نسب الأمير عبد القادر - الصفحة 7 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > قسم الأمير عبد القادر الجزائري

قسم الأمير عبد القادر الجزائري منتدى خاص لرجل الدين و الدولة الأمير عبد القادر بن محيي الدين الحسني الجزائري، للتعريف به، للدفاع عنه، لكلُّ باحثٍ عن الحقيقة ومدافع ٍعنها، ولمن أراد أن يستقي من حياة الأمير ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

نسب الأمير عبد القادر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-12-29, 16:10   رقم المشاركة : 91
معلومات العضو
belmadi777
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










B11 الامير عبد القادر الجزائري

بسم الله الرحمن الرحيم


(الامير عبد القادر الجزائري)


.....................

لم ينس الغرب هزائمه في الحروب الصليبية التي خاضها في البلاد العربية ولذلك
لم تفارق مخيلات أحفاد الصليبيين أحلام العودة إلى بلاد الشرق المسلم
والاستيلاء على خيراته ويوماً بعد يوم تحولت تلك الأحلام إلى أهداف استعمارية
ذات أطماع اقتصادية ومع حلول القرن التاسع عشر تحولت الأحلام إلى مخططات
استهدفت فيما استهدفته الجزائر كبوابة عبوراستعماري لبلاد المغرب العربي
ومنها إلى بقية البلاد العربية.

مخطط نابليون
كان نابليون بونابرت قد أدرك أهمية الجزائر الاستراتيجية والاقتصادية، وقد
وضع أثناء فترة حكمه (1769-1821) مخططاً عسكرياً شاملاً لاحتلال الجزائر،
وكان من المفروض أن يبدأ به باعتبار أن شواطئ الجزائر قريبة من فرنسا وكانت
خطته تقضي بأن يتجه منها بعد احتلالها إلى مصر وفلسطين عن طريق البر بعد أن
يجعل من موانئها قواعد عسكرية لبحريته ولكن تسارع الصراع بين فرنسا وبريطانيا
جعله يرجئ احتلال الجزائر ويقوم باحتلال مصر على أن يقوم بالسير باتجاه
الجزائر براً من مصر، وفعلاً كان على وشك الانطلاق بجيشه نحو الجزائر بعد أن
احتل مصر إلا أنه في اللحظة الأخيرة قرر التوجه بالجيش إلى فلسطين واحتلالها؛
ومن ثم السير باتجاه الجزائر.
وهكذا كانت الجزائر هدفاً رئيساً لنابليون بونابرت ولكن الهزيمة لحقت
بالفرنسيين في عكا ثم توالت هزائمهم في مصر وروسيا وجاءت الأحداث الداخلية
الفرنسية لتطيح بنابليون وبقي مخططه لاستعمار الجزائر قائماً ينتظر من ينفذه.

مخرج الأزمات
عندما استلم شارل العاشر الحكم في فرنسا بعد نابليون كانت فرنسا غارقة في
مستنقعات داخلية وخارجية تهدد وجودها ككل فمن جهة خسرت فرنسا معظم مستعمراتها
بعد حربها مع بريطانيا ومن جهة أخرى كانت الحركات الداخلية المتمردة تزداد
قوة وعدداً في الوقت الذي عجزت فيه الخزينة الفرنسية عن سداد الديون الخارجية
وفي مقدمتها الديون الكبيرة للجزائر كأثمان سلع غذائية وحبوب اشترتها فرنسا
مما جعل الباي يهدد بقطع تصدير الحبوب لفرنسا إن لم تسدد ما عليها من ديون.
ضمن هذه المآزق كان على شارل العاشر أن يتحرك لإيجاد مخرج ما، والمخرج تمثل
في إعادة إحياء خطة نابليون لاحتلال الجزائر، فقد وجد شارل في احتلال الجزائر
مخرجاً للديون الجزائرية الكبيرة على فرنسا، كما وجد في هذا تحقيق انتصار
خارجي يلفت أنظار الداخل الفرنسي، ويواسي الشعب الفرنسي على خسارة معظم
المستعمرات.
المشكلة التي كانت تواجه شارل العاشر هي أن فرنسا كانت قد رفعت شعارات:
الحرية، والمساواة وحق الشعوب في تقرير مصيرها؛ ولهذا خطط لافتعال حادثة
واهية مفادها: أن القنصل الفرنسي (ديفال) تطاول على الباي في مجلسه عندما كان
يطالبه بأن تسدد فرنسا فواتير للجزائر فلوح الباي بمروحته باستياء وطلب من
القنصل مغادرة مجلسه فاعتبر شارل هذا التصرف من الباي إهانة للأمة الفرنسية
كلها ووجه الجيش الفرنسي والأسطول برمته لاحتلال الجزائر، وتم احتلالها فعلاً
في عام 1830م.


مقاومة وجهاد
لم يكن نزول الجيش الفرنسي على السواحل الجزائرية سهلاً فقد جوبه بمقاومة
شديدة من القبائل الجزائرية واستمرت تلك المقاومة معلنة رفض الجزائريين لهذا
الاحتلال ولكنها لم تكن مقاومة منظمة؛ ولذلك لم تعط مفعولها المطلوب بشكل
كامل لذلك تنادت القبائل إلى اجتماع عام عقد في وهران عام 1833م وانتخبت
السيد (محي الدين الحسني) قائداً عاماً لثورة القبائل على الفرنسيين وقد قبل
الحسني المهمة فترة إلا أنه وبسبب كبر سنه اقترح تسليم المهمة إلى ابنه
عبدالقادر وكان عمره أربعة وعشرين عاماً، فوافقت القبائل، وتمت مبايعة
عبدالقادر في مسجد مدينة معسكر.
وعبدالقادر من مواليد عام 1808م، حفظ القرآن الكريم منذ طفولته المبكرة ودرس
أصول الشريعة والفقه، بالإضافة إلى شغفه بالفروسية والمبارزة وينتسب إلى أعرق
القبائل الجزائرية وهي: قبيلة هاشم العربية وكل هذه الصفات أهلته ليكون موضع
ثقة ومحبة الجزائريين فاجمعوا على قيادته لهم في مقاومتهم للاحتلال الفرنسي
لبلادهم وكان أول ما فعله بعد تسلمه القيادة تكوين جيش قوي على أسس تنظيمية
من جميع القبائل العربية اسماه (الجيش المحمدي) مما أعطاه المزيد من الهيبة
السياسية بين القبائل وبعد أن أتم تكوين جيشه طلب من القبائل قطع جميع
علاقاتها مع الفرنسيين وعدم مغادرة أراضيها تحت أي إغراء أو ضغط وبهذا
الإجراء عزل الفرنسيين الغازين عن الشعب الجزائري من جهة، وخلق القناعة
التامة في نفوس الجزائريين بأن مقاومة الغزاة الفرنسيين واجب ديني جهادي من
يتخلى عنه يخرج عن إرادة الأمة المسلمة.
الفرنسيون بدورهم شعروا بالخطر الذي يتهدد مصير خطتهم الاستعمارية في الجزائر
بعد ظهور الجيش المحمدي بقيادة عبدالقادر؛ فاستقدموا المزيد من القوات،
والأسلحة المتطورة بمقاييس ذلك الوقت بعد أن قدروا بأن الجيش المحمدي لايملك
إلا الأسلحة البدائية، وهو ما كان قد أدركه عبدالقادر قبلهم؛ إذ رأى أن
النيات وحدها لا تكفي ولا بد من تحديث الجيش المحمدي، فبدا باستيراد الأسلحة
الحديثة والذخائر من أية دولة تبيعها، وعندما ضيق الفرنسيون الحصار على منافذ
استيراد الأسلحة قام عبدالقادر ببناء مصانع أسلحة مستعيناً بالفرنسيين
الهاربين من الخدمة العسكرية، فأنشأ مصانع لإنتاج المدافع والبارود والذخائر.
وهكذا خلال فترة وجيزة كبرت هيبة عبدالقادر، وازداد عدد الجيش المحمدي مع
استمرار انضمام رجال القبائل إليه، وكان على فرنسا أن تتحرك لتأليب الداخل
الفرنسي ضده فبذلت إغراءات كثيرة وكبيرة لبعض رؤساء القبائل وجرتهم للتعاون
معها، ومن جهة أخرى بدأت تبث عملاءها الذين حاولوا التشكيك بقدرة الجيش
المحمدي على التصدي للجيش الفرنسي وإشاعة أن المصانع العسكرية التي أقامها
ليست أكثر من تبذير لمال المسلمين في أمور لا نفع منها، وفي ذات الوقت ضغطت
على سلطان المغرب ليوقف أي دعم لعبد القادر ولكن عبدالقادر واجه هذه
المحاولات بالحكمة والحزم فكان يقمع أية حركة داخلية مناوئة، ويعاقب أية
قبيلة تحاول التعاون السياسي أو الاقتصادي مع الغزاة الفرنسيين،وفرض على
سلطان المغرب أن يلتزم الحياد على الأقل، وفي ذات الوقت كان يتهيأ لملاقاة
قوات أكبر دولة استعمارية في ذلك الوقت.


معارك وانتصارات
جعل عبدالقادر من مدينة (معسكر) عاصمة له ومنها انطلق بجيش محمد لملاقاة
الجيش الفرنسي فجرت عدة معارك انهزم فيها الفرنسيون هزائم منكرة ومن هذه
المعارك معركة (خنق النطاح) التي أدت إلى تبديل القيادة العسكرية الفرنسية في
الجزائر بقيادة أخرى ولكن المعارك توالت وفي معظمها كان النصر حليف جيش محمد
ولم يمض عام إلا وكانت منطقة وهران بالكامل تحت سيادة عبدالقادر مما أجبر
فرنسا على التعامل معه كقائد كبير له ثقله وفي الواقع أحست فرنسا بأنها ستخرج
مهزومة من الجزائر بسرعة إذا استمرت انتصارات عبدالقادر ولذلك سعت إلى عقد
هدنة معه وقد قبل عبدالقادر بالهدنة لأنه كان يدرك بأن الفرنسيين مستمرون
بإرسال المزيد من القوات والأسلحة لجيشهم في الجزائر ولابد من أن يواصل بدوره
حشد المزيد من الجزائريين في جيش محمد وتطوير مصانع الأسلحة التي أنشأها
وهكذا في 26 فبراير 1834 اجتمع كبار القادة والسياسيين الفرنسيين به لعقد
الهدنة.
في ذلك الاجتماع وقف عبدالقادر موقف الفرنسيين بل كان الطرف الأقوى وبدلاً من
عقد هدنة وقع الفرنسيون على معاهدة اعتبرها المؤرخون الفرنسيون أكبر معاهدة
مهينة في تاريخ الجيش الفرنسي إذ نصت بنود تلك المعاهدة على مايلي:

1- تعترف الحكومة الفرنسية بسلطة عبدالقادر وجيشه على كافة العمالة الوهرانية.
2- يحق لعبدالقادر أن يستورد الأسلحة من أية جهة كانت وفي كل وقت ولايحق للجيش
الفرنسي اعتراض الأسلحة التي يستوردها أو تفتيشها أو مصادرة شيء منها.
3- يحق لعبدالقادر تعيين قناصل له في أي مكان داخل الجزائر وخارجها واستقبال
قناصل معينيين من الدول التي يقيم معها علاقات.
4- لا يحق للجيش الفرنسي إيواء المتمردين والخارجين عن سلطة عبدالقادر وعليه
تسليمهم إليه.
وقد سميت هذه المعاهدة بمعاهدة (ديميشال).

وفي الواقع كان عبدالقادر يدرك بأن الفرنسيين لا أمان لهم ولاقيمة لمعاهداتهم
لذلك استمر ببناء قوة جيشه وتسليحه وفي ذات الوقت استمر بفرض سيطرته على
وهران وقد كتب بنفسه عن تلك المعاهدة قائلاً: بأنه غير مقتنع بها لأنه يريد
تحرير كامل الجزائر وإنه يثق بأن الفرنسيين لن يحترموا المعاهدة وسيقومون
بنقضها ولكن إلى ذلك الحين ستكون لديه فرصة كافية لتقوية الجيش وزيادة تسليحه
وقد تحقق ما رآه سريعاً ففي عام 1935 ثارت قبيلتان على سلطة عبدالقادر
وانضمتا إلى فرنسا فبرز لهما عبدالقادر وقاتلهم ثم طالب الفرنسيين تسليمه
زعماء القبيلتين تنفيذاً لمعاهدة ديميشال فرفض الفرنسيون ذلك عندها انبرى
عبدالقادر وواصل القتال ضد الفرنسيين باعتبارهم قد نقضوا معاهدة ديميشال وقد
ألحق بالجيش الفرنسي هزائم كبيرة في معارك مثل معركة المقطع في الشهر السادس
من عام 1835 ووجدت فرنسا نفسها مرة أخرى أمام مأزق مواجهة قائد عسكري عبقري
يلحق بها الهزائم تلو الهزائم.









 


رد مع اقتباس
قديم 2010-12-29, 18:38   رقم المشاركة : 92
معلومات العضو
محمد مقاوسي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمد مقاوسي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2010-12-29, 19:14   رقم المشاركة : 93
معلومات العضو
st40
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية st40
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرااااااااااا على موضوع المميز










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-05, 15:56   رقم المشاركة : 94
معلومات العضو
فارس المسيلي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية فارس المسيلي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-06, 16:26   رقم المشاركة : 95
معلومات العضو
نور الرحمان
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيرا لتصحيحك المعلومة و منعك وقوع خطأ كهذا شكررررررررررررررررررررررررررررررررررررا










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-14, 10:24   رقم المشاركة : 96
معلومات العضو
..عبد الاله..
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية ..عبد الاله..
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-14, 10:25   رقم المشاركة : 97
معلومات العضو
..عبد الاله..
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية ..عبد الاله..
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-14, 10:28   رقم المشاركة : 98
معلومات العضو
..عبد الاله..
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية ..عبد الاله..
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-14, 10:29   رقم المشاركة : 99
معلومات العضو
..عبد الاله..
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية ..عبد الاله..
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-14, 10:45   رقم المشاركة : 100
معلومات العضو
..عبد الاله..
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية ..عبد الاله..
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-14, 11:07   رقم المشاركة : 101
معلومات العضو
..عبد الاله..
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية ..عبد الاله..
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-14, 11:11   رقم المشاركة : 102
معلومات العضو
..عبد الاله..
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية ..عبد الاله..
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-14, 11:14   رقم المشاركة : 103
معلومات العضو
..عبد الاله..
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية ..عبد الاله..
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-14, 11:17   رقم المشاركة : 104
معلومات العضو
..عبد الاله..
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية ..عبد الاله..
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-14, 14:26   رقم المشاركة : 105
معلومات العضو
mimou95
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية mimou95
 

 

 
إحصائية العضو










M001 الامير عبد القادررررررررررررررررر

التقييم يا جملعة


الأمير عبد القادر
صفحة المسودة (غير مراجعة)


لوحة زيتية للأمير عبد القادر في فرساي
عبد القادر ابن محي الدين المعروف بالأمير عبد القادر أو عبد القادر الجزائري (6 سبتمبر 1808 بمعسكر - 26 مايو 1883 بدمشق)، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة. عالم دين، شاعر، فيلسوف، سياسي ومحارب في آن واحد. اشتهر بمناهضته للاحتلال الفرنسي للجزائر.
محتويات [أخف]
1 النشأة
2 في منفاه بدمشق
3 المبايعة
4 دولة الأمير عبد القادر وعاصمته المتنقلة
5 بداية النهاية
6 الأمير الأسير
7 وفاته
8 الأمير عبد القادر وتأسيس دولته
9 مؤلفات الأمير عبد القادر
10 مراجع
[عدل]النشأة

ولدالامير عبد القادر بن الأمير محيي الدين بن مصطفى بن محمد بن المختار بن عبد القادر بن أحمد بن محمد بن عبد القوي بن يوسف بن أحمد بن شعبان بن محمد بن أدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله (الكامل) بن الحسن المثنى بن الحسن (السبط) بن فاطمة بنت محمد رسول الله وزوجة علي بن أبي طالب ابن عم الرسول .[1][2][3][4] وأيضا من عائلة رسول الإسلام محمد.[5]
تم تحقيق النسب الشريف الصحيح للأمير عبدالقادر في كتاب ( الإحياء بعد الإنساء ) يصدر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2011 م للمحقق الشريف عبدالفتاح فتحي أبو حسن شكر ( الحدين ــ كوم حماده ــ بحيرة ــ مصر )
لأدرج ضمن خطة احتفالية «دمشق عاصمة للثقافة العربية»، ترميم وتأهيل عدد من البيوت الشهيرة في دمشق بعضها كانت الدولة قد وضعت اليد عليها من أجل تحويلها إلى منشآت سياحية وثقافية، مثل قصر العظم، ودار السباعي، والتكية السليمانية، وغيرها. ويذكر أن بعض البيوت في دمشق القديمة كانت قد تحولت إلى مطاعم سياحية، كبيت الشاعر شفيق جبري، وبعضها لا تزال تنتظر ليبتّ بأمرها، والبعض الآخر، استثمرتها سفارات بعض الدول الأوروبية وحولتها إلى بيوت ثقافية، مثل «بيت العقاد» الذي تحول إلى المعهد الثقافي الدنماركي في حي مدحت باشا.
واليوم وبالاتفاق بين المفوضية الأوروبية والإدارة المحلية والبيئة، وضمن برنامج تحديث الإدارة البلدية، يجري تأهيل بيت الأمير عبد القادر الجزائري الواقع في ضاحية دمر، غرب دمشق، والقصر هو مصيف كان للأمير في «الربوة»، على ضفاف بردى، وسط روضة من الأشجار الوارفة.
القصر كما أفادنا المهندس نزار مرادمي الذي نفذ الترميم، يعود بناؤه إلى حوالي 140 سنة، سكنه الأمير عبد القادر مع عائلته عام 1871، ثم سكنه أبناء الأمير وأحفاده، وكان آخرهم الأمير سعيد الجزائري، رئيس مجلس الوزراء في عهد حكومة الملك فيصل، بعد الحرب العالمية الأولى. وصار القصر مهملاً مهجوراً، شبه متهدم، منذ عام 1948. والقصر اليوم مملوك لصالح محافظة دمشق لأغراض ثقافية وسياحية. تبلغ مساحة القصر المؤلف من طابقين 1832 متراً مربعاً. ويقول المهندس نزار، إن العمل تم في القصر ومحيطه، بعد إزالة البناء العشوائي، وسيتم افتتاح القصر رسمياً في شهر مايو (أيار) من العام الجاري. وسيضم القصر بعد ترميمه، قاعة كبيرة خاصة بتراث الأمير عبد القادر، بالتعاون مع السفارة الجزائرية بدمشق، التي عبرت عن استعدادها بتزويد القصر بكل ما يرتبط بتراث هذا المجاهد الذي يكن له الجزائريون كما السوريون والعرب كل التقدير، ليس لكونه مجاهداً ومصلحاً وحسب، بل أيضاً لكونه عالماً وفقيهاً وشاعراً، وداعية دؤوباً للتآخي بين شعوب الشرق.
ويذكر أنه بعد استقلال الجزائر، تم نقل جثمان الأمير، من دمشق إلى الجزائر عام 1966.
وقال المهندس نزار مرادمي ان عملية الترميم، تتركز على بعدين: ثقافي وبيئي. ويراد من ترميم القصر تحويله إلى بيت للثقافة، يزوره الناس مع ما يحمله اسم صاحب القصر من دلالات، والبعد الآخر سياحي، حيث يتم إنشاء حديقة بيئية أمام القصر وفي محيطه، وهذا يندرج ضمن المساعي القائمة لتحسين مظهر المدينة وتأهيل المعالم السياحية فيها.
ويذكر بهذا الصدد أن هذا القصر لم يكن المنزل الوحيد للأمير، ولم يكن محل إقامته الدائم. فمن المعروف أن منزله هو الذي منحته إياه السلطات العثمانية في حي العمارة بدمشق القديمة، والمعروف بـ«حارة النقيب» وهو الحي الذي ضم آل الجزائري حتى اليوم..
[عدل]في منفاه بدمشق



الأمير عبد القادر في دمشق
استقر الأمير عبد القادر الجزائري في دمشق من عام 1856 إلى عام وفاته عام 1883، أي 27 سنة. ومنذ قدومه إليها من إسطنبول تبوأ فيها مكانة تليق به كزعيم سياسي وديني وأديب وشاعر.. وكانت شهرته قد سبقته إلى دمشق، فأخذ مكانته بين العلماء والوجهاء، فكانت له مشاركة بارزة في الحياة السياسية والعلمية. قام بالتدريس في الجامع الأموي، وبعد أربعة أعوام من استقراره في دمشق، حدثت فتنة في الشام عام 1860 واندلعت أحداث طائفية دامية، ولعب الزعيم الجزائري دور رجل الإطفاء بجدارة، فقد فتح بيوته للاجئين إليه من المسيحيين في دمشق كخطوة رمزية وعملية على احتضانهم. وهي مأثرة لا تزال تذكر له إلى اليوم إلى جانب كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي في بلاده الجزائر.


الأمير عبد القادر أثناء حمايته للمسيحيين في دمشق
وهو بالإضافة إلى مكانته الوجاهية في دمشق، مارس حياة الشاعر المتصوف، شبه نجده لا سيما في قدومه من المغرب متجولاً في المشرق وتركيا، ثم اختياره لدمشق موطناً حتى الموت. وربما ليس من باب المصادفة أن يدفن الأمير عبد القادر بجانب ضريح الشيخ الأكبر في حضن جبل قاسيون.
من جهة أخرى عبر الفنان السوري أسعد فضة، عن رغبته في تجسيد شخصية الأمير عبد القادر الجزائري في فيلم سينمائي ضخم، بالتعاون مع وزارة الثقافة الجزائرية. وسبق للروائي الجزائري واسيني الأعرج أن قدم رواية تاريخية بعنوان «مسالك أبواب الحديد» عن الأمير عبد القادر وسيرة كفاح الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي.
عن هذا الاهتمام اللافت بالأمير، سواء في سوريا أو في الجزائر، يرى النحات آصف شاهين، رئيس تحرير مجلة أبولدور الدمشقي: إن هذا الاهتمام وإن جاء متأخراً إلا أنه ضروري لرجل يستحق، وهو، أي الأمير، صاحب سيرة حافلة بالكفاح امتدت من المغرب العربي إلى المشرق، وإن كان الأوروبيون يشاركوننا في هذا الاهتمام، فقد كان الأمير عبد القادر رجل حوار وتحرر. وإن كان كافح الاستعمار الأوروبي، فقد عرفته بعض الشخصيات الأوروبية كمحاور متميز وواحد من أعلام الإسلام في ذاك العصر.
يرى المهندس هائل هلال أن الأمير عبد القادر لم ينل حقه من الإنصاف، وقلما يذكر إلا كمجاهد قديم، جاء من الجزائر إلى الشام ليستريح في أفياء غوطتها الغناء بينما في حقيقة الأمر، يقول هلال: إن الرجل كان أحد أكبر أعلام تلك المرحلة، وأنه هو وأحفاده فيما بعد، دخلوا التاريخ السوري من بابه الواسع.
ولد في 23 رجب 1222هـ / مايو 1807م، وذلك بقرية "القيطنة" بوادي الحمام من منطقة معسكر "المغرب الأوسط" الجزائر، ثم انتقل والده إلى مدينة وهران.
لم يكن محيي الدين (والد الأمير عبد القادر) هملاً بين الناس، بل كان ممن لا يسكتون على الظلم، فكان من الطبيعي أن يصطدم مع الحاكم العثماني لمدينة "وهران"، وأدى هذا إلى تحديد إقامة الوالد في بيته، فاختار أن يخرج من الجزائر كلها في رحلة طويلة.
كان الإذن له بالخروج لفريضة الحج عام 1241هـ/ 1825م، فخرج الوالد واصطحب ابنه عبد القادر معه، فكانت رحلة عبد القادر إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم بغداد، ثم العودة إلى الحجاز، ثم العودة إلى الجزائر مارًا بمصر وبرقة وطرابلس ثم تونس، وأخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828 م، فكانت رحلة تعلم ومشاهدة ومعايشة للوطن العربي في هذه الفترة من تاريخه، وما لبث الوالد وابنه أن استقرا في قريتهم "قيطنة"، ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5 يوليو 1830م، واستسلم الحاكم العثماني سريعًا، ولكن الشعب الجزائري كان له رأي آخر.
[عدل]المبايعة

فرّق الشقاق بين الزعماء كلمة الشعب، وبحث أهالي وعلماء "غريس" عن زعيم يأخذ اللواء ويبايعون على الجهاد تحت قيادته، واستقر الرأي على "محيي الدين الحسني" وعرضوا عليه الأمر، ولكن الرجل اعتذر عن الإمارة وقبل قيادة الجهاد، فأرسلوا إلى صاحب المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، فقبل السلطان "عبد الرحمن بن هشام" سلطان المغرب، وأرسل ابن عمه "علي بن سليمان" ليكون أميرًا على وهران، وقبل أن تستقر الأمور تدخلت فرنسا مهددة السلطان بالحرب، فانسحب السلطان واستدعى ابن عمه ليعود الوضع إلى نقطة الصفر من جديد، ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات، فاقترح الوالد أن يتقدم "عبد القادر" لهذا المنصب، فقبل الحاضرون، وقبل الشاب تحمل هذه المسؤولية، وتمت البيعة، ولقبه والده بـ "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون "سلطان" ولكنه اختار لقب "الأمير"، وبذلك خرج إلى الوجود "الأمير عبد القادر ناصر الدين بن محيي الدين الحسني"، وكان ذلك في 13 رجب 1248هـ الموافق 27نوفمبر 1832.
وحتى تكتمل صورة الأمير عبد القادر، فقد تلقى الشاب مجموعة من العلوم فقد درس الفلسفة (رسائل إخوان الصفا - أرسطوطاليس - فيثاغورس) ودرس الفقه والحديث فدرس صحيح البخاري ومسلم، وقام بتدريسهما، كما تلقى الألفية في النحو، والسنوسية، والعقائد النسفية في التوحيد، وايساغوجي في المنطق، والإتقان في علوم القرآن، وبهذا اكتمل للأمير العلم الشرعي، والعلم العقلي، والرحلة والمشاهدة، والخبرة العسكرية في ميدان القتال، وعلى ذلك فإن الأمير الشاب تكاملت لديه مؤهلات تجعله كفؤًا لهذه المكانة، وقد وجه خطابه الأول إلى كافة العروش قائلاً: "… وقد قبلت بيعتهم (أي أهالي وهران وما حولها) وطاعتهم، كما أني قبلت هذا المنصب مع عدم ميلي إليه، مؤملاً أن يكون واسطة لجمع كلمة المسلمين، ورفع النزاع والخصام بينهم، وتأمين السبل، ومنع الأعمال المنافية للشريعة المطهرة، وحماية البلاد من العدو، وإجراء الحق والعدل نحو القوى والضعيف، واعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية، وعلى الله الاتكال في ذلك كله
[عدل]دولة الأمير عبد القادر وعاصمته المتنقلة

ولبطولة الاميراضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه وهي اتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها، وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله: «يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى!!». وكان الأمير قد انشا عاصمة متنقلة كاي عاصمة اوربية متطورة انداك سميت الزمالةو كان قد أسّس قبلها عاصمة وذلك بعد غزو الجيش الفرنسي لمدينة معسكر في الحملة التي قادها ‘كلوزيل’، وضع الأمير خطة تقضي بالإنسحاب إلى أطراف الصحراء لإقامة آخر خطوطه الدفاعية وهناك شيد العاصمة الصحراوية ،تكدمت. وقد بدأ العمل فيها بإقامة ثلاث حصون عسكرية، ثم أعقبها بالمباني والمرافق المدنية والمساجد الخ، وهناك وضع أموال الدولة التي أصبحت الآن في مأمن من غوائل الغزاة ومفاجئاتهم. وقد جلب إليها الأمير سكانا من مختلف المناطق من الكلغوليين وسكان آرزيو ومستغانم ومسرغين والمدية.
وقبل أن يمر عام على الاتفاقية نقض القائد الفرنسي الهدنة، وناصره في هذه المرة بعض القبائل في مواجهة الأمير عبد القادر، ونادى الأمير في قومه بالجهاد ونظم الجميع صفوف القتال، وكانت المعارك الأولى رسالة قوية لفرنسا وخاصة موقعة "المقطع" حيث نزلت بالقوات الفرنسية هزائم قضت على قوتها الضاربة تحت قيادة "تريزيل" الحاكم الفرنسي. ولكن فرنسا أرادت الانتقام فأرسلت قوات جديدة وقيادة جديدة، واستطاعت القوات الفرنسية دخول عاصمة الأمير وهي مدينة "معسكر" وأحرقتها، ولولا مطر غزير أرسله الله في هذا اليوم ما بقى فيها حجر على حجر، ولكن الأمير استطاع تحقيق مجموعة من الانتصارات دفعت فرنسا لتغيير القيادة من جديد ليأتي القائد الفرنسي الماكر الجنرال "[بيجو]"؛ ولكن الأمير نجح في إحراز نصر على القائد الجديد في منطقة "وادي تافنة" أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" في عام 1837م. وعاد الأمير لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد، وفي نفس الوقت كان القائد الفرنسي "بيجو" يستعد بجيوش جديدة، ويكرر الفرنسيون نقض المعاهدة في عام 1839م، وبدأ القائد الفرنسي يلجأ إلى الوحشية في هجومه على المدنيين العزل فقتل النساء والأطفال والشيوخ، وحرق القرى والمدن التي تساند الأمير، واستطاع القائد الفرنسي أن يحقق عدة انتصارات على الأمير عبد القادر، ويضطر الأمير إلى اللجوء إلى بلاد المغرب الأقصى، ويهدد الفرنسيون السلطان المغربي، ولم يستجب السلطان لتهديدهم في أول الأمر، وساند الأمير في حركته من أجل استرداد وطنه، ولكن الفرنسيين يضربون طنجة وبوغادور بالقنابل من البحر، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي يضطر السلطان إلى توقيع معاهدة الحماية، التي سبقت احتلال المغرب الأقصى.
[عدل]بداية النهاية

يبدأ الأمير سياسة جديد في حركته، إذ يسارع لتجميع مؤيديه من القبائل، ويصير ديدنه الحركة السريعة بين القبائل ولما أراد الاستعانة بشيوخ الطريقة التيجانيّة في طرد الفرنسيين، رفضوا الانخراط في جيشه، تمشيّاً مع روح صوفيّتهم التي تأبى التدخل في السياسة، فقام بعدّة حملات على مركز التيجانيّة في (عين ماضي) التي قاومت هذه الحملات.
غدر به الفرنسيّون سنة 1251/1835 وخرقوا معاهدة (دي ميشيل) وحاولوا التفريق بينه وبين رجاله، ولكنهم باؤوا بالفشل، واستخدموا أسلوب الحرب التخريبيّة، بتدمير المحاصيل الزراعيّة، وتدمير المدن الرئيسيّة، وأقصوه بعد أربع سنوات من النضال، إلا أنه لم يستسلم، والتجأ مع إخوانه إلى مراكش سنة 1259/1843 ثم عاد إلى الجزائر، وقاد حركة الأنصار.
هزم بالخيانة شأن كل معارك المقاومة في العالم الإسلامي و دلك بعد معاهدة لالة مغنية بين فرنسا و سلطان المغرب الأقصى و التي جعلت من الامير خارجا عن القانون، هاجمه سلطان المغرب الأقصى بجيش كبير ، فرأى من الصواب الجنوح للسلم، وشاور أعيان المجاهدين على ذلك فراى من الصواب الاستسلام لفرنسا سنة 1263/1847 بشرط الامان لمن كان معه، لكن فرنسا نقدت العهد فسجن بفرنسا، لكن مع مجىء نابليون الثالث، أهداله هدا الاخير سيفاً ورتب له في الشهر مبلغاً باهظاً من المال، وسمح له بالسفر إلى الشرق سنة 1268/1852 فتوجّه إلى الآستانة وحصل له الإكرام والاحتفال من خليفة المسلمين السلطان عبد المجيد، وأنعم عليه بدار في مدينة بروسة، ثم استوطن دمشق، بعد توالي الزلازل على بروسة، سنة 1271/1855 فكان يقضي أيامه في القراءة والصلاة وحلقات العلم، وجمع مكتبة ضخمة، واشتهر بالكرم ولطف المعشر، وحب العلم وأهله.
[عدل]الأمير الأسير

ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق حتى عام 1852م ثم استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشؤون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له، ولكنه رفض، ورحل إلى الشرق براتب من الحكومة الفرنسية. توقف في إسطنبول حيث السلطان عبد المجيد، والتقى فيها بسفراء الدول الأجنبية، ثم استقر به المقام في دمشق منذ عام 1856 م وفيها أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء، وقام بالتدريس في المسجد الأموي كما قام بالتدريس قبل ذلك في المدرسة الأشرفية، وفي المدرسة الحقيقية.
وفي عام 1276 هـ/1860م تتحرك شرارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في منطقة الشام، ويكون للأمير دور فعال في حماية أكثر من 15 ألف من المسيحيين، إذ استضافهم في منازله.
[عدل]وفاته

وافاه الأجل بدمشق في منتصف ليلة 19 رجب 1300 هـ / 23 مايو 1883 عن عمر يناهز 76 عاما، وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربي بالصالحية بدمشق لوصية تركها. وبعد استقلال الجزائر نقل جثمانه إلى الجزائر عام 1965 ودفن في المقبرة العليا وهي المقبرة التي لا يدفن فيها الا رؤساء البلاد.
[عدل]الأمير عبد القادر وتأسيس دولته



ساحة الأمير عبد القادر في الجزائر العاصمة


مقام الأمير عبد القادر في معسكر


مقام الأمير عبد القادر بساحة أول نوفمبر في وهران
عندما تولى عبد القادر الإمارة كانت الوضعية الاقتصادية والإجتماعية صعبة، لم يكن له المال الكافي لإقامة دعائم الدولة إضافة، كان له معارضون لإمارته، ولكنه لم يفقد الامل إذ كان يدعو باستمرار إلى وحدة الصفوف وترك الخلافات الداخلية ونبذ الأغراض الشخصية...كان يعتبر منصبه تكليفا لا تشريفا.وفي نداء له بمسجد معسكر خطب قائلا:«اذا كت قد رضيت بالامارة، فانما ليكون لي حق السير في الطليعة والسير بكم في المعارك في سبيل ”الله“...الإمارة ليست هدفي فأنا مستعد لطاعة أيّ قائد آخر ترونه أجدر منّي وأقدر على قيادتكم شريطة أن يلتزم خدمة الدّين وتحرير الوطن»
منذ الايام الأولى لتولّيه الإمارة كتب بيانا أرسله إلى مختلف القبائل التي لم تبايعه بعد، ومن فقرات هذا البيان أقوال منها: «بسم الله الرحمن الرحيم:والحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... إلى القبائل...هداكم الله وأرشدكم ووجّهكم إلى سواء السبيل وبعد... إن قبائل كثيرة قد وافقت بالإجماع على تعييني، وانتخبتني لإدارة حكومة بلادنا وقد تعهدت أن تطيعني في السرّاء والضرّاء وفي الرخاء والشدّة وأن تقدّم حياتها وحياة أبنائها وأملاكها فداء للقضية المقدّسة ومن اجل ذلك تولينا هذه المسؤولية الصعبة على كره شديد آملين أن يكون ذلك وسيلة لتوحيد المسلمين ومنع الفُرقَة بينهم وتوفير الامن العام إلى كل اهلي البلاد، ووقْف كل الاعمال الغير الشرعية...ولقبول هذه المسؤولية اشترطنا على اولئك الذين منحونا السلطة المطلقة الطاعة الدائمة في كل أعمالهم إلتزاما بنصوص كتاب الله وتعاليمه..والأخذ بسنّة نبيّه في المساواة بين القوي والضعيف، الغنيّ والفقير لذلك ندعوكم للمشاركة في هذا العهد والقد بيننا وبينكم...وجزاؤكم على الله ان هدفي هو الإصلاح ان ثقتي في الله ومنه ارجو التوفيق»
إن وحدة الأمة جعلها الامير هي الأساس لنهضة دولته واجتهد في تحقيق هذه الوحدة رغم عراقيل الاستعمار والصعوبات التي تلقاها من بعض رؤساء القبائل الذين لم يكن وعيهم السياسي في مستوى عظمة المهمة وكانت طريقة الامير في تحقيق الوحدة الوحدة هي الاقناع اولا والتذكير بمتطلبات الايمان والجهاد، لقد كلفته حملات التوعية جهودًا كبيرة لان أكثر القبائل كانت قد اعتادت حياة الاستقلال ولم تالف الخضوع لسلطة مركزية قوية. بفضل ايمانه القوي انضمت اليه قبائل كثيرة بدون أن يطلق رصاصة واحدة لاخضاعه بل كانت بلاغته وحجته كافيتين ليفهم الناس اهدافه في تحقيق الوحدة ومحاربة العدو، لكن عندملا لا ينفع أسلوب التذكير والإقناع، يشهر سيفه ضدّ من يخرج عن صفوف المسلمين أو يساعد العدوّ لتفكيك المسلمين، وقد استصدر الأمير فتوى من العلماء تساعده في محاربة اعداء الدّين والوطن.
كان الأمير يرمي إلى هدفين:تكوين جيش منظم وتأسيس دولة موحّدة، وكان مساعدوه في هذه المهمة مخلصون..لقد بذل الأمير وأعوانه جهدًا كبيرا لاستتباب الأمن، فبفضل نظام الشرطة الذي أنشأه قُضِي على قُطّاع الطرق الذين كانوا يهجمون على المسافرين ويتعدّون على الحرمات، فأصبح الناس يتنقّلون في أمان وانعدمت السرقات.ولقد قام الأمير بإصلاحات إجتماعية كثيرة، فقد حارب الفساد الخلقي بشدّة، ومنع الخمر والميسر منعًا باتا ومنع التدخين ليبعد المجتمع عن التبذير، كما منع استعمال الذهب والفضة للرّجال لأنّه كان يكره حياة البذح والميوعة. قسّم الأمير التراب الوطني إلى 8 وحداتمليانة، معسكر، تلمسان، الأغواط، المدية، برج بو عريريج، برج حمزة(البويرة)،بسكرة، سطيف)،كما أنشأ مصانع للأسلحة وبنى الحصون والقلاع(تأقدمات، معسكر، سعيدة) لقد شكل الأمير وزارته التي كانت تتكون من5 وزارات وجعل مدينة معسكر مقرّا لها، واختار أفضل الرجال ممّن تميّزهم الكفاءة العلمية والمهارة السياسيةإلى جانب فضائلهم الخلقية، ونظّم ميزانية الدولة وفق مبدأ الزكاة لتغطية نفقات الجهاد، كما إختار رموز العلم الوطني وشعار للدولة(نصر من الله وفتح قريب).
[عدل]مؤلفات الأمير عبد القادر

لم يكن الأمير عبد القادر قائدا عسكريا وحسب، ولكن له مؤلفات وأقوال كبيرة في الشعر تبرز إبداعه ورقة إحساسه مع زوجه في دمشق ومكانته الأدبية والروحية. وله أيضا كتاب "المواقف" وغيره. وقد ألف في بروسة (تركيا) أثناء إقامته بها) رسالة "ذكرى العاقل وتنبيه الغافل" عبارة (رسالة إلى الفرنسيين)، وهو كتاب موجه لأعضاء المجمع الآسيوي بطلب من الجمعية، وذلك بعد أن منحه هذا المجمع العلمي الفرنسي قبل ذلك بقليل العضوية فيه. وكان تاريخ تأليف الرسالة في 14 رمضان 1271 / 1855م، ثم ترجمها الفرنسي "غوستاف ديغا" إلى لغته في عام 1858 وهو القنصل الفرنسي بدمشق آنذاك. يحتوي الكتاب على ثلاثة أبواب (في فضل العلم والعلماء) وبه تعريف العقل وتكملة وتنبيه وخاتمة، و(في إثبات العلم الشرعي) يتحدث فيه عن إثبات النبوة واحتياج كافة العقلاء إلى علوم الأنبياء.. وفصل ثالث (في فضل الكتابة)..[6] نور الهدى اسليماني
[عدل]مراجع

^ جوهرة العقول في ذكر آل الرسول عليه الصلاة والسلام. للشيخ عبد الرحمن بن محمد الفاسي
^ البستان في ذكر العلماء الأعيان. للفقيه عبد الله الونشريسي
^ *رياض الأزهار في عدد آل النبي المختارعليه الصلاة والسلام. للمقري التلمساني.
^ المؤرخون الفرنسين Rozet ,Carette, الكون والتاريخ، ووصف لجميع الشعوب، 1850، 193ص
^ Par Société languedocienne de géographie, Université de Montpellier. Institut de géographie, Centre national de la recherche scientifique (France) Publié par Secrétariat de la Société languedocienne de géographie, 1881. Notes sur l'article: v. 4, page 517
^ كتاب رسالة إلى الفرنسيين، ذكرى العاقل وتنبيه الغافل، مقدمة المحقق عمار الطالبي 2004، ص09










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الأمير, الامير, الجزائر**الأمير, الجزائري, القادر, القادر**, القادررررررررررررررررر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:42

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc