موضوع مميز امازيغ جزائريون يدافعون عن العربية و عن اصول الامازيغ العربية - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأنساب ، القبائل و البطون > منتدى القبائل العربية و البربرية

منتدى القبائل العربية و البربرية دردشة حول أنساب، فروع، و مشجرات قبائل المغرب الأقصى، تونس، ليبيا، مصر، موريتانيا و كذا باقي الدول العربية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

امازيغ جزائريون يدافعون عن العربية و عن اصول الامازيغ العربية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-11-23, 22:28   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ighil ighil مشاهدة المشاركة
لم تاتنا بالجديد يا طيباوي بل مجرد خرافات كعادتك لقد ضحكت عندما رايت ذلك العثمان سعدي البعثي ثم يا طيباوي هناك فرق بين ان تحب اللغة العربية و بين ان تنسب اصلك الى العرب
لقد اتعبت نفسك كثيرا في نقل خرافات العروبيين و لم تاتنا باكتشاف جديد يثبت صحة نظريتك حول اصول الامازيغ مع ان الحقائق العلمية واضحة وضوح الشمس لكنك ترفض رؤيتها و هذا شان المصابين بمرض العروبة عافانا الله منه
الحمض النووي يكشف أصل البربر وصلتهم بالعرب

الأصل الصحيح للبربر ..... موضوع منقول


بعد اكتشاف الحمض النووي DNA لم يعد أصل البربر لغزاً بل اتضح انتماء البربر الجيني وسميت سلالتهم بالسلالة البربرية واتضح أنهم من أحدث الشعوب.

وقد صنفوا حسب الشجرة التي أعدتها المنظمة العالمية للأنساب الجينية ISOGG لسنة 2013م على السلالة E1b1b1b1a التي تحمل التحور M81 فكل واحد لديه هذا التحور الجيني يعد من سلالة البربر جينياً ، واتضح أن أقرب شعب للبربر هم قسم من العرب بالجزيرة العربية وبلاد الشام المصنفين على السلالة E1b1b1b2a التي تحمل التحور الجيني M123 الذين يلتقون في جد جامع هو E1b1b1b حامل التحور الجيني Z827 ، وأشهر من ينتمي للسلالة العربية حاملة التحور M123 بالجزيرة العربية هم قبيلة حرب التي هاجرت من اليمن إلى الحجاز، وكذلك قسم من قبائل الشحوح بالإمارات المقيمين بالمنطقة الجبلية المطلة على الخليج العربي، وأيضاً قسم من قبيلة العوازم، وكذلك العديد من الأسر المنتمية لعدة قبائل بالجزيرة العربية ، كما ينتمي لهذه السلالة العديد من العرب في بلاد الشام في غور الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان.

https://www.isogg.org/tree/ISOGG_HapgrpE.html

ويعد الأقرب للبربر حاملي التحور M81 والعرب حاملي التحور M123 هم السلالة المصرية (الأقباط) والقبائل الأفريقية المنتمين للسلالة E1b1b1a1 التي تحمل التحور M78 حيث تعتبر المجموعة E هي السلالة الغالبة والعرق المسيطر على القبائل الأفريقية في إفريقيا السوداء ، مع العلم بأنه توجد امتدادات للمجموعة العرقية E في أوربا وخاصة في بلاد البلقان في ألبانيا ومقدونيا واليونان وصربيا والبوسنة وتصل نسبتها في ألبانيا إلى 35% من السكان.








 


قديم 2014-11-23, 23:19   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
ighil ighil
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد الطيباوي مشاهدة المشاركة
الحمض النووي يكشف أصل البربر وصلتهم بالعرب

الأصل الصحيح للبربر ..... موضوع منقول


بعد اكتشاف الحمض النووي dna لم يعد أصل البربر لغزاً بل اتضح انتماء البربر الجيني وسميت سلالتهم بالسلالة البربرية واتضح أنهم من أحدث الشعوب.

وقد صنفوا حسب الشجرة التي أعدتها المنظمة العالمية للأنساب الجينية isogg لسنة 2013م على السلالة e1b1b1b1a التي تحمل التحور m81 فكل واحد لديه هذا التحور الجيني يعد من سلالة البربر جينياً ، واتضح أن أقرب شعب للبربر هم قسم من العرب بالجزيرة العربية وبلاد الشام المصنفين على السلالة e1b1b1b2a التي تحمل التحور الجيني m123 الذين يلتقون في جد جامع هو e1b1b1b حامل التحور الجيني z827 ، وأشهر من ينتمي للسلالة العربية حاملة التحور m123 بالجزيرة العربية هم قبيلة حرب التي هاجرت من اليمن إلى الحجاز، وكذلك قسم من قبائل الشحوح بالإمارات المقيمين بالمنطقة الجبلية المطلة على الخليج العربي، وأيضاً قسم من قبيلة العوازم، وكذلك العديد من الأسر المنتمية لعدة قبائل بالجزيرة العربية ، كما ينتمي لهذه السلالة العديد من العرب في بلاد الشام في غور الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان.

https://www.isogg.org/tree/isogg_hapgrpe.html

ويعد الأقرب للبربر حاملي التحور m81 والعرب حاملي التحور m123 هم السلالة المصرية (الأقباط) والقبائل الأفريقية المنتمين للسلالة e1b1b1a1 التي تحمل التحور m78 حيث تعتبر المجموعة e هي السلالة الغالبة والعرق المسيطر على القبائل الأفريقية في إفريقيا السوداء ، مع العلم بأنه توجد امتدادات للمجموعة العرقية e في أوربا وخاصة في بلاد البلقان في ألبانيا ومقدونيا واليونان وصربيا والبوسنة وتصل نسبتها في ألبانيا إلى 35% من السكان.
ما هذا التناقض في كلامك انت تعترف ان السلالة eافريقية ثم تقول ان الامازيغ اصلهم من شبه الجزيرة العربية ههههه اغلب العرب من السلالة j1اما السلالة eفهي افريقية و هاجرت الى الكثير من البلدان و هذه السلالة قليلة في شبه الجزيرة العربية يعني اصحاب هذه السلالة هم من اصل امازيغي و ليس العكس اي الجزء فرع من الكل و ليس الكل فرع من الجزء
لم تات بدليل على صحة فرضيتك بل كلامك اثبت عكس فرضيتك









قديم 2014-11-24, 23:42   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
Cervantes
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

العنوان و الموضوع متناقضان ....في العنوان تقول يدافعون عن أصول الأمازيغ العربية
و في الموضوع تسرد قصص في الدفاع عن اللغة العربية )وهذا طبيعي كونها لغة القرآن) و ليس عن أصول الأمازيغ..
المهم شكرا على الموضوع










قديم 2014-11-26, 20:19   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ighil ighil مشاهدة المشاركة
ما هذا التناقض في كلامك انت تعترف ان السلالة eافريقية ثم تقول ان الامازيغ اصلهم من شبه الجزيرة العربية ههههه اغلب العرب من السلالة j1اما السلالة eفهي افريقية و هاجرت الى الكثير من البلدان و هذه السلالة قليلة في شبه الجزيرة العربية يعني اصحاب هذه السلالة هم من اصل امازيغي و ليس العكس اي الجزء فرع من الكل و ليس الكل فرع من الجزء
لم تات بدليل على صحة فرضيتك بل كلامك اثبت عكس فرضيتك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Cervantes مشاهدة المشاركة
العنوان و الموضوع متناقضان ....في العنوان تقول يدافعون عن أصول الأمازيغ العربية
و في الموضوع تسرد قصص في الدفاع عن اللغة العربية )وهذا طبيعي كونها لغة القرآن) و ليس عن أصول الأمازيغ..
المهم شكرا على الموضوع

السلام عليكم
يا ااخي الكريم و يا اختي الكريمة

شعوب الحبشة و دولة السودان و دولة جيبوتي و دولة الصومال على الرأي الراجح افضل منك ايتها الامازيغية الكنعانية العربية التي تتبعين فئة البربريست الفئة الحاقدة على الاسلام و العربية الفئة المتعصبة المتعنصرة

لان هذه الشعوب الافريقية الطيبة الطاهرة التي على السلالة e التي تقولين انها سلالة حام بن نوح الا انه و فرضا انهم حاميين هم شعوب حبشية احبت الاسلام و اللغة العربية حبا شديدا فتعربت ثقافة و عرفا فالعربية ليست عرقا و جنسا و وراثة و انما هي ثقافة مشتركة و لغة مشتركة .

اسماعيل بن ابراهيم عليه السلام لم يكن عربيا من العرب الحاليين و انما كان مع ابيه ابراهيم عليه السلام من العرب القدماء الاراميين الذين هم اخوة للكنعانيين و امه ليست عربية بل قبطية اسمها هاجر فهل هم ليسوا عربا هم عرب مئة بالمئة ثقافة و لغة
فقد كان العرب منذ حياة نوح عليه السلام اهل الجزيرة القدماء الذين عرفوا بالبداوة و تقارب اللهجات العربية القديمة التي اصطلح عليها ظلما بانها سامية و تسمية سامية تسمية ضعيفة فسام ابو العرب بلا منازع

و قد بقي الكثير من ذرية حام في نسبته فكانوا عرب بعيشهم المشترك و لغتهم المتقاربة حتى نطق سيدنا اسماعيل عليه السلام بالعربية الفصيحة التي تناقلها الاباء جيل بعد جيل حتى كانت في ذرية عدنان بن ادد ثم في قريش رهط النبي الاكرم محمد صلى الله عليه و سلم .

الكنعانيون اختلف في نسبهم و هم الارجح فرع من العمالقة ام منسوبين اليهم و شعوب السبئيين و الجراهمة حاميين على الارجح اذا كان فعلا حام ابن لنوح عليه السلام لان التوراة اليهودية المحرفة فيها ظلم عظيم لشعوب العرب و عنصرية ضد الكنعانيين و الاسماعيليين .









آخر تعديل احمد الطيباوي 2014-11-26 في 21:18.
قديم 2014-11-26, 20:48   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي


أول من نظم الألفية في النحو العربي هو الامام ابن معطي الزواوي الامازيغي الجزائري الأصل :


نبذة تعريفية عن الألفية :

الألفية" نوع من المنظومات الشعرية في الفنون المختلفة، وقلَّما يخلو علم من علوم العربية من هذا النظم؛ حيث نجده في علم الحديث، والفقه، وأصول الفقه، والنحو، والبلاغة، والفرائض، وغيرها…، وتمتاز الألفية بأن أبياتها تبلغ ألفًا أو تقارب الألف أو تربو، ومن ذلك جاءت تسميتها بالألفية.

عرفت بجاية ثورة حضارية في عهد مؤسسها المنصور الحمادي، ولما وصل بها الازدهار الاقتصادي والتجاري إلى قمته، كان لابد من ازدهارٍ على مستوى العلوم المختلفة، ولاسيما في الفقه وعلم الكلام والتصوف والأدب وعلوم اللغة، مما جعلها قطبا للدراسة والتدريس، فأنجبت واستقطبت جماعة من خيرة علماء الأمّة العربية. ولعل أشهرهم: أبو الحسن بن الفكون القسنطيني، وابن عصفور وابن محرز وأبو محمد عطية الله الزواوي، وابن معطي الزواوي... وغيرهم.

من هو ابن معطي الزواوي ؟؟
هو أحد علماء الجزائر الأفذاذ ، إمام عصره في النحو واللغة،ورائد نظم المسائل اللغوية و النحوية، تُعد ألفيته " الدرة الألفية " أول مؤلف في النحو صيغ بقالب شعري، أشتهر بغزارة العلم و سعة المعرفة ، فقد ألف وحقق الكثير من الكتب ، ولم يقتصر على علم واحد أو نهج معين كما تدل على ذلك مصنفاته الكثيرة ، وقد شهد له العلماء و الأدباء بأصالته و عمق فكره ، ويكفيه فخرا ما وصفه به مؤرخ الإسلام الإمام الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ج 22 ص 324) بأنه العلامة وشيخ النحو و الفقيه ، فيقول عنه حرفيا في الترجمة رقم 196: " العلامة شيخ النحو زين الدين أبو الحسين يحيى بن عبد المعطي بن عبد النور الزواوي المغربي النحوي الفقيه الحنفي مولده سنة أربع وستين وخمس مئة وسمع من القاسم بن عساكر وصنف الألفية والفصول وله النظم والنثر وتخرج به أئمة بمصر وبدمشق".

و اسمه هو يحيى بن عبد المعطي بن عبد النور الزواوي ،زين الدين، يكنى بأبي الحسين، و بأبي زكريا ، أما شهرته في المشرق و المغرب فهي " ابن المعطي و ابن معط".
و ينتسب ابن المعطي إلى منطقة زواوة التابعة لمدينة بجاية الناصرية (الشرق الجزائري)، حيث ولد بظاهرة بجاية سنة 564 هـ..

وتشهد كتب التاريخ أنّ هذه المنطقة لم تعرف أبرع من ابن معطي في الدراسات اللغوية، بل أصبحت تُذكر في المشرق العربي بذكر هذا العالم الرائد. ولعل الحضارة الإسلامية العربية مدينة لهذه المنطقة التي أنجبت واحدا من أهم علماء العربية، إنه يحي بن معطي الزواوي البجائي ذو الأصول الأمازيغية، صاحب أوّل ألفية في النحو وقواعد اللغة العربية، وهو الذي ذكره ابن مالك في مقدمة ألفيته اعترافا له بالأسبقية قائلا:


قـالَ مُحمَّـدٌ هو ابْنُ مالـكِ******** أحمدُ ربِّيْ اللهَ خيرَ مالـكِ

مصلِّيـاً على النَّبيِّ المصطفى ******وآلـهِ المُسْتكملينَ الشَّرَفـا

وأسـتـعيـنُ اللهَ في ألْـفيَّـهْ *******مقاصدُ النَّحْوِ بـها مَحْوِيَّـهْ

تقرِّبُ الأقْـصى بلفْظٍ مُوْجَـزِ *******وتبْـسطُ البَذْلَ بوعدٍ مُنْجَـزِ

وتقتضي رضىً بغيـرِ سُخْـطِ ******فائـقـةً ألْفِيَّـةَ ابْنِ مُعْـطِ

وَهْـوَ بِسَبْقٍ حائِـزٌ تفضيـلاً *******مستوجِبٌ ثنـائِيَ الْجميـلا

واللهُ يقـضي بهِبَـاتٍ وافِـرهْ *******لي ولهُ في درجاتِ الآخِرَهْ

أشهر بيت في ألفية ابن مالك :

كلامُنا لَفْـظٌ مفيدٌ كاسْـتَقِمْ ****** واسْـمٌ وفعلٌ ثُمَّ حرفٌ الْكَلِمْ










قديم 2014-11-26, 20:48   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
sami_yougourthen
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

[QUOTE=احمد الطيباوي;3992144118][B][FONT="Arial Black"][SIZE="6"]
السلام عليكم
يا ااخي الكريم و يا اختي الكريمة

شعوب الحبشة و دولة السودان و دولة جيبوتي و دولة الصومال على الرأي الراجح افضل منك ايتها الامازيغية الكنعانية العربية التي تتبعين فئة البربريست الفئة الحاقدة على الاسلام و العربية الفئة المتعصبة المتعنصرة
لان اكثرهم على السلالة e التي تقولين انها سلالة حام بن نوح الا انه و فرضا انهم حاميين الا انهم شعوب حبشية احبت اللغة العربية و الاسلام فتعربت ثقافة و عرفا فالعربية ليست عرقا و جنسا و وراثة و انما هي ثقافة مشتركة و لغة مشتركة .


نحن يا اخي افارقة بيض لكننا لا ننكر انتسبنا العرقي والتاريخي والثقافي الافريقي
قالك على الراي الرجح انت افضل من الصوماليين هل تستزهئ بالافارقة يعني !!!!!!!!!
ليكن في علمك ان نسبة كبيرة من العرب الذين كانو ينتحلون النسب العدناني هم افارقة من السلالة E
يعني الهلاليين والسليميين ووووو كلهم من سلالة افريقية عاشت في جنوب الجزيرة العربية
وليكن في علمك ان كل البشرية تنتمي الى افريقيا وليس الى الشرق الاوسط كما يروج لذلك الكهنة
واليوم حتى الغربييين الشقر يعترفون بهذا ويعتزون بانتمائهم الى الانسان الاول في افريقيا










قديم 2014-11-26, 21:14   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

جهود امازيغ منطقة القبائل * زواوة * في خدمة اللغة العربية و الاسلام .


ــــــــــــــــــــــــــــ
* ألقيت هذه الكلمة في منبر " حوار الأفكار " للمجلس الأعلى للغة العربية، بفندق الأوراسي يوم الإثنين 5 فيفري 2007


يجدر بنا في البداية أن نشير إلى أن علاقة الأمازيغ بالشرق قديمة تعود إلى عهود ما قبل الإسلام، وما من شك أن امتداد الأرض وغياب الحواجز الطبيعية بين الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد ساعد على التواصل الحضاري بين المنطقتين. ولئن كانت الهوية الأمازيغية قائمة بذاتها لها لغتها وثقافتها وحضارتها وعاداتها كغيرها من الأمم نعتز بها ، فإن ذلك لا ينفي وجود قواسم مشتركة بينها وبين حضارات المشرق عبر التاريخ وفي مجالات عديدة بفضل الروابط التاريخية التي تعود إلى عهد الفراعنة حيث أسس أجدادنا الأسرة الثانية والعشرين التي خلدتها عدة مسلات مازالت قائمة في معبد الكرنك بمصر الشقيقة، وقيل إن الأمازيغ قد وصلوا إلى أورشليم آنذاك.

وتدعمت هذه الروابط بوصول الفينيقيين إلى شمال إفريقيا لأغراض تجارية، ثم كللت هذه العلاقات بوصول الفتح الإسلامي إلى ربوعنا وقد حمل رسالة الرحمة للعالم قاطبة ، وسرعان ما أدرك أجدادنا الأمازيغ أن الإسلام ليس امتدادا للاستعمار الروماني والوندالي والبيزنطي) بل جاء ليحرر الإنسان ولتكريمه بالهداية والاستقامة، وأن التفاضل ليس على أساس الجنس أو العرق أو العصبية بل على أساس التقوى والعمل الصالح وهو المعيار الذي وضع جميع الشعوب والأمم على قدم المساواة، وبذلك أدركوا عدل الإسلام فأقبلوا على اعتناق مبادئه وتعلم العربية حتى صاروا ذخرا له وأقلاما لها وجعلوها بعد تأسيس الدول الأمازيغية لغة العمل والإدارة والتدريس دون إقصاء الأمازيغية التي ظل أهلها يؤلفون بها الكتب المختلفة بعد أن صاروا يكتبونها بالحرف العربي مثلما ذكر المؤرخ الجزائري الكبير مبارك الميلي، وأكده المؤرخون الفرنسيون (هانوتو / هنري باسي/ روني باسي / أوجين دوماس).

ولعل أهم سؤال يتبادر إلى الذهن هو: كيف رُجحت الكفة لصالح اللغة العربية؟ هل تم ذلك بقمع الأمازيغية كما يتصور البعض أم بإقبال أجدادنا على تعلم العربية عن طواعية باعتبارها لغة القرآن والإسلام الذي وصلهم لتوه بأفكاره الإنسانية المحررة لهم؟. إذا عدنا إلى العهود التاريخية القديمة لشمال إفريقيا فإننا نلاحظ غياب الاهتمام بتطوير الكتابة الأمازيغية وعزوف أهلها عن تقعيدها وترقيتها، الأمر الذي جعلها تتدحرج إلى خارج الاهتمامات الفكرية والعلمية. وقد يفسر ذلك بتعرض شمال إفريقيا بصفة متواصلة للاحتلال الأجنبي الأمر الذي حال دون ظهور حواضر يشتغل فيها العلماء لتطوير لغتهم، لذلك فعندما وصل المسلمون الفاتحون وجدوا الأمازيغ يتحدثون لغتهم لكنهم يفضلون اللاتينية في مجال الكتابة والتدوين باعتبارها لغة الغالب ذات التداول الواسع.

وما دام الإسلام قد ملأ قلوب أجدادنا الأمازيغ فمن الطبيعي أن يقبلوا على تعلم اللغة العربية إلى درجة امتلاك ناصيتها ثم القيام بنشرها في أوربا وإفريقيا، بأن صاروا أقلاما لها فأسسوا المدارس في عواصم دولهم كتلمسان وتيارت وبجاية. وبالنظر إلى اتساع الموضوع المعالج من جهة ، وضيق المقام من جهة أخرى، فإنني سأقتصر على منطقة القبائل (الزواوة) كنموذج يبرز لنا جهود علماء المنطقة في نشر العربية. هذا ولا يختلف عاقلان في أهمية دور بجاية الرائد منذ القرن الحادي عشر في نشر العربية وعلومها، أيام عهد الحماديين الذين جعلوا منها منارة علم ومعرفة استضاءت بها شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط، ولا أدل على ذلك من استقرار أعلام الفكر بها للتدريس والدراسة ، نذكر منهم عبد الرحمان بن خلدون الذي درس ودرﱠس بها، ومن شيوخه الأجلاء أحمد إدريس الذي انسحب فيما بعد من مدينة بجاية إلى ناحية عزازقة حيث أسس زاوية ما زالت عامرة إلى إلى يومنا هذا، والمهدي ابن تومرت وصنوه عبد المؤمن بن علي (مؤسسا الدولة الموحدية). وهكذا كانت بجاية محطة علمية ضرورية لإكمال التحصيل العلمي، ولا يفوتني في هذه العجالة أن أشير إلى أن العلامة عبد الرحمان الثعالبي قد درس بجاية ، ومن شيوخه الأجلاء علي بن عثمان المنجلاتي.

وإذا كانت هذه الحاضرة قد استعانت بعلماء المشرق في نشر العلم، فإنه سرعان ما أنجبت منطقة القبائل علماء كثيرين سار بذكرهم الركبان ليس فقط في المغرب الأوسط أو المغرب الكبير بل وذاع صيتهم في المشرق العربي حيث تولى بعضهم التدريس والقضاء في الشام ومصر بصفة خاصة. ولعل أفضل شاهد على دور بجاية العلمي الرائد كتاب "عنوان الدراية" لأبي العباس أحمد الغبريني (1246-1304 م) الذي جمع فيه أعلاما كثيرة عاشت في بجاية في القرن الثالث عشر الميلادي، وقد انتشر الكثير من العلماء في عمق منطقة القبائل حيث أسسوا عدة مراكز للتعليم نذكر منها ناحية آث وغليس التي أنجبت محمد بن ابراهيم الوغليسي (القرن 13) الذي تولى الخطابة بجامع القصبة ببجاية واشتهر بكتاباته الادارية والشرعية والأدبية ، والشيخ الطاهر الجزائري الوغليسي (1850-1920) الذي كان أحد رواد النهضة العربية في الشام ومصر. وعرش مشذالة (البويرة) الذي أنجب العديد من العلماء منهم منصور المشذالي (1234-1331) الذي درس ببجاية وأكمل دراسته بمصر التي مكث بها حوالي عشريــن عاما ونهل مـن معين عز الدين بن عبد السلام وغيره، ثم عاد إلى بجاية حيث تولى التدريس وقد أصلح طرائق التعليم بإدخال المناظرة العقلية والاهتمام بالدراية قبل الرواية وانتشر طلبته خاصة في تلمسان ، هذا وقد اشتهر بتمسكه الشديد بمذهب الإمام مالك وأكد ذلك بقوله "نحن خليليون إن ظل ضللنا" . ومنهم أيضا محمد بن أبي القاسم المشذالي (المتوفي سنة 1462) الذي أقام في بجاية وترك عدة مؤلفات منها:

- تكملة حاشية الوانونجي على المدونة (في الفقه المالكي)/ مختصر البيان لابن رشد/ كتاب "فتاوى" وغيره.

أما عرش آث منقلات فقد أنجب العديد من العلماء منهم أبو يوسف المنقلاتي (المتوفى سنة 1291) وأبو الروح عيسى المنقلاتي (1265- 1342) الذي أنهى دراسته بمصر وتولى بها منصب الإفتاء ثم تفرغ للتدريس وقد ترك عشرات المخطوطات معظمها في الفقه منها :

- شرح جامع الأمهات (7 أجزاء) وهو شرح لمختصر ابن الحاجب في الفروع.

والعلامة علي بن عثمان المنقلاتي (القرن 14) الذي تولى التدريس ببجاية.

أما عرش آث غبري فقد أنجب العديد من العلماء منهم يحيى بن المعطي الزواوي (1189-1231) الذي درس ببجاية ثم سافر إلى الشام حيث تولى التدريس ثم انتقل إلى مصر ، وقد ترك عشرات المؤلفات في النحو والصرف والفقه أهمها كتاب "الدرة الألفية في علم العربية" الذي يعد أهم كتاب ألف في النحو في عصره. وهناك مراكز أخرى عديدة خدمت اللغة العربية في آث وارثلان (الحسين الورثلاني) و (فضيل الورثلاني) والشيخ السعيد البهلولي وآث يعلى وآث جناد وزرخفاوي وآث فليق وآث يراثن ودلس وغيرها. هذا وقد ساهم علماء الزواوة في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين (الشيخ السعيد اليجري 1873-1951) ومحمد فضيل الإيراثني (1873-1940) ومولود الحافظي وغيرهم.

كما أنجبت المنطقة العديد من المعلمين الذين عملوا في المدارس الحرة. ومن الوفاء أن نذكر بعض الأسماء التي وظفت القلم لخدمة العربية وقد رحلت عنا منها رابح بونار (المغرب العربي تاريخه وثقافته) إسماعيل العربي الذي أثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات والأعمال المترجمة خاصة في مجال التاريخ، ومحمد الحسن فضلاء الذي كتب عن التعليم العربي الحر و عن رواد الاصلاح، وكذا مولود قاسم نايت بلقاسم والقائمة طويلة. ومما تجدر الإشارة إليه أن زوايا منطقة القبائل كانت تستقبل الطلبة القادمين إليها من مناطق عديدة (سطيف / جيجل / برج بوعريريج/ مسيلة/ بوسعادة / المدية / الجزائر وغيرها). وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الباي محمد الذباح (باي تيطري) في القرن 18 م قد درس بزاوية ابن أعراب (عرش آث يراثن) ، كما أن العلامة محمد البشير الإبراهيمي قد درس وتعلم بزاوية ابن علي الشريف بأقبو ولاية بجاية.

وقد أدرك الاستعمار ما لهذه الزوايا من دور رائد في صيانة الشخصية الوطنية وفي استنهاض الهمم من أجل المقاومة والصمود لذلك لم يكتف بتعطيلها وإضعافها بطرائق شتى بل أسس لمنافستها وخنقها من المدارس الفرنسية ما يعادل تقريبا ما هو مشيد في مجموع باقي الوطن. وقد علق الأستاذ المصلح والمؤرخ أحمد توفيق المدني على هذه السياسة الاستعمارية الجهنمية بما مفاده أن ثمار هذه السياسة ستظهر بعد نصف القرن، ويبدو أن هذا المؤرخ كان يستشرف المستقبل آنذاك بعقل وقاد.

هذا غيظ من فيض مما يمكن أن يقال عن جهود منطقة القبائل في سبيل خدمة العربية. وما دام الأجداد قد عضوا بالنواجذ على اللغتين الوطنيتين العربية - التي يجب أن تحظى بالريادة - ثم الأمازيغية - التي يجب أن تحظى بالرعاية- وما دام حبل الإسلام قد جمعهما ، فمن الواجب أن نبني العلاقة بينهما على أساس التكامل وليس التنافر ، لأنه كفيل بتحقيق الوحدة في إطار التنوع الذي جعله الله أحد مظاهر آياته ومعجزاته. وإذا كان المثل الصيني يقول: مجنونة هي الجزيرة التي تعادي المحيط، فمن الصواب أيضا أن نضيف أنه من الحكمة ألا يبتلع المحيط الجزيرة.












آخر تعديل احمد الطيباوي 2014-11-26 في 21:20.
قديم 2014-11-26, 21:23   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

يعادون العربية ويدعون إلى استبعاد الإسلام وإحياء الوثنية
مقال منقول للاستاذ محمد أعمار

يتذكر الجميع أن ما يسمى اليوم بالحركة الثقافية الأمازيغية لما بدأت تفصح عن مطالبها وتخرج بها إلى العلن، خصوصا في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي، بدأت بلبس رداء ثقافي بريء من كل توظيف سياسي أو إيديولوجي يدعو إلى التفرقة والشتات في المجتمع المغربي. ولا يحتاج تفسير هذا الأمر إلى تفكير أو ذكاء خارق كي يفهم المتتبع أن اليسار المغربي، والجناح المتطرف منه على الخصوص، كان لا بد له من قضية يحيا عليها وينفث عبر تبنيها أطروحاته العلمانية والتغريبية بعدما فقد المعسكر الشرقي بريقه الشيوعي والاشتراكي بسقوط الاتحاد السوفياتي والأنظمة الاشتراكية في أوروبا الشرقية. كما يتذكر طلاب تلك الفترة كيف أن التيار القاعدي سارع إلى تبني الدعوة إلى ما كان يسميه الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية، وكيف أن الكثير من الجمعيات الأمازيغية التي تناسلت في عقد التسعينات كانت لا تفتأ تُذكّر في كل مناسبة برفضها تسييس المسألة الأمازيغية وتؤكد أنها تدعو فقط إلى إحياء التراث والثقافة الأمازيغيين، وحينما كانت تواجه بإشكالية الجدلية وعلاقة التأثير والتأثر القائمة بين ما هو ثقافي وما هو سياسي، كان مناضلوها


يجدون لذلك أكثر من مخرج ومُنْفَلَت، لكن التيار الماركسي المتطرف لم يستطع أن يتنكر كثيرا وراء الرداء الثقافي الأمازيغي الأملس، وكانت تنفلت منه في بعض الأحيان بعض الهفوات التي تكشف عن م5راميه الحقيقية، ثم كشف بالواضح في بداية الألفية الثالثة عن مشروعه السياسي والإيديولوجي من وراء الركوب على حصان الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية بانقلاب الكثيرين ممن كانوا يعلنون رفض تسييس المطالب الأمازيغية إلى دعاة لتأسيس حزب سياسي أمازيغي، وخلق حركة سياسية واسعة ينتقل إليها دور رفع المطالب التي كانت تسوق ثقافيا في العقدين الماضيين، وتمر من مرحلة ما يسمونه النضال الثقافي إلى ما يطلقون عليه النضال السياسي.
ورغم أن في الحركة الثقافية الأمازيغية تيارا معتدلا يرفض التصادم مع الهوية والأصالة المغربية، إلا أنه لم يستطع في الحقيقة مواجهة الموجة التغريبية والشيوعية المتدثرة بدثار الأمازيغية، رغم ما يصدر عن بعض رموزه من تصريحات تؤكد عدم قبوله بمنطق الدعوة إلى إلغاء المقومات العربية والإسلامية من الهوية المغربية، لكن هذه التصريحات وعمل هذا التيار لم يفلح بعد في الارتقاء إلى مستوى فعل نضالي يتجاوز الاكتفاء باحترام الهوية الإسلامية للمغرب والمقوم العربي فيها إلى درجة اكتساب الجرأة للدفاع عن هذه الهوية وهذا المقوم، والوقوف بقوة في وجه أعداء الهوية الإسلامية للمغرب من المنتسبين إلى حقل الحركة الثقافية الأمازيغية.
ثلاثة منزلقات
إن التيار الأمازيغي العلماني المتطرف يبني أطروحته على ثلاثة محاور كبيرة تعتبر أعمدة ومفاصل أي خطاب يصدر عن رموزه أو هيآته الجمعوية، ولا يخلو أي تصريح أو بيان له في هذا الصدد من أحد هذه المحاور، إن لم تكن مجتمعة فيه، وهي الدعوة إلى العلمانية واستبعاد الهوية الإسلامية للمغرب، والعداء للعرب والتعريب وكل ما له صلة باللغة العربية، ثم الدعوة إلى ما يسمونه إعادة كتابة تاريخ المغرب، وسنحاول في ما يلي بسط نماذج من تصريحات لرموز ومقتطفات من بيانات تنظيمات من الحركة الثقافية الأمازيغية ينعكس فيها جليا العداء للعربية، الذي يحاول عبثا نفيه الكثيرون من المنتسبين إلى هذه التنظيمات، بينما تنطق به تصريحاتهم ومواقفهم وبياناتهم نطقا صريحا وواضحا لا غبار عليه، بالإضافة إلى مقاطع أخرى تدعو إلى إلغاء البعد الإسلامي في الهوية المغربية، ناهيك عن الدعوة إلى العلمانية التي يجتهدون في تفسيرها على غير معناها الحقيقي وهو اللادينية ، كما نحاول كشف اللثام عن المرامي الحقيقية والخفية لتبني التيار الأمازيغي الدعوة إلى إعادة قراءة وكتابة تاريخ المغرب والتركيز على مرحلة ما قبل إسلام الأمازيغ.
عداء مسعور للغة العربية
لا يكاد يخلو تصريح أو بيان من بيانات الكثير من تنظيمات الحركة الثقافية الأمازيغية من عداء للغة العربية وللعروبة والعرب، الذين يلصق بهم التيار الأمازيغي المتطرف كل أشكال النعوت القدحية كتعابير الشوفينية والعنصرية والتخلف والديكتاتورية...، وبلغ الحد ببعضهم إلى اعتبار العرب غزاة للمغرب واعتبار العربية لغة أجنبية وغازية ومدمرة للكيان المغربي، فهذا أحمد الدغيرني، الذي أسس مع آخرين حزبا سياسيا أطلقوا عليه وصف الأمازيغي الديموقراطي، يقول إن الانزلاق نحو التطرف يمثله ببلادنا هؤلاء الوزراء والشعراء والمثقفون والسياسيون الذين يعلنون بدون حياء أن المغرب بلد عربي، فإلى متى سنتحمل نحن الأمازيغ سياسة هؤلاء الحكام العرب؟ فوزارة الخارجية قد خصصت قسما كبيرا منها للعرب، وليس في هذه الوزارة سوى برامج تتعلق بالأمة العربية وتحاول بعناد ضم المغرب إلى الجامعة العربية وإلى السوق العربية للتبادل الحر، وهي تصرف أموال الأمازيغ على عروبة موظفيها ووزيرها، فمتى سنرى في المغرب وزيرا للخارجية يعلن أنه أمازيغي (من حوار له مع جريدة الأحداث المغربية انظر كتاب حوارات حول المسألة الأمازيغية، منشورات الأحداث المغربية،
الطبعة الأولى شتنبر ,2004 ص 153).
كما أن محمد بودهان، مدير جريدة تاويزا الشهرية التي تصدر من الناظور شمال المغرب وتوزع في جميع أنحاء المغرب، وأحد الأعضاء السبعة المنسحبين من المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية منذ سنة، معروف بأنه من أشد المناوئين للغة العربية بالمغرب، ويندر أن تتصفح عددا من أعداد الجريدة التي يصدرها ولا تجد فيه قدحا في حق العرب أو العربية أو التعريب، وهذه الجريدة نفسها هي التي نشرت سنة 2000 رسما كاريكاتوريا يظهر فيه حرف من حروف تيفيناغ يتبول على حرف الضاد العربي، ونسوق في ما يلي نموذجا واحدا من بين نماذج كثيرة مما يكتبه بودهان ضد العرب والعربية، التي يرى فيها عدوة الأمازيغية ويطالب برحيلها عن المغرب، فقد كتب في عدد شهر دجنبر 2004 مثلا مقالا في الصفحتين 11 و12 جاء فيه: ما الفائدة من إنشاء معهد للأمازيغية إذا لم يوضع حد لانتماء المغرب إلى العرب والعروبة وتفانيه في خدمة هذا الانتماء والدفاع عنه من خلال خدمة قضايا العرب والدفاع عنها... من يحكم المغرب؟ العرب أم المغاربة؟ المغرب بلد أمازيغي إفريقي أم بلد عربي مشرقي؟، فلاحظ إذن هذا الإلغاء التام للمكون العربي من هوية المغرب، بل ومن هوية إفريقيا
كلها، وللقارئ أن يستنتج مرامي ذلك وما يستتبعه. وفي عدد دجنبر لسنة 2002 من الجريدة نفسها، الصفحة ,12 وفي سياق الحديث عن ضرورة محاربة العربية والتعريب بالمغرب، نُشر ما يلي: إن الأمازيغي لا يفعل في حقيقة الأمر إلا نزع الجسم الغريب (يعني اللغة العربية) من تربة المغرب وكذا الأعشاب والطفيليات التي تستنزفها.
وفي مقال بجريدة أكراو أمازيغ عدد 128 ص 7 بتاريخ 2 يوليوز ,2004 تحت عنوان العربية الرسمية رمز لأبارتايد لغوي مقيتة، اعتبر موحى مخلص أن اللغة العربية بافتقادها إلى كل شرعية سوسيولغوية، وبعدم ارتباطها بالواقع تعيش كسمكة خارج المياه، معلقا: (ألم تولد في الصحراء؟)، ومضيفا أن الصراع في بلدنا يدور بين ما هو معاش وبين ما هو يوتوبية ممأسسة، العربية ليست لغة أي أحد، وتعلمها يمر عبر الإكراه المدرسي، ووضعها الرسمي هو مجرد افتراض سياسي.، أليس هؤلاء إذن يصطنعون بل ويسعون إلى اندلاع صراع بين الأمازيغية والعربية في بلد انصهر فيه هذان المكونان مع مكونات أخرى إلى الحد الذي يستحيل معه لأي مغربي أن يثبت أنه عربي خالص أو أمازيغي قح أو غير ذلك من الأجناس والأعراق؟، ولكي تتضح هذه الرغبة في خلق التصادم بين العربية والأمازيغية، لنتأمل مقطعا آخر من المقال نفسه، حيث يقول كاتبه: الأمازيغية مصدر للانسجام وعامل للوحدة، أما العربية فلا علاقة لها بالواقع، إنها مصدر الانقسامات والصراعات.
وأما البيان الختامي للمؤتمر الوطني الرابع لموقعي البيان الأمازيغي (28 يوليوز 2002)، فقد طالب بسحب المغرب لعضويته مما يسمى بالالجامعة العربية وتغيير ما يسمى بالمغرب العربي باسم المغرب الكبير، وهو مطلب يكرره خطاب الحركة الثقافية الأمازيغية في كل وقت وحين، ويدعو إلى محو مكون العروبة في هوية شعوب المغرب العربي الكبير، واستبدال ذلك ببعد ما يسمونه وطن تيموزغا أو تمازغا الذي يمتد في نظرهم من مصر إلى النيجر ومالي.
حرف الكتابة يكشف تغرب العلمانيين
وقد جاءت محطة ما اصطلح عليه بمعركة حرف كتابة وتدريس الأمازيغية سنة ,2003 عقب النقاش والجدل الذي نشأ حول الحرف الأنسب لكتابة الأمازيغية، لتكشف عن جانب آخر من أطروحة التغريب والإلحاق التي تشربها قسم كبير من المنتسبين إلى الحركة الثقافية الأمازيغية، حيث دعوا إلى تبني الحرف اللاتيني، مفضلين الاستعمار اللاتيني على ما يسمونه الغزو العربي، ولكم برع الكثيرون منهم آنذاك في تجميل هذا الاختيار وتنزيهه عن أية حمولة إيديولوجية أو سياسية، لكن أحمد عصيد، أحد الداعين إلى هذا الاختيار، كان واضحا وكتب في جريدة الأحداث المغربية (ص ,11 عدد 25 يناير 2003) ما يلي: إن هذه الخيارات الثلاثة تمثل في حقيقتها ثلاثة نماذج حضارية، ففي الوقت الذي يمثل فيه حرف تفيناغ نموذجا حضاريا يرتبط بالجذور والعراقة التاريخية، ويرمز إلى الشخصية الأمازيغية المرتبطة بالأرض، والمناضلة من أجل الحرية، يرمز الحرف العربي إلى النموذج الحضاري الإسلامي الذي يحتل فيه الدين مكانة المركز، ويحتوي كل أشكال التفكير والوعي والسلوك، ولكن في نفس الوقت يرمز هذا الحرف أيضا إلى هيمنة المنظومة الثقافية العربية، فتحت غطاء الدين تم تكريس أشعار العرب
وأيامهم وأنسابهم وأخبارهم كثقافة رسمية، وعلوم اللغة من نحو وبيان وبلاغة عربية كعلوم مساعدة للعلوم الشرعية ذاتها كالتفسير والفقه، ولأن معركة الدفاع عن أمازيغية المغرب قد عرفت الكثير من المد والجزر على مدى العقود الأربعة الأخيرة، فقد كانت جميع أشكال المقاومة للخطاب الأمازيغي ولمطالبه تعتمد ثوابت الثقافة الرسمية العربية الإسلامية التي بدت بوضوح بأنها ثوابت إقصائية لا تقبل التعدد الثقافي واللغوي ولا تعترف بالتنوع الذي يوشح كل تفاصيل الحياة المغربية، وبعد هذا القدح والتنقيص في حق الحرف العربي وحمولته الحضارية الإسلامية، وبعدما غاظ دعاةَ هذا التيار أن يحتل الدين مكانة المركز في النموذج الحضاري الإسلامي، وبعد أن لم يستسيغوا أن يتشبث المغاربة بالعلوم الشرعية من تفسير وسيرة وفقه... وبالعلوم المساعدة على فهم هذه العلوم الشرعية من نحو وبيان وبلاغة وغيرها، يمضي أحمد عصيد في شرح مزايا اختيار الحرف اللاتيني بالقول: أما الخيار الاستراتيجي الذي يمثله الحرف اللاتيني، فيمثل نموذجا حضاريا عصريا وحداثيا، يرتبط بثقافة تتعولم يوما عن يوم، ليس ثقافة أمريكا أو الغرب، بل ثقافة إنسانية قوامها مبادئ كونية أدى
إليها تطور كل الحضارات الإنسانية، وساهمت فيها البشرية جمعاء، ولهذا تسمي الحركة الأمازيغيية هذا الحرف بالحرف الكوني، نظرا من جهة لتواجده على المستوى البصري في جميع مناطق العالم بدون استثناء، ولا يحتاج مثل هذا الكلام إلى كثير من التأمل ليفهم منه أن التيار العلماني يريد أن يفصل بين الأمازيغ وبين العلوم الشرعية والعلوم اللغوية العربية المساعدة على فهمها، ثم في خطوة ثانية يسعى إلى الزج بالأمازيغية في أحضان الحرف اللاتيني، الذي يقول عصيد نفسه إنه يمثل نموذجا حضاريا، رغم أنه حاول الالتفاف بالقول إنه ليس نموذجا غربيا وإنما كونيا، لكن أبسط متتبع لموجة العولمة وقيمها يفهم بسرعة وسهولة أن النموذج الذي تسوق له العولمة ويردده العلمانيون الأمازيغيون المغاربة هو نموذج الحضارة الغربية الأمريكية على الخصوص، ومن ثم فدعاة الحرف اللاتيني انغمسوا بوعي أو بغير وعي في التسويق لمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تبشر به الإدارة الأمريكية، وحتى يكون عصيد أكثر وضوحا وجرأة، فقد اعترف في المقال نفسه أن الملفت للانتباه أن التيارين معا داخل الحركة الأمازيغية (يقصد الداعين إلى حرف تفيناغ والداعين إلى الحرف
اللاتيني، لا يبدوان منشغلين بأي صراع داخلي بينهما، بقدر ما يوحد بينهما رفض اعتماد الحرف العربي كحرف رسمي وحيد لكتابة وتدريس الأمازيغية، وربما لذلك لا نجد التيار الأمازيغي في المغرب يكن العداء للفرنسية والفرنكفونية والتغريب بصفة عامة، في الوقت الذي يحارب فيه العربية بشراسة، لأنه يتقاطع في مصالحه وأهدافه مع ما يدعو إليه النموذج الغربي، وتوحدت جهودهما لمحاربة العدو المشترك.
وهو توحد في الجهود يعضده استقواء بالمنظمات والمعاهدات والإعلانات الدولية، مثل الإعلان الأممي حول حقوق الشعوب الأصلية والاتفاقية 169 المتعلقة بحقوق الشعوب الأصلية والقبلية داخل البلدان المستقلة وإعلان برلين حول حقوق الشعوب الأصلية وحقوق الأقليات، وهو ما ورط أطرافا في الحركة الثقافية الأمازيغية في ابتداع تعبير ينم عن التفرقة والشتات بالحديث عما تسميه الشعب الأمازيغي وليس الشعب المغربي ، وهو تعبير لا يقل خطورة وحمولة عن تعبير الشعب الصحراوي الذي يروج له انفصاليو البوليزاريو، وهذا الاستقواء بالمنظمات الدولية على غرار ما وقع في خطة إدماج المرأة في التنمية التي بالمناسبة ساندها دعاة هذا الطرح الأمازيغي المتطرف هو استقواء يعترف به أحمد عصيد نفسه في مقال له بموقع الجزيرة نت عن التنظيمات الأمازيغية بالمغرب، حيث يقول: قام مجلس التنسيق الوطني بالمغرب بإرسال لجنة منتدبة إلى الندوة الدولية لحقوق الإنسان المنظمة سنة ,1993 والتي تبلورت عنها فكرة تأسيس كونغرس عالمي أمازيغي، ثم تحدث كذلك عن توجه ( في الحركة الثقافية الأمازيغية) يميل إلى تدويل القضية الأمازيغية عبر الاشتغال في لجان الأمم المتحدة
والمشاركة في المؤتمرات الدولية لحقوق الإنسان من أجل إسماع صوت الأمازيغية في الخارج، وقال أيضا: في هذا السياق المتوتر وبتأثير أحداث مجاورة كانتفاضة القبائل بالجزائر، وضغط المنظمات الدولية لحقوق الإنسان، وانتقال العرش بعد وفاة الملك الحسن الثاني، جاء خطاب العرش يوليو/ تموز ,2001 الذي نصّ لأول مرة على قرار إحداث معهد ملكي للثقافة الأمازيغية تكون مهامه إعداد وتهيئة الأمازيغية لإدماجها في التعليم والإعلام والمجالات الاجتماعية الأخرى.
الدعوة إلى العلمانية وإقصاء الإسلام عن الحياة العامة
لا يتورع كثيرون من المنتسبين إلى الحركة الثقافية الأمازيغية في التصريح بأن الإسلام ليس من مكونات الهوية الأمازيغية، معتبرين الأمازيغ علمانيين بطبعهم، ومنهم من اعتبر الفاتحين المسلمين غزاة دمروا الأمازيغية والأمازيغيين، ومنهم من ادعى أن الأمازيغيين غير معنيين بأي دين سماوي. فأحمد الدغيرني صرح في برنامج لقناة الجزيرة بأن الإسلام سيرحل عن المغرب، وأعاد الكلام نفسه في حوار مع أسبوعية الأيام المغربية (عدد 214 من 16 إلى 22 يناير ,2006 ص 10 11)، واعتبر في الحوار نفسه أن ملايين المغاربة الذين تظاهروا في شوارع المدن المغربية تضامنا مع فلسطين والعراق لا يفهمون شيئا، حيث قال: ليس الدافع عندي هو إرضاء هذا الجمهور الذي لا يفهم شيئا، وربما لا يتعمق في المشاكل، ولا تهمني مواقف الغوغاء...، أما أحمد عصيد فاعتبر في حوار مع جريدة التجديد (عدد 1241 ص 5 بتاريخ 16 18 شتنبر 2005) أن الأمازيغية ليست لغة أي كتاب سماوي وليس لها رصيد مكتوب، وهي إشارة ماكرة إلى أن الأمازيغ لا تهمهم الأديان، بما فيها الإسلام، مادامت لم تنزل بلغتهم، ومضى يجتهد كعادته في كل حواراته وتصريحاته وكتاباته في أن يؤصل للمنظومة
العلمانية من داخل العادات والأعراف الأمازيغية، غير أنه إن كان عصيد ورفاقه يدعون في البيئة الأمازيغية إلى العلمانية التي لا تعني شيئا آخر غير اللادينية كما عرّفها مخترعوها ومنظروها الأوائل فإننا نسوق لهم هنا مقطعا من كتاب للدكتور عمر أمرير، الذييعمل باحثا في المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وهو أحد أكبر الباحثين المغاربة الأمازيغ العارفين بالعادات والتقاليد والتعابير الأدبية الأمازيغية، حيث يقول في كتابه رموز الشعر الأمازيغي وتأثرها بالإسلام: إن مجموع ما قمنا بسرده من المترجمات ومن المؤلفات الأمازيغية ليس إلا قليلا من كثير مما ألفه السوسيون في هذا الصدد (يقصد مؤلفات العلماء السوسيين في السنة النبوية والفقه والعقيدة والتصوف وغيرها...). وإن مجموع ذلك من المترجم ومن المؤلف الإسلامي هيأ له الناس عادات تجعل حضوره يأخذ مكانته التي أرادها له الأمازيغيون، كما اتخذوا عاداتهم العريقة روافد كيفوها مع متطلبات الإسلام فاندمجت إلى درجة الانصهار التعاليم الإسلامية مع العادات الأمازيغية، فزاد الدين رسوخا في كل مجالات الحياة، إذ لم يقتصر على الانتقال بالترجمة من الكتب العربية إلى الأمازيغية
وحسب، بل أُدمج في العادات، وبها تهيأ لإغناء المعجم الرمزي، ف...الأمازيغ لم يفهموا الإسلام بكيفية عميقة إلا عن طريق الترجمة من العربية، كما أنهم يتخذون أنواع العادات والفنون والاحتفالات وسائل للتلقين والاستيعاب... إننا بحق أمام ما يجب أن يسمى روافد التأثير الإسلامي إلى الأمازيغية، ومن أهم ذلك العادات التعليمية نذكر: التعليم الليلي وعرس القرآن وبخاري رمضان والمولد النبوي ثم أدوال بنوعيه: النزه والسياحات، ولا نجد أبلغ من هذا الكلام في الرد على من يفتري على الأمازيغيين ليلصق بهم العلمانية ويدعي أنهم يرفضون أن يتدخل الدين في شؤونهم العامة.
ويجدر بنا هنا أن نشير إلى أن العداء للعربية والدعوة إلى إلغاء الإسلام من الحياة العامة للأمازيغ هما وجهان لعملة واحدة، وهو ما يبينه بجلاء ما كتبه محمد بودهان في جريدة تاويزا عدد دجنبر 2004 ص ,10 حيث قال: لماذا إذن تدعو الحركة الأمازيغية إلى ضرورة فصل الدين عن الحكم؟ لأن هذا الفصل يستتبع مباشرة، وبالضرورة، الفصل كذلك بين العروبة والحكم الذي بنى شرعيته على الإسلام والنسب العربي الشريف، أما حسن إيد بلقاسم، وهو من مؤسسي ومسيري جمعية تاماينوت وعضو في المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، فقد صرح ليومية الأحداث المغربية أن المغرب تبنى لمدة تتجاوز الأربعين سنة سياسة استيعابية لبناء شخصية عربية إسلامية، ولم يكن أي مكان للأمازيغية في هذه السياسة لكون كل مظاهر الأمازيغية تثير إشكالا للإيديولوجية العربية الإسلامية التي هيمنت ولا تزال تهيمن على أغلب المؤسسات في المغرب (انظر كتاب حوارات حول المسألة الأمازيغية، ص ,82 منشورات الأحداث المغربية، الطبعة الأولى شتنبر 2004)، وهو بهذا يعلن أنه لا يريد للإسلام أن يحكم أو ينظم الحياة العامة للأمازيغ، ويضع الأمازيغية في تقابل وتعارض مع العربية
والإسلام، أو ما يسميه الإيديولوجية العربية الإسلامية.
وفي ميثاق الجمعيات الأمازيغية بالريف من أجل دسترة الأمازيغية، الذي أصدر في يوليوز 2004 ونشر في جريدة العالم الأمازيغي (عدد 48 ص 2 غشت 2004) نقرأ ما يلي: إن الطبيعة السوسيوثقافية للمغرب لا تتلاءم مع هذا النموذج، مع النموذج اليعقوبي المستورد، والذي أصبح في يد النخب السياسية المغربية الحاكمة من أجل سحق كل الغنى والتعدد اللغوي والثقافي في المغرب، وقد سنح هذا الأمر تعريب نسب كبيرة من الأمازيغيين في ظرف وجيز لم يتم عندما كانت الدولة المغربية دولة تقليدية خلال قرون، كما أن إرثا أمازيغيا ثقافيا وحضاريا مهما تمت مصادرته فأصبحت الهوية الأمازيغية مستهدفة من قبل كل الإيديولوجيات السائدة في المغرب والمستوردة من الشرق أو الغرب، والتي انعكست سلبا على الإنسان الأمازيغي في المغرب وجعلته يعيش اضطرابا واستلابا في وجوده، فالنموذج العربي الإسلامي في المغرب إذن هو نموذج مستورد حسب الميثاق، كما أن التعبير القائل في البيان: إن إرثا أمازيغيا ثقافيا وحضاريا مهما تمت مصادرته هو إشارة مبطنة إلى ضرورة العودة للاعتزاز بتاريخ ما قبل الإسلام عند الأمازيغ وإحيائه والاحتفاء به، وهو ما يتكامل مع ما طالب به الميثاق في
موضع لاحق، فبالإضافة إلى التنصيص على اللغة الأمازيغية كلغة وطنية وإقرارها كلغة رسمية ضمن دستور ديموقراطي شكلا ومضمونا، يدعو إلى التنصيص على الهوية الأمازيغية والانتماء الإفريقي والمتوسطي في ديباجة الدستور، وعلى اعتماد العرف الأمازيغي مصدرا للتشريع إلى جانب المواثيق والمعاهدات الدولية، وعلى إقرار النظام الفيدرالي في الدستور المغربي، والتصيص على اعتماد مبدإ العلمانية ضمانا للتعدد والاختلاف والتعايش بين مكونات المجتمع المغربي.
فرية إعادة كتابة تاريخ المغرب
من مرتكزات خطاب التيار الأمازيغي المتطرف بالمغرب أنه يدعي أن تاريخ بلدنا شابته تحريفات وقراءات مغلوطة، ويركزون في ادعائهم هذا على ما يسمونه التجاوزات العسكرية للفاتحين العرب، الذين يلصقون بهم تهمة طمس معالم الهوية الأمازيغية، ويدعون إلى إعادة قراءة تاريخ الأمازيغ، ولكن بنظرة استشراقية كتلك التي حاول بها المستشرقون المغرضون تقديم التاريخ الإسلامي وتشويهه، بل وتشويه حتى السيرة النبوية والتشكيك في نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا النهج سار دعاة الاستشراق الجديد في المغرب، حيث يشككون في نوايا الفتح الإسلامي للمغرب، ويقدحون فيه بنعته بما يسمونه بالإسلام الأموي، ومن جهة أخرى ينطبق عليهم ما كتبه الكاتب الجزائري عبد النور بن عنتر في حق التيار الأمازيغي القبايلي بالجزائر، حيث يستبعدون قرونا إسلامية صاغت هويتهم وتاريخهم، ويعتز خطابهم بكسيلة والكاهنة وحتى القديس أوغسطين، ربما لإثبات علاقة تاريخية بأوروبا المسيحية عبر المتوسط، وهنا المفارقة، يرفضون الإسلام باسم علمانية عتيدة لكنهم يمجدون القديس أوغسطين وهو من أكبر أقطاب المسيحية في عصره وأحد رموز كنيستها، وهو الذي شرعن تقتيل بربر مسيحيين
كما نظر للحرب الدينية العادلة، واستبعد هذا الخطاب وبمرجعية انتقائية أمجاد البربر وعزتهم الإسلامية حيث أسسوا دولا كالمرابطين والموحدين من سجله، لتكون أمازيغية كسيلة لا أمازيغية طارق ابن زياد... والمثير أن يتحدث البعض عن أصالة الأمازيغية عند الرافد العربي الإسلامي، بينما ينسونها لدى محاولة ربطها بماض مسيحي متوسطي وبالتالي غربي... (جريدة أكراو أمازيغ عدد 157 من 06 إلى 24 يناير ,2006 نقلا عن موقع الجزيرة نت).
مسؤولية تيار الاعتدال
ما سردناه من مقتطفات من التصريحات والبيانات لم يكن سوى نماذج قليلة مما يعج به الخطاب الأمازيغي المتطرف من أدبيات معادية للغة العربية ورافضة لتدخل الدين الإسلامي في الشأن العام وداعية إلى إحياء التراث الوثني والمسيحي واليهودي للأمازيغ، وهي دعوات تقع مسؤولية تصحيحها وترشيدها بالدرجة الأولى على تيار الاعتدال داخل الحركة الثقافية الأمازيغية، الذي تبرز يوما بعد يوما جسامة المسؤولية التي على عاتق المنتسبين إليه في التصدي لهذه الأطروحة المدمرة للخصوصيات المغربية والوالغة في الاغتراب والتبعية لمنظومة غربية تغريبية تبحث لها في كل مرة عن رداء وتربة تستنبت فيها أفكارها وتصرف فيها برامجها ومخططاتها. وعلى التيار الأمازيغي المعتدل أن يتجاوز مرحلة الركون والسكون هذه إلى مرحلة الفعل الحقيقي للدفاع عن الهوية المغربية، الذي يبدأ حتما بالوقوف الصريح في وجه التيار العلماني المتطرف حتى لا يحسب عليه التاريخ هذه الممالأة والسكوت على تيار يصادم الهوية الحقيقية للأمازيغ.










قديم 2014-11-26, 21:31   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

[QUOTE=sami_yougourthen;3992144356]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد الطيباوي مشاهدة المشاركة
[B][FONT="Arial Black"][SIZE="6"]
السلام عليكم
يا ااخي الكريم و يا اختي الكريمة

شعوب الحبشة و دولة السودان و دولة جيبوتي و دولة الصومال على الرأي الراجح افضل منك ايتها الامازيغية الكنعانية العربية التي تتبعين فئة البربريست الفئة الحاقدة على الاسلام و العربية الفئة المتعصبة المتعنصرة
لان اكثرهم على السلالة e التي تقولين انها سلالة حام بن نوح الا انه و فرضا انهم حاميين الا انهم شعوب حبشية احبت اللغة العربية و الاسلام فتعربت ثقافة و عرفا فالعربية ليست عرقا و جنسا و وراثة و انما هي ثقافة مشتركة و لغة مشتركة .


نحن يا اخي افارقة بيض لكننا لا ننكر انتسبنا العرقي والتاريخي والثقافي الافريقي
قالك على الراي الرجح انت افضل من الصوماليين هل تستزهئ بالافارقة يعني !!!!!!!!!
ليكن في علمك ان نسبة كبيرة من العرب الذين كانو ينتحلون النسب العدناني هم افارقة من السلالة E
يعني الهلاليين والسليميين ووووو كلهم من سلالة افريقية عاشت في جنوب الجزيرة العربية
وليكن في علمك ان كل البشرية تنتمي الى افريقيا وليس الى الشرق الاوسط كما يروج لذلك الكهنة
واليوم حتى الغربييين الشقر يعترفون بهذا ويعتزون بانتمائهم الى الانسان الاول في افريقيا
يا اخي الكريم انني لم اسب اخواننا المسلمين من شعوب الحبشة و انما ذكرت لك انهم تعربوا مثل اخواننك الامازيغ في موريتانيا الصنهاجيين بسبب الاسلام و القران الكريم و بسبب حبهم العميق للغة العربية فصاروا عربا ثقافة و لغة و ليس عرقا و عنصرية .
العرب ليسوا سلالة جينية واحدة يا اخي الكريم هم وحدة ثقافية لغوية مشتركة قديمة منذ عهد نوح عليه السلام ينقسمون الى قسمين العرب القدماء و العرب الحاليين الذين ينطقون باللسان الاسماعيلي الذي وجد عند العدنانيين و توحدوا عليه









آخر تعديل احمد الطيباوي 2014-11-26 في 21:33.
قديم 2014-11-26, 21:41   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الشهيد عميروش ايت حمودة المجاهد وخادم العلم و اللغة العربية
الكاتب: الشيخ أبو عبد الله محمد حاج عيسى الجزائري



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : فإني لست مؤرخا ولا شاهدا على تاريخ من مضى ، ولكني قارئ له كسائر القراء المعتنين به، أحب مطالعة أسفاره، وأتشوف إلى معرفة حقائقه، وأتطلع إلى تفسير أحداثه وأخذ العبر منه، ولا يخفى أن تاريخ أمتنا تاريخ حافل بذكر سير الرجال الأبطال وتدوين جلائل الأعمال، وقد بدا لي أن أنقل في هذه الصفحات شيئا من مآثر أحد المجاهدين الكبار المنتمين إلى هذه الديار، أحد أعلام الجهاد الذي حررت به هذه البلاد، وهو الشهيد عميروش آيت حمودة رحمه الله، أنقلها من المصادر المعتمدة وعن الشهود العيان عليها، لنقربها إلى القراء ، ولعلها تكون حافزا لبعضهم أن يرجع إلى المصادر ويتعمق أكثر في تاريخ أمتنا المجيدة .

وقد اخترت الكتابة عن هذا البطل العظيم لأني رأيت بعض الجوانب من حياته تكاد تكون مجهولة لدى أكثر شبابنا اليوم، وللذب عن عرض هذا الشهيد الذي لم يسلم من تشويه الفرنسيين، ومن تجريح حساده –وليتهم حسدوه على الشهادة- حتى بعد موته وبعد أن مضى على ذلك نصف قرن من الزمان ، وكذا لأجلّي بعض حقائق الجهاد في الجزائر، التي يريد كثير من الناس طمسها وإخفاءها، حتى يتسنى لهم تزييف التاريخ والترويج للمفاهيم المنحرفة.
إن الناس كلهم يعرفون عميروش القائد العسكري المغوار، أسد جرجرة والصومام الذي دوخ عساكر الفرنسيين وأرهقهم، وهزمهم في مواقع كثيرة وكبّدهم الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد، لكنهم لا يعرفون عميروش خادم العلم والعلماء وخادم اللغة العربية، ولا يعرفون عميروش المفكر البعيد النظر، ولا يعرفون الأبعاد الحضارية التي جاهد في سبيلها إلى أن نال الشهادة رحمه الله تعالى، وهذا ما نريد إيضاحه بهذه الصفحة المشرقة من حياة هذا الزعيم البطل.

[العقيد عميروش في رحاب جمعية العلماء]

والذي يمهد لنا شرح هذه الجوانب أن نعلم أن عميروش رحمه الله كان قد انتسب إلى الشعبة المركزية لجمعية العلماء العاملة في باريس آنذاك، فكان من النشطاء في ظلها، وبعد أن تعلم مبادئها واعتنقها، صار داعيا إليها ناشرا لصحفها ومنسقا بين خلاياها في تلك البلاد، وذلك ابتداء من السنة التي التحق فيها بباريس عام 1950م، وكان رحمه الله منتميا لحزب الانتصار للحريات الديمقراطية، فانسحب منه قبل الانضمام للجمعية أو بعد انضمامه –ليس ثمة خبر يقيني عن هذا الأمر- وقد اختلفت الروايات في تحديد سبب انسحابه من هذا الحزب السياسي ، والذي شهد به المجاهد عبد الحفيظ أمقران أن سبب ذلك اختلافه مع الجماعة التي تبنت النزعة البربرية داخل الحزب في تلك الحقبة، فقد أرادوا استمالته إليهم بحكم انتمائه لمنطقة القبائل، لكنه رحمه الله تعالى كان متشبعا بالعقائد والأفكار التي تحميه من مثل تلك النزعات العرقية، التي كانت تبثها فرنسا الاستعمارية آنذاك من أجل تفريق مسلمي الجزائر إعمالا لسياسة فرق تسد(1)، فعارضهم بل واجَههم حتى وصل الأمر إلى المشادات البدنية وضرب بعمود حديدي فكسرت ثَنِيَّتُه.

وحسب رواية الشيخ الطاهر آيت علجات فإن كسر سِنّه كان بسبب انخراطه في صفوف النَّشيطين مع جمعية العلماء والداعين إليها، ثم إنه بعد إعلان الجهاد تصالح مع خصمه واجتمعا على حرب الغزاة الصليبيين (2).

[العقيد عميروش يحب لغة القرآن الكريم ]

وقد استفاد عميروش كثيرا من انخراطه في الجمعية واتصاله بقادتها في باريس كالربيع بوشامة والشيخ عباس والشيخ بسطانجي؛ ومن ذلك أنه أصبح لديه اهتمام كبير بتعلم اللغة العربية ، بل قد درّسها للمبتدئين رغم مستواه المتواضع فيها(3)، ومما قاله لمحمد الصالح صديق لما لقيه في تونس وقد رواه عنه بالمعنى ولا شك:« إن اللغة العربية قد هانت في الجزائر بهوان أهلها، وقد آن الأوان أن تعتز بعزة أهلها وتأخذ مكانها الشرعي في المدرسة والإدارة والمحكمة والشارع وسائر ميادين الحياة ..واللغة العربية من أعظم العوامل الفعالة في توحيد المسلمين وجمع شملهم لأنها لغة دينهم وقرآنهم الذي يتعبدون به ويتثقفون، ونُموُّ هذه اللغة وانتشارها يقوم على انتشار المدارس والجرائد والمساجد ، وقد أدركت فرنسا المستعمرة في الجزائر فعالية هذه اللغة في توحيد الفكر والاتجاه ، وفعالية المدارس والجرائد والمساجد في انتشار اللغة العربية ، فَحَرَمت الجزائريين من هذه اللغة ، ومنعتهم من بناء المدارس وتأسيس الجرائد وحولت المساجد إلى كنائس، ولولا جهاد جمعية العلماء بقيادة الإمام عبد الحميد بن باديس في تأسيس بعض المدارس وإنشاء بعض الجرائد والمجلات تحت مدافع فرنسا وفَوَّهات بنادقها لكانت الجزائر اليوم في وضع أسوأ مما هي عليه الآن»، قال محمد الصالح: "وأكد العقيد بعد هذا أن من واجب كل جزائري وجزائرية أن يحافظ على هذه اللغة لأنها لغة دينه ولغة قرآنه ، واللغة هي التي تربطه بالعالم الإسلامي قاطِبة . وسأله أحد الحاضرين عن دور المثقفين بالعربية فقال إنه دور مشرف وساق أمثلة من الشهداء منهم والذين ما يزالون آنذاك في صفوف الثورة مجاهدين أو فدائيين أو مناضلين ، وقد تحدث العقيد عميروش بإسهاب عن دور هؤلاء في القضاء والإفتاء ونشر الوعي الثوري في مختلف القرى والمداشر"(4).

وبعد أن تكلم بهذا الكلام، أي في غضون عام 1958م أصدر تعليمة إلى كل المجاهدين تنص على إلزامية أداء الصلاة وتدعوهم إلى تعلم اللغة العربية ، وقد عين لأجل ذلك معلمين يقومون بهذه المهمة ، حتى أصبح كثيرا ما يُرى المجاهد في الجبال يحمل بيد سلاحه وباليد الأخرى كراسا يكتب فيه دروسا في العربية (5).

[العقيد عميروش يشيد بدور مدارس العلماء]

قد رأينا في النص الذي نقلناه إشادته بدور مدارس جمعية العلماء في الحفاظ على اللغة العربية وهي إحدى مقومات الشخصية الجزائرية، وقد أشاد رحمه الله تعالى بهذه المدارس التي أذكت الروح النضالية أيضا ، وكانت سببا في الاستجابة لنداء الجهاد في أول نوفمبر، فإن عميروش كان مكلفا في بداية الحرب بالدعاية للجهاد في منطقة القبائل الصغرى، وقد وجد في قلعة بني عباس ما لم يجده في غيرها من المدن والقرى، فأرسل عام 1955م رسالة إلى الشيخ محمد الصالح بن عتيق، الذي كان أحد العلماء المعلمين في مدرسة القلعة قبل الثورة ، وجاء في هذه الرسالة التنويه بالعمل الذي قام به الشيخ ابن عتيق وبالروح الجهادية التي برزت بوضوح في أهل القلعة عموما وفي تلاميذ المدرسة خصوصا، وقد قال في رسالته: " جئت إلى القلعة فوجدت القوم على أتم استعداد لخوض معركة التحرير والالتحاق بالمجاهدين ، وبذل المال والرجال، يا ليتنا عملنا على نشر هذه المدارس في الوطن إذاً لاسترحنا من كثير من المشاكل التي تعترض سبيلنا اليوم "(6).

[ثقة عميروش في العلماء]

ومن الأمور البارزة في شخصية عميروش ثقته الكبيرة في أهل العلم الشرعي وطلابه وتعظيمه لهم وكثرة رجوعه إليهم وعلى رأسهم الشيخ "الطاهر آيت علجات" و"أزرقي كَتالي" والإخوة "أُبوداود" ا"لسعيد" و"السي الطيب"، و"الشريف أوسحنون" وغيرهم(7)، وكان معروفا باحترامه لأهل القرآن وطلاب الزوايا أي الزوايا التي تعلم القرآن.

وقد قال لي الشيخ الطاهر آيت علجات في لقاء معه:"إنه كان يثق في العلماء ثقة مطلقة"، وقال محمد الصالح صديق:" وأذكر للتاريخ أني سألته عن رجال الدين والثقافة العربية بالولاية الثالثة ، وَوضْعِهم مع الثورة فأشاد بهم ونوَّه بجهادهم وسألني عن اثنين من هؤلاء إن كنت أعرفهما: وهما الشيخ الطاهر آيت علجات والشيخ أرزقي آيت شبانة، ولما أجبته بنعم قال : إنهما مثلان للجد والنشاط، فلو رأيتهما لظننت أنهما دون الثلاثين من العمر "(8).

وكان رحمه الله تعالى يرجع إلى كل من يعرفهم من أهل العلم بقصد الاستفتاء، وممن كان يرجع إليهم الشيخ الطاهر آيت علجات قبل أن يرسله إلى تونس .

وتقدم مسؤول الأوقاف محند الطاهر مواسي ورفيقه أبو عبد السلام إلى عميروش يوما بملاحظة حول طبيعة محاكم جيش التحرير وممارساتها فأجابهما بقوله :" بما أن الأئمة يعرفون أفضل من غيرهم أحكام الشريعة، فيجب أن تكون لديهم مكانتهم في قضاء جيش التحرير ، وما عليكم إلا أن تقدموا اقتراحات ألتزمُ بتنفيذها "، وفي الليلة ذاتها أعدا مذكرة تتمحور حول النقط الآتية: منع إعدام أي متهم بدون محاكمته من قبل محكمة شرعية، ومراجعة تشكيلة كل محكمة بإدخال عضو ممثل عن الأوقاف يكون كامل الصلاحيات، وإلزام كل المجاهدين بأداء الصلاة، وبناء على ذلك وجه عميروش تعليمة لكل المناطق يُطالبها بتطبيق ما جاء في المذكرة، وقال جودي أتومي وهو يتحدث عن المحكمة بعد هذه التعليمة:" لكن ممثل الحبوس يملك الكلمة الفاصلة أو على الأقل القدرة على التأثير "(9).

كان عميروش رحمه الله يجل أهل العلم ويتواضع أمامهم ويوصي بهم خيرا، وقد فرض على مسؤولي التنظيم إسناد مسؤولية الخلايا والقرى والمداشر إلى المعلمين الذين لم ينخرطوا بعد في جيش التحرير، وقد قال مرة :" إن مهمة هؤلاء المعلمين جد خطيرة، وإنها لأعظم من مهمة المقاتل في الأدغال، وإن ثقافتهم لهي الرتبة الحقيقية التي تفوق رتبتي العسكرية كعقيد"(10).

[مراسلات عميروش لأهل العلم]

سبق أن ذكرنا أن العقيد عميروش كان يرجع إلى أهل العلم فيما يعرض له من مسائل شرعية وكان يستشيرهم فيما يتخذ من قرارات وإجراءات ، وممن كان على اتصال به أثناء الحرب للفتوى والاستشارة الشيخ العربي التبسي بعد انتقاله إلى العاصمة عام 1956م (11)، وقد أرسل التبسي أيضا إلى العقيد عميروش رحمه الله تعالى أموالا وآلات الكتابة والطباعة والسَّحب(12). وطلب منه عميروش يوما أن يكتب إليه بوصية يتبعها في جهاده ، فأرسل إليه مع الرسول مصحفا صغيرا وقال له : بلغه سلامي ودعواتي وابتهاجي العظيم بجهادهم وانتصارهم وقل له :" هذا المصحف الشريف هو وصيتي له"(13).

وممن كان على صلة به أيضا الأستاذ الربيع بوشامة أحد تلاميذ ابن باديس رحمهم الله تعالى أجمعين، الذي وطّد العلاقة معه في شعبة باريس حيث كان عميروش تلميذا من تلاميذه ما بين 1952 و1953، وقد استمرت هذه العلاقة أثناء الحرب وقد كان الربيع مجاهدا يعمل في السر وكان هو الوسيط بينه وبين الشيخ العربي التبسي، وكانت بينه وبين عميروش مراسلات كثيرة وقد نُصح الربيع بإحراق تلك الرسائل فعزَّ عليه ذلك ، حتى جاء اليوم الذي اكتشف أمره وضبطت الرسائل في بيته فأعدم رحمه الله بسببها بدون محاكمة (14).

وممن كان يراسلهم عميروش الشيخ محمد الصالح بن عتيق، وقد سبق نقل جزء من إحدى رسائله إليه وكان يومها في البليدة، ومنهم أيضا محمد الصالح صدّيق صاحب مقاصد القرآن فإنه لما كان في ساحات القتال كان عميروش يبعث إليه دائما بالسلام مع الجند الذين يعملون تحت قيادته وينتقلون إلى المنطقة التي كان فيها، حتى ظن هؤلاء المجاهدون أنهما كان يتعارفان من قبل الحرب من شدة حرص عميروش على معرفة أخبار محمد الصالح وتأكيده على إقرائه السلام(15). والواقع أنه كان يسمع عنه فقط، وكان أول لقاء بينهما في تونس عام 1957م، حيث كُلف عميروش بمهمة هناك وكان محمد الصالح قد سبقه إلى تونس بعد تأسيس جريدة المقاومة ، وكان عميروش هو من بحث عن محمد الصالح صدّيق وطلب لقاءه .

[العقيد عميروش وقطاع التعليم]

ومن الآثار التي ورثها من غير شك من الحركة الإصلاحية، اهتمامه بقطاع التعليم ، فإن الحركة الإصلاحية التي كان يقودها الإمام عبد الحميد بن باديس كان التعليم قوامها الأساسي(16). ففي قلب المعركة وفي ظل حصار المستعمر العسكري كان عميروش يفكر في جزائر ما بعد الاستقلال، إنه كان واثقا بنصر الله تعالى للمجاهدين، وقد رأى ومن كان معه كرامات كثيرة تدل على تأييد الإله جل جلاله للمجاهدين(17)، وقد أهدى يوما لمحمد الصالح صديق ساعة لِيَعُدَّ أيام الاستعمار التي كانت قليلة في نظره (18)، لذلك فقد جمع إلى جانب تفكيره في قيادة الولاية الثالثة عسكريا وتنظيميا تفكيره في تكوين إطارات المستقبل، فنظم قطاع التعليم في ولايته التي كانت تمتد إلى بوسعادة جنوبا، ومن ثنية ودلس غربا إلى سطيف والبرج شرقا، ورصد لهذه العملية العظيمة ميزانية ضخمة وجنَّد لها رجال الأوقاف في الداخل الذين قاموا بمجهود عظيم في الميدان(19). ومن أجل ذلك اهتم عميروش بقطاع الأوقاف اهتماما بالغا ، وهذا القطاع الذي كان يضطلع بمهام التعليم والإفتاء والقضاء وتنظيم الممتلكات الوقفية من مساجد وزوايا وكتاتيب قرآنية، بل كان يتدخل بنفسه للبحث عن الإطارات الشرعية المؤهلة لتسيير هذا القطاع، وكان من بين من كلفهم بمهام تسيير هذا القطاع على مستوى الولاية عبد الحفيظ أمقران وأحمد قادري، وهما من خريجي زوايا المنطقة.

وقد شهد الشيخ الطاهر آيت علجات أنه كلفه عام 1955م بإنشاء زوايا في القرى المجاورة لتَموقْرَة، لتدريس القرآن واللغة العربية وتوعية الناس وحثهم على الكفاح من أجل التحرر ، وذكر أن عميروش رصد مبلغا ماليا لترميم زاوية تموقرة وغيرها من الزوايا، وقال العقيد في خطاب موجه إلى طلبة زاوية أوبوداود :" أنتم جيل الغد أنتم ستتولون تربية أجيال الاستقلال، وستكونون إطارات الجزائر المستقلة، من خلال دراستكم في هذه المدرسة تخوضون نفس الكفاح الذي يخوضه المجاهدون، وهي طريقتكم في الكفاح التي تُطمْئِنُنا على مستقبل البلاد، لا تنسوا بأن الحرب ستكون طويلة وصعبة ، فإذا احتجنا إليكم في الجبال كونوا مستعدين لأخذ المشعل ، لكن في انتظار ذلك اهتموا بدراستكم واعملوا بجد "(20).

[العقيد عميروش والبعثات العلمية]

ولم يكتف بتوفير كل الوسائل لهذا الميدان في الداخل بل أرسل بعثات طلابية إلى تونس ومنها ينتقلون إلى مختلف البلدان العربية كليبيا ومصر والأردن والعراق والسعودية، وغيرها من البلدان الصديقة، كان يرسل الشباب الذين حصلوا شيئا من مبادئ العلوم في الزوايا كزاوية عبد الرحمن اليلولي وزاوية تموقرة ومدارس جمعية العلماء وغيرها من المدارس الحرة المنتشرة في تراب الولاية الثالثة.

وكلف الشيخين أرزقي آيت شبانة ومحمد الطاهر آيت علجت وكذا السيد سعيد بن غانم بالذهاب إلى تونس لتلقي هؤلاء الطلبة والقيام على شؤونهم وتعليمهم وتوجيههم إلى التخصصات التي تناسبهم ، وكان في تونس العاصمة مركزان لاستقبال هؤلاء الطلبة (21). وقد فاق عدد الطلبة الذين أرسلهم في تلك البعثات الثلاثمائة حسب بعض الشهود ، وكان يجعل لهم ميزانية خاصة حتى وهم خارج الوطن، فقد أرسل إليهم في أوت 1958 مثلا مبلغ 3ملايين فرنك قديم، وأرسل إليهم رسائل يشرح لهم فيها واجبهم والغاية التي أُرسلوا من أجلها إلى تلك البلاد(22). بل وكان يخطب فيهم قبل إرسالهم ويقول لهم : أرسلكم إلى تونس لكي تُحصِّلوا على تكوين وتخدموا الوطن بعد الاستقلال ، لا تعودوا إلا بشهادات لأن هذا ما نفتقر إليه أكثر "(23).

وحسب عبد الحفيظ أمقران فإنه شرع في هذه العملية بإرسال تعليمة إلى كل مناطق الولاية الثالثة تنص على جمع الطلبة في مراكز معينة، والشروع في إرسالهم إلى تونس، وقد تم توجيههم حسب مؤهلاتهم وحسب احتياجات الثورة إلى معاهد مختلفة في تونس ومصر وسوريا والعراق والسعودية، فمنهم من تخرج من الكليات العسكرية ومنهم من تخرج من مختلف التخصصات الأدبية والعلوم الإنسانية والتحقوا بمختلف هياكل الثورة، وقد كانت الولاية الثالثة سباقة إلى هذا الميدان(24). كما تولى كثير منهم مناصب هامة بعد الاستقلال في مختلف أجهزة الدولة، وهذا التصرف الحكيم يدل على بعد نظره وتفكيره في الجزائر بعد الاستقلال، وعِلْمِه بأن الثورة ستكلف الشعب تضحيات بما في ذلك طبقة المثقفين(25).

وبقي عميروش يحمل هم هؤلاء الطلبة إلى آخر ساعة من حياته، فقد كان من ضمن المطالب التي حملها معه إلى الحكومة المؤقتة، مطالب تتعلق بالبعثات العلمية، فقد جاء في توصيات المجلس الولائي المنعقد في 2 مارس 1959م، مطالبة الحكومة المؤقتة بمنح مساعدة مادية منتظمة للطلبة الجزائريين الموجودين في الخارج، لأن تنظيمهم لم يكن مرْضيا وأوضاعهم المادية لم تكن لائقة، وميزانية الولاية الثالثة لم تعد كافية (26). (اجتمع مجلس الولاية في دورة استثنائية ثم اجتمع عميروش ببقية ممثلي الولايات في الاجتماع الذي عرف باجتماع العقداء الأربعة، وقرروا حمل مطالبهم الجماعية إلى تونس واستشهد العقيدان عميروش وسي الحواس وهما في الطريق إليها رحمهما الله تعالى)

[تقدير عميروش لكل المثقفين]

ولم يكن عميروش يقدر فقط المتعلمين تعليما عربيا، بل كان يحترم المثقفين عموما ولو كانت ثقافتهم باللغة الفرنسية ، فكان يقربهم ويرفع من أقدارهم ورتبهم رغم صغر سنهم، حتى أصبح المجاهدون القدماء يحسدون الشباب الذين التحقوا بعد 19ماي 1956م على الرتب التي نالوها (27)، وفي هذا رد على بعض حساده ممن يرميه ببغض المثقفين، بل وبإعدامهم دون جريرة. (تاريخ 19 جوان 1956م هو تاريخ التحاق طلبة المدارس الفرنسية جماعيا بالجهاد، أما طلبة مدارس الجمعية والزوايا فقد كانوا سباقين فرادى وجماعات منذ انطلاق الشرارة الأولى وأول شهيد سقط في الميدان هو قاسم زيتون خريج معهد ابن باديس قتل تحت التعذيب يوم 2 نوفمبر 1954 وألقي جثمانه في ميناء الجزائر).

[الجهاد من أجل القيم هو الجهاد الأكبر]

كان عقيدنا رحمه الله يعلم أن الأمة قد ابتعدت كثيرا عن مقومات شخصيتها، لذلك كان يرى أن معركة القيم هي الجهاد الأكبر الذي ينتظر الأمة بعد الاستقلال، ففي لحظة وداعه للشيح محمد الصالح صديق في تونس أخرج ساعة من جيبه فضبطها على ساعته فأهداها إليه كما هي عادته رحمه الله ، فقد كان سخيا كريما ، أعطاه إياها وقال:" خذها لِتَعُدَّ بها أيام الاستعمار الباقية في الجزائر وهي قليلة، وبعد الاستقلال سنخوض معركة أخرى من أجل قِيَمِنا وإسلامنا ولغتنا العربية فذلك هو الجهاد الأكبر"(28).

الخلاصة: أن هذه الكلمات، ولا شك قد أظهرت صفحة مجهولة من حياة العقيد عميروش؛ وهي تَدَيُّنَه العميق وحبه للعلم والعلماء، وحبه للغة العربية التي هي لغة القرآن ودين الإسلام..

وفي الأخير ننقل هذه الكلمات المقتطفة من كتاب جودي أتومي المقاتل الذي عاش مع عميروش مدة في الولاية الثالثة قال :"من غير شك أنه يدعو لأن يكون للدين مكانة هامة لدى المجاهدين" "وكان يحب التعمق في أمور الشريعة" "وكان تقيا محافظا على الدين حريصا على القيم الإسلامية التي يُلْزِم جميع المجاهدين باتباعها"، ونقل أن المنخرطين الجدد قبل 1956م كان قَسَمُهم أمام عميروش: "أقسم على المصحف الشريف بأن أكافح حتى النصر أو الشهادة "(29). ومن شدة ما أثر عنه ما الالتزام بالدين وبأحكامه فقد وصفه بعضهم بعمر بن الخطاب، وقيل بأنه كان يفرض على المجاهدين أن يعلموا أحكام الجهاد في الشريعة الإسلامية (30).

استشهاد العقيد عميروش رحمه الله

وقد استشهد رحمه الله تعالى يوم 29 مارس 1959م مع العقيد سي الحواس، لما كانا في طريقهما إلى تونس في جبل ثامر قرب بوسعادة، تحت قصف الطائرات والمدفعية بعد وشاية بهما لا يعلم مصدرها يقينا، استُشهد رحمه الله وهو يحمل في جيبه المصحف الشريف (31)، وفي قبله همّ العربية والإسلام، استُشهد رحمه الله وهو يحمل في جعبته مطالب تهم الجهاد في الداخل والطلبة في الخارج ، وتهََم التوجه العام للجهاد الجزائري آنذاك (32).

نسأل الله تعالى أن ينفعني وإخواني بهذه الكلمات، وإن مما نرجوه أن تكون فاتحة لشهية الباحثين عموما، والمختصين في التاريخ خصوصا؛ أن يُبرزوا مثل هذه الجوانب التاريخية التي تخدم قضايا أمتنا في هذه الأيام، خاصة مع كثرة حملات التشويه ضد أعلام الجهاد، وكثرة التزييف للحقائق والتحريف للتاريخ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـــــــــ

الهوامش

1/ مذكرات من مسيرة النضال والجهاد لعبد الحفيظ أمقران نقلا عن دور العقيد عميروش في ثورة الجزائر لشوقي عبد الكريم (50-51) ويقول المؤرخ ناصر الدين سعيدوني وهو يتحدث عن النزعة البربرية التي اجتاحت حزب الشعب في نهاية الأربعينات وبداية الخمسينات:" وقد كان للبطل المجاهد عميروش مواقف وأعمال خالدة في محو بقايا هذه الترسبات في المنطقة بأكملها" انظر فرنسا والأطروحة البربرية في الجزائر لأحمد بن نعمان (129).

2/ كلمة ألقاها في ملتقى "دور جمعية العلماء في الحرب التحريرية"في بلعباس في 13 نوفمبر 2008م.

3/انظر العقيد عميروش أمام مفترق الطرق لجودي أتومي(176) وفي الصفحة (186) صورة لعميروش مع أعضاء خلية من خلايا جمعية العلماء في باريس.

4/ العقيد عميروش لمحمد الصالح صديق (27-28).

5/ العقيد عميروش أمام مفترق الطرق لجودي أتومي(185).

6/ أحداث ومواقف لمحمد الصالح بن عتيق (77).

7/ العقيد عميروش أمام مفترق الطرق لجودي أتومي(178).

8/ العقيد عميروش لمحمد الصالح الصديق (25-26).

9/ انظر العقيد عميروش أمام مفترق الطرق لجودي أتومي (201-202) ثم (189).

10/ دور العقيد عميروش في ثورة الجزائر لشوقي عبد الكريم (155)

11/ شهداء علماء معهد ابن باديس لأحمد حماني (24).

12/ صراع بين السنة والبدعة لأحمد حماني (2/298-299) الشيخ العربي التبسي مصلحا لأحمد عيساوي (424).

13/ أعلام الإصلاح لمحمد علي دبوز (2/68).

14/ وذلك في 13ماي 1959م انظر من أعلام الإصلاح لمحمد الحسن فضلاء(1/289-290).

15/ العقيد عميروش لمحمد الصالح صديق (24-25).

16/ العقيد عميروش لمحمد الصالح صديق (43-44).

17/ انظر شيئا من تلك الكرامات في كتاب العقيد عميروش أمام مفترق الطرق (184).

18/ العقيد عميروش لمحمد الصالح صديق (54).

19/ دور العقيد عميروش في ثورة الجزائر لشوقي عبد الكريم (155)

20/ انظر العقيد عميروش أمام مفترق الطرق لجودي أتومي(178) ثم (198).

21/ العقيد عميروش لمحمد الصالح الصديق (40-42).

22/ العقيد عميروش أمام مفترق الطرق لجودي أتومي (247).

23/ العقيد عميروش بين الأسطورة والتاريخ لجودي أتومي (207).

24/ مذكرات من مسيرة النضال والجهاد لعبد الحفيظ أمقران (75) نقلا عن دور العقيد عميروش في ثورة الجزائر لشوقي عبد الكريم (156) وانظر فرنسا والأطروحة البربرية في الجزائر لأحمد بن نعمان (378).

25/ دور العقيد عميروش في ثورة الجزائر لشوقي عبد الكريم (156).

26/ العقيد عميروش أمام مفترق الطرق لجودي أتومي (362).

27/ العقيد عميروش أمام مفترق الطرق لجودي أتومي (265) العقيد عميروش بين الأسطورة والتاريخ لجودي أتومي (124).

28/ العقيد عميروش لمحمد الصالح صديق (54).

29/ وهذا رغم توجهات الكاتب غير الإسلامية انظر تلك النصوص في كتابه العقيد عميروش أمام مفترق الطرق (177،181،184،177-178) وكتابه الآخر: العقيد عميروش بين الأسطورة والتاريخ (84،95).

30/ جاء في كتاب تاريخ الجزائر المعاصر –دراسات ووثائق- لمحمد الأمين بلغيث (264) "كما يشهد من عاشر العقيد عميروش أنه كان لا يقبل ضمن جنوده إلا من تمكن من حفظ وفهم سورة الأنفال وهي التي تُعلم فقه الجهاد وأحكامه" وقد رأيت في هذا النقل مبالغة والله أعلم.

31/فرنسا والأطروحة البربرية في الجزائر لأحمد بن نعمان (336).

32/ فقد جاء في وثيقة مجلس الولاية الثالثة العبارة الآتية :"نطالب بإعادة النظر في أرضية الصومام رغم كونها قاعدة صلبة"، ومعروف أن من أهم ما انتقده المجاهدون على وثيقة مؤتمر الصومام تجاهل المرجعية العربية والإسلامية التي نُص عليها في بيان أول نوفمبر، لأن كاتبها الذي لم يكن حاضرا في المؤتمر حسب بعض المصادر التاريخية هو عمار أوزقان الشيوعي .










قديم 2014-11-26, 22:01   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الجذور التاريخية للأزمة البربرية في الجزائر
الشيخ بلعيد بن احمد الجزائري

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: فإن الأزمة البربرية من ضمن القضايا العويصة التي تشغل الرأي العام في الجزائر والمغرب العربي، وقد اتخذت أبعادا خطيرة لا تزال تتفاقم يوما بعد يوم، وإن صانعي هذه الأزمة ومفتعليها لن يهنأ لهم بال حتى ترتمي الجزائر في أحضان الاستعمار من جديد أو يقسموها إلى دويلات متناحرة، وليس هذا بالأمر الجديد لمن يقرأ قول المولى عز وجل : (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) [البقرة/120] وقوله سبحانه : (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (88) وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً) [النساء/88، 89]، ولكن من المفيد جدا أن ننقل للأجيال بعض الحقائق التاريخية التي تكشف لهم خيوط المؤامرة التي حيكت ضد الإسلام والعربية باسم العرق والثقافة في بلاد لم تعرف الوحدة الدينية والثقافية إلا في ظل الإسلام.

الارهاصات الأولى للمخطط الاستعماري

إن الاستعمار الفرنسي لبلادنا لم تكن له أبعاد سياسية واقتصادية فحسب بل قد كانت له أبعاد دينية حيث اعتبر امتدادا للحروب الصليبية ، ولذلك فإن الجيش الفرنسي المسلح بالبنادق والمدافع قد صحبه جيش آخر من المنصرين مسلح بالإنجيل والمال ، ولقد اعتمدت فرنسا لبث الفرقة في البلاد والتمكين للفرنسة والتنصير برامج كثيرة خبيثة، وكان من أخبثها غرس النزعة العنصرية والتفرقة بين المسلمين في الجزائر، باسم الثقافة البربرية المعتمدة على اللغة الأمازيغية والديانة النصرانية، وقد بدأت فور حط رحالها في البلاد بإنجاز دراسات حول اللهجات المستعملة في الجزائر، دراسات كان الهدف منها إداريا فيما يبدو، قام بها مجموعة من المستشرقين والضباط والإداريين، لكنها لم تكن بريئة، فإن المستشرقين كانوا ولا يزالون خداما للمخططات الاستعمارية، ففي سنة 1856م أعطى وزير الحرب الفرنسي أمرا لجيسلان (Geslin) بإعداد تقرير مفصل عن اللهجات المحلية المستعملة في الجزائر، وقد تمت قراءة التقرير ومناقشته من طرف لجنة من المستشرقين بأكاديمية الفنون والآداب بباريس تحت إشراف المستشرق رينو (Reinaud)، ولا شك أن أمرا كهذا لا يتعلق بمجرد إدارة مستعمرة جديدة.
ولما جاءت سنة 1880 كان الفرنسيون قد ألفوا دراسات في أغلب اللهجات المستعملة في الجزائر فألف الجنرال "هانوتو" قاموسا سماه "نحو اللغة التمشقية" (لهجة الطوارق) وألف هو و"دوماس" في لهجة قبائل زواوة، وألف "إيميل ماسكري" في اللهجة الشاوية، وألف "موتيلانسكي" في الميزابية، وغيرهم في غيرها.
لماذا التركيز على منطقة القبائل (زواوة)
ثم بدأت السياسات التطبيقية لتلك الدراسات تظهر على أرض الواقع شيئا فشيئا، وتجلت نيات فرنسا من وراء اهتمامها بدراسة لهجات أهل الجزائر وعادات أهلها وأصولهم وأعراقهم، فقد أنشأت في عام 1880م المدرسة العليا للآداب بالجزائر، تلك المدرسة التي كان هدفها استشراقيا محضا وتخرج منها دعاة النزعة البربرية الأوائل وعلى رأسهم سعيد بوليفة (1865-1931) ومحمد معمري (ليس هو مولود وقد يكون من أعمامه لأنه من بني يني أيضا).
وقد جهرت فرنسا بضرورة تكثيف الجهود لتمكين الاستعمار الثقافي في منطقة قبائل زواوة على وجه الخصوص ولفصلها عن سائر بلاد الجزائر، وذلك يرجع في نظري لما رأته من صلابة أهل المنطقة في الدفاع عن دينهم وأرضهم وحريتهم حيث أنها لم تحكم سيطرتها على كامل منطقة زواوة إلا عام 1857م والثورات لم تتوقف بعد ذلك، فإن فرنسا تخوفت من هذه المنطقة أكثر من غيرها، فقد رأت أهلها قد استجابوا لنداء الداي حسين ودافعوا عن الجزائر العاصمة، كما ساندوا الأمير عبد القادر في جهاده ابتداء من عام 1837م إلى غاية 1846م، وساندوا جميع الثورات المحلية كثورة الشريف سي محمد الهاشمي (ت 1849) وثورة الشريف بو بغلة (ت1854) وثورة محمد التطراوي (ت 1855) وفاطمة نسومر (أسرت عام 1857)، وثورة المقراني (ت1871).
وهذا خلافا لتحليلات الفرنسيين المعلنة التي تزعم أنهم لاحظوا في أهل المنطقة سهولة الاندماج وضعف التدين لذلك طمعوا في فرنستهم وسلخهم عن هويتهم الإسلامية والعربية أكثر من غيرهم.
ولقد كان من آثار هذا التخوف تركيز حملات التنصير على منطقة زواوة حيث انتشر فيها جنود لافيجري "الآباء البيض" بكثافة وكان لهم نشاط واسع من خلال تقديم الخدمات الصحية والتعليمية وإقامة الكنائس، كما قررت الحكومة الفرنسية فتح مدارس في بعض قراها مع إجبار الأطفال على دخولها. كما حاربت زوايا العلم والقرآن وخاصة زوايا الطريقة الرحمانية التي ساندت الثورات الشعبية ضد الاحتلال.
ونقل عن الكاردينال لافيجري أنه قال في مؤتمر للتنصير في بلاد القبائل عام (1867) :« إن رسالتنا تتمثل في أن ندمج البربر في حضارتنا التي كانت هي حضارة آبائهم، ينبغي وضع حد لإقامة هولاء البربر في قرآنهم، لا بد أن تعطيهم فرنسا الإنجيل، أو ترسلهم إلى الصحراء القاحلة بعيدا عن العالم المتمدن».
وقد لاحظ الدكتور أبو القاسم سعد الله أن الفرنسيين قد غيروا حتى المصطلحات بعد مجاهرتهم بتسييس القضية وعزمهم على نشر التفرقة بين أهل الجزائر، فأصبحوا يستعلمون لفظ القبائل بدل زواوة، ولفظ القبائلية بدل البربرية.
ولقد كانت سياسة التفرقة بين العرب والقبائل جزءا لا يتجزأ من سياسة الحرب على الإسلام والعربية في الجزائر، تلك الحرب التي قادها المنصرون والمستشرقون والإعلاميون، وقد رأيت من سموم التفرقة والعنصرية ما كان يبث في الكتب المدرسية التي كانت تدرس اللغة الدارجة العامية آنذاك، كحكايات العربي والزواوي، وحتى جحا لم يسلم من تلك النعرة حتى قسم إلى جحا العربي وحجا القبايلي، وفي بعض النوادر يظهر جحا الفرنسي أيضا!!

من اللغة والثقافة إلى الجنس والعرق
ولم يكف الفرنسيين أنهم شحنوا من تكوَّن بين أيديهم بفكرة التميز اللغوي والثقافي للمنطقة عن الثقافة العربية الإسلامية، حتى راحوا يشككون حتى في الأصول العرقية لأهل زواوة، فبعد أن كان المؤرخون مختلفين في الجملة على قولين في أصول البربر هل هي حميرية يمنية أو كنعانية فلسطينية؟ وذلك باعتبار أن منطقة الشرق هي مهد الحضارات كلها، جاء الفرنسيون بقول جديد يخص أهل زواوة -وهم من قبيلة صنهاجة البربرية – يزعم أن أصولهم آرية جرمانية بحجة تضحك الثكالى وهي وجود من له بشرة شقراء وأعين زرقاء!! وكأنهم بذلك يزعمون أن أهل زواوة ليسوا من البربر وأن أصلهم هم الوندال الذين غزو بلاد البربر في القرن الخامس الميلادي!! مثلهم مثل العرب والأتراك القادمين من الشرق والفرنسيين والإسبان القادمين من أوروبا.
ولا بأس أن نذكر هنا بأمر مهم وهو أن المجلة الإفريقية الفرنسية الصادرة سنة 1859 نشرت مقالا للمترجم العسكري "ألفونس مايير" تحت عنوان "أصل سكان بلاد القبائل حسب العرف المحلي" اعتمد فيه على شهادات شيوخ المنطقة وقد بين أنهم يعتقدون أن أصلهم من العرب ما عدا قبيلة فراوسن التي قالوا إنها فارسية!!
ولما أعلنت فرنسا عن استراتجيتها وأطلقت دعاويها وجدت-مع الأسف الشديد-من أبناء الجزائر من يصدقها، بل ومن يتحمس لنشرها والدعوة إليها ونصرتها، وخاصة من الشيوعيين الذين كانوا يؤمنون بأن الأمة الجزائرية أمة في طريق التكوين، وهي تتألف من عناصر قبائلية وميزابية وشاوية وعربية وتركية وفرنسية وإيطالية وإسبانية ومالطية ويهودية.
وكما وجد من العملاء والضحايا من تبنى هذه الأفكار العنصرية المعادية للإسلام والعروبة، فقد وجد من الجزائريين من يصد هذا الفكر وهذه الردة، ومن أولهم أبو يعلى الزواوي (ت1952) الذي ألف كتاب تاريخ الزواوة عام 1918 وطبعه عام 1924م بدمشق وكان من أهم أغراضه بيان أصل البربر ودفع الفرية الفرنسية التي تزعم أن أصلهم آري جرماني، ومما وهو مشهور أيضا ذلك الخطاب الذي ألقاه يحيى بن عبد الله حمودي الورثيلاني (ت1972) عام 1936 في أحد اجتماعات جمعية العلماء باللهجة القبائلية في الرد على الدعاوي الفرنسية في حق البربر التي شهرها الإعلام في تلك الأيام، وقد تبعه عبد الحميد بن باديس بخطاب جعل عنوانه "ما جمعته يد الله لا تفرقه يد الشيطان" وقد نشر فحواه ومعناه في البصائر بتاريخ 17 جانفي 1936م بإمضاء ابن باديس الصنهاجي، وزواوة بطن من بطون قبيلة صنهاجة الأمازيغية الكبرى كما سبقت الإشارة إليه.

الانفجار الأول في حزب الشعب

ومن المحطات المهمة في تاريخ الأزمة البربرية أزمة حزب الشعب القبائلي داخل حزب الشعب الجزائري، التي تكشف لنا حقيقة دعاة النزعة العرقية الأوائل في هذه البلاد، وكانت بوادر ظهور هذه النزعة في عام 1945 وذلك في وسط المغتربين في فرنسا، حيث طلب المناضل بناي واعلي لجنة تنظيم حزب الشعب الجزائري بتوحيد كل منطقة زواوة التي تتكلم لغة البربر في إقليم واحد، ودعم اقتراحه بالإشارة إلى الروابط البشرية واللغوية القائمة بين السكان إلا أن قيادة الحزب رفضت اقتراحه.
وفي سنة 1947 طرحت الأطراف التي تبنت النزعة العرقية على مؤتمر الحزب مسألة القومية فرفضت لأنها أمور قد حسمها الحزب الذي كان يتبنى القومية العربية الإسلامية، ونتيجة لذلك أعلنت فيدرالية فرنسا بعد عام رفضها لفكرة الجزائر العربية الإسلامية، وذلك بعدما تزعمها علي يحيى المدعو رشيد، وأعلنوا أطروحة الجزائر جزائرية. ولما فتح حزب الشعب الجزائري اكتتابا من أجل فلسطين، أظهر علي يحيى المذكور رفضه بل وعداءه لكل ما هو عربي.
وفي وقت لاحق وقفت القيادة على رسالة أرسلها عمر أوصديق من السجن إلى بناي فاكتشفت تنظيما سريا يسمى "حزب الشعب القبائلي" مما أدى بقيادة الحزب عام 1949م إلى حل فدرالية فرنسا ، وفصل جماعة من المتورطين في المؤامرة من الحزب وكان من المفصولين : علي يحيى، وبناي واعلي، عمر أو صديق، وعمار ولد حمودة، والصادق هجريس، وعلي عيمش ومبروك بن الحسن، ويحيى هنين، والسعيد أوبوزار، وبلعيد آيت مدري.

وقد بين المؤرخ محمد حربي!! أن نشأة هؤلاء كان لها دور في توجههم الفكري فعلي يحيى رشيد وآخرون ينحدرون من عائلات متجنسة بالجنسية الفرنسية ويجري عليها القانون الفرنسي، وولد حمودة وعمر أوصديق متخرجان من دار المعلمين ببوزريعة ومتأثران جدا بالأفكار العلمانية، ومنهم من كان يعلن عداءه ورفضه للإسلام صراحة، وليست الأفكار العلمانية أو الشيوعية هي فقط ما أدى بهم إلى هذا الانشقاق، بل ذلك أيضا ثمرة الأفكار التي بثها الآباء البيض والمدرسة الفرنسية من أن العرب غزاة فرضوا على القبائل لغتهم ودينهم بقوة الحديد والنار.

وقد نجا حسين آيت أحمد الذي كان رئيسا للمنظمة الخاصة وعضوا في اللجنة المركزية من قرار الطرد بعد أن أنكر علمه بالمؤامرة، ثم تبرأ من الجماعة بعدما تبين من صدق ما اتهموا به!! ونظرا لِحوم الشبهات حوله ولكونِه من المطلوبين لدى الشرطة الفرنسية بعد اكتشاف المنظمة الخاصة أرسل إلى القاهرة ليرافق محمد خيضر والشاذلي المكي هناك.

ولقد كانت تلك الشرارة الأولى للفرقة وقد كانت متمركزة في فرنسا فيما يبدو أما في الجزائر فلم يكن في قاعدة الحزب من يتحمس لهذه الفكرة إلا بعض العناصر في قسمة عين الحمام –وكان في منطقة القبائل 12 قسمة يومها-ولقد كان "كريم بلقاسم" و"عمار أوعمران" -المجاهدان المعروفان من منطقة ذراع الميزان- ممن وقف مع القيادة في هذه القضية، بل ثبت أن كريم بلقاسم أطلق النار على بعض من كان يحمل هذه الفكرة، وهكذا بقيت منطقة القبائل وفية لمبادئ حزب الشعب، بل ولمصالي الحاج حتى ضد خصومه من المركزيين إلى غاية صيف 1954م.
ولما طرد هؤلاء المذكورون من حزب الشعب انضموا إلى الأحزاب التي تناسب أفكارهم الملحدة وشعاراتهم المعادية للعربية والإسلام فانخرطوا في الحزب الشيوعي الجزائري (كالصادق هجريس الذي أصبح رئيسا له فيما بعد) أو إلى الحزب الشيوعي الفرنسي.
ومما ينبغي الوقوف عنده أيضا أن المناضل القديم في حزب الشعب الدكتور عثمان السعدي ذكر أن قيادة الحزب اكتشفت دخلاء يعملون لحساب والي الجزائر "شاتنيون" أسهموا في بث تلك النزعة في مناضلي الحزب وخططوا لشق الصف فقامت قيادة الحزب بتصفيتهم جسديا.
حرب التحرير ووحدة الشعب الجزائري

أما أثناء الحرب التحريرية فلم يكن ثمة أي حديث عن القضية البربرية أو نقاش حول الهوية، لأنها أمور كانت محسومة ابتداء من بيان أول نوفمبر الذي نص على "تحقيق وحدة شمال إفريقيا في داخل إطارها الطبيعي العربي والإسلامي"، وانتهاء بتبني المجلس الوطني للثورة الجزائرية عشية الاستقلال مسألة التعريب في برنامج طرابلس، حيث أكد على ضرورة تمكين اللغة العربية من استعادة مكانتها كلغة ثقافة وحضارة وعمل، وذلك لأن عملاء فرنسا الكبار لم يكن لهم أي دور في الحرب التحريرية، بعدما انصهروا في الحزب الشيوعي الذي بقي معاديا لجبهة التحرير وجيش التحرير إلى الاستقلال.
وإننا نجد في تاريخ الثورة في منطقة القبائل تعليمات العقيد عميروش التي نصت على إجبارية إقامة الصلاة في صفوف جيش التحرير الوطني، ونصت على تعليم اللغة العربية للأميين من المقاتلين التي تلقاها المجاهدون بصدر رحب ووجدت استجابة واسعة، وقد كتبت في ذلك قبل مدة بحثا موثقا بعنوان "العقيد عميروش المجاهد وخادم العلم والعربية"، فليراجعه من شاء.
وبعد الاستقلال حدثت عوامل استغلت لصالح النزعة العنصرية بقوة، ففتنة صيف 1962 التي يقال أن أحمد بن بلا ابتدأها لما نزل في تونس قادما من فرنسا حيث قال "نحن عرب" –قالها باللغة الفرنسية وهو المعروف أن أصوله بربرية-وهي كلمة كان يريد بها إرضاء جمال عبد الناصر السند الخارجي لتمرده على الحكومة المؤقتة، ومنهم من حملها محمل التعريض بالقائد الفعلي للحكومة "كريم بلقاسم" المنحدر من منطقة القبائل!! ولما انحصر المؤيدون للحكومة المؤقتة في تلك الأزمة في الولاية الثالثة والرابعة أصبحت القضية تظهر للأجيال التي لم تعايشها وكأنها فتنة جهوية وليست كذلك، ورغم أن أكثر المتقاتلين تصالحوا فيما بعد، إلا أن تلك الأزمة استغلت أبشع استغلال وفسرت تفسيرات عنصرية لا تمت للحقيقة بأدنى صلة.
وما زال الدور الفرنسي قائما
ومع أن الجزائر قد استقلت واسترجعت سيادتها وشرعت في ترسيخ عناصر هويتها إلا أن فرنسا لم تستسلم، وما زالت تحوك المؤامرة تلو المؤامرة ضد بلدنا الحبيب، ففي سنة 1967 أوحت إلى ضابط سابق في الجيش الفرنسي وصيدلي ومغن وصحفي كلهم يحمل الجنسية الفرنسية، أن يؤسسوا الأكاديمية البربرية في باريس، لتواصل مشروعها على لسانهم وتنفذه بأيديهم، ثم التحق بهم جزائريون آخرون منهم محند أعراب بسعود الذي صار رئيسا لها، وكان من إصدارتها مجموعة من النشرات التحريضية المليئة بالكذب والتزوير والافتراء والحقد على العربية والإسلام.
وفي فرنسا نشأت أيضا مؤسسات أخرى تتبنى الفكرة وتناضل من أجل الثقافة البربرية، ففي سنة 1973 انشق جماعة من الشبان عن الأكاديمية المذكورة، وأسسوا جماعة الدراسات البربرية في جامعة باريس، وقد اتهمهم يومها محند بسعود بالولاء للصين!! وفي عام 1978 تكوَّن اتحاد الشعب الأمازيغي الذي نشر مجلة سياسية تحت عنوان "الرابطة"، وكان من أهم مطالبه معارضة التعريب، والاعتراف باللهجة القبائلية لغة رسمية للجزائر، ثم أسس مولود معمري عام 1982مركز الدراسات والبحوث الأمازيغية بباريس ومجلة "أوال" (الكلمة).
ومع كثرة هذه التنظيمات التي تزعم الدفاع عن الهوية والتاريخ والثقافة، إلا أنها لم تبذل أي جهد لجمع التراث البربري وتدوينه، وإنما اقتصرت فقط على محاربة العربية والإسلام، والمتاجرة بالهوية البربرية للشعب الجزائري لأغراض سياسية بعيدة كل البعد عن الثقافة ومعانيها، وهي من غير شك لن تجرأ أبدا على إظهار التراث البربري لأنه سوف يكون في غير صالحها بل سيفضحها ويعريها، لأنه تراث يمجد الإسلام والعرب، ولأنه تاريخ يؤكد اتحاد الثقافة العربية والبربرية وامتزاج الدمين العربي والبربري في نصرة الإسلام ونشر الإسلام والدفاع عن الإسلام.
وهكذا نصل في آخر هذه الرحلة التاريخية إلى ملاحظة اقتران هذه النزعة العنصرية بموالاة المستعمرين الفرنسيين وبالعداء للإسلام والعربية، وتبني الشيوعية والعلمانية، وهي لا تزال كذلك إلى يومنا هذا، نسأل الله تعالى أن يجعل كيد الخائنين في نحورهم وتدميرهم في تدبيرهم، وأن يحفظ بلادنا وأمتنا من مكر أعداء الدين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

أهم المراجع

-أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر لأبي القاسم سعد الله الجزء الرابع والخامس
-فرنسا والأطروحة البربرية في الجزائر لأحمد بن نعمان
-جبهة التحرير الوطني الأسطورة والواقع لمحمد حربي
-جريدة البصائر
-ومقالات أخرى متفرقة في الشبكة العنكبوتية.










قديم 2014-11-26, 22:20   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
ighil ighil
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

من ادعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوا مقعده من النار
صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم و كذب العروبيون نحن امازيغ و لن ننسب نفسنا الى العرب كما امرنا رسول الله و من يعارض كلام الله و رسوله فعليه اللعنة










قديم 2014-11-26, 22:46   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
allamallamallam
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ighil ighil مشاهدة المشاركة
من ادعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوا مقعده من النار
صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم و كذب العروبيون نحن امازيغ و لن ننسب نفسنا الى العرب كما امرنا رسول الله و من يعارض كلام الله و رسوله فعليه اللعنة

انت بربريه ولستى امازيغيه

الامازيغ هم سكان شمال المغرب الأقصى بين ملويه و طنجه
فهمتى

اما البربر فهم شعوب عديده منهم المازيك او المازيغ


السلام









قديم 2014-11-27, 10:41   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ighil ighil مشاهدة المشاركة
من ادعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوا مقعده من النار
صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم و كذب العروبيون نحن امازيغ و لن ننسب نفسنا الى العرب كما امرنا رسول الله و من يعارض كلام الله و رسوله فعليه اللعنة
يا اختي الكريمة

ما ورد في أن الله تعالى تخير العرب من خلقه وتخيره صلى الله عليه وسلم منهم.

عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خلق الله الخلق فاختار من الخلق بني آدم، واختار من بني آدم العرب، واختار من العرب مضر، واختار من مضر قريشا، واختار من قريش بني هاشم، واختارني من بني هاشم، فأنا خيار من خيار إلى خيار، فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم ".
رواه الطبراني والحاكم والبيهقي وأبو نعيم.
وعنه أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما خلق الله الخلق اختار العرب، ثم اختار من العرب قريشا، ثم اختارت من قريش بني هاشم، ثم اختارني من بني هاشم، فأنا خيرة من خيرة ".
رواه الحاكم وصححه.
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله حين خلق الخلق بعث جبريل فقسم الناس قسمين، فقسم العرب قسما وقسم العجم قسما، وكانت خيرة الله في العرب، ثم قسم العرب قسمين، فقسم اليمن قسما وقسم مضر قسما وقريشا قسما، وكانت خيرة الله في قريش، ثم أخرجني من خير من أنا منه ".
رواه الطبراني وحسن الحافظ أبو الفضل العراقي إسناده.
وعن واثلة بن الأسقع رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى كنانة من بني، واصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم " .
رواه مسلم والترمذي وصححه.

العربية لغة اهل الجنة في حديث حسن صحيح :

روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستين ذراعاً بذراع الملك, على حسن يوسف, وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثون سنة, وعلى لسان محمد صلى الله عليه وسلم..). [حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة 6/43] .

و هذا الحديث جاء بعدة روايات وقد حسنه بعض أهل العلم، فقد قال ابن حجر الهيتمي في فتاواه: أخرج الشيخان عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل من يدخل الجنة على صورة آدم وطوله ستون ذراعاً ـ وأخرج الطبراني وابن أبي الدنيا بسند حسن عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يدخل أهل الجنة الجنة جُرْداً مُرْداً بيضاً مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين وهم على خلق آدم طوله ستون ذراعاً في عرض سبعة أذرع وفي رواية للترمذي وغيره: من مات من أهل الدنيا من صغير أو كبير يردون أبناء ثلاث وثلاثين سنة في الجنة لا يزيدون عليها أبداً وكذلك أهل النار، وفي رواية عند ابن أبي الدنيا: على طول آدم ستون ذراعاً بذراع الملك، وعلى حُسن يوسف، وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثين، وعلى لسان محمد جرداً مرداً مكحلين. اهـ.

وقال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة: ما من أحد يموت سقطا ولا هرما، وإنما الناس فيما بين ذلك إلا بعث ابن ثلاثين سنة، فإن كان من أهل الجنة كان على نسخة آدم، وصورة يوسف، وقلب أيوب، ومن كان من أهل النار عظموا أو فخموا كالجبال ـ حسن بطرقه وشواهده، وروي مختصرا بلفظ: يحشر الناس يوم القيامة ما بين السقط إلى الشيخ الفاني، وهم أبناء ثلاث وثلاثين سنة ـ وإسناده صحيح، وروي من طريق أخرى بزيادة: المؤمنون منهم في خلق آدم عليه السلام، وقلب أيوب وحسن يوسف عليهم السلام، مرد مكحلون أولو أفانين ـ ولبعضه شاهد بلفظ: يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستين ذراعا بذراع الملك، على حسن يوسف، وعلى ميلاد عيسى: ثلاث وثلاثون سنة وعلى لسان محمد جرد مرد مكحلون. اهـ.

وأما عن معناه: فإنهم على قدر اكتمال الشباب مثل عمر عيسى ـ عليه السلام ـ ثلاث وثلاثون سنة، وعلى درجة عالية من الحسن مثل جمال يوسف ـ عليه السلام ـ وأنهم يتكلمون العربية التي هي لغة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وأما الذراع: فهو قدر ذراع ملك عظيم، وربما كان ملك اليمن الذي يدعونه الجبار الذي كان يمثل بذراعه، كما في الحديث الذي رواه ابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار، وضرسه مثل أحد. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ـ ووافقه الذهبي في تلخيصه.
قال ابن حبان: الجبار: ملك باليمن، يقال له: الجبار.

وقال الحاكم: قال الشيخ أبو بكر ـ يعني: أبا بكر ابن إسحاق شيخ الحاكم: معنى قوله: بذراع الجبار أي: جبار من جبابرة الآدميين ممن كان في القرون الأولى ممن كان أعظم خلقا وأطول أعضاء وذراعا من الناس. انتهى.

وقال ابن الأثير في النهاية: ومنه الحديث الآخر: كثافة جلد الكافر أربعون ذراعا بذراع الجبار ـ أراد به هاهنا الطويل، وقيل: الملك، كما يقال: بذراع الملك، قال القتيبي: وأحسبه ملكا من ملوك الأعاجم كان تام الذارع. انتهى.

وقال المناوي في التيسير: ضرس الكافر مثل أحد، وغلظ جلده سبعون ذراعاً بذراع الجبار ـ أراد به مزيد الطول، أو الجبار اسم ملك من اليمن، أو العجم كان طويل الذراع. اهـ.

والله أعلم.









آخر تعديل احمد الطيباوي 2014-11-27 في 10:44.
قديم 2014-11-27, 10:42   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

النهي عن بغض العرب / الامام ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم :

......ومن الأحاديث التي تذكر في هذا ما رويناه من طرق معروفة إلى محمد بن إسحاق الصغاني حدثنا عبد الله بن بكر السهمي [ ج- 1][ص-432] حدثنا يزيد بن عوانة عن محمد بن ذكوان - خال ولد حماد بن زيد - عن عمرو بن دينار ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : إنا لقعود بفناء النبي صلى الله عليه وسلم إذ مرت بنا امرأة ، فقال بعض القوم : هذه ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال أبو سفيان : مثل محمد في بني هاشم ، مثل الريحانة في وسط النتن ، فانطلقت المرأة فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب فقال : " ما بال أقوال تبلغني عن أقوام ، إن الله خلق السموات سبعا فاختار العلى منها ، وأسكنها من شاء من خلقه ، ثم خلق الخلق ، فاختار [ ج- 1][ص-433] من الخلق بني آدم ، واختار من بني آدم العرب ، واختار من العرب مضر ، واختار من مضر قريشا ، واختار من قريش بني هاشم ، واختارني من بني هاشم ، فأنا من خيار إلى خيار ، فمن أحب العرب ، فبحبي أحبهم ، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم .
وأيضا في المسألة ما رواه الترمذي وغيره من حديث أبي بدر شجاع بن الوليد عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن سلمان رضي الله عنه . قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا سلمان لا تبغضني فتفارق [ ج- 1][ص-434] دينك " قلت : يا رسول الله ، كيف أبغضك وبك هداني الله ؟ قال : " تبغض العرب فتبغضني .
قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي بدر شجاع بن الوليد .
فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم : بغض العرب سببا لفراق الدين ، وجعل بغضهم مقتضيا لبغضه .
ويشبه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم خاطب بهذا سلمان - وهو سابق الفرس ذو الفضائل المأثورة - تنبيها لغيره من سائر الفرس ؛ لما علمه الله من أن الشيطان قد يدعو بعض النفوس إلى شيء من هذا .
كما أنه صلى الله عليه وسلم لما قال : يا فاطمة بنت محمد ، لا أغني عنك من الله شيئا ، [ ج- 1][ص-435] يا عباس عم رسول الله ، لا أغني عنك من الله شيئا ، يا صفية عمة رسول الله ، لا أغني عنك من الله شيئا ، سلوني من مالي ما شئتم كان في هذا تنبيه لمن انتسب لهؤلاء الثلاثة أن لا يغتروا بالنسب ويتركوا الكلم الطيب والعمل الصالح .
وهذا دليل على أن بغض جنس العرب ، ومعاداتهم : كفر أو سبب للكفر ، ومقتضاه : أنهم أفضل من غيرهم ، وأن محبتهم سبب قوة الإيمان ؛ لأنه لو كان تحريم بغضهم كتحريم بغض سائر الطوائف ، لم يكن سببا لفراق الدين ، ولا لبغض الرسول ، بل كان يكون نوع عدوان ، فلما جعله سببا لفراق الدين وبغض الرسول دل على أن بغضهم أعظم من بغض غيرهم ، وذلك دليل على أنهم أفضل ؛ لأن الحب والبغض يتبع الفضل ، فمن كان بغضه أعظم ، دل على أنه أفضل ، ودل حينئذ على أن محبته دين ؛ لأجل ما فيه من زيادة الفضل ، [ ج- 1][ص-436] ولأن ذلك ضد البغض ، ومن كان بغضه سببا للعذاب بخصوصه ، كان حبه سببا للثواب ، وذلك دليل على الفضل .
وقد جاء ذلك مصرحا به في حديث آخر ، رواه أبو طاهر السلفي في فضل العرب ، من حديث أبي بكر بن أبي داود حدثنا عيسى بن حماد زغبة ، حدثنا علي بن الحسن الشامي حدثنا خليد بن دعلج عن [ ج- 1][ص-437] يونس بن عبيد عن الحسن ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حب أبي بكر وعمر من الإيمان ، وبغضهما من الكفر ، وحب العرب من الإيمان ، وبغضهم من الكفر .
وقد احتج حرب الكرماني وغيره بهذا الحديث ، وذكروا لفظه : حب العرب إيمان ، وبغضهم نفاق وكفر .
وهذا الإسناد وحده فيه نظر ، لكن لعله روي من وجه آخر ، وإنما كتبته لموافقته معنى حديث سلمان ، فإنه قد صرح في حديث سلمان : بأن بغضهم نوع كفر ، ومقتضى ذلك : أن حبهم نوع إيمان ، فكان هذا موافقا له .
وكذلك قد رويت أحاديث ، النكرة ظاهرة عليها ، مثل ما رواه الترمذي من حديث حصين بن عمر ، عن مخارق بن عبد الله [ ج- 1][ص-438] عن طارق بن شهاب عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من غش العرب لم يدخل في شفاعتي ، ولم تنله مودتي قال الترمذي : " هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حصين بن عمر الأحمسي ، عن مخارق . وليس حصين عند أهل الحديث بذاك القوي " .
قلت : هذا الحديث معناه قريب من معنى حديث سلمان ، فإن الغش للنوع لا يكون مع محبتهم ، بل لا يكون إلا مع استخفاف أو مع بغض فليس معناه بعيدا ، لكن حصين هذا الذي رواه ، قد أنكر أكثر الحفاظ أحاديثه ، [ ج- 1][ص-439] قال يحيى بن معين : " ليس بشيء " وقال ابن المديني : " ليس بالقوي ، روى عن مخارق عن طارق أحاديث منكرة " وقال البخاري وأبو زرعة : " منكر الحديث " وقال يعقوب بن شيبة " ضعيف جدا ، ومنهم من يجاوز به الضعف إلى الكذب " وقال ابن عدي " عامة أحاديثه معاضيل ، ينفرد عن كل من روى عنه " .
قلت : ولذلك لم يحدث أحمد ابنه بهذا الحديث ، في الحديث المسند ، فإنه قد كان كتبه عن محمد بن بشر عن عبد الله بن عبد الله بن الأسود [ ج- 1][ص-440] عن حصين - كما رواه الترمذي - فلم يحدثه به ، وإنما رواه عبد الله عنه في المسند ، وجادة قال : " وجدت في كتاب أبي ، حدثنا محمد بن بشر . . . وذكره . . . " .
وكان أحمد رحمه الله - على ما تدل عليه طريقته في المسند - إذا رأى أن الحديث موضوع ، أو قريب من الموضوع لم يحدث به ، ولذلك ضرب على أحاديث رجال فلم يحدث بها في المسند ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من حدث عني بحديث وهو يرى أنه كذب : فهو أحد الكاذبين .
[ ج- 1][ص-441] وكذلك روى عبد الله بن أحمد في مسند أبيه ، حدثنا إسماعيل أبو معمر حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن زيد بن جبيرة عن داود بن حصين ، عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يبغض العرب إلا منافق وزيد بن جبيرة عندهم منكر الحديث ، وهو مدني ، ورواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين مضطربة .
وكذلك روى أبو جعفر محمد بن عبد الله الحافظ الكوفي المعروف [ ج- 1][ص-442] بمطين حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي حدثنا يحيى بن يزيد الأشعري حدثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحبوا العرب لثلاث : لأني عربي ، والقرآن عربي ، ولسان أهل الجنة عربي .
[ ج- 1][ص-443] قال الحافظ السلفي : " هذا حديث حسن " .
فما أدري : أراد حسن إسناده على طريقة المحدثين ، أو حسن متنه على الاصطلاح العام ؟
وأبو الفرج بن الجوزي ذكر هذا الحديث في الموضوعات ، وقال : قال العقيلي " لا أصل له " وقال ابن حبان : " يحيى بن يزيد يروي المقلوبات عن الأثبات فبطل الاحتجاج به " والله أعلم .
وأيضا في المسألة : ما روى أبو بكر البزار حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري [ ج- 1][ص-444] حدثنا أبو أحمد حدثنا عبد الجبار بن العباس وكان رجلا من أهل الكوفة ، يميل إلى الشيعة ، وهو صحيح الحديث مستقيمه ، وهذا - والله أعلم - كلام البزار ، عن أبي إسحاق ، عن أوس بن ضمعج قال : قال سلمان : " نفضلكم يا معاشر العرب لتفضيل رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم ، لا ننكح نساءكم ، ولا نؤمكم في الصلاة " .
وهذا إسناد جيد ، وأبو أحمد هو - والله أعلم - محمد بن عبد الله الزبيري من أعيان العلماء الثقات ، وقد أثنى [ ج- 1][ص-445] عليه شيخه ، والجوهري وأبو إسحاق السبيعي أشهر من أن يثنى عليهما ، وأوس بن ضمعج ثقة روى له مسلم .
وقد أخبر سلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل العرب ، فإما إنشاء وإما إخبارا ، فإنشاؤه صلى الله عليه وسلم : حكم لازم ، وخبره : حديث صادق .
وتمام الحديث قد روي عن سلمان من غير هذا الوجه ، رواه الثوري عن أبي إسحاق ، عن أبي ليلى الكندي عن سلمان الفارسي أنه قال : " فضلتمونا يا معاشر العرب باثنتين ، لا نؤمكم ولا ننكح نساءكم " رواه محمد بن أبي عمر العدني وسعيد في سننه ، وغيرهما .
وهذا مما احتج به أكثر الفقهاء الذين جعلوا العربية من الكفاءة بالنسبة إلى العجمي ، واحتج به أحمد في إحدى الروايتين على أن الكفاءة ليست حقا لواحد معين ، بل هي من الحقوق المطلقة في النكاح ، حتى إنه يفرق بينهما عند عدمها .
[ ج- 1][ص-446] واحتج أصحاب الشافعي وأحمد بهذا على أن الشرف مما يستحق به التقديم في الصلاة .
ومثل ذلك ما رواه محمد بن أبي عمر العدني حدثنا سعيد بن عبيد أنبأنا علي بن ربيعة عن ربيع بن فضلة أنه خرج في اثني عشر راكبا كلهم قد صحب محمدا صلى الله عليه وسلم غيرة ، وفيهم سلمان الفارسي ، وهم في سفر ، فحضرت الصلاة ، فتدافع القوم ، أيهم يصلي بهم ، فصلى بهم رجل منهم أربعا ، فلما انصرف قال سلمان : ما هذا ؟ ما هذا ؟ مرارا ، نصف المربوعة - قال مروان يعني نصف الأربع - نحن إلى التخفيف أفقر ، فقال له القوم : " صل بنا يا أبا عبد الله ؛ أنت أحقنا بذلك ، فقال : لا ، أنتم بنو إسماعيل الأئمة ، ونحن الوزراء " .
وفي المسألة آثار غير ما ذكرته ، في بعضها نظر ، وبعضها موضوع ، وأيضا فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما وضع ديوان العطاء ، كتب الناس على قدر أنسابهم فبدأ بأقربهم فأقربهم نسبا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما انقضت العرب ذكر العجم ، هكذا كان الديوان على عهد الخلفاء الراشدين ، وسائر الخلفاء من بني أمية وولد العباس ، إلى أن تغير الأمر بعد ذلك .










موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
الامازيغ, امازيغ, العربية, اسوأ, يدافعون, جزائريون


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:19

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc