ ، يَعْنِي نَفْسَهُ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَنَاصِحِينَ فِيَّ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي عَلَى الْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي عَلَى الْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمْ بِمَكَانِهِمُ النَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ









رد مع اقتباس
قديم 2015-08-30, 15:17   رقم المشاركة : 4094
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ

من الذي يفْزعُ إليه المكروبُ ، ويستغيثُ به المنكوبً ، وتصمدُ إليه الكائناتُ ، وتسألهُ المخلوقاتُ ، وتلهجُ بذكِرِه الألسُنُ وتُؤَلِّهُهُ القلوب ؟ إنه اللهُ لا إله إلاَّ هو.وحقٌ عليَّ وعليك أن ندعوهُ في الشدةِ والرَّخاءِ والسَّراءِ والضَّراءِ ، ونفزعُ إليه في المُلِمَّاتِ ونتوسّلُ إليه في الكرباتِ وننطرحُ على عتباتِ بابهِ سائلين باكين ضارعين منيبين ، حينها يأتي مددُهْ ويصِلُ عوْنُه ، ويُسْرعٌ فرجُهُ ويَحُلَّ فتْحُهُ ﴿ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾ فينجي الغريق ويردُّ الغائب ويعافي المبتلي وينصرُ المظلوم ويهْدِي الضالَّ ويشفي المريض ويفرّجُ عن المكروبِ ﴿ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ .ولن أسْرُد عليك هنا أدعية إزاحةِ الهمِ والغمِ والحزنِ والكربِ ، ولكن أُحيلُك إلى كُتُبِ السُّنَّةِ لتتعلم شريف الخطابِ معه ؛ فتناجيهِ وتناديهِ وتدعوهُ وترجوه، فإن وجدْتهُ وجدْت كلَّ شيءٍ ، وإن فقدت الإيمان به فقدت كلَّ شيء ، إن دعاءك ربَّك عبادةٌ أخرى ، وطاعةٌ عظمى ثانيةٌ فوق حصولِ المطلوبِ ، وإن عبداً يجيدُ فنَّ الدعاءِ حريٌّ أن لا يهتمَّ ولا يغتمَّ ولا يقلق كل الحبال تتصرّم إلاَّ حبلُه كلُّ الأبوابِ توصدُ إلاَّ بابهُ وهو قريبٌ سميعٌ مجيبٌ ، يجيب المضطرَّ إذا دعاه يأمُرُك- وأنت الفقيرُ الضعيفُ المحتاجُ ، وهو الغنيُّ القويُّ الواحدُ الماجدُ - بأن تدعوه ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ إذا نزلتْ بك النوازلُ ، وألَمَََََّتْ بك الخطوبُ فالْهجْ بذكرِهِ ، واهتفْ باسمِهِ ، واطلبْ مددهُ واسألْه فتْحهُ ونصْرَهُ ، مرِّغِ الجبين لتقديسِ اسمِهِ ، لتحصل على تاج الحريَّةِ ، وأرغم الأنْف في طين عبوديتِهِ لتحوز وِسام النجاةِ ، مدَّ يديْك ، ارفع كفَّيْكَ ، أطلقْ لسانك ، أكثرْ من طلبِهِ ، بالغْ في سؤالِهِ ، ألحَّ عليه ، الزمْ بابهُ ، انتظرْ لُطْفُه ، ترقبْ فتْحهُ ، أشْدُ باسمِهِ ، أحسنْ ظنَّك فيه ، انقطعْ إليه ، تبتَّلْ إليه تبتيلاً حتى تسعد وتُفْلِحَ .









رد مع اقتباس
قديم 2015-08-30, 16:33   رقم المشاركة : 4095
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي

حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ صُهَيْبٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ فَلَمَّا كَبِرَ السَّاحِرُ قَالَ لِلْمَلِكِ : إِنِّي قَدْ كَبِرَتْ سِنِّي ، وَحَضَرَ أَجَلِي فَادْفَعْ إِلَيَّ غُلَامًا فَلَأُعَلِّمُهُ السِّحْرَ ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ غُلَامًا ، فَكَانَ يُعَلِّمُهُ السِّحْرَ ، وَكَانَ بَيْنَ السَّاحِرِ وَبَيْنَ الْمَلِكِ رَاهِبٌ ، فَأَتَى الْغُلَامُ عَلَى الرَّاهِبِ ، فَسَمِعَ مِنْ كَلَامِهِ فَأَعْجَبَهُ نَحْوُهُ وَكَلَامُهُ ، فَكَانَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ

وَقَالَ : مَا حَبَسَكَ ؟ وَإِذَا أَتَى أَهْلَهُ ضَرَبُوهُ وَقَالُوا : مَا حَبَسَكَ ؟ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ فَقَالَ : إِذَا أَرَادَ السَّاحِرُ أَنْ يَضْرِبَكَ فَقُلْ : حَبَسَنِي أَهْلِي ، وَإِذَا أَرَادَ أَهْلُكَ أَنْ يَضْرِبُوكَ فَقُلْ : حَبَسَنِي السَّاحِرُ ، قَالَ : فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى دَابَّةٍ فَظِيعَةٍ عَظِيمَةٍ ، وَقَدْ حَبَسَتِ النَّاسَ ، فَلَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَجُوزُوا ،

فَقَالَ : الْيَوْمَ أَعْلَمُ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ أَمْ أَمْرُ السَّاحِرِ ؟ فَأَخَذَ حَجَرًا فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ وَأَرْضَى لَكَ مِنَ أَمِرِ السَّاحِرِ ، فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَجُوزَ النَّاسُ ، وَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا ، وَمَضَى النَّاسُ ، فَأَخْبَرَ الرَّاهِبَ بِذَلِكَ ، فَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ ، أَنْتَ أَفْضَلُ مِنِّي ، وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى ، فَإِنْ ابْتُلِيتَ ، فَلَا تَدُلَّ عَلَيَّ ، فَكَانَ الْغُلَامُ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَسَائِرَ الْأَدْوَاءِ وَيَشْفِيهِمْ ، وَكَانَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ فَعَمِيَ ، فَسَمِعَ بِهِ ، فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ فَقَالَ : اشْفِنِي وَلَكَ مَا هَاهُنَا أَجْمَعُ ،

فَقَالَ : مَا أَشْفِي أَنَا أَحَدًا ، إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ ، فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِهِ ، دَعَوْتُ اللَّهَ فَشَفَاكَ ، فَآمَنَ فَدَعَا اللَّهَ لَهُ فَشَفَاهُ ، ثُمَّ أَتَى الْمَلِكَ ، فَجَلَسَ مِنْهُ نَحْوَ مَا كَانَ يَجْلِسُ ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : يَا فُلَانُ ، مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ ؟

فَقَالَ : رَبِّي ، قَالَ : أَنَا ؟ قَالَ : لَا ، وَلَكِنْ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ ، قَالَ : أَوَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي ؟ قَالَ : نَعَمْ . فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّهُ عَلَى الْغُلَامِ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ فَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ أَنْ تُبْرِئَ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَهَذِهِ الْأَدْوَاءَ ؟ قَالَ : مَا أَشْفِي أَنَا أَحَدًا ، مَا يَشْفِي غَيْرُ اللَّهِ ، قَالَ : أَنَا ؟ قَالَ : لَا . قَالَ : أَوَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي ؟ قَالَ : نَعَمْ ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ ، فَأَخَذَهُ أَيْضًا بِالْعَذَابِ ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ ، فَأُتِيَ بِالرَّاهِبِ ، فَقَالَ : ارْجِعْ عَنْ دِينِكِ ، فَأَبَى ، فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ ،

وَقَالَ لِلْأَعْمَى : ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ فِي الْأَرْضِ ، وَقَالَ لِلْغُلَامِ : ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ ، فَأَبَى ، فَبَعَثَ بِهِ مَعَ نَفَرٍ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ : إِذَا بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ ، وَإِلَّا فَدَهْدِهُوهُ مِنْ فَوْقِهِ ، فَذَهَبُوا بِهِ ، فَلَمَّا عَلَوْا بِهِ الْجَبَلَ قَالَ : اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ ، فَرَجَفَ بِهِمُ الْجَبَلُ فَتَدَهْدَهُوا أَجْمَعُونَ ، وَجَاءَ الْغُلَامُ يَتَلَمَّسُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى الْمَلِكِ ، فَقَالَ : مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ ؟ فَقَالَ : كَفَانِيهِمُ اللَّهُ ، فَبَعَثَ بِهِ مَعَ نَفَرٍ فِي قُرْقُورٍ ،

فَقَالَ : إِذَا لَجَجْتُمْ بِهِ الْبَحْرَ ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ ، وَإِلَّا فَغَرِّقُوهُ فَلَجَّجُوا بِهِ الْبَحْرَ ، فَقَالَ الْغُلَامُ : اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ ، فَغَرِقُوا أَجْمَعُونَ ، وَجَاءَ الْغُلَامُ يَتَلَمَّسُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى الْمَلِكِ ،

فَقَالَ : مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ ؟ قَالَ : كَفَانِيهِمُ اللَّهُ ، ثُمَّ قَالَ لِلْمَلِكِ : إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ ، فَإِنْ أَنْتَ فَعَلْتَ مَا آمُرُكَ بِهِ قَتَلْتَنِي ، وَإِلَّا فَإِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ قَتْلِي ، قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ ، ثُمَّ تَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ فَتَأْخُذُ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي ،

ثُمَّ قُلْ : بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي ، فَفَعَلَ وَوَضَعَ السَّهْمَ فِي كَبِدِ قَوْسِهِ ثُمَّ رَمَى فَقَالَ : بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ ، فَوَضَعَ السَّهْمَ فِي صُدْغِهِ فَوَضَعَ الْغُلَامُ يَدَهُ عَلَى مَوْضِعِ السَّهْمِ وَمَاتَ.

فَقَالَ النَّاسُ : آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ ، فَقِيلَ لِلْمَلِكِ : أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ ؟ فَقَدْ وَاللَّهِ نَزَلَ بِكَ ، قَدْ آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ ، فَأَمَرَ بِأَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخُدِّدَتْ فِيهَا الْأُخْدُودُ وَأُضْرِمَتْ فِيهَا النِّيرَانُ ، وَقَالَ : مَنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ فَدَعُوهُ ، وَإِلَّا فَأَقْحِمُوهُ فِيهَا ، قَالَ : فَكَانُوا يَتَعَادَوْنَ فِيهَا وَيَتَدَافَعُونَ ، فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا تُرْضِعُهُ ، فَكَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِي النَّارِ ، فَقَالَ الصَّبِيُّ : يَا أُمَّهْ ، اصْبِرِي ، فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ ....









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
القسم, تلميذ(ة), تخفيظ, جيدة, زريف


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:04

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc