الحلقة المفقودة

[امحمد بن صالح]

عشنا سنوات ملؤها السعادة والهناء والإطمئنان والحب والمودة بين الناس ..واحترام للكبير وعطف على الصغير ..فكان الكبير كبيرا بأدبه وحكمته وأصالته ..والصغير كبير في أيامنا هذه..حافظ من هم قبلنا على قدر كبير من مبادئ وأخلاق جاء بها ديننا الحنيف...كان الكل يقوم بمهمة التربية مع الوالدين ...الجيران والمعلمون والأئمة وغيرهم ..كنا نقول لكل منهم..عمي..أو خالي...فكل من تلتقيهم في الشارع عمك أو خالك...لكن بعد العشرية السوداء ..انقلبت الموازين وتلاشت تلك المبادئ والأخلاق وتكاد تنعدم ....
إن المهم في كل ما سردنا هو : ماذا تركنا لمن يأتي بعدنا ؟ أي لهؤلاء الصبية الذين لايجدون من يقوم بتوجيههم ويأخذ بأيديهم إلى طريق الصواب ..لأننا وبكل بساطة وجدنا مالم يجدوه وتعلمنا مالم يتعلموه.. ولأن من قبلنا من أباء وأجداد أدوا دورهم وبلغوا رسالتهم نحونا وأعطونا حقنا فهل حافظنا على حق غيرنا وواصلنا المسيرة وغرس الصفات النبيلة في جيل لايجد إلا الأوهام وعيش كعيش الأنعام..
فنحن وبكل أسف الحلقة المفقودة بين جيل مضى وجيل هو آت..