فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة - الصفحة 10 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-08-19, 07:36   رقم المشاركة : 136
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

هل ثبت سؤال الله تعالى جبريل عليه السلام عن أداء الأمانة يعني القرآن؟

السؤال:


سمعت أخا ذات مرة يقول : بأن الله عزوجل يسأل جبريل عليه السلام عن اﻷمانة ؛ أمانة الدين يعني القرآن ، يقول له : ( يا جبريل أين اﻷمانة فيجيبه : أديتها لمحمد

فيسأل الله النبي صلى الله عليه وسلم فيجيب: أديتها للصحابة ، فيسأل الصحابة فيجيبون قبورنا تشهد علينا ، ويسألنا نحن كذلك . هذا اﻷخ ذكر هذا الحديث هكذا فهل هو صحيح معنى ولفظا ؟


الجواب :

الحمد لله

هذا الكلام المذكور لم نجد له أصلا في كتب الحديث ولا غيرها ، ولا نعلم أحدا من أهل العلم ذكره

فلا يجوز أن ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما ثبت عنه

وصححه أهل العلم

أما شيء يذكره الناس ، ولا يوجد له أصل عند العلماء :

فهذا من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو من أكبر الكبائر .

ولا شك أن جبريل عليه السلام أدى الأمانة ، وأداها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأداها أصحابه من بعده رضي الله عنهم ، وهي رسالة الإسلام

وما أنزله الله من الوحي من القرآن والسنة ؛ لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور .

أما جبريل عليه السلام : فسماه الله أمينا ، فقال تعالى :

( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) الشعراء/ 193 – 195 .

أما النبي صلى الله عليه وسلم : فقال :

( أَلاَ تَأْمَنُونِي وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ، يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً؟!) .

رواه البخاري (4351) ، ومسلم (1064) .

وقال أيضا :

( تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ: كِتَابُ اللهِ ، وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي ، فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟ ) قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ

فَقَالَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ، يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْكُتُهَا إِلَى النَّاسِ: (اللهُمَّ، اشْهَدْ، اللهُمَّ ، اشْهَدْ) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ".

رواه مسلم (1218)

وقال أيضا - صلى الله عليه وسلم -
:
(مَا بَقِيَ شَيْءٌ يُقَرِّبُ مِنَ الْجَنَّةِ، ويُبَاعِدُ مِنَ النَّارِ، إِلَّا وَقَدْ بُيِّنَ لَكُمْ ) .

روى الطبراني في " الكبير " (1647) ، وصححه الألباني في " الصحيحة " (1803)

أما الصحابة رضي الله عنهم :

فنشهد أنهم قد أدوا الأمانة ، وبلغوا الدين للناس ، وما تركوا شيئا أمر النبي صلى الله عليه وسلم به ، أو نهى عنه ، إلا وبينوه للناس .

وقد روى البخاري (4487) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ القِيَامَةِ ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: هَلْ بَلَّغْتَ؟ ، فَيَقُولُ: نَعَمْ

فَيُقَالُ لِأُمَّتِهِ: هَلْ بَلَّغَكُمْ ؟ ، فَيَقُولُونَ: مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ، فَيَقُولُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ ، فَتَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغ َ: (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ :

(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) البقرة/ 143 .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-08-19, 17:42   رقم المشاركة : 137
معلومات العضو
عبدالرحمان المهاجر
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2018-08-24, 06:01   رقم المشاركة : 138
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمان المهاجر مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك
و جزاك الله عني كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-24, 06:03   رقم المشاركة : 139
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




حديث لا أصل له في بيان محبة الله تعالى لتوبة عبده .

السؤال:

ما صحة هذا الحديث : ( أوحى الله إلى داود عليه السلام فقال: يا داود لو يعلم المدبرون عني انتظاري لهم ، ورفقي بهم ، وشوقي إلى ترك معاصيهم لماتوا شوقا إلي ـولتقطعت أوصالهم لمحبتي

يا داود هذه إرادتي بالمدبرين عني فكيف بالمقبلين علي ؟ ) ؟


الجواب:

الحمد لله

هذا الكلام لا نعلم له أصلا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم نقف عليه ـ أيضا ـ في كلام أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .

وإنما هو كلام يذكره بعض من ألّف في الوعظ ، غير منسوب لأحد من السلف ، وهذا الباب يترخص فيه العلماء بذكر مثل هذه الآثار ، والتي - عادة - ينقلونها عن أهل الكتاب .

فذكره ابن القيم رحمه الله في "روضة المحبين" (ص 438) ، وصدره بقوله : " وقيل: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام ... " فذكره .

وتصديره بهذه الصيغة (قيل) ، مُشْعِر بأنه لا يعلم له أصلا يعتمد عليه فيذكره .

وكذا ذكره ابن الجوزي رحمه الله في "التبصرة" (1/34) ، و "المنثور" (ص3)، والغزالي رحمه الله في "الإحياء" (4/326)، والقشيري رحمه الله في "رسالته" (2/499) وصدره أيضا بقوله : " وقيل: " .

ولم يذكره - فيما نعلم - أحد من أهل الحديث ، لا بسند ضعيف ولا غيره .

فعُلم بذلك أنه لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يجوز أن ينسب إليه .

كما لا يجوز القطع بنسبته إلى الله تعالى أنه أوحى إلى داود عليه السلام بذلك ؛ وإنما غاية مثل ذلك : أن يذكر من باب الاعتبار ، والموعظة .

ويغني عنه حديثان صحيحان:

أولهما : بشأن المدبرين وحضهم على التوبة ، وهو ما رواه البخاري (6308) ،ومسلم (2744) - واللفظ له - عن ابن مسعود قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

يَقُولُ: ( لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ، مِنْ رَجُلٍ فِي أَرْضٍ دَوِّيَّةٍ مَهْلِكَةٍ، مَعَهُ رَاحِلَتُهُ، عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَنَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ، فَطَلَبَهَا حَتَّى أَدْرَكَهُ الْعَطَشُ، ثُمَّ

قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِيَ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ، فَأَنَامُ حَتَّى أَمُوتَ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى سَاعِدِهِ لِيَمُوتَ، فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْدَهُ رَاحِلَتُهُ وَعَلَيْهَا زَادُهُ وَطَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَاللهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ مِنْ هَذَا بِرَاحِلَتِهِ وَزَادِهِ ).

ثانيهما : بشأن المقبلين ، وهو ما رواه البخاري في صحيحه (6502) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ قَالَ : مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ

وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ

وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا ، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ) .

وفيما ثبت وصح الغنية والكفاية عما لا يعرف له أصل .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-24, 06:08   رقم المشاركة : 140
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل ثبت أن أبا بكر رضي الله عنه كان يتعاهد عجوزا بالمدينة ، يقوم على خدمتها ، وهو خليفة المسلمين ؟

السؤال:

لقد قرأت من بعض الكتب قصة أبي بكر رضي الله عنه مع المرأة العجوز، والذي كان يذهب إلي بيتها بعد صلاة الفجر من كل يوم ليقضي حاجتها، وحينما أردت أن أنقل هذه القصة لأصدقائي، سألني أحد الأصدقاء: ما مصدر هذه القصة ؟

ولم أعرف مصدرها حتي الذين يتكلمون عن هذه القصة لم يذكروا مصدر هذه القصة . فما مصدر هذه القصة أم أنها قصة لا أساس لها من الصحة كما يقول البعض ؟


الجواب :


الحمد لله

ينقل بعض الناس قصة مفادها أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يخرج كل صباح إلي خيمة في ضواحي المدينة ، فيدخل على عجوز عمياء كسيرة من الرعية ، فيكنس بيتها، ويصنع طعامها، ويحلب شياهها .

فإذا انتهى رجع إلى المدينة ، فأخذ عمر يتفقد أبا بكر كل صباح أين يذهب ؟

وذات مرة دخل عليها عمر بعد أن خرج أبو بكر .

فقال للمرأة : من أنت؟

قالت : أنا امرأة عمياء كسيرة ، مات زوجي منذ زمن ، ومالنا من عائل بعد الله ، إلا هذا الرجل الذي يدخل علينا
.
قال : أتعرفينه ؟

قالت : لا والله ما أعرفه .

قال : ماذا يفعل ؟

قالت : يكنس البيت ، ويحلب شياهنا ، ويصنع طعامنا.

فجلس عمر رضي الله عنه يبكي ".

فهذه القصة لم نجد لها أصلا بهذا التمام ، ولا نعلم أحدا من أهل العلم ذكرها في مناقب الصديق رضي الله عنه .

وقد رويت هذه القصة على وجه آخر ، فروى الحافظ ابن عساكر في "تاريخه" (30/ 322) من طريق رشدين عن الحجاج بن شداد عن أبي صالح الغفاري :

أن عمر بن الخطاب كان يتعاهد عجوزا كبيرة عمياء في بعض حواشي المدينة من الليل ، فيستقي لها ويقوم بأمرها، فكان إذا جاءها وجد غيره قد سبقه إليها، فأصلح ما أرادت، فجاءها غير مرة كيلا يسبق إليها

فرصده عمر، فإذا هو بأبي بكر الصديق الذي يأتيها، وهو يومئذ خليفة ، فقال عمر : " أنت هو لعمري " .

وهذا إسناد ضعيف جدا .

- أبو صالح الغفاري لم يسمع من أبي بكر الصديق ولا من عمر رضي الله عنهما، قال ابن يونس: يروي عن أبي هريرة ، وهُبَيْب بن مُغْفِل، وروايته عن علي مرسلة، وما أظنه سمع منه
.
"تهذيب التهذيب" (4/ 59) .

فإذا كان لم يسمع من عليّ ، فانتفاء سماعه من أبي بكر وعمر أولى .

- حجاج بن شداد مجهول ، قال ابن القطان: لا يعرف حاله.

"تهذيب التهذيب" (2/ 202)

- رشدين بن سعد ضعيف الحديث جدا :

ضعفه الإمام أحمد ، وابن سعد ، وأبو داود ، وابن قانع ، والدارقطني ، وعمرو بن علي ، وأبو زرعة ، وغيره

وقال أبو حاتم: منكر الحديث ، وفيه غفلة ، ويحدث بالمناكير عن الثقات

. وقال النسائي: متروك الحديث لا يكتب حديثه .

"تهذيب التهذيب" (3 /240-241)

"ميزان الاعتدال" (2/49) .

وقد روى ابن سعد في "الطبقات" (3/ 138) (30/324) عن محمد بن عمر ، بأسانيده : " أن أبا بكر رضي الله عنه كَانَ يَحْلُبُ لِلْحَيِّ أَغْنَامَهُمْ

فَلَمَّا بُويِعَ لَهُ بِالْخِلافَةِ ، قَالَتْ جَارِيَةٌ مِنَ الْحَيِّ: الآنَ لا تُحْلَب لَنَا مَنَائِحَ دَارِنَا. فَسَمِعَهَا أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: بَلَى لَعَمْرِي ، لأَحْلُبَنَّهَا لَكُمْ ، وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ لا يُغَيِّرُنِي مَا دَخَلْتُ فِيهِ عَنْ خُلُقٍ كُنْتُ عَلَيْهِ.

فَكَانَ يَحْلُبُ لَهُمْ ، فَرُبَّمَا قَالَ لِلْجَارِيَةِ مِنَ الْحَيِّ: يَا جَارِيَةُ أَتُحِبِّينَ أَنْ أُرْغِيَ لَكِ أَوْ أُصَرِّحَ؟ فَرُبَّمَا قَالَتْ: أَرْغِ. وَرُبَّمَا قَالَتْ: صَرِّحْ. فَأَيّ ذَلِكَ قَالَتْ فَعَلَ " .

وهذه القصة أيضا ضعيفة لا تثبت ؛ محمد بن عمر هو الواقدي ، كذبه الإمام أحمد وغيره ، وقال أبو داود : لا أكتب حديثه ، ولا أحدث عنه ، ما أشك أنه كان يفتعل الحديث ، وقال بُندار : ما رأيت أكذب منه.

وقال إسحاق بن راهويه هو عندي ممن يضع الحديث .

راجع : "تهذيب التهذيب" (9 /323-326) .

والحاصل :

أننا لم نقف على القصة المذكورة ، ولا ما يشبهها ، من وجه مقبول ، يسوغ نشرها ، أو تداولها .

وفضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه الثابتة عنه أفضل مما ورد في هذه القصة وأعلى .

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-24, 06:16   رقم المشاركة : 141
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن الحسن بن عليّ أنه يموت مسموما ، وعن أخيه الحسين أنه يموت مذبوحا ؟

السؤال:

سمعت من أحد الشيعة أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقبل عنق الحسين ، ويقول له : ستموت مذبوحا ، وكان يقبل فم الحسن ، ويقول له : ستموت مسموما رضي الله عنهم

فهل ورد هذا عندنا في الإسلام ، وهل ثبت أن الذين قتلوهم في النار أم لم يثبت ؟


الجواب:


الحمد لله

أولا :

الحسن والحسين رضي الله عنهما ، سيدا شباب أهل الجنة ، وحبهما من الإيمان ، وبغضهما من النفاق ، وقد كانا من أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

والأحاديث الصحيحة في فضلهما وعلو منزلتهما ومكانتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة مشهورة .

وكان صلى الله عليه وسلم يقربهما ويداعبهما ويقبلهما .

روى مسلم (2318) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : " أَنَّ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ أَبْصَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ الْحَسَنَ ، فَقَالَ : إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ وَاحِدًا مِنْهُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ) " .

وروى أحمد (9673) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: " خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ هَذَا عَلَى عَاتِقِهِ ، وَهَذَا عَلَى عَاتِقِهِ ، وَهُوَ يَلْثِمُ هَذَا مَرَّةً

وهَذَا مَرَّةً - يعني يقبّل - حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّكَ تُحِبُّهُمَا، فَقَالَ: ( مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي ) " وحسنه محققو المسند .

ثانيا :

اشتهر عند أهل التاريخ أن الحسن رضي الله عنه مات مسموما ، والراجح أنه مات كما يموت الناس بغير سم ولا غيره

أما الحسين رضي الله عنه : فقتل شهيدا بكربلاء .

ثالثا :

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بمقتل الحسين رضي الله عنه ، فروى أحمد (26524) عَنْ عَائِشَةَ ، أَوْ أُمِّ سَلَمَةَ : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِإِحْدَاهُمَا

: ( لَقَدْ دَخَلَ عَلَيَّ الْبَيْتَ مَلَكٌ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيَّ قَبْلَهَا، فَقَالَ لِي: إِنَّ ابْنَكَ هَذَا حُسَيْنٌ مَقْتُولٌ ، وَإِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ مِنْ تُرْبَةِ الْأَرْضِ الَّتِي يُقْتَلُ بِهَا ) قَالَ: ( فَأَخْرَجَ تُرْبَةً حَمْرَاءَ ) " وحسنه محققو المسند ، وله شواهد متعددة .

وانظر : "السلسلة الصحيحة" للشيخ الألباني (821)، (822)، (1171) .

ولا يثبت في قتل الحسين إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عنه ، ولم نقف على شيء ورد في شأن قاتله ، إلا ما ذكره السخاوي رحمه الله في "المقاصد الحسنة" (ص 483) فقال :
" حديث : ( قَاتِلُ الْحُسَيْنِ فِي تَابُوتٍ مِنْ نَارٍ، عليه نصف عذاب أهل الدنيا ) .
قال شيخنا - يعني الحافظ ابن حجر -: " قد ورد عن علي رفعه من طريق واهٍ " انتهى .

والذين تولوا قتله رضي الله عنه أو أعانوا عليه أو رضوا به : هم من أهل الفساد والظلم والعدوان ، وأمرهم إلى الله تعالى ، يحكم فيهم يوم القيامة بما يشاء

ونحن نبرأ إلى الله من ذلك ، ونشهد الله على محبة الحسن والحسين وأبيهما وأمهما رضي الله عنهم أجمعين .

وأما ما ذكره السائل من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل عنق الحسين ويقول له " ستموت مذبوحا " وكان يقبل فم الحسن ويقول له " ستموت مسموما " : فلم نجد له أصلا ، والظاهر أنه من افتراءات الرافضة وأكاذيبهم

فإنهم من أكذب الناس وأشدهم افتراء .

وقد سبق أن ذكرنا أن الحسن رضي الله عنه مات كما يموت غيره من الناس ، وما يروى في سمه لا يثبت منه شيء .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" اتَّفَقَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالنَّقْلِ ، وَالرِّوَايَةِ ، وَالْإِسْنَادِ عَلَى أَنَّ الرَّافِضَةَ أَكْذَبُ الطَّوَائِفِ ، وَالْكَذِبُ فِيهِمْ قَدِيمٌ ، وَلِهَذَا كَانَ أَئِمَّةُ الْإِسْلَامِ يَعْلَمُونَ امْتِيَازَهُمْ بِكَثْرَةِ الْكَذِبِ " .

انتهى من "منهاج السنة النبوية" (1/ 59) .

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-24, 06:22   رقم المشاركة : 142
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل ثبت أن صوم رمضان بالمدينة يعدل صوم سبعين رمضانا في غيرها ؟

السؤال :

هل صحيح أن رمضاناً واحداً في المدينة المنورة يعدل سبعين رمضاناً في غيرها من المدن؟


الجواب :

الحمد لله

أولا :

روى البيهقي في "الشعب" (3852) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ بِالْمَدِينَةِ كَصِيَامِ أَلْفِ شَهْرٍ فِيمَا سِوَاهُ ، وَصَلَاةُ الْجُمُعَةِ بِالْمَدِينَةِ كَأَلْفٍ فِيمَا سِوَاهُ ) .

قال البيهقي عقبه: " هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ بِمَرَّةٍ " .

ورواه الطبراني في "الكبير" (1144) من حديث بلال بن الحارث

قال الذهبي:

" هذا باطل، والإسناد مظلم

"انتهى من "ميزان الاعتدال" (2/ 473) .

ورواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/87)

من طريق الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ عَنْ نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ به مرفوعا .

والقاسم بن عبد الله : كذبه أحمد وابن معين .

انظر "ميزان الاعتدال" (3/371) .

وكثير بن عبد الله :

قال الشافعي وأبو داود: ركن من أركان الكذب .

"ميزان الاعتدال" (3/ 407) .

وأورد الشيخ الألباني هذا الحديث في "الضعيفة" (831)

وقال : " باطل " .

أما حديث : (رمضان بالمدينة يعدل سبعين رمضانا في غيرها) فلم نجد أحدا رواه بهذا اللفظ،

ولكن ذكره الشيخ عطية سالم رحمه الله في "شرح الأربعين النووية" (79/ 5)

بترقيم الشاملة ، فقال : " جاء في حديث ضعيف مذكور في أعذب الموارد: ... " فذكره .

وروى ابن ماجة (3117) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ بِمَكَّةَ، فَصَامَهُ، وَقَامَ مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ لَهُ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ شَهْرِ رَمَضَانَ، فِيمَا سِوَاهَا،

وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ، بِكُلِّ يَوْمٍ عِتْقَ رَقَبَةٍ، وَكُلِّ لَيْلَةٍ عِتْقَ رَقَبَةٍ، وَكُلِّ يَوْمٍ حُمْلَانَ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَفِي كُلِّ يَوْمٍ حَسَنَةً، وَفِي كُلِّ لَيْلَةٍ حَسَنَةً) .

قال الألباني في "ضعيف ابن ماجة" : " موضوع " .

ثانيا :

سبق في جواب السؤال رقم : (38213) أن الحسنات والسيئات تتضاعف في الزمان والمكان الفاضلين ، وأن مضاعفة الحسنة مضاعفة بالكم والكيف ، وأما السيئة فمضاعفتها بالكيف فقط .

فصيام رمضان بمكة أو المدينة له أجر مضاعف عن صيامه في غيرهما من البلدان لشرف المكان .

ولكن لا يقال إنه أفضل من الصيام في غير مكة والمدينة بسبعين ضعفا أو ألف ضعف أو أكثر من ذلك أو أقل ؛ لأن هذا الحدّ من التضعيف والتفضيل يحتاج إلى خبر صحيح .

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

" الأدلة الشرعية على أن الحسنات تضاعف في الزمان الفاضل والمكان الفاضل مثل رمضان وعشر ذي الحجة، والمكان الفاضل كالحرمين فإن الحسنات تضاعف في مكة والمدينة مضاعفة كبيرة

وقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في ما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجدي هذا )

رواه أحمد وابن حبان بإسناد صحيح.

وبقية الأعمال الصالحة تضاعف، ولكن لم يرد فيها حد محدود إنما جاء الحد والبيان في الصلاة ، أما بقية الأعمال كالصوم والأذكار وقراءة القرآن والصدقات

فلا أعلم فيها نصا ثابتا يدل على تضعيف محدد، وإنما فيها في الجملة ما يدل على مضاعفة الأجر وليس فيها حد محدود "

انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (3/ 388) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" تضعيف الأعمال بعدد معين توقيفي ، يحتاج إلى دليل خاص ولا مجال للقياس فيه ، فإن قام دليل صحيح في تضعيف بقية الأعمال أخذ به ، ولكن لا ريب أن للمكان الفاضل والزمان أثراً في تضعيف الثواب

كما قال العلماء ـ رحمهم الله ـ: إن الحسنات تضاعف في الزمان والمكان الفاضل ، لكن تخصيص التضعيف بقدر معين يحتاج إلى دليل خاص " .

انتهى من "الشرح الممتع" (6/ 514) .

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-24, 06:28   رقم المشاركة : 143
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

حديث منكر في الفتن ، في ظهور قوم على الناس ، شعورهم مرخاة كشعور النساء .

السؤال:

ما صحة الحديث التالي : عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : " إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ فَالْزَمُوا الأَرْضَ فَلا تُحَرِّكُوا أَيْدِيَكُمْ ، وَلا أَرْجُلَكُمْ ، ثُمَّ يَظْهَرُ قَوْمٌ ضُعَفَاءُ لا يُؤْبَهُ لَهُمْ ، قُلُوبُهُمْ كَزُبَرِ الْحَدِيدِ ،

هُمْ أَصْحَابُ الدَّوْلَةِ ، لا يَفُونَ بِعَهْدٍ وَلا مِيثَاقٍ ، يَدْعُونَ إِلَى الْحَقِّ وَلَيْسُوا مِنْ أَهْلِهِ ، أَسْمَاؤُهُمُ الْكُنَى ، وَنِسْبَتُهُمُ الْقُرَى ، وَشُعُورُهُمْ مُرْخَاةٌ كَشُعُورِ النِّسَاءِ ، حَتَّى يَخْتَلِفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ ، ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْحَقَّ مَنْ يَشَاءُ " ؟

وهل ينطبق الحديث على عصرنا الحالي ؟


الجواب:

الحمد لله


هذا الحديث رواه نعيم بن حماد رحمه الله في " كتاب الفتن " (573) قال :

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ، وَرِشْدِينُ ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ ، عَنْ أَبِي رُومَانَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : " إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ فَالْزَمُوا الْأَرْضَ فَلَا تُحَرِّكُوا أَيْدِيَكُمْ

وَلَا أَرْجُلَكُمْ ، ثُمَّ يَظْهَرُ قَوْمٌ ضُعَفَاءُ لَا يُؤْبَهُ لَهُمْ ، قُلُوبُهُمْ كَزُبَرِ الْحَدِيدِ ، هُمْ أَصْحَابُ الدَّوْلَةِ ، لَا يَفُونَ بِعَهْدٍ وَلَا مِيثَاقٍ ، يَدْعُونَ إِلَى الْحَقِّ وَلَيْسُوا مِنْ أَهْلِهِ ، أَسْمَاؤُهُمُ الْكُنَى ، وَنِسْبَتُهُمُ الْقُرَى

وَشُعُورُهُمْ مُرْخَاةٌ كَشُعُورِ النِّسَاءِ ، حَتَّى يَخْتَلِفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ ، ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْحَقَّ مَنْ يَشَاءُ " .

وهذا إسناد ضعيف جدا ، فيه علل :

أولا : أبو رومان مجهول ، لم نجد له ترجمة إلا قول ابن منده في " الكنى " (ص 328) :

" أَبُو رُومَان : حدث عَن : عَليّ بن أبي طَالب فِي الْفِتَن . روى حَدِيثه : عبد الله بن لَهِيعَة ، عَن أبي قبيل عَن أبي رُومَان " انتهى .

ثانيا : ابن لهيعة ، واسمه عبد الله بن لهيعة بن عقبة : اختلط في آخر عمره ، فضعفه جماعة من العلماء من أجل ذلك ، إلا من عُلم أنه أخذ منه قبل الاختلاط ، وهو مع ذلك مدلس .

انظر : " التهذيب " (5/327-331) ، و" ميزان الاعتدال " (2/475-484) .

ثالثا : نعيم بن حماد - صاحب الكتاب - : له مناكير ، حتى قال فيه النسائي : ليس بثقة .

" تهذيب التهذيب " (10/ 461) .

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :

" وَنُعَيْمٌ هَذَا وَإِنْ كَانَ وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ ، فَإِنَّ أَئِمَّةَ الْحَدِيثِ كَانُوا يُحْسِنُونَ بِهِ الظَّنَّ ، لِصَلَابَتِهِ فِي السُّنَّةِ ، وَتَشَدُّدِهِ فِي الرَّدِّ عَلَى أَهْلِ الْأَهْوَاءِ ، وَكَانُوا يَنْسُبُونَهُ إِلَى أَنَّهُ يهِمُ

وَيُشَبَّهُ عَلَيْهِ فِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ ، فَلَمَّا كَثُرَ عُثُورُهُمْ عَلَى مَنَاكِيرِهِ ، حَكَمُوا عَلَيْهِ بِالضَّعْفِ ، فَرَوَى صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ عَنِ ابْنِ مُعِينٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْهُ فَقَالَ : لَيْسَ بِشَيْءٍ ، وَلَكِنَّهُ صَاحِبُ سُنَّةٍ

قَالَ صَالِحٌ : وَكَانَ يُحَدِّثُ مِنْ حَفْظِهِ ، وَعِنْدَهُ مَنَاكِيرُ كَثِيرَةٌ لَا يُتَابَعُ عَلَيْهَا . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ : يَصِلُ أَحَادِيثَ يُوقِفُهَا النَّاسُ ، يَعْنِي أَنَّهُ يَرْفَعُ الْمَوْقُوفَاتِ ، وَقَالَ أَبُو عَرُوبَةَ الْحَرَّانِيُّ : هُوَ مُظْلِمُ الْأَمْرِ

وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ : رَوَى أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ عَنِ الثِّقَاتِ ، وَنَسَبَهُ آخَرُونَ إِلَى أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ "

انتهى من " جامع العلوم والحكم " (2/394) .

وقال الذهبي رحمه الله :

" لا يجوز لأحد أن يحتج به ، وقد صنف كتاب " الفتن " ، فأتى فيه بعجائب ومناكير "

انتهى من " سير أعلام النبلاء " (10 /609) .

رابعا : الوليد بن مسلم كان يدلس شر أنواع التدليس ، وهو تدليس التسوية .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في " طبقات المدلسين " (ص 51)

" موصوف بالتدليس الشديد " .

وقال أبو زرعة العراقي رحمه الله في " المدلسين " (ص 99) : " مشهور بالتدليس مكثر منه ، ويعاني تدليس التسوية أيضاً " انتهى بمعناه ، وذكر السخاوي في " فتح المغيث " (1/227) : أنه كان يدلس تدليس التسوية .

وقد تابعه رشدين بن سعد ، وهو ضعيف ، قال ابن معين : ليس بشيء ، وقال النسائي : متروك ، وقال الجوزجاني : عنده مناكير كثيرة . "

ميزان الاعتدال " (2/49) .

ويحتمل أن يكون الوليد أخذه عنه ، فلا تصلح متابعته له .

فإذا اجتمعت كل هذه العلل ، فإنها تدل على أن هذا الحديث شديد الضعف .

وإذا كان الأمر كذلك ، فلا يصح أن يُشتغل بمعناه ، ولا بتنزيله على واقعنا الحالي .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-28, 19:42   رقم المشاركة : 144
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




هل صح عن عليّ رضي الله عنه أنه قال : " إذا دمعت عين أنثى بسبب ظلم رجل لعنته الملائكة بكل خطوة يخطوها " ؟

السؤال:

ما صحة هذا الأثر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " إذا دمعت عين أنثى بظلم بسبب رجل ، تلعنه الملائكة بكل خطوة يخطوها " ؟

وهل ورد في القرآن والسنة ما يدل على أنّ اللعنة ستحل بأي رجل يكون سبباً في بكاء امرأة ؟


الجواب :


الحمد لله

لا نعلم لهذا الكلام أصلا عن عليّ أو عن غيره من الصحابة رضي الله عنهم ، وإنما ينسبه إليه بعض المتأخرين من هؤلاء الرافضة الذين هم من أكذب خلق الله .

ولا يُعلم عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم أنه كُذب عليه مثل ما كُذب على علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

قَال الشعبي رحمه الله :

" مَا كذب عَلَى أحد من هذه الأمة ما كذب عَلَى عَلِيّ "

انتهى من "الكامل" (2/451) .

وقال أبو بكر بن عياش :

سمعت مغيرة يقول : " لم يصدق في الحديث على علي إلا أصحاب ابن مسعود "

انتهى من "ميزان الاعتدال" (2/352) .

كما لا نعلم في نصوص الشرع : ما يدل على أنّ اللعنة تحل بمن يكون سبباً في بكاء امرأة ظلما ، ولكن جاءت نصوص الشرع بالوصية بالمرأة ، ومراعاة حقها ، وعدم ظلمها ، وحسن صحبتها .

وينظر للفائدة في جواب السؤالين القادم

كما جاءت بالترهيب من الظلم ، وأن الظلم ظلمات يوم القيامة ، وأن الله تعالى وعد بنصرة المظلوم واستجابة دعائه ، وهذا في الذكر والأنثى ، والصغير والكبير ، والحر والعبد ، على السواء .

وينظر جواب السؤال الثالث القادم

فهذا الكلام لا يجوز أن ينسب إلى علي بن أبي طالب ، أو غيره من الصحابة رضي الله عنهم ، فإنه لا أصل له عن أحد منهم - فيما نعلم .

وجائز أن يكون بكاء المرأة بحق ، كأن تكون شابة أساءت فيؤدبها أبوها أو أخوها ، أو زوجة ناشزا فيؤدبها زوجها ، فليس مجرد حصول البكاء من المرأة مؤذنا بالعقوبة ، فضلا عن اللعن .

وينظر للفائدة جواب السؤال الرابع القادم

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-28, 19:46   رقم المشاركة : 145
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث ( لا يهين المرأة إلا اللئيم ) لا يثبت

السؤال


هل هذا الحديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا أدري بالضبط صيغة الحديث ، ما أعرفه أنه هكذا : الحديث ( لا يكرم المرأة إلا الكريم , ولا يهين المرأة إلا اللئيم , ولا يغلبن إلا الكريم ,

ولا يغلبهن إلا اللئيم ، وأنا أريد أن أكون - أي رسول الله صلى الله عليه وسلم - مغلوبا أي كريما ، وليس غالبا أي لئيما )


الجواب


الحمد لله

لا نَعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال مثل هذا الكلام بهذا اللفظ ، ولا عن أحد من أصحابه أو التابعين ، وإنما يُروَى في ذلك شيءٌ قريب من اللفظ المذكور

ولكنه أيضا لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا بيان ذلك :

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي ، ما أكرم النساء إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم )

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/313) وعنه ابن أخيه في "الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين" (109)

وهذا سند ابن عساكر :

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أخبرني القاضي أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي العجائز ، حدثني أبي ، وأخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد

أنا جدي أبو عبد الله ، أنا مسدد بن عبد الله الحمصي قالا : نا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف بن يعقوب الربعي ، نا أبو بكر وأبو القاسم محمد وعامر ابنا خريم بن محمد

قالا نا أبو عبد الغني الحسن بن علي بن عيسى الأزدي ، نا عبد الرزاق بن همام ، أنا إبراهيم بن محمد الأسلمي ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة بن خالد ، عن علي بن أبي طالب به .

يقول الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (845) :

" موضوع . وهذا إسناد واهٍ بِمَرَّة ، وفيه علل :

1 - داود بن الحصين ثقة إلا في عكرمة كما قال الحافظ في "التقريب" ، ومستنده قول ابن المديني : " ما رواه عن عكرمة فمنكر " . وكذا قال أبو داود .

2- إبراهيم الأسلمي : كذاب كما قال يحيى القطان وابن معين وابن المديني ، وروى أبو زرعة في " تاريخ دمشق " (34/1) بسند صحيح عن يحيى بن سعيد قال : " لم يُترك إبراهيم بن أبي يحيى للقدر

وإنما للكذب " وقال ابن حبان (1/92) : " كان يرى القدر ويذهب إلى كلام جهم ، ويكذب مع ذلك في الحديث "

3- أبو عبد الغني الأزدي : متهم بالوضع ، وفي ترجمته ساق ابن عساكر هذا الحديث ، وقال فيها : " وكان ضعيفا " . ثم روى عن أبي نعيم أنه قال : " حدث عن مالك أحاديث موضوعة " .

وكذا قال الحاكم ، ثم تعقب ابن عساكر أبا نعيم بقوله : " ولا أعلم روى عن مالك ولا أدركه "

قلت – القائل هو الشيخ الألباني رحمه الله - :

وهو إنما يروي عن مالك بواسطة عبد الرزاق ، وقد ساق له الدارقطني من هذا الوجه حديثا وقال : " باطل ، وضعه أبو عبد الغني على عبد الرزاق " وكذا رواه ابن عساكر في ترجمته

لكن قد ساق له ابن حبان (1/235) حديثا آخر ، صرح فيه بقوله : " حدثنا مالك " فهو من أكاذيبه عليه . وقال ابن حبان : يضع الحديث على الثقات ، لا تحل الرواية عنه بحال " " انتهى باختصار .

وفيما ورد في إكرام النساء والإحسان إليهن من الأحاديث الصحيحة الكثيرة غُنيةٌ عن هذا الحديث المنكر ، وهي – بلا شك – أبلغ عبارة وأوفى بيانا وأعظم أثرا من كل مروي ضعيف أو مكذوب :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ) رواه البخاري (3331) ومسلم (1468)

وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي ) رواه الترمذي (3895) وصححه الألباني في صحيح الترمذي وفي "السلسلة الصحيحة" (1174)

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ ) رواه أحمد (2/439) وحسنه النووي في "رياض الصالحين" (146)

ومحققو مسند أحمد ، والشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1015)

يقول المناوي في "فيض القدير" (1/166) في شرح الحديث الأخير :

" بأن تعاملوهما برفق وشفقة ، ولا تكلفوهما ما لا يطيقانه ، ولا تقصروا في حقهما الواجب والمندوب ، وَوَصَفَهُمَا بالضعف استعطافا وزيادة في التحذير والتنفير

فإن الإنسان كلما كان أضعف كانت عناية الله به أتم ، وانتقامه من ظالمه أشد " انتهى .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-28, 19:48   رقم المشاركة : 146
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث مكذوب في التحذير من إغضاب الزوج لزوجته

السؤال :

هل الحديث التالي ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم : (فوالله لو أغضب زوجٌ زوجتَه وقفَّى عنها راحلا ، تاركا إياها حزينة ، فإن الله يكتب له في كل خطوة لعنة

ويبعد عنه رزقه ، ويقلل من عافيته ، ويكتب له من كل دمعة من عينيها ألف جمرة في كل ليلة ، نصفها في الدنيا ، والنصف الآخر في الآخرة)؟


الجواب :

الحمد لله

ليس هذا بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما هو من الأكاذيب التي لا أصل لها ، والتي ينقلها بعض أهل البدع وبعض عوام الناس الذين لا يعون مدى خطورة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم

وواضح جداً ما في هذا الكلام من المبالغة الشديدة في ترتيب عقوبة معينة على فعل لا يستحق كل ذلك .

ومن أراد أن يأمر الرجل بالإحسان إلى امرأته ، وينهاه عن ظلمها فعنده من الأحاديث الصحيحة ما يغني عن هذا الكذب .

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا) رواه البخاري (3331) ومسلم (1468) .

وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي) رواه الترمذي (3895) وقال : حسن غريب صحيح ، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1174) .

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ : الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ) رواه أحمد (2/439) وحسنه النووي في "رياض الصالحين" (146)

ومحققو مسند أحمد ، والشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1015) .

ومعنى الحديث: اللهم اشهد أني أضيق على الناس وأشدد عليهم في تضييع حق اليتيم والمرأة.

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-28, 19:50   رقم المشاركة : 147
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل المساواة في الظلم عدل؟

السؤال:

تنتشر مقولة تقول بأن المساواة في الظلم عدل ، وبعضهم ينسبها إلي الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ، وبعضهم يتعامل بها كأنها أساس وقاعدة لا يمكن تغييرها ؛ فما حكم الدين أو ما مدى صحة هذه المقولة ؟

الجواب :

الحمد لله

قول من يقول من الناس: ( المساواة في الظلم عدل ) قول باطل ، بعيد عن شرع الله ودينه بعد المشرقين ، وحاشا رسول الله أن ينطق بمثل ذلك القول ، وإنما الذي قاله النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

ورواه عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ : ( يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظَالَمُوا ) رواه مسلم (2577) .

ونصوص الشرع المتواترة المتكاثرة على التحذير من الظلم ، وبيان سوء عاقبته أكثر من أن نذكرها هنا .

إن هذه الكلمة الباطلة الظالمة تظهر أكثر ما تظهر فيمن له ولاية على الناس ، فتقول له : إذا ظلمت أحد رعيتك ، فأخذت ماله ، أو ضربت ظهره ، أو سجنته ..

فلا تقتصر على ظلم هذا وحده ، بل اجعل ظلمك عاما لأفراد رعيتك ، حتى تكون عادلا في توزيع الظلم عليهم !!

ومثل هذا لا يصلح أن يقوله إلا الجبارون والمعتدون على حقوق العباد !!

فأي عدل في هذا ، والله تعالى يقول : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) النحل/90

إن المساواة في الظلم : ظلمات ، بعضها فوق بعض !!

وبدلا من أن يلقى ربه بظلم رجل واحد ظلم ، أو عبد واحد اعتدى عليه : إذا به يريد أن يلقى ربه بظلم كل من أمكنه من العباد ، من أجل المساواة بينهم في ذلك !!

أليس هذا أشبه شيء بعمل المشركين ، حين يريدون أن يعملوا الظلم والفواحش ، ثم يدعون أن هذا من عند الله ، وأمره وشرعه .

قال الله تعالى : ( وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ * فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ) الأعراف/28-30

إن العدل : هو إعطاء كل ذي حق حقه، ووضع كل شيء في موضعه ؛ فأين هذا من الظلم، أو المساواة فيه؟

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-28, 19:56   رقم المشاركة : 148
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

ممارسة العنف مع المرأة ليس من شريعة الإسلام .

السؤال :

ماذا ورد في القرآن الكريم عن ممارسة العنف مع المرأة ؟


الجواب :

الحمد لله

ليس من شك عند أدنى منصف أن دين الإسلام هو دين الرحمة والعدل ، وأن من أبرز معالمه : أنه يدعو إلى مكارم الأخلاق ، وصالحها ، وينهى عن سيئها وسفسافها .

ويمكننا أن نشير إلى بعض المعالم الواردة في معاملة المرأة ، والعنف معها فيما يلي:

- قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ) النساء/19 .

كانت إحداهن في الجاهلية إذا مات زوجها، كان ابنه أو قريبُه أولى بها من غيره ، ومنها بنفسها ، إن شاء نكحها ، وإن شاء عضلها فمنعها من غيره ولم يزوّجها حتى تموت ، فحرّم الله تعالى ذلك على عباده .

انظر : "تفسير الطبري" (8 /104) .

- وقال تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ) النساء/19.

وهذا يشمل المعاشرة القولية والفعلية ، فعلى الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف ، من الصحبة الجميلة ، وكف الأذى ، وبذل الإحسان ، وحسن المعاملة .

"تفسير السعدي" (ص 172) .

- وقال تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم/ 21 .

فمن آيات الله الدالة على رحمته وعنايته بعباده وحكمته العظيمة وعلمه المحيط ، ( أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا )

تناسبكم وتناسبونهن وتشاكلكم وتشاكلونهن ( لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ) بما رتب على الزواج من الأسباب الجالبة للمودة والرحمة

المانعة من النفور؛ فحصل بالزوجة الاستمتاع واللذة والمنفعة بوجود الأولاد وتربيتهم ، والسكون إليها، فلا تجد بين أحد في الغالب ، مثل ما بين الزوجين من المودة والرحمة .

"تفسير السعدي" (ص 639) .

- لم يشرع الإسلام للرجل أن يمارس أي عنف مع المرأة ، سواء في حقوقها الشرعية التي ينشأ الالتزام بها من خلال عقد الزواج ، أو حال طلاقها والانفصال عنها .

وإنما شرع عند النشوز والعصيان الوعظ والتذكير ، فإن لم يؤثر ذلك شرع الهجر في المضاجع ، فإن لم يفلح ذلك في تقويمها : شرع الضرب الخفيف غير المبرح للتأديب

صيانة للأسرة من التفكك ، ورعاية لحق الأولاد ، وخوفا من الفتنة ، وفرارا من قطيعة الرحم وما قد يصحب الطلاق من آثار وخيمة وأضرار جسيمة .

ومعلوم أن العاقل يحتمل أدنى الضررين لتلافي أشدهما ، ويتطلب المنفعة الراجحة بتحمل المفسدة المرجوحة ، فيحتمل المريض مرارة الدواء وآلام العملية الجراحية رجاء الشفاء والعافية

قال الله تعالى : ( وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ) النساء/ 34 .

وروى مسلم (1218) عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع :

( اتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ فَإِنْ فَعَلْنَ ذلك فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غير مُبَرِّحٍ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" ضرب غير مبرح ، أي غير شديد ولا جارح لجسدها ، بل هو ضرب خفيف يحصل به التأديب "

انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (24/ 483) .

- بل حتى هذه الحال الطارئة ، مع التقييد السابق ذكره : ليس هو الخلق الفاضل ، ولا العمل المحبوب ، لما يخشى من أن يجر ذلك إلى التعدي

والزيادة عما رخص فيه الشرع .

روى أبو داود (2146) عَنْ إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَا تَضْرِبُوا إِمَاءَ اللَّهِ ) فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ذَئِرْنَ النِّسَاءُ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ -

يعني نشزن وتجرأن - فَرَخَّصَ فِي ضَرْبِهِنَّ، فَأَطَافَ بِآلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَقَدْ طَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ لَيْسَ أُولَئِكَ بِخِيَارِكُمْ ) .

وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .

( لَيْسَ أُولَئِكَ بِخِيَارِكُمْ ) أَيِ: الرِّجَالُ الَّذِينَ يَضْرِبُونَ نِسَاءهُمْ ضَرْبًا مُبَرِّحًا أَوْ مُطْلَقًا ، بَلْ خِيَارُكُمْ مَنْ لَا يَضْرِبُهُنَّ ، وَيَتَحَمَّلُ عَنْهُنَّ أَوْ يُؤَدِّبُهُنَّ وَلَا يَضْرِبُهُنَّ ضَرْبًا شَدِيدًا يُؤَدِّي إِلَى شِكَايَتِهِنَّ .

"مرقاة المفاتيح" (5/ 2127) .

- وروى البخاري (4942) ومسلم (2855) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ رضي الله عنه قَالَ : " خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ثُمَّ ذَكَرَ النِّسَاءَ فَوَعَظَ فِيهِنَّ ، ثُمَّ قَالَ: ( إِلَامَ يَجْلِدُ أَحَدُكُمُ امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ

وَلَعَلَّهُ يُضَاجِعُهَا مِنْ آخِرِ يَوْمِهِ ؟ ).

- وروى الترمذي (1162) وصححه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا ، وَخَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِنِسَائِهِمْ ) .

وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .

- وروى الترمذي أيضا (1163) وصححه عَنْ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ : " أَنَّهُ شَهِدَ حَجَّةَ الوَدَاعِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَذَكَّرَ، وَوَعَظَ ، فَذَكَرَ فِي الحَدِيثِ قِصَّةً

فَقَالَ : ( أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ ، لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئًا غَيْرَ ذَلِكَ ، إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ، فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي المَضَاجِعِ ، وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ

فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا، أَلَا إِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقًّا، وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا، فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ فَلَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ

وَلَا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ، أَلَا وَحَقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتِهِنَّ وَطَعَامِهِنَّ) .

وحسنه الألباني في "صحيح الترمذي" .

- وروى ابن ماجة (3678) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتِيمِ، وَالْمَرْأَةِ ) وحسنه الألباني في "صحيح ابن ماجة" .

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

" الواجب على الزوج أن يتقي الله ، ويراقب الله وأن يعاشر زوجته بالمعروف ، بالكلام الطيب والأسلوب الحسن ، لا يضرب ولا يقبح ، وأن يكون كلامه طيبا وفعله طيبا

هذا هو الواجب عليه ، لكن إذا عصت الزوجة وخالفت الأوامر ، له ضربها ضربا غير مبرح ضربا خفيفا ، قال الله تعالى: ( وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ )

هذا إذا خاف نشوزها وصارت تعصي عليه ، وتخالف أوامره ، له هجرها ووعظها ، والضرب يصير في الأخير، يعظها أولا، كأن يقول: يا بنت فلان خافي الله ، عليك بطاعة الزوج ، اتقي الله

راقبي الله ، اتركي هذا العمل ، أو يهجرها يوما أو يومين أو ثلاثة في المضجع ، لا بأس بهذا، فإذا ما نفع الهجر ولا نفع الكلام، له ضربها ضربا غير مبرح ضربا خفيفا، لا يكسر عظما،

ولا يجرح بدنها، إذا كان الهجر ما أجدى والموعظة ما نفعت ، أما كون الزوج عادته التأسد على الزوجة، والاكفهرار وسوء الكلام ، فهذا ليس من أخلاق المؤمن ، والواجب أن يكون الزوج خلقه طيبا مع زوجته

فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس أخلاقا مع أزواجه ، فالواجب على الزوج التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم ويكون طيب الخلق مع زوجته حسن المعاشرة "

انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (21/ 254-255) .

والله تعالى أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-31, 21:35   رقم المشاركة : 149
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




حديث منكر في الفتن ، في ظهور قوم على الناس ، شعورهم مرخاة كشعور النساء .

السؤال:

ما صحة الحديث التالي : عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : " إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ فَالْزَمُوا الأَرْضَ فَلا تُحَرِّكُوا أَيْدِيَكُمْ ، وَلا أَرْجُلَكُمْ ، ثُمَّ يَظْهَرُ قَوْمٌ ضُعَفَاءُ لا يُؤْبَهُ لَهُمْ

قُلُوبُهُمْ كَزُبَرِ الْحَدِيدِ ، هُمْ أَصْحَابُ الدَّوْلَةِ ، لا يَفُونَ بِعَهْدٍ وَلا مِيثَاقٍ ، يَدْعُونَ إِلَى الْحَقِّ وَلَيْسُوا مِنْ أَهْلِهِ ، أَسْمَاؤُهُمُ الْكُنَى ، وَنِسْبَتُهُمُ الْقُرَى ، وَشُعُورُهُمْ مُرْخَاةٌ كَشُعُورِ النِّسَاءِ ، حَتَّى يَخْتَلِفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ ، ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْحَقَّ مَنْ يَشَاءُ " ؟

وهل ينطبق الحديث على عصرنا الحالي ؟


الجواب:


الحمد لله

هذا الحديث رواه نعيم بن حماد رحمه الله في " كتاب الفتن " (573) قال :

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ، وَرِشْدِينُ ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ ، عَنْ أَبِي رُومَانَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : " إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ فَالْزَمُوا الْأَرْضَ فَلَا تُحَرِّكُوا أَيْدِيَكُمْ

وَلَا أَرْجُلَكُمْ ، ثُمَّ يَظْهَرُ قَوْمٌ ضُعَفَاءُ لَا يُؤْبَهُ لَهُمْ ، قُلُوبُهُمْ كَزُبَرِ الْحَدِيدِ ، هُمْ أَصْحَابُ الدَّوْلَةِ ، لَا يَفُونَ بِعَهْدٍ وَلَا مِيثَاقٍ ، يَدْعُونَ إِلَى الْحَقِّ وَلَيْسُوا مِنْ أَهْلِهِ ، أَسْمَاؤُهُمُ الْكُنَى

وَنِسْبَتُهُمُ الْقُرَى ، وَشُعُورُهُمْ مُرْخَاةٌ كَشُعُورِ النِّسَاءِ ، حَتَّى يَخْتَلِفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ ، ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْحَقَّ مَنْ يَشَاءُ " .

وهذا إسناد ضعيف جدا ، فيه علل :

أولا : أبو رومان مجهول ، لم نجد له ترجمة إلا قول ابن منده في " الكنى " (ص 328) :

" أَبُو رُومَان : حدث عَن : عَليّ بن أبي طَالب فِي الْفِتَن . روى حَدِيثه : عبد الله بن لَهِيعَة ، عَن أبي قبيل عَن أبي رُومَان " انتهى .

ثانيا : ابن لهيعة ، واسمه عبد الله بن لهيعة بن عقبة : اختلط في آخر عمره ، فضعفه جماعة من العلماء من أجل ذلك ، إلا من عُلم أنه أخذ منه قبل الاختلاط ، وهو مع ذلك مدلس .

انظر : " التهذيب " (5/327-331)

و" ميزان الاعتدال " (2/475-484) .

ثالثا : نعيم بن حماد - صاحب الكتاب - : له مناكير

حتى قال فيه النسائي : ليس بثقة .

" تهذيب التهذيب " (10/ 461) .

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :

" وَنُعَيْمٌ هَذَا وَإِنْ كَانَ وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ ، فَإِنَّ أَئِمَّةَ الْحَدِيثِ كَانُوا يُحْسِنُونَ بِهِ الظَّنَّ ، لِصَلَابَتِهِ فِي السُّنَّةِ ، وَتَشَدُّدِهِ فِي الرَّدِّ عَلَى أَهْلِ الْأَهْوَاءِ ، وَكَانُوا يَنْسُبُونَهُ إِلَى أَنَّهُ يهِمُ ، وَيُشَبَّهُ عَلَيْهِ فِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ

فَلَمَّا كَثُرَ عُثُورُهُمْ عَلَى مَنَاكِيرِهِ ، حَكَمُوا عَلَيْهِ بِالضَّعْفِ ، فَرَوَى صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ عَنِ ابْنِ مُعِينٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْهُ فَقَالَ : لَيْسَ بِشَيْءٍ ، وَلَكِنَّهُ صَاحِبُ سُنَّةٍ

قَالَ صَالِحٌ : وَكَانَ يُحَدِّثُ مِنْ حَفْظِهِ ، وَعِنْدَهُ مَنَاكِيرُ كَثِيرَةٌ لَا يُتَابَعُ عَلَيْهَا . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ : يَصِلُ أَحَادِيثَ يُوقِفُهَا النَّاسُ ، يَعْنِي أَنَّهُ يَرْفَعُ الْمَوْقُوفَاتِ

وَقَالَ أَبُو عَرُوبَةَ الْحَرَّانِيُّ : هُوَ مُظْلِمُ الْأَمْرِ ، وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ : رَوَى أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ عَنِ الثِّقَاتِ ، وَنَسَبَهُ آخَرُونَ إِلَى أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ "

انتهى من " جامع العلوم والحكم " (2/394) .

وقال الذهبي رحمه الله :

" لا يجوز لأحد أن يحتج به ، وقد صنف كتاب " الفتن " ، فأتى فيه بعجائب ومناكير "

انتهى من " سير أعلام النبلاء " (10 /609) .

رابعا : الوليد بن مسلم كان يدلس شر أنواع التدليس ، وهو تدليس التسوية .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في " طبقات المدلسين " (ص 51) :

" موصوف بالتدليس الشديد " .

وقال أبو زرعة العراقي رحمه الله في " المدلسين " (ص 99) :

" مشهور بالتدليس مكثر منه ، ويعاني تدليس التسوية أيضاً "

انتهى بمعناه

وذكر السخاوي في " فتح المغيث " (1/227)

: أنه كان يدلس تدليس التسوية .

وقد تابعه رشدين بن سعد ، وهو ضعيف

قال ابن معين : ليس بشيء

وقال النسائي : متروك

وقال الجوزجاني : عنده مناكير كثيرة .

" ميزان الاعتدال " (2/49) .

ويحتمل أن يكون الوليد أخذه عنه ، فلا تصلح متابعته له .

فإذا اجتمعت كل هذه العلل ، فإنها تدل على أن هذا الحديث شديد الضعف .

وإذا كان الأمر كذلك ، فلا يصح أن يُشتغل بمعناه ، ولا بتنزيله على واقعنا الحالي .

وانظر للفائدة إجابة السؤال القادم

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-31, 21:45   رقم المشاركة : 150
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث أبي هريرة في الرايات السود لا يصح

السؤال

ما مدى صحة الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شيء حتى تنصب بإيلياء ) رواه الترمذي .

فإذا كان الحديث صحيحا فأين خراسان ؟ جزاكم الله خيرا .


الجواب :

الحمد لله

الحديث الوارد في السؤال يرويه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( يَخْرُجُ مِنْ خُرَاسَانَ رَايَاتٌ سُودٌ لَا يَرُدُّهَا شَيْءٌ حَتَّى تُنْصَبَ بِإِيلِيَاءَ )

رواه نعيم بن حماد في " الفتن " (1/213)

وأحمد في " المسند " (14/383)

والترمذي في " السنن " (2269)

والطبراني في " المعجم الأوسط " (4/31)

والبيهقي في " دلائل النبوة " (6/516)

وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (32/281)

جميعهم من طريق رِشدين بن سعد ، عن يونس ، عن ابن شهاب الزهري ، عن قبيصة بن ذؤيب ، عن أبي هريرة به مرفوعا .

قال الطبراني رحمه الله :

" لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا يونس ، تفرد به رِشدين " انتهى.

وقال البيهقي رحمه الله :

" تفرد به رشدين بن سعد , عن يونس بن يزيد " انتهى.

ورشدين هذا سبب ضعف الحديث ونكارته ، فقد ضعفه أحمد بن حنبل

وقال يحيى بن معين : لا يكتب حديثه

وقال أبو زرعة : ضعيف الحديث

وقال أبو حاتم : منكر الحديث ، وفيه غفلة ، ويحدث بالمناكير عن الثقات ، ضعيف الحديث

وقال النسائي : متروك الحديث

وقال أبو داود : ضعيف الحديث

وقال ابن عدي : عامة أحاديثه ما أقل فيها ما يتابعه أحد عليه ، وهو مع ضعفه يكتب حديثه

وقال ابن حبان : غلبت المناكير في أخباره .

انظر " تهذيب التهذيب " (3/278)

فالخلاصة أن الحديث ضعيف جدا ولا يصح ، بسبب تفرد رشدين بن سعد به ، ولذلك لم يقبله العلماء .

فقال الترمذي :

" غريب " انتهى. وهي عبارة تعني ضعف الحديث عنده .

وقال البيهقي :

" يروى قريب من هذا اللفظ عن كعب الأحبار , ولعله أشبه " انتهى.

بل لما ساق الحافظ ابن كثير مجموعة من الأحاديث التي فيها ذكر الرايات السود ، قال :

" هذا كله تفريع على صحة هذه الأحاديث ، وإلا فلا يخلو سند منها عن كلام "

انتهى من " البداية والنهاية " (6/248)

وضعف الحديث الحافظ ابن حجر في

" القول المسدد " (42)

والشيخ الألباني في " السلسلة الضعيفة " (رقم/4825)

والشيخ أحمد شاكر في تحقيقه " مسند أحمد " (16/316)

وقال محققو مسند أحمد طبعة مؤسسة الرسالة :

" إسناده ضعيف جدا " انتهى.

بل قالوا أيضا :

" ولا يصح في هذا الباب شيء ، وكل ما فيه أخبار ضعيفة موقوفة " انتهى.

وكذلك قال فضيلة الشيخ الدكتور حاتم الشريف :

" لم يصح في الرايات السود حديث مرفوع ، ولا حديث موقوف على الصحابة رضي الله عنهم "

انتهى من دراسة حديثية نشرت أول مرة في موقع " الإسلام اليوم "

ثم نشرت في " ملتقى أهل الحديث ".

ومن أراد التوسع في تخريج الأحاديث الواردة في هذا الموضوع فليرجع إلى تلك الدراسة .

وعلى كل حال فقد قال الحافظ ابن كثير رحمه الله – على فرض تصحيح الحديث -:

" هذه الرايات السود ليست هي التي أقبل بها أبو مسلم الخراساني فاستلب بها دولة بني أمية في سنة ثنتين وثلاثين ومائة ، بل هي رايات سود أخرى تأتي صحبة المهدي "

انتهى من " البداية والنهاية " (19/62) طبعة هجر .

وللعلم أيضا فإن " خراسان " بلاد واسعة تشكل الشمال الشرقي في إيران

وتمتد بين جرجان وطبرستان من جهة

وبين ما وراء النهر من جهة أخرى

وكان يتبعها من الناحية السياسية بلاد ما وراء النهر وسجستان ( أفغانستان الحالية )

والإقليم الذي يعرف الآن باسم خراسان يضم أقل من نصف خراسان القديمة

أما بقية الإقليم فتابع لأفغانستان "

انتهى من " تعريف بالأعلام الواردة في البداية والنهاية لابن كثير " (1/471 ترقيم الشاملة)

والله أعلم









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سلسله علوم الحديث


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:05

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc