هل رجع الأشعري إلى عقيدة السلف؟ - بحث للشيخ محمد حاج عيسى الجزائري الجزء الثالث - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هل رجع الأشعري إلى عقيدة السلف؟ - بحث للشيخ محمد حاج عيسى الجزائري الجزء الثالث

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-02-02, 00:32   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نهى اسطاوالي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي هل رجع الأشعري إلى عقيدة السلف؟ - بحث للشيخ محمد حاج عيسى الجزائري الجزء الثالث

هل رجع الأشعري إلى عقيدة السلف؟ - بحث للشيخ محمد حاج عيسى الجزائري
المبحث الثالث : موقف ابن تيمية من عقيدة الأشعري


بعد أن بينا في المبحثين السابقين الأخطاء التي تدل على بقاء الأشعري على المنهج الكلامي في إثبات العقائد، وعلى عدم رجوعه إلى عقيدة السلف ومنهجهم في التلقي، نأتي في هذا المبحث لنبين موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من قضية رجوع الأشعري إلى عقيدة السلف، ولنسجل شهادته من كتبه المتعددة أنه لم يعرفها ولم يرجع إليها، وأنه لما ترك الاعتزال انتقل إلى مذهب توسط فيه بين مذهب أهل السنة والمعتزلة في قضايا الصفات، وتطرف في مخالفتهم في قضايا أخرى.
وسأبين على لسان شيخ الإسلام أنه لم تكن له سوى مرحلتين، وذلك من خلال تفصيل عقيدة الأشعري في الصفات، ولما كان إثباته لبعض الصفات التي عطلها المنتسبون إلى نحلته من المتأخرين؛ قد جعل كثيرا من أهل السنة يحسنون الظن به ويقولون برجوعه في مرحلة ثالثة إلى عقيدة السلف، رأيت ضرورة تفصيل القول في مذهب الأشعري في صفات المولى عز وجل بجميع أنواعها وكذلك عقيدة ابن كلاب ليتبين موافقته له في أكثر الأنواع([1]). وقد جعلت هذا المبحث في تمهيد ومطلبين:


تمهيد في بيان أقسام الصفات عند الأشعرية

المطلب الأول : عقيدة الأشعري وابن كلاب في الصفات الخبرية

المطلب الثاني : من أوجه تخطئة من قال برجوع الأشعري إلى عقيدة السلف.

تمهيد في بيان أقسام الصفات عند المتكلمين



تنقسم صفات المولى عز وجل عند المتكلمين إلى قسمين صفات عقلية وصفات خبرية.

أ ولا : الصفات العقلية :
وهي التي دل عليها العقل مع ورود السمع بها كالوجود والكلام والإرادة.
وهي تنقسم إلى أقسام كثيرة، وهم يختلفون في إثبات بعضها ونحن نذكرها جميعا .
1-الصفات النفسية وهي التي تدل على الذات فقط دون معنى زائد عليها - في زعمهم - وهي صفة الوجود.
2-صفات المعاني وهي الصفات السبع المشهورة (الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام).
3-الصفات المعنوية أو الأحوال وهي متعلقة بالصفات السبع المشهورة ( كونه حيا، وكونه عليما، وكونه قادرا وكونه مريدا وكونه سميعا …) ويقولون الحال صفة لموجود لا يتصف بوجود ولا عدم!!.
4-الصفات السلبية (تطلق على الله ولا يراد بها إثبات معناها ولكن نفي ضدها) وهي عندهم خمسة: الوحدانية والقدم والبقاء والقيام بالنفس والمخالفة للحوادث.


ثانيا : الصفات الخبرية :

وهي الصفات التي دل عليها السمع وليس في العقل ما يدل عليها كالوجه واليدين. وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام يختلفون في التعامل معها إثباتا وتعطيلا وتفويضا.
1-الصفات الذاتية كالوجه واليدين والعينين، وقد تخص عند بعضهم باسم الصفات الخبرية .
2-صفات فعلية (وهي عند أهل السنة متعلقة بالمشيئة )
ومنها الصفات اللازمة للذات لا تتعلق بالمخلوقات كالاستواء والنزول والمجيء
ومنها الصفات المتعدية تتعلق بالمخلوقات كالخلق والرزق والإحياء والإماتة.

المطلب الأول :عقيدة الأشعري وابن كلاب في الصفات الخبرية

إن أهل السنة والجماعة لا يقرون بأصل التقسيم المذكور في التمهيد، حيث جعل ضابطه حكم العقل، لأن العقل لا حكم له في الأصول ولا الفروع، ولكنه يفهم ويؤمن ويصدق ويسلم، لذلك هم يخالفون الأشاعرة في الصفات التي اعتبروها سلبية لا تدل على معاني ثبوتية كما يخالفونهم في الصفات المعنوية كالسمع والبصر والكلام التي جعلوها تدل على معان قائمة بالذات دون أن تكون متجددة ومتعلقة بالمشيئة، ولذلك سنبين في هذا المطلب عقيدة الأشعري وابن كلاب – سلف الأشعري فيما رآه وذهب إليه- في القسم الثاني الذي سموه صفات خبرية :

أولا : الصفات الخبرية الذاتية
أول شيء يبين خطأ من ظن رجوع الأشعري إلى عقيدة السلف في مرحلة ثالثة، هو بيان عقيدة ابن كلاب في الصفات، فابن كلاب لا يعرف عنه إثبات الصفات السبع دون غيرها، بل المعروف عنه إثبات الصفات الذاتية الخبرية قولا واحدا. هذا ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية في غير موضع من كتبه، منها قوله:« ابن كلاب وأئمة أصحابه كالقاضي أبي بكر بن الطيب وأمثاله فإن هؤلاء متفقون على إثبات الصفات الخبرية كالوجه واليد والاستواء »([2]). وقال :« أهل الإثبات للصفات لهم فيما زاد على الثمانية([3]) ثلاثة أقوال معروفة، أحدها إثبات صفات أخرى كالرضا والغضب والوجه واليدين والاستواء وهذا قول ابن كلاب والحارث المحاسبي وأبي العباس القلانسي والأشعري وقدماء أصحابه كأبي عبد الله بن مجاهد وأبي الحسن بن مهدي الطبري والقاضي أبي بكر بن الطيب وأمثالهم وهو قول أبي بكر بن فورك وقد حكى إجماع أصحابه على إثبات الصفات الخبرية كالوجه واليد وهو قول أبي القاسم القشيري وأبي بكر البيهقي .... كما هو قول سائر المنتسبين إلى أهل السنة والحديث وليس للأشعري نفسه في إثبات صفة الوجه واليد والاستواء وتأويل نصوصها قولان، بل لم يختلف قوله أنه يثبتها ولا يقف فيها بل يبطل تأويلات من ينفيها ولكن أبو المعالي وأتباعه ينفونها»([4]).
فمذهب ابن كلاب والأشعري والمتقدمين من المنتسبين إلى مذهبه إثبات الصفات الخبرية في الجملة، وليس مذهبهم كمذهب المتأخرين فيها، الذي لا يختلف عن مذهب المعتزلة كثيرا.
وقولنا إنهم أثبتوا الصفات الخبرية في الجملة لأنهم مع إثباتهم لها وردِّهم تأويلات المعتزلة لها قد أخطأوا في تفسير الصفات الفعلية كما سيأتي، فإثباتهم الاستواء وردهم على من أوَّله بالاستيلاء، يُخرجهم عن دائرة الاعتزال ولا يدخلهم دائرة أهل السنة، لأنهم فسَّروه تفسيرا آخر غير صحيح سبقت الإشارة إليه في المبحث الأول.
أما الصفات الخبرية الذاتية كالوجه واليدين، فإنهم لم يتردَّدوا في إثباتها ولم تكن لهم شبهة فيها والله تعالى أعلم.


ثانيا : عقيدة ابن كلاب والأشعري في الصفات الفعلية اللازمة

أما الصفات الفعلية اللازمة فقد سبق بيانها ومعناها، ووجه الفرق بينها وبين الصفات الفعلية المتعدية في التمهيد، وقد اتفق ابن كلاب والأشعري وقدماء أصحابه على نفي الصفات المتعلقة بالمشيئة لشبهة قيام الحوادث بالذات الإلهية، وهذا من رواسب الاعتزال التي علقت بهم أو من قواعد الاعتزال التي سلموها لهم، فأثبتوا هذه الصفات ولكن على غير مراد الله تعالى فجعلوا أكثرها من الصفات الذاتية القديمة التي لا تتعلق بالمشيئة، وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية :« فأثبت ابن كلاب الصفات اللازمة به ونفي أن يقوم به ما يتعلق بمشيئته وقدرته من الأفعال وغيرها ووافقه على ذلك أبو العباس القلانسي وأبو الحسن الأشعري وغيرهما»([5]). وقال أيضا:« وهؤلاء يقولون : النزول من صفات الذات، ومع هذا فهو عندهم أزلي كما يقولون مثل ذلك في الاستواء، والمجيء، والإتيان، والرضا، والغضب، والفرح، والضحك، وسائر ذلك: إن هذا جميعه صفات ذاتية للّه، وإنها قديمة أزلية، لا تتعلق بمشيئته واختياره؛ بناء على أصلهم الذي وافقوا فيه ابن كلاب، وهو أن الرب لا يقوم بذاته ما يتعلق بمشيئته واختياره»([6]).
فهم يقولون إن الله تعالى لم يزل رضيا على من علم خاتمته الحسنة ولم يزل غاضبا على من علم خاتمته السيئة، قال ابن تيمية :« وابن كلاب -ومن تبعه كالأشعري وأبي العباس القلانسي ومن تبعهم- أثبتوا الصفات، لكن لم يثبتوا الصفات الاختيارية مثل كونه يتكلم بمشيئته، ومثل كون فعله الاختياري يقوم بذاته، ومثل كونه يحب ويرضى عن المؤمنين بعد إيمانهم، ويغضب ويبغض الكافرين بعد كفرهم، ومثل كونه يرى أفعال العباد بعد أن يعملوها، كما قال تعالى : (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) (التوبة:105)، فأثبت رؤية مستقبلة، وكذلك قوله تعالى: (ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) (يونس:14) ومثل كونه نادى موسى حين أتى، لم يناده قبل ذلك بنداء قام بذاته، فإن المعتزلة والجهمية يقولون: خلق نداء في الهواء. والكلابية والسالمية يقولون: النداء قام بذاته وهو قديم، لكن سمعه موسى، فاستجدوا سماع موسى، وإلا فما زال عندهم مناديًا »([7]).


ثالثا : عقيدة ابن كلاب والأشعري في الصفات الفعلية المتعدية

وبعد اتفاق ابن كلاب والأشعري على نفي الصفات الفعلية وعلى جعل اللازمة منها ذاتية قديمة بقي النظر في القسم الثالث وهو الصفات الفعلية المتعدية، وقد وقع فيه الاختلاف بينهما.
فأثبت ابن كلاب الفعل المتعدي لله تعالى كالخلق والرزق والإحياء والإماتة على أنه صفة قائمة بالنفس قديمة غير متعلقة بالمشيئة، وسماه صفة التخليق أو التكوين التي اشتهر بها الماتريدية بعده .
وأما الأشعري فقال: الخلق هو المخلوق والفعل هو المفعول، فوافق الجهمية والمعتزلة في هذا القسم([8]).
ولعل الذي جره إلى هذا القول أنه جمع إلى شبهة قيام الحوادث التي اتفق هو وابن كلاب عليها، إضافة إلى قوله بالجبر ونفيه لكل فعل إلا فعل الخالق سبحانه.
قال ابن تيمية :«يقولون : معنى النزول والاستواء وغير ذلك : أفعال يفعلها الرب في المخلوقات، وهذا هو المنصوص عن أبي الحسن الأشعري وغيره، قالوا: الاستواء فعل فعله في العرش كان به مستويًا .. وهؤلاء يدعون أنهم وافقوا السلف، وليس الأمر كذلك»([9]).

المطلب الثاني : أدلة خطأ من قال برجوع الأشعري إلى عقيدة السلف

بعد أن بينا بشيء من الإيجاز عقيدة الأشعري وابن كلاب في الصفات الخبرية ومواطن اتفاقهما واختلافهما ومواطن موافقتهما للسلف وخلافهما لهم، نأتي إلى ذكر دلائل خطأ من ظن رجوع الأشعري إلى عقيدة السلف مع بعض الأسباب التي أوجبت له هذا الخطأ.

أولا : هل نفى الأشعري الصفات الخبرية الذاتية في غير الإبانة؟

إن الأشعري بعد أن رجع عن مذهب الاعتزال سار في باب الصفات على أصول الكلابية لا أصول أهل السنة، وهذه الأصول قضت بموافقته لأهل السنة في بعض القضايا ظاهرا وباطنا وموافقته لهم في أخرى ظاهرا فقط كما سبق شرحه، وموافقته لأصول ابن كلاب أمر قد قرره العارفون بمقالاته من أهل السنة والأشاعرة فلا ينبغي أن يشك فيه ، وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : «وقد جمع أبو بكر بن فورك شيخ القشيري كلام ابن كلاب والأشعري وبين اتفقاهما في الأصول»([10]).
ومن الأشياء التي وافق فيها ابن كلاب وأهل السنة إثبات الصفات الذاتية كالوجه واليدين، وذلك فور رجوعه عن الاعتزال وبقي عليه إن مات وهو ما دونه في الإبانة والمقالات وغيرها من كتبه، ولم يثبت عنه القول بتأويلها قط، وابن تيمية يؤكد أن من نسب إليه فيها قولان قد افترى عليه ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وهكذا نقل عنه سائر الناس حتى المتأخرين كالرازي والآمدي ينقلون عنه إثبات الصفات الخبرية لا يحكون عنه قولين، فمن قال إن الأشعري كان ينفيها وأن له في تأويلها قولين فقد افترى عليه»([11]).
وليس معتمد شيخ الإسلام ابن تيمية النقل عن هؤلاء الأشاعرة، ولكنه قد وجد الأمر كذلك في كل كتب الأشعري التي اطلع عليها، بل قد وجد هذا القول وهو الإثبات قد قال به تلاميذ الأشعري والطبقة الثانية والثالثة من الأشاعرة، وفي هذت يقول رحمه الله تعالى: « أما الأشعري وأئمة أصحابه فلم يختلف قولهم في إثبات الصفات الخبرية والرد على من يتأولها كمن يتأول استوى بمعنى استولى، وهذا مذكور في كتبه كلها كالموجز الكبير والمقالات الصغير والكبير والإبانة وغيرها »([12]).
إذن ليس للأشعري قول بتأويل هذه الصفات الخبرية ومن ظن أنه كان يؤلها في المرحلة الثانية المزعومة فقد أخطأ عليه خطأ بينا.
التأويل مذهب الجويني وأتباعه
وبعد أن تجلت هذه الحقيقة يظهر تساؤل منطقي إذا لم يكن الاقتصار في الإثبات على الصفات السبع مذهب ابن كلاب والأشعري فمذهب من هو؟
الجواب أن مذهب إثبات الصفات السبع وتأويل الصفات الخبرية جملة تفصيلا بنحو تأويلات المعتزلة هو مذهب الجويني، وتبعه عليه أكثر المتأخرين من الأشاعرة، في هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:« لكن أبا المعالي وأتباعه لا يثبتون الصفات الخبرية»([13])، ويقول أيضا:« ولكن أبو المعالي وأتباعه ينفونها، ثم لهم في التأويل والتفويض قولان فأول قولي أبي المعالي التأويل كما ذكره في الإرشاد وآخرهما التفويض كما ذكره في الرسالة النظامية وذكر إجماع السلف على المنع من التأويل وأنه محرم»([14]).
ومن هنا نعلم أن الأشعري قد ضل عن مذهب السلف الذي انتسب إليه وادعى نصرته، وأن الأشعرية قد ضلوا عن مذهب الأشعري الذي انتسبوا إليه وزعموا نصرته.
ومما جعل الجويني وغيره يوافقون المعتزلة في الصفات الخبرية ويرجعون إلى قولهم أن الأشعري فارقهم في القول في الصفات وسلم لهم في الوقت نفسه مقدمات وقواعد تؤدي إلى القول بقولهم ، فكأنهم رأوا التناقض في أقوال الأشعري وعند الترجيح غلبوا الأصول على الفروع ، خاصة أن الجويني كان أقل معرفة بمذهب السلف والآثار من الأشعري فسهل عليه أن يقول بقول المعتزلة والله تعالى أعلم([15]). ويعلل ابن تيمية ذلك في موضع فيقول:« أما الجويني ومن سلك طريقه فمالوا إلى مذهب المعتزلة، فإن أبا المعالي كان كثير المطالعة لكتب أبي هاشم قليل المعرفة بالآثار فأثر فيه مجموع الأمرين»([16]).

ثانيا : هل يقصر النظر على باب دون سائر الأبواب؟

إن معتمد من قال برجوع الأشعري إلى عقيدة السلف، ما أظهره الأشعري في باب الصفات الخبرية الذاتية من إثباتٍ وردٍّ لتأويلات المعتزلة التي تبناها المتأخرون من المنتسبين إليه، ولا يخفى أن هذا المأخذ ضعف ، وأن هذا المنهج في الحكم غير سديد، لأننا لو سلمنا موافقة الأشعري لأهل السنة في كل أبواب الصفات لم يكن ذلك كافيا للدلالة على أنه سني سلفي، لأن في العقيدة أبواب أخرى غير الصفات ينبغي تأملها كالقدر والإيمان والوعيد والنبوات.
وإن من الفِرق الضالة بلا خلاف من أُثر عنهم موافقة أهل السنة في الصفات، ولم يقل أحد إنهم كانوا من جملة أهل السنة كمتقدمي الروافض والخوارج والقدرية الصرفة والمرجئة وغيرهم.
ولنستمع إلى قول شيخ الإسلام الذي يلخص لنا فيه ما توصل إليه في شأن عقيدة الأشعري في الصفات والقدر والإيمان:« وأقرب الأقوال إليه قول ابن كلاب، فأما ابن كلاب فقوله مشوب بقول الجهمية، وهو مركب من قول أهل السنة والجهمية، وكذلك مذهب الأشعري في الصفات، أما في القدر والإيمان فقوله قول جهم »([17]). وقال مجموع الفتاوى - الرقمية - (ج 3 / ص 103)
وأصحاب ابن كلاب كالحارث المحاسبى وأبى العباس القلانسي ونحوهما خير من الأشعرية في هذا وهذا فكلما كان الرجل إلى السلف والأئمة أقرب كان قوله أعلى وأفضل»([18]).
ومن أراد البرهان على صدق ما قال شيخ الإسلام ابن تيمية فليرجع إلى ما سطر في المبحثين الأول والثاني، ويبقي تحقيق قول الأشعري في الإيمان، والذي شهد به ابن تيمية في هذا الموضع هو موافقته للجهم، وقد بيَّن في غيره أن ذلك هو المذكور في أكثر كتبه وهو المشهور عنه الذي أخذه عنه أكابر أصحابه، وذكر أن للأشعري قولا آخر موافق لأهل السنة في الظاهر ذكره في المقالات والإبانة([19]).


ثالثا : الاعتماد على نسبته نفسه إلى أهل السنة ومذهب أحمد

مما يُتمسك به للدلالة على رجوع الأشعري إلى العقيدة السلفية انتسابه إلى أهل الحديث وإلى الإمام أحمد بن حنبل في كتابيه المقالات والإبانة. وربما فرقوا بين هذين الكتابين وغيرهما من كتبه بقولهم هذان من آخر ما صنف.
وجواب هذا الاستدلال أن مجرد الانتساب إلى أهل السنة لا يدل على صحة المعتقد ولا على أنه منهم، وإذا اعتبرنا قول ابن تيمية في ابن حزم رحمه الله يتجلى لنا ذلك بوضوح، قال رحمه الله تعالى:« وقد بالغ في نفي الصفات وردها إلى العلم مع أنه لا يثبت علما هو صفة، ويزعم أن أسماء الله كالعليم والقدير ونحوها لا تدل على العلم والقدرة، وينسب نفسه إلى أحمد وأمثاله من أئمة السنة ، ويدعي أن قوله هو قول أهل السنة والحديث ، ويذم الأشعري وأصحابه ذما عظيما، ويدعي أنهم خرجوا عن مذهب أهل السنة والحديث في الصفات »([20]). فهل مجرد الانتساب مع ظهور المخالفة البينة ينفع ؟ الذي لا شك فيه أنه يبقى مجرد دعوى لا حقيقة لها، نعم من انتسب إلى أهل السنة ولم يظهر مقالة تخالفهم أو خالفهم في أشياء يسيرة لا تتعلق بأصول المسائل أو منهج التلقي فذلك هو السني السلفي.
زيادة على هذا فإن انتساب الأشعري إلى أهل السنة والحديث لم يكن سوى في هذين الكتابين فإنه بعد رجوعه عن الاعتزال ما كان ينتسب إلا إلى أهل الحديث([21]). وتقرير هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية :« وأبو الحسن الأشعري لما رجع عن مذهب المعتزلة سلك طريق ابن كلاب ومال إلى أهل السنة والحديث وانتسب إلى الإمام أحمد كما ذكر في كتبه كلها كالإبانة والموجز والمقالات وغيرها»([22]). وهذه الحقيقة تنفي المرحلة الثانية المزعومة لأنه بين انتسابه إلى أحمد بن حنبل في جميع كتبه التي ألَّفها دون تفريق بين متقدم ومتأخر.


رابعا : من لم يعرف مذهب السلف كيف يرجع إليه؟
وآخر شيء أذكره على لسان شيخ الإسلام في بيان عدم رجوع الأشعري إلى عقيدة السلف، أن الأشعري نفسه لم يعرف عقيدة السلف إلا جملا وكلمات مجملة ذكرها في المقالات ومقدمة الإبانة، وهذه الجمل كان قد أخذها عن زكريا الساجي أو غيره من المحدثين، وقد أساء فهم بعضها وتصرف في البعض الآخر.
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : «كتابه في اختلاف المصلين من أجمع الكتب وقد استقصى فيه أقاويل أهل البدع، ولما ذكر قول أهل السنة والحديث ذكره مجملا غير مفصل، وتصرف في بعضه فذكره بما اعتقده هو أنه قولهم من غير أن يكون ذلك منقولا عن أحد منهم، وأقرب الأقوال إليه قول ابن كلاب، فأما ابن كلاب فقوله مشوب بقول الجهمية، وهو مركب من قول أهل السنة وقول الجهمية، وكذلك مذهب الأشعري في الصفات، وأما في القدر و الإيمان فقوله قول جهم، وأما ما حكاه عن أهل السنة والحديث، وقال:" وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول و إليه نذهب"، فهو أقرب ما ذكره، وبعضه ذكره عنهم على وجهه، وبعضه تصرف فيه وخلطه بما هو من أقوال جهم في الصفات و القدر، إذ كان هو نفسه يعتقد صحة تلك الأصول، وهو يحب الانتصار لأهل السنة والحديث وموافقتهم فأراد أن يجمع بين ما رآه من رأى أولئك، وبين ما نقله عن هؤلاء؛ ولهذا يقول فيه طائفة : إنه خرج من التصريح إلى التمويه» ([23]).
وقال في موضع آخر :« ونفس مقالة أهل السنة لم يكن يعرفها ولا هو خبير بها»([24]). وقال عما ذكره في المقالات أنه ما اعتقد أنه مذهب أهل السنة أي وليس هو معتقدهم في الواقع وحقيقة الأمر ([25]). بل مثَّل شيخ الإسلام ابن تيمية معرفته بعقائد أهل السنة بمعرفة المسلمين بعقائد النصارى فقال رحمه الله :« وأين العلم المفصل من العلم المجمل وهو يشبه من بعض الوجوه علمنا بما جاء به محمد e تفصيلا وعلمنا بما في التوراة والإنجيل مجملا لما نقله الناس عن التوراة والإنجيل وبمنزلة علم الرجل الحنفي أو الشافعي أو المالكي أو الحنبلي بمذهبه الذي عرف أصوله وفروعه واختلاف أهله وأدلته بالنسبة إلى ما يذكرونه من خلاف المذهب الآخر فإنه إنما يعرفه معرفة مجملة» ([26]).
ولا شك أن من كانت هذه حاله لا يمكنه تبني الاعتقادات الصحيحة والدفاع عنها والتأليف في الانتصار لها، وإن حاول ذلك صدرت منه الأغلاط التي تبين حقيقة معتقده، وبُعده عن التأهل لهذه المهمة التي انبرى لها.


________________________________________
[1]/ هذا أول مقال جمعت في هذه المسألة وبينت في مقدمته يوم نشرته: إني اعتمدت على ابن تيمية اعتمادا كليا لأنه رحمه الله من أعرف الناس بالمذاهب والفرق والملل، ولأن ما يذكره عنهم إنما ينقله من كتبهم مباشرة، ولأن من يدعي رجوعه ينسب هذا القول إلى ابن تيمية أيضا.
[2]/ درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (5/248) وانظر الدرء أيضا (4/107) (7/106).
[3]/ حصر الصفات في ثمانية جاء على لسان الشهرستاني في نهاية الإقدام ولعله أضاف على السبعة المعنوية الصفة النفسية وهي الوجود.
[4]/ درء تعارض العقل والنقل (3/380-381).
[5]/ درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (2/6).
[6]/ مجموع الفتاوى لابن تيمية (5/410) وانظر الدرء (2/17-18).
[7]/ مجموع الفتاوى لابن تيمية (13/131).
[8]/ مجموع الفتاوى لابن تيمية (8/19-20).
[9]/ مجموع الفتاوى لابن تيمية (5/401).
[10]/ الاستقامة لابن تيمية (1/105) وانظر المجموع (7/395، 509، 550) ومنهاج السنة (5/288) .
[11]/ مجموع الفتاوى لابن تيمية (12/203).
[12]/ مجموع الفتاوى لابن تيمية (12/203).
[13]/ مجموع الفتاوى لابن تيمية (13/203) وانظر الدرء (7/236).
[14]/ درء تعارض العقل والنقل (3/381).
[15]/ انظر منهاج السنة النبوية لابن تيمية (5/275-276).
[16]/ مجموع الفتاوى لابن تيمية (6/52) وانظر (13/139).
[17]/ مجموع الفتاوى لابن تيمية (16/308) وانظر المجموع (13/99) ومنهاج السنة (8/9).
[18]/ مجموع الفتاوى لابن تيمية (3/103).
[19]/ انظر مجموع الفتاوى (7/395-396، 509، 550) ومنهاج السنة (5/288).
[20]/ درء تعارض العقل والنقل (5/249).
[21]/ انظر مجموع الفتاوى لابن تيمية (6/53) .
[22]/ درء تعارض العقل والنقل (2/16) وانظر الدرء (2/308) ومنهاج السنة (8/9) .
[23]/ انظر مجموع الفتاوى (16/308-309).
[24]/ انظر النبوات لابن تيمية (346).
[25]/ انظر منهاج السنة النبوية لابن تيمية (8/9).
[26]/ انظر منهاج السنة (5/278-279) (8/9).









 


قديم 2014-02-02, 07:05   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
مهاجر إلى الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مهاجر إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا

وحفظ الشيخ وثبتنا واياه على السنة حتى نلقاه









قديم 2014-02-02, 12:32   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك اخية الفاضلة وحفظ الله الشيخ محمد حاج عيسى










قديم 2014-02-02, 13:26   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نهى اسطاوالي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
جزاك الله خيرا

وحفظ الشيخ وثبتنا واياه على السنة حتى نلقاه
بارك الله فيكم وحفظكم من كل سوء









قديم 2014-02-02, 13:27   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
نهى اسطاوالي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
بارك الله فيك اخية الفاضلة وحفظ الله الشيخ محمد حاج عيسى

حياك الله وبياك اختي الفاضلة
نورت صفحتي
اسال الله لك التوفيق والسداد









قديم 2014-02-02, 13:27   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الإدريسي العلوي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية الإدريسي العلوي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك وجزاك خيرا









قديم 2014-02-02, 14:17   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
salima013
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهى اسطاوالي مشاهدة المشاركة
هل رجع الأشعري إلى عقيدة السلف؟ - بحث للشيخ محمد حاج عيسى الجزائري
المبحث الثالث : موقف ابن تيمية من عقيدة الأشعري


بعد أن بينا في المبحثين السابقين الأخطاء التي تدل على بقاء الأشعري على المنهج الكلامي في إثبات العقائد، وعلى عدم رجوعه إلى عقيدة السلف ومنهجهم في التلقي، نأتي في هذا المبحث لنبين موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من قضية رجوع الأشعري إلى عقيدة السلف، ولنسجل شهادته من كتبه المتعددة أنه لم يعرفها ولم يرجع إليها، وأنه لما ترك الاعتزال انتقل إلى مذهب توسط فيه بين مذهب أهل السنة والمعتزلة في قضايا الصفات، وتطرف في مخالفتهم في قضايا أخرى.
وسأبين على لسان شيخ الإسلام أنه لم تكن له سوى مرحلتين، وذلك من خلال تفصيل عقيدة الأشعري في الصفات، ولما كان إثباته لبعض الصفات التي عطلها المنتسبون إلى نحلته من المتأخرين؛ قد جعل كثيرا من أهل السنة يحسنون الظن به ويقولون برجوعه في مرحلة ثالثة إلى عقيدة السلف، رأيت ضرورة تفصيل القول في مذهب الأشعري في صفات المولى عز وجل بجميع أنواعها وكذلك عقيدة ابن كلاب ليتبين موافقته له في أكثر الأنواع([1]). وقد جعلت هذا المبحث في تمهيد ومطلبين:


تمهيد في بيان أقسام الصفات عند الأشعرية

المطلب الأول : عقيدة الأشعري وابن كلاب في الصفات الخبرية

المطلب الثاني : من أوجه تخطئة من قال برجوع الأشعري إلى عقيدة السلف.

تمهيد في بيان أقسام الصفات عند المتكلمين



تنقسم صفات المولى عز وجل عند المتكلمين إلى قسمين صفات عقلية وصفات خبرية.

أ ولا : الصفات العقلية :
وهي التي دل عليها العقل مع ورود السمع بها كالوجود والكلام والإرادة.
وهي تنقسم إلى أقسام كثيرة، وهم يختلفون في إثبات بعضها ونحن نذكرها جميعا .
1-الصفات النفسية وهي التي تدل على الذات فقط دون معنى زائد عليها - في زعمهم - وهي صفة الوجود.
2-صفات المعاني وهي الصفات السبع المشهورة (الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام).
3-الصفات المعنوية أو الأحوال وهي متعلقة بالصفات السبع المشهورة ( كونه حيا، وكونه عليما، وكونه قادرا وكونه مريدا وكونه سميعا …) ويقولون الحال صفة لموجود لا يتصف بوجود ولا عدم!!.
4-الصفات السلبية (تطلق على الله ولا يراد بها إثبات معناها ولكن نفي ضدها) وهي عندهم خمسة: الوحدانية والقدم والبقاء والقيام بالنفس والمخالفة للحوادث.


ثانيا : الصفات الخبرية :

وهي الصفات التي دل عليها السمع وليس في العقل ما يدل عليها كالوجه واليدين. وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام يختلفون في التعامل معها إثباتا وتعطيلا وتفويضا.
1-الصفات الذاتية كالوجه واليدين والعينين، وقد تخص عند بعضهم باسم الصفات الخبرية .
2-صفات فعلية (وهي عند أهل السنة متعلقة بالمشيئة )
ومنها الصفات اللازمة للذات لا تتعلق بالمخلوقات كالاستواء والنزول والمجيء
ومنها الصفات المتعدية تتعلق بالمخلوقات كالخلق والرزق والإحياء والإماتة.

المطلب الأول :عقيدة الأشعري وابن كلاب في الصفات الخبرية

إن أهل السنة والجماعة لا يقرون بأصل التقسيم المذكور في التمهيد، حيث جعل ضابطه حكم العقل، لأن العقل لا حكم له في الأصول ولا الفروع، ولكنه يفهم ويؤمن ويصدق ويسلم، لذلك هم يخالفون الأشاعرة في الصفات التي اعتبروها سلبية لا تدل على معاني ثبوتية كما يخالفونهم في الصفات المعنوية كالسمع والبصر والكلام التي جعلوها تدل على معان قائمة بالذات دون أن تكون متجددة ومتعلقة بالمشيئة، ولذلك سنبين في هذا المطلب عقيدة الأشعري وابن كلاب – سلف الأشعري فيما رآه وذهب إليه- في القسم الثاني الذي سموه صفات خبرية :

أولا : الصفات الخبرية الذاتية
أول شيء يبين خطأ من ظن رجوع الأشعري إلى عقيدة السلف في مرحلة ثالثة، هو بيان عقيدة ابن كلاب في الصفات، فابن كلاب لا يعرف عنه إثبات الصفات السبع دون غيرها، بل المعروف عنه إثبات الصفات الذاتية الخبرية قولا واحدا. هذا ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية في غير موضع من كتبه، منها قوله:« ابن كلاب وأئمة أصحابه كالقاضي أبي بكر بن الطيب وأمثاله فإن هؤلاء متفقون على إثبات الصفات الخبرية كالوجه واليد والاستواء »([2]). وقال :« أهل الإثبات للصفات لهم فيما زاد على الثمانية([3]) ثلاثة أقوال معروفة، أحدها إثبات صفات أخرى كالرضا والغضب والوجه واليدين والاستواء وهذا قول ابن كلاب والحارث المحاسبي وأبي العباس القلانسي والأشعري وقدماء أصحابه كأبي عبد الله بن مجاهد وأبي الحسن بن مهدي الطبري والقاضي أبي بكر بن الطيب وأمثالهم وهو قول أبي بكر بن فورك وقد حكى إجماع أصحابه على إثبات الصفات الخبرية كالوجه واليد وهو قول أبي القاسم القشيري وأبي بكر البيهقي .... كما هو قول سائر المنتسبين إلى أهل السنة والحديث وليس للأشعري نفسه في إثبات صفة الوجه واليد والاستواء وتأويل نصوصها قولان، بل لم يختلف قوله أنه يثبتها ولا يقف فيها بل يبطل تأويلات من ينفيها ولكن أبو المعالي وأتباعه ينفونها»([4]).
فمذهب ابن كلاب والأشعري والمتقدمين من المنتسبين إلى مذهبه إثبات الصفات الخبرية في الجملة، وليس مذهبهم كمذهب المتأخرين فيها، الذي لا يختلف عن مذهب المعتزلة كثيرا.
وقولنا إنهم أثبتوا الصفات الخبرية في الجملة لأنهم مع إثباتهم لها وردِّهم تأويلات المعتزلة لها قد أخطأوا في تفسير الصفات الفعلية كما سيأتي، فإثباتهم الاستواء وردهم على من أوَّله بالاستيلاء، يُخرجهم عن دائرة الاعتزال ولا يدخلهم دائرة أهل السنة، لأنهم فسَّروه تفسيرا آخر غير صحيح سبقت الإشارة إليه في المبحث الأول.
أما الصفات الخبرية الذاتية كالوجه واليدين، فإنهم لم يتردَّدوا في إثباتها ولم تكن لهم شبهة فيها والله تعالى أعلم.


ثانيا : عقيدة ابن كلاب والأشعري في الصفات الفعلية اللازمة

أما الصفات الفعلية اللازمة فقد سبق بيانها ومعناها، ووجه الفرق بينها وبين الصفات الفعلية المتعدية في التمهيد، وقد اتفق ابن كلاب والأشعري وقدماء أصحابه على نفي الصفات المتعلقة بالمشيئة لشبهة قيام الحوادث بالذات الإلهية، وهذا من رواسب الاعتزال التي علقت بهم أو من قواعد الاعتزال التي سلموها لهم، فأثبتوا هذه الصفات ولكن على غير مراد الله تعالى فجعلوا أكثرها من الصفات الذاتية القديمة التي لا تتعلق بالمشيئة، وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية :« فأثبت ابن كلاب الصفات اللازمة به ونفي أن يقوم به ما يتعلق بمشيئته وقدرته من الأفعال وغيرها ووافقه على ذلك أبو العباس القلانسي وأبو الحسن الأشعري وغيرهما»([5]). وقال أيضا:« وهؤلاء يقولون : النزول من صفات الذات، ومع هذا فهو عندهم أزلي كما يقولون مثل ذلك في الاستواء، والمجيء، والإتيان، والرضا، والغضب، والفرح، والضحك، وسائر ذلك: إن هذا جميعه صفات ذاتية للّه، وإنها قديمة أزلية، لا تتعلق بمشيئته واختياره؛ بناء على أصلهم الذي وافقوا فيه ابن كلاب، وهو أن الرب لا يقوم بذاته ما يتعلق بمشيئته واختياره»([6]).
فهم يقولون إن الله تعالى لم يزل رضيا على من علم خاتمته الحسنة ولم يزل غاضبا على من علم خاتمته السيئة، قال ابن تيمية :« وابن كلاب -ومن تبعه كالأشعري وأبي العباس القلانسي ومن تبعهم- أثبتوا الصفات، لكن لم يثبتوا الصفات الاختيارية مثل كونه يتكلم بمشيئته، ومثل كون فعله الاختياري يقوم بذاته، ومثل كونه يحب ويرضى عن المؤمنين بعد إيمانهم، ويغضب ويبغض الكافرين بعد كفرهم، ومثل كونه يرى أفعال العباد بعد أن يعملوها، كما قال تعالى : (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) (التوبة:105)، فأثبت رؤية مستقبلة، وكذلك قوله تعالى: (ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) (يونس:14) ومثل كونه نادى موسى حين أتى، لم يناده قبل ذلك بنداء قام بذاته، فإن المعتزلة والجهمية يقولون: خلق نداء في الهواء. والكلابية والسالمية يقولون: النداء قام بذاته وهو قديم، لكن سمعه موسى، فاستجدوا سماع موسى، وإلا فما زال عندهم مناديًا »([7]).


ثالثا : عقيدة ابن كلاب والأشعري في الصفات الفعلية المتعدية

وبعد اتفاق ابن كلاب والأشعري على نفي الصفات الفعلية وعلى جعل اللازمة منها ذاتية قديمة بقي النظر في القسم الثالث وهو الصفات الفعلية المتعدية، وقد وقع فيه الاختلاف بينهما.
فأثبت ابن كلاب الفعل المتعدي لله تعالى كالخلق والرزق والإحياء والإماتة على أنه صفة قائمة بالنفس قديمة غير متعلقة بالمشيئة، وسماه صفة التخليق أو التكوين التي اشتهر بها الماتريدية بعده .
وأما الأشعري فقال: الخلق هو المخلوق والفعل هو المفعول، فوافق الجهمية والمعتزلة في هذا القسم([8]).
ولعل الذي جره إلى هذا القول أنه جمع إلى شبهة قيام الحوادث التي اتفق هو وابن كلاب عليها، إضافة إلى قوله بالجبر ونفيه لكل فعل إلا فعل الخالق سبحانه.
قال ابن تيمية :«يقولون : معنى النزول والاستواء وغير ذلك : أفعال يفعلها الرب في المخلوقات، وهذا هو المنصوص عن أبي الحسن الأشعري وغيره، قالوا: الاستواء فعل فعله في العرش كان به مستويًا .. وهؤلاء يدعون أنهم وافقوا السلف، وليس الأمر كذلك»([9]).

المطلب الثاني : أدلة خطأ من قال برجوع الأشعري إلى عقيدة السلف

بعد أن بينا بشيء من الإيجاز عقيدة الأشعري وابن كلاب في الصفات الخبرية ومواطن اتفاقهما واختلافهما ومواطن موافقتهما للسلف وخلافهما لهم، نأتي إلى ذكر دلائل خطأ من ظن رجوع الأشعري إلى عقيدة السلف مع بعض الأسباب التي أوجبت له هذا الخطأ.

أولا : هل نفى الأشعري الصفات الخبرية الذاتية في غير الإبانة؟

إن الأشعري بعد أن رجع عن مذهب الاعتزال سار في باب الصفات على أصول الكلابية لا أصول أهل السنة، وهذه الأصول قضت بموافقته لأهل السنة في بعض القضايا ظاهرا وباطنا وموافقته لهم في أخرى ظاهرا فقط كما سبق شرحه، وموافقته لأصول ابن كلاب أمر قد قرره العارفون بمقالاته من أهل السنة والأشاعرة فلا ينبغي أن يشك فيه ، وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : «وقد جمع أبو بكر بن فورك شيخ القشيري كلام ابن كلاب والأشعري وبين اتفقاهما في الأصول»([10]).
ومن الأشياء التي وافق فيها ابن كلاب وأهل السنة إثبات الصفات الذاتية كالوجه واليدين، وذلك فور رجوعه عن الاعتزال وبقي عليه إن مات وهو ما دونه في الإبانة والمقالات وغيرها من كتبه، ولم يثبت عنه القول بتأويلها قط، وابن تيمية يؤكد أن من نسب إليه فيها قولان قد افترى عليه ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وهكذا نقل عنه سائر الناس حتى المتأخرين كالرازي والآمدي ينقلون عنه إثبات الصفات الخبرية لا يحكون عنه قولين، فمن قال إن الأشعري كان ينفيها وأن له في تأويلها قولين فقد افترى عليه»([11]).
وليس معتمد شيخ الإسلام ابن تيمية النقل عن هؤلاء الأشاعرة، ولكنه قد وجد الأمر كذلك في كل كتب الأشعري التي اطلع عليها، بل قد وجد هذا القول وهو الإثبات قد قال به تلاميذ الأشعري والطبقة الثانية والثالثة من الأشاعرة، وفي هذت يقول رحمه الله تعالى: « أما الأشعري وأئمة أصحابه فلم يختلف قولهم في إثبات الصفات الخبرية والرد على من يتأولها كمن يتأول استوى بمعنى استولى، وهذا مذكور في كتبه كلها كالموجز الكبير والمقالات الصغير والكبير والإبانة وغيرها »([12]).
إذن ليس للأشعري قول بتأويل هذه الصفات الخبرية ومن ظن أنه كان يؤلها في المرحلة الثانية المزعومة فقد أخطأ عليه خطأ بينا.
التأويل مذهب الجويني وأتباعه
وبعد أن تجلت هذه الحقيقة يظهر تساؤل منطقي إذا لم يكن الاقتصار في الإثبات على الصفات السبع مذهب ابن كلاب والأشعري فمذهب من هو؟
الجواب أن مذهب إثبات الصفات السبع وتأويل الصفات الخبرية جملة تفصيلا بنحو تأويلات المعتزلة هو مذهب الجويني، وتبعه عليه أكثر المتأخرين من الأشاعرة، في هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:« لكن أبا المعالي وأتباعه لا يثبتون الصفات الخبرية»([13])، ويقول أيضا:« ولكن أبو المعالي وأتباعه ينفونها، ثم لهم في التأويل والتفويض قولان فأول قولي أبي المعالي التأويل كما ذكره في الإرشاد وآخرهما التفويض كما ذكره في الرسالة النظامية وذكر إجماع السلف على المنع من التأويل وأنه محرم»([14]).
ومن هنا نعلم أن الأشعري قد ضل عن مذهب السلف الذي انتسب إليه وادعى نصرته، وأن الأشعرية قد ضلوا عن مذهب الأشعري الذي انتسبوا إليه وزعموا نصرته.
ومما جعل الجويني وغيره يوافقون المعتزلة في الصفات الخبرية ويرجعون إلى قولهم أن الأشعري فارقهم في القول في الصفات وسلم لهم في الوقت نفسه مقدمات وقواعد تؤدي إلى القول بقولهم ، فكأنهم رأوا التناقض في أقوال الأشعري وعند الترجيح غلبوا الأصول على الفروع ، خاصة أن الجويني كان أقل معرفة بمذهب السلف والآثار من الأشعري فسهل عليه أن يقول بقول المعتزلة والله تعالى أعلم([15]). ويعلل ابن تيمية ذلك في موضع فيقول:« أما الجويني ومن سلك طريقه فمالوا إلى مذهب المعتزلة، فإن أبا المعالي كان كثير المطالعة لكتب أبي هاشم قليل المعرفة بالآثار فأثر فيه مجموع الأمرين»([16]).

ثانيا : هل يقصر النظر على باب دون سائر الأبواب؟

إن معتمد من قال برجوع الأشعري إلى عقيدة السلف، ما أظهره الأشعري في باب الصفات الخبرية الذاتية من إثباتٍ وردٍّ لتأويلات المعتزلة التي تبناها المتأخرون من المنتسبين إليه، ولا يخفى أن هذا المأخذ ضعف ، وأن هذا المنهج في الحكم غير سديد، لأننا لو سلمنا موافقة الأشعري لأهل السنة في كل أبواب الصفات لم يكن ذلك كافيا للدلالة على أنه سني سلفي، لأن في العقيدة أبواب أخرى غير الصفات ينبغي تأملها كالقدر والإيمان والوعيد والنبوات.
وإن من الفِرق الضالة بلا خلاف من أُثر عنهم موافقة أهل السنة في الصفات، ولم يقل أحد إنهم كانوا من جملة أهل السنة كمتقدمي الروافض والخوارج والقدرية الصرفة والمرجئة وغيرهم.
ولنستمع إلى قول شيخ الإسلام الذي يلخص لنا فيه ما توصل إليه في شأن عقيدة الأشعري في الصفات والقدر والإيمان:« وأقرب الأقوال إليه قول ابن كلاب، فأما ابن كلاب فقوله مشوب بقول الجهمية، وهو مركب من قول أهل السنة والجهمية، وكذلك مذهب الأشعري في الصفات، أما في القدر والإيمان فقوله قول جهم »([17]). وقال مجموع الفتاوى - الرقمية - (ج 3 / ص 103)
وأصحاب ابن كلاب كالحارث المحاسبى وأبى العباس القلانسي ونحوهما خير من الأشعرية في هذا وهذا فكلما كان الرجل إلى السلف والأئمة أقرب كان قوله أعلى وأفضل»([18]).
ومن أراد البرهان على صدق ما قال شيخ الإسلام ابن تيمية فليرجع إلى ما سطر في المبحثين الأول والثاني، ويبقي تحقيق قول الأشعري في الإيمان، والذي شهد به ابن تيمية في هذا الموضع هو موافقته للجهم، وقد بيَّن في غيره أن ذلك هو المذكور في أكثر كتبه وهو المشهور عنه الذي أخذه عنه أكابر أصحابه، وذكر أن للأشعري قولا آخر موافق لأهل السنة في الظاهر ذكره في المقالات والإبانة([19]).


ثالثا : الاعتماد على نسبته نفسه إلى أهل السنة ومذهب أحمد

مما يُتمسك به للدلالة على رجوع الأشعري إلى العقيدة السلفية انتسابه إلى أهل الحديث وإلى الإمام أحمد بن حنبل في كتابيه المقالات والإبانة. وربما فرقوا بين هذين الكتابين وغيرهما من كتبه بقولهم هذان من آخر ما صنف.
وجواب هذا الاستدلال أن مجرد الانتساب إلى أهل السنة لا يدل على صحة المعتقد ولا على أنه منهم، وإذا اعتبرنا قول ابن تيمية في ابن حزم رحمه الله يتجلى لنا ذلك بوضوح، قال رحمه الله تعالى:« وقد بالغ في نفي الصفات وردها إلى العلم مع أنه لا يثبت علما هو صفة، ويزعم أن أسماء الله كالعليم والقدير ونحوها لا تدل على العلم والقدرة، وينسب نفسه إلى أحمد وأمثاله من أئمة السنة ، ويدعي أن قوله هو قول أهل السنة والحديث ، ويذم الأشعري وأصحابه ذما عظيما، ويدعي أنهم خرجوا عن مذهب أهل السنة والحديث في الصفات »([20]). فهل مجرد الانتساب مع ظهور المخالفة البينة ينفع ؟ الذي لا شك فيه أنه يبقى مجرد دعوى لا حقيقة لها، نعم من انتسب إلى أهل السنة ولم يظهر مقالة تخالفهم أو خالفهم في أشياء يسيرة لا تتعلق بأصول المسائل أو منهج التلقي فذلك هو السني السلفي.
زيادة على هذا فإن انتساب الأشعري إلى أهل السنة والحديث لم يكن سوى في هذين الكتابين فإنه بعد رجوعه عن الاعتزال ما كان ينتسب إلا إلى أهل الحديث([21]). وتقرير هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية :« وأبو الحسن الأشعري لما رجع عن مذهب المعتزلة سلك طريق ابن كلاب ومال إلى أهل السنة والحديث وانتسب إلى الإمام أحمد كما ذكر في كتبه كلها كالإبانة والموجز والمقالات وغيرها»([22]). وهذه الحقيقة تنفي المرحلة الثانية المزعومة لأنه بين انتسابه إلى أحمد بن حنبل في جميع كتبه التي ألَّفها دون تفريق بين متقدم ومتأخر.


رابعا : من لم يعرف مذهب السلف كيف يرجع إليه؟
وآخر شيء أذكره على لسان شيخ الإسلام في بيان عدم رجوع الأشعري إلى عقيدة السلف، أن الأشعري نفسه لم يعرف عقيدة السلف إلا جملا وكلمات مجملة ذكرها في المقالات ومقدمة الإبانة، وهذه الجمل كان قد أخذها عن زكريا الساجي أو غيره من المحدثين، وقد أساء فهم بعضها وتصرف في البعض الآخر.
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : «كتابه في اختلاف المصلين من أجمع الكتب وقد استقصى فيه أقاويل أهل البدع، ولما ذكر قول أهل السنة والحديث ذكره مجملا غير مفصل، وتصرف في بعضه فذكره بما اعتقده هو أنه قولهم من غير أن يكون ذلك منقولا عن أحد منهم، وأقرب الأقوال إليه قول ابن كلاب، فأما ابن كلاب فقوله مشوب بقول الجهمية، وهو مركب من قول أهل السنة وقول الجهمية، وكذلك مذهب الأشعري في الصفات، وأما في القدر و الإيمان فقوله قول جهم، وأما ما حكاه عن أهل السنة والحديث، وقال:" وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول و إليه نذهب"، فهو أقرب ما ذكره، وبعضه ذكره عنهم على وجهه، وبعضه تصرف فيه وخلطه بما هو من أقوال جهم في الصفات و القدر، إذ كان هو نفسه يعتقد صحة تلك الأصول، وهو يحب الانتصار لأهل السنة والحديث وموافقتهم فأراد أن يجمع بين ما رآه من رأى أولئك، وبين ما نقله عن هؤلاء؛ ولهذا يقول فيه طائفة : إنه خرج من التصريح إلى التمويه» ([23]).
وقال في موضع آخر :« ونفس مقالة أهل السنة لم يكن يعرفها ولا هو خبير بها»([24]). وقال عما ذكره في المقالات أنه ما اعتقد أنه مذهب أهل السنة أي وليس هو معتقدهم في الواقع وحقيقة الأمر ([25]). بل مثَّل شيخ الإسلام ابن تيمية معرفته بعقائد أهل السنة بمعرفة المسلمين بعقائد النصارى فقال رحمه الله :« وأين العلم المفصل من العلم المجمل وهو يشبه من بعض الوجوه علمنا بما جاء به محمد e تفصيلا وعلمنا بما في التوراة والإنجيل مجملا لما نقله الناس عن التوراة والإنجيل وبمنزلة علم الرجل الحنفي أو الشافعي أو المالكي أو الحنبلي بمذهبه الذي عرف أصوله وفروعه واختلاف أهله وأدلته بالنسبة إلى ما يذكرونه من خلاف المذهب الآخر فإنه إنما يعرفه معرفة مجملة» ([26]).
ولا شك أن من كانت هذه حاله لا يمكنه تبني الاعتقادات الصحيحة والدفاع عنها والتأليف في الانتصار لها، وإن حاول ذلك صدرت منه الأغلاط التي تبين حقيقة معتقده، وبُعده عن التأهل لهذه المهمة التي انبرى لها.


________________________________________
[1]/ هذا أول مقال جمعت في هذه المسألة وبينت في مقدمته يوم نشرته: إني اعتمدت على ابن تيمية اعتمادا كليا لأنه رحمه الله من أعرف الناس بالمذاهب والفرق والملل، ولأن ما يذكره عنهم إنما ينقله من كتبهم مباشرة، ولأن من يدعي رجوعه ينسب هذا القول إلى ابن تيمية أيضا.
[2]/ درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (5/248) وانظر الدرء أيضا (4/107) (7/106).
[3]/ حصر الصفات في ثمانية جاء على لسان الشهرستاني في نهاية الإقدام ولعله أضاف على السبعة المعنوية الصفة النفسية وهي الوجود.
[4]/ درء تعارض العقل والنقل (3/380-381).
[5]/ درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (2/6).
[6]/ مجموع الفتاوى لابن تيمية (5/410) وانظر الدرء (2/17-18).
[7]/ مجموع الفتاوى لابن تيمية (13/131).
[8]/ مجموع الفتاوى لابن تيمية (8/19-20).
[9]/ مجموع الفتاوى لابن تيمية (5/401).
[10]/ الاستقامة لابن تيمية (1/105) وانظر المجموع (7/395، 509، 550) ومنهاج السنة (5/288) .
[11]/ مجموع الفتاوى لابن تيمية (12/203).
[12]/ مجموع الفتاوى لابن تيمية (12/203).
[13]/ مجموع الفتاوى لابن تيمية (13/203) وانظر الدرء (7/236).
[14]/ درء تعارض العقل والنقل (3/381).
[15]/ انظر منهاج السنة النبوية لابن تيمية (5/275-276).
[16]/ مجموع الفتاوى لابن تيمية (6/52) وانظر (13/139).
[17]/ مجموع الفتاوى لابن تيمية (16/308) وانظر المجموع (13/99) ومنهاج السنة (8/9).
[18]/ مجموع الفتاوى لابن تيمية (3/103).
[19]/ انظر مجموع الفتاوى (7/395-396، 509، 550) ومنهاج السنة (5/288).
[20]/ درء تعارض العقل والنقل (5/249).
[21]/ انظر مجموع الفتاوى لابن تيمية (6/53) .
[22]/ درء تعارض العقل والنقل (2/16) وانظر الدرء (2/308) ومنهاج السنة (8/9) .
[23]/ انظر مجموع الفتاوى (16/308-309).
[24]/ انظر النبوات لابن تيمية (346).
[25]/ انظر منهاج السنة النبوية لابن تيمية (8/9).
[26]/ انظر منهاج السنة (5/278-279) (8/9).





الخلاصة بعد كل هذا ؟أنكم ترون أن الاشعري بقي على ما هو عليه فيما يعتقد هو ...


لكن كيــــف قطوف تصفقلك و هي تكتب مواضيع تتكلم فيها عن عودة أو تغير الأشعري عن ما كان عليه إلى عقيدة ما يعتقده ابن تيمية و من سار على دربهم !!! و ديدنهم جزء ثالث مختلف في صحته و نسبه للإمام الأشعري ؟

تفاهموا فيما بينكم ثم تكلموا









قديم 2014-02-02, 16:14   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
نهى اسطاوالي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
بارك الله فيك وجزاك خيرا

وفيكم بارك الله
وخيرا جزاكم
اسال الله لكم التوفيق









قديم 2014-02-04, 16:44   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
توفيق43
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية توفيق43
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salima013 مشاهدة المشاركة
الخلاصة بعد كل هذا ؟أنكم ترون أن الاشعري بقي على ما هو عليه فيما يعتقد هو ...


لكن كيــــف قطوف تصفقلك و هي تكتب مواضيع تتكلم فيها عن عودة أو تغير الأشعري عن ما كان عليه إلى عقيدة ما يعتقده ابن تيمية و من سار على دربهم !!! و ديدنهم جزء ثالث مختلف في صحته و نسبه للإمام الأشعري ؟

تفاهموا فيما بينكم ثم تكلموا
كما عادة الوهابيين فهم متذبذبون









قديم 2014-02-04, 16:45   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
توفيق43
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية توفيق43
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الأشعري عاد الى عقيدة السلف و لكن لم يعد إلى عقيدة ابن تيمية
فليس كل من خالف ابن تيمية يعني انه خالف السلف










قديم 2014-02-05, 23:27   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
نهى اسطاوالي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
كما عادة الوهابيين فهم متذبذبون

من قال لك اني وهابية كما تزعم او حتى سلفية هيا هيا اسحب كلماتك وانسحب من موضوعي فلا مكان لك فيه واياك ان تنعتني بالوهابية في المرة المقبلة والا ساجد لك اسما يليق بك
غريب امركم









قديم 2014-02-06, 00:13   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

طورة التمسك بالمتشابه

«إِنَّ الزَّائِغَ المتّبِعَ لِمَا تَشَابَهَ مِن الدَّلِيلِ لاَ يَزَالُ فِي رَيْبٍ وَشَكٍ؛ إِذِ المتَشَابِهُ لاَ يُعْطِي بَيَانًا شَافِيًا، وَلاَ يَقِفُ مِنْهُ مُتَّبِعُهُ عَلَى حَقِيقَةٍ، فَاتِّبَاعُ الهوَى يُلْجِئُهُ إلى التمَسُك بِه، والنظَرُ فيهِ لا يَتَخَلَّصُ لَهُ، فَهُو عَلَى شَكٍ أَبَدًا، وَبِذَلكَ يُفَارِقُ الرَّاسِخَ في العِلْمِ لأَنَّ جِدَالَهُ إِنِ افْتَقَرَ إِلَيْه فَهُو في مَوَاقِعِ الإشْكَالِ العَارِضِ طَلَبًا لإزَالَتِهِ فَسُرْعَانَ مَا يَزُولُ إِذَا بُيِّنَ لَهُ مَوْضِعُ النَّظَرِ، وَأَمَّا ذُو الزيْغِ فَإِنَّ هَوَاهُ لاَ يُخلِيهِ إِلَى طَرْحِ المتَشَّابِهِ فَلاَ يَزَالُ فِي جِدَالٍ عَلَيْهِ وَطَلَبٍ لِتَأْوِيلِهِ».
[«الاعتصام» للشاطبي: (2/ 236)]










قديم 2014-02-06, 00:30   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
توفيق43
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية توفيق43
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهى اسطاوالي مشاهدة المشاركة

من قال لك اني وهابية كما تزعم او حتى سلفية هيا هيا اسحب كلماتك وانسحب من موضوعي فلا مكان لك فيه واياك ان تنعتني بالوهابية في المرة المقبلة والا ساجد لك اسما يليق بك
غريب امركم
و من خاطبك!!!









قديم 2014-02-06, 00:52   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
AMARAGROPA
رحمــــــــه الله
 
الصورة الرمزية AMARAGROPA
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

علم فاشل يسيئ للإسلام ولا ينفعه .










آخر تعديل AMARAGROPA 2014-02-06 في 00:52.
قديم 2014-02-10, 12:03   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
ibra34
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

مناط المسألة هو مدى صحة كتاب "الابانة"
وقد حُقق مؤخراً على خمسة نسخ متفرقة في العالم حققته دكتورة مصرية وصرحت بأن بعض نسخه تعرضت للتحريف،لكن ذلك لا يقدح في الكتاب طالما وجد عدة نسخ منه متفرقة في العالم
وفي الأخير أقول حتى وإن لم يتراجع الأشعري يبقى الحق حق والباطل باطل










 

الكلمات الدلالية (Tags)
الأشعري, الشلف؟, عقيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:46

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc