إذا تخلطت الأديان احرز دينك .

[الزمزوم]

لندن ـ الهبت الثورات العربية التي اجتاحت عدة دول في المنطقة 'سوق الفتاوى'، وانقسم علماء المسلمين بين وجوب الخروج على الحاكم الظالم وطاعته 'درءا للفتنة'، وكالعادة كان لرجال الدين في منطقة الخليح النصيب الاكبر من هذه الفتاوى، فيما تفاوتت النسب في دول اخرى حسسب طبيعة علاقة دولة عالم الدين بالدولة التي اندلعت فيها الاحتجاجات، وموقف بلاده من هذه المظاهرات.
وكما استعان مفجرو 'الربيع العربي' بوسائل الاتصال الحديث سواء على الشبكة العنكبوتية او الهواتف المحمولة اضافة الى القنوات الفضائية التي اصبحت تنقل كل صغيرة وكبيرة حول اي ثورة، لدرجة ان المشاهدين اصبحوا خبراء بالمناطق الجغرافية لاغلب الدول التي اندلعت فيها الاحتجاجات، ولم تخلوا هذه الفتاوى من الغرائب ايضا.
وكان نصيب سورية ورئيسها بشار 'نصيب الاسد من هذه الفتاوى، ووصف عضو هيئة كبار العلماء السعودية الشيخ صالح اللحيدان الدولة السورية بـ'الفاجرة الخبيثة الخطيرة الملحدة'، داعيا 'للجهاد' لإسقاط الرئيس السورى بشار الأسد. وقال اللحيدان، فى تسجيل صوتي نشر على موقع 'يوتيوب' إن حزب البعث حزب فاشي خبيث، يزعم أنه يبعث العرب من جديد، وما جنى العرب منه إلا الشر'.
وأضاف بأن الرئيس السورى، نصيري، قائلا 'الرجل هذا نصيري.. بشار.. وأبوه أخبث منه قبله، وجناية أبيه خطيرة قتل فيها عدد كبير في لحظة واحدة في سورية'.
ودعا اللحيدان الشعب السورى للجد والاجتهاد في مقاومة النظام السوري حتى لو ذهب ضحايا، مضيفا 'أرجو الله أن يوفق السوريين إلى أن يجدّوا ويجتهدوا في مقاومة هذه الدولة الفاجرة الخبيثة الخطيرة الملحدة، أن يباغته ولو هلك من هلك منهم'.
واستطرد 'يرى في مذهب مالك انه يجوز قتل الثلث ليسعد الثلثان، فلن يقتل من سورية ثلثها إن شاء الله'. جاء ذلك فيما اصدر مجموعة من علماء الدين السعوديين بياناً يدعون فيه النظام السوري للإستجابة لمطالب الشعب السوري المشروعة ووقف نزيف الدم الجاري ومنع هذا الإبادة البشعة التي يتعرض لها السوريون، ذلك حسب الأعراف البشرية من مواثيق دولية تقضي بالأخذ على يد الظالم ليكف عدوانه.
وقد وقع على هذا البيان كل من الدكتور سليمان بن حمد العودة، والدكتور خالد بن محمد الماجد، والدكتور علي بن سعيد الغامدي عبدالله بن عبدالرحمن الوطبان وهم من أبرز رجال الدين فى المملكة.
وفي فتوى للشيخ يوسف القرضاوي قال إن الظلم وانتهاك حقوق الناس أمور تجيز الخروج عن الحاكم، كما أن تحقيق الحرية يشكل أولوية قبل تطبيق الحكم الشرعي في الإسلام. وذهب القرضاوي إلى أبعد من ذلك بكثير لما حكم بالإعدام على الزعيم الليبي معمر القذافي. وطلب عبر قناة 'الجزيرة' من المقربين من القذافي أن يقوموا باغتياله، وأحل دمه، وجعل من ذلك طريقا إلى التوبة والجنة.
اما عما كان يحدث في البحرين فقال القرضاوي ان ما يحدث في المنامة ليس ثورة، إنما ذلك يشكل فتنة، فأعطى الفتوى التي تسمح بدخول القوى الخارجية إلى البحرين.
وشدّد علماء دين ودعاة سعوديون على رفض كلام الشيخ القرضاوي وعضو هيئة كبار العلماء السعوديين الشيخ صالح اللحيدان، حول سورية وليبيا.
كما أكدوا على أن من الواجب على رجال الدين البعد عن إثارة الفتن والسعي لتهدئة الأمور في ما يحدث في بعض الدول العربية بدلاً من الخروج بأقوال قد تزيد من تأجيج المواطنين أكثر.. مشيرين إلى أن كلمة العالم مسموعة ولهذا يجب أن يكون دوره إصلاح ذات البين.
وأكد أستاذ الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والداعية المعروف الدكتور عقيل العقيل أن الواجب على علماء المسلمين تهدئة الأمور والتريث في إطلاق الأحكام في القضايا العامة وعدم الانسياق وراء الرأي الفردي.
وخلال اندلاع احتجاجات في المملكة العربية السعودية اكدت وزارة الداخلية ان التظاهر ممنوع في المملكة لـ'تعارضه مع الشريعة الاسلامية'، فيما افتى عدد من علماء الدين بحرمة التظاهر، وطالب الداعية السعودي سعد البريك في برنامج مباشر بث على قناة 'المجد' التي عبر من خلالها عن تأييده ومباركته 'لتهشيم كل جمجمة' حفاظاً على الامن في السعودية.
وحول الثورة المصرية اعتبر الداعية الكويتي عثمان الخميس ان قتلى الثورة المصرية ليسوا شهداء، مشيرا الى ان ثورة مصر قامت من أجل الدنيا وليس الدين. وقال الخميس في مقطع مرئي بثه موقعه الرسمي 'المنهج' ان ثورة مصر قامت من أجل الدنيا وليس الدين.
وشدد على عدم جواز الخروج على الحاكم ووجوب السمع والطاعة له، معتبرا ان من خرج في الثورة المصرية لم يخرج من أجل تطبيق الشرع وانما من أجل الحكم الديمقراطي. وأردف قائلا 'هذا خروج للدنيا، والله يوفقهم لكن لا يجوز ان يلبس لباسا شرعيا'.
وتابع 'لا يجب ان يقال ان هذه ثورة شرعية أو ان الشرع يجيز مثل هذه الثورات، بل هي ثورة من أجل الدنيا، وعسى الله ان يعطيهم الدنيا فهم ظلموا كثيرا وهضمت حقوقهم كثيرا'. وأضاف 'كذلك القتلى الذين قتلوا في تلك الثورة ليسوا شهداء فهذا ليس بطريق الشهادة ولكن أسأل الله ان يغفر لهم ويرحمهم برحمته'.